القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية نبض : أدهم الشرقاوي الجزء الثالث



 رواية:

نبض: أدهم الشرقاوي. الجزء الثالث 

إعداد وإشراف: رجاء حمدان.


 رواية  تُحاكي  الواقع  الذى نعيشه، فهي تصوّر حربًا أهلية، صراعًا بين العبيد والأحرار في حلبة الوطن.... ا(لآن يا نبض أجد اللحظة مؤاتيه لأرتكب خيانتي الأولى لك ! قررت أخيرا أن أكتبك ، بعض النساء نخونهن إذ نكتبهن . فتحويل امرأة مثلك إلى لغة يعتبر خيانة من زاوية ما ).



 ما عليك سوى الانتساب إلى هذه القناة للاستفادة من المزايا المتعددة للقناة

: https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg/join

" راجو شو يقوم  بحكاوي الروايات بإسلوبه المستقل  المختصرالوافي الممتع  """" ربما تكون الرواية او الاساطير او الحكايات او قصص المشاهير التي نننشرها ...منتشرة على اعلانات جوجل ..ولكن معنا متعة القراءة وسما ع الرواية متميزة  ..موقع وقناة راجوشو وفر لجمهوره الكريم كل ما يحتاجه ويلبي ذوقه من افضل الكتب وافضل القصص الشيقة والاساطير والحكايا وقصص المشاهير بطريقة  محترفة ،  حتى لايشعر القارئ  بالملل من  السرد الطويل الممل ....لذلك قمنا ب انشاء موقع الكتروني ضخم لقراءة الروايات على الرابط التالي : https://www.rajaoshow.com/

وكذلك عملنا على تخطيط وتصميم الموقع الالكتروني الى قناة سماعية بجودة واحترافية فائقة على الرابط التالي االرسمي للقناة على الرابط التالي: https://www.youtube.com/channel/UChQ8.@ وصفحتنا على الفيس بوك الرابط التالي

: https://www.facebook.com/RajaoShow



قلتِ: لمَ تسأل؟ إذا كنتَ تسأل عن كوني عشت علاقة حب فجوابي هو كلا، أما إن كنت تسأل عن كوني تعرفت على الحب فنعم، أستطيع أن أعرف الحب من أدق تفاصيل الحياة. يكفي لحظة تأمل واحدة في هذا الكون لتكتشف أنه نسيج هائل من الحب: العصافير في أحضان الشجر، الغيم في قلب السماء، الأودية في صدور الجبال. كل شيء هنا يعلمنا أن نحب، الحياة لا ترسم لنا لوحة السعادة الخالصة، ولكن عبقريتها تكمن في دفعنا لاستخلاص لحظات جميلة حتى من أقسى مواقفها.

=جلبتُ لك هدية.

مددتُ يدي بكتابٍ كُتب على غلافه "ديوان ابن زيدون" . لم يكن الكتاب في الحقيقة سوى ظرفٌ لرسالة كنت قد أمضيت ليلي بأكمله أحاول كتابتها. كنت تنظرين إلى الكتاب ببهجة، قلتِ لي وأنت تمسحين بأطراف أصابعك على اسم الكتاب: هذا شاعري المفضل.

=فقلتُ: أعرف. قلتِ: هل أخبرتكَ من قبل؟ فقلتُ: لا، ولكني رأيت الشبه بين رقة شعره ورقة قلبك. نظرتِ إليّ مبتسمةٍ وقلتِ:أحب طريقتك فى التفكير، وأحب طريقتك في التعبير عن أفكارك، تجعل للأشياء العادية معانٍ مدهشة.

=ثم احتضنت  الكتاب بين يديك ونهضتِ.

في مكان آخر كانت ورقة محظوظة تنتظر أن تحظى بأكثر اثنين أحبهما فيك، يديك وعينيك، وتتسرب كلماتها لأكثر اثنين أرغب أن أكون كل سكانهما، قلبك وعقلك، أتخيل تعابير وجهك مع كل كلمة مكتوبة، أتخيلك تنعتينني بالجبان لأني لم أجرؤ على البوح بذلك في وجهك، ولكن أردت التعبير لكِ عما أكنه لكِ بأفضل طريقة أعرفها، وهي الكتابة، لم يكن الأمر سهلا يا نبض. قلتُ لك أحبك بشكل لا يقبل المواربة، كل كلمة كتبتها كنتُ قد احترقتُ بشعورها طويلاً، لم تكن مجرد رسالة، بل قطعة قلب مكتوبة، تخيلتك تقرئين:

إلى نبض...

الوجه الصادق للحياة. الإختلاف الوحيد في هذا العالم المتشابه حد الملل.  البقعة الأكثر دهشة وأماناً على  هذا  الكوكب المتداعي.

إليكِ من عاشق كان يحترف الكلام فأخرستِه بنظرةٍ واحدة من تيك العينين المخلوقة خصيصاً لسلبي كل قدراتي.

