القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية شرطة الظلام - الجزء الاول - رجاء حمدان


رواية 

شرطة الظلام  - الجزء الأول 

رجاء حمدان 

 





لسماع الروية على قناة راجوشو

رابط الفيديو

ظلم الحياة هو مفهوم يعكس الشعور بالعدالة المنقوصة والمحن التي تواجهنا في رحلتنا عبر هذا العالم. وهو يتجلى بأشكال مختلفة في حياتنا اليومية.وقد يظهر الظلم بأشكال وصور مختلفة فقد يظهر في صورة التمييز العنصري، أو الظلم الاجتماعي.وعلى نطاق أوسع، يمكن أن يتجلى الظلم في هياكل السلطة والأنظمة الاجتماعية. فيشعر الفرد بأنه يعيش حياة مظلمة لا يستطيع الخروج للنور . ما عليك سوى الانتساب الى القناةhttps://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber" راجو شو يقوم بحكاوي الروايات بإسلوبه المستقل المختصرالوافي الممتع """" ربما تكون الرواية او الاساطير او الحكايات او قصص المشاهير التي نننشرها ...منتشرة على اعلانات جوجل ..ولكن معنا متعة القراءة وسما ع الرواية متميزة ..موقع وقناة راجوشو وفر لجمهوره الكريم كل ما يحتاجه ويلبي ذوقه من افضل الكتب وافضل القصص الشيقة والاساطير والحكايا وقصص المشاهير بطريقة محترفة ، حتى لايشعر القارئ بالملل من السرد الطويل الممل ....لذلك قمنا ب انشاء موقع الكتروني ضخم لقراءة الروايات على الرابط التالي : https://www.rajaoshow.com/وكذلك عملنا على تخطيط وتصميم الموقع الالكتروني الى قناة سماعية بجودة واحترافية فائقة على الرابط التالي االرسمي للقناة على الرابط التالي:https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber.



رواية 

شرطة الظلام  - الجزء الأول 

رجاء حمدان 

 



ظلم الحياة هو مفهوم يعكس الشعور بالعدالة المنقوصة والمحن التي تواجهنا في رحلتنا عبر هذا العالم. وهو يتجلى بأشكال مختلفة في حياتنا اليومية.

وقد يظهر الظلم بأشكال وصور مختلفة فقد يظهر في صورة التمييز العنصري، أو الظلم الاجتماعي.وعلى نطاق أوسع، يمكن أن يتجلى الظلم في هياكل السلطة والأنظمة الاجتماعية. فيشعر الفرد بأنه يعيش حياة  مظلمة لا يستطيع الخروج للنور .

 



في مكان ما تتواجد جزيرةٍ بعيدةٍ  يحيط بها عدد من الجزر الصغيرة ، تميزت   جزيرة ورد خان   بجمالها الطبيعي الذي وهبها الله لها وببساطة مواردها وأهلها   ،  حيث ينعدم  فيها البذخ والتطلعات العالية، ويعيشُ شعبٌها  عيشة متواضعة يكتفي بما تُوفِرُهُ الجزيرةُ من نِعَمٍ. الناس هناك يعيشون في حبٍ وترابطٍ، لدرجةٍ أنهم لا يعرفون معنى السجون في تلكِ المنطقة. فالمذنبُ يُعاقَبُ بالتعزير والاهانة من أهلِ المجتمع، ويعتذِرُ عن فعلته، ولا يُعاودَ الى ذلك مرةً أُخرى. فقد كانَت عقوبةُ المقاطعة والاستنكار أشدَّ قسوةً من السجن نفسه. وإذا حدث وقامَ أحدهم بأفعالٍ غاشمةٍ عديدةٍ، فإنه يُطرَدُ من الجزيرة.







في أحد الأيام، هبطت على تلك الجزيرة مجموعة غريبة من الناس، وكان عددهم لا يتجاوز العشرة رجال. فاستضافوهم أهل الجزيرة وأكرموهم ، وتعايشوا معهم بسلام وود. وأعجبتهم الصناعة الجديدة التي جلبوها معهم، وهي صناعة الأسلحة. ومع مرور الوقت، زاد عدد  هذه المجموعة تدريجيًا، حيث قدم  أصدقاءً وأقارب لهم لزيارتهم، وسرعان ما انضم هؤلاء  إليهم  وعاشوا في الجزيرة. ازدادت الجماعة تناميًا وازدهارًا، وبدأوا بتوسعة المصنع الذي أسسوه ليستوعب الاعداد الوافده من جماعتهم .

