القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية - شرطة الظلام - الجزء الثالث - رجاء حمدان

رواية 

شرطة الظلام - الجزء الثالث 

رجاء حمدان 




رواية شرطة الظلام  الجزء الثالث










لسماع أجزاء الرواية  الروابط التاليه 

https://youtu.be/B23l52fLtzQ

https://youtu.be/OmaYuOrX44g

https://youtu.be/iPdP-LJLugU

https://youtu.be/82s_q8RGVi0



ظلم الحياة هو مفهوم يعكس الشعور بالعدالة المنقوصة والمحن التي تواجهنا في رحلتنا عبر هذا العالم. وهو يتجلى بأشكال مختلفة في حياتنا اليومية.وقد يظهر الظلم بأشكال وصور مختلفة فقد يظهر في صورة التمييز العنصري، أو الظلم الاجتماعي.وعلى نطاق أوسع، يمكن أن يتجلى الظلم في هياكل السلطة والأنظمة الاجتماعية. فيشعر الفرد بأنه يعيش حياة مظلمة لا يستطيع الخروج للنور .

ما عليك سوى الانتساب الى القناة

https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber"

راجو شو يقوم بحكاوي الروايات بإسلوبه المستقل المختصرالوافي الممتع


"""" ربما تكون الرواية او الاساطير او الحكايات او قصص المشاهير التي نننشرها ...منتشرة على اعلانات جوجل ..ولكن معنا متعة القراءة وسما ع الرواية متميزة ..موقع وقناة راجوشو وفر لجمهوره الكريم كل ما يحتاجه ويلبي ذوقه من افضل الكتب وافضل القصص الشيقة والاساطير والحكايا وقصص المشاهير بطريقة محترفة ، حتى لايشعر القارئ بالملل من السرد الطويل الممل ....لذلك قمنا ب انشاء موقع الكتروني ضخم لقراءة الروايات على الرابط التالي

https://www.rajaoshow.com

/وكذلك عملنا على تخطيط وتصميم الموقع الالكتروني الى قناة

سماعية بجودة واحترافية فائقة على الرابط التالي االرسمي للقناة على الرابط التالي:https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber.


رواية

شرطة الظلام - الجزء الثالث

رجاء حمدان



أصبح يومي مزدحماً. كان علي العمل في المكتب من الصباح حتى المساء وكان علي الإعتناء بالمنزل وجمال وكذلك "بندق" الكلب الذي تركه  الجيران عندي  قبل رحيلهم.

هذه هي المرة الأولى التي أعمل فيها خارج المنزل، ويبدو لي أنني أتعامل مع الأمور بشكل جيد.

سألني الجد عند زيارتي له في العبارة : "آنستي... ماذا عن تكملة روايتك؟ كيف تسير الأمور؟"

أجبته: "أحاول جاهدة، ولكن الأمور لا تتقدم."

قال الجد: "أي شخص رأى تلك الكمية من الأوراق التي احترقت في ذلك اليوم لشعر بالرعب والحسرة!"

فقلت: "نعم، وأنا أيضًا في تلك الليلة، أحسست بأني لم أعد قادرة على الكتابة."

 

صاح الجد فجأة: "ماذا يحدث! زلزال!"

وعندما انتهى الزلزال وفتحت عيني، صحت جدي جدي ، كان كل شيء في حالة فوضى وقد قلب الأثاث وتبعثرت الأشياء من أماكنها، حتى أني لم أستطع تمييز المكان الذي كان يجلس فيه الجد قبل قليل. فرحت أصرخ أنادي على الجد ، ثم أخيراً جاء جواب الجد "نعم أنا هنا "

قلت: "هل أنت بخير؟"

قال الجد: "لا تقلقي بشأني، هيا، إهربي فورًا وابحثي عن مأوى آمن. إن تسونامي على وشك الحدوث."

قلت: "مهما كان الأمر، لن أتركك هنا سنهرب معًا."

حرك الجد يده التي بالكاد تظهر من تحت الأنقاض رافضًا لكلامي ومشيرًا لي بالرحيل.

تجاهلته وحاولت تحريك الأنقاض. قال الجد: "أرجوكي اذهبي."

صرخت بغضب: "لن أرحل بدونك."

لم أستطع تحريكه أو سحبه، فرحت اسحب  القطع الصغيرة اولا ثم ربطت القطعة الكبيرة بالحبل الذي وجدته بين الركام المتناثرة. وبقيت هكذا أسحب بقطع الركام من فوقه حتى إستطعت إخراجه.

سألته: "هل هذا هو التسونامي؟"

قال الجد: "لا، التسونامي لا يأتي بهذه اللطف."

