القائمة الرئيسية

الصفحات

مغامرات هاكلبر( توم سوير ) الجزء الثاني







 رواية:

مغامرات هالبرك ( توم سوير ) الجزء الثاني 

مكتبة راجوشو 

إعداد وإشراف: رجاء حمدان.

 لسماع الرواية صوتيا الرابط التالي : 

الجزء الاول 

https://youtu.be/nXJ3WrW7bKc

الجزء الثاني 

https://youtu.be/-fc7MnlL41o

الجزء الثالث 

https://youtu.be/DkjVQ2Ir8k4

 
تدور أحداث الرواية في مجتمع  قديم كان يعاني من أفكارالعنصرية، التي كانت تسود المجتمع في ذلك الزمن 
تروي الحكاية عن فتى يهرب من أبيه المستبد ويبحر في قارب وجده بالصدفة في النهر  وهنا تيدأ مغامراته ، ففي كل مرة  يحط قاربه على شاطئ مدينه تبدا معه مغامره جديدة  ، ومشاكل كثيرة ، في بداية مغامراته يقابل  عبد هارب ويرافقه في سفره  ،   يقابل اثنين من الأوغاد  يتظاهرون بأنهم من العائلة المالكة  ويضطر لمرافقتهم فكيف سيتخلص منهم هذا ما سنعرفه عندما نسمع الروايه  .  
:ما عليك سوى الانتساب الى القناة 
https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber
" راجو شو يقوم  بحكاوي الروايات بإسلوبه المستقل  المختصرالوافي الممتع  """" ربما تكون الرواية او الاساطير او الحكايات او قصص المشاهير التي نننشرها ...منتشرة على اعلانات جوجل ..ولكن معنا متعة القراءة وسما ع الرواية متميزة  ..موقع وقناة راجوشو وفر لجمهوره الكريم كل ما يحتاجه ويلبي ذوقه من افضل الكتب وافضل القصص الشيقة والاساطير والحكايا وقصص المشاهير بطريقة  محترفة ،  حتى لايشعر القارئ  بالملل من  السرد الطويل الممل ....لذلك قمنا ب انشاء موقع الكتروني ضخم لقراءة الروايات على الرابط التالي : https://www.rajaoshow.com/
وكذلك عملنا على تخطيط وتصميم الموقع الالكتروني الى قناة سماعية بجودة واحترافية فائقة على الرابط التالي االرسمي للقناة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber

 


مغامرات هاكلبر( توم سوير ) الجزء الثاني 




عندما وصلت الشاطئ كنت منهكا وأتضور جوعاَ مشيت  حتى وصلت منزلاً خشبياً يتكون من طابقين، عندها بدأ الكلبان بالنباح ، أطل رأس رجل من النافذة صائحاً : من هناك؟ وماذا تريد؟ فقلت له : اسمي جورج جاكسون يا سيدي، ولقد سبحت الى الشاطئ بعد أن غرق القارب الذي كنت عليه ، أدخلني هذا الشخص الى البيت ، وهو يحمل بندقيته بحرص ، ثم نادى على أولاده وطلب منهم تفتيشي، ثم سألني هل تعرف آل شبردسون، فقلت: إنني لا اعرفهم ولم أسمع عنهم أبداً ! فقال الأب لابنه "باك"، وكان على ما أظن في مثل عمري، ووقال له أعطيه ملابس جديده ، أخذني باك إلى غرفته وهناك بدّلت ملابسي بالملابس التي أخرجها من الخزانه ، صاح الاب : الطعام جاهز ، حينما جلست على المائدة وجدت لحماً وزبدة وقشدة، وهذا شئ  لم أتذوقه منذ زمنٍ بعيد، ورويت لهم قصة من نسيج خيالي عن عائلتي ، وأنه لم يبق عائلتي سوى أبي الذي أفلس.

