القائمة الرئيسية

الصفحات

تلخيص رواية : الزوج: دين كوتنز. إعداد وإشراف: رجاء حمدان.



لسماع الرواية والاشتراك بالقناة ..قناة راجوشو ...الرابط التالي : 



"راجو شو يقوم بتلخيص الروايات بإسلوبه المستقل عن الرواية الاصلية بما يتناسب مع حقوق النشر وحقوق الملكية الذي ينص عليها قانون حقوق النشر واليوتيوب """"

تلخيص رواية :
الزوج: دين كوتنز.
إعداد وإشراف: رجاء حمدان.




يبدأ الرجل بالموت لحظة ولادته. ومعظم الناس يعيشون مُنكرين حق الموت إلى أن يصبحوا ـ لاحقاً في الحياة وفي أعماق المرض ـ مدركين لوجوده قربهم. في النهاية، سيتمكن ميتشال رافيرتي من تذكر الدقيقة التي بدأ يعرف فيها حتمية موته: الإثنين، 14 مايو، الساعة 11:43 قبل الظهر، قبل ثلاثة أسابيع من ذكرى ميلاده الثامنة والعشرين. قبل ذلك الحين، نادراً ما فكر بالموت.عندما تلقى الإتصال، كان راكعاً على ركبتيه.
يحب ميتش زبائنه، وخصوصاً سيدات المنازل، اللواتي يطلبن الأزهار ذات الألوان المشبعة: الأحمر، الأرجواني، الأصفر الداكن، الوردي الداكن. ترعرعوا فقراء، وأسسوا عملاً ناجحاً بالعمل بكد والمجازفة. في هذا الصباح العادي، كانت شمس كاليفورنيا حارقة والسماء زرقاء صافية. إلا أن اليوم الدافيء ترك آثار العرق على مساعده إيغانوس بارنز حيث تلألأ حاجبه وتقطر العرق من ذقنه.

وقف ميتش على قدميه، وسحب ثلاث دزينات من أوعية النباتات البلاستيكية الفارغة، وحملها إلى شاحنته. كان الشارع صامتاً وخالياً من السيارات، ولم تُحرِّك أي نسمة خفيفة أغصان الأشجار. كان الوقت 11:4 حين رن هاتفه الخلوي، ولكن لم يظهر رقم المتصل على الشاشة. ولكن ميتش ردّ على الإتصال على أي حال. قال: الأخضر الكبير.. وهو الإسم الذي أعطاه لمحله وعمله المؤلف من شخصين، هو وإيغي، قبل تسعة أعوام. قالت هولي: ميتش، أنا أحبك، مهما يحصل، أنا أحبك. بكت ألماً. أوحى صوت قعقعة وفوضى بعراك. فقال: هولي؟ حينها أمسك رجل بالهاتف، بينما صرخت هولي، زوجته، مذهولة. لم يستطع ميتش استيعاب الوضع. قال الرجل على الهاتف: زوجتك معنا، ويمكنك استعادتها مقابل مليوني دولار نقداً. فقال ميتش: أنا رجل بستاني. قال الرجل: نعلم. قال ميتش: أملك حوالي أحد عشر ألف دولار في المصرف، وأدير عملاً لشخصين فقط. فقال الرجل: نعرف, وتنتهي المهلة عند منتصف ليل الأربعاء. ستون ساعة. سنتصل بك لإعطائك التفاصيل. فقال ميتش: هذا جنون من أين أجلب المليوني دولار؟ فقال الرجل: ستجد طريقة. أما إذا ذهبت للشرطة سنقطع أصابعها الواحد تلو الآخر، ونكويها. سنقطع لسانها، ونقتلع عينيها، ثم نتركها لتموت. ولتتأكد فقط من أننا جادون أنظر إلى ذلك الرجل في الشارع. استدار ميتش، ورأى شخصاً واحداً، رجل يمشي مع كلب. كان النهار مشمساً صافياً تماماً. وفجأة خرق صوت إطلاق النار الصمت، فوقع الرجل على الأرض بعدما أصيب في رأسه. فقال الرجل على الهاتف: منتصف ليل الأربعاء. نحن جادون تماماً !!
نظر حوله لكنه لم ير مسلحاً. يحتمل أنه تم إطلاق النار من أي مكان. اتصل ميتش بالشرطة، وأبلغهم بالرجل الميت. جاءت الشرطة وقامت باستجوابه ومساعده إيغي في مكان الحادث.  جلس ميتش تحت شجرة النخيل، وأجرى ثلاثة اتصالات هاتفية، الأول برقم منزله. ردت الآلة المجيبة. قال: هولي، هل أنت هناك ؟ إذا كنت هناك، أرجوك ارفعي السماعة. كان في حالة إنكار لأن الوضع غير منطقي. لا يستهدف الخاطفون نساء رجال يقلقون بشأن سعر البنزين والحاجيات. اتصل بعدها بالهاتف الخلوي لهولي، ولم يتمكن من الوصول إليها. ثم اتصل بمكتب ريلتور حيث تعمل هولي كسكرتيرة فيما تَدرس للحصول على شهادتها في مجال العقارات. فقالت السكرتيرة الأخرى: اتصلتْ هولي للقول أنها مريضة، قالت إنها إنفلونزا الصيف، وكانت خائبة الأمل كثيراً.
قام التحري تاغارت باستجوابه مرة أخرى. شعر ميتش ببعض المسؤولية على الموت. فقد تم ارتكاب هذه الجريمة للتأكد من أخذ الخاطف على محمل الجد وعدم طلب مساعدة الشرطة. شعر ميتش أنه مُراقب، ليس فقط من قبل تاغارت والجيران، وإنما من حضورٍ غير منظور. سأله التحري تاغارت: هل من شيء آخر سيد رافيرتي؟ قال ميتش: لا، لا شيء إضافي. أراد التوجه إلى المنزل والإبتعاد عن مسرح الجريمة. يقول المنطق إنه تم خطف هولي من المنزل، وربما تركوا شيئاً هناك عن غير قصد. ركب سيارته ولاحظ وجود سيارة سوداء رباعية الدفع تلحق به. كانت النوافذ الجانبية لها سوداء فلم يستطع رؤية السائق أو الراكب.



