القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية قطار طوروس السريع -اجاثا كريستى الجزء الثالث -إ عداد وإشراف -رجاء حمدان







رواية قطار طوروس السريع -اجاثا كريستى 




     






هي كاتبة إنجليزية. اشتهرت بكتابتها 66 رواية بوليسية و14 مجموعة قصيرة من القصص، خاصة تلك التي تدور حول مخبريها الخياليين هيركيول بوارو والآنسة ماربل

يتلقى هيركيول بوارو تلغراما يخبره بإلغاء مخططاته والعودة فورا إلى لندن, فيطلب من عامل الفندق أن يحجز له مقصورة في الدرجة الأولى في قطار الشرق السريع الذي كان يغادر تلك الليلة. يلتقي بوارو بالسيد راتشيت, الذي يظن أن حياته في خطر ويطلب المساعده من بوارو ,. يكون القطار مزدحما على غير العادة في مثل ذلك الوقت من السنة, وركابه من مختلف الجنسيات. في ليلة اليوم الثاني من الرحلة, توقف القطار بسبب الثلوج الكثيفة قرب فينكوفتشي عدة أحداث تزعج نوم بوارو في تلك الليلة, بما فيها صراخ من مقطورة السيد راتشيت. .... ........


رواية
 قطار طوروس السريع -اجاثا كريستى  الجزء الثالث  -
إ عداد وإشراف -رجاء حمدان


فقال السيد بوك: هذه فكرة رائعة لكن لدي اعتراض واحد، فقاطعه بوارو: هو طول الرجل أليس كذلك؟  باستثناء خادم السيد راتشيت، فإن جميع الرجال الذين على القطار ضخام البنية (الإيطالي، والعقيد اربوثنوت، وهيكتور ماكوين، والكونت اندرينيه)، إذا هذا يتركنا مع الخادم وهو افتراض بعيد، ولكن يوجد احتمال آخر أتذكران الصوت النسائي؟، إن هذا يعطينا بديلا بأن يكون الرجل متنكرا كامرأة أو أنها فعلا امرأة، فمن شأن امرأة طويلة أن تلبس زي الرجال فتبدو رجلا، صغير الجسم






قال بوك: ولكن من المؤكد أن يكتشف ذلك راتشيت، رد بوارو: ربما هو عرف بالفعل، وربما تلك المرأة حاولت القضاء على حياته من قبل، وهي تلبس ملابس الرجال لتنفذ عملها بصورة أفضل، لعل راتشيت خمن أنها ستستخدم نفس الحيلة ثانية، ولذلك أخبر هاردمان أن يبحث عن رجل ولكنه ذكر الصوت النسائي في نفس الوقت وقد التبس عليه الأمر، وضع السيد بوك يديه على رأسه قائلا: إن هذا الأمر يشعرني بالدوار بل أكاد أجن قاتلان اثنان؟ وعلى متن قطار الشرق؟
 
أكمل بوارو: لقد كان على القطار غريبان اثنان ليلة أمس، ( مسؤول التذاكر) الذي وصفه لنا السيد هاردمان، ورأته السيدة هيلداغارد شيميدت، كما رآه العقيد آربوثنوت، والسيد ماكوين ، والثاني: ( امرأة طويلة نحيلة )، وقد رآها بيبر ميشيل والآنسة ديبنهام، وشم رائحة عطرها العقيد آربوثنوت، ترى من تكون هذه فلا يوجد على متن القطار من تعترف أن لها قميص نوم قرمزي؟!، فهذه الأخرى اختفت، أكانت هي نفسها مسؤول التذاكر؟ أم أنها شخصية مختلفة تماما؟ أين هما الاثنان؟ وبالمناسبة، أين زي مسؤول التذاكر؟، وأين قميص النوم القرمزي؟ نهض السيد بوك بلهفة، وقال : آه هذا شيء بسيط يمكن البحث عنه، يجب أن نفتش أمتعة جميع الركاب، نعم، سيكون أمرا مفيدا.





 نهض أيضا بوارو وقال: لدي فكرة صغيرة، ستجد قميص النوم القرمزي في أمتعة أحد الرجال، أما زي مسؤول التذاكر فستجده في أمتعة هيلداغارد شميدت، ماذا؟ هيلداغارد شيميدت؟ أتظنها ..؟ ليس بالطريقة التي تفكر بها ؟ سأوضح لك الصورة, إذا كانت هيلداغارد شميدت مذنبة، فربما زي مسؤول التذاكر في أمتعتها، أما إذا كانت بريئة، فإنه سيكون في أمتعتها بالتأكيد.

