القائمة الرئيسية

الصفحات

قاتل أبي - الجزء الثالث - رجاء حمدان

قاتل أبي - الجزء الثالث -




قاتل أبي - الجزء الثالث

بقلم : رجاء حمدان

 لسماع الرواية بأجزاها الكاملة على الروابط التالية : 

الجزء الاول 

https://youtu.be/A_CXITEY_rs 

الجزء الثاني 

https://youtu.be/coKf1cSAhjc

الجزء الثالث 

https://youtu.be/BaAvIEplH3s

الجزء الرابع 


https://youtu.be/SW-HztOTL8w

الجزء الخامس 


https://youtu.be/lELc2oZxu2E

 




"" سلوى فتاة مدللة كانت تشع حياتها بالهدوء والسعادة ، وفجأة غدر بها القدر وخطف منها سندها ونبع الحنان الذي كانت ترتشف منه سعادتها وبهجتها ، لقد مات ابيها الغالي بحادث سيارة وتركها وحيدة تعصف بها مشاكل لا حد لها، ترى ماذا ستفعل سلوى في دنيا غريبة عليها لا تعلم عنها شئ ومشاكل شتي تواجهها في كل يوم بعد موت ابيها .....

ما عليك سوى الانتساب الى القناةhttps://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber" راجو شو يقوم بحكاوي الروايات بإسلوبه المستقل المختصرالوافي الممتع """" ربما تكون الرواية او الاساطير او الحكايات او قصص المشاهير التي نننشرها ...منتشرة على اعلانات جوجل ..ولكن معنا متعة القراءة وسما ع الرواية متميزة ..موقع وقناة راجوشو وفر لجمهوره الكريم كل ما يحتاجه ويلبي ذوقه من افضل الكتب وافضل القصص الشيقة والاساطير والحكايا وقصص المشاهير بطريقة محترفة ، حتى لايشعر القارئ بالملل من السرد الطويل الممل ....لذلك قمنا ب انشاء موقع الكتروني ضخم لقراءة الروايات على الرابط التالي : https://www.rajaoshow.com/وكذلك عملنا على تخطيط وتصميم الموقع الالكتروني الى قناة سماعية بجودة واحترافية فائقة على الرابط التالي االرسمي للقناة على الرابط التالي:https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber.""

 

 


 

رواية 

قاتل أبي 



بعد ثلاث ساعات دخل غرفة سلوى وطلب من ام دلال الذهاب الى الغرفة الاخرى لترتاح قليلا وهو سيباشر المناوبة ، جلس طارق على المقعد المقابل لسرير سلوى في الحقيقة هو لا يعلم لماذا يرتجف خوفا عليها هكذا ، هل هو تانيب الضمير فقد شاء القدر ان يكون سببا بموت والدها والان هو سببا في حادث كاد أن يفضي بكارثة ويصاب  بها الاثنان معا ، لم يهتم لنفسه بل خاف عليها وكم حمد الله عندما طمانه الطبيب عن حالتها ، إنه يشعر بنفسه أنه مسؤول عنها ، إنه يعلم عندما تستفيق سلوى وتستعيد قواها سوف توبخه ولن ترضي عنايته لها ، فهو ما زال  يتذكر كلامها بعد أن براته المحكمة من تسببه لحادث ابيها ، حينها قالت له بعنف :  المحكمة براتك ولكنك ستبقى بنظري متهما قاتل أبي وادعو ربي أن يريني فيك يوما .

بدأ ضوء الصباح يسطع من خلال النافذة ، عندها  فتحت سلوى جفونها على رؤية طارق أمامها ، لم يستوعب عقلها لماذا يجلس هو هكذا بجانبها ، نظرت حولها فلم تجد  نفسها في غرفتها والسرير الذي تنام عليه  ليس سريرها ،أرادت رفع  راسها فهب طارق يضع الوسادة خلف راسها ، فقالت مستغربة : لماذا انت هنا ؟ أولماذا  انا هنا ؟ حينها دخلت ام دلال وقد تهلل وجهها  فرحاً وهي ترى سلوى تستعيد قوتها وقالت:  الحمدلله أنت الان أحسن بالف حال الحمد لله ، في الحقيقة نشكر السيد طارق لقد قام بالعناية بك طوال الوقت لولاه لما عرفت ماذا أفعل ، لقد احضرنا الى منزله وسهر طوال الليل لاجلك . أجبرت سلوى نفسها على النهوض متحملة الألم الذي ينغز في كل أنحاء جسدها الرقيق وقالت : أخرجوني من هنا أريد العودة الى بيتي .