كانوا لطفاء جدا معي وسمحوا لي بالبقاء عندهم،رب الأسرة الكولونيل "جرانجر فورت" كان سيداً مهذباً راقياً بكل معنى الكلمة، أما أفراد الأسرة كانوا خمسة : بوب وهو أكبر أبناء الأسرة، وباك ويليه توم وتأتي بعدهما الآنسة شارلوت، وكانت في الخامسة والعشرين من عمرها، أما الآنسة صوفيا فكانت في العشرين من عمرها، وكان لكل فردٍ ذكر من الأسره زنجي يخدمه ولكل فرد أنثى زنجية تخدمها  وتم تخصيص زنجي لخدمتي اسمه جاك، وكان الأب يملك عدداً كبيراً من الخدم الزنوج يفوقون المائه وكان يملك المزارع الشاسعة وعددا من البيوت  ،كان يعيش في المنطقة أيضا عدداً من  الأسرٌ الأرستقراطية مثل شبردسون، والتي كان بينها وبين عائلة جرانجر فورت خلاف وثأر كبير.

ذات مرة اصطحبني الخادم جاك في جولة طويلة  إلى المستنقعات، وبعد أن قطعنا مسافة طويلة، دخلنا غابة مليئة بالأشجار الكثيفة، وهناك كانت المفأجاة  وجدت صديقي القديم جيم ، تركني  جاك  بصحبة جيم وعاد إلى المنزل، كنت في غاية السعادة لرؤية جيم، أخبرني جيم : كنت أسمع صياحك وأنت تناديني ، ولكن لم أشأ أن أرد وأرجع مرة أخرى لحياة العبودية، وأعلمني  بأنه عثر على قاربنا وأنه لم يتضرر كثيراً، وأنه  قام بإصلاح الضررالذي لحق به  ، وأن الزنوج في المنطقة يزودونهبما يحتاج و بالطعام .





وذات صباح اسيقظتُ عند الفجر، ولاحظت هدوء المنزل ، فخرجتُ من المنزل لأستطلع الأمر ، قابلني في طريقي خادمي جاك: وقال لي إن صوفياالبنة الصغري للعائلة  قد هربت مع هارفي شبردسون، وأن الجميع حملوا عدتهم وانطلقوا في إثرهما لقتل هارفي، كان يتحدث معي وصوت إطلاق الرصاص المتواصل يُسمع بوضوحٍ من جهة المرفأ، ولقد علمت بعدها علمت بأن الكولونيل قد قُتل وولديه، فقررت ترك المنزل والرحيل مع جيم، إنطلقت إلى المكان الذي كان  يخفى فيه قاربنا الصغير، فوجدته هناك يستعد للانطلاق، ركبتُ معه القارب  وانطلقنا بعيداً عن هذه المذابح ، وعندها شعرت بأني صبحت حراً ومرتاح!

مضي علينا ونحن نسير  في النهر عدة أيام، كنا نسير  في الليل ونختبئ في النهار، وفي أحد الأيام كنت عند الشاطئ أقف اتلقط بعض الاخبار وفجأة ظهر رجلان يعدوان بأقصى سرعة، فهممت بالمشي والإبتعاد عنهما ، ولكنهما توقفا أمامي وأخذا يتوسلان كي أنقذ حياتهما، قالا : أرجوك إننا لم نرتكب جرمًا وإنهما يُطارداننا ظلمًا، فسمحت لهما بالركوب معنا وأبحرنا بعيدًا عن الشاطئ من جديد.

كان أحدهما يبلغ من العمر  سبعين عاما والآخر في الثلاثين .