قال  بوك: ولكن كيف؟، ثم توقف وصاح ما هذا الصوت الذي يقترب؟ إنه يكاد يشبه صوت محرك بخاري، اقترب الصوت أكثر وأكثر، لقد كان صوتا نسائيا يصدر صيحات واعتراضات، ثم فتح الباب في نهاية عربة المطعم بشدة واندفعت السيدة هوبارد إلى الداخل وهي تصيح: إنه أمر فظيع جدا، أمر فظيع جدا... في كيس الحمام، كيس الحمام في مقصورتي فيه سكين عظيمة مغطاة بالدماء! وفجأة وقعت، وقد أغمي عليها، بعد قليل فاقت السيدة هوبارد، وشربت عصير الليمون الذي قدمه لها نادل المطعم، وأخذت تتحدث: آه إنني منذ كنت طفلة، وأنا حساسة وبمجرد أن أنظر إلى الدم ينتابني شعور غريب.

ذهب السيد بوك والسيد بوارو وبرفقتهما الدكتور كوستانتين إلى مقصورة السيدة هوبارد, اجتمع المسافرون خلف الباب، وكان مسؤول التذاكر يحاول إبعادهم، وعند وصولهم قال مسؤول التذاكر: الحمد لله أنكم وصلتم، فإن جميع الركاب أرادو الدخول إلى المقصورة, وعندما سمعت صيحات تلك المرأة الأمريكية، أتيت راكضا إلى هنا، حتى إنني ظننتها قد قتلت هي الأخرى، ثم أكمل إنها هناك يا سيدي في حقيبة حمام مطاطية كبيرة مغلقة، ومعلقة على يد الباب الذي يصل إلى المقصورة التالية، وكان أسفل منها على الأرض خنجر مستقيم النصل، ما يزال حيث سقط من السيدة هوبارد، كان من النوع الرخيص الذي يحاكي الخناجر الشرقية، له مقبض نافر وشفرة حادة من طرف واحد، وعلى نصله بقعة بدت أشبه ببقع الصدأ، التقطه بوارو وبدأ يتمتم، إنه بلا شك سلاح الجريمة، ثم تفحصه الدكتور، لكن بوارو قال: لا داعي لشدة الحرص فلن تجد عليه بصمات لأي شخص، سوى بصمات السيدة هوبارد.

 نظر بوارو نحو الباب مفكرا, رفع حقيبة الحمام وعالج مقبض الباب إلا أنه لم يفتح، وفوق مقبض الباب بمسافة قدم تقريبا، كان مزلاج الباب ففتحه, ثم حاول ثانية إلا أنه بقي مغلقا، قال له الطبيب: لقد أقفلناه من الجانب الآخر، ألا تتذكر؟ هذا صحيح، ثم بدا أنه يفكر في شيء آخر، فقد قطب حاجبيه وكانت الحيرة، قد استبدت به. 






قال بوك :هذا يعطينا تفسيرا للأمور، أليس كذلك؟ يمر الرجل عبر هذه المقصورة، وبينما هو يغلق الباب خلفه، تلمس يده حقيبة الحمام، وتخطر له فكرة سريعة فيدس الخنجر الملوث بالدماء، وعندما تصحو السيدة هوبارد يتسحب من الباب الآخر إلى الممر.

تمتم بوارو: كما قلت، يبدو أن هذا ما حدث، إلا أن الحيرة لم تغادر وجهه، قال بوك: ما الأمر؟ أيوجد شيء لم تقتنع به بعد.