 

. إتصل طارق بكرم وأعلمه بما حدث ، فقال كرم سأحضر عندك فورا ، قال طارق لا يا صديقي إن الامور مسيطر عليها هنا ولكني أريدك بمهة اخرى ، فقال كرم أنا حاضر يا صديقى .

بعد عدة أسابيع ، كان كرم يشاهد إحدى المباريات عندما اتصلت به نانسي, أخذت عنوانه وتوجهت إليه وقالت له : أشعر بأن مشاعري تغيرت  نحو طارق  بل أشعر  بأني أصلاً لم أحبه يوما ، صدم كرم من كلامها وقال لها : لا تدعي اختلاف بسيط بينكم يجعلك تحكمين عليه بالجفى وتقتلي حبكما بهذه السهولة ، فقالت نانسي : ليس ما أشعر به يا كرم نحو طارق هو نتيجة خلاف ما إنها حقيقة لمستها بعد ان رأيتك وقلت في نفسي هو هذا الشخص الذي كنت أتمناه وأريد أن أرتبط به ،  أنا بحبك أنت يا كرم. ظهرت علامات الدهشة على وجه كرم صمت قليلاً ثم قال : لقد فاجئتيني يا نانسي . وماذا ستقولين  لطارق ؟ !!!  هل تقولين له أني لم أعد أحبك وأصبحت احب صديقك كرم ، فقالت بجرأة : لن ندعه يعرف بعلاقتنا على الاقل في الوقت الحالي وانا سوف أخترع  سببا لافسخ خطوبتي منه

صمت كرم وصمتت نانسي منتظرة جوابه ، وفجأة جحظت عيناها بشدة وهي تنظر إلى نقطة ما خلف كرم  التفت كرم ليلقي نظرة على صديقه ثم ينظر إلى نانسي مرة أخرى  ثم قال كرم بنبرة تهديد  : لا توجد إمراة تستطيع أن تفرق بيني وبين أخي وصاحبي.. هذا هو ردي يا نانسي. أصبحت نانسي في موقف لاتحسد عليه صمتت قليلا تحاول أن تبحث عن مخرجا لها حاولت تتكلم إلا أن الكلام  كان يابى ان يخرج من فاها ، تناولت معطفها وتوجهت نحو الباب  . تقدم طارق منها ووقف أمامها وترك مسافة بينهما ونظر إليها قائلاً : هناك خبر سار لقد تم الغاء الشرط الجزائي لشركتي لاني سلمت الطلبية بوقتها وبنفس جودة المواصفات المتفق عليها . وليس هذا فقط ، لقد فهمت إسلوبك الرخيص بملاحقة صديقي أكرم واتفقت معه أن يسمح لك بزيارته لتشاهدى بنفسك مدى رخصك بيننا ،  فوقفت نانسي أمامه مدهوشة مما تسمع. خلع طارق دبلتها وألقى بها على الأرض أمام قدميه  ثم قال: هيا أخرجي الان لا اريد أن ارى وجهك مرة أخرى. أطرقت نانسي برأسها وتوجهت إلى الباب وخرجت وهي تلعنهما الاثنان .

كانت سلوى تتلقي باقة الورد العشرين ولا تعرف اين تضعها لقد إمتلا مكتبها بالورود التي يرسلها طارق كل يوم من  بعد عودتها من تلك الرحلة ، كتب على البطاقة كالعادة لن أكف عن ارسال الورود حتي تقبلي مقابلتي مرة اخرى ، اقتنعت سلوى نفسها لمقابلته كي تنهي معه هذه المهزلة وكان انسب مكان للقائه هو عندها بالمكتب لتكون مقابلة رسمية تنتهي بسرعة .

