القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية المنزل الغامض - الجزء الثاني رجاء حمدان.




 رواية 

المنزل الغامض - الجزء الثاني 

رجاء حمدان.



رواية   المنزل الغامض - الجزء الثاني   رجاء حمدان.


رواية 

المنزل الغامض - الجزء الثاني 

رجاء حمدان.

رغد، إبنة السيد أحمد العامري الذي وافته المنية قبل خمس سنوات، تركها أمانة في عنق صاحبه المحبوب عون ، حصلت على وظيفة مغرية وذات مردود عالي ولكنها وجدت بها شرط غريب فطلبت المشورة من عون ، قال لها عون لا توقعي العقد قبل ان تجربي العمل في هذا المنز ل ، وصلت رغد إلى بيت السيد غانم ، وهنا بدأت سلسلة من الاحداث الغريبة تحصل لها . ترى ماذا اكتشفت رغد هناك وهل حياتها أصبحت في خطر ، هذا ما سنعرفه عند قرأتنا أوسماعنا للرواية



للإشتراك بقناة راجو شو الصوتية الرابط التالي : 

https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber



لسماع الرواية صوتيا( فيديو )الروابط التالية :

الجزء الاول : https://youtu.be/Iu0aXbayfTU

الجزء الثاني : https://youtu.be/Rdvj298g_O8

الجزء الثالث :https://youtu.be/AaW7-RAUkRU

الجزء الرابع : https://youtu.be/OioRONYUmmM

 