مع مرور الزمن، ازدادت هذه المجموعة في عدد أفرادها حتى أصبحت تفوق ثلث سكان الجزيرة. فقاموا بإنشاء عشرة مصانع إضافية واستولوا على منطقة الجبل بأكملها، ولم يقتصروا عند هذا الحد، بل احتلوا مناطق أخرى واسعة وبنوا حصنًا ضخمًا للإقامة فيه برفاهية.

مع استعمار هذه المناطق وإستيلائهم على ثروات الجزيرة ، تمكنوا من إستخدام قوتهم بفضل الأسلحة التي يمتلكونها ، فقاموا بترهيب وإضطهاد الناس وظلمهم بلا رحمة. و أصبحوا يسيطرون على الجزيرة بسكانها ويجبرون السكان الأصليين على العمل لصالحهم بأجور زهيدة.

تدهورت الحالة الاقتصادية والاجتماعية للسكان الأصليين، في حين ازدادت ثروة وسلطة المجموعة المستعمِرة. بدأت الاحتجاجات تندلع هنا وهناك، لكن قوة المجموعة الاستعمارية وترسانتها العسكرية جعلت الأمور تتفاقم نحو الاسوء .

بهذه الطريقة، حوّلت المجموعة الأولية الصغيرة الواردة إلى الجزيرة إلى قوة استعمارية استبدادية، استغلت سُكان الجزيرة وظلمتهم وحُرمتهم من ثرواتهم الطبيعية. لم يكن هناك من يمكنه وقف هذه المجموعة المستبدة والمُستعِره، وأصبحت تلك المجموعة والتي تطلق على نفسها رجال  الظلام تملك السلطة والقوة المطلقة في تلك الجزيرة.




Top of Form

 

 

 


موت أمي ألقى بظلاله الحزينة على حياتي، ولم يكن هناك وقتٌ للحزن  فبعد ذلك بقليل توفي أيضًا والدي، وتركني وحيدة في هذا المنزل الكبير المظلم. ومنذ ثلاث سنوات، فارقتني المربية التي رعتني منذ نعومة أظافري، وتوفت إثر جلطة في الدماغ.

والداي كانا عالمين في علم الفلك، وأنا دومًا كنت أرافق والدي الى مرصده الرائع على قمة التل الجنوبي في بلدتنا الحزينة. هناك كان يقضي معظم وقته، وفي كثير من الأوقات كان يضطر للمبيت لبضعة أيام في مرصده الذي كان يرصد حركات النجوم ومسارها، ويجمع البيانات ويسهر ليلتقط الصورر. كانت تلك الأوقات مليئة بالبهجة والتعلم، وكان الباحثون الشباب يعاملونني بلطف، ويقدمون لي البسكويت والشكولا.

أحن بشدة إلى تلك الأوقات، ويتملكني شعور بالكآبة والحزن كلما نظرت تجاه مرصد أبي وأمي. والآن، اختفى فجأة المرصد من أعلى التلة تمامًا، واختفت كل الذكريات والمشاعر التي كنت أحملها. لم يبقَ شيء.

 






.

كنتُ أتناول طعام الغذاء وأشاهد التلفاز حين سمعت جرس الباب يرن بشكل ملح. شعرت بالرعب يسيطر عليّ، فكان من الواضح أن الأمور أصبحت خطيرة. عندما فتحت الباب، كانت شرطة االظلام والتي  تتكون من ستة رجال. سألني رئيسهم بنبرة صارمة وكرر العبارة عدة مرات، "أين والدك؟"

كتمت توتري وأجبتهم بهدوء: "توفي والدي منذ خمس سنوات."

توجهوا نحو مكتب أبي، فتح أحدهم النوافذ التي ظلت مغلقة منذ وفاة والدي، في حين كسر آخر أقفال الخزانة وأدراج المكتب باستخدام أداة طويلة ودقيقة. وفي نفس الوقت، انتشر باقي أعضاء الفرقة بحثًا عن خزنة سرية، تفحصوا الجدران بحذر وتركيز. لقد كانوا متمرسين في عملهم، وكان صوت رمي الكتب والأوراق على الأرض كأنه صوت فرقعات في أذني. كانت كومة الأوراق التي تشكلت على الأرض تحمل كل أبحاث أبي التي تتعلق بالفلك والأرصاد .