جلس طارق أمام سلوى يتحدث ، نظرت اليه سلوى فرأته رجل وسيم هادئ مهذب ويتكلم بلباقة ولكنها على الفور نفضت أفكارها تلك وتذكرت أنه الرجل الذي كان سببا في مقتل ابيها ، فقالت بضيق لماذا تلاحقني هكذا هل هو تأنيب ضمير ، إن الحادث الذي أصابني بسبك  مؤخرا  اسامحك به فالحمدلله لقد خرجت منه سليمة  بينما حادث أبي لن أقبل عنه أي تعويض وليذهب ضميرك الى الجحيم ، فقال لها بذوق : أنستي حادثك كان الخطأ على كلانا حيث كل منا لم يستطع تفادي الشاحنه التي ظهرت فجأة ، بينما حادث والدك ، كل التقارير براتني منه هو كان مشغولا بالحديث مع الشخص الذي كان بجانبه هكذا أظهرت الكاميرات بعد تفريغها وأنا  أعطيت الاشارة لتجاوز عنه ولكنه لم ينته وزاد من سرعته مما أدى الى وقوع الحادث ، سرحت سلوى قليلا بكلامه فقد قال لها فارس أن والدها  يومها ذهب مع عامر وهويحمل حقيبة المال وكان غاضبا جدا من عامر ، هدأت سلوى من نبرة صوتها قليلا وقالت ، هل تعلم أنني لم أترك هذا الامر لحظة واحدة من بالي ، إنني أنتظر فقط طلبي من المحكمة باستخرج فيديو الكاميرا لحادثة ابي  لأعاين الامر بنفسي ، فقال لها طارق ولماذا الانتطار أنا سوف أطلبه لك في أسرع وقت فلدي هناك معرفة لاشخاص يستطيعون أن يسرعوا بالموضوع .  







 

رن هاتف طارق فأسرع بالرد قائلاً : هه هل تمكنت من الحصول علية فرد الطرف الاخر أكيد ماذا تقول ها هو تسجيل الفيديو  معي متى تحب ان أمر عليك وأحضره لك فرد طارق : مبتسماً حالا حالا  . وصلت لسلوى باقة الزهور هذه المرة  برفقة طارق ، لم تستطع سلوى إستقباله بجلف كعادتها بل أنها  أثنت بإقتضاب على السرعة التي حصل بها على الفيديو ، قال لها طارق :  أرجو أن تحللي الفيديو بدقة آنستي فهذا الامر يهمني كما يهمك تماما ، تحدث معها اثناء رشفه للقهوة عن عزمه منح موظفيه إجازة لمدة يومين لأحدى  المنتجعات السياحية وأنه يرغب أن يحجز لهم في شركتها وما هي الاماكن  السياحية التى  تمكن الشركة زبائنها من الذهاب اليها ، فقالت له سلوى شركتنا تقوم برحلات داخلية سياحية ورحلات خارجية وان شركتها تتميز براحة السائح وتقدم له أفضل الخدمات وافضل لاسعار وإستدعت له سعيد مندوب الشركه ودليلها السياحي ليتفق معه على التفاصيل ، وعندما انتهى طارق من أسئلته هب واقفا وراح يشكر  سلوى ومد يده يسلم عليها وقال لها أرجو أن تعلميني بما تتوصلين له من نتائج حول تحليل الفيديو ، في ذلك الأثناء كان عامر متوجها نحو مكتب سلوى  وكان باب المكتب مفتوحا فرأى طارق يسلم عليها ويستعد للخروج فرمقه بنظرات نارية  وعندما خرج طارق ، قال لها عامر:  كيف سمحت لهذا  أن يدخل مكتبك وليس هذا فحسب بل يتكلم معك ويسلم عليك وانت راضية ؟ فقالت : لقد جاء بعمل يريد أن يذهب بجولة سياحية مع موظفيه وجاء هنا يحجز للرحلة ، وانا لن اضيع أي زبائن  يقصدوننا فذلك يضر بسمعة الشركة،  لم يعجب هذا الكلام عامروقال :  وهل نسيت من هو حتى تحجزي لقاتل ابيك في شركة أبيك  ليقدم له الخدمات كي يستجم وينعم براحة البال ، فقالت له : ليس الامر لشخصه وإنما الحجز لموظفيه  ، ولكن عامر لم يكف توبيخا لسلوى ، فقالت له : من تظن نفسك كي تكلمني بهذه الطريقة وتتحكم في  ، فرد عليها وهوينتفض غضباً : أنا خطيبك وابن عمك ولا اريدك أن تكلمي قاتل عمي هذا ، عندها أنزلت سلوى جام غضبها عليه وقالت : من الآن أنت لست خطيبي ، أتركني وشأني لا أريد وصاية علي من أحد ، وقعت كلاماتها عليه كطلق الرصاص ، صمت قليلا ثم قال : إنني أخاف عليك ياحبيبتي لا أريد أن يستغلك أحد وهذا الشخص أراه يحوم حولك وله ماض معنا سئ إنه  السبب في الحادث الذي أدى لموت أبيك .

