القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية قطار طوروس السريع -اجاثا كريستى الجزء الرابع -إ عداد وإشراف -رجاء حمدان






رواية قطار طوروس السريع -اجاثا كريستى  الجزء الرابع 



    

أجاثا كريستي ...هي كاتبة إنجليزية. اشتهرت بكتابتها 66 رواية بوليسية و14 مجموعة قصيرة من القصص، خاصة تلك التي تدور حول مخبريها الخياليين هيركيول بوارو والآنسة ماربل

يتلقى هيركيول بوارو تلغراما يخبره بإلغاء مخططاته والعودة فورا إلى لندن, فيطلب من عامل الفندق أن يحجز له مقصورة في الدرجة الأولى في قطار الشرق السريع الذي كان يغادر تلك الليلة. يلتقي بوارو بالسيد راتشيت, الذي يظن أن حياته في خطر ويطلب المساعده من بوارو ,. يكون القطار مزدحما على غير العادة في مثل ذلك الوقت من السنة, وركابه من مختلف الجنسيات. في ليلة اليوم الثاني من الرحلة, توقف القطار بسبب الثلوج الكثيفة قرب فينكوفتشي عدة أحداث تزعج نوم بوارو في تلك الليلة, بما فيها صراخ من مقطورة السيد راتشيت. .... ........




رواية 
قطار طوروس السريع -اجاثا كريستى  الجزء الرابع -
إ عداد وإشراف -رجاء حمدان

فأجاب بوارو: أنا يا آنسة؟ -أوه- لتعتني بالسيدة الأمريكية، فقالت: عذر ممتاز، لكنه يظل عذر، فقال: لا أفهمك يا آنستي، قالت: أظن أنك تفهمني جيدا، لقد أردت الانفراد بي، أليس كذلك؟ فأجاب بوارو: أنت تقولين ما لم أقله، وتضعين الكلمات على لساني آنستي، إن عندنا مثل يا آنستي: ( يكاد المريب يقول خذوني)، أهذا ما كنت ستقوله يا سيد بوارو؟ يجب أن تعترف بأني أمتلك شيئا من الملاحظة والحس المنطقي السليم، فالسبب هو ما أقنعت نفسك به، بأنني أعرف شيئا عن هذا العمل الشنيع، جريمة القتل هذه التي وقعت لرجل لم أره أبدا من قبل، السيد بوارو: إنك تتخيلين أمورا يا آنسة، قالت: لا إنني لا أتخيل أمورا يا سيد بوارو أبدا، ولكن يبدو لي أنك تضيع الوقت، بسبب عدم قول الحقيقة والمناورة حول القضية، بدلا من الدخول في صلب الموضوع، وهل أنت يا آنستي لا تحبين إضاعة الوقت؟، وتفضلين الدخول في صلب الموضوع؟، حسنا, سأتعامل معك بالطريقة المباشرة، وبالأسلوب الذي تحبذينه، سوف أسألك عن كلمات سمعتها أثناء الرحلة من سوريا، عندما توقف القطار في محطة قونية، وخرج الجميع ليتمشوا قليلا, لقد سمعت صوتك تتحدثين إلى العقيد آربوثنوت في الليل، وكنت تقولين له: ليس الآن، ليس الآن، عندما ينتهي كل شيء، عندما يكون كل شيء وراءنا، ما الذي عنيته بكلامك؟ قالت متفاجئة: أتظنني كنت أعني...جريمة القتل؟ بوارو: أنا الذي أسألك يا آنسة، أجابت: إنني لا أستطيع أن أخبرك، ولكن أستطيع فقط أن أعطيك كلمتي بكل صدق وشرف، بأنه لم تقع عيناي على هذا الرجل راتشيت في حياتي، حتى رأيته على هذا القطار، - هل ترفضين أن توضحي معنى الكلمات؟ فقالت: نعم ... إذا أردت أن تفهمها هكذا، إنها تخص... مهمة توليتها، - وهل المهمة انتهت الآن؟ - ماذا تعني؟ لقد انتهت الآن أليس كذلك؟





قالت: لماذا تظن ذلك؟

  -اسمعي يا آنسة هل تذكرين عندما تأخر القطار في طريقه إلى اسطنبول، كنت متضايقة جدا، فقدت أعصابك وقتها، مع أن الهدوء ورباطة الجأش كانت من طبعك .

