القائمة الرئيسية

الصفحات

آستر - الجزء الثاني - مكتبة راجوشو

 




رواية

آستر – مكتبة راجوشو

 الجزء الثاني 

أتحدث عن الهوس الذي يصيب الإنسان نتيجة افتقاده لشخص ما، وتذكره باستمرار كما لو كان هذا الشخص مقدس

كنت أحلم في صغري أن أصير كاتباً معروفاً ومشهوراً، ثم اكتشفت أن الحقيقة ليست مثل الحلم، فقد كنت أكتب بلغة غير مستساغة عالمياً، كما أن الناس المتواجدون في البلد حيث نشأت لا يقرؤون ولا يميلون أصلا إلى مطالعة الكتب، وبعد تحطم حلمي أرغمتني أسرتي أن أقوم بدراسة تخصص ما بالجامعة، ولكني لم أستمع لهم أبدا لأنني لم أجد نفسي يوما في مدرجات وصفوف الدراسة، فتمردت على هذا الواقع المفروض، سافرت، وجبت دولا كثيرة، بلا هدف، ثم التقيت يوما بمطرب واقترحت عليه أن اكتب له بعض القصائد والأغنيات، ثم نجحت أغانيه، وبلا سابق إنذار، وجدتني اكسب أموالا كثيرة

:ما عليك سوى الانتساب الى القناة

https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber

" راجو شو يقوم  بحكاوي الروايات بإسلوبه المستقل  المختصرالوافي الممتع  """" ربما تكون الرواية او الاساطير او الحكايات او قصص المشاهير التي نننشرها ...منتشرة على اعلانات جوجل ..ولكن معنا متعة القراءة وسما ع الرواية متميزة  ..موقع وقناة راجوشو وفر لجمهوره الكريم كل ما يحتاجه ويلبي ذوقه من افضل الكتب وافضل القصص الشيقة والاساطير والحكايا وقصص المشاهير بطريقة  محترفة ،  حتى لايشعر القارئ  بالملل من  السرد الطويل الممل ....لذلك قمنا ب انشاء موقع الكتروني ضخم لقراءة الروايات على الرابط التالي : https://www.rajaoshow.com/

وكذلك عملنا على تخطيط وتصميم الموقع الالكتروني الى قناة سماعية بجودة واحترافية فائقة على الرابط التالي االرسمي للقناة على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber

    



آستر - الجزء الثاني 




لا ادري ان كانت استر قد انتبهت لذلك، فبعد ذلك توقفت عند الحديث عن ميخائيل، او قدراته المميزة السحرية، وبدأت تصرفات استر تزداد غرابة كبيرة، تمضي اغلب وقتها بالسفر و حتى عندما كانت تكون في المنزل، كانت تبدأ بالخروج كثيرا، عدة ليال في الأسبوع الواحد، وكانت تجيب على نظراتي انها تقوم بكتابة أبحاثا للخروج بمقال عن الشحاذين.

لوهلة شعرت انها فعلا قد تكون قد احبت و تلتقي بأحد غيري، احسست التشاؤم اسبوعا طويلا كاملا، ثم سألت ذاتي، هل علي ان اسألها و اصارحها  بشكوكي؟ ام اتعامل معها وكأن لا شيء حدث فعلا؟ قررت ان لا اكترث بالأمر بحسب المبدأ الذي يقول " اذا العين لم ترى، القلب لن يحزن" وكنت واثقا من انها لن تذهب وتتركني وراءها ، فقد صرفت جهدا كبيرا من وقتها وطاقتها وروحها في مساندتي لأكون الكاتب الذي أنا هو الآن، لذلك ليس من الطبيعي أن تتجاهل كل ذلك من اجل تعارف عابر بشخص ما.

لو كنت مكترثا حقا بحياة استر لتذكرت  أن أسألها مرة عن هذا ميخائيل و طبيعة قدراته السحرية حين كفت عن التكلم عنه، كان علي أن أرتاب اكثر لهذا السكوت وعدم تحدثها معي و فتح مواضيع، كان يجب ان اكون الى جوارها في تلك السفرات التي تسافر بها، و معها حين تخرج لتكتب كتابات و مقالات عن الشحاذين. 