قلت: "على أي حال، يجب علينا أن نسرع، أليس كذلك؟"

تمكنا من عبور العبارة المدمرة، وجلسنا بين أنقاض المكتبة في أعلى التلة.

نظرت إلى الجد وسألته: "هل أنت بخير؟"

قال: "لا تقلقي، إنها خدوش بسيطة."سألته وأنا أمسح دموعي: "

لقد ابتلع البحر العبارة وهدم السدود والمنازل التي على الشاطئ.

نظرت إلى الجد وسألته: "إنك  جريح؟"

أجاب: "لا، أنا بخير. الدم يغطي جسدي فقط بسبب شظايا الزجاج."

تذكرت جمال، لقد نسيته في الغرفة السرية ترى ماذا حصل له الآن!!!! 

قلت للجد سوف اخبرك عن سر ،  ولم أكد أنهي كلامي حتى وقع الجد من مكانه وأغمى عليه ، صرخت جدي أرجوك لا تمت إني بحاجتك لا تتركني هنا وحيدة لم يعد لي أحد سواك نزلت دموعي فوق جبهته فرفع يده وقال بصوت خافت الم تجدي مكان آخر تذرفين  عليه دموعك مسحت دموعي وارتميت فوقه أقبله من وجنتيه وأصرخ  :  الحمدلله إنك حي ، الحمدلله ، قلت له : إنك تحتاج لرعاية،  سوف  تقيم في بيتي لن أتركك،  فقال الجد  : لا ياعزيزتي لن أذهب للإقامة في بيتك ، إن الشرطة تتعقبني وإن أقمت عندك سوف يأتون كل يوم يدقون بابك ولن تهنأي براحة بال  ، سأذهب الى بيتي القديم الذي هجرته منذ زمن  ولا أريد مناقشة في هذا الأمر ، هيا بنا إنه قريب من هنا،  وسوف يعتني  بي جاري بائع القبعات ، أوصلت الجد الي بيته وفورا جاء بائع القبعات يساعده في فتح الباب،  أدخلناه البيت المهجور فقال جاره لا تقلقي عليه آنستي سوف أعتني به أنا وزوجتي ونقوم بتنظيف البيت فقط إذهبي وأطمئني على بيتك وعودي غدا .

عندما وصلت المنزل تنفست الصعداء قليلا إذ لم يكن هناك أضرار بالغة أو اي تدمير من الخارج ، فقط بعض الشجيرات الصغيرة انقلعت من مكانها وبعض البلاطات المرصوصة أمام البيت قد انفصلت عن بعضها. على الفور هرعت نحو الغرفة السرية.

صحت  من أعلى الدرج: "جمال هل تسمعني؟"

وقبل أن أصل إلى أسفل الدرج سمعت طرقًا يأتي من داخل اللوح.

ثم سمعت صوت جمال يقول: "أنا هنا."

قلت: "هل أنت بخير؟ هل أصبت بشيء؟"

قال جمال: "أنا بخير والحمد لله. وأنت بخير

قلت: "لقد تمكنا أنا والجد من النجاة بصعوبة. ولكن العبارة غرقت."

قال جمال: "حقًا؟ كنتُ أرغب في الخروج، لكن الباب كان مغلقًا."

حاولت  فتح الباب ولكنني لم أستطع.سألته بجزع : هل المروحة تعمل ؟: قال جمال: "لا، إن التيار الكهربائي قد انقطع، لذا فإن المروحة لم تعد تعمل."

 فقلت بقلق : هل تستطيع التنفس بحرية ، فقال لقد بدأ يضيق صدري قليلا ،  قلت : سوف أحضر المنشار  بالحال : "







نشرت القطعة الخشبية التي حول المقبض. ثم قلت له  حاول أن تدفع الباب من جهتك بكل قوتك؟"

بقينا على هذاالوضع حتى تمكنا أخيرًا من فتح الباب وخرج  جمال بحالة مزرية وقد بدأ يشعر بضيق تنفس في صدره.

جلست عشاءاً  أتحدث لجمال قلت له : ترى ماسر هذه الزمردة ؟!!