-لم أرغب أن ينقطع خط رحلتي

- لكن قطار الشرق يغادر اسطنبول كل يوم من أيام الأسبوع، وإن حدث تأخر، فلن تتأخري سوى أربع وعشرين ساعة، فبدا على الآنسة ديبنهام الانفعال، ثم قالت: لا بد أنك لا تدرك أنه قد يكون للمرء أصدقاء، ينتظرون قدومه في لندن، وأن التأخير يعرقل الترتيبات، ويسبب الكثير من الإزعاج.

-آه إن الأمر كذلك! أهناك أصدقاء ينتظرون قدومك؟ ولا تريدين أن تسببي لهم الإزعاج؟ 

 -طبعا .

 لكن رغم ذلك فالأمر غريب؟ ما هو الغريب يا سيد بوارو؟ لقد حصل تأخير آخر لهذا القطار بسبب الثلوج، وهو تأخير جدي، ولا توجد إمكانية اتصال بأصدقائك، وعلى الرغم من ذلك فإن سلوكك مختلف هذه المرة تماما، ولم تفقدي صبرك كما في المرة الماضية، بل أنت هادئة جدا، فما سبب هذا التغير في سلوكك يا آنسة، احمرت وجنتا ماري ديبنهام، وعضت على شفتيها، ولم تعد تشعر بميل للابتسام، ثم قالت: ألا تظن أنك تثير ضجة على أمر لا يستحق، ولم تجبه عن سؤاله، - هل تعرفين العقيد آربوثيوب جيدا؟ - لقد قابلته للمرة الأولى على هذه الرحلة .
 -
هل لديك أي سبب يدعو للاعتقاد أنه ربما كان يعرف الرجل راتشيت؟ 
فقالت: أنا متأكدة من أنه لا يعرفه، عرفت ذلك من الطريقة التي تحدث بها
بوارو: لقد وجدنا منظف غليون على أرض مقصورة الرجل الميت، وهو الوحيد الذي يدخن الغليون.

 الآنسة  ديبنهام: هراء، إن العقيد اربوثنوت هو آخر رجل يمكنه ارتكاب جريمة كهذه.

بوارو: يجب أن أذكرك بأنك لا تعرفينه جيدا يا آنسة،
الآنسة ديبنهام: إنني أعرف أمثاله جيدا، - أما تزالين لا تريدين إيضاح معنى تلك الكلمات، التي قلتها للعقيد اربوثنوت؟ - ليس لدي شيء آخر لأقوله، - لا يهم سأكتشف ذلك، ثم غادر المقصورة وأغلق الباب خلفه, قال له السيد بوك: لقد جعلتها حذرة من بعد ذلك، والعقيد اربوثنوت سيكون حذرا أيضا.





 وصل دور التفتيش عند مقصورة هيلداغارد شيميدت، وبدأ البحث في أمتعتها، وما لبث أن هتف آه، ثم التفت إلى السيد بوك قائلا: هذا زي من أزياء مسؤولي التذاكر أتذكر ما قلت؟ لقد وضع بغير ترتيب، لم تتمالك نفسها السيدة الألمانية ثم صاحت: إنه ليس لي، لم أنظر إلى الحقائب منذ غادرنا اسطنبول، هدأها بوارو قائلا: الأمر على ما يرام لا تفزعي إننا نصدقك، أنا متأكد أنك لم تضعي هذا الزي هنا، إن الرجل الذي كان يرتديه بعد أن غادر مقصورة الجريمة ارتطم بك، كان يأمل أن لا يراه أحد، لكنك رأيته وأصبح هذا الزي يشكل خطرا عليه، و الثلوج عطلت طريقه، وكان عليه أن يخفيه في مكان ما، وبينما كانت جميع المقصورات ممتلئة كانت مقصورتك فارغة، فدخل بسرعة ونزع الزي عنه، ودسه بطريقة غير مرتبة في حقيبتك الموجودة على الرف، وبذلك يضيع بعض الوقت قبل أن يُكتشَف وجوده، ثم تفحص بوارو الزي فوجد الزر الثالث من الأعلى مفقودا، ومد يده في جيب الزي فوجد مفتاحا كالذي يستعمله مسؤولوا التذاكر، والذي يفتح جميع المقصورات، وهذا يفسر كيف استطاع صاحب هذا الزي أن يعبر الأبواب المغلقة.

