للإشتراك بالقناة وسماع الروايات
الرابط التالي
youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber
سال لوك فيتز ويليام نفسه ذلك السؤال الذي كان يدور في خلده طوال فترة الانتظار التي قضاها في الجمرك , ان انجلترا اذا ذهب المرء اليها ليمضي فيها اجازته تعني نقودا تبعثر ذات اليمين و ذات اليسار , ها هو ذات الان و قد بلغ سن التقاعد و سيتقاضى معاشا يضيفه الى دخل خاص ضئيل فاذا به اصبح جنتلمانا عاطلا فماذا سيصنع بنفسه ؟
بذل لوك جهدا ليحوّل
نظره بعيدا عن نافذة القطار الذي كان يستقله , و نقل عينيه الى الصحف التي اشتراها
منذ وقت قصير و بدا بصحيفة الديلي كلاريون التي كانت لا تحوي الا انباء السباق في
ابسوم و بعدها اخذ لوك يتفحص الراكبين معه فوجد هناك رجلا تنطق ملامحه بانه من
الرجال العسكريين يدخن سيجارا و هناك ايضا سيدة شابة توحي أنها مربية أطفال تعتني
بطفل في الثالثة من عمره يمتلئ حيوية و
نشاط و هناك أيضا سيدة متقدمة في السن لم تبق صامتة لزمن طويل فقالت السيدة العجوز
: إن القطار يقطع المسافة في ساعة و عشر دقائق فقط و هذا زمن جيد بطبيعة الحال
يستقل الجميع تقريبا قطار الصباح لأجل السفر و قد إعتزمت السفر به و هناك الكثير
من الضباط المسافرين فقال لوك : لست ضابطا أنا من رجال الشرطة كنت أعمل في مضيق
مايانج فقالت السيدة العجوز : اوه أنا معتزمة الذهاب الى سكوتلاندريارد مقر الشرطة
و أريد أن اقوم بالتبليغ عن جريمة ، في
بادئ الأمر إعتقدت أنني أتخيل الأمر و لكن
هذا لم يحدث في المرة الثانية و الثالثة و الرابعة فقال لوك : أتعنين أنه وقعت عدة
جرائم ؟ فقالت : نعم و لذلك فكرت أنه من الأفضل أن اذهب رأسا الى سكوتلاندريارد و أقص
عليهم ذلك , هل تعلم أنني تذكرت أني قرأت يوما قضية أبر كومبي الذي قام بسمّ كثير
من الناس قبل أن يثير الشبهات حوله , و أن أحدهم قال أنه كان يتميز بنظرة خاصة
ينظر بها الى الشخص و ما أن يمضي وقت قصير بعد ذلك حتى يقع ذلك الشخص فريسة المرض،
لم أصدق بداية هذا الأمر ولكني شهدت تلك النظرة اولا في حالة آمي جينيز و ماتت
آمي ثم مع كارتر ثم مع تومي بيرس و بالأمس فقط كانت تلك النظرة موجهة الى الدكتور
همبلي و هو رجل طيب حقا لذا يجب انقاذه فقال بوك : لقد وصلنا الى المحطة فقالت
العجوز : اوه إسمي هو بنكرتون اتمنى لك حظا سعيدا .
كان جيمي لوريمر من أصدقاء
لوك القدامي , نزل لوك ضيفا على جيمي فور وصوله الى لندن و في صباح اليوم التالي
قال لوك : بالأمس كانت رفيقتي في القطار عجوز و قد قرأت اليوم في الصحيفة أن سيارة
داهمتها فصرعتها و لكن الغريب في الأمر أنها ذكرت لي قصة طويلة مفادها أنها كانت
ستذهب الى الشرطة لتقص عليهم نبأ عدد من الجرائم و أن هناك قاتل مطلق السراح في
قريتها قرية ويتشوود اندر اسن و ذلك القاتل ينفذ جرائمه بسرعة و بعدها قالت أنها
عرفت من سيكون الضحية التالية و قالت أن إسمه الدكتور همبلي و كانت مضطربه لأنه
شخص جيد و الغريب أن هذا الرجل توفي اليوم فجاة و قد قرأت إسمه في صفحة الوفيات !
يجب أن أذهب الى قرية تلك العجوز و اتقصى الأمر فقال جيمي : ان لي إبنة عم تسكن في
قرية ويتشوود اندر اسن اسمها بريدجت كونواي و هي تعمل كسكرتيرة للورد هويتفيلد و
هي الآن مخطوبة له و يمكنك أن تذهب الى القرية على أنك أحد أبناء عمومتها اذ ان
لها عددا كبيرا منهم و سارتب السبب الذي يدعوك للذهاب الى هناك حتى لا يتم الشك بأمرك
و سيكون السبب هو السحر يا صديقي إذ أن السحر يزاوله أفراد الشعب و تلك القرية
مشهورة بتلك الامور و ستدّعي انك تؤلف كتابا تجمع فيه بين عادات مضيق مايانج و
التقاليد الانجليزية القديمة .
