القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية هيبنوسيس - الجزءالثاني - تأليف: مهند رحمة إعداد وإشراف رجاء حمدان














 




هيبنوسيس - مهند رحمه - الجزء الاول إعداد وإشراف - رجاء حمدان يعيش في سكنٍ الجامعة مع صديقه المُقرَّب، كان بطبعه هادئًا، بسيطا بمعيشته، ، الا انه في كل ليله كان يُراوِده حُلم سيئ، يجعله يدخل في نوباتُ ذعرٍ ، فيُقرِّر زيارةَ الطبيب النفسي «جمال عبد الرحمن»، فيُخضِعه لجلسةِ تنويمٍ مغناطيسي، وهنا تبدأ الحكاية ، يتذكَّر كلَّ شيء، فيتذكَّر ماضيَه القاسي ، وعندها تبدأ أحواله بالتغير ليصبح شخصًا ثائرًا متمردًا حانقًا، على بلاده التي كانت تغرق في بحر من الظلم والقهر. فيرفع شعار الثورة والنضال وضل يناضل إلى أن وصل إلى الرمق الاخير من نفسه ، ، وغادر آمالَه وفَتاتَه التي أحبها بجنونٍ . ولكن،ما هو الماضي الذي تذكَّرَه وبدَّلَ أحواله هكذا؟







هذا هو اليوم الجامعي الأول لعمار هو وصديقه ابراهيم،لم تكن  الجامعة   كما تخيلها عمار ، فقد كانت شبه فارغة، وقد شعر بالإحباط حيال ذلك.

جلس هو و صديقه إبراهيم في الكافتيريا، وبالقرب ميري السيدة التي تعد القهوة و الشاي للطلاب في الجامعة يتبادلون أطراف الحديث المختلفة بشأن السياسة و الجامعة.

وفجأة نظر عمار بإتجاه بوابة الجامعة   ، كانت هناك  فتاة تقف وبيدها هاتف تحاول الاتصال بارتباك بأحد ما، تكررت محاولات الاتصال مرارا، على ما يبدو أنها بحاجة لمساعدة ما..

كانت جميلة جدا!





عينان واسعتان شفافتان بريئتان، عينا ملاك لو كان للملائكة عيون، تحكيان عن البراءة الخام كما خلقها الله.

نظرت إليهما فتظاهرا بالانشغال، و دفن كل واحد منهما رأسه بكوب قهوته..

اقتربت منهما و سألتهما بصوت عذب عن مكتب التسجيل، فأجابها عمار بارتباك و توتر، شكرته على مساعدته، ومنذ  أن رآها ذاك اليوم، علم أنه وقع في حبها!

وفيما بعد.. علم ان اسمها هبة وهي في دفعته.

...

سطع نجم عمار يوما بعد يوم فيما يختص بالنشاط السياسي في جامعته، و صار نجما معروفا  في جامعته و الجامعات الأخرى ، وأصبحت  شعبيته تزداد دون توقف، تزامن ذلك مع توطد العلاقة بينه وبين هبة، تلك الفتاة الجميلة، لكن مع ذلك كان يشعر دوما بالخيبة، بسبب احساسه بمحدودية علاقتهما، والفجوة في الطبقات الاجتماعية بينهما.. أخبره صديقه إبراهيم ذات يوم، أنه من الصعب ان يستمر بعلاقة من هذا النوع مع هبة، بسبب اختلاف المستويات المادية بينه وبين الفتاة، وإختلاف العرق فهو من دارفور وهي من العرق العروبي الاصيل  ولكن عمار اعلن عن رغبته  بالزواج من هبة ،  وبالرغم من كل الحواجز فوضعه المادي سوف يتحسن ويجد عملا مناسبا بعد التخرج، وعندها سوف يتقدم لأهل هبة ويطلب يدها منهم ، كان لكلام ا ابراهيم أثر على مشاعر عمار ،  فقد جعل عمار يشعر بالحزن والغضب على الرغم من أنه بالفعل  كان يشعر في داخله ويعلم أن كلام إبراهيم هو الصحيح، وان ما قاله ابراهيم  يؤرقه منذ أشهر طويلة








  سأل إبراهيم: عمار هل لا تزال كوابيسك عن الصحراء و الصقر تراودك؟ وحالة  الإغماء الفجائي الذي تصاب بها بين الحين والآخر ؟

 

فقال عمار: اجل انها حالة ملازمة لي منذ زمن طويل!

