القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية - شرطة الظلام - الجزء الثاني رجاء حمدان


شرطة الظلام - الجزء الثاني 

رجاء حمدان 






رواية شرجة الظلام الجزء الثاني




لسماع أجزاء الرواية  الروابط التاليه 

https://youtu.be/B23l52fLtzQ

https://youtu.be/OmaYuOrX44g

https://youtu.be/iPdP-LJLugU

https://youtu.be/82s_q8RGVi0



ظلم الحياة هو مفهوم يعكس الشعور بالعدالة المنقوصة والمحن التي تواجهنا في رحلتنا عبر هذا العالم. وهو يتجلى بأشكال مختلفة في حياتنا اليومية.وقد يظهر الظلم بأشكال وصور مختلفة فقد يظهر في صورة التمييز العنصري، أو الظلم الاجتماعي.وعلى نطاق أوسع، يمكن أن يتجلى الظلم في هياكل السلطة والأنظمة الاجتماعية. فيشعر الفرد بأنه يعيش حياة مظلمة لا يستطيع الخروج للنور .

ما عليك سوى الانتساب الى القناة

https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber"

راجو شو يقوم بحكاوي الروايات بإسلوبه المستقل المختصرالوافي الممتع


"""" ربما تكون الرواية او الاساطير او الحكايات او قصص المشاهير التي نننشرها ...منتشرة على اعلانات جوجل ..ولكن معنا متعة القراءة وسما ع الرواية متميزة ..موقع وقناة راجوشو وفر لجمهوره الكريم كل ما يحتاجه ويلبي ذوقه من افضل الكتب وافضل القصص الشيقة والاساطير والحكايا وقصص المشاهير بطريقة محترفة ، حتى لايشعر القارئ بالملل من السرد الطويل الممل ....لذلك قمنا ب انشاء موقع الكتروني ضخم لقراءة الروايات على الرابط التالي

https://www.rajaoshow.com

/وكذلك عملنا على تخطيط وتصميم الموقع الالكتروني الى قناة

سماعية بجودة واحترافية فائقة على الرابط التالي االرسمي للقناة على الرابط التالي:https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber.



رواية 

شرطة الظلام  - الجزء الثاني 

رجاء حمدان 


 كنت مستعدة لمساعدة عائلة غانم بأي طريقة ممكنة ومهما كانت التحديات. سألت السيد غانم عن مخبئهم وأنه بإمكاني المساعدة. ولكنه رفض اقتراحي وقال أنه من الأفضل ألا أعلم عن مخبئهم حفاظًا على سلامتي.

بعد ذلك، اختفت عائلة غانم تمامًا ولم أسمع عنهم أي خبر .

من يومها كانت روايتي الجديدة ما تزال كما هي، لم أعد أسترسل بالكتابة وأصبحت الأفكار لدي تائهة وقلمي لم يعد يكتب كالسابق. وفي كل مرة ألتقي فيها بجمال، يسألني عن حال الرواية. فكنت أخبره بأني غير مهتمة بالكتابة بعد الآن.

اليوم، زارني جمال في البيت، وكنت قد دعوته على فطيرة التفاح التي يشتهيها ويحبها من صنع يدي. قرأ ما كتبته حتى الآن وغضب من صراحتي بالكتابة وطلب مني أن أنتقي كلماتي بعناية بسبب شرطة الظلام . كنت أتساءل، متى ستنتهي هذه الشرطة وأستعيد حريتي في الكتابة.

.









أخبرت جمال عن الغرفة السرية التي توجد في القبو، فأجبته: "هُنَا كَانَتْ أُمِّي تَخْفِي أَشْيَاءَهَا السِّرِيَّةَ." فعبَّر جمال عن دهشته قائلًا: "أَشْيَاءُهَا السِّرِيَّةَ؟!! وهل ما زال الكثير من أعمال والدتك؟" فأجبته: "لا، لم يبقَ سوى القليل؛ أعتقد أنها كانت تخلصت من معظم أوراقها وقامت بترتيب كل شيء عندما استدعتها شرطة االظلام ."

ثم بدأ يفتح الأدراج تدريجيًا حتى لم يبقَ درج  الا وفتحه . كنت واثقة أن كل درجٍ يحتوي على شيء من ذكريات طفولتي. سأل جمال: "معظم الأدراج فارغة، هل صادرتها الشرطة؟" فقلت: "لم ينزلوا في حينها إلى القبو."