حاولت أن ألفت انتباههم وأطلب منهم الحذر، لكن محاولتي باءت بالفشل. فرزوا موجودات المكتب، ووضعوا المواد المتناثرة في أكياس بلاستيك سوداء للتخلص منها. وفي تلك اللحظة، أدركت أن عملهم كان أبسط بكثير من ملابسات إعتقال أمي. تمامًا قبل وفاتها بأيام، لقد  تم اعتقال أمي، ولكننا لا نعرف من قام بهذا العمل.

في تلك اللحظة،كان الرجلان الاخران يخرجان من غرفتي وهم يحملون مخطوطاتي ألقوا بها على الارض . اقتربوا مني بعيون مشتعلة بالغضب والإنتقام، ممسكين بالأسلحة وجاهزين للاعتداء. حاولت الهروب، لكنهم أحاطوا بي وحاصرونني.

"ماذا تفعلين  بهذا ؟" سألني أحدهم بصوت بارد .

كانت كلماتي تتعثر في فمي. لم يكن لدي أي تفسير مقنع، لأنني كنت فقط كاتبة، أحاول الهروب من الواقع المرير والتحليق في عوالم الخيال.

"أنا لست مجرمة، أنا كاتبة!" صرخت بهمس، ولكن صوتي تلاشى في صخبهم.

أحدهم اقترب مني بشكل متوحش وأمسك بيدي بقوة. كان الرعب يتسلل إلى كل خلية في جسدي، وكانت أنفاسي تتلاشى تحت ضغط الخوف.

"سوف تدفعين  ثمن كل كلمة كتبتها!" همس الشرطي في أذني بنبرة تهديدية.

تجمدت في مكاني، وعيناي امتلأت بالدموع. لم أكن أعرف ماذا سيحدث لي، ولكن كان واضحًا أنني أصبحت فريسة لهم، ضحية لرواياتي التي أطلقتها  في عالم خيالي ، سمعت صوت صرير أحذيتهم وهي تغادر المكان ، فتحت عيني المغمضتين وركضت وراءهم أغلق الباب واستسلمت للبكاء .

 

مكان عملي كان غرفة أبي سابقاً، واليوم أعيش من خلال رواياتي التي نشرت خمسة منها حتى الآن. كتابة الروايات هي المهنة الأكثر كآبة وعزلة، وتتميز رواياتي بأنها غامضة وحزينة، وهذا النوع من القصص يحظى بإعجاب الجميع في بلدتنا. لكني أعلم أنه سينتهي بها المطاف في القمامة.

في كل مساء، أخرج لأتنزه لمدة ساعة تقريباً. أمشي على طول الطريق الساحلي حتى أصل إلى الرصيف حيث ترسو العبارة المهجورة في الميناء، العبارة التي اكتسحتها الصدأ وإختفى الميناء من هناك  كما اختفت العديد من الأشياء الأخرى من جزيرتنا . ثم أستكمل طريقي وأتوجه نحو التل الذي يخترق مرصد الفلك.

أحد زملاء والدتي القدامى كان يعمل في السابق ميكانيكياً على العبارة، ولكن بعد اختفاء المراكب، أصبح حارساً في إحدى المستودعات. الآن، هو يعيش وحده على متن العبارة، والجميع ينادونه بـ "الجد"، فهو رجل كبير في السن وشخص رحيم يحب الجميع ويساعد كل من يحتاج إلى مساعدة في حل مشكلته. وأثناء نزهتي، كنت أتوقف عنده لأطمئن عليه.

ذهبت إلى دار النشر التي أودعت رواياتي عندها لنشرها، وعندما نزلت من الحافلة، رأيت ثلاث سيارات تتوقف أمام عمارة متعددة الاستخدامات تحتوي على عيادة طبيب أسنان وشركة تأمين واستوديو تصوير. ودخل سبعة أفراد من شرطة الظلام المبنى بخطى سريعة.

الجميع كان يرتجف ويتمنى أن تنتهي الأمور بسرعة قبل أن تطالهم تداعياتهم. ضممت أوراقي إلى صدري ووقفت جامدةً بجانب الحائط، دون أن أنتبه إلى أن أوراقي قد تكرمشت تمامًا.







