القائمة الرئيسية

الصفحات








رواية

آستر – مكتبة راجوشو

 الجزء الاول 

أتحدث عن الهوس الذي يصيب الإنسان نتيجة افتقاده لشخص ما، وتذكره باستمرار كما لو كان هذا الشخص مقدس

كنت أحلم في صغري أن أصير كاتباً معروفاً ومشهوراً، ثم اكتشفت أن الحقيقة ليست مثل الحلم، فقد كنت أكتب بلغة غير مستساغة عالمياً، كما أن الناس المتواجدون في البلد حيث نشأت لا يقرؤون ولا يميلون أصلا إلى مطالعة الكتب، وبعد تحطم حلمي أرغمتني أسرتي أن أقوم بدراسة تخصص ما بالجامعة، ولكني لم أستمع لهم أبدا لأنني لم أجد نفسي يوما في مدرجات وصفوف الدراسة، فتمردت على هذا الواقع المفروض، سافرت، وجبت دولا كثيرة، بلا هدف، ثم التقيت يوما بمطرب واقترحت عليه أن اكتب له بعض القصائد والأغنيات، ثم نجحت أغانيه، وبلا سابق إنذار، وجدتني اكسب أموالا كثيرة

:ما عليك سوى الانتساب الى القناة

https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber

" راجو شو يقوم  بحكاوي الروايات بإسلوبه المستقل  المختصرالوافي الممتع  """" ربما تكون الرواية او الاساطير او الحكايات او قصص المشاهير التي نننشرها ...منتشرة على اعلانات جوجل ..ولكن معنا متعة القراءة وسما ع الرواية متميزة  ..موقع وقناة راجوشو وفر لجمهوره الكريم كل ما يحتاجه ويلبي ذوقه من افضل الكتب وافضل القصص الشيقة والاساطير والحكايا وقصص المشاهير بطريقة  محترفة ،  حتى لايشعر القارئ  بالملل من  السرد الطويل الممل ....لذلك قمنا ب انشاء موقع الكتروني ضخم لقراءة الروايات على الرابط التالي : https://www.rajaoshow.com/

وكذلك عملنا على تخطيط وتصميم الموقع الالكتروني الى قناة سماعية بجودة واحترافية فائقة على الرابط التالي االرسمي للقناة على الرابط التالي:

https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber

    



آستر - الجزء الأول 


أنا رجل كنت أحلم في صغري أن أغدو  كاتباً معروفاً ومشهوراً، ثم اكتشفت أن الحقيقة ليست مثل الحلم، فقد كنت أكتب بلغة غير مستساغة عالمياً، كما أن الناس المتواجدون في البلد حيث نشأت لا يقرؤون ولا يميلون أصلا إلى مطالعة الكتب، وبعد تحطم حلمي أرغمتني أسرتي أن أقوم بدراسة تخصص اللغات  بالجامعة، ولكني لم أستمع لهم أبدا لأنني لم أجد نفسي يوما في مدرجات وصفوف الدراسة، فتمردت على هذا الواقع المفروض، سافرت، وجبت دولا كثيرة، بلا هدف، ثم التقيت يوما بمطرب واقترحت عليه أن اكتب له بعض القصائد والأغنيات، ثم نجحت أغانيه، وبلا سابق إنذار، وجدتني اكسب أموالا كثيرة، أموالا أكثر مما تجنيه أختي المهندسة  والتي انصاعت لرغبات والدي بدراسة هذا التخصص، استمررت في هذا العمل، حيث كنت أكتب الأغاني لهذا المطرب الذي ذاع صيته والذي صار ينتقل من نجاح إلى آخر، واشتريت خلال هذه الفترة شقق لي، قبل أن يحدث خلاف بيني وبين هذا المغني، وينفسخ العقد، لكن كان معي نقودا تكفيني أن أعيش لسنوات دون عمل، خلال هذه الفترة تزوجت للمرة الأولى من امرأة تكبرني بالعمر، تعلمت خلال هذا الارتباط الكثير أن أقود السيارة،وأن أتحدث اللغة الإنجليزية، لكن هذا الزواج لم يتم فقد أخبرتني أنني غير ناضج كفاية لأكون زوجاً وشريكاً، كما أنني مهمل بهذا الارتباط وكثيرا ما أجامل الفتيات الجميلات والنساء الفاتنات دون احترام لمشاعرها هي، بعد انفصالي الأول تزوجت مرة ثانية وثالثة من نساء ظننت أنها سوف تمنحني الاستقرار التام، سواء العاطفي أو البيتي وبالفعل هذا ما حدث، لكن الغير متوقع كان أنني اكتشفت أنني بدأت أشعر بملل حقيقي، فكان هذا الاستقرار بالنسبة لي ممل للغاية، لذلك انفصلت للمرة الثانية ثم الثالثة بكل أريحية، وعدت حرا بلا قيود بسلام وسعادة، صحيح أنها ليست حرية مطلقة بسبب الالتزامات لكنها الالتزامات التي اخترت أنا أن التزم بها، عدت إلى عملي في كتابة الأغاني وواصلت رحلتي بالبحث عن شريكة أخرى، وكثيراً ما كان الناس يسألونني عن عملي وما الذي أمارسه حاليا، وأجيب أنني كاتب، وهذا كذب، أجل أنا أملك المال والجاه لكني لا أملك شجاعة أن أقوم بتأليف كتاب.






