القائمة الرئيسية

الصفحات

قاتل أبي - الجزء الثاني - رجاء حمدان

قاتل أبي - الجزء الثاني



قاتل أبي - الجزء الثاني 

بقلم : رجاء حمدان

 لسماع الرواية بأجزاها الكاملة على الروابط التالية : 

الجزء الاول 

https://youtu.be/A_CXITEY_rs 

الجزء الثاني 

https://youtu.be/coKf1cSAhjc

الجزء الثالث 

https://youtu.be/BaAvIEplH3s

الجزء الرابع 


https://youtu.be/SW-HztOTL8w

الجزء الخامس 


https://youtu.be/lELc2oZxu2E

 




"" سلوى فتاة مدللة كانت تشع حياتها بالهدوء والسعادة ، وفجأة غدر بها القدر وخطف منها سندها ونبع الحنان الذي كانت ترتشف منه سعادتها وبهجتها ، لقد مات ابيها الغالي بحادث سيارة وتركها وحيدة تعصف بها مشاكل لا حد لها، ترى ماذا ستفعل سلوى في دنيا غريبة عليها لا تعلم عنها شئ ومشاكل شتي تواجهها في كل يوم بعد موت ابيها .....

ما عليك سوى الانتساب الى القناةhttps://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber" راجو شو يقوم بحكاوي الروايات بإسلوبه المستقل المختصرالوافي الممتع """" ربما تكون الرواية او الاساطير او الحكايات او قصص المشاهير التي نننشرها ...منتشرة على اعلانات جوجل ..ولكن معنا متعة القراءة وسما ع الرواية متميزة ..موقع وقناة راجوشو وفر لجمهوره الكريم كل ما يحتاجه ويلبي ذوقه من افضل الكتب وافضل القصص الشيقة والاساطير والحكايا وقصص المشاهير بطريقة محترفة ، حتى لايشعر القارئ بالملل من السرد الطويل الممل ....لذلك قمنا ب انشاء موقع الكتروني ضخم لقراءة الروايات على الرابط التالي : https://www.rajaoshow.com/وكذلك عملنا على تخطيط وتصميم الموقع الالكتروني الى قناة سماعية بجودة واحترافية فائقة على الرابط التالي االرسمي للقناة على الرابط التالي:https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber.""

 

 


 

رواية 

قاتل أبي 





 فتحت الخادمة الباب كان عامر فقال لها أين سلوى ، فقالت : إنها بالداخل ياسيدي سوف اناديها  وما ان رآها أتية من بعيد حتى هب اليها معاتبا ، ما هذا الثقل علي يا سلوى أسبوعان أحاول أن أراك وتقولين انك مشغولة لقد قلقت جداً عليك ، فقالت سلوى وهي تحيه: إنني في غاية الانشغال ، ما زلت أكتشف العمل واتعلمه  ومشاكل الشغل  كثيرة ورأسي يلف مئة مرة باليوم ولا أستطيع ان أخرج من مأزق حتى أكتشف مأزق أكبر واصبحت الامور معقدة جدا وثقيلة علي ، فقال عامر : هل حصل شئ جديد ، فقالت سلوى من يومين جاءنا إخطار من البنك يطالب بتسديد مبلغ مالي كبير لاأعلم لماذا والدي استلفه وأين ذهب بالمال ، والموظفون بدأوا يستائون من تاخير الرواتب وكذلك الشركة عليها ذمم سابقة استحقت الدفع ، كل هذا فوق راسي لا اعرف كيف أتخلص من هذه المآزق ، فقال عامر بدهاء :  لقد أخبرتك ، يمكنك دمج  شركتك مع شركتي ونجعلهم في مبني واحد وبيعي مبني  الشركة للسداد ، ردت سلوى باصرار : لن ابيع شيئا من ممتلكات أبي بل سازيدها ويبقي اسم ابي لامعا كما كان وهو في الحياة ، لقد كتب ابي كل ممتلكاته باسمي قبل ان يموت بسنوات وكانه يعلم الاصرار الذي بداخلى فهو يراني محل لثقته بالكامل ، فقال عامروهو يقلب بهاتفع الخليوي :  اعلم ذلك ولانك وحيدته وممكن ان يظهر ورثة يشاركوك  بامواله وبالتالي سيتدخلون بشركته .