- قال بوارو: بقي علينا أن نجد قميص النوم القرمزي.

قال السيد بوك: لكن آخر مقصورتين يقطنهما رجال دبلوماسيين.

فقال بوارو: سنفتشهما بغض النظر، كانت المقصورة التالية هي التي يقطنها هيكتور ماكوين، قال مكوين: إنني أشعر بأنني أول من ستشكون به، فما عليكم إلا أن تجدوا وصية يكون قد ترك لي فيها الرجل العجوز أمواله، حتى تكتمل الأدلة ضدي، ثم قال: إنني أمزح فقط.





 توجهوا نحو المقصورة الأخيرة، ولم يسفر البحث في أمتعة الإيطالي الضخم والخادم عن شيء، قال بوارو: رجاء اسبقوني إلى عربة المطعم، لقد فرغت علبة لفائف السجائر لدي وسأحضر غيرها, ولدينا الكثير من إفادات الركاب، سأوافيكم إلى عربة المطعم، كان بوارو يسأل نفسه: ترى من صاحبة قميص النوم القرمزي؟ وأين هي الآن؟ وإن اختفت فأين ستكون؟ ثم مشى مسرعا إلى مقصورته، حيث كان يحتفظ ببعض علب التبغ في إحدى حقائبه، أنزل الحقيبة وفتح القفل، ثم جلس محدقا ( كان قميص النوم القرمزي المزين بأشكال التنين مرتبا بعناية فوق الأمتعة)، تمتم قائلا: الأمر هكذا إذن، إنه تحدٍ، حسنا، سأقبل التحدي، ثم تبعهم إلى عربة المطعم.

 كان السيد بوك مكتئبا، وقال لصديقه: إن استطعت أن تحل هذه القضية سأؤمن بوجود المعجزات

- قال بوارو: إن الشيء الذي يثير الاهتمام في هذه القضية، أننا بعيدون عن الإجراءات القانونية التي تتبع عادة، هل يقول كل هؤلاء الركاب الحقيقة؟ أم أنهم يكذبون؟ ليست لدينا وسيلة للتأكد من ذلك، إلا ما يمكن أن نبتكره نحن, إن أول إفادة أخذناها هي إفادة هيكتور ماكوين، الذي تفوه بجملة مهمة عن الرسائل، ليس فقط عن الرسائل، بل ما قاله من كلمات كالتالي: لقد سافرنا كثيرا، حيث أراد السيد راتشيت أن يرى العالم، وقد كان يعيقه عدم معرفته باللغات، لقد عملت معه كدليل سياحي أكثر من عملي سكرتيرا، ثم قال أثناء قيامنا بتفتيش أمتعته: إن الرجل لم يكن يتكلم سوى القليل من الفرنسية؟ لكن السيد راتشيت عندما جاء مسؤول التذاكر ليرد على جرسه ليلة أمس، كان صوته يتكلم بالفرنسية، فهو الذي رد من الداخل، وقد استخدم عبارات قوية لا يمكن أن تصدر من رجل لا يعرف إلا بضع كلمات فرنسية.

صاح الدكتور كوستانتين: آه كان يجب علينا أن نستنتج ذلك، وأفهم الآن ترددك في اعتماد دليل الساعة المحطمة، ففي الواحدة إلا ثلاث وعشرين دقيقة، كان السيد راتشيت ميتا أصلا! فأضاف السيد بوك: إن القاتل هو من تحدث بالفرنسية، قال بوارو: لا نريد أن نتعجل، أو نفترض أكثر مما ينبغي، وأظن بوسعنا القول: إنه عندما دق الجرس، كان شخص آخر مع السيد راتشيت في مقصورته، إما فرنسيا أو يتحدث الفرنسية بطلاقة.