حلمي أن انشر كتابا أصبح قابلا للتحقيق الآن وبكل سهولة، فلدي المال والعلاقات والمترجمين، لكنني كنت مرعوباً من فكرة الفشل، الفشل كان من الممكن أن يجعلني محطماً بقية العمر، لذلك قررت أن أظل جالساً وأحلم على أن أكسر حاجز الخوف، وهو أن أقوم بتحقيق حلم الصبا وهو كتابة كتاب خاص بي.

وذات يوم وخلال عودة مسيرتي الفنية والرجوع لكتابة الأغاني، جاءت إحدى الصحفيات لتجري معي مقابلة، كان هدفها من هذه المقابلة هو معرفة كيف شعوري حين أقوم بكتابة أغاني تصير مشهورة جدا، ويعرفها الجميع بإسم المغني، والذي تكتسح صوره وسائل الإعلام دون أن يعرف أحد عني أي شيء، كانت جميلة ذكية وهادئة، لقد لفتت انتباهي وأحببتها فعلا لكني شعرت أنها لا تعيرني أي انتباه حقيقي، وهذا ما جعلني متمسكاً بها أكثر، كنت اتصل بها فتكون مشغولة، أخطط لنخرج  لكنها ترفض ، وذات يوم استطعت أخيراً إقناعها أن نمضي عطلة نهاية الأسبوع في منزلي الريفي، فلدي منزل ريفي وجميل وتوقعت أنها تحب مثل هذه الأماكن المسالمة.





قضينا ثلاثة أيام معا نشاهد البحر، كنت اطبخ لها وكانت هي تحدثني عن عملها، وقد احبتني اخيرا. بعد فترة ارتبطنا رسميا، امضينا اياما جميلة معا، ثم بدأت تظهر المشاكل التي كانت تظهر عادة مع زيجاتي السابقة. إن النساء يحتجن دوما  الاستقرار و الطمأنينة و الوفاء، اما انا فكنت ابحث عن التجربة و المغامرات المجهولة، ومع هذا فقد استمرت علاقتنا انا و استر، فترة اكثر طولاً من ارتباطاتي السابقة. وذات مرة قلت لإستر : 

انا: " لا يمكن ان نبقى معا بعد الآن" 

استر:" لكنك زوجي و تحبني كثيرا! وانا احبك كثيرا ايضا!؟ اليس هذا صحيحا؟"

انا: "لا ادري، ان كنتي تسألين حول حبي لرفقتك فانا احب مرافقتك.. أجل، اما اذا كنتي تسألين حول هل يمكنني  متابعة الحياة دونك فالجواب بالتأكيد نعم"

استر: " هل تعرف شيئا! إني ممتنة لله أنه لم يخلقني رجلا، فكل ما تظنونه انتم معشر الرجال أنكم تستطيعون العيش بلا امرأة، والقيام بكل شيء دونها، وتحقيق اكبر نجاح بها او بلاها" 

انا: " لا.. الأمر ليس هكذا، الامر هو اني سعيد لوحدي تماما ومع اني احب صحبتك يا استر،  لكني لا اعتقد ان كل شيء سيكون بخير"

استر: "اجل صحيح، انك تحب صحبتي، لكنك دائم البحث عن شيء آخر لتنسى الشيء الأهم" 

انا: "هذا ليس صحيحا، اذكري لي شيء واحد اتهرب منه"

  استر: " ان تؤلف كتاب"

انا: "استطيع فعل ذلك بأي وقت"

استر: "حقا! هيا اذن اكتب كتاب، بعد ذلك يمكننا أن ننفصل"

لم يغضبني كلامها، شعرت انه ببساطة يمكنني أن أفعل ذلك، فقد كان لدي معارف صحفيين و كتاب وقريبين مني، استر فقط كانت خائفة ان تخسرني لذلك اخترعت هذه السيرة. اخبرتها انني لا اريد ان نكمل علاقتنا فقد انتهت وليس للأمر علاقة بكل ما تقوله هي، الموضوع متعلق بالحب. سألتني فورا:

استر: مم، الحب.. ما هو الحب إذن؟ 

قضيت نصف ساعة، وانا احاول الكلام و التفسير، لكني فهمت بالنهاية، انني لم استطع الوصول الى تعريف.