في اليوم الثاني  وبعد أن انتهينا من تناول الإفطار، قال الشاب بحزن : سوف أخبركم بقصتي أيها السادة، إنني دوقٌ بشكل رسمي  وبحكم القانون! ولكن لي عم أعماه الطمع والشر استولى على أملاك أبي واغتصب اللقب من أبي الذي هو الدوق الحقيقي! إنني دوق "بريدجووتر" الشرعي، وبسبه بت انسان مشردٌ ومطارد من أعوانه المجرمون ، ومحرومٌ من حقوقي ، شعرنا أنا وجيم بلأسف عليه والشفقة واتفقنا ان نتحدث معه بالاحترام ونناديه بصاحب السمو ، عندها رفع الكهل رأسه وقال : إنني غاية الأسف لأجلك، ولكنك لست الشخص الوحيد  المهدور حقك والمتأمر عليك ، ثم قال الكهل وهويتنهد والحزن قد أخذ منه مأخذه : إنني  أيها السادة أكون ولي عهد فرنسا السابق (دوفيني)، أجل انا  ولى عهد فرنسا ، وإنكم ترون أمامكم الآن رجلاً  بائساً ومنفياً ، إنني بالفعل ملك فرنسا الشرعي!

شعرتُ أنا وجيم بالأسف والحزن على هذا الكهل المسكين وصرت اربت على كتفه ، ثم قال الكهل: إنني أشعر بالارتياح حين ينادوني الناس بلقبي صاحب السعادة ويعاملوني حسب مكانتي، ومن حينها صرنا نعامل الكهل كملك، والشاب كدوق!

وبعد وقت قصير لم يطل إكتشفت بأن هذين الكاذبين الوضعين، لم يكونا  ملك ودوق. ، فطريقة نومها وحديثهما  وشربهما وتناولهم  الطعام لا توحى بما زعما.. إنهما كاذبان وضيعان، ولكني احتفظت بهذا الرأي لنفسي، فلن يضرني شيئًا إذا خاطبتهما بألقاب الملوك والدوقات.

وفي أحد لاأيام ، ذهبت  الى المدينة لشراء بعض الحاجيات فرافقني "الملك" والدوق، كان في طرف المدينة هناك قد أقيم معسكرإجتمع فيه غفر كثير من الناس دخلنا المعسكر ، كان به عدد من الوعاظ يرشدون الناس ويقدمون النصائح الدينيه ويرددون الترانيم  وعلمنا بأن معظم الناس مجتمعين في معسكر، فذهبنا إلى مكان الاجتماع، كان الوُعّاظ منتشرين في كل مكان ويرددون الترانيم، وكانت  الناس تتأثر من الوعظ و تتأوه وتبكي، وفجأة تقدم "الملك" وطلب من الواعظ أن يسمح له بالكلام، فسمح له! قال "الملك": إنني  كنت قرصاناً لمدة خمسة وثلاثين عاماً، وولكن للاسف جميع رجالي ماتوا بالمعارك ، وأنني قد عدت الى كي أجمع الرجال من جديد، ولكن اللصوص قاموا بالسطو علي وسرقوا كل ما لدي من  مال، وأني سعيد بأن هداني الله للطريق السليم والصحيح ، وقد أخذت على نفسي عهداً بأن أهدي باقي القراصنة ، ولكني  الأن لا أملك المال، لذلك أستميحكم عذراً وأطلب منكم التبرع لهداية الضالين وراح ويرسم على وجه ملامح الخشوع والعرفان ويبكي بحرقة ، فوصلت مشاعره الجياشة الى قلوب المجتمين وأبكاهم ثم راحوا يجمعوا له المال، ولما عدنا إلى قاربنا الصغير كان المبلغ الذي جمعه "الملك" حوالي المائة دولارٍ!