سألني جمال: "هل تستطيعين تذكر ما كانت تحتويه؟" قلت بعد تفكير طويل: "الشيء الذي كانت أمي تعتني به أكثر من غيره، كان حجرًا معدنيًا صغيرًا يشبه قطعة الزمرد."

اختفت الورود وأصبح من العادة أن يختفي فجأة شخص ما دون أي مقدمات، سواء كان زميل دراسة قديمًا أو أحد أقاربك. وقد اعتاد سكان الجزيرة على تلك الاختفاءات بشكل كبير.

كان الجد يرتشف القطرات الأخيرة من فنجان الشاي، ثم ابتسم باهتًا وقال: "ما هو الحديث المهم الذي يجعلك تقفين أمامي بهذا التوتر دون أن تلقي علي التحية؟" فقلت له بحزم: "إن لم تكن ترغب في سماع ما سأقوله فسوف أذهب من أمامك فورًا." فأجابني الجد: "يبدو أن الأمر مهم، هيا تكلمي بصوتٍ عالي حتى أسمع ما تتحدثين عنه."

 قلت له بنبرةٍ عاليةٍ ولكنها حذرة: "قد يكلفك الأمر حياتك." فرد الجد دون تردد: "لا مشكلة ليس لدي ما أخسره ، تحدثي."

قلت له: "أريد أن أنقذ أحدهم، وأريد أن أخبئه في مكان آمن، هل تستطيع مساعدتي؟" فأجاب الجد بقوة: "أجل، سأساعدك."

سأل الجد: "ولكن أين ستجدين هذا المكان الآمن؟!" فاقترحت عليه عدة أماكن لكنها لم تعجبه، وقال إنها قد تكون مكشوفة وغير آمنة. ثم ردد الجد بآسى: "سواءً اختبأ أم لم تختبئ، فما الذي سيتغير؟" فقلت: "لا تعلم. ربما يختفي مطاردو الظلام يومًا ما." وفجأة وقبل أن أنهي جملتي حطت دورية مؤلفة من خمسة اشخاص  علينا ودون توجيه اي كلمة للجد تم اقتياده وإعتقاله ‘لم يدافع الجد عن نفسه ويعترض بل نظر الي ووضع إصبعه على فمه يحذرني من أي كلام أو ردة فعل قد تؤذيني .







فورا ذهبت عند جمال وقلت له بحذر: "عندي مخبأ، يمكنك الثقة به "سألني بعيون مليئة بالقلق: "أين هو المخبأ؟" أجبت "لا يمكنني أن أخبرك مسبقًا. من الخطر أن تعرف أكثر مما ينبغي. هل تفهمني؟" أومأ برأسه موافقًا. طمأنته قائلة: "لا داعي للقلق بشأن ذلك. حان وقت العجلة قبل أن يكشفوا عن جيناتك ويعلموا بأنك تنتمي إلى المنظمة الداعمة..

كان يوم الإنتقال يومًا عاصفًا تتساقط فيه الأمطار بغزارة، نزل جمال إلى الغرفة السرية بالقبو،  وكنت قد قمت بتجهيز الغرفة وتحديث الأثاث لتصبح سهلة الإستخدام لجمال، وشرحت له كيفية تشغيل الموقد الكهربائي وعن نظام طريقة الإتصال وغيرها من التجهيزات. ثم قلت له: "قد لا تكون الإقامة مريحة دائمًا، ولكن هنا ستجد الأمان.

. أصبحت الآن أعرض كتاباتي على جمال قبل تسليمها إلى الناشر الجديد. طلب مني جمال أن أحضر له بعض الأعمال التي قد تملأ يومه من الصباح إلى المساء. كانت الأمور تسير بيسر ، كان جمال يبذل قصارى جهده للتكيف مع الحياة في الغرفة السرية. وفي بعض الاحيان يقوم بالتجول بالبيت عندما نشعر ان الوضع آمن

صباحاً ، أستيقظت لأجد الأمطار تتساقط بغزارة على الأشجار في الجزيرة. ثم بدأت حبات الثلج تتساقط وتغطي الأرض. وخلال فترة الثلج، أصبح تعقب الأشخاص نشاطًا يوميًا لشرطة الظلام . كان رجال الشرطة يتجوّلون في المدينة بمعاطفهم الطويلة، لم يعد تعقبهم مقتصرا في الليل فقط بل أصبح ليلاً ونهاراً ودون استثناء يعتقلون كل فرد فكر بفكرة أو مشروع علمي أو أي شيء ممكن يكون فيه نهضة للجزيرة. إنهم يريدون الجزيرة تحت سيطرتهم  مجردة من التطور ومن السكان ايضاً ، فتلك الأفكار المتطورة تهدد وجودهم ومركزهم   .