 المنزل الغامض - الجزء الأول 





 ولكن والدها طردني واتهمني بأني أطمع باموالها حاولت أن أفهمه بأني أحبها لنفسها ولا يهمني ما تملك من مال ، ولكنه زاد إصراره بالرفض ولم يرحم توسلات ليلي بتركنا وشأننا وقد قالت له : أنها لاتريد أموالها إن كانت الثروة ستقف في وجه حبنا ، ولكنه صرخ في وجهي وقال لي أغرب عن وجهي أيها الحقير وطلب من الخدم إخراجي من البيت وأمسك بيد ليلي وأخذها الى الأعلى نحو غرفتها ، ومن وقتها لم أرى ليلي ، جاءتني منها رسائل بأنها ذهبت عند خالها وأنها قد بدأت تتاقلم على البلد هناك وتحبها ، وبعد خمسة شهور جاءتني رساله أخرى من ليلي تقول فيها أنها قد تزوجت وهي سعيدة بزوجها وتتنمي لي أن أجد  الزوجة المناسبة لي ، فقلت له : حسنا ما الغريب بالأمر ربما تكون ليلى قد تاقلمت هناك على البعد ووجدت الرجل المناسب لها الذي جعلها تنسى حبك ، فرد بغضب : ليلي لايمكن أن تتركني وتسافر لا يمكن أن تفعل ذلك !!! انها تحبني وقد تعاهدنا على الزواج ولن يفرقنا سوى الموت ، لن أصدق ان ليلى قد غيرت رأيها بحبنا  في يوم وليلة ، فقلت : ولكنها بعثت لك بالرسائل وهي بكامل حريتها ولو أرادت أن تكون بقربك لما تزوجت وبعثت لك بأن تتزوج وتنساها ، وقد علمت أنها جاءت قبل سنة الى هنا وكانت تخبر الجميع بأنها سعيدة  بحياتها الجديدة ، فقال الرجل : للأسف لم أستطع مقابلتها لأتحدث معها كي تشرح لي الأمر ، لذلك بقيت طوال الوقت أرصد قدومها لأتمكن من مقابلتها والحديث معها وجه لوجه فالرسائل التي تبعثها لي لاتفي بالجواب الصريح عما يدور في عقلي من تساءلات محمومة وحينما وصلت لم أتمكن من مشاهدتها إلا من خلال النافذة وهي تدير ظهرها لي ، وبعدها أرسلت لى رسالة  مقتضبة تطلب مني أن أتركها وشأنها حتى أنها لم تنظر لي من النافذة لتودعني ،  وفجاة سمعت من بعيد صوت عزيز يصرخ : من هناك ، فقلت للرجل :  ما إسمك قال عادل جبري ، قلت له وأنا أتوجه مسرعة نحو البوابه لنا لقاء آخر لن أتاخر عليك ، قابلني عزيز وصرخ علي بغضب وقال : ما الذي أخرجك دون علمني ألا تعلمين بأن خروجك دون إذن يغضب السيد وسوف يتسبب هذا الأمر في طردك ، فقلت له بتوسل أرجوك لا تفعل هذا لا أريد أن اترك عملي ليس لي دخل اخر أو أهل يصرفون على وإن تركت العمل سوف أجوع ، فرد بهدوء : إذن لماذا لا تتبعين التعليمات الموجه اليك بعدم الخروج دون إذن من السيد نفسه ، لقد أصر السيد على هذا الأمر وشدد عليه  وطلب مني مراقبتك وهو حريص على ذلك ، فقلت له: أرجوك لقد شعرت فجأة بإكتئاب وحزن شديد فقد تذكرت أهلى ووحدتي فقررت أن أذهب وأتمشي قليلا بجانب البيت لعلي أستنشق هواءً جديداً يغير من حالي  ، ولكني خفت السير في الظلمه وبمكان موحش كهذا فقررت الوقوف خارج السور فقط ، عندها شعر  عزيز بحزن على حالتها وهز رأسه بلطف ثم قال : حسنا لن أقول للسيد هذه المرة ولكن إن فعلتها مرة أخرى لن أرحمك ، شكرته رغد وعادت أدراجها نحو  البيت جلست في سريرها وراحت تفكر  ، إن الأمر غريب ولكنه أصبح واضح إختارني لأني أشبه إبنته وجعلني أجلس وظهري نحو النافذة لأنه يعلم بأن عادل يراقب المنزل طوال الوقت ويريده أن  يعتقدني ليلى ، وتلك الرسالة التي طلب مني أن أرسلها له هي أيضا لتأكد لعادل بأن ليلى لا تريده وعليه أن يتركها ، وما يأكد شكوكي لفة الشعرتلك التي وجدتها في أحد الأدراج  بغرفتي والتي تشبه شعري  تماما وهذا  يوحي أن المربية السابقة التي لم يعرفها أحد من الخدم لأنها عملت في الفترة التي سمح فيها لجميع الخدم بأخذ إجازة سنوية معا ، وكانت تلك المربية يشاهدها عادل من خلال النافذة  وكان يظنها أيضاً ليلى بسبب الشبه بينهما ، لقد جيء بها الى البيت لهدف  وطلب منها السيد قص شعرها كما طلب مني تماما كي تشبه  ليلي حيث  كانت تملك ليلى  شعراً قصيراً ، وأيضا قالت دلال أن ليلى جاءت العام الماضي الى البيت لزيارة والدها في هذا الأثناء ولكنها لم تراها لأنها كانت في إجازة ، هنا صفقت رغد بيديها وقامت من سريرها  وهي تحدث نفسها حسنا ، حسنا ، ولكن لماذا كل هذا ولماذا تلفيق كل هذه الاحداث ما دامت ليلى تعيش خارج البلاد وأنها قد تزوجت ولا ترغب بالعودة الى هنا ، ترى ما الهدف من ذلك  كله ؟؟؟؟ .









 

قررت رغد فوراً أن تقابل العم عون وتخبره بكل هذه الأحداث ، أمسكت تلفونها  وبعثت برسالة  الى عون قالت له علي مقابلتك سريعا هناك أمور غريبة تحدث في هذا البيت أريد أن أحدثك عنها ، اليوم علمت بأني سجينة ولا يجوز لي الخروج  من البوابة حتى لأجل التمشي ، وفجأة سمعت  رغد صوت السيد والسيدة وهما يدخلان البيت ، نزلت مسرعة وقابلتهما ، قالت : يسعد مساءكم ، هل يمكنني بالغد أن أذهب الى زيارة عمي عون ، رد السيد بحزم ، لا ،لا  يمكنك ترك إبننا والذهاب الى أي مكان  ثم تقدم من رغد وبحركة سريعة خطف   التلفون من يدها  كانت تصلها مسجات متتابعة من عون ، استطاع أن يقرأ  من خلال حركة المسجات أن عون يحثها على المحافظة على نفسها والخروج من البيت بأسرع ما يمكن ، عندها فهم السيد بأن رغد قد دست أنفها بشئ ما فجعلها ترتاب وتطلب المساعدة من عمها عون ، وضع التلفون في جيبه وقال : لا تلفونات ولا خروج من البيت إلا بإذني ، فردت رغد بغضب : لست في سجن ، إنني أعمل لديك ولكني لست قطعة من أملاكك  ،  وأريد أن أترك عملي الآن ، فرد  السيد والشرر يتطاير من عينيه : لن تخرجي من البيت حتى آمر أنا بذلك عليك البقاء هنا ريثما أنهي عقدك بإرادتي ثم أمرها  بحزم  أن تذهب لغرفتها .  