يقع منزل ميتش في ضاحية قديمة من مدينة أورانج، إحدى أقدم المدن في الولاية. ركن سيارته في الممر قرب المنزل وخرج منها. ألقى نظرة سريعة على الشارع، متوقعاً جزئياً رؤية السيارة السوداء رباعية الدفع. لكنها غير موجودة. دخل إلى منزله, بدا كل شيء مرتباً. لم يلاحظ أي إشارات لعنف. دخل إلى المطبخ، فعثر على آثار عراك وأطباق مكسورة على الأرض. وثمة شريحتان من التوست المحروق في آلة التحميص. ثم إن هناك دماً متناثراً على أحد أبواب الخزانات وعلى جارورين منها، وتناثر الدم على بلاط الأرضية. رن الهاتف. كانت هولي، قالت: قالوا إن لدينا دقيقة واحدة للتكلم. فقال: من هم هؤلاء المجانين ؟ فقالت: إنهم أشرار، لكنهم ليسوا مجانين. إسمع صغيري. أريد وعدك. إذا حصل أي شيء لي، عدني أن تتماسك وعيش حياتك. فقال ميتش: أنتِ حياتي. حينها أخذ الخاطف الهاتف وقال: بشأن الدم الذي في المطبخ، لقد صفعتها فيما كانت تحاول المقاومة، ولكنني لم أجرحها. ثم سحبنا منها دماً، وأحدثنا تلك البصمات في المطبخ. إنه ديكور مسرحي. بحيث يبدو وكأنه تم قتلها هناك. قال ميتش: ديكور مسرحي؟ لماذا؟ قال الخاطف: بحيث إذا فقدتَ أعصابك وذهبتَ إلى الشرطة، لن يصدقوا أبداً قصة الخطف. سيرون المطبخ ويظنون أنك قتلتها. والآن، سأتصل بك في تمام السادسة.