 

قال جمال : لا بد أن لهذه الزمردة التي أخفتها والدتك عن العيون سر عظيم

قلت: "إنها من صنع أمي. يبدو أنها ما كانوا يتحدثون عنه، ويبحثون عنه

سألني: "ماذا تعتقدين أننا يجب أن نفعل بها ؟" ثم حملها وراح يقلبها بين يديه وضعها تحت الضوء ليدقق بها أكثر ،  نظر نحو الكوب الزجاجي الذي أمامه وكسر أطرافه برقه حتى وصل الى القعر ثم فك زجاج ساعته المقعر ولصق الإثنان على بعض فأصبح لديه مكبر  صغير للنظر وعندما وضع الزمرده تحت المكبر ، تفاجأ أن وجد هناك كتابات صغيره بالكاد إستطاع أن يراها ويبدو أنها معلومات علمية مهمه لم يستطع  جمال قراتها قرأ بعض الكلمات فقط  ثم قال :  يبدوأاننا نحتاج الى مكبر أكبر من هذا كي نستطيع قراءة ما هو مكتوب على الزمرده فكرت ليلي قليلا  ثم قالت سوف أذهب الى الجد وأستشيره بالأمر .



 

.

كان الجد يحتفظ بمنظاره المتهالك بعناية شديدة، فقد كان هذا المنظار هو الوصلة الأخيرة له بأيام الشباب والمغامرات التي عاشها على الجزيرة المنعزلة. إنها الجزيرة التي كانت مهداً للحرية  والاكتشافات والتطورات العلمية قبل أن تصبح  تحت سيطرة شرطة الظلام.

في ذلك اليوم المشؤوم، قامت شرطة الظلام بحملة تفتيش عنيفة على الجزيرة، وكان هدفهم إخفاء كل ما فيها من تقنيات متطورة مثل العدسات المكبرة ومكبرات الصوت والزجاج العاكس. قام الجد بإخفاء منظاره المحبوب قبل ان يصلوا اليه ووضعه في فجوة داخل الجدار المجوف في بيته المهجور .

دخلت ليلي عند الجد ووجدته ممدا على السرير ودرجته حرارته عالية كان الجرح ملتهب ومنتفخ ، صاحت ليلي جدي أنت تعب علينا أن ننقلك الى المشفى ، رفض الجد بشدة الانتقال  الى المستشفي وأصر على البقاء في المنزل ، قال لها : إذهبي الى  مركز العناية الطبية وأحضري ما يلزم من العلاج .




عادت ليلي تحمل بيدها بعض الأدوية وقطن وكريم مضاد للالتهابات ، قامت بتنظيف الجرح وتضميده وأعطت الجد ما يلزم من أدوية وأطعمته شوربة ساخنة ثم غطته جيدا ،قالت له جدى أعلم أنك تملك منظارا للتكبير هنا هل أستطيع أن أستعيره منك لفترة قصيرة ، أشار الجد لها بمكان وجوده ثم راح وغط بالنوم .

إتفقت ليلي مع جار الجد  صانع القبعات وإمراته أن يلازموا الجد في الليل وفي صباح الغد  سوف تأتي للمناوبة الصباحبة .
في النهاية، قام جمال بتحسين منظار الجد بإضافة بطارية صغيرة لتشغيل مصدر الإضاءة وثبت عدسة المنظار على قطعة من الخشب كقاعدة لها. وضع الزمردة وبدأ في تحريك العدسة لتركيز الصورة وتكبيرها. ففاجأته النتائج، حيث اكتشف أن الزمردة هي في الواقع كمبيوتر محمل بالمعلومات. وأن كل ما كان موجودًا على الجزيرة واختفى بأمر من شرطة الظلام كان محفوظًا على هذه الزمردة .

 



على الفور، أدركت ليلي، أهمية ما تم اكتشافه. قالت بفرح وحماسة: "علينا أن نعيد ما فقدناه! باستخدام هذه الزمرة، يمكن للجزيرة استعادة الحياة التي سلبتها منها قوات الظلام". رد جمال  قائلاً: "لكن هل تعتقدين  أن رجال الشرطة يخافون منا ويريدون إعتقالنا أوسرقة أبحاثنا وثقافتنا فقط لسيطرتهم علينا؟ قد يكون هناك أمرٌ أكبر مما نتصور".

ردت ليلي ببراءة: "هل يوجد كنز؟". أجاب جمال بابتسامة غامضة:"ربما يكون هناك شيء أكبر من ذلك، جعلت قوات الظلام تسعى كي تخفي كل ما هو موجود على الجزيرة" لتمتلكها دون منازع .