بدأ الدوق والملك يصنعان الخطط لعمليات النصب .وفي أحدى الايام عندما رسونا على الشاطئ بالقرب من احدى القرى ، ذهبت أنا والملك إلى الشاطيء والتقينا هناك بقروي بسيط  يجلس فوق صخرة صغيرة وبجانبه حقائب إحداهما كبيرة جدا سأله "الملك" إلى أين أنت ذاهب؟ فقال القروي: إني انتظر الباخرة أريد الذهاب إلى اورليانز، فقال "الملك": يمكنك المجئ برفقتنا وسوف نوصلك اليها  ، صعد القروي إلى قاربنا مع حقائبه ،فقام الملك يستدرج القروي بالكلام ليعرف منه اخبار القريه ،  فقال "للملك": إنك تشبه مستر ويلكس، فقال القروي إن "بيتر ويلكس" مات ،  وقد مات قبل ان يتمكن من مشاهدة أخيه هارفي واخيه وليم الابكم وليم  الذي لم يرهما  منذ الصغر ، ، وقبل ان يموت كتب لاخيه  هارفي رسالةً يُخبره بالمكان الذي أخفى فيه نقوده، وترك خلفه ثلاث بنات: ماري جان في التاسعة عشر، وسوزان في الخامسة عشر، وجوانا في الرابعة عشر، أوصلنا القروي إلى الباخرة وعدنا للقارب ، واتفق الملك والدوق  على أن يُمثّلا دور هارفي ووليم.

عندما وصلنا القرية، توجهنا على الفور إلى بيت "بيتر ويلكس"،  استقبلتنا البنات  والجميع إستقبالا حارا  بالأحضان والدموع وكانوا في غاية السرور لرؤيتنا! تقدم "الملك" والدوق الى الغرفة التي يرقد فيها التابوت ، وانحنيا وونظرا  داخله بشجن ، ثم انفجرا بالبكاء والنحيب بصوتٍ عالٍ، لم أر في حياتي شيئاً يشبه هذا الحزن والاحتيال، ثم تكلم "الملك" مع المتواجدين للتعزية وشكرهم ، وطلب منهم مرافقته لدفن أخيه .

في المساء أحضرت "ماري جان" الرسالة التي تركها أبيها الى عمها ، فقرأها الملك بصوتٍ عالي وهوفي غاية التأثر والحزن! فقد كان مستر ويلكس يوصي في رسالته  ، بأن يكون المنزل وثلاثة الآف دولار من نصيب الفتيات، و المدبغة وبعض المنازل والأراضي (وتقدر قيمتها بسبعة آلاف دولار) أيضا من نصيب الفتيات ، وما تبقي وهو  وثلاثة آلاف دولاريكون من نصيب  هارفي ووليم، وذكر في رسالته أين أخفى الدولارات . ثم ذهبنا الى غرفنا المخصصه لكل واحد منا ونام الملك والدق ملئ اعينهما .

في صباح اليوم التالي ، أحضرت حقيبة النقود، فقال "الملك" بتأثر : أن اخي شخص عادل وحنون لقد قام بتأمين هؤلاء الفتيات البريئات،بالطريقة التي تطمن حقهم وتأمن مستقبلهم  وأيضا كان رحيما مع أخويه ولم يناساهم من عطيته رغم أنه لم يراهما منذ الصغر ، هيا يا "ماري جان" ويا "سوزان" ويا "جوانا" خذن نقودكن، فاحتضنته الفتيات وهن في حالة بكاء شديد، وفجأة أطل الدكتور "روبنسون"، وقال "للملك": إنك رجل محتال! فصُدِمَ الجميع من إتهامه وحاولوا ثني الدكتورعن موقفه ورجوه  بأن لا يسيء للعائلة ، فوجه الدكتور الكلام للفتيات قائلا : لقد كنت صديقاً لأبيكن مقربا  وهذانالمحتلان  ليسا أخويه ولا يحملون شيئا من ملامحه ،  فلا يخدعنكن ، فما كان من الفتاة الكبرى "ماري " إلا أن أعطت حقيبة النقود للملك، وقالت: خذ حقيبة الدولارات هذه واستثمرها كما تشاء، فقال الدكتور: إنني بريء من هذا الهراء ثمغادر المكان .

