القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية جنون الإنتقام - أجاثا كريستي - الجزء الأول



رواية 
جنون الإنتقام - أجاثا كريستي - الجزء الأول 

إعداد وإشراف - رجاء حمدان 

رواية جنون الانتقام : تأليف أجاثا كريستي، رواية من روايات "أجاثا كريستى" البوليسية المشوقة التى نبتت من أرض الواقع، وتمت تفاصيلها فى خيال "أجاثا كريستى"، وأنت تقرأ تلك الروايات لابد أن تقتنع أنها كانت تعمل مخبرة بوليسية، فالأحداث المتدافعة التى تسبق أحيانا الجريمة، أو تلك التى تواكبها، والتحقيقات التى تجرى، والتكهنات التى تفترض، والأجواء التى يعيشها القارئ بكل مشاعره المشحونة بالغموض، كلها تشترك فى بناء كيان روائى ذا نكهة بوليسية، احتل حيزاً كبيراً فى عالم هذه الرواية.. راجو شو.... صمم لتشجيع القراءة وزيادة متعة القارئ .....إن القارئ المعاصر يعاني من ضيق الوقت بسبب مشاغل الحياة المعاصرة الصاخبة مما يحرمه من القراءة بالقدر الكافي الذى يرغب به ..لذلك قام راجو شو بتلخيص الروايات والكتب لتوفير أكبر قدر ممكن من الكتب للقراء ...وتم التلخيص بطريقه محترفة ومتقنة لاتنقص من جوهر ونص وأحداث الرواية مع نتنقيح جودة النصوص المترجمه إعرابيا وإملائيا ... كي يبقى القارئ مستمتعا ومتشوقا للرواية .

للاستماع الى الرواية صوتيا :
رابط الفيديو: 

للإشتراك بالقناة وسماع الروايات 

الرابط التالي 

youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber


 




انجلترا .. ها هو ذا اليوم يعود اليها بعد عدة اعوام فهل سيعجب بها ؟

 سال لوك فيتز ويليام نفسه ذلك السؤال الذي كان يدور في خلده طوال فترة الانتظار التي قضاها في الجمرك , ان انجلترا اذا ذهب المرء اليها ليمضي فيها اجازته تعني نقودا تبعثر ذات اليمين و ذات اليسار , ها هو ذات الان و قد بلغ سن التقاعد و سيتقاضى معاشا يضيفه الى دخل خاص ضئيل فاذا به اصبح جنتلمانا عاطلا فماذا سيصنع بنفسه ؟






بذل لوك جهدا ليحوّل نظره بعيدا عن نافذة القطار الذي كان يستقله , و نقل عينيه الى الصحف التي اشتراها منذ وقت قصير و بدا بصحيفة الديلي كلاريون التي كانت لا تحوي الا انباء السباق في ابسوم و بعدها اخذ لوك يتفحص الراكبين معه فوجد هناك رجلا تنطق ملامحه بانه من الرجال العسكريين يدخن سيجارا و هناك ايضا سيدة شابة توحي أنها مربية أطفال تعتني بطفل في الثالثة من عمره  يمتلئ حيوية و نشاط و هناك أيضا سيدة متقدمة في السن لم تبق صامتة لزمن طويل فقالت السيدة العجوز : إن القطار يقطع المسافة في ساعة و عشر دقائق فقط و هذا زمن جيد بطبيعة الحال يستقل الجميع تقريبا قطار الصباح لأجل السفر و قد إعتزمت السفر به و هناك الكثير من الضباط المسافرين فقال لوك : لست ضابطا أنا من رجال الشرطة كنت أعمل في مضيق مايانج فقالت السيدة العجوز : اوه أنا معتزمة الذهاب الى سكوتلاندريارد مقر الشرطة و أريد أن اقوم بالتبليغ عن جريمة  ، في بادئ الأمر إعتقدت أنني أتخيل الأمر  و لكن هذا لم يحدث في المرة الثانية و الثالثة و الرابعة فقال لوك : أتعنين أنه وقعت عدة جرائم ؟ فقالت : نعم و لذلك فكرت أنه من الأفضل أن اذهب رأسا الى سكوتلاندريارد و أقص عليهم ذلك , هل تعلم أنني تذكرت أني قرأت يوما قضية أبر كومبي الذي قام بسمّ كثير من الناس قبل أن يثير الشبهات حوله , و أن أحدهم قال أنه كان يتميز بنظرة خاصة ينظر بها الى الشخص و ما أن يمضي وقت قصير بعد ذلك حتى يقع ذلك الشخص فريسة المرض،  لم أصدق بداية هذا الأمر ولكني  شهدت تلك النظرة اولا في حالة آمي جينيز و ماتت آمي ثم مع كارتر ثم مع تومي بيرس و بالأمس فقط كانت تلك النظرة موجهة الى الدكتور همبلي و هو رجل طيب حقا لذا يجب انقاذه فقال بوك : لقد وصلنا الى المحطة فقالت العجوز : اوه إسمي هو بنكرتون اتمنى لك حظا سعيدا .

