رواية:
إعلان عن جريمة: أجاثا كريستي. الجزء الأول
إعداد وإشراف: رجاء حمدان.
كان الفضول يملأ نفوس سكان قرية تشبنج كليجهورن، بما فيهم الآنسة ماربل، بسبب ذلك الإعلان الذي قرأه الجميع في الجريدة المحلية والذي جاء نصه على النحو التالي: "الإعلان عن تنفيذ جريمة يوم الجمعة 29 أكتوبر في ليتل بادوكس الساعة السادسة والنصف مساء". أهي مزحة طفولية؟ أم خدعة الهدف منها تخويف المسكينة ليتشيا بلاكلوك؟ ولقد تجمع حشد من السكان الذين لم يستطيعوا مقاومة الفضول الذي أثاره هذا الإعلان في ليتل بادوكس في نفس الموعد المحدد، وعندئذ، وبدون سابق إنذار إنطفات الأنوار ثم….. راجو شو.... صمم لتشجيع القراءة وزيادة متعة القارئ .....إن القارئ المعاصر يعاني من ضيق الوقت بسبب مشاغل الحياة المعاصرة الصاخبة مما يحرمه من القراءة بالقدر الكافي الذى يرغب به ..لذلك قام راجو شو بتلخيص الروايات والكتب لتوفير أكبر قدر ممكن من الكتب للقراء ...وتم التلخيص بطريقه محترفة ومتقنة لاتنقص من جوهر ونص وأحداث الرواية مع نتنقيح جودة النصوص المترجمه إعرابيا وإملائيا ... كي يبقى القارئ مستمتعا ومتشوقا للرواية ويقوم راجو شو بتأليف روايات قصيرة مشوقة خاصة به لسماع الجزء الاول
للإشتراك بالقناة وسماع الروايات
الرابط التالي
youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber
رواية إعلان عن جريمة ج1 - أجاثا كريستي
تتميز الحياة
في بلدة شبنج كليجورن بالرتابة الشديدة والملل... فلا شيء غير عادي يحدث بها. ولكن
في هذا اليوم، طالع عددٌ كبير من أهل البلدة هذا الإعلان العجيب الذي أثار
اهتمامهم. إنها المرة الأولى التي يُعلن فيها عن جريمة! إنها جريمةٌ سوف تحدث في
موعدٍ محددٍ سلفاً بالإعلان!
في صباح يوم
الجمعة مرَّ موزع الصحف جوني بات على عددٍ كبير من منازل بلدة شبنج كليجورن، ووضع الصحف
في صناديق البريد. كان أول ما فعلته مسز سوتنهام هو أن طالعت بسرعة صحيفة التايمز
ثم صحيفة الجازتية المحلية. أخذت تقرأ الإعلانات، ثم صاحت منادية على ابنها: أدموند،
هناك إعلانٌ عن جريمة! إسمع نَصّ الإعلان: إعلانٌ عن جريمة: سوف تقع هذه الجريمة
في منزل ليتل بادوك حيث تقيم الآنسة لتيتا بلاكلوك... وذلك في تمام الساعة السادسة
والنصف مساء يوم الجمعة 29 أكتوبر، والدعوة مقصورة على الأصدقاء المقربين. ثم قالت:
اليوم هو 29 من أكتوبر!
في منزل
لتيتا بلاكلوك كان الموقف عجيباً. كانت مس بلاكلوك، التي تبلغ نحو الستين من عمرها،
تجلس إلى مائدة الإفطار، ويجلس بالقرب منها إثنان من أقاربها، الحسناء جوليا
سيمونز وأخوها باتريك سيمونز، وصديقتها دورا بانر التي كانت تطالع الصحيفة
المحلية. حينها قالت دورا: انظري يا ليتي، إنه إعلانٌ عن جريمةٍ ستقع هنا بالمنزل.
وبعد أن قرأت ليتي الإعلان قالت: إنها دعابة سخيفة! فقالت دورا: وماذا ستفعلين يا
ليتي؟ فقالت ليتي: من المؤكد أن عدداً كبيراً من سكان البلدة سيحضرون إلى هنا قبل
الموعد، ولا بد أن نستقبلهم بترحاب. فأصدرت ليتي أوامرها إلى الطاهية ميتزي بتهيئة
المنزل لاستقبال الضيوف.