في كل  ليلة وقبل أن أنام تبدأ الأفكار والوساوس تنهال على عقلي فتحبس النوم عني ، كنت أتخيل وجود جمال المختفي تحت الأرض، وأدعو وأصلي لله كي ينقضي الليل دون إقتحام.

وفي يومٍ من الأيام، قامت قوات الشرطة فجأة بمداهمة بيتي. تجمدت في مكاني من الخوف ، وشعرت بأن قلبي توقف عن الخفقان .  توزعت الفرقة في الغرف وعبثت بالأغراض والقت اوراقي على الارض ولم تترك شئ في مكانه بتاتا ثم خرجوا  وهم يتمتون  بكلمات بذيئة لانهم لم يجدو ضالتهم ، هرعت عند جمال متوترة فقال لي : "أولًا، يجب أن تهدأي. إذا كانوا يعرفون بوجود هذا المخبأ، فسيتوجهون مباشرة إلى هنا. أليس كذلك؟" فأجبته: نعم "ولكنهم أمسكوا بالجد؟" فقال جمال: " وهل يعلم الجد مكان وجودي فأجبت: "كلا، لا شيء من ذلك لقد تم إعتقاله قبل أن نتفق على مكان لإختبائك فيه .. فأجاب جمال: "في هذه الحالة، لا داعي للقلق.فلن يضغطوا على الجد في شئ يخصني ،  نأمل فقط ألا يواجه الجد أي شيء مروع.. فقلت : ولكني أخشى أن أراك تختفي. فقال جمال : نحن لا نملك سوى الصلاة الآن."







قال الجد بابتسامته المعتادة: "شكرًا لك، آنستي. كانت أيامًا صعبة قضيتها بالحجز  والشاي سيكون مريحًا جدًا الآن." أخذ الفنجان وشرب ببطء، ثم وضعه على الطاولة بجانبه.قلت له : "أعتذر، حاولت زيارتك والوصول إليك، وواجهتني صعوبة في العثور عليك عند قسم الحجز." فأجاب الجد بتواضع: "لا داعي للإعتذار، أقدر لك ذلك. نحتاج الصبر. لقد حاولوا شبكي بقضية المهاجرين غير الشرعيين، ولكنهم لم يستطيعوا إيجاد دليل يربط إسمي بتلك القضية بأي شكل."

فسألته: "ولكنهم كيف إستطاعوا الهرب بقارب دون أن يشعر بهم أحد؟ وكل المراكب غير صالحة للإستخدام." فأجاب الجد: "في الواقع، قد تكون المراكب غير صالحة، ولكن لديهم خبرة في الإبحار."

استكملت الحديث قائلة: "يبدو أن الهروب أصبح ضروريًا. أتمنى لهم السلامة والراحة في مكانهم الجديد." فأجاب الجد وهو يقترب من النافذة ليطل على الثلج الذائب: "نعم، آنستي. قد يكون الهروب هو ما يحتاجونه للعيش بحرية وبدون قيود. نأمل أن يجدوا مكانًا آمنًا ويعيشوا بسلام."

ثم توجهت للخروج من الغرفة وقلت وداعًا: "أتمنى لك ليلة هادئة. كم أنا سعيدة أن أراك سليمًا معافى." فأجاب الجد وهو يبتسم: "أتمنى لك أيضًا ليلة سعيدة ومليئة بالسكينة."

.

في اليوم التالي عندما خرجت، سألني صانع القبعات: "لم نر الجد مؤخرًا، هل هو بخير؟" أجبته قائلة: "آه، لم يكن بخير، لكنه الآن بخير". قلبي انقبض وأنا أتساءل عما إذا كان يعلم بشأن استدعاء شرطة الظلام   للجد، ولكن بدا أنه لا يعلم شيئًا.