كان جيمي لوريمر من أصدقاء لوك القدامي , نزل لوك ضيفا على جيمي فور وصوله الى لندن و في صباح اليوم التالي قال لوك : بالأمس كانت رفيقتي في القطار عجوز و قد قرأت اليوم في الصحيفة أن سيارة داهمتها فصرعتها و لكن الغريب في الأمر أنها ذكرت لي قصة طويلة مفادها أنها كانت ستذهب الى الشرطة لتقص عليهم نبأ عدد من الجرائم و أن هناك قاتل مطلق السراح في قريتها قرية ويتشوود اندر اسن و ذلك القاتل ينفذ جرائمه بسرعة و بعدها قالت أنها عرفت من سيكون الضحية التالية و قالت أن إسمه الدكتور همبلي و كانت مضطربه لأنه شخص جيد و الغريب أن هذا الرجل توفي اليوم فجاة و قد قرأت إسمه في صفحة الوفيات ! يجب أن أذهب الى قرية تلك العجوز و اتقصى الأمر فقال جيمي : ان لي إبنة عم تسكن في قرية ويتشوود اندر اسن اسمها بريدجت كونواي و هي تعمل كسكرتيرة للورد هويتفيلد و هي الآن مخطوبة له و يمكنك أن تذهب الى القرية على أنك أحد أبناء عمومتها اذ ان لها عددا كبيرا منهم و سارتب السبب الذي يدعوك للذهاب الى هناك حتى لا يتم الشك بأمرك و سيكون السبب هو السحر يا صديقي إذ أن السحر يزاوله أفراد الشعب و تلك القرية مشهورة بتلك الامور و ستدّعي انك تؤلف كتابا تجمع فيه بين عادات مضيق مايانج و التقاليد الانجليزية القديمة .













كانت الشمس لا تزال في أفق السماء عندما أوقف لوك سيارته في قرية ويتشوود اندر اسن , اخذ لوك يفكر هل جاء حقا الى تلك القرية ليكشف الستار عن قاتل و ليس لديه أي دليل سوى ثرثرة سيدة عجوز و نعي وقع عليه نظره مصادفة ؟! اقترب لوك من بيت اسن مانور الذي أخبره به جيمي و أخيرا وصل الى بيت قريبته و استقبلته الفتاة الرشيقة التي كانت ذا وجه دقيق الملامح و خدين غائرين و حاجبين مقرونين و شعر فاحم فقالت الفتاة : انا بريدجت كونواي ثم إقترب اللورد هوايتفيلد و كان رجلا ضئيل الجسم براس أصلع فقالت بريدجيت : جوردون اقدم لك لوك و هو ابن عم لأحد أبناء عمومتي فقال اللورد : أنا سعيد برؤيتك تقول بريدجيت أنك ستؤلف كتابا و هو أمر مثير حقا فقال لوك : نعم و لكن اريد ان ازور صديقي الدكتور همبلي اولا فقال اللورد : لقد مات منذ أسبوع من تسمم حاد في الدم للأسف لقد كان رجلا صريحا و لا بد انه قد خلق لنفسه اعداء كثيرين فقال لوك : لقد ذكر لي الأصدقاء أيضا اسم سيدة ظريفة تدعى بنكرتون تحيا هنا فقال اللورد : ان حظك سيء لقد ماتت هي أيضا دهمتها سيارة منذ أيام في لندن فقالت بريدجيت : في الواقع ان عدة حوادث موت وقعت هنا في العام الأخير فقال لوك : سأبدا بكتابة عادات و تقاليد الموت هنا لذا سأسال أقارب الموتى و أتحدث اليهم  فقالت بريدجيت : لقد مات في الفترة الأخيرة كارتر و كان سكيرا عربيدا و هناك تومي بيرز الصغير و كان ولدا صغيرا و هناك أيضا الفتاة آمي و كانت خادمة عند مس وينفليت ,

