القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الضحية - الجزء الثاني -أجاثا كريستي إعداد وإشراف - رجاء حمدان






رواية الضحية - الجزء الثاني   -أجاثا كريستي

إعداد وإشراف - رجاء حمدان


وجد مايكل نفسه ودون ان يحسب للأمر أنه يزداد إهتماماً يوما بعد يوم بإيما , كان في تلك المرأة شيء أثّر في مشاعر مايكل جويس كل التأثير و سحره أروع سحر ، تكررت الزيارات و

اللقاءات بينهما ،كانت إيما مع غياب زوجها الطويل تعيش بمنزلها الريفي مع آن بوحدة ، وكان من الطبيعي ان تبتهج لصحبة هذا الرجل المثقف الذكي الذي تشاطره في الميول و والأفكار والنوازع ،و لكن كلاهما كانا يدركان في أعماق أنفسهما خطر ما قد يحدث, فكلاهما متزوجان ويعلمان حق العلم ما سوف تؤدي إليه في النهاية صداقتهما البريئة و مع ذلك الوضع تركا الأمور تجري في مجراها كما هي . و ذات مساء يوم جاءت سكرتيرته تقول : لقد كان فظيعا ما حدث لمسز رايت ؟ فقال مايكل بإستغراب : ماذا حدث لها ؟ فقالت : لقد وقعت من النافذة فدق عنقها !

عليك  بقراءة الرواية   فهي تحبس الانفاس وبالاستماع الى احداث الرواية على الرابط التالي : https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber




قرر مايكل أن يقوم بزيارة لمنزل إيما المهجور  فغادرمتوجهاً الى  لندن ، مضىي يسير  بسيارته وسط الطريق الريفي هو نفس الطريق الذي كان يقطعه هو وإيما بجانبه , توقفت سيارة مايكل  في الممر المؤدي الى أمام البيت ،و فجاة ظهر رجل غريب فقال مايكل : هل تعرف السيدة التي كانت تقطن في هذا المنزل ؟ فقال الرجل : لقد عملت عندها عشر سنوات أنا البستاني كلاي فقال مايكل : بالفعل لقد حدثتني إيما عنك و أنك تتقن العزف على الارغن و لكن مسز هوارد لم تكن معجبة بعزفك فقال كلاي : إن كاترين هوارد كانت تحشر نفسها في شؤون كل شخص لقد جعلت من حياة السيدة إيما جحيما لا يطاق فقال مايكل : لقد كنت أعرف مسز إيما رايت و لذلك أريد ان القي نظرة على مسرح الواقعة فقال الحارس : إنه شئ غريب ! فهل من المعقول أن تقع السيدة من نافذة طالما نظرت من خلالها  طوال عشرة أعوام برمتها ؟ وهي سيدة تتمع بصحة جيدة ولا تخاف المرتفعات أعتقد أن لسيدة هوارد يد بهذا الموضوع ، لقد جاءت الى لتقيم هنا بعد مصرع زوجها و لكنها لم تمكث طويلا و كانت لا تكف عن طلب النقود و غيرها من الأشياء الثمينة وفي الأخير  سرقت سجادة من أحب السجاجيد الى مسز رايت .






التقى مايكل بكاترين  هوارد مرة أخرى ، وكانت طوال الوقت تثرثر عن زوجها الميت و أسرتها التي لم تكن على وفاق معهم  لأنهم كانوا بخيلون بصرف النقود لها ، كان يقطع مايكل الحديث في كل مرة ليسأل عن إيما و لكن خاب أمله فكانت كاترين  متحفظة عندما يبدأ بالتكلم عن  موضوع ايما وشعر مايكل حينها أن كاترين  هوارد لابد أن تكون  مسؤولة عن موت المرأة الوحيدة التي أحبها وعندما تتأكد شكوكه فلن يتورع عن قتلها و اذا ثبت له أنها هي من دمرت إيما فسوف يقضي عليها دون أسف ، إنه متأكد بأن إيما لسوف تخبره بنفسها يوما ما بما يريد ان يتحقق منه .