قال بوارو: إن ما يحيرني يا سيدتي هو كيف دخل الرجل إلى مقصورتك؟ إذا كان الباب الموصل إليها مقفلا بالمزلاج، كما تقولين؟ هل أنت متأكدة من كونه مقفلا بالمزلاج؟ 
أجابت: لقد عالجته السيدة السويدية أمام عيني، بوارو: دعينا نعيد تمثيل ذلك المشهد البسيط، كنت مستلقية على سريرك هكذا، وتقولين إنه لم يكن باستطاعتك أن تري قفل الباب بنفسك؟ هوبارد: نعم، بسبب حقيبة الحمام، آه يا إلهي يجب أن أحصل على حقيبة جديدة، إن مجرد النظر إلى هذا الشيء يصيبني بالغثيان، تناول بوارو حقيبة حمام ووضعها على مقبض الباب الذي يوصل إلى المقصورة التالية، ثم قال: تماما لقد فهمت أن المزلاج يقع تحت المقبض تماما والحقيبة تغطيه، ولم يكن باستطاعتك أن تريه من حيث تجلسين، إن كان مقفلا أم لا، لقد كانت السيدة السويدية تقف هكذا بينك وبين الباب، فعالجته وأخبرتك بأنه مقفل، أليس كذلك؟ لا بأس يا سيدتي، ولعلها ارتكبت خطأ، أعني أن المزلاج مجرد نتوءٍ معدني، عندما يدار إلى اليمين يقفل، وعندما يظل مستقيما يكون الباب مفتوحا، لعلها حاولت فتح الباب فقط، وبما أنه كان مقفلا من الجهة الأخرى، ظنت أنه مقفل من جهتك أيضا، فأخبرتك أنه مقفل.






 بدأ بوارو بتفتيش أمتعة الركاب، كان لدى السيدة هوبارد القليل من الأمتعة، وهي عبارة عن صندوق قبعات، وحقيبة ملابس رخيصة، وحقيبة سفر ممتلئة بمحتويات بسيطة وعادية، قال بوارو: يجب علينا تفتيش المقصورات جميعها، باتجاه واحد على طول الممر، ودعونا نبدأ بمقصورة رقم 16 وهى مقصورة السيد هاردمان، تم تفتيش أمتعة هاردمان بسرعة، لم يكن لديه ما يذكر، بعدها تحركوا إلى المقصورة التالية، وقد كانت للعقيد ىربوثنوت, جلس يدخن غليونا ويقرأ مجلة وهو ينظر إليهم وهم يفتشون، وأوضح لهما أنه ( قد أرسل بقية أمتعته بالبحر، فليس لديه سوى حقيبتين من الجلد)، وكأغلب رجال الجيش فكانت أمتعته مرتبة، ولم يستغرق تفتيشها سوى بضعة دقائق، لاحظ بوارو علبة منظفات الغليون،
 
فسأله بوارو: دائما تستخدم نفس النوع؟ فأجاب: نعم، إذا استطعت الحصول عليه.

أومأ بوارو برأسه، لقد كانت منظفات الغليون هذه مطابقة تماما للمنظف الذي وُجد في أرض المقصورة للرجل الميت، قال بوارو: إنني لا أكاد أصدق، فالجريمة لا تنسجم مع شخصية هذا الرجل، أما المقصورة التالية فكانت مقصورة الأميرة دراغوميروف، وكان الباب مغلقا، وقالت: إن كان ذلك ضروريا، فإن المفاتيح مع خادمتي.

 سألها بوارو: هل دائما تبقى المفاتيح مع الخادمة؟

فأجابت: بالتأكيد يا سيدي، وصلت المرأة الألمانية شيميدت (خادمة الأميرة)، ومعها المفاتيح، وأمرتها الأميرة أن تساعدهم في التفتيش، بقيت الأميرة خارجا تنظر إلى الثلوج، ذهب بوارو عندها خارجا، تاركا مهمة التفتيش للسيد بوك، فسألته الأميرة: ألا تريد أن تعرف ما بحقائبي؟

 فقال لها بوارو: لا لأن هذا أمر روتيني فقط يا سيدتي، هل أنت متأكد؟ 
أجاب بوارو: بالنسبة لك، نعم .

 





قالت: لكنني عرفت سونا آرمسترونج وأحببتها، فما رأيك بذلك؟ أترى! أنني ما كنت لألوث يدي بقتل رجل وحش كهذا الرجل كاسيني؟ قال بوارو: لعلك على حق يا سيدتي، إن القوة تكمن في إرادتك لا في يديك، فهاتين الذراعين الصغيرتين ليس فيهما القوة الكافية للقتل، وصلوا عند المقصورتين التاليتين, كان الباب مغلقا، قال السيد بوك: قد يكون الأمر صعبا هنا, فهذان الشخصان يحملان جوازين دبلوماسيين، وأمتعتهما مستثناة من التفتيش، بوارو: إن أمتعتهما مستثناة من التفتيش الجمركي، لكن بوجود جريمة الأمر يختلف، لا تقلق يا سيد بوك فإن الكونت والكونتيسه سيكونان عاقلين, طرق بحدة على باب المقصورة رقم 13 ،وهتف صوت من الداخل: ادخل، كان الكونت يجلس في الزاوية قرب الباب يقرأ صحيفة، وكانت الكونتيسه على الزاوية المقابلة، بدت أنها نائمة ورأسها قرب النافذة، ولم يبديا اعتراضا على تفتيش أمتعتهما، وبسرعة بدأ التفتيش، كي لا ينزعج الكونت والكونتيسه, وكانت توجد هناك خزانة صغيرة فوق المغسلة، بها كريم للوجه ومسحوق بودرة وزجاجة صغيرة كتب عليها حبوب منوم، انسحبوا من المقصورة مبدين الاعتذارات، ثم بعدها كانت مقصورة السيدة هوبارد، ثم مقصورة الرجل الميت، ثم مقصورة بوارو، وصلوا بعد ذلك إلى مقصورات الدرجة الثانية.