ابراهيم: لقد حدثت معك مرتين في الجامعة وأمام عيني! انها بالفعل حالة غريبة.. انها حالة إغماء صعبة وسمعتك تتلعثم بقولك الصقر الصقر.. ولم افهم!

 

عمار: لا ادري يا ابراهيم بالفعل لا أدري.

 

إبراهيم: حاول أن تسأل شيخ او طبيب..

 

عمار: سأفعل.

....

 استقبل الطبيب نفسي، هبة في عيادته، وقد كان يظهر على ملامحها الحزن الشديد، رحب بها بهدوء وشكرها على قبول دعوته، ثم قال لها: " سوف اخبرك يا سيدة هبة قصة عمار بالتفصيل .  أعلم انك تريدين فهم كل ما حصل و ما حدث معه، لقد أردت حضورك الى هنا كي  أخبرك بالقصة واوصل لك أمانة عمار"

انا طبيب نفسي..

وفي نهاية شهر ديسمبر  من عام ٢٠١٢ قابلت عمار لأول مرة، كان قد وصل المشفى في حالة يرثى لها، ويعاني من أعراض غريبة جدا! ، فشلت كل فحوصات الدم وتخطيط كهربائية وصدى القلب، وفحوصات الأوعية في إيضاح أي مسبب عضوي لحالته تلك ، وإن لاحظوا وجود كمية زائدة من هرمون الأدرينالين في تحليل الدم.

فقام الدكتور أنور حسين بتحويله الى عيادتي ، فقد اشتبه بوجود اضطراب نفسي أساسي  غامض المصدر أدى الى كل هذه الأعراض الجسدية ، وكان يرغب بمشورتي الطبية.. و بالحقيقة كان محقا في ذلك.

فكل هذه الأعراض كان أساسها مسبب نفسي لا يدري به عمار نفسه..







كانت الأعراض واضحة: ضيق التنفس وشعور بالاغتراب والإنفصال عن الواقع، وبرودة وارتعاش في الأطراف، إضافة إلى الشُّعور المسيطر بدنو الموت، والجو العام المشحون بالذعر . من الوهلة الأولى عرفت أنه يعاني من إحد ى نوبات الذُّعر، "هيبنوسيس" وهي نوبات خطيرة تظهر فجأة وبدون سببٍ حقيقي يفسر  لما كل هذا الرعب، وأهم أعراضها هو الشعور باقتراب الأجل.

 

بعد وصوله الى عيادتي وتشخيص  حالته بأنه يعاني من نوبات ذعر، حددت له جلستين شهريا في عيادتي، مع بعض النصائح العامة في حال عادت النوبة و داهمته مرة اخرى في الأماكن المختلفة، تحديدا بعد معرفتي انها النوبة الثالثة خلال شهرين فقط، بحيث كانت قد داهمته النوبة الاولى و الثانية في الجامعة.   

حاولت سؤال المحيطين به عن حياته وعن والدته و أسرته، بعد إحدى الجلسات وصلت الى استنتاج ما..

قلت له: استرخي يا عمار وحاول أن تتذكر

 

عمار: حسنا..

 

الدكتور: استرخي، أغمض عينيك

عمار: حسنا

الدكتور: عد إلى يوم ١٧ يونيو ٢٠٠٤م

 

عمار: لا اتذكر شئ

 

الدكتور: اهدأ  وأغمض عينيك يا عمار .. في ذلك اليوم أين كنت وماذا كنت تفعل؟

 

صمت عمار

فجأة ارتجفت شفتاه.. و تشنج وجهه، وهمس..

