القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الضحية - الجزء الثالث -أجاثا كريستي إعداد وإشراف - رجاء حمدان


رواية الضحية - الجزء االثالث   -أجاثا كريستي

إعداد وإشراف - رجاء حمدان


وجد مايكل نفسه ودون ان يحسب للأمر أنه يزداد إهتماماً يوما بعد يوم بإيما , كان في تلك المرأة شيء أثّر في مشاعر مايكل جويس كل التأثير و سحره أروع سحر ، تكررت الزيارات و

اللقاءات بينهما ،كانت إيما مع غياب زوجها الطويل تعيش بمنزلها الريفي مع آن بوحدة ، وكان من الطبيعي ان تبتهج لصحبة هذا الرجل المثقف الذكي الذي تشاطره في الميول و والأفكار والنوازع ،و لكن كلاهما كانا يدركان في أعماق أنفسهما خطر ما قد يحدث, فكلاهما متزوجان ويعلمان حق العلم ما سوف تؤدي إليه في النهاية صداقتهما البريئة و مع ذلك الوضع تركا الأمور تجري في مجراها كما هي . و ذات مساء يوم جاءت سكرتيرته تقول : لقد كان فظيعا ما حدث لمسز رايت ؟ فقال مايكل بإستغراب : ماذا حدث لها ؟ فقالت : لقد وقعت من النافذة فدق عنقها !

عليك  بقراءة الرواية   فهي تحبس الانفاس وبالاستماع الى احداث الرواية على الرابط التالي : https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber





وصلت سيارة مايكل على مقربة من فندق اركاديا و راح يدخن لفافة سيجاره المفضلة وهو ينتظر قدوم كاترين  و بعد نصف ساعة جاءت كاترين  ثم ركبا السيارة معاً فقالت كاترين : لاأعلم الى أين نحن ذاهبان و لكني أرغب بالراحة فقال مايكل : لاتقلقي  سوف ترتاحين حقا فقالت : أين كنت اليوم قبل أن تأتي لي ؟ فقال مايكل : كنت ألقي محاضرة في علم النفس الجنائي أحدث الطلبة بقصة رجل قتل إمرأة بهدف الإنتقام فقالت : لا بد من أنه مجنون فاولئك الأشخاص الذين يقومون بأعمال عنيفة يكون لديهم إنحراف في سلوكهم وعقلهم مهما كانوا يبدون بأنهم  طبيعين إنظر مثلاً الى إيما زوجة أخي فيليب لا شك أنه قد أصابها الجنون حتى تنتحر فقال مايكل : حسناً سوف نذهب الى منزل إيما ألم تقولي أنه معروض للبيع ربما فكرت في شرائه سنمر كي نراه .






كان مايكل يتجول داخل البيت يفتح بعض النوافذ وكانت كاترين تتبعه  وصل أخيراً عند نافذة عالية و فتحها  ، شعر مايكل برائحة الموت تملأ المكان فقال مايكل : ما الذي جعلك تشكين أن إيما لديها عشيق ؟ فقالت كاترين  : لقد سمعت حديثها وهي تتكلم معه في التليفون و سمعت صوته و لكني لم أعرفه فقال مايكل  وقد ازدادت صلابة وجهه : و لكنك عرفته الآن ؟! فاتسعت حدقتا عينيها ثم قالت : أانت ؟! فقال مايكل : هل تخيلت حقا أن هذا الحبيب يقبل بقصة موت إيما دون أن يتبين له ما حدث معها ؟ أشار مايكل الى النافذة العالية و قال : لقد وقعت إيما من هنا أليس كذلك ؟ شعرت كاترين هوارد بالفزع الشديد و راحت تجري  في الغرفة  بعيدا عن مايكل ثم صرخت : أنا لم أسييء الى إيما حينها إقترب مايكل من كاترين  و أمسك بعنقهابكلتا يديه ووضع ظهرها على قاعدة النافذة ثم راح مايكل  يزيد من الضغط عليها واذا بها تنفلت من بين يديه و تسقطت في الفضاء وهي تصرخ  صرخة مكتومة فلما نظر الى الاسفل لم تكن كاترين  سوى جثة هامدة فوق حجارة الفناء القاتمة !

راح مايكل يتفقد الغرفة ويدوربعينيه  متفحصا أركانها  فقد كانت في حالة من الفوضى العارمة ، أراد أن يفر منها مسرعا، التقط معطف كاترين و أسرع نحو الباب و لكنه تذكر انه قد أقفله حتي يضمن أن لا تهرب كاترين وتفشل خطته  ،و لكن أين المفتاح ! تذكر أنه سمع رنين حاد في لحظة ما بعد سقوط كاترين  على الارض فأدرك أن المفتاح ملقى الأن على الارض بجانب هوارد , فعندما كانت كاترين تسقط نحو الأرض إنحنى مايكل من على النافذة ينظر اليها ولم يحسب لحساب المفتاح الذي وضعه على عجل في جيب قميصه الأعلى ان يسقط خلفها  كاترين  .