قام أفراد الشرطة بإخراج المعتقلين واحدًا تلو الآخر ووضعوهم في شاحنة الشرطة. كان هناك رجل في منتصف العمر وامرأة في الأربعينات وشاب. كانوا يحملون أسلحة موجهة نحوهم وجوههم مليئة بالشر .

أخبرت جمال عن ما حدث في طريقي إلى هنا، وكان جمال يعلم بتكرار مثل هذه الأحداث وقال لقد عجزنا عن فعل أي شيء في ذلك.

أدركت أن الأمر قد تجاوز الحدود بكثير، إذ كانوا يقتحمون البيوت في الليل ويعتقلون شخصًا أو اثنين، لكنهم  الآن يقتحمون  البيوت ويعتقلون مجموعات من الأشخاص في وضح النهار.

قال جمال: "من الأفضل عدم الخوض علانية في مثل هذه الأمور الحساسة، فقد يكون بعض رجال الظلام  متنكرون بزي مدني."

أجبته قائلة : "نعم، وأيضًا هناك شائعات تشير إلى أنه يمكن اكتشاف هؤلاء المنظميين السريين عن طريق تحليل جيناتهم."

فقال جمال: "تقصدين تحليل جينات الأشخاص؟"

أجبت: "نعم، فمن السهل أخذ فنجان واستخلاص اللعاب منهم، ثم تحليل الجينات لمعرفة مكان وجودهم. هم يتتبعونا في كل مكان."

 

ثم سألني جمال : "هل تظنين  أن أمك قد قتلت بعد أن إعتقلتها شرطة الظلام ؟"

أجبته بحذر: "بالتأكيد لقد  تحروا عنها وكانت موضوعًا للبحث.".

سأل جمال : هَلْ مَا يَزَالُ الكَثِيرُ مِنْ أَعْمَالِ وَالِدَتِكَ؟

رَدَّدْتُ: كَلَّا، لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا الْقَلِيلُ؛ أَظُنُّ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تُحِبُّ كَثِيرًا الِاحْتِفَاظَ بِأَعْمَالِهَا إِلَى الْأَبَدِ. أَظُنُّهَا قَدْ رَتَّبَتْ كُلَّ شَيْءٍ بِعِنَايَةٍ حِينَ أَخْطَرَتْ بِاِسْتِدْعَاءِ شُرْطَةِ االظلام .

شعرت مجددًا بالقلق ، وهمست في نفسي:ترى لو قمعوا الكلمات ماذا سأكتب ؟

 

وكأن جمال قد فهم ما يدور في خاطري فتابع معقبا : على كل حال تبقى المكتبة العتيقة هي الشيء الوحيد الذي يبقى في هذه الجزيرة متشبثاً بهويتها .

 

حبست نفسي في البيت، مستغرقة  في كتابة روايتي السادسة  وشعورإنتابني  بأنها ستصبح مأساوية. 









كنت غارقة في الكتابة حتى إنني لم أنتبه بأن الساعة تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل. توقفت فجأة عن الكتابة عندما شعرت بصوت يدق بتواتر، ركزت انتباهي على مصدر الصوت وأدركت أنه يأتي من القبو.

سألت بحذر: "من هناك؟"

فأجاب: "أعذريني على طرق بابك في هذا الوقت المتأخر، أنا البروفيسور غانم وهذه عائلتي. كان البروفيسور صديقًا قديمًا لوالدي، بروفيسورًا في قسم الأمراض الجلدية بالمستشفى الجامعي."

قلت: "ما الأمر ماذا حصل؟"

أجاب السيد غانم بأسف: "نعتذر عن الوقت المتأخر، هذه زوجتي منى وهذه ابنتنا سلمى تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا وإبني عامر البالغ ثمانية أعوام  لقد اكتشفوا أمرنا."

قلت: "تفضلوا إلى غرفة المعيشة في الطابق العلوي، تفضلوا."

أجاب السيد غانم: أشكرك أنستي، علينا التصرف بسرية لعدم لفت الانتباه."

قال السيد غانم بصوت حزين ومكتوم: "حان دورنا."

قلت: "ماذا تعني بأنه قد حان دوركم؟"

أجاب السيد غانم: "استدعاء من شرطة االظلام ."