في تمام
الساعة السادسة والثلث بدأ الضيوف بالتوافد. وكان أول من حضر هو الكولونيل إيستربروك
وزوجته، تبعهم مس هنش وصديقتها مس مارجا ترويد. ثم جاءت مسز سوتنهام وابنها أدموند،
ثم زوجة القسيس، مسز هارمون. قالت مسز هارمون: لم يتمكن زوجي من الحضور فلديه موعدٌ
هام، ولكن أنا أريد أن أعرف متى تقع الجريمة؟
وعندما أشارت
الساعة إلى السادسة والنصف، اتجهت كل الأنظار نحو الساعة. وما هي إلا لحظة حتى
انطفأت الأنوار فجأة وعمّ الظلام قاعة البيت. وفجأة فُتح باب الغرفة بعنفٍ ورأى
الجميع أضواء كشاف قوي يتحرك في جميع الإتجاهات. ثم قال صوت رجل: إرفعوا أيديكم! فرفع
الجميع أيديهم. وفجأة انطلقت رصاصتان سريعتان، وشعر الجميع أن الأمر حقيقة. وارتفع
صوتُ صراخ مروع، ثم استدار الرجل الشبح بسرعة واتجه نحو الباب، ولكن انطلقت رصاصة
ثالثة ووقع الرجل الشبح على الأرض... ثم خيم الصمت على القاعة.
أخذ الجميع
يتحركون في الظلام ويصرخون. بعدها سمع الجميع صوت صرخات الطاهية ميتزي يأتي من
إحدى الغرف. هرعوا إلى الغرفة التي يصدر منها الصراخ، ولكن كان الباب مقفلاً، فقام
أدموند بفتحه. كانت ميتزي في حالةٍ يرثى
لها من الإضطراب والرعب. وعندما أضيئت أنوار البيت، رأى الجميع رجلاً غريباً ملقىً
على الباب. فقال الكولونيل: من الواضح أنه قتل نفسه. وعندما رفع الكولونيل القناع
عن وجه الرجل صاحت دورا: ليتي، ألا تذكرين هذا الشاب؟ إنه يعمل كاتباً بفندق
الرويال. إنه هو الذي جاءك قبل أيامٍ ليطلب بعض المال ليرجع إلى وطنه سويسرا ولكنك
رفضت معاونته. فقالت ليتي: باتريك، إتصل بالبوليس!
جلس مفتش
المباحث، درموند كرادوك، أمام رئيسه جورج. فقال درموند: لقد تم إبلاغنا عن حادث
وقع في منزلٍ كان مزدحماً بإثني عشر شخصاً. فقد وقعت جريمةُ قتلٍ كان ضحيتها شاباً
سويسرياً يدعى رودي كيرز... وهو يعمل كاتب حسابات في فندق رويال. وقد تم الإعلان
عن الجريمة في الصحيفة المحلية. وقد عرفنا أن الذي سلّم الإعلان إلى الجريدة هو
رودي كيرز نفسه، وربما كان غرضه أن يجتمع عدد كبير من الناس في المنزل ليسرق منهم
المال. فقال جورج: إني أتمنى أن تكون إحدى النساء العجائز هنا في هذا الوقت حتى
تفهّمنا لغز الجريمة. فقال درموند: ومن هي هذه المرأة؟ فقال جورج: إنها أبرع امرأة
عملت بالمباحث... فلديها مواهب عظيمة في التحري والإستنتاج... إنها مس ماربل.
بعد انتهاء
التحريات في مسرح الجريمة قال السيرجنت فلتشر للمفتش درموند: لم يتم إيجاد أية
بصمات لرودي كيرز، كما لم توجد أي أدلة على أنه دخل المنزل عنوة. سأل المفتش مس
بلاكلوك: متى رأيت الشاب رودي لأول مرة؟ فقالت: رأيته في مدينة ميدنهام، حيث ذهبنا
إلى فندق الرويال، أنا ودورا، لتناول طعام الغداء. ورأيته مرة ثانية قبل عشرة أيام،
حيث جاء لزيارتي بدون موعدٍ سابق ليطلب مني مبلغاً من المال ليسافر إلى سويسرا لأن
أمه مريضة وحالتها خطيرة. ولكني رفضت أن أعطي الشاب المال، ولم يكرر طلبه.
قال المفتش
لمس بلاكلوك: أخبريني بتفاصيل حادث الإقتحام؟ فقالت: في تمام الساعة السادسة
والنصف انطفأت جميع الأنوار فجأة... وسمعنا صوت فرقعةٍ خفيفة مما يدل على احتراق
أحد وصلات الكهرباء... ثم فُتح الباب الذي يقع في نهاية الغرفة... ثم ظهر رجل يضع
قناعاً أسود على وجهه، ويحمل بطارية قوية، وأمرنا أن نرفع أيدينا فوق رؤوسنا، وكان
يحمل مسدساً في يده الأخرى. ولكنني لم أرفع يدي، لأني اعتقدتُ أن الأمر مجرد دعابة
فقط، حتى وجدته يسلط ضوء البطارية في عيني. ثم شعرت بالطلقات النارية تدوي فوق رأسي،
وشعرت بألمٍ حاد في أذني. وبعدها انطلقت رصاصة ثالثة، وسقط الرجل على الأرض.