 - السيد بوك: وما كان ذلك الصوت الذي سمعته أنت يا صديقي؟ لقد سمعت شخصا يتحرك في المقصورة المجاورة، بوارو: لم يكن ذلك الشخص هو السيد راتشيت، إنما كان الرجل الآخر، لا شك أنه كان يغسل يديه، أو يحرق الرسالة التي ترجمت منها الثلاث كلمات، وينظف المكان بعد جريمته، وينتظر حتى يصبح الوضع هادئا، وعندما ظن أن الوضع أصبح هادئا أقفل باب راتشيت من الداخل، ثم فتح الباب الموصل إلى مقصورة السيدة هوبارد وتسلل خارجا، إن الأمر كما فكرنا فيه تماما، والاختلاف الوحيد الذي حصل، هو أن راتشيت قتل قبل الوقت الذي ظنناه بنصف ساعة، وتم تحطيم الساعة على الواحدة والربع، لتستخدم كشاهد يستطيع القاتل استخدامه، لإثبات غيابه عن مسرح الجريمة وقت وقوعها، إلا أن هذا الوقت يشير أيضا إلى الوقت الذي غادر فيه القاتل مسرح الجريمة بالضبط

- بوك: دعونا نفكر ماذا نستطيع أن نفعل، ولنبدأ بالمنديل، لقد وجد عليه حرف الهاء وهو مرتبط بثلاث نساء، السيدة هوبارد،  والآنسة ديبنهام (حيث إن اسمها الثاني هو هيرميون)، والخادمة هيلداغارد، وأنا أرجح أن يكون للآنسة ديبنهام، فمن المحتمل أنها تدعى باسمها الثاني وليس الأول، كما أن محادثتها كانت تثير التساؤل، وقد رفضت أن تفصح عن تلك المحادثة.

 - الدكتور كوستانتين: كما أن المنديل ثمين، ويرجح أن يكون للسيدة الأمريكية، أما الخادمة فهي نفسها قالت: إنه لشخص من الطبقة العليا، قال بوك: أما الغليون فهل تعتقدون أنه سقط من العقيد آربوثنوت؟ أم من شخص غيره؟ فأنا أعتقد أن شخصا أسقط الغليون عمدا، كي يتهم العقيد بذلك، الدكتور: نعم، ولأن العقيد لم يتردد في قول أنه يدخن الغليون، واعترف أنه يستعمل ذلك النوع من المنظف، أما القميص القرمزي فلم يجد له أحد أي تفسير.





-قال بوارو: من هو الرجل أو المرأة الذي تخفى بزي خطوط القطارات؟ دعونا نقول من هم الذين لا يمكنهم أن يتخفوا بزي خطوط القطارات، لأنهم طوال القامة، ولا يتناسب الزي الذي وجدناه مع أجسادهم, (هاردمان، والعقيد آربوثنوت وفوسكاريللي، والكونت اندرينيه)، طوال القامة كلهم، أما السيدة هوبارد وهيلداغارد شيميدت وغريتا اولسون، فهن عريضات البنية، وبذلك يتبقى لنا الخادم، والآنسة ديبنهام، والأميرة دراغوميروف، والكونتيسة انرينيه، ولا أظن أيا من هؤلاء يستطيع أن يفعل ذلك، فجريتا اولسون من جهة، وانطونيو فوسكاريللي من جهة أخرى، يحلفان أن الآنسة ديبنهام والخادم، لم يغادرا مقصورتيهما، وهيلدراغارد شيميت تقسم أن سيدتها لم تغادر مقصورتها، والكونت يقول: إن زوجته أخذت منوما وأوت إلى سريرها.



-الدكتور: إذن لا بد أن يكون القاتل أحد هؤلاء الأربعة، إلا إذا كان شخصا من الخارج، واستطاع أن يجد مكانا يختبئ فيه، وهذا كما اتفقنا مستحيل، بوك: والوقت الذي يشير إلى الساعة (الواحدة والربع), لا بد أن القاتل قد غير العقارب ثم كسر الساعة، ولكنه لم يستطع الخروج قبل الواحدة والربع، أو أنه لم يكن ذلك الرجل المتخفي بزي خطوط القطارات، هو من غير عقارب الساعة، بل كان القاتل الثاني، أو المرأة ذات القميص القرمزي, فقد طعنت الرجل الميت، دون أن تعلم أنه ميت، وحين علمت غيرت عقارب الساعة، لتثبت وجودها في مكان آخر ذلك الوقت.

انهاية الجزء الاربع ....الى اللقاء مع الجزء الخامس 

تفاعل :

تعليقات