في صباح اليوم التالي . ارتدت سلوى ملابسها وتجهزت للذهاب وقبل أن تذهب الى الى الشركة عرجت على مستشفي العلى  ، توجهت نحو الاستعلامات قالت : اعلم اني متاخرة بسؤالي هذا ولكني عندما راجعت حاجيات والدى التي سلمت لي والتي كانت بحوزته أثناء الحادث  تبين لي أن هناك حقيبة لم تسلم لي ، إصطحبها الموظف  الى قسم الأمانات وهناك راحو يقرأون الجرد عن فايل في الكمبيوتر:  لقد تم تسليمك محفظة بداخلها اوراق رسميه ومبلغ ثلاثة مائة دينار وساعة يد ، فقالت اليس هناك حاجات أخرى كانت بحوزته  فاجابها الموظف كل ما استلمناه من  موجودات  شخصية تخص السيد مصطفي في ذلك الوقت  مكتوبه هنا وهي كما عددتها لك ، بينما الموجودات التي كانت في سيارته فهي من إختصاص الشرطة عليك بمراجعة قسم الشرطة فهي تتحفظ على الموجودات الى حين طلبها من قبل أصحابها ، الم تحصلي على الموجودات في حينها أنستي ، فقالت سلوى بلى بلى وهناك خطر سؤال على بال سلوى فقالت : لقد كان السيد عامروهو خطيبي يجلس مع أبي بالسيارة أثناء الحادث فهل تم تسليم جميع حاجاته ، فقال الموظف : نعم كان بحوزته محفظة وهاتف نقال وحقيبة سوداء اللون كان يمسكها بيده ووضعت كلها بالامانات ريثما انهي فحوصاته عاد وأخذها بنفس اليوم . عندها  كتمت سلوى شهقتها وشكرت الموظف وذهبت .











