القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية الضحية - الجزء الأول -أجاثا كريستي إعداد وإشراف - رجاء حمدان




رواية الضحية - الجزء الأول  -أجاثا كريستي

إعداد وإشراف - رجاء حمدان


وجد مايكل نفسه ودون ان يحسب للأمر أنه يزداد إهتماماً يوما بعد يوم بإيما , كان في تلك المرأة شيء أثّر في مشاعر مايكل جويس كل التأثير و سحره أروع سحر ، تكررت الزيارات و

اللقاءات بينهما ،كانت إيما مع غياب زوجها الطويل تعيش بمنزلها الريفي مع آن بوحدة ، وكان من الطبيعي ان تبتهج لصحبة هذا الرجل المثقف الذكي الذي تشاطره في الميول و والأفكار والنوازع ،و لكن كلاهما كانا يدركان في أعماق أنفسهما خطر ما قد يحدث, فكلاهما متزوجان ويعلمان حق العلم ما سوف تؤدي إليه في النهاية صداقتهما البريئة و مع ذلك الوضع تركا الأمور تجري في مجراها كما هي . و ذات مساء يوم جاءت سكرتيرته تقول : لقد كان فظيعا ما حدث لمسز رايت ؟ فقال مايكل بإستغراب : ماذا حدث لها ؟ فقالت : لقد وقعت من النافذة فدق عنقها !

عليك  بقراءة الرواية   فهي تحبس الانفاس وبالاستماع الى احداث الرواية على الرابط التالي : https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber






كان الطلاب يقفزون من فوق فوق درج الجامعة بسرعة ويركضون من  خلال ابوابها العريضة الى البهو الفسيح , إندفعت فتاتان في أول الصبا تركضان بهمة وانفساهما تكاد تنقطع يدعون الله ان يصلا على الموعد المقرر و ذلك لان استاذهما رغم دماثة خلقه إلا أنه لا يطيق البتة ان يحضروا  الطلبه بعد بدء المحاضرة , عندما دخلت الفتاتان الى الداخل كان المدرج ممتلئا بالطلاب , كان المحاضر استاذاً  في مقتبل العمر أنيق الهندام طويل القامة ،سالت الفتاة احد الشبان : من المحاضر ؟ فقال الشاب : إنه محاضر جليل القدر إنك تعرفينه بالتأكيد هو أستاذ الجراحة في المخ وهو  سيلقي الآن محاضرة في علم النفس الجنائي.




بدأ الأستاذ  يتكلم : إن تسعين بالمئة من الجرائم التي تحدث إنما مردها إلى أشخاص قد إنحرفت عقولهم وأفكارهم عن وضعها الطبيعي , إسترخت الفتاة في جلستها و قد راق لهاموضوع  المحاضرة وكذلك صوت الاستاذ المحاضر الذي كان عميقا وواضح النبرات فانطلق في حديثه يقول : إن المجرم ذو العقلية السليمة إنما يقترف جرائمه بحب  الإنتقام , إن الإنتقام أو الأخذ بالثار يقترف تحت تاثيرمشاعر  ملتهبة وجياشة . سأحدثكم على مثال لذلك عن رجل متزن العقل سليم الإدراك و له وزن في المجتمع وسوف أطلق عليه إسما مستعاراً و سوف نطلق على شخصيات هذه القصة بالكامل أسماء مستعارة و ليكن إسم الرجل مايكل جويس .

كان مايكل  رجلاً متزوجا غير سعيد وغير  موفق في زواجه فكان يعيش بمفرده منفصلاً عن زوجته ، كان طبيبا مجتهداً ويمتلك مشفى صغيراً, لم يدورفي  فكره يوماً أن حياته الرتيبة المنتظمة التي يحياها يمكن أن تتأثر في يوم من الأيام بأي مؤثر خارجي .

في صباح ذلك اليوم وقف مايكل ليبدأ عمله كالمعتاد  في غرفة الإستشارات ويتابع مرضاه ، تقدمت إحدى السيدات تصطحب معها فتاة صغيرة فقال مايكل : أهلا وسهلاً  مسز رايت ثم إقترب من الصغيرة و قال و هو يفحص جرحاً بأعلى جبهتها   : أعتقد انها كانت عملية جراحية عاجلة إثر غارة جوية , يجب نقلها الآن إلى المشفى كي نجري لها فحصاً على نظرها حتى لا يضعف بصرها أكثر،وبعد ان انتهت الفحصوات العديده للفتاة تبين أن هناك جسم غريب دقيق الحجم وصغيراً يستقر فوق عصب العين اليمنى  لذا يجب على الفور  إجراء عملية عاجلة .





أدخلت الفتاة آن الى المستشفي إستعداداً لإجراء العملية لها وصار مايكل يرى الفتاة كل يوم في المستشفى و يرى أمها ايما التي لا تفارق إبنتها في كل أوقاتها و علم أن زوج إيمايعمل خارج البلد في وظيفة تختص بعلم طبقات الأرض  

جاء يوم العملية وبذل الطبيب جهداً فائقاً في عمله و بعد انتهاء العملية كلل عمله بالنجاح و نجت آن من الخطر , و كانت ايما في غاية البهجة والإمتنان لطبيب مايكل اذ رد الى إبنتها بصرها .