حين كانت تسألني في بعض الاحيان، ان كنت اقدر أن احب طبيعة عملها، كنت أرد دائما بالرد ذاته، " من المؤكد انني اهتم، لكن لا أود التدخل في شؤون عملك، اريدك منطلقة وان تسعي لتحقيق احلامك و تركضي دوما باتجاههم"، وبالطبع كان هذا مرادفا لقولي انني لا اعطي اي نوع من اهتمام بها وبعملها ولا اقدرهما. اعود و اتمعن جمال برج ايفل، مضت ساعة اضافية، ورجعت الاضواء تضيء كما لو أنها أحجار من الماس، لا أدري كم مرة اضاءت وأطفأت منذ   أن كنت قاعدا عند النافذة.  وعدت أقول لذاتي..  انني يبدو انني لم اكترث بأستر الى الحد الذي معه لم التفت الى  ميخائيل أبداً لا بذكر اسمه في أحاديثي يوما بعد يوم، بل انني لم اكترث حين شاهدته مرة يقف معها امام احدى المطاعم من بعيد، و على ما يبدو  انني لم الاحظ انها كانت تريد هجرتي .. وان ترمي خلفها، كاتب مهم و مشهور، لا بل يصير مجرما ومشتبه رئيسي لدى الشرطة! فمنذ أن غابت استر و لم يعد لها أثر في البلاد، قامت الشرطة باستدعاء  مرات عديدة و  للتحقيق والاستجواب!

فعلا انها لسخرية حقيقية!.. تم سجني لفترة خلال الاستجواب، وعند خروجي من السجن، حتى كانت صورتي و اخباري في كل صحف و جرائد الفضائح، و الافتراضات التي لا   تنتهي: تم اختطاف زوجة الكاتب المرموق، لقد رحلت من منزلها ولا شك بسبب ضرب جسدي وعنف نفسي، وغيرها..

لكن خلال شهر اختفى كل شيء لأن عالمنا كله اخبار جرائم و خيانات و سرقة و غيرها ولفترة من الزمن لم أبارح شقتي خوفا من الجلوس و لقاء اصدقائي! ماذا سأقول لهم؟ كيف سأواجهم؟ بماذا اخبرهم؟ ، هل أقول ببساطة لقد تركتني استر من أجل رجل يصغرني بالعمر، لكن يبدو ان الكل منشغل في ظروفه و حياته و مشاكله لذلك ببساطة استمرت الحياة. وبقيت وحيدا اواجه كل هذا النوع من الألم، وظاهر استر بدأ يزداد بشكل جنوني داخلي، فقد صار هوسا اعظم، وصرت اراها في كل وجوه النساء التي اصادفها، كل الأماكن، كل المحطات.. وكل الوقت.

بل الف مرة حدث أن طلبت من صاحب التاكسي أن يقوم بإنزالي في منتصف الطريق، لأنني توهمت أن أستر كانت تقف في الشارع، او اطلب منه أن يتبع سيارة ما أو شخصا ما ظنا انها استر! وعندما أصبحت هذه  الظاهره  تتفاقم أكثر في ذهني وقلبي وأصبحت تماما هوساً عندها  شعرت أنني بحاجة الى دواء، وإلى أي شيء لا يجعلني انسى نفسي وانا اغوص في اعماق اليأس، و الحل الأنسب كان أن اتعرف على امرأة اخرى غير استر.







عرفت ثلاثة او اربعة نساء شعرت انني انجذبت لهن، لكني عندما عرفت ماري، وهي ممثلة فرنسية لا يزيد عمرها عن الخامسة و الثلاثين، احببت انها الانسانة  الوحيدة من بين الاخريات، التي لم تكن تكرر ذلك الكلام مثل: "لا احب شهرتك" او "بصراحة.. لو انك اقل شهرة" و العبارة الأسوء "انا لا اكترث بالنقود"، فقد كانت ماري هي الوحيدة التي قدرت نجاحي وتميزي و أموالي، كانت مشهورة و تعرف بريق الشهرة و جمالها. وكونها مشهورة فمن المفيد لغرورها ان تعلم ان رجلا اختارها رغم اختياره لغيرها قبلها.

كانوا يلاحظونا   كثيراً  معا في حفلات مختلفة من استقبال وغيرها، وأثيرت اشاعات كبيرة عن طبيعة علاقتنا؛ لكن لا احد منا اكد او انكر اي شيء، وترك الموضوع مغلق، بالرغم من ان المجلات كانت تنتظر صورا لزواجنا، الذي لن يصير، وواصلت عملها في تصوير الافلام الذي كانت ممثلة فيها كما تابعت أنا عملي، وكلما كان باستطاعتي ان اذهب الى  ميلانو ذهبت، وكلما كان باستطاعتها ان تأتي الى باريس أتت، كنا مقربين جدا.  