كانت الشمس لا تزال في أفق
السماء عندما أوقف لوك سيارته في قرية ويتشوود اندر اسن , اخذ لوك يفكر هل جاء حقا
الى تلك القرية ليكشف الستار عن قاتل و ليس لديه أي دليل سوى ثرثرة سيدة عجوز و
نعي وقع عليه نظره مصادفة ؟! اقترب لوك من بيت اسن مانور الذي أخبره به جيمي و أخيرا
وصل الى بيت قريبته و استقبلته الفتاة الرشيقة التي كانت ذا وجه دقيق الملامح و
خدين غائرين و حاجبين مقرونين و شعر فاحم فقالت الفتاة : انا بريدجت كونواي ثم إقترب
اللورد هوايتفيلد و كان رجلا ضئيل الجسم براس أصلع فقالت بريدجيت : جوردون اقدم لك
لوك و هو ابن عم لأحد أبناء عمومتي فقال اللورد : أنا سعيد برؤيتك تقول بريدجيت أنك
ستؤلف كتابا و هو أمر مثير حقا فقال لوك : نعم و لكن اريد ان ازور صديقي الدكتور
همبلي اولا فقال اللورد : لقد مات منذ أسبوع من تسمم حاد في الدم للأسف لقد كان
رجلا صريحا و لا بد انه قد خلق لنفسه اعداء كثيرين فقال لوك : لقد ذكر لي الأصدقاء
أيضا اسم سيدة ظريفة تدعى بنكرتون تحيا هنا فقال اللورد : ان حظك سيء لقد ماتت هي أيضا
دهمتها سيارة منذ أيام في لندن فقالت بريدجيت : في الواقع ان عدة حوادث موت وقعت
هنا في العام الأخير فقال لوك : سأبدا بكتابة عادات و تقاليد الموت هنا لذا سأسال أقارب
الموتى و أتحدث اليهم فقالت
بريدجيت : لقد مات في الفترة الأخيرة كارتر و كان سكيرا عربيدا و هناك تومي بيرز
الصغير و كان ولدا صغيرا و هناك أيضا الفتاة آمي و كانت خادمة عند مس وينفليت ,
ذهب لوك و بريدجيت الى
الكنيسة و وجدوا القس ويك في مكتبه و كان مستر ويك رجلا قليل الجسم عجوز فقال :
لقد حدثت وفيات عديدة هنا فلقد توفي الدكتور همبلي قريبا و المسكينة لافينيا
بينكرتون فقال لوك : وراء كل موت هناك منفعة لشخص ما فقال القس : أعرف ما تعنيه و
في حالة همبلي لا يمكن أن ننكر أن شريكه الدكتور توماس لا بد ان مركزه سيتحسن
كثيراً بعد موت دكتور همبلي و في إعتقادي ان توماس طبيب قدير و لم يلق نجاحا كبيرا
مثل همبلي كما أن توماس كان قد شغفه حب روز همبلي و هي فتاة جميلة جدا و كانت وجهة
نظر همبلي ان الفتاة لا تزال صغيرة و لم تسنح لها الفرص للإختلاط بعد بالشبان , اما آمي جينز هذه الفتاة المسكينة
كان هناك شك بأن موتها من الممكن أن يكون انتحاراً و كان لها عمة محترمة ثرثارة و
هناك أيضا تومي بيرز توفي ايضا لم يكن محبوبا حيث أنه كان يعمل ساعيا و عمل في
مكتب كستر ابوت ثم عمل في آسن مانور كمساعد للبستاني و فصله اللورد لوقاحته و
بعدها عمل الشاب في وظيفة منظف زجاج النوافذ و يوماً كان ينظف النافذة العليا من
المكتبة و قام بحركات طائشة و فقد توازنه و مات على إثر سقطته و كانت مس بنكرتون
هي من اكتشفت الجثة فقال لوك : من هي الفتاة آمي جينز ؟ فقات بريدجيت : انها كانت
خادمة كسولة و كانت تتأخر عن عملها بسبب صحبتها لأحد الشبان و لقد أنذرها اللورد
عدة مرات من كسلها و بعدها شربت طلاء القبعات خطأ ظناً منها أنه شراب ضد السعال .
ذهب لوك بعد ذلك مع
بريدجيت الى بيت مس وينفليت التي كانت تعمل عندها آمي , و عندما فتح باب البيت
خرجت منه سيدة عجوز أوحى منظرها الى لوك أنها عانس قروية , قالت بريدجيت : صباح
الخير يا مس وينفليت هذا هو ابن عمي يكتب كتابا عن العادات القروية و الموت و لقد
فكرت أنه ربما كان لديك شيء تقولينه عن آمي فقال مس وينفليت : لقد كانت مهملة جدا
في عملها و كانت تحب الخروج و كانت مغترة بنفسها و تحب الإطراء و لم أنسى يوما
عادت فيه آمي متاخرة و كانت تسعل بشدة ثم
ذهبت الى الدكتور توماس و اعطاها زجاجة شراب السعال و في تلك الليلة سمعنا صرخة
مكتومة و لما ذهبنا لها كانت في حالة سيئة و ماتت يومها في المشفى و قيل أنها شربت
حامض الاوكساليك و كانت زجاجته قريبة من زجاجة شراب السعال و لا بد انها تناولت
طلاء القبعات بدلا من الدواء .