 وجد مايكل نفسه ودون ان يحسب للأمر أنه  يزداد إهتماماً يوما بعد يوم بإيما , كان في تلك المرأة شيء أثّر في مشاعر  مايكل جويس كل التأثير و سحره أروع سحر ، تكررت الزيارات و اللقاءات بينهما ،كانت إيما مع غياب زوجها الطويل  تعيش بمنزلها الريفي مع آن بوحدة ، وكان من الطبيعي ان تبتهج لصحبة هذا الرجل المثقف الذكي الذي تشاطره في الميول و والأفكار والنوازع ،و لكن كلاهما كانا يدركان في أعماق أنفسهما  خطر ما قد يحدث, فكلاهما متزوجان ويعلمان  حق العلم ما سوف تؤدي إليه في النهاية صداقتهما البريئة و مع ذلك الوضع تركا الأمور تجري في مجراها كما هي .

و ذات يوم زار مايكل إيما في منزلها , قال لها  : هل تحبين زوجك يا إيما ؟ فقالت : لقد قضينا أنا  و فيليب حقبة من الزمن و كان خلالها غاية في الرقة معي  ورفيقا رائعا في حياتي فهتف مايكل : إيما , إنني احبك ! فقالت : أعلم يا مايكل و حاولت أن أتجاهل الأمر وأغمض عيني فأنا وأنت مرتبطان ولن نكونا حرين  البتة و ليس بوسعنا أن نفعل شيئا و ينبغي علينا ان نفترق فقال : سوف أشعر بالحزن والوحشة الكبيرة بفراقك  ، فقالت إيما : أجل يا مايكل و كذلك أنا .

بعد ذلك انهمك مايكل جويس في عمله أكثر وأكثر و استغرق وقرر  أن يغلق أبواب ذاكرته الى الأبد و لكنه كان يعرف أنه بعد أن فقد إيما قد أصبحت حياته فارغة جوفاء لا معنى لها و لا بهجة فيها .





و ذات مساء يوم جاءت سكرتيرته تقول : لقد كان فظيعا ما حدث لمسز رايت ؟ فقال مايكل بإستغراب : ماذا حدث لها ؟ فقالت : لقد وقعت من النافذة فدق عنقها !

بعد التحقيق فى الواقعة ثبت أن الحادث قد وقع في الساعة  السادسة مساءاً  و لم يكن في البيت سوى الطفلة آن والخادمة  التي أدلت بأن مسز كات وهي  أخت زوج مسز رايت قد زارت المنزل بعد الظهر , إنطلق  مايكل فورا الى البلدة التي عقدت فيها جلسة التحقيق ، كان هناك  رجل شرطة يتكلم الى سيدة فقالت السيدة : إن إسمي مسز كاترين  هوارد و مسز رايت تكون زوجة أخي فيليب و لقد زرتها في ذلك اليوم و قضيت معها ما يقارب الساعة وتحدثنا في أمور عادية و كان يبدو عليها المرح و السرور وكانت تتطلع الى عودة فيليب اليها بكل شوق ولهفة ،و بعدذلك  تقدمت الطفلة آن و قالت : رأيت أمي آخر مرة مساءاً في غرفتها ثم سكتت الطفلة و سارت نحو عمتها .

 عزم مايكل على أن يفعل شيئا أي شيء ليعينه على فهم مصرع إيما ، عرف أن كاترين  و انها تقيم في فندق اركاديا لذا فقرر أن يراها .

سأل مايكل موظفة الإستقبال في  الفندق عن السيدة كاترين هوارد فقالت : إنها في الحفل بجناح مسز ديفا غرفة رقم 29 فإنطلق على الفور الى جناح مسز ديفا فوجدها هناك  وعندما شاهدت مايكل قالت كاترين : لم اتوقع رؤيتك بتاتاً هنا في هذا الحفل لقد تقابلنا في المستشفى يوم عملية آن فقال مايكل : و أنا لم بالواقع لم أتوقع أن أكون في هذا الحفلة فقالت كاترين  : لعلك عرفت من الصحف بأن زوجة أخي قد سقطت من النافذة وماتت فقال مايكل : هل تعتقدين حقيقة أنها قد ألقت بنفسها من النافذة ؟ فقالت : كلا لا أظن أنها تفعل ذلك فقال مايكل : و أين تعيش الآن  آن ؟ فقالت : لقد  ذهبت عند والدتي بات ولا يمكنني الذهاب معها لأني على خصام مع أمي أما بالنسبة للبيت آن فلقد عرضه فيليب للبيع فهو لايطيق البقاء فيه بعد الذي حصل ،  صمت قليلا مايكل ثم قال : هل أنت حرة مساء الغد ؟ هلبالإمكان  أن نلتقي بالمطعم القريب من هنا ، فقالت كاترين  : حسنا طاب ليلك .





قرر مايكل أن يقوم بزيارة لمنزل إيما المهجور  فغادرمتوجهاً الى  لندن ، مضىي يسير  بسيارته وسط الطريق الريفي هو نفس الطريق الذي كان يقطعه هو وإيما بجانبه , توقفت سيارة مايكل  في الممر المؤدي الى أمام البيت ،و فجاة ظهر رجل غريب فقال مايكل : هل تعرف السيدة التي كانت تقطن في هذا المنزل ؟ فقال الرجل : لقد عملت عندها عشر سنوات أنا البستاني كلاي فقال مايكل : بالفعل لقد حدثتني إيما عنك و أنك تتقن العزف على الارغن 



نهاية الجزء الأول .....الى اللقاء في الجزء الثاني 
تفاعل :

تعليقات