القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية قطار طوروس السريع -اجاثا كريستى الجزء الخامس -إ عداد وإشراف -رجاء حمدان




رواية
 قطار طوروس السريع -اجاثا كريستى  الجزء الخامس  
-إ عداد وإشراف -رجاء حمدان




هي كاتبة إنجليزية. اشتهرت بكتابتها 66 رواية بوليسية و14 مجموعة قصيرة من القصص، خاصة تلك التي تدور حول مخبريها الخياليين هيركيول بوارو والآنسة ماربل

يتلقى هيركيول بوارو تلغراما يخبره بإلغاء مخططاته والعودة فورا إلى لندن, فيطلب من عامل الفندق أن يحجز له مقصورة في الدرجة الأولى في قطار الشرق السريع الذي كان يغادر تلك الليلة. يلتقي بوارو بالسيد راتشيت, الذي يظن أن حياته في خطر ويطلب المساعده من بوارو ,. يكون القطار مزدحما على غير العادة في مثل ذلك الوقت من السنة, وركابه من مختلف الجنسيات. في ليلة اليوم الثاني من الرحلة, توقف القطار بسبب الثلوج الكثيفة قرب فينكوفتشي عدة أحداث تزعج نوم بوارو في تلك الليلة, بما فيها صراخ من مقطورة السيد راتشيت. .... ........



--الدكتور: إذن لا بد أن يكون القاتل أحد هؤلاء الأربعة، إلا إذا كان شخصا من الخارج، واستطاع أن يجد مكانا يختبئ فيه، وهذا كما اتفقنا مستحيل، بوك: والوقت الذي يشير إلى الساعة (الواحدة والربع), لا بد أن القاتل قد غير العقارب ثم كسر الساعة، ولكنه لم يستطع الخروج قبل الواحدة والربع، أو أنه لم يكن ذلك الرجل المتخفي بزي خطوط القطارات، هو من غير عقارب الساعة، بل كان القاتل الثاني، أو المرأة ذات القميص القرمزي, فقد طعنت الرجل الميت، دون أن تعلم أنه ميت، وحين علمت غيرت عقارب الساعة، لتثبت وجودها في مكان آخر ذلك الوقت.

- بوارو: ليس لدي فكرة أفضل لأقترحها في هذه اللحظة، لكنَّ ارتكاب الجريمة، لم يكن بالوقت الذي أشارت إليه الساعة المحطمة، -الدكتور: بالنسبة لموضوع اليد اليسرى، أما كان علينا التأكد من الركاب الذين لا يستخدمون أيديهم اليسرى؟ 
قال بوارو: لم أنسى هذا الشيء، وإذا لاحظتما أنني طلبت من كل راكب إما أن يوقع، أو أن يكتب عنوانه، ثم دام سكوت لمدة ربع ساعة، كان كل من الرجال الثلاثة ينظر إلى النقاط بكل تمعن، ويفكرون في هدوء.





-بوارو: حسنا، لقد فكرت، فماذا عنكما؟

 - بوك: فكرت ولم أصل إلى نتيجة، ففك طلاسم الجرائم من اختصاصك أنت يا عزيزي، وليس من اختصاصي، قال بوارو: لنتحدث عن المنديل والذي عليه حرف الهاء، ولا يمكن أن يكون للسيدة هوبارد بالرغم من أنها غنية، ولكنها لا تميل إلى الترف الزائد في الملابس, أما الآنسة ديبنهام فإنها لا تهتم لمثل تلك الأمور، ونستبعد بالطبع الخادمة فهي لا تملك أن تشتري مثل تلك المناديل, فهناك شخص آخر له علاقة بها، ربما كانت الأميرة دراغوميروف، ولكن اسمها الأول إيلينا, لكن بماذا تفسران وجود بقعة دهن على جواز سفرها، وبالضبط على الحرف الأول من اسمها، وعندما كنا نفتش بالأمتعة كانت حقيبتها التي كتب عليها اسمها، أيضا الحرف الأول مبللا، فمن السهل تغير حرف الهاء إلى حرف الألف، ثم تبلله لتغطي على التغيير، كما أنه لا بد من شخص ما على القطار يرتبط بعلاقة حميمة مع عائلة آرمسترونج (التي ذهبت ضحيتها طفلتهم المختطفة واتهم بها القتيل).