ذهب لوك و بريدجيت الى الكنيسة و وجدوا القس ويك في مكتبه و كان مستر ويك رجلا قليل الجسم عجوز فقال : لقد حدثت وفيات عديدة هنا فلقد توفي الدكتور همبلي قريبا و المسكينة لافينيا بينكرتون فقال لوك : وراء كل موت هناك منفعة لشخص ما فقال القس : أعرف ما تعنيه و في حالة همبلي لا يمكن أن ننكر أن شريكه الدكتور توماس لا بد ان مركزه سيتحسن كثيراً بعد موت دكتور همبلي و في إعتقادي ان توماس طبيب قدير و لم يلق نجاحا كبيرا مثل همبلي كما أن توماس كان قد شغفه حب روز همبلي و هي فتاة جميلة جدا و كانت وجهة نظر همبلي ان الفتاة لا تزال صغيرة و لم تسنح لها الفرص للإختلاط  بعد بالشبان , اما آمي جينز هذه الفتاة المسكينة كان هناك شك بأن موتها من الممكن أن يكون انتحاراً و كان لها عمة محترمة ثرثارة و هناك أيضا تومي بيرز توفي ايضا لم يكن محبوبا حيث أنه كان يعمل ساعيا و عمل في مكتب كستر ابوت ثم عمل في آسن مانور كمساعد للبستاني و فصله اللورد لوقاحته و بعدها عمل الشاب في وظيفة منظف زجاج النوافذ و يوماً كان ينظف النافذة العليا من المكتبة و قام بحركات طائشة و فقد توازنه و مات على إثر سقطته و كانت مس بنكرتون هي من اكتشفت الجثة فقال لوك : من هي الفتاة آمي جينز ؟ فقات بريدجيت : انها كانت خادمة كسولة و كانت تتأخر عن عملها بسبب صحبتها لأحد الشبان و لقد أنذرها اللورد عدة مرات من كسلها و بعدها شربت طلاء القبعات خطأ ظناً منها أنه شراب ضد السعال .











ذهب لوك بعد ذلك مع بريدجيت الى بيت مس وينفليت التي كانت تعمل عندها آمي , و عندما فتح باب البيت خرجت منه سيدة عجوز أوحى منظرها الى لوك أنها عانس قروية , قالت بريدجيت : صباح الخير يا مس وينفليت هذا هو ابن عمي يكتب كتابا عن العادات القروية و الموت و لقد فكرت أنه ربما كان لديك شيء تقولينه عن آمي فقال مس وينفليت : لقد كانت مهملة جدا في عملها و كانت تحب الخروج و كانت مغترة بنفسها و تحب الإطراء و لم أنسى يوما عادت فيه آمي  متاخرة و كانت تسعل بشدة ثم ذهبت الى الدكتور توماس و اعطاها زجاجة شراب السعال و في تلك الليلة سمعنا صرخة مكتومة و لما ذهبنا لها كانت في حالة سيئة و ماتت يومها في المشفى و قيل أنها شربت حامض الاوكساليك و كانت زجاجته قريبة من زجاجة شراب السعال و لا بد انها تناولت طلاء القبعات بدلا من الدواء .