 

 

 

 

انطلقت سيارة طارق وبجواره نانسي ، وخلفه كان يقود كرم صديق عمره منذ الطفولة  والده من أكبر اثرياء المنطقة المعروفين  ، وخلفهم سيارة والد نانسي ووالدتها. لقد أراد طارق ان يعزم نانسي واهلها الى مكان هادئ فلم يجد أفضل من من الذهاب  برحلة نهاية الاسبوع في رحلة استجمام الى مزرعته التي تقع على قمة أحد الجبال الخضراء وتطل على منظرللمدينة المضاءة في الليل  يخطف القلوب بجماله وروعته ،  توقف طارق بجوار إحدى الكافيتريات للاسترحة وإحضار كوب قهوة له، عرض على الجميع النزول وشرب القهوة ولكنهم فضلوا البقاء بالسيارة ريثما ينتهي طارق من شرب  قهوته . نزلت نانسي من السيارة وذهبت نحو كرم وفتحت باب سيارته ، جلست في المقعد الامامي بجانبه وراحت تتحدث معه : قل ياكرم لماذا لم تتزوج الي الان  ، ضحك كرم بصوت عالي وقال : أنا مبسوط كتير بعزوبيتي عايش حر ولا احب الالتزام بمسؤوليات  وزوجة تقيدني بحياتي أنا مثل الفريك ما بحب شريك ، المهم أنت  وطارق هل حددتما  يوم الزفاف ، فقالت نانسي  باقتضاب : قريبا باذن الله . ثم اردفت  قائلة ، يبدو انك لا تحب العمل  الكثير فمن يملك والده كل تلك المجموعات  من الشركات الناجحة لا يحتاج أن يعمل ليلا نهارا كما يفعل طارق ، فقال كرم  باندهاش : ومن قال اني لااعمل بجد فهل تظنين أن العمل ياتي لوحده هكذا ويغدق علينا بالمال والربح دون تعب ومثابرة ، فراحت نانسي تداعب خصلات شعرها بهدوء وكانها تحاول ان تنتقي كلمات لسؤالها القادم ثم تبسمت وقالت : وما هو نوع العمل الذي يسلمه لك  والدك بشركاته ؟ إبتسم  كرم بسخرية قائلاً : أنا لاأعمل بشركات أبي بل امتلك نصف شركات أبي ، لقد كتبها باسمي تقديرا منه لاجتهادي بالعمل ولاني وحيده فارادني ان أستقل بإحدى مجموعاته الشركيه  وارادني ان انجح بها لوحدى دون مراقبته كي يتاكد باني على قدر المسؤولية لتولي أعماله بالكامل في المستقبل،  رفعت نانسي حاجبيها في دهشة .. ولمعت عيناها ببريق وقالت: يبدو ان والدك يثق بك جدا حتى يكتب لك نصف املاكه في حياته ، فرد عليها : أبي رجل محنك ولا يخطئ حيث يضع ثقته بأحد وبالفعل كنت محل إعجاب أبي وثقته بي ، في هذا الأثناء عاد طارق بعد ان شرب قهوته وعندما شاهد  نانسي تجلس بجانب كرم في سيارته شعر بالضيق  فهذا ليس لائقا لها .

 







وصلوا إلى المزرعة،  وتوجه الجميع  الى غرفهم للاستراحة ، بعدها إجتمع الجميع على مائدة الطعام يتحدثون ، فقال طارق للخادمة إستعجلي الانسه نانسي ربما ما زالت نائمة ، وما هي الا دقائق حتى دخلت نانسي عليهم  وجلست بجانب طارق ، فقال لها طارق ليس من اللائق أن  ترتدي هذا الفستان القصير والمكشوف  عن صدرك  وأنت تعلمين ان صديقي هنا عليك بلبس شئ محتشم أكثر من هذا . تجاهلت نانسي الرد على كلام طارق واهتمت بالطبق الذي أمامها وهي تقول إنني في غاية الجوع سالتهم كل ما هو موجود على الطاولة ولن يتبقي لكم شئ أن بقيتم منشغلون بالحديث .

جلست نانسي بجانب كرم على المقعد المقابل لبركة الماء و قالت يبدو عليك انك تحب الهدوء ، لقد تركت الجميع وجئت تجلس هنا لوحدك ، فقال لها وأنت لماذا لا تجلسين معهم ، فقالت : تركتهم يتحدثون بالاقتصاد الدولي والتضخم المالي وهذا الحديث يشعرني بالملل ، فقال كرم الشخص إذا اراد النجاح بعمله عليه الاطلاع على كل اقتصاد البلاد ومتابعته فهذا الشئ يعطيه المعرفة الشاملة واالاستفادة من تجربة الاخرين . سمعت صوت طارق يقول لها أنتم هنا لقد افتقدناكم !! فقال كرم احببت الاختلاء بنفسي قليلا ولكن نانسي إكتشفتني هنا . نظر طارق الى نانسي نظرة صارمة وخصوصا انه وجدها لم تغير ثيابها القصيرة بعد .