و قد صدق حدسه  فقد قالت كاترين  شيئا ذا أهمية عندما كانت تتحدث بأنها تعاني من أعصابها المرهقة و من متاعبها العائلية و ذكرت أنها تسلمت خطابا من أخيها فيليب فقال مايكل : إني ارثي لحاله فهو يعاني من فقدان زوجته  والأمر شاق عليه فقالت كاترين  : لقد كان لزوجته عشيق حينها شعر مايكل برجفة تسري في جسده فأكملت كاترين الحديث وقالت  : لقد أخبرتني إيما بهذا الأمر  إلا أنها لم تخبرني من يكون هو ،على كل حال لقد بعث  لي فيليب لأعد لإبنته آن بيتاً فلقد أثارت آن الكثير من الشغب والتعب في إقامتها مع أمي فأراد فيليب أن تعيش آن في كنف شخص أصغرسناً و لم يبق سواي و سوف أضعها في مدرسة داخلية و في الغد سأصطحبها الى طبيب الاسنان فقال مايكل : سأتي برفقتكما .

كان مايكل يخطط أن يرى آن وينفرد بها لوحدها و هناك عند طبيب الأسنان قابل مايكل آن على انفراد و قال لها : هل تحبين عمتك كاترين يا آن  ؟ فقالت آن : نعم فقال مايكل : أريد مساعدتك يا آن ، قولي لي لماذا قلت إنه لم يكن احد مع أمك عندما رأيتها المرة الأخيرة ؟ إرتعشت الفتاة و قالت : لانه لم يكن هناك أي  أحد فقال مايكل : أريدك أن تصارحينني بالحقيقة يا آن ، هل كانت عمتك كاترين مع أمك ؟ فقالت الفتاة : أرجوك دعني أريد أن اذهب فقال مايكل : عليك أن تدعيني أن أساعدك يا صغيرتي , ما الذي حدث بين كاترين ووالدتك قبل الحادث ؟ فقالت الفتاة : لم يكن حادثاً لقد كان كما لوأني قد  كنت دفعتها بيدي دفعاً , لقد كان الأمر نتيجة خطئي ولكني لا أقدر  أن أقول لك ما حدث فلقد وعدت عمتي أن لا اقول شيء عن هذا الأمر  و قالت ان تحدثت عن شئ وعلموا الحقيقة فانهم سوف  يرسلونني الى إصلاحية البنات فقال مايكل : هذا غير صحيح يا عزيزتي أخبريني بما جرى ؟ فقالت آن : لقد كنت ألعب في غرفتي بعدها ذهبت الى غرفة أمي لأحيها تحية المساء وكانت عمتي في حينها تغادر غرفة أمي وكانت غاضبة جداً و قبل أن أدخل الى أمي قالت لي عمتي إن أبي وأمي سوف ينفصلان والسبب أن أمي تحب رجلاً أخر غير أبي ستذهب معه و ستهجرنا ثم قالت لي عمتي كاترين  بأني ساضطر الى الذهاب الى المحكمة كي أدلي  بالشهادة بأن أمي كانت سيئة الخلق في ذلك الأثناء كانت والدتي قد سمعت الكلام الذي دار بيني و بين عمتي فصرخت والدتي على عمتي وطلبت منها أن تنصرف من البيت ثم قالت لى أمي أن إأذهب  معها الى غرفتها ولكني رفضت و كانت أمي في غاية الغضب والعصبية لأن عمتي كاترين تفوهت  بأشياء سيئة عنها وأنا  كنت أرتعد من الخوف فوقفت بجانب عمتي ، فراحت أمي تبكي وتنتحب بصوت مرتفع و أسرعت عائدة الى غرفتها وصفقت باب غرفتها بعنف و من وقتها لم أرها, وكل ذلك حصل بسبي  لأني صدقت ما قالته عمتي عن أمي .