في اليوم التالي حضر الجد في موعده المعتاد. كان يرتدي سترته الوحيدة، وكانت لديه ربطة عنق مخططة، وسرح شعره بعناية بعد غسله بالشامبو.

رحبت به قائلة: "أنا سعيدة لرؤيتك. "عيد ميلاد سعيد" ، دعنا  ننزل الى القبو لنحتفل معا بميلادك لدي مفأجاة لك .

رد الجد: "لنحتفل ونتجاوز هذه المحن سالمين."

 

."في تلك اللحظة، قرع جرس الباب  بقوة. تجمدت في مكاني ومسكت بذراع الجد ودون أن ينبس بحرف طوقني الجد بذراعه الأخرى كي يهدئني  . تكرردق  الجرس والقرع على الباب.

قلت : "انهم شرطة الظلام ."

قال الجد: "ينبغي أن تفتحي لهم."

فقلت : " أليس من الأفضل التظاهر بأنني غير موجودة في المنزل؟"

فرد الجد بحزم: "كلا. سوف يكسرون الباب ويقتحمون البيت. وتزداد الشبه حولنا. سنستقبلهم ونحن هادئون  ونتركهم يفتشون المنزل كما يحلو لهم. ليس لدينا ما نخفيه لا تقلقي ، سيمر الأمر. بسلام باذن الله "

 قلت له سوف انزل القبو لأخفي مخطوطاتي ، قفزت السلالم ووصلت عند جمال قلت له الشرطة هنا ، دخل جمال الغرفة السرية وأغلقت مدخلها  ،وكبست الزر الذي يعيد بقية الجدار ويموه مكان وجودها ودعيت ربي  أن لا يفتحها أحد غيري . وعدت بلمح العين أفتح الباب وفور فتحي الباب  دخلت شرطة الظلام وانتشروا في الداخل . قال رئيسهم بصوته الأجش موجها كلامه لي وللجد : .لا تلمسا أي شيء في البيت حتى الإنتهاء من التفتيش . هيا  أشبكا أيديكما خلف ظهريكما. عليكم إطاعة أوامرنا والكلام ممنوع. وأي مخالفة للتعليمات، سنعتقلكما. وساد التوتر في هدوء الليل.

بدأت عملية التفتيش بسرعة، توزعو نحو المطبخ والصالون والحمام والقبو...

كانوا يقومون  بتحريك الأثاث من أماكنها ، والبعض الآخر يفحص الجدران أو يفتش الأدراج.

سأل قائدهم وهويتفحص الجد من رأسه حتى قدميه : "من أنت؟ ولماذا أنت هنا؟"

أخذ الجد نفسا عميقا وأجاب الجد بنبرة حازمة: "أنا أعتني ببعض الأعمال البسيطة في هذا المنزل منذ زمن طويل وأصبحت فردا من هذه العائلة "

سأل أحدهم وهوينظر الى حوض المطبخ المتسخ : هل كنتما تطبخان؟"

أجبته قائلة "نعم" ان اليوم  ميلاد الجد وأردت أن نحتفل به

عاد أحد رجال الشرطة وهو يحمل حزمة من الأوراق رماها أمامي وصاح : "ما هذا؟"

أجبته قائلة: "إنها رواية."

رمى الشرطي  حزمة الأوراق على الأرض  بانفعال وأشعل النيران فيها .

.

صاح رئيس الفريق: "انتهينا!" فتركوا مواقعهم فورًا واصطفوا في صف واحد، ثم. ترافقت خطواتهم مع صوت أسلحتهم المشدودة وصدى قرقعتها واتجهوا نحو الباب للخروج .

همس الجد قائلاً: " انتهى الأمر." وضعت رأسي على كتفه  واستنشقت رائحة الجد بعمق.

 

في تلك الليلة كنتُ على وشك الإنهيار، لم أستطع السيطرة على مشاعري وتركتها تتدفق بشكلٍ لا يُصدق. ولم أستطع أن أمنع نفسي من البكاء .  وذهبت الى سريري الف نفسي بأغطية السرير وأناممتنة لهذه الغرفة الضيقة السرية  .

سألته: "هل سمعت خطوات رجال الشرطة فوق مكانك؟"

أجاب بتأكيد: "آه."

همست له: " لقد أقتادوا الجيران الذين يعيشون بجانب الحديقة ، حملوا طفلًا لم يتجاوز سن البراءة."