دخل فارس وبيده ملف مكتوب عليه سري وضعه أمام سلوى وقال لها : كان هذا بحوزتي كوني المدير المالي للشركة والمقرب عند السيد مصطفي فقد كان يثق بي كثيرا ، لقد جاءني  وأعطاني  هذا الملف  قبل أن يذهب برحلته المشؤومه تلك وقال لى إحتفظ به في درجك الى أن اطلبه منك ، وبصراحة نسيته بالدرج هناك فمع الاحداث التي حصلت وكثرة الانشغال بالحسابات معك لم أفطن له ، واليوم كنت أبحث عن شئ  في أدراجي فوجدته امامي . فتحت سلوى الملف كانت أوراق خاصة لحسابات تخص عامر ، توجد صور لشيكات توضح أن السيد مصطفي قد إستدان من عامر مبلغ مليوني دينار على أن يعيده له في مدة أقصاها ستة شهور .. إستدعت فارس الى مكتبها وقالت له : ماذا تعرف عن المبلغ الذي استدانه ابي من عامر ،  فقال لها : كان السيد مصطفي في ضائقة كبيرة تشبه الضائقة التي نمر بها الان فقد توقف العمل ولم يعد هناك سياح يقدمون للبلد بسبب جائحة الكورونا ، واستنفذ السيد مصطفي جميع مدخرات الشركة ليبقيها قائمة ، وعندها عرض عليه السيد عامر أن يقرضه ذلك المبلغ ، فكان بالنسبة للسيد مصطفى يد وامتدت له من السماء ، أخذ المبلغ وصرفه كاملة على الذمم المستحقه علية والتي كانت ستحجز على الباصات السياحية والسيارات ، ولكن بعد ثلاثة اشهر على ما اعتقد إحتاج السيد عامر  المبلغ وضغط على والدك لاسترجاع المبلغ لانه بحاجتة بشكل ضروري من أجل  شركته التي يقوم بافتتاحها ، فاجابه السيد مصطفي ان هذا ليس هوالاتفاق الذي حصل بينهم وان عليه أن يعطيه بعض الوقت كي يعرف كيف يجمع المبلغ الا أن عامر ضغط عليه بالشيكات التي لديه وقال له:  سوف أحول الشيكات  رصيدا لشريكي بالعمل فليس بيدي حيلة لأن شريكي يهددني إن لم أدفع له الان وبانه سيبيع حصتي لغيري ، حينها لم يكن أمام والدك سوى أن يبيع عدد من الباصات بخسارة أو يستدين من البنك ويرهن الباصات ولكنه إختار أن يقترض من البنك ، وأستدعى عامر الى مكتبه وخرج يحمل حقيبة المبلغ بيده وقبل أن يخرج مع عامر لتسوية الامور وضع هذا الملف عندي وخرج. فقالت سلوى : ولكن هناك ورقة في الملف تثبت أن عامر قد أخذ أمواله وعليه توقيعه ، فقال فارس : فعلا لقد اخبرني والدك شفهيا انه إقترض من البنك المبلغ لسداد دين عامر وطلب مني أن أنهى هذه الاجرات ريثما يحضر عامر الشيكات التي بحوزته ثم إنطلقا الاثنان معا وكان في حينها اباك يحمل  بيده حقيبة المبلغ ولم يعد بعدها .