استجوب
المفتش كلّاً من باتريك وجوليا سيمونز، أقرباء مس بلاكلوك واللذان يقيمان معها
بصورة مؤقتة، وكان كلامهما مشابهاً لكلام عمتهما مس بلاكلوك. ذهب المفتش إلى
الطاهية ميتزي واستجوبها. قالت: ليتني تركت العمل بعد أن طالعت إعلان الجريمة. لقد
كنت في غرفة المائدة عندما سمعت صوت طلقات النار، وعندما حاولت أن أخرج وجدت الباب
مقفلاً من الخارج فكدت أجن .
جمع المفتش
كرادوك كل ما لديه من أوراق التحقيقات وذهب بها إلى رئيسه مستر جورج ريدزدال. قال جورج
للمفتش كرادوك: إن تقرير البوليس السويسري يؤكد أن للشاب رودي عدداً من السوابق في
جرائم السرقة الصغيرة والإختلاس، والتزوير في الأوراق الرسمية والشيكات... أي أنه
كان يميل إلى الإجرام بطبيعته. حينها وصلت برقية إلى مستر ريدزدال فقال: إن مس
ماربل كالكلب البوليسي الذي يشم رائحة الجريمة على بعد أميال... لقد وصلتْ إلى
فندق الرويال.
أخبر المفتش
مس ماربل كل القصة بتفاصيلها. قالت مس ماربل: لقد كان الرجل يقف في الظلام الدامس،
وسلّط الضوء القوي على عيون الحاضرين، ففي هذه الحالة لا يمكن أن يرونه بوضوح...
فكيف قالوا إنه رجل ويحمل مسدساً؟! لقد قال كلٌّ منهم ذلك بناءً على ما رآه بعد أن
أضيئت الأنوار وليس في الظلام. أعتقد أن هذا الشاب كان ضحيةً وكبش فداء لشخصٍ ما! أعتقد
أن شخصاً ما قد أغرى رودي ودفع له مبلغاً من المال ليقوم بهذا الدور. وأعتقد أن
إطلاق النار لم يكن ضمن الإتفاق، وأن هناك شخصاً من الحاضرين أطلق الرصاصتين فوق
كتف رودي، وعندما التفت المسكين ليرى من الفاعل، أطلق القاتل عليه رصاصة قتلته على
الفور ثم ألقى المسدس بجواره وهرب.
تم استجواب
صديقة رودي الآنسة ميرنا هاريس فقالت ميرنا: لقد كنت على موعدٍ مع رودي للذهاب إلى
السينما يوم الجمعة، ولكنه اعتذر لي عن هذا الموعد يوم الأربعاء، وقال إن لديه
مهمة مثيرة سوف يقوم بها في هذا الوقت، وسيكسب منها مبلغاً كبيراً. وقال لي إنه
سيقوم بدورٍ رئيسي في لعبة جريمة في إحدى الحفلات، ثم أطلعني على الإعلان الذي سيتم
نشره في الصحيفة المحلية. حينها ضحكتُ واعتقدتُ أن الأمر مجرد دعابة... وصدمتُ
صدمة مروعة لما سمعت بنبأ وفاة رودي. وأقسم لك أن رودي كان يعتقد أن الأمر دعابة،
وأنه لم يذكر لي شيئاً عن استعمال المسدس. ولم يذكر لي رودي أن هناك شخصاً ما
كلّفه القيام بذلك.
تم استجواب
مس بلاكلوك مرة أخرى. قال لها المفتش: أريد أن أعرف من سيرث أموالك بعد وفاتك؟
فقالت: جوليا وباتريك. وقد أوصيت لصديقتي دورا بأثاث المنزل وبإيرادٍ سنوي بسيط.
إنني لا أملك الكثير، ولا أعتقد أن ما معي من مال يغري لقتلي، ولكن من الممكن أن
يفكروا في قتلي فيما بعد. فقال المفتش: لماذا؟ فقالت: لأنني سوف أصبح ثرية للغاية
بعد فترة... فلقد قضيت حوالي عشرين عاماً أعمل سكرتيرة للمليونير راندال جويدلر..
حيث أوصى هذا المليونير بثروته لزوجته على أن تنتقل إليّ بعد وفاة زوجته التي تعيش
الآن في اسكتلندا. وقد اضطررت لترك العمل لدى مستر جويدلر وذلك للإعتناء بأختي
المريضة عقب وفاة والدي. وقد توفيتْ أختي قبل حوالي سنة. ومنذ وقتٍ قريب، علمتُ أن
صحة مسز جويدلر سيئة للغاية ونهايتها تقترب. ولكن إذا مت أنا قبل مسز جويدلر، فإن
الثروة ستذهب إلى أبناء شقيقته سونيا، بيب وأيما، وهما توأمان.