قلت: "ولكن لماذا؟"

أجاب السيد غانم: "تم استدعائي لمركز فحص الجينات الخاص، وتم إعفائي من منصبي الجامعي. تلقيت أمرًا بالذهاب أنا وجميع أفراد عائلتي للعيش في مركز الأبحاث."

فقلت: "أين يقع هذا المركز؟"

أجاب السيد غانم: "لا أحد يعرف مكانه بالضبط، هو مركز للأبحاث والعلاجات الطبية، ولكن في الحقيقة، هو مرصد خاص لمطاردي الظلام ."

وصلني الاستدعاء للعمل منذ يومين. سيتضاعف راتبي ثلاث مرات.












 ناولته مغلف وقلت له : قبل عشر سنوات  وصلنا نفس المظروف الذي وصلكم في ذلك اليوم الذي اقتادوا أمي. كان الاستدعاء قد وصلنا في مظروف أحمر اللون. لم يكن أحد يعرف آنذاك عن "مطاردي الظلام "، ولم نكن نشعر أن هناك خطر واضح. كان هناك استدعاء لعمل جديد يفوق راتبها بأضعاف. ناقشت أمي الموضوع لفترة طويلة مع أبي، توصلوا لنتيجة أنه لا يوجد سبب لمشاعر الخوف والشك. ثم لم يكن  هناك في حينها سبب كافٍ لعدم الذهاب.

في صباح اليوم التالي، جاءت سيارة شرطة الظلام لتأخذ أمي، وكانت السيارة فاخرة بشكل غريب. فتح السائق الباب لأمي وجلست في المقعد الخلفي. ودعناها جميعًا. ولكن، كانت تلك المرة الأخيرة التي رأينا فيها أمي حية. بعد ذلك بأسبوع وصلتنا جثتها، توفيت بسكتة قلبية.

قال السيد غانم: يبدو أن الختم الذي على الورق في الرسالة التي وصلتني مشابه لتلك في رسالة والدتك."

سألته: "اليس بالإمكان رفض ذلك؟"

أجاب السيد غالب بآسى: "إذا رفضنا، سيجبروننا بالقوة."

قلت: "وماذا ستفعلون؟"

فقال السيد غانم: "سنذهب إلى مخبأ. لحسن الحظ، نحن نعرف المؤسسة السرية الداعمة للمظلومين وضمنت لنا مكانًا للاختباء."

قلت: "لكنكما ستخسران كل شيء."

فقال السيد غانم: "لا يوجد لدينا خيار، فلن نضمن الأمان في مركز الأبحاث."

كنت مستعدة لمساعدة عائلة غانم بأي طريقة ممكنة ومهما كانت التحديات. سألت السيد غانم عن مخبئهم وأنه بإمكاني المساعدة. ولكنه رفض اقتراحي وقال أنه من الأفضل ألا أعلم عن مخبئهم حفاظًا على سلامتي.

بعد ذلك، اختفت عائلة غانم تمامًا ولم أسمع عنهم أي خبر .












من يومها كانت روايتي الجديدة ما تزال كما هي، لم أعد أسترسل بالكتابة وأصبحت الأفكار لدي تائهة وقلمي لم يعد يكتب كالسابق. وفي كل مرة ألتقي فيها بجمال، يسألني عن حال الرواية. فكنت أخبره بأني غير مهتمة بالكتابة بعد الآن.

اليوم، زارني جمال في البيت، وكنت قد دعوته على فطيرة التفاح التي يشتهيها ويحبها من صنع يدي. قرأ ما كتبته حتى الآن وغضب من صراحتي بالكتابة وطلب مني أن أنتقي كلماتي بعناية بسبب شرطة الظلام . كنت أتساءل، متى ستنتهي هذه الشرطة وأستعيد حريتي في الكتابة.

.
أخبرت جمال عن الغرفة السرية التي توجد في القبو، فأجبته: "هُنَا كَانَتْ أُمِّي تَخْفِي أَشْيَاءَهَا السِّرِيَّةَ." فعبَّر جمال عن دهشته قائلًا: "أَشْيَاءُهَا السِّرِيَّةَ؟!! وهل ما زال الكثير من أعمال والدتك؟" فأجبته: "لا، لم يبقَ سوى القليل؛ أعتقد أنها كانت تخلصت من معظم أوراقها وقامت بترتيب كل شيء عندما استدعتها شرطة االظلام ."





الى اللقاء في الجزء الثاني 

تفاعل :

تعليقات