لا أعرف شيئاً آخر غيرك وأنا أقلّب نواقصي التي تبدو الآن واضحة بطريقة فاضحة، وأتردد في الإقتراب من الفراغات كي لا أقع وتتضح هشاشتي...

ثمة انسياب مدهش لكِ في داخلي، انسياب منبعه ومصبه عينيك، لا أعرف سحراً أقوى منهما، وتلك ليست مسألة اعتيادية متداولة .. بل حقيقة.

أريدك أن تعلمي أني انتظرت طويلاً هذه اللحظة، أن أقول لكِ: أريدك في حياتي كما أنتِ في قلبي، بل أريدك حياتي كما أنتِ قلبي، لأنك لا تجيدين البقاء فيهما بل احتلالهما.

أريد أن تمسني الحياة من خلالك أنتِ وحدكِ. خذي هذا المجنون وأصغي السمع إليه، لن تسمعي سوى نبضك. كما تحمل القوقعة صوت البحر، قلبي يحمل صوتك.

كنتِ بانتظاري كما كنتُ بانتظارك، قلت لك دون تفكير إني مستعد لمرافقتك إلى آخر الدنيا إن شئت، رفقتك هي كل ما أريد، أما الأماكن فهي لا تعنيني طالما أسكن قلبك. قلتِ لي: أحبك. كل شيء استطعت تخيله غير أني لم أستطع تخيل اللحظة التي أتناول فيها جرعة حب بصوتك. كنت أعرف أني بداخلك. كان قلبي في تلك اللحظة يشبه طائراً أفلت من بين يدي آسره للتو.







ما زلت أذكر أول رسالة منك يا نبض، مزيج من رائحة عطرك وحبرك ومشاعرك، يومها كنا قد تشاجرنا، فقد استسلمتُ لغيرتي وأنا أراك تردّين ببراءة على سؤال أحدهم. لم ترق لي نظرته إليكِ أو أني لا أحتمل أن ينظر إليكِ رجل آخر. حدثتك بغضب، ابتعدت عنك لا بدافع الهجر، ولكني خشيت عليكِ مني لحظة ذاك. كتبتِ لي حينها أول رسائلك، كانت الحروف والكلمات أشبه بإسفنجة عملاقة تمتص طوفان غضبي كله، حديثك الرقيق الذي يشبهك جعلني لا أرغب بشيء كما أرغب أن أضمك وأخبئك في صدري. في ذلك الصباح جاءت رسالتك كالتالي:

=صباح الخير ...

=هذه ليست تحية بل نداء. الصباحُ أنتَ، والخير أنتَ، وحيث كنتَ يكون كل ما أحتاج.

أيقظني العطش لذلك جئت أبحث عنك، ولما لم تكن متاحاً، جئت للمكان الوحيد الذي لا تغيب عنه أبداً... قلبي.

أشتاق كثيراً للنهار والدفء فيك، إلى قراءة أسرار حياتي في قعر نظراتك، إلى تعديل مزاجي بالغرق فيهما.

أشتاق إليك...

إلى حديثك المسائي الذي يلملم في قلبي أطراف الشمس الذاهبة إلى مرقدها.

  أشتاق أن أخبرك ...

يوم واحد من غيابك كألف سنة مما يعدون، كبر قلبي حنيناً، وفي وجنتي أزهر الورد ...ويداك ما زالتا غائبتان.

أن أشكو إليك ثقل الوقت لتدفعه بحضورك عني. أن أحكي لك غربة الوجوه في غياب وجهك. وأعترف: هذا الحب أكبر من جسمي. وأطلب: شاركني في حمله.

=كن متأكداً أنني إن لم أكن لك فلن أكون إلا للتراب.

كنتُ مستغرقاً في حبك إلى الدرجة التي لم أكن معها قادراً على السماح لأي شيء أن يقاطعني أو يلفت انتباهي عنك، حتى جاء ذلك اليوم الذي قررت الحربُ فيها أن تذيقني طعم فراقك. قرأت في  وجهك لحظة أخبرتك وجع من ينتزع منه قلبه وهو بكامل وعيه، كنتِ تحاولين أن تخففي عني أو عن نفسك من خلال محاولتك التهوين علينا، غير أن دموعك هذه المرة فضحتك، صوتك الذي كان أضعف من الصمود بتلك الغصة تلاشى هو الآخر، لم يكن لدي الكثير لأقوله لامرأة يذهب حبيبها إلى الموت،








 ماذا يمكن أن يقال في مثل هذا الموقف.

=اختصرتُ المسافة الضئيلة بيننا واحتضنتك، أردت أن أحمل رائحة دموعك على ثيابي قبل أن أذهب، وأنا موقن أني إن لم أمت بالرصاصة متُّ من حسرة الإشتياق إليكِ، وجهك كان يقول لي: لا تذهب، وصوتك كان يقول لي: عدني أن تعود. فأجيبك : عديني أن تنتظريني. فتقولين بثقة: لن يمنعي من ذلك إلا الموت.