قررتُ أن أساعد الفتيات على استرداد أموالهن، ، فانتهزتُ خروج "الملك" من غرفته، وأخذت الحقيبة إلى غرفتي، وعندما نام الجميع ليلا نزلت من غرفتي ومعي الحقيبة، وكان باب غرفة الجثة مفتوحاً، وفي تلك اللحظة سمعت صوت أقدام قادمه باتجاهي ، فركضت واختبأت  في غرفة الجثة، ووضعت حقيبة النقود في التابوت، كانت القادم "ماري جان"! ركعت أمام التابوت  وراحت تصلي ، انتهزت الفرصة وتسللت من الغرفة وعدت إلى غرفتي.

في ظهر  اليوم التالي ، انتهتْ مراسم الجنازة، وقام حفار القبور بإغلاق التابوت وأهال التراب على الميت، عدنا جميعا إلى المنزل، فأخبر "الملك" الجميع بأنه مضطراً لمغادرة المكان، وأنه سيأخذ الفتيات الثلاث معه، فقام على السريع  ببيع الزنوج وتم نقلهم إلى خارج البلد، ثم اكتشف "الملك" ضياع حقيبة النقود، فسألني عنها، فقلت له: لا أعلم شيئاً عنها ، ولكني رأيت الزنوج يدخلون غرفتك لتنظيفها ، عندها صاح "الملك": لقد ضاع كل شيء.

أخبرت "ماري جان بحقيقة عمّيها المزيفين ، وبأنهما شخصان محتالان انتحلا شخصية عميهما كي ينصبوا عليهم ويسرقوا الأموال  التي تركها ابويهم لأخيه  ، فقدت مارى السيطرة على نفسها وراحت تصرخ  وتتوعد وتهدد وبأنها سوف تقوم بفضحهم  ، ولكني هدّأتها،وطلبت منها أن تتحلى بالصبر قليلا حتى نجد حلاً  ، وطلبت منها أن تذهب لتقيم عند صديقتها، حتى لا يفتضح أمرنا،. وأخبرتها عن مكان حقيبة النقود

وفي المساء وعند  اجتماع الجميع في ساحة الشاطئ  ، أقبل قاربٌ عند ونزل منه عدة أشخاص واجتمع حولهم نفر قليل من الناس ثم أقبلوا نحونا وهم يضحكون وكان بينهم رجل كهل والدكتور روبنسون والمحامي ، وقالوا: أن هؤلاء شخصان آخران من ورثة بيتر ويلكس! ويطالبون بنصيبهم من الورثة ، فأدركتُ ساعتها أن الملك  والدوق اصبحا في موقف لا يحسدان عليه  وسئ فعلاً، ، فقال الدكتور للملك والدوق : إنْ  كنتما فعلاً صادقين، فلن يكون لديكم اي مانع لإحضار  النقود وتركها عندنا حتى نستيقن من الأمر ، فقال "الملك": للأسف النقود ، سرقها الزنوج! عندها شعر الجميع بانه يكذب وبدأوا يشكون به ، عندها قال المحامي: على كلٍّ منكم أن يقوم بكتابة اي شئ على ورقة،  كي أقارن الخطوط  برسائل هارفي التي معي، كتب الملك والدوق سطرأ على ورقة، وكذلك فعل الشخصان المقبلان ، وقام المحامي بمقارنة الخطوط ثم  قال: إن الخطوط لا تبدو لى متطابقة مع خطوط الرسائل  ، وفجأة تدخّل الكهل  بالموقف ووجه كلامه الى الملك قائلا ً: هل تستطيع أن تصف لنا الوشم المرسوم على صدر المرحوم؟








ساد السكون بين الجميع ، وابتسم الملك  بوجه مصفر وقال: كان الوشم مرسوم على صدر المرحوم على شكل سهم صغير رفيع لونه أزرق ، فقال الكهل نيابة عن الشخصين القادمين : ان الوشم عبارة عن حرفين هما: ب. ب، يرمزان للأسم الذي اتخذه بيتر في شبابه، عندها قال الأب تيرنر نافياً: أنا لم أر شيئاً على صدر المرحوم، فساد الاستغراب وعلت الأصوات وصاح الجميع: إنهم جميعاً محتالون نصابون ، دعونا نقتلهم، تدخّل المحامي وقال: علينا أن نُخرج الجثة ونفحصها ونقطع الشك باليقين .