سأل جمال : "إلى أين أخذوا الطفل ماذا سيفعلون بالاطفال ؟"

هذا هو نفس السؤال الذي طرحته على نفسي.. سيأتي الوقت الذي سأفهم فيه هذا  المكان الذي تسعى  إليه الشرطة .

أمسكني من كتفي، كنتُ أرغب في قول شئ ، لكن لم يستطع صوتي الخروج فشفتاه غطتا شفتيَّ.












بدا جمال مهزوزاً بسبب زيارة شرطة الظلام ، وكان يرسم على وجهه إبتسامة شاحبة ليطمئنني، وكثيرًا ما كان يترك طعامه دون أن يلمسه..

بعد أسابيع من الهدوء، حدث إختفاء جديد. تعودت على إختفاء الأشياء، ولكن الروايات اختفت أيضًا.

بدأ الاختفاء في الصباح. استيقظت المدينة على اختفاء دار النشر التي أسسها جمال والعاملين فيها، وبالطبع، حزن جمال على إختفاء الروايات بشدة.

وقال لي: "عليك أن تحضري كل الكتب الموجودة في المنزل. ولا تستثني رواياتك."

قلت وأنا أهز رأسي رافضة: "إن فعلت ذلك، ستمتلئ الغرفة بالكتب ولن تجد مكانًا لك."

قال جمال: "لا أحتاج إلى أكثر من مساحة لجسدي. إذا قمت بإخفاء الكتب هنا، فلن يجدها أحد."

قلت: "نعم، ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟ ما الفائدة من الإحتفاظ بكتب اختفت بالفعل ولن يقرأها أحد؟ لقد تغيرت كل الأمور. إن قلبي يتمزق."

قال جمال: "إن فقدان الروايات أمر في غاية الصعوبة علي. أشعر وكأن الرابطة القوية التي تجمعنا تتلاشى. لن تحرقي كتاباتك. ستستمرين في الكتابة."

قلت: "ولكن الأمر مستحيل، فالروايات اختفت كما تعلم. ماذا يمكنني أن أكتب؟"

"لقد فقدت ثقتي بنفسي. حتى كلمة 'رواية' أصبح نطقها صعب علي. قريبا سأنسى كل شيء."

أمسك يدي ودفئ كل إصبع من أصابعه.

قال جمال : "إذا استمريت في الكتابة، فسوف تتمكنين من حماية الروايات؟"

حل المساء كئيباً، وتسارعت وتيرة الاختفاء فجأة. اندلعت النيران في المكتبة العامة وأحرقت جميع الكتب.

اخترت عشرين كتابًا من مكتبة أبي وأخفيتها مع مخطوطات رواياتي عند جمال في الغرفة السرية وحرقت الباقي.

وكان هذا حال العديد من الأشخاص الذين كانوا يحملون أكياسًا ورقية ثقيلة ويتجهون بها نحو الغابة لحرقها.

قال الجد لي : "هناك فرصة عمل، انها شركة صغيرة، بحاجة إلى موظفة تكتب على الآلة الكاتبة."

قال المدير: "ستكون الأمور على ما يرام، أنا متأكد من ذلك. ستتعلمين تدريجيًا أثناء العمل."

قلت: "شكرًا جزيلاً..."

أصبح يومي مزدحماً. كان علي العمل في المكتب من الصباح حتى المساء وكان علي الإعتناء بالمنزل وجمال وكذلك "بندق" الكلب الذي تركه  الجيران عندي  قبل رحيلهم.

هذه هي المرة الأولى التي أعمل فيها خارج المنزل، ويبدو لي أنني أتعامل مع الأمور بشكل جيد.

سألني الجد عند زيارتي له في العبارة : "آنستي... ماذا عن تكملة روايتك؟ كيف تسير الأمور؟"

أجبته: "أحاول جاهدة، ولكن الأمور لا تتقدم."

قال الجد: "أي شخص رأى تلك الكمية من الأوراق التي احترقت في ذلك اليوم لشعر بالرعب والحسرة!"

فقلت: "نعم، وأنا أيضًا في تلك الليلة، أحسست بأني لم أعد قادرة على الكتابة."

 

صاح الجد فجأة: "ماذا يحدث! زلزال!"




الى اللقاء بالجزء الثالث 

تفاعل :

تعليقات