هي كاتبة إنجليزية. اشتهرت بكتابتها 66 رواية بوليسية و14 مجموعة قصيرة من القصص، خاصة تلك التي تدور حول مخبريها الخياليين هيركيول بوارو والآنسة ماربل
يتلقى هيركيول بوارو تلغراما يخبره بإلغاء مخططاته والعودة فورا إلى لندن, فيطلب من عامل الفندق أن يحجز له مقصورة في الدرجة الأولى في قطار الشرق السريع الذي كان يغادر تلك الليلة. يلتقي بوارو بالسيد راتشيت, الذي يظن أن حياته في خطر ويطلب المساعده من بوارو ,. يكون القطار مزدحما على غير العادة في مثل ذلك الوقت من السنة, وركابه من مختلف الجنسيات. في ليلة اليوم الثاني من الرحلة, توقف القطار بسبب الثلوج الكثيفة قرب فينكوفتشي عدة أحداث تزعج نوم بوارو في تلك الليلة, بما فيها صراخ من مقطورة السيد راتشيت. .... ........
وقف على رصيف حلب في يوم من أيام شتاء سوريا البارد، ذلك القطار السريع المشهور بين السكك الحديدية والمسمى (طوروس ), كان يتألف من عربة مطبخ ومطعم، وعربة للنوم وعربتين إضافيتين، مضى أسبوع حافل من التوتر والأمور الغريبة، التي حلت على كل من كان متواجدا في القطار، بدأت أولا بانتحار ضابط مميز، واستقالة شخص آخر، كما تم تخفيف الإجراءات العسكرية الاحترازية، ووكل الملازم دوبوسك بمهمة توصيل السيد بوارو إلى محطة قطار طوروس السريع، وعندها سمع بعض الحديث الذي دار بين الشخص الغريب والجنرال، فكان الجنرال يقول: لقد قمت بإنقاذنا يا عزيزي، وإنقاذ شرف الجيش الفرنسي، كيف أستطيع أن أشكرك؟ أجابه الشخص الغريب -( هيركويل بوارو)- لا داعي فقد أنقذت حياتي ذات مرة، عندها دخل بوارو إلى القطار, ولم يكن يوجد بداخله سوى قلة من المسافرين، كانت هناك الشابة ماري ديينهام القادمة من بغداد، وتبلغ الثامنة والعشرين من العمر، ويبدو عليها أنها فتاة مرتبة جدا ومنظمة, وذلك الرجل الذي يبدو عمره ما بين الأربعين والخمسين، وهو عقيد قادم من الهند اسمه اربوثنوب، وعندما حان وقت الفطور تشاركا جميعهما الطاولة, لم يكن بينهما الكثير من الحديث سوى بعض العبارات، بينما عند تناولهما الغداء، كان كلاهما أكثر حيوية و نشاطا، فقد اكتشفا أن لهم بعضا من الأصدقاء المشتركين، مما زاد الألفة والود، وقلل التحفظ والرسمية بينهما، وتحدث العقيد آربوثنوت عن مدينة بنجاب، وكان يسأل عن بغداد، وبعدها عرف أن السيدة ديينهام سوف تستمر برحلتها إلى لندن دون التوقف في اسطنبول، فأبدى لها سروره لأنه سوف يفعل نفس الشيء.
وفي أثناء سير القطار، سمع بوارو حديث العقيد مع السيدة ديينهام، وكان يقول لها: أتمنى لو أنك خارج هذا الأمر كله، أجابت: صه، أرجوك اسكت، إنني لا أحب أن أراك تعملين مربية، فستكونين تحت رحمة الأمهات وأبنائهم المزعجين،
فقالت له: أرجوك لا تقل ذلك فالمربيات المضطهدات، أصبحن أسطورة منقرضة هذه الأيام، والأمهات هن من يخفن من المربيات.