 

أصبحت الآن سجينة وقد أظهر لي السيد غانم والسيدة رباب الوجه الحقيقي لهم ، ترى هل فهم عون من مسجاتي بأني في خطر حقيقي ؟؟ لابد انه فعل ذلك انه شخص ذكي ولن يخذلني سوف يأتي ويخرجني من هذا البيت الكئيب ، جلست رغد في غرفتها تعيد حساباتها  من جديد ، وكلما فكرت بالأحداث التي حولها  وربطت الخيوط بعضها ببعض إزداد شكها وايقنت أن السيد والسيده ورائهم سر ما مخفي وهذا يظهر واضحاً من تصرفاتهم العصبية .

عادت النقرات من جديد فوق سقف غرفة رغد ، كان الصوت عميقًا وضعيفًا في البداية، ولكن سرعان ما أدركت أنه نقرات منتظمة وليست عشوائية. كانت هناك عشر نقرات، ثم ينقطع الصوت لمدة دقيقة، ثم تعود النقرات مرة أخرى، وهكذا. في هذه اللحظة، أدركت رغد أن هناك شخصًا ما يقوم بالنقر بشكل منتظم، وليس صدى لتجارب يصدر أصواتًا عشوائية كما زعم السيد.







 

 سمعت  رغد صوت أقدام تقترب من غرفتها  ثم تبتعد  نحو السلالم ، أطفات ضوء غرفتها  وفتحت الباب ومن خلال شق ضيق شاهدت السيد غانم يقفز الإدراج نحو الأعلى ، أنصت لصوت النقرات ولكن يبدو أنها توقفت ، أحست رغد  بأن هناك أمرما غريب ،ولكن كيف ستعرف  وهي  ممنوعة من الخروج ولا يوجد  من أحد يساعدها حتى الخدم لا يستطعون التحدث معها دون موافقة السيد ، كان عقلها يعمل بشكل سريع ، خطر في بالها  أمر ما به مغامرة ومجازفة كبيرة ، قالت في نفسها ماذا وإن اكتشفني السيد غانم ؟ ، ثم هزت رأسها وقالت : ولكن ما يهمني فأنا في كلا الحالتين سجينه ، نزلت رغد السلالم على رؤوس أصابعها واتجهت نحو عداد الكهرباء ، أوقفت التيار الكهربائي ، فانقطع الضوء عن المنزل. عادت مسرعة إلى غرفتها وهي ممسكة بمصباح يدوي صغير كانت تحتفظ به في درج خزانتها ، وأبقت الباب مواربا ،  حصل ما توقعت تماما ً لقد نزل السيد غانم من السلالم مسرعا ليعرف ما حدث ، حينها خرجت رغد من غرفتها وعلى ضوء المصباح ووصلت الى الجناح المغلق وتماما كما توقعت لقد خرج السيد  مسرعا وعلى عجل  فاغلق الباب من الخارج وترك المفتاح بالباب حتى يرى مالأمر ثم سيعود أدراجه مرة اخرى ، إبتسمت لصدق توقعاتها ، أدارت المفتاح وفتحت الباب  ، كان معرفة سر هذا الجناح والفضول الذي يتملكها أقوي من الخوف الذي يرتجف بجسدها ، دخلت وجدت رواقًا في نهايته غرفة ، إقتربت من الغرفة وسمعت صوتًا خافتًا يأتي من داخل الغرفة، كأنه صوت شخص يتنهد بصوت خفيف. تجرأت وفتحت الباب وعلى ضوء المصباح الخافت، رأت شخص نائم على السرير. إقتربت أكثر لتجد أنها فتاة تعاني من الهزال الشديد. ركزت الضوء على وجهها ، نظرت الفتاة اليها بهلع ولكن أسرعت رغد بالربت على كتفها وقالت لها : لا تخافي ، إني فاعلة خير أعمل في هذا البيت مربية لإبن صاحبه ، وأنت ما تفعلين هنا ؟ ومن أنت؟  ، فقالت الفتاة أنا ليلى ،  أنا ليلى إبنة  غانم ...فردت  رغد بصدمة ، إن ليلي خارج البلاد!!!!!، فردت الفتاة :  بل أنا هنا محبوسة منذ ثلاث سنوات  ، فقلت وانا بحالة صدمة من كلامها : ولماذا أ نت هنا ماذا فعلت كي يسجنك أباك هنا !!! ولكن قبل أن تجيب ليلى عاد النور فجأة وأضاء المكان ، فعرفت رغد أن السيد قد أصلح العطب الذي إفتعلته وبالتالي سوف يصل الى هنا سريعا نظرت الى ليلي وقالت لها على أن أهرب الآن لاتخبرى أحد عن لقاءنا ، خرجت رغد من باب الجناح وأخذت المفتاح فلابد أن السيد غانم لديه عدة نسخ وسيظن أنه قد أضاعه في هذه الظلمه كان السيد يصعد بسرعه نحو الجناح وهي تنزل الى غرفتها قفزا حتى تمكنت من الدخول الى غرفتها قبل أن يلمحها أحد .

