ظلم الحياة هو مفهوم يعكس الشعور بالعدالة
المنقوصة والمحن التي تواجهنا في رحلتنا عبر هذا العالم. وهو يتجلى بأشكال مختلفة
في حياتنا اليومية.
وقد يظهر الظلم بأشكال وصور مختلفة فقد يظهر في
صورة التمييز العنصري، أو الظلم الاجتماعي.وعلى نطاق أوسع، يمكن أن يتجلى الظلم في هياكل السلطة والأنظمة
الاجتماعية. فيشعر الفرد بأنه يعيش حياة مظلمة لا يستطيع الخروج للنور .
في مكان ما تتواجد جزيرةٍ بعيدةٍ يحيط بها عدد من الجزر الصغيرة ، تميزت
جزيرة ورد خان بجمالها الطبيعي
الذي وهبها الله لها وببساطة مواردها وأهلها
، حيث ينعدم فيها البذخ والتطلعات العالية، ويعيشُ
شعبٌها عيشة متواضعة يكتفي بما تُوفِرُهُ
الجزيرةُ من نِعَمٍ. الناس هناك يعيشون في حبٍ وترابطٍ، لدرجةٍ أنهم لا يعرفون
معنى السجون في تلكِ المنطقة. فالمذنبُ يُعاقَبُ بالتعزير والاهانة من أهلِ
المجتمع، ويعتذِرُ عن فعلته، ولا يُعاودَ الى ذلك مرةً أُخرى. فقد كانَت عقوبةُ
المقاطعة والاستنكار أشدَّ قسوةً من السجن نفسه. وإذا حدث وقامَ أحدهم بأفعالٍ
غاشمةٍ عديدةٍ، فإنه يُطرَدُ من الجزيرة.
في أحد الأيام، هبطت على تلك الجزيرة مجموعة
غريبة من الناس، وكان عددهم لا يتجاوز العشرة رجال. فاستضافوهم أهل الجزيرة
وأكرموهم ، وتعايشوا معهم بسلام وود. وأعجبتهم الصناعة الجديدة التي جلبوها معهم،
وهي صناعة الأسلحة. ومع مرور الوقت، زاد عدد هذه المجموعة تدريجيًا، حيث قدم أصدقاءً وأقارب لهم لزيارتهم، وسرعان ما انضم
هؤلاء إليهم وعاشوا في الجزيرة. ازدادت الجماعة تناميًا
وازدهارًا، وبدأوا بتوسعة المصنع الذي أسسوه ليستوعب الاعداد الوافده من جماعتهم .
مع مرور الزمن، ازدادت هذه المجموعة في عدد
أفرادها حتى أصبحت تفوق ثلث سكان الجزيرة. فقاموا بإنشاء عشرة مصانع إضافية
واستولوا على منطقة الجبل بأكملها، ولم يقتصروا عند هذا الحد، بل احتلوا مناطق
أخرى واسعة وبنوا حصنًا ضخمًا للإقامة فيه برفاهية.
مع استعمار هذه المناطق وإستيلائهم على ثروات الجزيرة
، تمكنوا من إستخدام قوتهم بفضل الأسلحة التي يمتلكونها ، فقاموا بترهيب وإضطهاد
الناس وظلمهم بلا رحمة. و أصبحوا يسيطرون على الجزيرة بسكانها ويجبرون السكان
الأصليين على العمل لصالحهم بأجور زهيدة.
تدهورت الحالة الاقتصادية والاجتماعية للسكان
الأصليين، في حين ازدادت ثروة وسلطة المجموعة المستعمِرة. بدأت الاحتجاجات تندلع
هنا وهناك، لكن قوة المجموعة الاستعمارية وترسانتها العسكرية جعلت الأمور تتفاقم نحو
الاسوء .
بهذه الطريقة، حوّلت المجموعة الأولية الصغيرة
الواردة إلى الجزيرة إلى قوة استعمارية استبدادية، استغلت سُكان الجزيرة وظلمتهم
وحُرمتهم من ثرواتهم الطبيعية. لم يكن هناك من يمكنه وقف هذه المجموعة المستبدة
والمُستعِره، وأصبحت تلك المجموعة والتي تطلق على نفسها رجال الظلام تملك السلطة والقوة المطلقة في تلك
الجزيرة.
تعليقات
إرسال تعليق