 

. حان الوقت  للثورة ضد هؤلاء الأعداء  ، وضع جمال وليلي خطة بدأت بإقناع أهل الجزيرة بفكرة التحرر من الظلم ، فراحت ليلي وبعيدا عن الأعين ، بالطواف على أهل الحى الذي تقطنة لتشكيل فريق من المقاتلين المحليين المخلصين. قدمت لهم رؤيتها وهدفها في استعادة العدالة وحريةالجزيرة . وتعاونوا  بدورهم سويًا  لتوصيل هذا الهدف الى بقية أهل الجزيرة بسرية تامة وكان الخوف الذي يتملكهم من بطش الشرطة يتبدد بالتدريج من قلوبهم عندما يعلموا  بأن عددهم يزداد  يومياً بشكل ملحوظ . وكان الحماس للدفاع عن جزيرتهم يدفعهم للمغامرة والتضحية من أجل أطفالهم وانفسهم بعد أن أصبحت الجزيرة فارغة من مقومات الحياة الكريمة ، لقد اختفى كل ما هو ضرورى للعيش وبشكل تدريجي حتي وصل الحال الى لقمة العيش والتي لم يبقي منها  سوى القليل،  فكانت حصة كل فرد اليوميه بالكاد تكفيه ليومه وعلى إستمرار هذا  الحال سوف يأتي اليوم القريب  الذي يقومون بتجويعهم  فيه ثم القضاء عليهم نهائياً ، ودون لفت إنتباه الجزر التي بجوارهم ، ولكن لماذا كل هذا يا ترى ؟؟؟




قال جمال  : نحن نعلم أن الأمر في غاية الصعوبه وليس أمامنا سوى الدفاع عن أنفسنا فماذا سنخسر ففي كلا الحالتين  نحن ذاهبون الى التهلكة فليكن لنا شرف الدفاع عن كرامتنا وجزيرتنا

قالت ليلي : لو عرفنا السبب الذي يريدون ان يقضوا به على كل من في الجزيرة بهذه الطريقة ربما استطعنا ان نقطع نصف الطريق

فقال جمال : هذا الامر يعتمد على فرقة  التجسس

 

 

قسموا أنفسهم لعدة مجموعات ، مجموعة بدأت بجمع المعلومات عن قوات شرطة الظلام وعن طريق انتشارهم في الجزيرة واستطاعوا تقدير عددهم ، وأنشطتهم. استطاعوا الحصول على معلومات قيمة حول مواقعهم وتوقيتات دورياتهم و الوقت الذي يتم فيه تبديل  الدوريات . ومصادر تمويلهم ، وتحليل هذه المعلومات ساعد في تحديد أفضل فرصة لتنفيذ الخطة.

قامت مجموعة اخرى يرأسهم جمال بتنظيم عملية تسلل لإكتشاف مخبأ الأعداء الرئيسي. ، كانوا يتسللو ن ليلا  نحو حصن رجال  الظلام يحملون منظار الجد  لمراقبة جيش الظلام ، ولكنهم أصيبوا بخيبة أمل شديدة ، حين وجدوا ان الحصن أقرب نقطه ممكنة  الإقتراب منه ،  تبعد عنه مئات الأمتار وبالتالي لايمكن رؤية شئ ما بداخله فأسواره عاليه لايمكن إختراقها والحواجز مدعمه بكاميرات يصعب إختراقها .

كانت فكرة  إختراق الحصن أشبه بالمستحيل فهم لايملكون شئ يدافعون به عن أنفسهم سوى بعض العصى الخشبيه .



 

عند الساعة الثامنة مساءاً كانت شرطة الظلام تطرق أبواب الحي الشرقي المقابل لحي ليلي وتعتقل كل شخص يقوم بسرد القصص والحكايات ، إنتهزت فرقة المقاومة تلكأ  أحد أعضاء شرطة الظلام عن فرقته كي يصلح رباط حذاءه ، وبسرعة البرق إنقض عليه أربعة من الرجال  مرة واحدة ، وضع أحدهم يده على فمه والآخر أمسك بشعره وركز رأسه للأمام وآخر وضع قطعة قماش وربطها حول فمه وآخر كان يحمل كيس ألبسه في رأس الشرطي ثم قاموا بسحبه نحو أحد البيوت القريبة ، وهناك نزعو عنه الكيس وقطعة القماش ونزعوا ملابسه العسكرية ولبسها أحدهم  وهوالأقرب لطوله ، واعتمدو أنه في الليل لا يمكن رؤية الوجه بشكل واضح وخصوصاً أن شرطة الظلام لا تظهر وجهها وتخفيها دائماً بالأقنعه ،  في هذا الاثناء كان البقية يقومون باستنطاق الشرطي ،  وعندما لا يتعاون معهم بالإجابه يقومون بتعذيبه حتى ينطق ، أخبرهم عن إسمه ورتبته وأنه لا يعرف  أسماءأعضاء الفرقة وأنهم يعرفون بعضهم فقط بالأرقام ، سألوه عن سبب وجودهم على جزيرتهم فأخبرهم أنه لايعرف ، وفي كل مرة كان يقول إن القائد يأمرنا بهذا  ونحن نمتثل للأوامر فقط دون أن نقابله فلا أحد يستطيع رؤيته والحديث معه .