 حاولت ماري ان تبين لي  بأنها لاتدري عن المشاعر في قلبي، وادعيت بأنني لا ادري ما يراودها في روحها، (فقد احبت رجلا تزوج) كنا رفيقين، صديقين، وكنا نستمتع بذات الامور، اجل بيننا نوع من انواع الحب، لكنه حب من نوع آخر، غير الذي اكنه لآستر، أو الحب الذي في قلب ماري اتجاه حبها القديم.

بعد فترة قصيرة  قمت بكتابة كتاب خاص لاستر له اسم مميز ،  و أخذت  هذا الاسم من كتاب "سفر الجامعة".و قد نجح كتابي جدا، وصار له شهرة كبيرة للغاية، وذلك بعد شهر من إطلاقه فقط! لقد امتدحه جميع اصدقائي و دور النشر و الكتاب الاخرين. اما ماري، و التي اعطيتها المسودة لتقرأها قبل النشر، فقد أكدت لي كم هي رفيقة طيبة، إذ لم تعتريها الغيرة ابدا!  بل قامت بتشجيعي على إكمال مسيرتي هذه الابداعية، ورأيت السعادة على ملامحها، عندما نجح كتابي.  وفي  أحد الأيام،  جاء حفل توقيع كتابي، خلال الوقت المحدد قمت بتوقيع الكتب، كان الحفل كله تواصل واحاسيس جميلة ولطيفة! وبعد مضي حوالي ساعة و ثلث الساعة طلبت استراحة لمدة عشرة دقائق، لم يمانع أحد، وبعد الاستراحة رجعت الى طاولتي، ومضت ساعتين اضافيتين ، ولكن الغريب بالأمر  انني لم اكن مرهقا، بل كنت كلي حماس ، وكان باستطاعتي ان ابقى اعمل و اوقع الكتب.. طيلة الليل ايضا.           

بدأت المكتبة تستعد للإغلاق، وبدأ الناس يقل عددهم،  كانوا اربعون، ثم صاروا ثلاثين، ثم وصلوا عشرين، ثم نقلوا إلى أحد عشر، عشرة،  ثلاثة،  اثنان، و.. تلاقت عيوننا.. انه ميخائيل!

 ميخائيل:" انتظرت حتى يذهب الجميع، فلدي رسالة لك ستحب سماعها"







 لم اعلق، التفت جانبا كان الناشر، و القائمين على المبيعات، وكذلك بائعي الكتب، الذين كانوا يتبادلون أطراف الحديث عن أهم ما  حدث خلال حفل توقيع الكتاب.  سحبت الكتاب من يديه وكتبت بقلمي "اطيب التمنيات.. لك ميخائيل". 

لم أتفوه بأية كلمة يجب ألا أخسر حضوره، فقد يدفعه أي شيء يبدر مني، بعصبية او غيرها الى الخروج دون عودة. وهو فقط الذي بإمكانه أن يخرجني من لعنة هوس آستر ، وذلك لأنه الوحيد الذي   يدري أين هي استر.  و سيصير بإمكاني  أن أعرف أجوبة الأسئلة التي تعبت من سؤالها لذاتي دون إجابات. 

همس ميخائيل: " هدفي من القدوم أن تعرف انت أنها لم تصاب بأي اذى وانها في اتم العافية، بل ومن الممكن أن تقرأ كتابك" 

فجأة جاء الناشر، وبائعو الكتب و القائمون على المبيعات احتضنوني كلهم وهتفوا  أن حفل التوقيع كان مذهلا، وانه علينا احتفالا بذلك ان نخرج  ونشرب شرابا لذيذا معا، قلت وانا انظر في ميخائيل: "لحظة.. اريد أن يأتي  هذا الشاب معنا فقد كان آخر قارئ هنا، أنه قارىء من قرائي واحب ان اتعرف عليه. لأنه يمثل البقية بالتأكيد"

ميخائيل: "لكنني لا أقدر، فعندي موعد آخر في المطعم الأرمني، فأنا اعمل هناك، أقدم دروسا، لقد حضرت فقط لأوصل لك هذه الرسالة"

سألته ماري: "ما هو اسمك؟"

ميخائيل: "ميخائيل"

أدركت ماري ما هو الموضوع فقد كنت قد حدثتها عن كل التفاصيل التي حدثت قبل اختفاء استر،  فهتفت فورا:" لن نتأخر أبدا .. تعال معنا"

وقبل أن يبدي ميخائيل اي اعتراض، اخذته من ذراعه باتجاه سيارة الأجرة. 



الى اللقاء في الجزء الثالث 

تفاعل :

تعليقات