جلس ميتش على حافة السرير. حينها رن جرس الباب. توجّب على ميتش فتح الباب للحفاظ على جو طبيعي. فتح الباب ووجد أمامه التحري تاغارت. قال تاغارت: برز شيء ما سيد رافيرتي. وبما أنني كنت في الجوار، بدا لي المرور أسهل من الإتصال. هل أستطيع أن آخذ من وقتك بضع دقائق ؟ فقال ميتش: طبعاً. لكن زوجتي عادت إلى المنزل وهي تعاني من صداع الشقيقة. إنها نائمة. لِمَ لا نجلس هنا على المصطبة؟ جلسا على كرسيين من الكراسي البيضاء. قال تاغارت: عثرنا على الرقاقة المجهرية المعّرفة بالهوية للكلب. تم حقن الرقاقة في العضلة بين كتفي الكلب. وهي صغيرة جداً بحيث لا يشعر بها الحيوان. ومن خلالها تم التعرف على صاحب الكلب السيد أوكادان. قال ميتش: بوبي أوكادان؟ أنا أهتم بحدائقه. قال تاغارت: ولكنه ليس الرجل الذي قتل. فلقد تبين أن الكلب سُرق من منزل أوكادان هذا الصباح من قبل الشخص الذي قُتل. وبعد التحريات، وبعد المطابقة السريعة لبصمات الضحية، تمكنا من التوصل إلى أنك والضحية ذهبتما معاً إلى المدرسة الثانوية. إسمه جايسون أوستين. قال ميتش: أنا لم أذهب فقط معه إلى المدرسة الثانوية، وإنما عشنا أنا وجايسون في الغرفة نفسها طوال عام كامل. لكن من كان على الرصيف ملقى بعد الرصاصة لم يكن جايسون، ربما لم أعرفه لأني انفصلت عنه لمدة أكثر من عشر سنوات. فقال تاغارت: يداك ترتجفان. فقال ميتش: أظن ذلك. كان جايسون صديقي ذات مرة. ضحكنا معاً كثيراً. كل ذلك يعود إليّ الآن. قال تاغارت: رآك إيغي تتحدث على الهاتف عندما تم إطلاق النار على الضحية، مع من كنت تتحدث على الهاتف ؟ فقال ميتش: مع هولي زوجتي. فقال تاغارت: بعد تفتيش بيت جايسون عثرنا فيه على بطاقة عملك. الأخضر الكبير. فقال ميتش: توجد ألف طريقة لكي يحصل فيها على بطاقتي، حضرة الملازم. حينها خرج تاغارت من البوابة الأمامية وأغلقها وراءه .

رجع ميتش إلى غرفة الجلوس وكانت هناك رسالة على الآلة المجيبة من مساعده إيغي تقول: عذراً, صديقي. كان يجدر بي الإتصال بك ما إن غادر تاغارت من هنا. شعر ميتش أنه مراقب بطريقة ما. إنه لا يملك المال الكافي لدفع فديتها. وهذا ما جعله يدرك أن المال ليس هو ما ينقذ هولي. هو من سيتمكن من إنقاذها إذا كان يمكن إنقاذها: ثباته، ذكاؤه، شجاعته، وحبه.

ذهب ميتش إلى المطبخ، ووجد مفاتيح سيارة هولي. خرج ميتش من المنزل وذهب إلى المرآب. جلس داخل سيارة هولي الهوندا البيضاء وشغلها، وتأكد بأنه لا يوجد أحد في المرآب. صعد إلى العلية فوق المرآب، وتبين له وجود أدوات للمراقبة. وفجأة أحس برأس مسدس مصوب على الجهة الخلفية لعنقه. لم يحاول ميتش الإستدارة نحو الرجل المسلح. لغاية الآن، اعتبر ميتش هؤلاء الرجال مجهولي الهوية بمثابة مجرمين محترفين. ربما هم كذلك، لكنهم شيء آخر أيضاً. لا يعرف ما قد يكونون عليه، وإنما شيء أسوأ. مجرمون، خاطفون، قتلة. قال الرجل المسلح: قم الآن بنزهة في سيارة الهوندا، وانتظر اتصال الساعة السادسة. وفجأة انهار جبل من العلب الكرتونية الموجودة في العلية للمرآب على الرجل المسلح. كانت العلب مليئة بقطع السيراميك والمناديل الورقية. تعثر الرجل المسلح ثم سقط درابزون السلم كاملاً عليه.
وقف ميتش مذهولاً لما يحدث. نزل السلالم مسرعاً. اقترب من الرجل الذي كان مستلقياً ووجهه إلى الأسفل. قلب ميتش الجسم ورأى الوجه بوضوح للمرة الأولى. هذا الغريب في منتصف العقد الثاني، ولا يبدو مثل رجل يستطيع خطف امرأة وقتلها. لم يعرف ميتش في البداية ما إذا كان هذا التطور مفيداً أو غير مرحب به. تضاءل عدد أعدائه واحد. فتش ميتش في جيوب الرجل، ووضع محفظة النقود والهاتف الخلوي والمسدسين، اللذين كانا مع الرجل، جانباً. سحب ميتش بساطاً قماشياً من شاحنته ولف بها جثة الشاب ثم وضعه في صندوق سيارة الهوندا. ووضع أغراض الرجل على المقعد الأمامي، ثم توجه إلى الشارع وانعطف إلى اليمين، مع رجل ميت في صندوق السيارة ومخاوف مريعة في عقله.