عند الساعة السابعة مساءاً وصلت سلوى الى مكتب طارق دون سابق إنذار ، هرع طارق لاستقبالها ورحب بها ، كانت متوترة ولكنها تظاهرت بالتماسك ، قالت له ليلة أمس لم أنم وأنا أعيد مشاهدة الفيديو ، فعلا كان يبدو على أبي أنه يتحدث لشخص بجانبة بحدة  ، ربما لحظتها لم ينتبه للشخص الذي يتجاوز عنه ، كانت نظرات طارق تراقبها بدقة  ، حركات يدها ، سكونها  ، نفسها الذي يخرج من صدرها بعنف قال  لها طارق بحنية  : المهم أن تكوني قد سامحتني وارتحت من ناحيتي أرجوكي إرفعي التكلفة بيننا وإعتبريني صديق ممكن أن تعتمدي عليه ، عندها تشجعت سلوى ورفعت رأسها بحركة عفوية لترتطم نظراتها بنظرات طارق ، فخفق قلبها بشدة ، قالت له : هناك شيئا آخر ولكني لا اعلم لماذا احدثك به ، كان  هناك حقيبة  سوداء رايتها بالمقعد الخلفي بسيارة أبي من خلال الفيديو ، هذه الحقيبة كان بها مبلغ مالي لسداد دين عامر ابن عمي وخطيبي سابقا وكما أخبرني فارس المسؤول المالي في شركة أبي ، فقد كان ابي يريد أن يدفعها له وياخذ الشيكات التي عليه ، هذه الحقيبة فقدت أثناء الحادث وانكر عامر أخذه الحقيبة واليوم عندما ذهبت الى المستشفي تاكدت من الامانات أن عامر قد أخذ الحقيبة ، كنت متأكده أن عامر  هذا لاياتي منه الخير أبدا ولكنه  إستطاع أن  يخدع أبي عندما ظن بأنه سيكون سندا لي وله ، ولكنه لا يفعل  خيرا لنا الا طمعا بأموالنا  وكان في مناسبة  وغير مناسبة يلح على أبي كي يجعله شريكا معه بالشركة ، وهذا  ما يفعله معي الان . لقد تجرأ وعرض علي سداد الدين مقابل أن يكون شريكا في شركتي  ، نظرت سلوى الى ساعتها ثم قالت : سامحني لقد أوجعت راسك بكلامي أستاذنك اريد العودة باكرا الى بيتي فقد كان يومي حافلا ، ولكن طارق وبحركة فجائية امسك يدها ومنعها من الوقوف وقال لها : انت لم توجعي رأسي بل إنك اوجعت قلبي  ، تفاجأت سلوى من جرأة كلامه ولكنها عملت نفسها أنها لم تفهمه  ولاذت بالصمت ، فأكمل كلامه قائلا : أرجوكي  لا تذهبي وأنت بهذه الحاله دعيني أوصلك للبيت وسوف أجعل احد الموظفين ياخذ سيارتك للبيت .

أوصلها طارق الى البيت وقال لها وهو يودعها هل أطمع بلقاء ثاني فقالت بتردد : دعها للظروف فمشاكل الشركة لا تترك لي وقت للاستراحة .

.

جافى النوم طارق في تلك الليلة  وظل ساهراً في شرفة منزله كان يشعر بشيء غريب ينظر إلى النجوم فيراها تضيء وتتوهج في روعة ،  وجد الإبتسامة تتسلل إلى شفتيه بلا استئذان ،  شعر بنسمات الهواء المنعش وكأنه يستنشقها لأول مرة شعر براحة بال وسعادة . شعر بخفقة  جديدة في قلبه تختلف عما سبقها من  خفقات ، خفقة  قوية ملئت قلبه وكيانه  بحنان جارف تجاهها  لها تأثير قوي عليه لم يألفه ولم يعتاده من قبل. فمنذ أن أخرجها من السيارة وجرى بها الى المركز ليسعفها وهو يشعر أنه مسؤول عن رعايتها والوصاية عليها ، منذ تلك الحظة  وهو يغمرها في قلبه بالحنية والخوف عليها وتأبى ان تخرج من عقله وقلبه ، لها عينان حزينتان ولكنهما ساحرتان  لديها وجه طفولي برئ وجسم نحيل ولكنها  تتحدث بقوة وطلاقة ،إنها تملك  عبقرية  احتلال  القلب .

 

صباحاً جلست سلوى  في مكتبها  لقد أصبح هذا المكان هو عالمها الخاص الذي تشعر نحوه بالانتماء والحب  رغم كل المشاكل التي فوق راسها ، أصبحت كل يوم تستيقظ باكرة وتأتي إليه وتبقي  فيه حتى بعد ذهاب الموظفين. جلست تفكر تُرى كيف ستنهي مشاكل الديون هذه ، لو إعترف عامر أن والدها  سدد له  الدين لكانت معظم المشاكل انحلت ، إنه يضغط عليها كي يشاركها بالشركة  مقابل الدين ويلح عليها أيضاً باتمام الزواج ، ولكن كيف ستتزوج من شخص  طماع كهذا ليس له ماض أو حاضر سوى الرخص والنذالة ، كيف تستطيع أن تتخلص منه يا ترى ؟ .