وصلنا المقبرة ، وبدأ الناس بالحفر ، وأخرجوا التابوت، وعندما فتحوا غطاء التابوت ، تهافت الجميع يتدافعون لإلقاء نظرة على صدر الميت، وفجأة صاح أحدهم: هاهي حقيبة النقود إنها بالتابوت موضوعة مع الميت! فاندفع الجميع بفوضي للمشاهدة، وهنا انتهزنا فرصة انشغالهم وهربنا إلى قاربنا.

بقينا نبحر لأيام ، حتى رسونا في مكان آمن على بعد عدة أميال  من قرية اسمها باي كسفيل، نزلنا الشاطئ  فقال  "الملك": أنه سيذهب الى داخل القرية  إن لم يعد عند العصر فعليّنا  أنا والدوق اللحاق به وتتبعه ، وعندما لم يعد، ذهبت أنا  والدوق للبحث عنه فوجدناه فاقد الوعي في إحدى الحانات ، قمنا باسعافه وعندما أفاق صار يتكلم معه الدوق فلم يعجب الملك  حديث الدوق وراح أخذ يشتمه وتعارك  معه، انتهزت الفرصة وأطلقت لساقيّ  العنان راكضا، لأن فرصتي أنا وجيم قد حانت للتخلص من هذين النصابين المحتالين، وعندما وصلت القارب لم يكن جيم هناك بحثت عنه ولكنه اختفى، وبعد التقصي والسؤال علمت أنهم قد قبضوا عليه، لأنه زنجي هارب، وهو  الان موجود في مزرعة "سيلاس "، وأن الذي قبض عليه رجل كهل غريب قام ببيعه الى صاحب المزرعة بخمسين دولاراً، فأدركت على الفور أن هذا الكهل هو "الملك".

قررت أن احرر جيم وأخذت أفكر في طريقةٍ لتحريره ، أخفيت القارب عن العيون ولبست ملابس فخمة ، ونزلت الى القرية وهناك قابلت الدوق، فأخبرني بأنه سيبقى هنا مع "الملك" لثلاثة أيام فلديهم عمل مهم يقومان به في القرية ، وأن "الملك" ادعي بانه مالك مزرعة "ليانز"، وباع جيم لمالك مزرعة فيلبس ، تركته وتوجهت فورا الى مزرعة فيلبس.

كانت مزرعة فيلبس تبعد عن القريه حوالي الميلين نحو الغرب وهي مزرعة قطن صغيرة، كان يوجد في الساحة منزلان  فخمان وكبيران لأصحاب المزرعة ، وأربع  أكواخ بسيطة لسكنى الزنوج، وعند السياج كان هناك كوخ صغير مُشيدٌ ، ومخزنٌ ، تمكنت من الدخول الى المزرعة وذهبت نحو البيت الكبير ، اتجهت نحو جهة المطبخ ، وقبل أن أصل المطبخ، أحاطت بي ثلاث كلاب وبدأت بالنباح، تقدمت  من المنزل امرأةٌ بيضاء تحمل عصى كبيرة ،وعندما رأتني  تبسمت لي لي، وقالت: أخيراً،  هذا أنت ، ؟ فقلت باستسلام : نعم، تقدمت مني واحتضنتني بشوق ، ثم قالت وهي تبكي : إنك لا تشبه أمك يا عزيزي توم، كم أنا مسرورة لقدومك ،  لقد تأخرت كنا نتوقع قدومك قبل اسبوع ، أخبرني كيف حال أختي وزوجها وكل أفراد الأسرة، لم أستطع أن أنطق لحظتها وأدركتُ أنني في مأزقٍ كبير ، وفجأة أتى زوجها السيد سيلاس فيلبس، فقدمتني إليه قائلة: إنه ابن أختي توم سوير! وصل الآن