سكنتْ مس
ماربل في بيت القس هارمون مع مسز هارمون. أخبر المفتش مس ماربل عن نتيجة لقائه مع
مس بلاكلول، وعن وصية مستر جويدلر، وعن التوأمين بيب وأيما. فقالت مس ماربل: هل
قلت بيب وأيما؟ إنهما إسمان غير حقيقيين. من المحتمل أن يكونا باتريك وجوليا. سوف
أتحرى عنهما بطريقتي! عندها قال المفتش: سأذهب لمقابلة مسز جويدلر... ومن خلالها
سأعرف كل شيء عن بيب وأيما. ذهبت مس ماربل لزيارة مس بلاكلوك، وهناك علمت أن مس
بلاكلوك لم تر باتريك وجوليا مطلقاً قبل أن يأتيا للإقامة عندها.
استقبلتْ مسز
جويدلر المفتش درموند بترحابٍ وقالت له: أنا سعيدة لنجاة لتيتا بلاكلوك من هذا
الحادث الغريب. لقد مرت فترة طويلة منذ أن التقينا لآخر مرة، وقد طلبتُ منها أن
تحضر للإقامة معي، بعد أن توفت أختها شارلوت، ولكنها اعتذرت. من المؤكد أيها
المفتش أنك جئت إلى هنا لتتحرى عن ثروة زوجي. لقد أوصى زوجي بالثروة بعد وفاتي
لليتي لأنه كان يثق بها كثيراً، ويعاملها كأختٍ صغرى. فقال المفتش: وماذا عن أخته
سونيا؟ فقالت: لقد كانت علاقته بأخته مقطوعة، فقد تزوجت من شابٍ أجنبي فاسد رغم
رفض راندال له، ورغم ذلك فقد أوصى بالثروة لتوأميها بيب وأيما إذا ماتت ليتي قبلي.
وأنا لا أعرف أين هما التوأمان الآن على الإطلاق.
قالت مس
بلاكلوك للطاهية ميتزي: اليوم سنحتفل بعيد ميلاد صديقتي العزيزة دورا بانو، فأرجو أن
تعدي لنا الحلوى والفطائر، ولا تنسي فطيرتك الشهيرة بإسم "الموت اللذيذ".
حضر الحفل عدد كبير من الجيران وأخذوا يأكلون ويشربون ويتبادلون الحديث. وبعد
انتهاء الحفل، بدأ الضيوف في الإنصراف تباعاً... وبعد أن انصرفوا قالت دورا: إنني أشعر
بصداعٍ شديد، سوف أتناول قرصين من الأسبرين ثم آوي إلى فراشي! صعدت دورا إلى
غرفتها، وما لبثت أن عادت لتقول: إنني لا أجد أنبوبة الأسبرين التي اشتريتها صباح
اليوم. فقالت لها مس بلاكلوك: لا تنزعجي، يمكنك أن تأخذي قرصين من العلبة الموضوعة
بجوار فراشي.
ذهب المفتش
كرادوك بعد عودته من لقاء مسز جولديرإلى رئيسه، جورج ريدزدال، ليقدم له تقريره. فقال
جورج: يبدو أن جوليا وباتريك هما بيب وأيما التوأمان، ولكن يجب أن نتأكد أن مس
بلاكلوك لم ترهما منذ كانا صغيرين. فقال المفتش: لقد تأكدتْ مس ماربل من ذلك حيث
أخبرَتْها مس بلاكلوك بهذه الحقيقة. وفجأة رن جرس الهاتف. وعندما انتهى جورج من
الحديث على الهاتف قال: لقد ماتت دورا بانر... لقد تناولت قرصين من الأسبرين من
علبة موضوعة بجوار فراش مس بلاكلوك، ثم نامت. وعندما فحص الطبيب أقراص الأسبرين
قال إنه لا يشبه أقراص الأسبرين. من الواضح أنها أقراصٌ من المخدر السام!ّ
ذهبتْ مس
ماربل على الفور إلى بيت مس بلاكلوك. فأخذت مس بلاكلوك تقول بحزن: إنها الوحيدة
التي تربطني بالماضي... وبفقدها فقدتُ كل شيء في الحياة... لا شيء يمكن أن يعوضني
عنها وعن إخلاصها... لقد أصبحتُ وحيدة تماماً.
جاء المفتش
إلى بيت مس بلاكلوك وسألها إن كانت تعتقد أن سوتنهام هي سونيا؟ فقالت: كلا، لا
أعتقد ذلك. وقالت مس بلاكلوك إن لديها صورة قديمة لسونيا. ولما بحثتْ عن الصورة في
ألبوم الصور لم تجدها.
تعليقات
إرسال تعليق