رن هاتفها فردت قال لها طارق : ساقترح عليك حلا أن أردت ، إن لدي فريق من المحامين إن رغبت طلبت منهم مساعدتك في قضية ابن عمك والديون المترتبة على شركتك ،. فقالت : كيف يكون هذا ؟ فقال طارق : لي تعاملات كثيرة مع معظم البنوك ولو أني طلبت منهم تأجيل سداد دينك مقابل كفالتي لك سيقبلون بالتاكيد ، تهلل وجه سلوى وانفرجت أساريرها وقالت : كم المدة التي سوف يتم تاجيلها ، فاجابها طارق :   لا تقلقي سوف نتفق معهم على الوقت ريثما تقومين باستعادة نشاط الشركة من جديد . وافقت سلوى على إعطاء الضوء الاخضر للمحامي كي يقوم بالحلول المناسبة للتسوية مع البنوك وشرحت له قضية عامر وإختلاسه مال ابيها .

ذهب  المحامي عادل الساري الى عند عامر  وقال له : لقد أخذت توكيل من الانسة سلوى لمتابعة الامور الشائكة في شركتها ، وقد وجدت بعد مراجعة  البيانات انك قد تسلمت الديون التي كان يدين  لك بها السيد مصطفى بحقبية سوداء كانت بحوزته يوم الحادث ، عندها قضب عامر حاجبيه واجاب بحدة : كيف ؟ ومن قال أنني أخذت حقيبة النقود تلك ، فقال  المحامي :  لامجال للانكار لقد سحب السيد مصطفي المبلغ من البنك بذلك اليوم ووضعه بالحقيبة أمام السيد فارس المدير المالي للشركة وقد ذهبتما معا وبعدها حصل الحادث والحقيبة لم تظهر،  فقال عامر : هذا لايعني باني قد أخذت الحقيبة ، فقال المحامي عند تفريغ الكاميرا كانت الحقيبة بالسيارة وقد إستلمتها أنت من أمانات المستشفي فلا مجال للانكا ر ارجوك اختصر الموضوع علي وعليك ، إكفهر وجه عامر وأصبح وجهه مثل البرتقالة الحمراء من شدة الغضب صمت وابتلع ريقه ثم قال : بالفعل أنا تسلمت الحقيبة ولكن الحقيبة لم يكن بها مال كانت فارغة الا من بعض الاوراق الغير هامه ، رد المحامي : عليك التفكير  بالموضوع  بجدية أكبر فالموضوع شائك وله تباعيات وخيمة ، والتفاهم أفضل من قضايا المحاكم ، انت أخذت المال ولم تعيد الشيكات لاصحابها وهذا يعتبر نصب واحتيال وتحبس عليه بالسجن 10 سنوات من عمرك .

 

في اليوم التالي توجه عامر الى مكتب سلوى ودخل مهددا ، انك فتحت أبواب جهنم عليك ، وسوف أودع شيكات الدين الى البنك لاخذ أموالي بالشكل القانوني ثم إقترب منها بخبث قائلا : سوف يضعون شركة الوالد بالمزاد العلني وسوف أشتريها

 