سر الكهل بقدومي وسلم علي بحرارة ، ثم راح يسألني عن "سيدني" و"ماري" وباقي أفراد عائلة توم سوير، فرحت أحدثهما عن عائلتي –عائلة توم سوير –،وأثناء الحديث ، سمعت صوت الباخرة تعلن وصولها ، فاضطربت  وقلت لنفسي: "ربما يكون توم سوير في هذه الباخرة"، فخطرت على بالي فكرة ، قلت لهم : سوف أذهب لإحضار أمتعتي التي تركتها عند المرفأ، ثم غادرت مسرعا إلى المرفأ أبحث عن توم، وفعلا وجدته يحمل أمتعته ويستعد للرحيل فاندفعت اليه صائحا وسلمت عليه ، تفاجأ توم بأنني  لا أزال على قيد الحياة، أخبرته بقصتي والاحداث التي مررت بها وأخبرته  عن جيم، وأنني إضطررت أن أنتحل شخصيته، وطلبت مساعدته كي أخرج من هذا المأزق ، فقال توم: لا يكن لك بال  خُذْ حقيبتي هذه وعد إلى هناك، وأنا سألحق بك بعدها بقليل .

عدت إلى المزرعة، وبعد قليل لحق بي توم على أنه سيدني شقيقي الصغير  –-، عندها تهلل وجه الخالة سالي لرؤيته واندفعت  تحضنه بحرارة، وكذلك فعل زوجها الكهل، وقال : يا لها من مفاجأة لم نتوقعها! تحدثنا طويلاً ومرة أخرى عادوا يسألوننا عن أخبار وأحوال العائلة وهذه المرة كان سيدني يجاوبهم عن الاحداث العائلية بإسهاب ،

وفي نهاية الحديث  علمت منهما بأن أهالي القرية قد قبضوا على "الملك" و"الدوق" بتهمة النصب والاحتيال.







في اليوم التالي بحثنا عن جيم فوجدناه محبوساً في كوخ صغير بجوار مخزن الخشب، وكان هناك زنجيٌ آخر موكل بمراقبته وحراسته وإحضار الطعام اليه ، أخذنا نفكرونخطط  في إيجاد طريقةٍ لإطلاق سراحه، فكانت البداية أن نقوم بالتودد  إلى الحارس الزنجي كي يسمح لنا برؤيته ، وعندما رآنا  جيم داخلين اليه كاد يفضحنا لولا أن أسرعنا بالاشارة إليه بالسكوت، أخبرناه بأننا نخطط لإطلاق سراحه، وقمنا بحفر سرداب من الكوخ الذي فيه جيم الى السياج الخارجي .

في هذا الاثناء أراد العم سيلاس  التخلص من جيم فبعث برسائل إلى "مزرعة ليانز"، وطلب أن يبعثوا بشخص لأخذ الزنجي، ولكنه لم يتلق رداً على رسائله تلك فهو لا يوجد مزرعة باسم ليانز فقد كانت من صنع خيال الملك ! وأخيراً قرر العم سيلاس أن يبيعه، وعند سماعنا الخبر انتابنا التوتر والقلق ، فقال لي توم: سأرسل خطابات مجهولة، تحذيريه  للأسرة أخبرهم بأن هناك كارثة سوف تحل بهم ، فينتشر بينهم الخبر ويدخل الفزع في قلوبهم ويلتزمون البقاء بالمنزل ، وهكذا نستطيع  تهريب جيم دون أن يكتشفونا .

انهمك توم في إرسال  الخطابات التحذيريه للاسرة وفي كل يوم يبعث رسالة تهديديه  مثل: "احذروا الموت قادم ... المتاعب إقتربت ..انها على الأبواب"، ويرسل مرة صورة جمجمة، أو تابوت... وهكذا، حتى بدأ الفزع يتمكن في الأسرة كلها! ووصل بهم أن استقدموا بعض المسلحين لحمايتهم. 