 كان أولها مقصورة ذات سريرين، وتشغلهما كل من ماري ديبنهام التي كانت تقرأ كتابا، وغريتا أولسون التي كانت تنام بعمق، إلا أنها استيقظت بسبب دخولهم، وبدأ التفتيش في أمتعة السيدة السويدية، وقال لها بوارو: إن السيدة هوبارد تم نقلها إلى مقصورة في عربة أخرى، لأنها منزعجة بسبب ما وجدته في حقيبة حمام مقصورتها، لعلك تودين التحدث إليها، أظنها بحاجة إلى أحد تتكلم معه.

 وسرعان ما ظهر التعاطف على السيدة الطيبة، وقالت: سأذهب إليها في الحال، وغادرت مسرعة، وتم تفتيش حقائبها وممتلكاتها القليلة، ثم بدأ بتفتيش أمتعة السيدة ديبنهام فسألته: لماذا أرسلتها؟






فأجاب بوارو: أنا يا آنسة؟ -أوه- لتعتني بالسيدة الأمريكية، فقالت: عذر ممتاز، لكنه يظل عذر، فقال: لا أفهمك يا آنستي، قالت: أظن أنك تفهمني جيدا، لقد أردت الانفراد بي، أليس كذلك؟ فأجاب بوارو: أنت تقولين ما لم أقله، وتضعين الكلمات على لساني آنستي، إن عندنا مثل يا آنستي: ( يكاد المريب يقول خذوني)، أهذا ما كنت ستقوله يا سيد بوارو؟ يجب أن تعترف بأني أمتلك شيئا من الملاحظة والحس المنطقي السليم، فالسبب هو ما أقنعت نفسك به، بأنني أعرف شيئا عن هذا العمل الشنيع، جريمة القتل هذه التي وقعت لرجل لم أره أبدا من قبل، السيد بوارو: إنك تتخيلين أمورا يا آنسة، قالت: لا إنني لا أتخيل أمورا يا سيد بوارو أبدا، ولكن يبدو لي أنك تضيع الوقت، بسبب عدم قول الحقيقة والمناورة حول القضية، بدلا من الدخول في صلب الموضوع، وهل أنت يا آنستي لا تحبين إضاعة الوقت؟، وتفضلين الدخول في صلب الموضوع؟، حسنا, سأتعامل معك بالطريقة المباشرة، وبالأسلوب الذي تحبذينه، سوف أسألك عن كلمات سمعتها أثناء الرحلة من سوريا، عندما توقف القطار في محطة قونية، وخرج الجميع ليتمشوا قليلا, لقد سمعت صوتك تتحدثين إلى العقيد آربوثنوت في الليل، وكنت تقولين له: ليس الآن، ليس الآن، عندما ينتهي كل شيء، عندما يكون كل شيء وراءنا، ما الذي عنيته بكلامك؟ قالت متفاجئة: أتظنني كنت أعني...جريمة القتل؟ بوارو: أنا الذي أسألك يا آنسة، أجابت: إنني لا أستطيع أن أخبرك، ولكن أستطيع فقط أن أعطيك كلمتي بكل صدق وشرف، بأنه لم تقع عيناي على هذا الرجل راتشيت في حياتي، حتى رأيته على هذا القطار، - هل ترفضين أن توضحي معنى الكلمات؟ فقالت: نعم ... إذا أردت أن تفهمها هكذا، إنها تخص... مهمة توليتها، - وهل المهمة انتهت الآن؟ - ماذا تعني؟ لقد انتهت الآن أليس كذلك؟


نهاية الجزء الثالث .....الى اللقاء في الجزء الرابع 

تفاعل :

تعليقات