عاد لوك و بريدجيت الى البيت و هناك قالت بريدجيت : ما هو بالضبط سبب مجيئك الى هنا ؟ فتنهد لوك و قال : أعتقد أن أي شخص ذكي كان يمكنه معرفة أمري فقصة تأليف الكتاب لم تخدعك اليس كذلك ؟ فقالت بريدجيت : لم تكن كذبة متقنة كما أن جيمي لوريمر قال لي إنك صديقه العزيز و تريد ان تظهر في القرية و كأنك ابن عمي فقال لوك : لماذا تعتقدين اني هنا ؟ فقالت : أعتقد أنك هنا بسبب موت الفتاة آمي جينيز فقال لوك : لقد جئت الى هنا جريا وراء شيء خيالي و آمي جينيز جزء من كل و يهمني أن أعرف كيف ماتت فقالت بريدجيت : لقد ظننت دوما أن هناك شيء غير طبيعي بالنسبة لموت آمي فقد كان طلاء قبعات آمي لونه احمر و شعر آمي كان لونه احمر و لا يمكن للفتاة ان ترتدي قبعة حمراء فوق شعر احمر فمن الممكن ان يكون القاتل قد استبدل شراب السعال بزجاجة طلاء قبعات فقال لوك : و ما رأيك بموت كارتر ؟ فقالت بريدجيت : لقد سقط في النهر و غرق عندما كان في طريقه الى منزله و كان مخموراً و كان يمكن لأي فرد أن يدفعه بسهولة كما كان بإمكان أي فرد آخر بسهولة ان يدفع الصبي تومي عندما كان ينظف النافذة فقال لوك : إن مس بينكرتون اشتبهت ان هنا قاتلا و قالت لي ذلك و نحن في القطار فقالت بريدجيت : القاتل يمكن أن يكون أي شخص مثل الجزار أو الخباز أو البقال أو عامل في الحقل أو موزع اللبن فقال لوك : و لكن مس بينكرتون ذكرت لي النظرة التي شهدتها في عيني الشخص و ينظر الى ضحيته التالية !













كان الدكتور توماس شابا لا يدل منظره على حقيقة سنه اذ كان في الثلاثين من عمره , جلس لوك أمام توماس و قال : لقد قالت لي مس بريدجيت عندما اوصتني بالحضور اليك انك طبيب من الدرجة الاولى الا تشعر أنك شبه مقبور هنا أقصد أنه لا تسنح لك اية فرصة لإظهار نبوغك ؟ فقال توماس : أعتقد أن عدم التخصص للطبيب يعد بداية طبية له اذ يكتسب خبرة كبيرة فقال لوك : و لكني سمعت ان شريكك الدكتور همبلي كان رجعيا في أساليبه الطبية ؟ فقال توماس : و كان عنيداً في بعض الأحيان لكنه كان مثالا طبيا للمدرسة القديمة من الأطباء .

انتقل لوك من عند الطبيب و اشترى نسخة من المجلة الإسبوعية التي يصدرها لورد هوايتفيلد ثم رآى أمامه مس بيرز التي بدأت تقول : إن زوجي مستر بيرز يهتم بمباريات كرة القدم و هي أول شيء يقرؤه في الصحف و كثيراً ما أصابته الخيبة أما أنا سيدي فاعرف حقا ما هي المصيبة فأنا أم لثمانية من الأولاد ستة منهم أحياء و إثنان ماتا و أحدهما لم يمض على موته سوى شهر واحد فقال لوك : إنه أمر محزن فقالت : لقد كان الأمر صدمة , إن طفلي تومي كان دائما مصدر متاعب لي و مات بعد أن ماتت إبنتي قديما ان تومي مات في حادثة إذ كان ينظف نافذة في الهول القديم و فقد توازنه و سقط و كان من قبل قد عمل لدى اللورد و قام تومي يوما بتقليد اللورد هوايتفلد عندما كان يعمل عنده فطرده و عمل بعدها لدى المحامي مستر ابوت و نظر تومي الى بعض الاوراق الخاصة بمستر ابوت و كانت عبارة عن خطاب من سيدة و تومي لم يعرف حتى اسمها و قام مستر ابوت بطرده و بعدها سقط تومي و مات و أيضا علمت أن مستر ابوت كان في أشد حالات الخلاف مع همبلي قبل موته و أيضا تبادل مستر ابوت و كارتر الكلام اللاذع قبل موت كارتر بإسبوع واحد .




الى اللقاء في الجزء الثاني 

تفاعل :

تعليقات