أنهى جمال لبسه للزي وأخذ البطاقات التي يمتلكها الشرطي وإتفق الجميع  على كلمة السر كي يميزه  أهل الجزيرة من بين شرطه الظلام .



 

الإندماج في بيئة الأعداء بشكل متخفي  كان هو الوسيلة الوحيدة  للتجسس والوصول الى عقر دار الأعداء على الرغم من مخاطر العميلة ،  وكانت الخطةهي النجاح ولا مجال للفشل .

  وصل جمال سريعاً عند فرقة الشرطة قبل أن يكتشفوا غياب زميلهم ،  حاول أن يستوعب الوضع قليلا فلبث خارجا بجوار الباب يراقب الوضع  في الداخل  ، حمد الله أن لاأحد قد لاحظ غياب الشرطي لقد ساعدت تلك الاقنعة السواداء التي يضعونها على وجوههم على التنكر بشكل أسهل ، انهت الفرقة تفتشيها للمنزل وإعتقلت صاحبه وجرته الى داخل شاحنة الحجز  مع بقية المحتجزين وتوزعت  بقية الفرقة في مركباتهم الخاصة ، كانت الأفكار تتزاحم وتتخبط برأس جمال لقد سار الأمر الى الآن بخير وبشكل جيد ، ولكن الأصعب والأهم هو الآتي وعليه أن ينجح ، فليس هناك خطة بديلة للفشل سوى الموت قبل أن يتعرفوا عليه ويستنطقونه وليس هذا فحسب ، بل سوف يقومون بحرق الجزيرة ومن عليها لتجرأ أحدهم على هذا الفعل ،  فكان القلق والتوتر الذي يكتمه كغريق لا يستطيع أن يفتح فاه في الماء ، سأل نفسه ترى ما هي الإجراءات المتبعة عند دخوله الحصن ، وكيف سينجح في الدخول دون أن يكتشفه أحد ، وهل سيتعرف عليه أحد ما وينفضح أمره ، أرخى أذنيه لحديث الشرطي الذي بجانبه مع مع الشرطي الاخر وهو يقول : لقد طلبت إجازة ولم يوافق عليها قالوا لقد بتنا على حافة الوصول وأوشكنا على الانتهاء ونحتاج لكل عنصر في هذا الوقت ، أخذت الطريق نصف ساعة من الزمن حتى وصلو الحصن لاحظ جمال أنهم ينادون بعضهم بالارقام عنصر رقم 4 ..عنصر رقم 5 وهكذا فكان هذا ايضا مريح له فهذا يعني أنهم لا يعرفون أسماء بعضهم  البعض ، ويبدو أيضا انهم مجموعة مرتزقة كل واحد من جنسية مختلفة عن الآخر ، إلا أنهم كانوا يتحدثون لغة الجزيرة باتقان تام ، دخلت المراكب الحصن ونزل الجميع ، كانت هذه هي اللحظة الحاسمة والخطيره  إن نفذ منها فسوف ينجو جمال ، وقف جمال خلف عنصر رقم 5 ، كان أمامهم أربعة عناصر ويصل اليه الدور للدخول ، كان كل عنصر يسلم بطاقته ويضع بصمة أصابعه الخمسة تحت جهاز  كشف البصمات ثم يعبر حاجزا وبعدها يدخل عبر ممر طويل نحو الداخل ، وصل الدور عند عنصر رقم خمسة فوضع بطاقته ووضع كف يده على جهاز البصمات ، ثم جاء دور جمال ،وضع جمال بطاقته ووضع كف يده على جهاز البصمات الالكتروني ففتح الحاجز ومر من خلاله جمال الى الممرالطويل ، كان يمشي بثقة وطمانية ،  نظر الى كف يده وتبسم في داخله لقد نجحت فكرة تلصيق جلد أصابع الشرطي الذي قبضوا عليه على أصابع كفه اليمني ، تعرف جمال على مكان النوم والمعيشة والمطعم من خلال متابعته في كل مرة لأحد العناصر  والذي ساعده على عدم إكتشاف أمره هو أن كل شخص يبدو غريب عن الآخر ، لا يتحدثون ألى بعضهم إلا قليلا ، كان كل تفكيره مركز على كيف يمكن اختراق المدخل الى الحصن عند الهجوم عليه ، كان هناك قائد يراقب العناصر عندما يتنقلون من غرفه الى أخرى ، وكان هناك وقتاً  محدداً لكل قاعة يقضي بها العنصر وقته  ، سواء كان ترفيهي أوفي  قاعة الإتصالات ، وكان في كل غرفة شاشة عرض توضح  موعد كل فعالية فوقت العشاء كان على الساعة الثامنه الى التاسعة وعند التاسعة يعرض وقت التسلية وكانت عبارة عن الجلوس الى اجهزة الكمبيوتر او اتصال العناصر بعائلاتهم وعند الساعة الحادية كانت تطفئ الأضواء للذهاب الى النوم والاستيقاظ  باكرا ، وعند الساعة الثامنة صباحا عليهم التوجه إلى مركباتهم للذهاب في الجولات التفقديه ، كان هناك مناوبات لكل مجموعة وكانت كل مجموعة لها اسم خاص بها وكانت اسم مجموعة جمال اللهب. .