عاد لوك و بريدجيت الى
البيت و هناك قالت بريدجيت : ما هو بالضبط سبب مجيئك الى هنا ؟ فتنهد لوك و قال : أعتقد
أن أي شخص ذكي كان يمكنه معرفة أمري فقصة تأليف الكتاب لم تخدعك اليس كذلك ؟ فقالت
بريدجيت : لم تكن كذبة متقنة كما أن جيمي لوريمر قال لي إنك صديقه العزيز و تريد
ان تظهر في القرية و كأنك ابن عمي فقال لوك : لماذا تعتقدين اني هنا ؟ فقالت : أعتقد
أنك هنا بسبب موت الفتاة آمي جينيز فقال لوك : لقد جئت الى هنا جريا وراء شيء
خيالي و آمي جينيز جزء من كل و يهمني أن أعرف كيف ماتت فقالت بريدجيت : لقد ظننت
دوما أن هناك شيء غير طبيعي بالنسبة لموت آمي فقد كان طلاء قبعات آمي لونه احمر و
شعر آمي كان لونه احمر و لا يمكن للفتاة ان ترتدي قبعة حمراء فوق شعر احمر فمن
الممكن ان يكون القاتل قد استبدل شراب السعال بزجاجة طلاء قبعات فقال لوك : و ما رأيك
بموت كارتر ؟ فقالت بريدجيت : لقد سقط في النهر و غرق عندما كان في طريقه الى
منزله و كان مخموراً و كان يمكن لأي فرد أن يدفعه بسهولة كما كان بإمكان أي فرد آخر
بسهولة ان يدفع الصبي تومي عندما كان ينظف النافذة فقال لوك : إن مس بينكرتون
اشتبهت ان هنا قاتلا و قالت لي ذلك و نحن في القطار فقالت بريدجيت : القاتل يمكن أن
يكون أي شخص مثل الجزار أو الخباز أو البقال أو عامل في الحقل أو موزع اللبن فقال
لوك : و لكن مس بينكرتون ذكرت لي النظرة التي شهدتها في عيني الشخص و ينظر الى
ضحيته التالية !
كان الدكتور توماس شابا
لا يدل منظره على حقيقة سنه اذ كان في الثلاثين من عمره , جلس لوك أمام توماس و
قال : لقد قالت لي مس بريدجيت عندما اوصتني بالحضور اليك انك طبيب من الدرجة
الاولى الا تشعر أنك شبه مقبور هنا أقصد أنه لا تسنح لك اية فرصة لإظهار نبوغك ؟
فقال توماس : أعتقد أن عدم التخصص للطبيب يعد بداية طبية له اذ يكتسب خبرة كبيرة
فقال لوك : و لكني سمعت ان شريكك الدكتور همبلي كان رجعيا في أساليبه الطبية ؟
فقال توماس : و كان عنيداً في بعض الأحيان لكنه كان مثالا طبيا للمدرسة القديمة من
الأطباء .
انتقل لوك من عند الطبيب
و اشترى نسخة من المجلة الإسبوعية التي يصدرها لورد هوايتفيلد ثم رآى أمامه مس
بيرز التي بدأت تقول : إن زوجي مستر بيرز يهتم بمباريات كرة القدم و هي أول شيء
يقرؤه في الصحف و كثيراً ما أصابته الخيبة أما أنا سيدي فاعرف حقا ما هي المصيبة فأنا
أم لثمانية من الأولاد ستة منهم أحياء و إثنان ماتا و أحدهما لم يمض على موته سوى
شهر واحد فقال لوك : إنه أمر محزن فقالت : لقد كان الأمر صدمة , إن طفلي تومي كان
دائما مصدر متاعب لي و مات بعد أن ماتت إبنتي قديما ان تومي مات في حادثة إذ كان
ينظف نافذة في الهول القديم و فقد توازنه و سقط و كان من قبل قد عمل لدى اللورد و
قام تومي يوما بتقليد اللورد هوايتفلد عندما كان يعمل عنده فطرده و عمل بعدها لدى
المحامي مستر ابوت و نظر تومي الى بعض الاوراق الخاصة بمستر ابوت و كانت عبارة عن
خطاب من سيدة و تومي لم يعرف حتى اسمها و قام مستر ابوت بطرده و بعدها سقط تومي و
مات و أيضا علمت أن مستر ابوت كان في أشد حالات الخلاف مع همبلي قبل موته و أيضا
تبادل مستر ابوت و كارتر الكلام اللاذع قبل موت كارتر بإسبوع واحد .
الى اللقاء في الجزء الثاني
تعليقات
إرسال تعليق