عند الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، وصل القطار إلى قونيا توقف قليلا، فخرج الجميع لتحريك أقدامهم ذهابا وإيابا على الرصيف المغطى بالثلوج, سمع بوارو أثناء سيره بعض الأصوات، من شخصين كانا يقفان في ظل حافلة صغيرة، وكان آربوثنوت يتحدث فقاطعته الفتاة قائلة: ليس الآن ليس الآن، عندما ينتهي كل شيء ويصبح الأمر خلفنا, عندها بحذر استدار بوارو مبتعدا وكان يسأل نفسه، إذا ما كانا تشاجرا فهما لم يتحدثا كثيرا، ورأى أن الفتاة بدت مضطربة، وقد ظهرت حلقات داكنة أسفل عينيها، وفي نحو الثانية والنصف بعد الظهر، توقف القطار مرة أخرى وخرجت الرؤوس تطل من النوافذ، فكان عدد من الرجال مجتمعين بجانب السكة ينظرون إلى شيء ما أسفل عربة المطعم، وسألت الآنسة ماري ديبنهام فى توتر: ما الأمر؟ لماذا توقفنا؟
أجاب بوارو: إن النار شبت تحت عربة المطبخ، لكن الأمر ليس خطيرا، فقد تم إخماد النار، وهم يصلحون العطل الآن، لم يكن قلق مارى بسبب الحريق، إنما بسبب الوقت قالت: يجب علي أن أقطع البسفور كي أركب قطار الشرق السريع، فإن تأخر هذا القطار لساعة أو ساعتين، سوف يفوتني القطار التالي، استطاع القطار أن يسرع قليلا لتعويض الوقت الذي ضاع، فوصل متأخرا خمس دقائق فقط, عند الوصول إلى البسفور انفصل بوارو عن رفيقيه المسافرين ولم يرهما ثانية, وتوجه فورا إلى فندق توكاتليان، كان هناك بانتظاره ثلاثة رسائل وبرقية، فتح البرقية وكان مضمونها (التطور الذي توقعته في قضية كاستر ظهر بصورة غير متوقعة، نرجو أن تعود فورا)، كانت الساعة حينها الثامنة إلا عشر دقائق، فطلب من الفندق إلغاء الحجز وحجز على القطار السريع تذكرة إلى لندن، وحجز مقصورة نوم في عربة اسطنبول، ثم ذهب لتناول العشاء، وأثناء تواجده في المطعم تقابل مع كهل قصير، كان السيد بوك البلجيكي، ومدير الشركة العالمية لعربات القطارات، وكانت تربط بينهما صداقة تعود لسنوات ماضية، فأخبره السيد بوارو أنه قد استلم برقية تدعوه للعودة إلى انكلترا بسبب أعمال مهمة.
وفي أثناء تناوله للطعام جذب انتباه بوارو شخصان، كان أحدهما الشاب هيكتور، والآخر المسن السيد راتشيت، أنهى بوارو طعامه وذهب ليطمئن على توفر مقصورة شاغرة له، لأن القطار قد امتلأ، أخبره السيد بوك بأنه قد وُجدت مقصورة للسيد هاريس، وأنه لم يستطع الوصول للالتحاق بالرحلة، وقد أمرت بأن تعطى لك، ورقمها 7 ، ولكنها مشتركة مع شخص آخر في الدرجة الثانية، وصل بوارو إلى المقصورة، كان فيها الشاب الألماني الذي رآه في فندق توكاتليان، وقال لبوارو: عذرا ربما أخطأت فهذه المقصورة محجوزة.
فسأله بوارو: هل أنت السيد هاريس؟ لا أنا ماكوين، جاء مسؤول التذاكر معتذرا إلى الشاب، وأخبره أن هذا المسافر يجب أن يبقى في هذه المقصورة، لأنه لا يوجد سرير آخر على القطار، فتقبل الشاب الأمر، وبدأ قطار الشرق السريع رحلته لثلاثة أيام عبر أوروبا، أخذ بوارو يتعرف إلى وجوه المسافرين، كانت هناك الأميرة دراغوميروف الروسية، إنها ثرية وتعرف العالم كله، ورغم قبحها إلا أن لها حضورا قويا، وعلى طاولة أخرى كبيرة كانت تجلس ماري ديبهام مع امرأتين، إحداهما طويلة في أواسط العمر، أما الأخرى فكانت كهلة بدينة، ويبدو أنها والدتها، فهي تخاطبها قائلة: ( يا ابنتي )، وعلى طاولة أخرى صغيرة، جلس العقيد آربوثنوت لوحده، ومن بعيد كانت تجلس امرأة تلبس السواد، ووجهها عديم المشاعر، ربما تكون اسكوتلندية أو ألمانية، ويحتمل كونها خادمة، وخلفها زوجان الرجل وسيم في الثلاثينيات من عمره، أما المرأة فكانت صغيرة في السن وتزين يدها بياقوتة ضخمة في إطار من البلاتين، وعلى طاولة مقابلة، كان رفيقي بوارو في السفر ماكوين والسيد راتشيب، قام السيد راتشيب بالجلوس إلى طاولة بوارو، وطلب أعواد الثقاب، ثم قال له: أنت السيد هيركويل بوارو، هل أستطيع أن أطلب منك تولي مهمة تخصني؟, إنني رجل ثري، ورجل بثرائي لا بد أن يكون له أعداء, وأنا أريد أن أكون مطمئنا على سلامتي، وأظنك الرجل المناسب لحمايتي، وسوف أعطيك ما تريد من المال، فقال بوارو: آسف يا سيدي، أنا لا أقبل سوى القضايا التي تثير اهتمامي, ولا أحتاج المال فلدي من المال ما يكفي، لإشباع حاجاتي جميعها .