إجتمع عدد من شبان الجزيرة في بيت ليلي وهم غاية الاستغراب والقلق ، لقد إختفي الجد ، كانت المناوبة الليلة لجاره رجل القبعات وكان الجد نائما ، جلس الرجل على المقعد قبالة الجد ولكنه راح وغط بنوم عميق وعندما أفاق لم يجد الجد أخبر الجميع عن إختفاء الجد ، والكل تسأل تري أين سيذهب رجل مسن مريض يعاني من الحمى ولا يقوى على السير لمسافة طويلة لوحده ؟؟؟ لذلك أجمع الجميع على أن الجد أختطف من قبل شرطة الظلام  التي وضعته تحت المراقبة رغم كبر سنه .







في المساء كانت شاحنة الشرطة التي تحمل دورية اللهب  تسير نحو بيت ليلى ، فالتجمعات لأكثر من خمس أشخاص مخالفة لتعليمات الشرطه ، غير موضوع الجد ، كان هناك ايضا سبباً وهدفاً آخر  للتجمع هذا ، وهو لفت إنتباه تلك الدورية وجعلها تأتي للبيت من أجل التحدث الى جمال والإطمئنان عليه بطريقة طبيعية .

دخلت الشرطة البيت ، وكعادتها توزعت بين الغرف والقبو ، ووجهت بنادقها نحو الشباب وصرخت في ليلي واتهمتها بمخالفتها قانون  منع التجمع ولذلك سوف تعاقب وتسجن ، كان ثلاثة من العناصر موجهة بنادقهم نحو الشباب بعد ان أداروا وجوههم نحو الحائط ووضعوا الأغلال في أيديهم ، كان جمال يشهر ببندقيته نحو ليلى ويأمرها بإطاعة الأوامر ، وعندما أحسن أن بقية الدورية أصبحت منهمكة بالتفيش داخل المنزل ،  على الفور أطلق من مسدسه الكاتم للصوت طلقتين قضت على العنصرين اللذين معه وفك قيود الشباب ، وكما حدث  في المرة الأولى ، تم سحب العناصر  فورا  وأدخلوهم إحدى الغرف ، ونزعوا عنهم لباس الشرطة وارتدو اثنان منهما اللباس ونزعوا عن ايديهما الجلد بإحترافية تامة والصقوها على كفوفهم من أجل البصمات ، وعندما صعدت

المجموعة التي تتاأف من أربعة عناصر من القبو استفردو بهما وعلى السريع فعلو بها كأصحابه، وهكذا فعلو ببقية الكتيبة المؤلفة  من عشرة أشخاص ، الآن اصبح لدى الثورة عشرة عناصر كلهم من اهل الجزيرة يراسهم جمال وبكامل معداتهم وأسلحتهم  .

وفي كل يوم كان يزداد عدد الشبان المتنكرين بعناصر شرطة الظلام ، ولم يمضي سوى عدة أيام حتى اصبح عددهم 1000 من اصل 5000 عنصر من شرطة الظلام ، والذي ساعدهم بعدم كشف هويتهم هو أن أفراد الشرطة معظم وقتهم بالجولات اليومية  مقنعين ولا يمتلكون أسماء بل أرقام عدا على أنهم  مرتزقة من جنسيات مختلفة لا يعرفون بعضهم البعض .

الآن أصبح بالإمكان السيطرة على الحصن بعد أن عرفوا كيف تفتح بوابته وكيف تغلق ،وكيفية  التنقل داخله ، وأهم شئ تمكنوا من معرفة المبني اللذي تصدر منه أوامر القادة المسؤولين ، وغرفة عمليات تنظيم قوات الظلام .