لم يغمض لها جفن وهي تفكر في ليلى وحالها ترى ما هو السر الذي يجعل أب يفعل بإبنته  هكذا ويسجنها ويخبر الجميع أنها سافرت وتزوجت هناك .







 

بعد تفكيرٍ عميق قالت رغد في نفسها إن الأمر ليس سهلا وعلى أن أتصل بأحد ما لمساعدتي وبالتالي مساعدة ليلي المسكينة ،تمنت أن يكون عمها عون قد فهم أنها بخطر حقيقي  خصوصاً أنها لم ترد على مسجاته ،  خطر في بالها عادل ولكن كيف يمكنها أن تخرج خارج السور وإن خرجت ترى هل ستجده ما يزال يراقب النافذة وخصوصا بعد أن  عرف أنها ليست ليلي وأنها الشبيه ، لا بد أنه فقد الأمل في مقابلة ليلي الذي يجعله طوال الوقت واقفا متسمرا أمام النافذه .

إستيقظت رغد صباحاً على صوت الخدم وهم يجوبون الممرات  يبحثون عن شئ مفقود ، سألت رغد  إحدى الخدم وقالت : عما  تبحثون فقالت : إنه مفتاح  فقده السيد غانم ليلة أمس ، فقالت رغد : ألم يذهب السيد إلى عمله بعد ،  فقالت الخادمه : لا لن يذهب قبل أن يجد المفتاح ، عندها قررت رغد أن تستبق الأمور فلا بد أن أمرها سينكشف عاجلا او أجلا ، فان لم يظهر المفتاح سوف يشك السيد بأن أحد ما قد أخذه ،  وسوف يذهب شكه نحوها  لأنه رآها ذات مرة تحوم حول الجناح وتحاول فتحه ، فكرت هل ترمي المفتاح في إحدى الزوايا ليعثروا عليه وهكذا تنجو بنفسها ، أم تذهب إلى الفتاة وتظهرها للعلن وبالتالي تنقذها ، لم تأخذ وقتاً في إتخاذ القرار صعدت السلالم وفتحت الجناح بالمفتاح الذي أخذته بالأمس ،  ونزلت بالفتاة وهي تتعكز عليها ، كان الخدم ينظرون اليها بإندهاش ترى من تكون هذه الفتاة !!!!، بينما هتفت دلال بإستغراب إنها ليلى أليس كذلك ؟ ولكن أين كانت ؟ وما بها حتى بدت بهذا الشحوب والوهن ؟ ؟ ،  مشت  رغد  بالفتاة نحو النافذة ، ولكن هذه المرة فتحت النافذة وجعلت وجه ليلي نحو النافذة .