جلست تنتظر عامر في مكتبها وعندما دخل عليها هبت في وجهه قائلة : أنت لماذا لم تقل لي أنك قد أخذت أموالك من أبي ، وليس هذا فحسب بل أنك ضغت عليه لتأخذ دينك قبل موعده ،تفاجأ عامر من كلامها ولم يستطع  أن يخفي إندهاشه  وإرتباكه في هذه اللحظة ، صمت قليلا ثم قال : لقد طالبت بأخذ أموالي لاني كنت تحت مأزق كبير من شريكي وكان علينا توفير المبلغ لاتمام شركتنا في وقت محدد وكنت مثل والدك تحت ضغط كبير ، فقالت كان بإمكانك أن تقترض من البنك في حينها ولاتجعل أبي يأخذ قروضا مضاعفة يرهن خلالها جزء كبير من ممتلكات الشركة أو تنتظر قليلا فشركتك لم تكن قائمة في حينها ، ثم أكملت كلامها وهي تنظر اليه بحدة وقالت :  وكيف لم تخبرني بهذا الامر المهم وأن ابي قد سدد لك أموالك ، فأجابها بصرامة : ابيك لم يسدد لي قرش واحد بعد . وأنا لم أخبرك بهذا الامر لان شركتك ما زالت في مأزق ولم تنتعش بعد ولا اريد أن أن ازيد من همومك فقلت ساصبر عليك حتى تنفرج الامور ، فقالت ، إذن قل لي  لماذا أبي رهن أخر جزء من ممتلكات الشركة لصالح البنك اليس لتسديد دينك ؟ ، فقال : وكيف عرفت انه رهنها من اجل ديني هه ؟ صحيح اني قد طالبت بديني ولكني لم آخذه الى الان ، فقالت وهي تشير اليه بأصبها : لا تستهين بي صدقني ياعامر  لو علمت انك قد أخذت أموالك من أبي لاقلب الدنيا فوق رأسك ، هز عامر رأسه بسخرية ودون أن ينبس بكلمه ثم  أدار ظهره خارجا وصفق الباب خلفه.

أغلقت سلوى هاتفها الخليوي وقالت لفارس أريد أن أذهب الى بيتنا الريفي في الجبل لأقضي نهاية الإسبوع ، أريد ان أفكر بهدوء  وإذا احتجتني إتصل على الرقم الارضي هذا ونقلته الرقم ، أغلقت هاتفها في الحقيقة كي لايتصل بها عامر ، لقد هزها ما إكتشفته ، لحظة تقول لنفسها ليس بالغريب على عامر أن يفعل هذا فهو طوال وقته خسيس وأنه لن أنه يتغير أبدا ، ولحظة تقول في نفسها أفضل أن أرى دليل إدانته قبل أن أطلق عليه سهام الغدر .  

 

 

قبل أن ينهي طارق المكالمة مع نانسي قال لها : إنني الان في مأزق كبير وعلي شرط جزاء بمبلغ كبير جدا لاحدى الشركات إن لم أسدده في الموعد المحدد سوف ابيع جزءا كبيرا من ممتلكاتى واصبح وضعي حرجا ، شقهت نانسي وقالت له : لا عليك يا حبيبي انت قادر على حل امورك على احسن وجه سوف تنجز عملك في الوقت المحدد لا تقلق أرجوك ، ثم إتفقا ان يتقابلا بعد ثلاث ايام في نادي الخيل الذي يعشقه طارق .

انهى طارق تدريباته في نادي الخيل  وجلس يشرب قهوته مع نانسي فقالت له وهي ترتشف قهوتها بهدوء : علينا أن نأجل زواجنا قليلا ، فقال لها باستغراب كيف ولماذا التأجيل ؟ لقد كنت في المرات السابقة تستعجلي الامر ، فقالت نانسي : أريدك ياحبيبي أن تكون مرتاح البال عندما نتزوج وأنت فكرك مشغول الان بركود العمل في الشركة و بشرط الجزاء ذلك ، فاجابها طارق : وهل تظنين أن الشغل ومشاكله تنتهي لا ياعزيزتي كل يوم نحن في حال صحيح أنه أصبح الوضع مقلق بعد جائحة الكورنا وركد العمل على الجميع ولكن الحمدلله نحن أفضل حالاً من غيرنا الذين أفلسوا ، راحت نانسي تسال وتستفسر أكثر وأكثر عن شغله وعن مدخراته وأملاكه عندها سرح خيال طارق وسأل نفسه ترى  لماذا أصبح حديثها معي باردا هكذا حتى أن حديثها أصبح فقط  عن العمل ونسيتني تماما هذا الامر لايعجبي لقد بدأت تسأل عن ممتلكاتي بالتفصيل وعن مدخراتي بالكامل وعن الشركة هل أصبحت مكشوفة ماليا أم لا ، أفاق من تساؤلاته في تلك اللحظة على طلب طلبته نانسي شل اوصاله فقالت له : أريدك أن تؤمن لي مستقبلي أكتب لي عقارمن أملاك بإسمي ياطارق  ، عندها لم يعرف طارق كيف كتم غضبه وقال لها : أنت هل تحبني أم تحب أموالي ؟ وهل العقار الذي تطلبين مني أن أكتبه بإسمك هو الذي  يضمن مستقبلك معي أم حبي لك ؟ .لم ينتظر ليسمع جوابها بل هب و تناول تلفونه عن الطاولة  وادار ظهره لها خارجا. شعر بضيق شديد كان يشعر وكأن بداخله بركان يغلي من الغضب ، كان هذا الغضب موجه أكثر إلى نفسه. كيف كان أعمى إلى هذه الدرجة  ولم يستطع ان يكشف وجه ناننسي الحقيقي ، كان يسأل نفسه هذه الأسئلة وهو لا يدري أيغضب من نانسي أم من نفسه .