كانت ساعة الصفر تبدأ قبل تسليم الأسلحة ، أي بعد تسليم الهويه وأخذ البصمات عن الكف ثم الذهاب الى غرفة تسليم الأسلحة ، حاولت  المجموعة المتنكرة المرافقة لجمال التأخير بحيث يسمحون بدخول أكبر عدد ممكن من عناصر شرطة الظلام قبلهم  وبعد أن سلمت أسلحتها تلك العناصر ، بقي جزء كبير من مجموعة جمال  بالخارج مع أسلحتهم ، بينما كل من كان بالداخل عازل من السلاح وبسرعة دخلت مجموعة جمال التي تتالف من 50 شخص الى الداخل بعد أن خاضوا معركة كبيرة مع الحرس والمراقبين وقاموا بقتلهم وتوجهوا عبر الممر الطويل حيث أماكن تواجد عناصر الشرطة ،وهناك تجمع بقية افراد المقاومة واتحدوا معهم في الهجوم ضد عناصر رجال الظلام ،  لم يجدوا أي مقاومة منهم لأنهم كانوا معزولي السلاح ولا يريدون الموت ، إقتادوهم نحو إحدى القاعات وأوثقوا رباط أيديهم ثم اغلقوا عليهم القاعة وبقي  عدد منهم للحراسة ، وراح بقية المقاومين يركضون في الممرات والغرف والحمامات لتنظيفها من أي عنصر قد يكون موجودا وعندما تمكنوا من السيطرة التامة على المبنى ، فتحوا بوابة الحصن الخارجية ، وكان هناك بالإنتظار مجموعة كبيرة من سكان الجزيرة تقودهم ليلي تتكون من  رجال ونساء وأطفال وشيوخ  ،  وما أن شاهدو البوابة تفتح ويطل منها وجه جمال حتي إندفعوا نحو الداخل بمعداتهم البسيطة للدفاع عن جزيرتهم  .








 الآن أصبح الجزء الكبير من الحصن مسيطر عليه ، ولم يبقى أمامهم سوى مبني القادة وقائد شرطة الظلام الذي لم يعرفه أحد إلى الآن .

كان مبني القادة محصن أكثر من غيره وعلية حراسة شرسه وحراس مدربين وأجهزة أمنية متطورة. إستخدم فريق جمال  تكتيكاتهم المنسقة ومهاراتهم المتفردة للتسلل وتجنب الإنكشاف، وتجاوزوا  العقبات الأمنية. حتي تمكنوا من تعطيل الأنظمةوفتح طريق للدخول.