 بعد الانتهاء من الحديث عن الدلائل، جمع بوارو جميع الركاب في عربة المطعم، لإيضاح كيفية حدوث الجريمة، ووقف بوارو قائلا: أيتها السيدات والسادة، سأتكلم الإنكليزية حيث أظن أن الجميع يفهمها، نحن هنا لنحقق في جريمة قتل (صاموئيل ادوارد راتشيت المسمى كاسيني)، إن لهذه الجريمة حلان محتملان، وسوف أضعهما بين أيدكم، وسأطلب من السيد بوك والدكتور كوستانتين، أن يحكما أي الحلين هو الصحيح، إنكم تعرفون جميعا حقائق حول القضية، فقد عثر على السيد راتشيت مطعونا، وآخر وقت عُرف أنه حي، كان في الساعة 12:37 ليلة أمس، عندما كلمه مسؤول التذاكر عبر الباب، وقد عثر على ساعة محطمة ومتوقفة في جيب سترة نومه، وعقاربها تشير إلى الواحدة والربع، وقام الدكتور كوستانتين بفحص الجثة، وحدد موعد الوفاة بين منتصف الليل والثانية صباحا، وكما تعلمون فإن القطار توقف بسبب الثلوج في الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل، وبعد ذلك كان من المستحيل لأحد أن يغادر القطار، إن إفادة السيد هاردمان وهو أحد موظفي وكالة تحريات في نيويورك، تظهر أنه ما كان من أحد ليستطيع أن يمر من أمام مقصورته رقم 16 في نهاية الممر، من دون أن يراه، لذلك فنحن مضطرون إلى استنتاج أن القاتل، موجود ضمن من يقطنون عربات محددة، وهي عربتا اسطنبول وكاليه، لكنني سأضع بين أيديكم نظرية بديلة، وهي بسيطة جدا، لقد كان للسيد راتشيت عدو معين يخافه، وقد وصفه للسيد هاردمان، وأخبره بأن محاولة قتله –إن حصلت-، ستتم في الليلة الثانية بعد مغادرة اسطنبول في أغلب الظن، والآن سأخبركم أن السيد راتشيت كان يعرف أكثر بكثير مما قاله، فالقاتل (كما توقع السيد راتشيت)، قد استقل القطار في بلغراد أو ربما في فينكوفشي، من خلال الباب الذي تركه العقيد آربوثنوت والسيد ماكوين مفتوحا عندما نزلا إلى الرصيف، وتم تزويده بالزي الرسمي لمسؤول التذاكر، وكان معه المفتاح العام لكل المقصورات، مما أعانه على الدخول إلى مقصورة السيد راتشيت، عبر الباب الموصل إلى مقصورة السيدة هوبارد، ثم وضع الخنجر الذي استعمله في حقيبة الحمام، في مقصورة السيدة هوبارد أثناء عبوره، ومن غير أن يشعر فقد زر بدلته هناك، ثم تسلل من مقصورتها إلى الممر، وبعد ذلك خلع الزي ودسه في حقيبة إحدى المقصورات الفارغة، وبعد عدة دقائق غادر القطار بملابسه العادية، قبل أن يبدأ القطار سيره ثانية، مستخدما مرة أخرى نفس المخرج وهو الباب القريب من عربة المطعم، شهق الجميع، فسأل السيد هاردمان وماذا عن الساعة كيف يمكن تفسيرها؟





قال بوارو: لقد نسي السيد هاردمان، أن يعيد عقارب ساعته إلى الوراء بمقدار ساعة واحدة، (وهو ما كان ينبغي عليه أن يفعله في تزاريبرود) فبقيت ساعته تشير إلى توقيت أوروبا الشرقية، وهو يتقدم بمقدار ساعة عن توقيت وسط أوروبا، كان الوقت هو الثانية عشر والربع عندما طعن السيد راتشيت وليس الواحدة والربع، أما الحل الثاني وقد توصلت إليه، كالتالي: عندما سمعت جميع الأدلة أغلقت عيني وبدأت أفكر، وخطر في بالي شيئا، لقد نجا راتشيت من حكم العدالة، واستطاع أن يفلت من حكم القضاء بسبب قوة نفوذ، ولم يُعدَّ لجرمه شيئا، لذلك تخيلت وجود هيئة محلفين شكلت نفسها بنفسها، من اثني عشر شخصا أدانوا راتشيت وحكموا عليه بالموت، ثم اضطروا إلى تنفيذ الحكم بأنفسهم، وفورا حسب هذه الفرضية ستكون القضية وضحت بأكملها، نظرت إليها أنها فسيفساء متكاملة، لعب كل شخص فيها دوره المحدد، وقد رتبت بحيث إنه إذا وقعت الشبهة على أي شخص، فإن إفادة واحدة أو أكثر، ستبرئه وتعقد المسألة، وكانت إفادة هاردمان مهمة إذا اتهم شخص من خارج هذه المجموعة، ولم يستطع إثبات بعده عن مكان الجريمة.