اضطر مايكل أن يحطم الباب ليخرج ثم نزل حيث جثة كاترين وحملها نحو سيارته وإنطلق بها  بعيداً , لا يهم !! لقد قام الآن بما خطط  له وأراد أن يفعله  و قد إنتقم لإيما فهذه هي العدالة  .






مضى مايكل يسير في الطريق القديم الضيق كان يسير ببطء و حذر ،  سوف يخرج الجثة من صندوق السيارة حالما  يبتعد عن الطريق الرئيسي بمسافة كافية و يتركها هناك في اي مكان يجده مناسب ، و فجاة ظهر أمام مايكل شخص كالشبح يعترض طريق مايكل وملوحا للسيارة , توقف مايكل فقال الرجل : إنني  الدكتور فاريل وتوجد  هناك طفلة أصيبت بجراح خطيرة  تنتظرني  ذهابي لإنقاذها ،  هل بإمكانك أن تأخذني  بطريقك  لإن سيارتي تعطلت ؟ فقال له مايكل بالطبع تفضل ، وذهب مايكل الى صندوق السيارة  وتأكد  من أن معطف الفراء موجود فوق جثة كاترين قال الطبيب فاريل : لقد صدمت سيارة نقل كبيره  إحدى  السيارات الخاصة و كانت الطفلة تجلس في المقعد الخلفي فأصيبت إصابة بالغة وهي الآن غائبة عن الوعي ودمائها تنزف إن الفتاة في الثانية عشرة من عمرها فقال مايكل :  إنني  طبيب ايضا وبإستطاعتي النزول معك ومساعدتك في إنقاذ  الطفلة .

وصل الطبيبان الى  الممر الضيق المؤدي الى بيت الطفلة  , فحص مايكل والطبيب فاريل الطفلة و والدتها ،وهناك قال مايكل : إن  الطفلة مصابة بنزيف من الشريان الاوسط و سوف أجري لها الجراحة في الحال إن الأمر لا يحتمل أي تاخير فحياتها على المحك فقال فاريل : أرجو أن تتمهل فإن الامر لا يستحق المجازفة فلو ماتت الطفلة أثناء العملية سوف يكون هناك تحقيق مسؤولية عليك فقال مايكل : إن لم أجازف فونجري العملية سوف تموت الطفلة خلال نصف ساعة لذا سوف أجريها الآن  لإنقاذها .

إنحنى مايكل على الطفلة و بدا بالعمل بتركيز وحزم ، فكانت عملية دقيقة و معقدة , كان تنفس الطفلة غير منتظم فقال فاريل : إنها تحتاج شيئاً من الكورامين ؟ فقال مايكل : ان هناك بعضا منه في سيارتي في صندوق السيارة ، فقال فاريل : سوف أذهب وأحضره !

ولكن فجأة تذكر مايكل ما وضعه في الصندوق فارتعد, لقد أرسل فاريل الى السيارة ليجد الجثة !! و لكن المهم الأن الطفلة فهي في المقام الأول و بعد قليل عاد فاريل و كان وجهه ممتقعا ً مربدا ، بعد الإنتهاء من العملية إرتدى مايكل سترته وهو يفكر في الذنب الذي إقترفه ، هل تراه بعد ان قضى على حياة تلك المرأة شعر بأن عليه ان ينقذ حياة اخرى مقابلها ؟ أم ان  الأمر مجرد إستجابة إنسانية سريعة لواجب المهنة عند الطبيب .

أخذ مايكل جويس يقود سيارته في الطريق الريفية ، لم يعد يشعر بالخوف من البوليس ، إن مايكل يشعر بأنه مجنون حقا ولكنه بنفس الوقت يشعر بسلام وراحة عميقين كالتي كان يشعر بها ذات مرة مع إيما .





أوقف مايكل سيارته أمام شاطئ البحرونزل منها  , ثم وقف على حافة الصخور المحاذية للشاطئ يراقب الأمواج العالية و هي تتلاطم من تحته ، كان يشعر بالراحة وهو يراقب الأمواج وهي تعلو وتهبط فيحدث صوت ارتطامها بالصخور صوتاً موسيقياً جميلا يطربه , ثم اندفعت كمية من الهواء نحوه ولامست وجهه ، كانت الأمواج ترتفع صوبه و عندئذ فتح ذراعيه على أخرهما وكانه يهم بعناقها و أطبقت المياه مرة ثانية من فوق رأسه و عاد الشاطئ فارغاً موحشا من جديد !

النهاية


تفاعل :

تعليقات