عندما دخلوا، واجهوا قائد الحرس وفريقه المسلح. اندلعت معركة شرسة بين الطرفين. قاتل فريق المقاومة ببسالة وشجاعة، واستخدمواقدراتهم الفردية والتعاونية للتغلب على المجرمين. وبعد معركة محمومة، دخل الجميع الى المبني وانتشروا بحثا عن القائد الكبير المخفي المسبب  الأول في مصائب الجزيرة  حاولوا أن يعرفوا أين ممكن أن يكون مختفي في هذا المبني ،  تم تفتيش المبني بالكامل ولم يعثر عليه حتى إعتقدوا انه فر بطريقة ما دون أن يلاحظه أحد ، في هذه اللحظة كان فريق أخر يفرغ كاميرات المبني للتاكد من وجوه من في المبني وإحصاء الأعداد التي تم القبض عليها ، حينها  شاهدوا وجهاً مقنعاً  لرجل يبدو أنه ذوو سلطة عالية فكل من يراه ينحني لتحيته ،وعلى  ما يبدوا أنه هو زعيمهم المخفي ، كان هذا الشخص يدخل إحدي الغرف ولا يخرج منها سوى صباحا ، أعادوا التسجيلات بالأيام الماضيه فكان كل يوم يأتي بهذه الطريق ويدخل تلك الغرفة ولايخرج منها إلا صباحا ،  فتشو تلك الغرفة بكل دقة ، شبراً شبراً ، ولكنهم لم يجدو شيئا يلفت الإنتباه ، بل بالعكس الغرفة تقريبا كانت  خالية من الأثاث ليس بها سوى سرير وكمودينا وخزانة ملابس صغيرة مثبة بالحائط ، حتى أن هذه الغرفة لاتليق بزعيم ، فالغرف الأخرى أفضل منها ومؤثثة بطريقة أفضل ،  خطرت على بال جمال فكرة "لما لايكون لديه غرفة سرية " كالتي في بيت ليلي ، راح يتفحص الجدران ويتلمسها جزء جزء ليعثرعلى شئ ما مثل زر مكبس  أو ماشابه ،ولكنه لم يرى شئ مريب وتخيل  ترى لو كان لديه غرفة سريه أين ممكن أن يخفي بابها في هذه الغرفة الفارغة ، نظر الى الخزانه فتحها إن كل شئ بها عادى لا يدعو الى الريب ، طرق بيده على جدرانها فكانت يرتد الصوت عميقاً  لا شبهة فيه ، نظر الى أسفل الخزانه كان هناك مجموعة أدراج فتحها لم يجد بها سوى بعض الملابس الداخلية أمسك مجموعة الأدراج بالكامل وحركها فتجاوبت معه صرخ جمال هنا تعالوا، يوجد الباب السري هنا ، أزاحوا  جميع الأدراج خارج الخزانه فظهر باب عليه قفل برقم سري ، أطلق جمال على علبة المفاتيح وابل من الرصاص حتى إحترقت تماما ثم راح ووضع مكانها قنبلة يدوية صغيرة فتحطم الموقع وظهرت فجوت تمكن  جمال من خلالها الدخول نحو سلم لولبي طويل نحو الأسفل وتبعه البقية ، إنتهى السلم الى ممر مظلم مشوا فيه وهم يضيئون الطريق بواسطة مصباح يدوي حتى وصلو الى نهايته كانت هناك غرفة وبابها موراب  نحو الداخل ، فتحو الباب ، كان هناك رجل يجلس الى مكتبه الذي يتوسط الغرفة ،  يلبس لباسه العسكري المتعارف علية لشرطة وقوات الظلام ، ولكن المفاجأة التي شلت أوصالهم !!! أن ملامح هذا الرجل ليست بالغريبة عليهم ، وعندما رآوه تماما  ، كانت الصاعقة  الكبرى ، إنه هو الجد !!!!! الجميع نطق بفم واحد: الجد كيف هذا ؟!!! ...أنت ..هل يعقل !!أأنت القائد المخفي ؟ ، هل أنت من  فعلت بجزيرتك هذا؟؟؟ هل أنت من قتلت وأحرقت ودمرت الجزيرة ؟ !! أأنت من يريد أن يفرغ الجزيرة من سكانها !!! كيف ؟؟؟؟ ولماذا فعلت هذا؟؟؟ إن الأمر لا يصدق !!! إن الامر لا يصدق !!!قال جمال   إن عقلنا لايصدق أن تكون انت زعيم عصابة شرطة الظلام ولماذا ؟؟؟ أنظر الي أيها الجد  هل أنت من أحضرت هؤلاء المرتزقة ليمارسوا علينا كل أنواع التسلط والظلم ؟!!! ، ولماذا تريدها فارغة من أهلها  ها ؟؟؟ .. رفع الجد رأسه ونظر اليهم نظرة واحدة والشرر يتطاير من عينيه الحمرواتين  وقال بفم ملئان بالسخط : وهل تعتبرون أنكم اناس تستحقون العيش ؟؟؟ أنتم مجرد جثث تأكل وتشرب أنتم حشرات تعيش على هذه الجزيرة التي لا تعرفون قيمتها كنت سأستبدلكم بجيش من شعب ذوو دم نقي ، يعرف قيمة ما تتمع به الجزيرة من كنز ...فأجابته ليلي ملعون الكنز الذي من أجله أزهق حياة إنسان وأمنعه من حق الحياة التي منحها الله له ..فرد الجد : انت لا تعلمين ما تتميز به هذه الجزيرة ، إنه ليس كنزا من ذهب وألماس بل هو شئ أثمن بكثير ، إن الجزيرة  تقع بمنطقة تستطيع أن تتحكم  بكل إتصالات العالم وتوجهها نحو ما تريد ، إنها تملك قوة مغناطيسية  تسيطر بها على كل قطعة من الكرة الارضية وتتحكم من خلالها بالعالم وموقع مثل هذا يحتاج بشرا غير البشر الذين ينتمون لها أولئك ...فقالت ليلى لقد اخطأت ايها الجد إن الله حباها وميزها بهذه الميزة إكراما لأهلها الذين تحتقرهم ... وكيف تحتقرهم وأنت كنت واحدا منهم تنشقت من هوائها وشربت من ماءها ودمك من دمها ايها العاق ...فقال الجد وهو ينزل بقبضته بكل قوته على مكتبه فيحدث صوت كالقنبلة : أنا لست منكم أيها الحشرات . أنا لا أنتمى لجيناتكم القذرة ، لقد جئت الى هذه الجزيرة طفلا مع عائلتي التي ماتت هنا حتى أني رفضت الزواج والإنجاب من فصيلتكم ... أنهى كلماته تلك ثم  فتح درج مكتبه وحمل مسدسا كاتما للصوت ....

وأطلق رصاصة الموت على رأسه .

 

 

                          النهاية

 

.



تفاعل :

تعليقات