في هذه اللحظة وصل السيد غانم مع رباب الى الغرفة وهويسب ويلعن ويتوعد بالقتل صارخاً بصوت مجلل :  كيف تجرئي أيتها الحقيرة على فعل ذلك !! من أنت حتى تتدخلى فيما لايعنيك وتفعلين هذا هنا وببيتي !!! سوف أسجنك  بلا طعام ولا شراب حتى تموتي ، كان عادل كعادته في  الخارج  وعينيه على النافذة ، رأى ليلى من بعيد وعلى الرغم من تغير حالها ولكنه رآها بقلبه وشم رائحتها  فعرفها ، فاقترب من السور وراح ينادي عليها بملئ صوته ، لوحت ليلى له بيدها الضعيفه  وصرخت بصوت أشبه بالهمس ولكنه  كان كل ما كانت تملكه من قوة ،  نادت أنقذني ياعادل ، هجم  السيد غانم وأغلق النافذة ثم دفع ليلى بعنف نحو المقعد ، وتحول نحو رغد  كالثور الهائج وأمسك رغد وراح يصرخ على عزيز إياك أن تدع أحد يدخل القصر أو يخرج منه ، ثم سلم رغد الى رباب وقال لها : إسحبيها الى الاعلى وأدخليها الى الجناح وأغلقي عليها ، ثم توجه نحو ليلى ليمسك بها ، ولكن ليلى كانت قد دبت بها الحياة بعد أن شاهدت عادل واستنشقت رائحة الهواء الرطب للمرة منذ سنوات ، إستجمت قواها وأمسكت كأسا زجاجيا كان موضوعا على الطاولة الجانبية في زاوية الغرفة كسرته وقالت مهددة إن اقتربت مني سوف أغرس هذا في وريد يدي  وعندها سينكشف أمرك أنت وإمراتك الملعونه تلك ،  لن أعود مرة أخري الى السجن الذي وضعتني به ، أنت لست أب  ، لقد أعماك الطمع والأنانية ، وإتفقت أنت وتلك الحرباء رباب على سلبي ما ورثَتني إياه أمي ، وجعلتني أوقع أوراق تنازل عن أملاكي ، ولم يكفك هذا بل  سجنتني بذلك الجناح لثلاث سنوات لم أرى فيه ضوءاً لنهار ، كل هذا لأن شخصا أحبني وأراد أن يتزوجني ، خفت على الثروة أن تضيع منك وأن يشاركني أحد فيها خفت أن يكون لي زوج وأنجب ولداً فتؤول الثروة لغيرك  ، لوأنك  تركتني أذهب مع عادل لكنا غادرنا هذا البلد معاً وتركنا لك المال اللعين لتنعم بناره كما تشاء ، لم أكن أريد سوى حبيبي الذي فرقته عني  دفعت رغد رباب عنها بقوة وأفلتت من قبضتها وأكملت  قائلة : لقد جلبتني  إلى هذا المنزل لأني أشبه ليلى وجعلتني أقص شعري لأنتحل  شخصية ليلى ،وقبلاً أحضرت مربية وأجلستها مقابل النافذة لتنتحل شخصية ليلي أيضاً كما فعلت معي ،وذلك كله  لتوهم عادل بأن ليلى لاتريد لقاءه فهي لا تلقى بالاً له حتى أنها لا تنظر اليه من النافذة  ، وكنت ترسل له الرسائل على أنها من ليلي وأنها قد تزوجت ونسيته ، ولكن عادل أنصت لصوت قلبه ولم يصدق أن ليلى قد تتركه وتذهب بعيدا عنه وإخلاصه في حبها جعله لا يترك مراقبة  البيت حتى يقابل ليلي مهما حدث .   












سمعنا صراخًا وضجيجا صادرا من  الخارج كان عزيز يصرخ لا أستطيع ان افتح البوابة إلا بأمر من سيدي ، وكان الصوت الآخر يصرخ بحزم : أنا أطلب منك بأمر حكومي أن تفتح البوابه  حالا ، عندها إندفع السيد غانم من بيننا واتجه مسرعا نحو باب جانبي يحاول الوصول الى سيارته للهروب ،  بينما نحن أسرعنا نركض نحو الخارج، كان عادل قد إتصل بالشرطة وبنفس الوقت كان العم عون قد جاء وأحضر معه أربعة من أصدقائه لنجدتي بعدما قرأ مسجاتي ، رأي السيد غانم هذا العدد الكبيرمن الأشخاص ، فعرف أن أمره قد إفتضح ، ركب سيارته لينطلق بعيدا ، ولكن الشرطي أمر عزيز على الفور باقفال البوابة فاصطدم غانم بالبوابة بشكل عنيف وأصيب  في رأسه بعدة ضربات وكسرت ساقه ، إنقض عليه الشرطي و أمسك به بسهوله ودون مقاومة  فقد كان   يتلوى من الألم ،ثم إتصل  الشرطي بالإسعاف لعالجه.