وصل قطار الشرق إلى بلغراد في التاسعة إلا ربع في تلك الليلة، ثم تحرك ثانية عند الساعة التاسعة والربع، وكان بوارو قد نُقل إلى المقطورة رقم واحد مكان أحد المغادرين، وقف في الممر الشاب ماكوين يتكلم مع العقيد آربوثنوت، تخطاهما بوارو عائدا إلى مقصورته الجديدة، وأمام مقصورته كانت تقف السيدة الكهلة هوبارد، تتحدث إلى المرأة السويدية عن ابنتها، فتح الباب وخرج من الغرفة المجاورة لغرفته خادم نحيل شاحب الوجه, وبداخلها أيضا السيد راتشيب، قالت السيدة هوبارد: أليس هذا السيد راتشيب؟, إنني لا أحب هذا الرجل، يبدو لي أنه من أولئك الذين يسطون على القطارات، قد تظنني غبية لكن لدي إحساس بأن شيئا ما سيحدث في هذا القطار، ليلة البارحة سمعته يمسك يد مقبض الباب لمقصورتي، إنني خائفة منه، ثم ختمت حديثها حسنا سأذهب إلى سريري وأبدأ في القراءة.
ذهب بوارو إلى مقصورته التي كانت بعد مقصورة راتشيب، جلس في سريره يقرأ لمدة نصف ساعة ثم أطفأ النور، لم يعلم كم مضى عليه من الوقت وهو نائم، لكنه استيقظ مفزوعا على صرخة قوية, نظر إلى الساعة كانت الثانية عشر وخمس وأربعون دقيقة بعد منتصف الليل, خرج من غرفته ليتفقد الأمر، ومر على الغرفة المجاروة التي يقطن بها السيد راتشيب، سمع صوتا يقول: إنني بخير كانت هذه غلطتي، فعاد أدراجه إلى غرفته، وجد بوارو صعوبة في العودة إلى النوم، كانت المحطة هادئة والأصوات داخل القطار عالية على غير العادة, فسمع أصوات مشي أقدام تنتعل حذاء خفيفا، كانت الساعة الواحدة والربع فأراد أن يدق الجرس ليطلب الماء، إلا أنه سمع صوت جرس آخر، فأراد الانتظار قليلا, دق بوارو الجرس لطلب زجاجة ماء معدنية، وحينها سأل بوارو العامل عن تلك الصرخة، فقال: نعم يا سيدي, السيدة هوبارد إنها تصر وتصر، على أنها استيقظت فجأة ووجدت رجلا في غرفتها, تخيل يا سيدي غرفة بهذا الحجم الصغير أين يمكن لرجل أن يختبئ؟ وأيضا كيف يمكن أن يخرج ويغلق المقصورة من الداخل؟, لكنها لا تريد أن تصدق أن ذلك ضرب من الخيال، توقف القطار بسبب الثلوج بين فينوكي وبرود, ولا يعرف متى سيتحرك مرة أخرى، عاد بوارو محاولا النوم مرة أخرى، وفي أول غفوته سمع صوتا ثقيلا متجلجلا، كأن شخصا ارتطم ببابه, قفز ليرى ماذا هناك، فوجد امرأة على يمينه في آخر الممر، ترتدي روب نوم قرمزي, رجع بوارو وعاد للنوم مرة أخرى, استيقظ في الصباح وكان القطار ما يزال واقفا, ذهب بوارو عند صديقه, فز السيد بوك فورا عندما رآه، وقال له: لقد كنت في طريقي إليك, هل سمعت الأنباء يا صديقي؟.
لقد وجدنا هناك المسافر الأمريكي ميتا في سريره، وقد كان مطعونا إنه يدعى السيد راتشيب.
قال الدكتور كوستنتين: لقد توفي بين منتصف الليل والساعة الثانية، السيد بوك: إنه شوهد حيا في الساعة الواحدة إلا عشرين دقيقة، عندما تحدث إليه مسؤول التذاكر، في الصباح طرق خادمه عليه الباب عدة مرات، لكنه لم يجب، وذهب نادل المطعم قبل نصف ساعة ليرى إن كان يريد إفطارا فلم يجب، ففتحت المقصورة بمفتاحي لكنها كانت مقفلة بسلسلة، وحينها استدعينا مسؤول القطار وكسرنا السلسلة، ووجدناه هناك ممددا ومطعونا، بوارو: ربما يكون انتحارا لأن الباب مقفل من الداخل، قال الطبيب: إن الذي ينتحر لا يطعن نفسه في عشرة مواضع وأكثر، قال مسؤول القطار: لابد أن تكون امرأة، فلا أحد يستطيع أن يطعن بهذه الطريقة العشوائية سوى امرأة، قال الطبيب: يبدو وكأن القاتل أغمض عينيه وبدأ بضرب السكين في أماكن مختلفة، فهناك ضربات لم تحدث أي أذى، وهناك ضربتين تجاوزتا العظم .
نهاية الجزء الاول......والى اللقاء في الجزء الثاني . ...
تعليقات
إرسال تعليق