 قالت "بما انك لا تعرف ما هو الحب، قم بتأليف كتاب اذن. 

 مرت الأيام و  كتبت كتابا كما طلبت استر، بعد سعي و جهد مضني، ولكنه حقق شهرة ونجاح وسع الافاق،  وصرت رجلاً مشهوراً، واكثر ايضا مما توقعت. بعد ذلك صدر لاستر  تصريح عمل صحفي في فرنسا. عشنا هناك بسلام لفترة، كنت أحدق في كل امرأة جميلة بالشارع، ورحت اجامل الفتيات اللطيفات! واستر لم تعلق مرة واحدة على ذلك أبدا.  كما رضيت بالعادة أن ينشأ بيننا خلافات عادية تماما الموجودة بين أي زوجين. لكن بالحقيقة صعقت، عندما واجهتني مرة ونحن نخرج من السينما ، انها اخبرت الصحيفة التي تعمل بها انها سوف تسافر الى افريقيا، وان تكتب تقارير عن الحرب هناك! 







مضت أيام و ذات مرة قمت من النوم ووجدت ان إستر قد اختفت، هجرت المنزل و هجرتني أنا، رحلت و تركت كل شيء خلفها، دون ان تقول وداعاً، دون أن تكتب اية رسالة، دون أن تخبرني إلى أين! عشت صدمة مهولة بالفعل. وذات ليلة في جناح ساحر في فندق بريستول، و الانوار في برج ايفل تضيء مدة خمس دقائق كلما مر ستون دقيقة، والى قربي زجاجة شراب بلا قطرة واحدة، وعلبة سجائر فارغة، ويشير  الناس الي بأيديهم و ابتساماتهم، وكأن لا شيء حدث، سألت نفسي وقتها: هل كانت البداية ذلك اليوم حين كنا خارجين من السينما؟ هل كان يجب علي حينها ان اكون شديدا معها و اقول لها ان تنسى الفكرة بسرعة، بحيث انها زوجتي ويجب ان تبقى معي لدعمي؟

ليس صحيحا، كنت أدرك في قرارة نفسي أنني لن اقول هذا الكلام ابدا، وبالفعل أنا لم أقله. فقد واجهت إستر منذ عامين متاعب عنيفة، وكانت بحاجة للتفريغ النفسي فكانت تتنقل كثيرا و تسافر اكثر، لدرجة انها كل مرة كانت تجلس فيها معي خيل الي انها اخر مرة.

كانت متخبطة و محتارة و متوترة طيلة وقتها، وكنت دائماً احاول سؤالها عن حالها وكانت ترد ان الامور كلها بخير وهي على ما يرام وان لا اخاف عليها ابدا. وبعد فترة عرفت انها  عرفت شاب اسمه ميخائيل اصغر منها بخمسة سنوات بحيث يبلغ خمسة و عشرون عاما، وذلك لأنها اعلنت عن حاجتها الى  مترجم يظل برفقتها في رحلاتها الى بعض الدول، داخل آسيا الوسطى، وفي البداية كانت تتحدث عنه بحماس وتقول إنه شخص حساس و غريب، شخص يشاهد ويعرف العالم كما هو بالفعل ليس كما قيل له أو كما قال الناس عن العالم، أنه وأردفت أنه يملك صفة مميزة تجعله مختلفا، كما لو كانت ميزة سحرية. كنت اسمع  بصبر و ادب، وتظاهرت انني مهتم فعلا بذلك الشاب و مميزاته، لكني كنت في الحقيقة ، اسافر بذهني بعيدا عنها وكانت تسبح في عقلي كل الأفكار التي كان يجب أن أحققها، افكار لكتابة مقال مميز و مختلف، افكار و طرق للإجابة عن استفسارات الصحفيين ودور النشر المختلفة، و تدبير استراتيجية كيفية جعل امرأة تحبني وتهتم بي، وخطط لتسويق كتاب لي في الايام القادمة. لا ادري ان كانت استر قد انتبهت لذلك، فبعد ذلك توقفت عند الحديث عن ميخائيل، او قدراته المميزة السحرية، وبدأت تصرفات استر تزداد غرابة كبيرة، تمضي اغلب وقتها بالسفر و حتى عندما كانت تكون في المنزل، كانت تبدأ بالخروج كثيرا، عدة ليال في الأسبوع الواحد، وكانت تجيب على نظراتي انها تقوم بكتابة أبحاثا للخروج بمقال عن الشحاذين


نهاية الجزء الاول الى اللقاء مع الجزء الثاني 

تفاعل :

تعليقات