قال عادل وهو ينظر اليه بشرز : أيها الشرير، ماذا فعلت بإبنتك؟ رفع الرجل رأسه ودار بعينيه فيما حوله، ثم تمتم قائلاً :  لم أكن لأسلم  إبنتي وثروتها لمغفل مثلك ؟ هيا إغرب عن وجهي.

 

تم إطلاق حجز السيدة رباب  ، بعدما تنازلت ليلى عن حقها بالإدعاء على أبيها وإمرأته ، بينما خرج السيد غانم من المستشفي مشوه الوجه والروح بعد أن إنتشرت أخباره بالوسط الإجتماعي تتحدث عن فعلته الشنيعة  مع إبنته وكيف أن الطمع قد أعماه لدرجة أنه سجن إبنته لسنوات  وربما لقتلها فيما بعد ، فكانوا يتناقلون الحديث عن أب ذوو مركز مرموق يسجن إبنته من أجل أن يستولي على ثروتها ، فلم يعد يستطيع مواجهة أصدقائه وعملائه بعد أن فقدو الثقة به وفقد سمعته أمامهم ، اما ليلى فقد تنازلت عن حقها في الدعوة على والدها وزوجته فمهما كانت فعلته  قلبها وأخلاقها تأبى عليها  أن تسجن أبيها وتماثله في فعلته معها ،  وقالت يكفيه ما يواجهه من سوء السمعة التي أفقدته عمله وأصدقائه فنال أكبر جزاء .

 

قالت رغد لعون : لم تكن الآنسة ليلى سعيدة منذ أن تزوج والدها للمرة الثانية، وبعد أن تعرفتْ على السيد عادل أخذ والدها يسيء معاملتها، امتلكت الآنسة ليلي حقوقاً خاصة بناءً على وصية من والدتها التي أورثتها كل ما تملك وحرمت زوجها السيد غانم من أي نصيب بالميراث ، ولكنه تمكن من إدارة أملاك ليلى وشركاتها  لصغر سنها في ذلك الحين  ، وحين ظهر وجود زوج قد يطالب بكل تلك الحقوق التي يعطيها لها القانون، فكر والدها بأن ينتهي من هذا الأمر، فجعلها توقّع على أوراقٍ تخوّله كل الصلاحية باستخدام أموالها، وسجنها  كي لا تعود وتطالب بحقوقها يوماً  وساعدته وأيدته بالأمر زوجته رباب التى كانت أكثر منه طمعاً وجشعاً .

.

فأكمل عادل: كان والد ليلي  يعمل بجد لإقناعي  بأن ليلى  غادرت البلاد وأنها لن تعود مرة أخرى. بدأ السيد غانم في إرسال رسائل ، يدّعي أنها من ليلى  . ويختلق قصصًا كاذبة عن زواج  إبنته فى الخارج. ولكني كنت أشعر بأن هناك شيئًا مريب في كل هذا، ورفضت أن أترك الأمر دون تحقيق فرحت أبحث واسأل  وأجمع الأدلة لأصل للحقيقة ولم أبعد  يوما نظري عن النافذة التي كان تطل منها ليلي لرؤيتي ، ولم يخب ظني ، حيث رأيت أخيراً ليلى تطل من تلك النافذه وتلوح لي بيدها ، ويعود الفضل الى رغد فلولا مساعدتها  وجرأتها  لما تمكنت من إنقاذ ليلي من والدها الطاغي. بالوقت المناسب 

 

وبمساعدة عون  المحامي قامت ليلي بتقديم  طلب للعدالة لإسترجاع ثروتها ، وبالفعل كسبت القضية وتم استعادة ثروة ليلى ووصايتها على أموالها  بالكامل .

 

وبعد عدة اشهر تم زفاف  ليلي وعادل بمراسيم فاخرة وأعيدت السعادة إلى حياتهما، عاشوا حياة مشرقة مليئة بالحب والثقة، بعد أن تغلبوا على كل الصعاب التي واجهوها معاً.


.

 

 

 

 

النهاية.

 

      

تفاعل :

تعليقات