حانت اللحظة التي كان ينتظرها طارق بفارغ الصبر ها هو يجلس مع سلوى على طاولة واحد في أحد المطاعم المشهورة . وكذلك سلوى لم تستطع إخفاء فرحتها لمقابلة طارق ، بدأت تشعر معه بالسكينة وراحة البال وليس هذا فحسب بل بدأ قلبها  ينبض بنبضات شاعرية جميلة لم تالفها من قبل ، قال لها : أحببت ان يكون أول لقاء خاص لنا  بخبر سار : لقد وافق البنك على تأجيل سداد الدين لستة شهور قادمه تحت كفالتي ، تنفست سلوى الصعداء وقالت : فعلا انه لخبر جميل في يوم جميل ، في خلال هذه الفترة نكون باذن قد نفذنا العقود التي تلقينها لاستقبال السياح ، الحمدلله لقد أستطعت أن أن اوقع عقود مع عدد من مجموعات سياحية خلال شهر ولو بقينا على هذا الحال لستة اشهر سوف أكون قد قطعت شوطا كبيرا لانقاذ الشركة ، فقال لها طارق وهويرى تلك الابتسامه التى تعلو شفتيها فتزيدها تألقا وجمالا : أنا على يقين بأنك سوف تنجحين وتحققين كل ما تريدين فقط أوعديني أن  لا تفارق تلك الابتسامة الساحره شفتاك ، إحمرت وجنتيها خجلا فزادت دقات قلبه إشتياقا  ... أنتهت السهرة وخرج الاثنان من المطعم  متشابكي الايدي ، قال لها إنتظرني قليلا ريثما أحضر سيارتي ، اقترب طارق بسيارته منها وعندما همت بالركوب وجدت يدأ تمسكها من ذراعها بقوة التفت لتجد نفسها وجه لوجه مع عامر ، وجدته ينظر اليها بشراسة ويقول وهويضغط على ذراعها بقوة : ليس من اللائق أن تخرجي مع شخص أخر وخطيبك موجود ، ردت عليه وهي  تحاول ان تحررذراعها من قبضته : وهل تظن نفسك فعلا أنك خطيبي الم تلاحظ باني حررت أصبعي من خاتمك  منذ موت أبي لم تكن خطوبتي لك الا إرضاءا لابي ريثما نرى هل فعلا انك تغيرت واصبحت شخصا اخر ولكن للاسف أنا وأبي اكتشفنا دنائتك وطمعك وبيني وبينك المحكمة ، نزل طارق من السيارة  وقد التم رجال الامن على السريع ، فترك عامر يدها وإختفي .

ألقت نفسها في أحضان طارق قائلة: أرجوك احميني. وتعالت شهقاتها بالبكاء.  أطبق طارق ذراعيه حولها   وضمها الى صدره قائلا : هل تتزوجيني ، شعرت سلوى بأن قلبها قفز من صدرها ، كانت لتلك الكلمة أثر السحر على نفس سلوى شعرت بالراحة الشديدة وشعرت بالسكينة في قلبها ونظرت اليه باستسلام قائلة أجل.

في اليوم التالي بدأت سلوى يومها بإبتسامة تعلو شفتيها حاولت مداراتها  لكنها أبت إلا وأن تظهر واضحة للعيان . دخل عليها فارس يحمل بيده ورقة وقال لها باسى : سيدتي لقد وصل هذا الانذار من البنك يخطرنا بوجود شيكات مرتجعه ، قرأت سلوى الانذار وقالت ماذا أتوقع من شخص خسيس مثل عامر ، اتصلت بالمحامي وأخبرته بالامر فقال لها : أن شالله نهايته قربت .

 