أتأملك، أحاول أن أملأ بصورتك عيناي، أن أدخر منها في ذاكرتي ما أستعين به على أيام الغياب، أضمك ثانية وثالثة، أحاول أن أتخلى عن الكلام في هذه اللحظة، تنظرين إليّ: لا تودعني، نحن لن نفترق.

لا أودعك، سأعود إليك وسيكون لنا وطناً ننجب فيه أطفالنا. سأكتب لك كلما استطعتُ، سأفكر بك كل ثانية، سأحلم بك كل لحظة، سنلتقي كل يوم في أفكارنا وأحلامنا ورسائلنا.

 إلى نبض ...

وصلتُ إلى خندقي يا نبض.

هذا أسبوعي الأول الذي أقضيه بعيداً عنك، قريباً من الموت.

ما زلتُ إلى الآن أشم رائحتك في يدي، لم تهزمها رائحة البارود بعد، ما زلت ألمح اللون الآمن والساكن في عينيك رغم أن اللون السائد هنا هو لون الدماء، ما زلت لا أرتجف إلا من فقدان صوتك كلما حاولت أن أغفو، وكلما أيقظني صوت الإنفجارات.

بخير أنا إلا من فقدكِ، لأني ما زلت أتمسك بفكرة عودتي القريبة إليك، لأشم ضفائرك حتى تتطهر رئتي من كل هواء تنفسته بعدك.

=أخبريني عنك، اكتبي لي عنك يا نبض، أكتبي لي ما يساعدني على لمسك. كلماتك وحدها يمكن أن تكون مخرج طواريء ينقذني من نار الحرب ونار الشوق على حدٍّ سواء.

صورتك تنقذني كلما حاولت بحار الوحدة أن تغرقني، أتمسك بها كما يتمسك غريق بقشة. أحبك، وأفكر بك، وأحلم بك.

من نبض...

حبيبي: سأخبرك عني كما أردت، رغم أني لا أدري كيف تُكتب هذه العواطف التي تتملكني.

الأوقات متشابهة في غيابك، لا ملامح لها، تنتظر وجهك لتتقمص ملامحك، لتصبح أوقاتاً صالحة للاستخدام. بُعدك يصبح أصعب مع مرور الوقت. الفراغ الذي تركته صار بحجمي تماماً، أقاوم كي لا يبتلعني، أقاوم لأراك مجدداً، لأجمع ما تساقط منك وأرمم ما تلف من روحك.

عد إلي ....لا تسمح لفوهات البنادق أن تسرقك مني. لا تُمكّن أي رصاصة  من الدخول بيننا. لا تنم دون أن تخبرني أنك تحبني. أشعر بك من قريب، وأسمعك من بعيد.

أرفقت لك خصلة من شعري، وصورتي، وشيئاً من عطري، وكل حبي .

إلى نبض..

منهكٌ يا نبض، وليس غير الكتابة سبيلي لأخذ قسط من الراحة، منهكُ الروح، وغاية ما أتمنى يديك تنفض غبار الحرب عن وجهي، تلم شعثي. كل شيء هنا يأخذني مني، الوجوه المؤقتة، التي نخرج معها ونعود بدونها، وتلك التي نخرج إليها لنقدمها قرباناً لهذا الموت الذي يأبى أن يشبع.






أفقد الإنسان بداخلي يا نبض مع كل هذه الدموية، مع محدودية الحياة هنا وتفشي الموت، ما أرخص الأرواح هنا يا نبض، ينسى الإنسان المتحضر المتشدق في هذا الميدان كل ما كان يكذب به أمام المجتمع، ويعود حيواناً يمارس القتل ليعيش.

لا أدري لماذا  أتذكر شجرة الورد التي زرعتُها من أجلك؟

اسقيها من أجلي، لأشعر أن ثمة حياة واحدة كنتُ سببها. ما زلت أحبك، وأحلم بك، وأفكر بك.

من نبض...

هل للشوق وزن؟

لا أعرف.. ولكن قلبي يصبح بثقل الجبال كلما اشتقتُ إليكَ ...

أفكر بهذا وأنا في منتصف مدينة تحترق، تتحول رويداً رويداً إلى ما يشبه الجحيم، ثم لا تلبث تلك النار أن تشب في أعماقي كما لو أني أبتلع المدينة كلها... ربما لأن الحروب لا تُحدِث دمارها من حولنا فقط بل تطال كل ما فينا، نحن أيضاً نصبح منكوبين أكثر من المدن المدمرة نفسها.




حتى الأطفال بات حديثهم عن المدفع والدبابة بدلاً من الألعاب والحلوى، فالأعين التي كانت تغمض في لعبة الأستغماية لم يعد يغمضها شيء سوى يد الموت، ولكني أعرف كما تعرف أن الحروب لا تجيد المزاح، وأن ما تسرقه منا لن يتسنى لنا أبداً استعادته، رغم أننا نتمسك دائماً بأمل استعادة الأرض، ولكن بداخلنا ندرك جيداً أن الأرض المزروعة بجثثنا ستنبت حياة خالية منا... 





نهاية الجزء الثالث ...الى اللقاء مع الجزء الاخير 

تفاعل :

تعليقات