من خلال كلام آن معه تبين لمايكل حقيقة الأمر  ،لم يكن يتوقع على الرغم من علمه بسوء خلق كاترين  أن يكون عقلها بهذا الإنحراف وأن تصل قسوة قلبها الى هذا الحد ولكنه أيضا إكتشفت أن إيما كانت  تقابل أحد الرجال وأن كاترين  إستغلت الفرصة للحصول على بعض المال ثم راحت تصب الأكاذيب في رأس الطفلة و جعلتها تنفر من أمها حينها أحست إيما أنها تفقد طفلتها  فعادت الى غرفتها محطمة الفؤاد فقال مايكل : و ماذا بعدها يا آن ماذا حدث ؟ و حين أرادت آن ان تستكمل حديثها دخلت كاترين  الى الغرفة .

قرر مايكل أن يقتل كاترين  بالغدر ، راح مايكل يدبر في هدوء وروية وسيلة لتنفيذ فكرة الانتقام التي  أصبحت مسيطرة على عقله و مشاعره ، فرتب الأمر بحيث يتولى الإشراف على المستشفى و العناية بالمرضي صديق يماثلة بالكفاءة الطبية  وأعلن بأنه سوف يذهب لبعض الوقت في إجازة قصيرة وبالطبع  رحبت مسز هوارد بإقتراحه ان يمضيا فترة استتجمام بعيداً لفترة من االوقت  .






كان الظلام قد بدأ يزداد عتمةً عندما إنطلقت سيارة مايكل بصحبة كاترين تخترق شوارع لندن في طريقها نحو الريف إستغرقت الرحلة نحو الساعة والنصف حتىوصلا  بيت إيما و بعد أن دلفوا الى البيت سوية راح مايكل وبكل هدوء يخبرها بأنه هو الرجل الذي كانت إيما  تحبه وأنه يعرف بانها المسؤولة عن موت إيما فتملكها الذعر والخوف وحاولت أن تستعطفه وتتوسل له أن يتركها بحالها  و لكنها أصبحت عاجزة تماماً امامه و هو يخبرها بأنها سوف تموت بنفس الطريقة التي ماتت فيها إيما فشلّها الفزع و لم تستطع النطق ، وأخيراً  قضت كاترين  حتفها عندما سقطت الى الفناء الحجري أسفل النافذة حيث إستقرت جثة هامدة كما إستقر جسد إيما في يوم من الأيام .

تمهل المحاضر قليلا وهو يسرد نهاية القصة و قد بدا عليه الإعياء ثم قال : إن جريمة القتل هذه قد نفذت ببراعة وقام بتنفيذها شخص سليم العقلية حينها وقف شاب و سأل : أعتقد  أن  لم يشك أحد في القاتل قط ؟ فقال المحاضر : كلا فالشرطة لم تجد  دليلا يدل على شيء سوى أنها اإنتحرت  فقال الشاب : و مع ذلك لا بد أنه  قد أخبر أحد ما بما فعل و وربما هو الذي أخبرك بذلك ،فقال المحاضر : نعم لقد كان أحد المرضى الذين أتابعهم , غادر جميع الطلبة المدرج و بعدها غادر المحاضر الطبيب مايكل جويس نفسه المكان ولكن  قصته لم تتم فصولها بعد !!!
وصلت سيارة مايكل على مقربة من فندق اركاديا و راح يدخن لفافة سيجاره المفضلة وهو ينتظر قدوم كاترين  و بعد نصف ساعة جاءت كاترين  ثم ركبا السيارة معاً فقالت كاترين : لاأعلم الى أين نحن ذاهبان و لكني أرغب بالراحة فقال مايكل : لاتقلقي  سوف ترتاحين حقا فقالت : أين كنت اليوم قبل أن تأتي لي ؟ فقال مايكل : كنت ألقي محاضرة في علم النفس الجنائي أحدث الطلبة بقصة رجل قتل إمرأة بهدف الإنتقام فقالت : لا بد من أنه مجنون فاولئك الأشخاص الذين يقومون بأعمال عنيفة يكون لديهم إنحراف في سلوكهم وعقلهم مهما كانوا يبدون بأنهم  طبيعين إنظر مثلاً الى إيما 



نهاية الجزء الثاني .....الى اللقاء في الجزء الأول 
تفاعل :

تعليقات