 كانت سلوى  تقف وتولي ظهرها إلى الباب تقرأ الملف الذي بين يديها وتضيف عليه ملاحظاتها. إلتفتت لتجد عامر أمامها يقف أمام الباب وينظر إليها بشزر. تسارعت خفقات قلبها  وشعرت بالإضطراب ،  ودّت الهرب  لكنه كان  واقفا يسد المنفذ الوحيد للهرب قال لها : ما زلت هنا !!!!كلها ساعات وتصبح هذه الشركة لي وحدي !!! ردت سلوى بحدة أنت تحلم لن تنال قشة واحدة منها ، قل لي ألم يكن والدي يتشاجر معك وقت الحادث هه  ، قل الم يكن يكن يطلب منك الشيكات قبل أن يعطيك المال !! لماذا ذهبت معه؟  اليس لتسلمه الشيكات مقابل المال الموجود بالحقيبه ؟  !! كان عامر يحدق بسلوى وعيناه تشعان لئما وخبثا وكأنه يريد أن يفترسها بعضة أو لدغة سامة فيقتلها قال لها وهو يصك على أسنانه :  حسنا ولماذا اعطي  والدك الشيكات هه لقد ظلمني عمي مصطفي كان يرفض أن أعمل معه في شركته طوال وقته لا يثق بي كان يفترض به ان يحضني ويعاملني كابنه فانا ابن اخيه الوحيد وبدل ذلك راح يعايرني بان امي تركت ابي وذهبت لبلادها وعلي اللحاق بها ، ردت سلوى بانفعال لو كان اباك عايش ما عاملك كما كان يعاملك ابي ويلمم من ورائك  أخطائك ، ثلاث شركات ساعدك بانشائها من حر ماله وما تلبث بعبثك ان تخسرها  وتغلقها  ، الانسان الفاشل هو الذي لايشبع مما يقدمه له غيره ولا يقدر التضحية التي يقدمها له غيره ، أن اصل أموالك من الاموال التي ابي كان يقدمها لك لتنشئ  شركاتك الفاشلة التي تغلقها وتاخذ أموالها   والان تظن أن الشيكات المزيفة تلك ستجعلك تستولي على شركة ابي أنت تتوهم ، تملكه الغضب وجحظت عينيه بطريقة مستفزه وهو يقترب منها فيحشرها بزاوية الجدار ليقول لها  بصوت مزلزل : بل أنت التي ستخرجين من هذه الشركة  الآن والتي ساصبح مالكها على عينك ، وعلى فكرة إن امرك لم يعد يهمني وأنا الذي لا اريدك وقولك اني خطبتك من أجل مصلحة هو كذلك لقد خطبتك من أجل التقرب من عمي وشركته والان لست بحاجتكما ، قطع مناقشتهما صوت جاء من بعيد يقول لا تستعجل الامور سيد عامر ، التفت عامر للصوت كان المحامي  ، أكمل المحامي  كلامه ، هذا تقرير اولي أحضرته من دائرة الشرطة تثبت بأن الحقيبة التي استلمتها أنت من المستشفي والتي يملكها السيد مصطفي كان بها مبلغ مالي قدره مليونا دينار  لقد حاولت  التضليل بان الحقيبة  استلمتها فارغة ولكن لسوء لحظك لم يخطر ببالك أن المستشفي حين يصل اليها أشخاص مصابين نتيجة حادث  ما ، يكون إلزاما قانونيا عليها أن تتصل بالشرطة وعند حضور الشرطة تفحصت الشرطة جميع الموجودات لتتعرف على الهويات والممتلكات الموجودة بحوزة المصابين لمتابعة التحقيق وعرفت بان في الحقيبة المبلغ المالي المذكور ولكنها لم تتحفظ على الحقيبة لانك وضعتها بالامانات بنفسك في المستشفي وكنت بكامل وعيك وعندما انتيهت من معالجة  نفسك عدت واخذتها من الامانات ، في هذا الاثناء سمع الجميع اصوات التأييد والتصفيق للاخبار التي حملها المحامي فقد كانوا  قد التم واالموظفين حولهما عندما سمعوا المشادات الكلامية بينهما .

سحب عامر الشيكات المستحقه على شركة سلوى وأعاد المبلغ المالي الذي أخذه من ابيها مقابل تنازل سلوى عن حقها في قضية الاختلاس الذي قام بها عامر بحق ابيها ،  وقالت له لا أريد أن اراك  بعد الان في حياتي اغرب عن وجهي ، وتوجه عامر بعدها الى المطار يجر أذيال الخيبة والمهانة التي الحقها بنفسه  وذهب الى بلد أمه في النرويج ليقيم هناك .

 










كانت تبدو كأميرة صغيرة ووجهها يشع نوراً وأضافت ضحكاتها الصافية على وجهها المزيد من التألق. حان موعد كتب الكتاب سمعت في الخارج الزغاريد بعدما حضر المأذون. إبتسمت والتقت عينا ها بعينين طارق تقدم  نحوها وغمرها بذراعيه وطبع قبلة على جبينها  فأسندت رأسها على كتفه واغمضت عينيها لتنعم بشعور الراحة  والامان وهي بين ذراعيه .. هي تعلم أنه لن يسمح لأحد بأن يؤذيها بعد الآن . نظر إليها طارق في حنان  ثم أمسك بيدها وسارا  بين الحضور  

كان الجميع فرح لهذه الفرحة  وقرروا أن يتم الإحتفال بهذا اليوم العظيم في حياتهم في المزرعة .. التي شهدت ميلاد حبهم .. كان طارق يكاد لا يصدق نفسه من فرط السعادة .. فهاهي أخيراً حبيبته ستصبح زوجته. ولن يتركها تفلت منه أبداً ..

 



                                    النهاية.


تفاعل :

تعليقات