حان الوقت وأصبح جاهزاً لتنفيذ خطتنا ، وفي الليلة الموعودة، دخلنا إلى الكوخ الموجود به جيم، ومن خلال السرداب خرجنا إلى خارج الكوخ، وعندما قفزنا من فوق السياج، تعثر توم وأحدث صوتاً،عندها  سمعنا صوتاً عاليا يقول: مَن هناك؟ أجِبني  وإلا أطلقتُ النار، فرحنا نجري نحو النهر والرصاص يطلق من خلفنا ، وصوت أقدام  الحرّاس من خلفنا تزداد إقتراباً، تمكنا من الهروب منهم وسبقناهم إلى القارب وانطلقنا، كان توم يتألم من قدمه وعندما فحصها وجد أنه قد أصيب برصاصة في كعب قدمه! فقال جيم: أنا السبب في اصابة توم ، فلن أغادر قبل استدعاء طبيبٍ يفحص قدم  توم.

عدنا  إلى المدينة وأحضرنا الطبيب، وقلت له:  أن أخي أصيب برصاصةٍ طائشة في قدمه! فوافق أن يأتي معنا  لمعالجته، وصلنا الى القارب ، فقال الطبيب ان القارب صغير ولا يتسع لنا وان علينا البقاء خارج القارب ، صعد وحده إلى القارب ليعالج توم ، بينما أنا عدت إلى المزرعة، كان الجميع في غاية القلق والتوتر ، أخبرتهم بأني وأخي سمعنا صوت رصاص وذهبنا لمطاردة الزنجي الهارب، وأن أخي سيدني  ذهب إلى المدينة وسيعود قريباً، وعندما  طال غياب سيدني، ذهب العم سيلاس للبحث عنه، ولكنه عاد بلا فائدة.

وفي الصباح تفاجأ الجميع  بدخول  سيدني "توم سوير" محمولاً على النقالة، ومن ورائه الطبيب والزنجي جيم، مقيداً ً بالأغلال ، والناس خلفه، تحسست الخالة  سالي سيدني بهلع ، وقالت: الحمد لله أنه ما يزال حياً، وأعدت له الفراش واستلقى عليه ، أما جيم رجع الى الكوخ مقيدا ومحبوساً داخله ، قال الطبيب: لا تقسو على الزنجي إنه يستحق كل الخير ، لقد ساعدني كثيراً في مداواة الصبي، ورفض ان يهرب.

بعد اسبوع ، بدأ توم يستعيد عافيته ونشاطه ، لم تتركه الخاله لحظة طوال الوقت كانت تقوم على رعايته وتمريضة ، وفي إحدى المرات قام توم (سيدني) وأخبر الخالة سالي  بقصتنا وما فعلناه من أجل تهريب جيم، فكانت رؤوفة بنا وغفرت لنا الخالة سالي مافعلناه ، ثم أخبرها بأن جيم أصبح إنسانٌ حر، فقد ماتت الآنسة واطسون التي تملكه منذ شهرين ، أنه قد علم حديثاً أنها كتبت في وصيتها أنها أعتقته!

في اليوم التالي وصلت الخالة بولي (خالة توم سوير)، فتعانقت الأختان بحراره وبدأوا بالسؤال عن أخبار الواحده عن الاخرى ، فرحت أتسلل نحو الخارج  ، فالتفت نحوى الخاله سالى وأخذت  تناديني  : توم تعال هنا: لماذا تدير وجهك هكذا يا توم؟ فقالت الخالة سالي: انك تقصدين هكلبري فن ، وعندما  دخل توم قالت الخاله سيدني فقالت الخالة بولي إن سيدني لم يأت إنه توم ، واضطررنا أن  نعترف بكل شيء.

تم إطلاق سراح جيم، وقد علمتُ من الخالة بواي بأن أبي قد مات ، وأحمد الله لأن مغامرتنا انتهت نهاية حسنة،

 

النهاية.       

    

    

تفاعل :

تعليقات