 ولم يكن ركاب عربة اسطنبول في خطر، فقد تم تدبير كل التفاصيل الدقيقة مسبقا، وخطط لها بعناية بحيث تترابط مع بعضها، يفسر هذا الحل كل شيء ..... ورسائل التهديد لم تكن حقيقية، بل مصطنعة لإظهارها كدليل، ولا شك في وجود رسائل تهديد حقيقية أتلفها ماكوين واستبدلها بهذه الرسائل المزيفة، أما الوصف الكاذب عن الرجل الضئيل ذي الصوت النسائي، فله فائدة، إذ إنه يمكن أن يكون رجلا ضئيلا، ويمكن أن تكون امرأة، وله فائدة أيضا في عدم انطباقه على أي من مسؤولي التذاكر الحقيقيين، أما فكرة الطعن فتبدوغريبة للوهلة الأولى، إلا أنه عندما تمعن النظر تستنج أنه يمكن لأي أحد أن يستخدمه رجلا كان أم امرأة.





 والشيء الوحيد الذي بقي هو تعقيد القضية أكثر، فقد تم إسقاط دليلين في مقصورة الرجل الميت، أحدهما يوقع التهمة على العقيد آربوثنوت، والدليل الثاني هو المنديل والذي يوقع التهمة على الأميرة دراغوميروف، أما قميص النوم القرمزي فهي قصة خرافية، فقد ضرب باب مقصورتي بشدة وبشكل متعمد، ليجعلني أرى ما الأمر، ورأيت قميص نوم قرمزي يختفي في نهاية الممر، وأظنه للكونتيسة اندرينيه، لأن أمتعتها حين فتشتها لم يكن بها قميص نوم، وعندما علم ماكوين أن الرسالة التي أحرقت بعناية لم تدمر، وتم التعرف إلى كلمة ارمسترونج، قام بإعلان النبأ للآخرين، وفي هذه اللحظة بدا موقف الكونتيسة اندرينيه صعبا للغاية، فقام زوجها فورا باتخاذ الإجراءات الضرورية، لتعديل جواز السفر واسمها الذي كان على الحقيبة، فكان جميع الركاب مذنبين، وجميعهم لهم علاقة بعائلة ارمسترونج، فالعقيد اربوثنوت صديق للسيد جون ارمسترونج، ولقد أنقذ حياته خلال الحرب، أما السيدة هوبارد فقد كانت أم السيدة ارمسترونج، وقد لعبت دورها بكل دقة واسمها ( ليندا آردن )، ثم قرروا أن ينفذوا حكم الإعدام على كاسيني، والذي لم ينفذ من خلال العدالة.





 فقالت السيدة هوبارد التي كانت هي ليندا اردن (أم السيدة ارمسترونج): أنت تعرف كل شيء يا سيد بوارو، إن كان لا بد من كشف الحقائق، فهل تضع اللوم علي؟ فأنا على استعداد تام لأطعنه اثني عشر مرة وحدي، فقد اختطف الطفلة ديزي، وخطف قبلها أطفالا، وكان سيخطف بعدها غيرهم في المستقبل، لقد حكم عليه المجتمع كله، وليس فقط عائلة ارمسترونج، وما فعلناه جميعنا هو أننا نفذنا الحكم فقط، وليس من الضروري أن نورط هؤلاء جميعا بالأمر، إنهم جميعا أوفياء وطيبون، ميشيل المسكين، وماري والعقيد آربوثنوت إنهما متحابين، حينها نظر بوارو نحو صديقه، وقال: أنت مدير الشركة يا سيد بوك، فماذا تقول؟ تنحنح السيد بوك، وقال: برأيي يا سيد بوارو إن النظرية الأولى التي ذكرتها هي الصحيحة، وأقترح أن نقدمها إلى الشرطة اليوغسلافية على أنها هي الحل، هل توافقني الرأي أيها الطبيب؟ قال الطبيب كوستانتين: بالطبع أوافقك الرأي، ثم قال بوارو: بعد أن وضعت الحل بين أيديكم يشرفني أن أقدم استقالتي من القضية.                       

 

 


*****                           
النهاية*****



تفاعل :

تعليقات