الصقر.. الصقر.. الصقر..

 

وعاد الى ذلك اليوم حين نادت امه:

كان يومها عمار طفلا صغيرا ، نادته أمه  وطلبت منه أن يخفض الصوت الذي يسمعه من المذياع  لأن أخته الرضيعة نائمة.

ثم فجأة سمع صوتا عاليا جدا كانه هدير مولد كهربائي ، ثم ارتفع الصوت أكثر فأكثر ، و رأى والدته   تركض نحوه في فزع تحمل أخته في يد وتدفعه باليد الأخرى نحو المطبخ ، كانت   نظرة الرعب ترتسم على وجهها وهي تتمتم بآيات قرآنية، دفعته أسفل الطاولة الطينية التي بناها ابوه بالطين المحروق حتى أصبحت قاسية كالاسمنت ، دحشت نفسها بجواره مع طفلتها التي تحتضنها بين يديها وهي تتمتم "استر يا رب"، صار الصوت يعلو أكثر ويزداد حدة و ضجيجا، و صار الغبار يزداد   حتى ملئ المكان حوله.

دوى انفجار اخر، إهتز المنزل، وتساقط التراب فوق رأسهم، فوقعت الأواني المتواجدة فوق الطاولة ، وإنفجرت الصغيرة بالبكاء.





نظر عمار من خلال فجوة القش التي بجواره والمطلة  على الخارج ، فرأى طائرة اباتشي قد أثارت زوبعة  كثيفة  منعت الرؤيا وغطت على كل شي موجود ، كان صوت هديرها عالي جدا وكان على إحدى جانبيها صورة ضخمة لصقر فارداً  جناحيه ،  عادت وحلقت الطائرة مرة أخرى  فشاهد سحابة دخان سوداء والبيوت تشتعل فيها النيران استطاع ان يميز احد البيوت إنه بيت صديقه سليمان

كانت الرؤية  بالخارج شبه معدومة بسبب الدخان  ولكنه إستطاع أن يرى رجال و نساء القرية وهم يركضون هنا وهناك وهم  يصرخون ، وكان  صوت بكاء الأطفال وهتافهم على أبويهم يفطر القلب   ، ثم رأى من الجانب الآخر كمية ضخمة من سيارات رباعية الدفع تدخل  القرية بشكل متتابع مرصوصة واحدة تلو الأخرى  و نزل منها رجال ملثمون و راحوا يطلقون رشاشاتهم في الهواء وباي مكان و يصرخون بإنفعال .

صراخ.. صراخ ..صراخ.. 
نهاية الجزء الاول .......الى اللقاء في الجزء الثاني 




روايات راجو شو .. هي روايات في غاية الروعة يختارها راجو شو بكل دقة لجمهوره الشغوف بالقراءة والمحب لسماع القصص والروايات والكتب ويقوم بتنقيحها وسردها باسلوبه الخاص به بطريقة مختصرة في غاية الدقة والاحترافية .. ..موقع وقناة راجوشو للروايات وفر لجمهوره الكريم كل ما يحتاجه ويلبي ذوقه من افضل الكتب وافضل القصص الشيقة ....لذلك قمنا ب انشاء موقع الكتروني ضخم لقراءة الروايات على الرابط التالي : https://www.rajaoshow.com/
وكذلك عملنا على تخطيط وتصميم الموقع الالكتروني الى قناة سماعية بجودة واحترافية فائقة على الرابط التالي االرسمي للقناة على الرابط التالي: https://www.youtube.com/channel/UChQ8... صفحتنا على الفيس بوك الرابط التالي : https://www.facebook.com/RajaoShow
موقعنا على التويتر التالي: راجو شو يسعدنا وجودكم معنا والاشتراك بالقن

تفاعل :

تعليقات