 

.










كان طارق يسير بسيارته مسرعاً لا يدرى الى اين يتجه , ولكنه بعد ساعة من السير العشوائي  وجد نفسه يسير باتجاه المزرعة. نظر طارق أمامه فأعمته أضواء الشاحنة القادمة أمامه  وما هي إلا لحظات حتي تعالت فيها أصوات الصراخ  ثم سكن كل شيء. توقف سائق اشاحنة  لينظر إلى تلك السيارة التي انقلبت على أحد جانبيها..

كانت سلوى في طريقها لشراء مستلزمات البيت فقد لخصت لها أم دلال مربيتها قائمة طويلة للحاجيات الضرورية  فالبيت منذ شهور لم يدخله أحد ويحتاج مواد تنظيف ومؤونه وووو . كانت سلوى تقود  وعقلها شارد في أمور الشركة ومشاكلها والان زاد الطين بلة هو ما اكتشفته عن عامر ، وفجأة اثناء قيادتها رأت سيارة تنعطف نحوها بقوة فداست على الكوابح بكل قوتها ولكن كان قد فات الاوان وانقلبت السيارة .

خرج طارق من سيارته  يترنح وقد التف جمهور من الناس حوله وحول السيارة الاخرى يحاولون اسعاف المصابين ، طمانهم على نفسه  ثم شرع معهم الى السياره الاخرى يحاولون إخراج من بداخلها . قص طارق حزام الامان واخرج السائق بهدوء من السيارة بمساعدة بعض المتجمهرين ، نظر الى الوجه وكاد يغمى عليه عندما عرف أن هذا السائق هو سلوى بنت مصطفى ذلك  الشخص الذي حصل معه الحادث وتوفي ،قال في نفسه  يا لهذه  الصدفه العجيبة ولماذا هي بالذات الا يكفي ما حدث لابيها ، نشف الدم في عروقه ودعا ربه أن تكون سلوى بالف خير ثم وضعها في المقعد الخلفي في سيارته ودخل معها احد المتطوعين للمساعدة ولتثبيتها خوفا من وقوعها ، واسرع طارق الى أقرب مركز صحي بالمنطقة . هناك كان طارق ينزف من يده  الدم ولكنه لم  يكن يأبه  لذلك بل كان يصرخ ويقول للدكتور أرجوكم إهتموا بها أولا ، أخذها الاطباء الى غرفة  الطوارئ وقاموا بانعاشها وإيقاظها ، ثم ذهبو بها الى غرفة الاشعة لتصوير اماكن الرضوض في جسمها وفي هذا الاثناء تم تضميم جرح يد طارق وكانت هناك بجسده رضوض اخرى لكنها   بسيطة ومع الوقت تشفى .  










أظهرت صور الاشعة بانه لاتوجد مشاكل داخلية أوخارجية في جسد سلوى،  قال الطبيب : الحمدلله الامور تمام توجد رضوض كثيرة بالجسم ولكن لايوجد نزيف وقد اصابها حالة من الاغماء لحظة الحادث ولكنها الان بخير ، فقال طارق سوف أخذها الى مستشفى  المدينة للاطمئان عليها أكثر ورعايتها هناك فقال الطبيب : كما تشاء ولكني أرى ان وضعها مطمئن ، دخل طارق عند سلوى وقلبه يرتجف من الخوف عليها فهو لا يريد ان يكون سببا مرة اخرى في مصيبة ثانية يحذفها القدر  اليها ،وكان خائفا أيضا  من  ردة فعلها وموقفها حين تراه ، قال لها : لقد ساقني القدر لاكون سببا في حادث أخر معك ، نظرت سلوى اليه ولم تستطع الرد فهي لا زالت تحت تأثير الادويه ومعاناة الاوجاع  وبالرغم من ذلك لم تستطع أن تكتم دهشتها وانفعالها من رؤيته ، أكمل طارق كلامه أرجوكي لا تنفعلي ، إذا أردت أن أعترف بخطئ هذه المرة سوف اعترف بكل ما تردين حتى لودخلت السجن ، سوف افعل ما ترينه مناسب ، الحمدلله الطبيب قال انك بخير ويمكنك العودة للمنزل ، ولكني بعد اذنك أريد ان أخذك الى المستشفي للاطمئنان أكثر ، فقالت سلوى بخفوت : أرجوك أن تخرج من هنا انا لا اريد رؤيتك ، فقال لها : إنني مصمم أن أبقي معك واطمئن عليك مهما حاولتي توبيخي وطردي لن اتركك ليس قبل أن تستعيدى قوتك أرجوك ، لم تكون سلوى بحال تستطيع به مجادلته لقد كانت قواها هافته وبالكاد تنطق الكلمة ، قال لها : لم اجد تلفونك كي أتصل مع أحد أقاربك ونطمئنه ، هل تريدينني أن اتصل باحد ، هنا تذكرت سلوى مربيتها وانها الان في أشد القلق عليها ، نقلت طارق الرقم وطلبت منه ان يخبرها عنوان المركز لتحضر هنا ، بعد نصف ساعة كانت قد وصلت ام دلال وهي في حالة هلع وخوف على سلوى ، قالت لها سلوى اطلبي لنا سيارة اريد أن اذهب للبيت ، فقال طارق أنا سوف أوصلكم لم تستطع سلوى الرفض او القبول بل استسلمت لما تختاره ام دلال فهي تريد فقط الوصول لبيتها والراحه هناك ، في الطريق قالت ام دلال لقد مت من الخوف عليك يا حبيبتي ، سيدي إذا بالامكان ان توقفني امام أحد السوبرماركات كي أجلب حاجات ضرويه فالبيت كان فارغا منذ شهور وقد كانت سلوى في طريقها لشراء المستلزمات عند صار الحادث معها ، فقال طارق واين بيتكم قالت انه هناك في أخر الشارع الطويل هذا بعدها إنعطف شمال تجد طلوع حاد على راس الجبل هناك البيت ، فقال لها هل تعلمين أن مزرعتي بالجهة المقابلة لبيتكم ، على كل حال علينا التوقف بجانب صيدلية لشراء أدويه لسلوى ، وإذا لم تمانعوا سوف استضيفكم عندي لان سلوى تحتاج للراحة وبيتكم غير جاهز الان ، نظرت ام دلال الى سلوى لترد على اقتراح طارق ولكنها وجدتها تغط في نوم عميق ، فقال طارق:  دعيني استضيفكم عندي الليلة  و لتكمل سلوى  نومها وتاخذ دوائها ونقوم بالعناية بها ريثما تستفيق فانت لن تعرفي ان تتصرفي وحدك إن تعبت منك سلوى في الليل ،كان كلام طارق مقنع و لم يكن امام ام دلال حل سوى ان هزت براسها بالايجاب فهي لا تعرف احد بالمنطقة ممكن ان تلجأ اليه ليساعدها إذا احتاجت سلوى  شيئا ما .

حمل طارق سلوى ووضعها على السرير وقال لام دلال سوف نتناوب عليها إبقي معها انت الان ريثما أحضر أدويتها واطلب من الخدامين عمل شوربة ساخنه لها

 










بعد ثلاث ساعات دخل غرفة سلوى وطلب من ام دلال الذهاب الى الغرفة الاخرى لترتاح قليلا وهو سيباشر المناوبة ، جلس طارق على المقعد المقابل لسرير سلوى في الحقيقة هو لا يعلم لماذا يرتجف خوفا عليها هكذا ، هل هو تانيب الضمير فقد شاء القدر ان يكون سببا بموت والدها والان هو سببا في حادث كاد أن يفضي بكارثة ويصاب  بها الاثنان معا ، لم يهتم لنفسه بل خاف عليها وكم حمد الله عندما طمانه الطبيب عن حالتها ، إنه يشعر بنفسه أنه مسؤول عنها ، إنه يعلم عندما تستفيق سلوى وتستعيد قواها سوف توبخه ولن ترضي عنايته لها ، فهو ما زال  يتذكر كلامها بعد أن براته المحكمة من تسببه لحادث ابيها ، حينها قالت له بعنف :  المحكمة براتك ولكنك ستبقى بنظري متهما قاتل أبي وادعو ربي أن يريني فيك يوما . 




الى اللقاء مع الجزء الثالث 

تفاعل :

تعليقات