توقف ميتش على مسافة مبنيين من منزله. تفقد محفظة الرجل. وجد بعض النقود، وكان هناك بطاقات اعتماد ورخصة القيادة بإسم جون كنوكس. في الصورة على رخصة القيادة، كشف الرجل المسلح الشاب عن ابتسامة جذابة. وحسب الرخصة، عاش كنوكس في لاغونا بيتش.

ذهب لمنزل والده دانيال ووالدته كاتي. ثم عاد إلى منزله. وضعُ والداه المادي جيد، ولكن ما كان ليطلب منهما المال لأنه عرف أنهما سيرفضان، استناداً إلى نظريتهما في تربية الأولاد. رن هاتف ميتش. كانت الساعة 5:59 . قال الخاطف: هل استمتعت بزيارتك للوالدين؟ لم يشعر بأن أحداً يتبعه إلى منزل أهله، بالرغم من ذلك عرفوا أين كان. قال ميتش: دعني أتحدث إلى هولي. فقال الخاطف: سأدعك تتحدث إليها في الإتصال التالي. سأتصل بك مجدداً في السابعة والنصف. والآن عليك أن تتوجه إلى نيوبورت بيتش، إلى منزل أخيك أنسون. وستنتظر معه اتصال السابعة والنصف.
تشتهر منطقة نيوبورت بيتش بمرفأ يخوتها، ومنازلها الفخمة، ومساحاتها الرائعة من المتاجر الفخمة, لكنها ليست حكراً على الأغنياء جداً. ضغط ميتش على جرس باب أخيه أنسون. امتلك أنسون بنية جسدية مختلفة عن ميتش: فهو رياضي ضخم، مكتنز الصدر وممتليء العنق. عند رؤية ميتش، ابتسم وقال أنسون متعجباً: أخي ! أدخل! أدخل ! تعال إلى المطبخ. كنت مذعوراً من فكرة تناولي العشاء وحدي. كان العمل الإستشاري لأنسون سرياً جداً بحيث لم يتمكن ميتش من فهمه. دخلا وتحدثا قليلاً. ألقى ميتش نظرة سريعة على النوافذ. جيد. الستائر مغلقة. انتزع ميتش ورقة من دفترٍ ملقى وكتب لأخيه أنسون: ربما منزلك مُراقب ! نظر أنسون بذهول، وبدا وكأن مغامرة غريبة قد بدأت، وبدا أنه لم يستوعب الخطر الداهم. كتب ميتش على الورقة مرة أخرى: سيتصلون على الساعة 7:30. فتمتم أنسون مذهولاً: من ؟ ماذا ؟ حينها رن الهاتف المطبخ في تمام الساعة السابعة والنصف. أجاب أنسون على الإتصال وذعر حين سمع صوت هولي! تحدث أنسون لثلاث دقائق مع الخاطف وبعدها أقفل الخط. قال ميتش: ماذا يريدون منا أن نفعل ؟ قال أنسون: لن يحصل شيء لهولي. قال ميتش: أنا آسف. لم أتوقع جرك أبداً إلى هذا. قال أنسون: في البداية، أريد أن أسمع كل ما حصل. حينها أخبر ميتش أخاه أنسون بما حصل معه خلال هذا اليوم المريع. حينها لبس أنسون سترته الرياضية وقال: هناك بعض الأماكن التي يجدر بنا الذهاب إليها.

في السيارة قال أنسون: إنهم يريدون تحويل مليوني دولار إلى رقم حساب في جزر غراند كايمان. قال ميتش: ومن أين سنسرق هذا المال؟ قال أنسون: لن نسرق مال أحد. سأعطيهم من مالي. كل ما أملكه هو لك، ميتش. فقال ميتش: أنت تملك مليوني دولار ؟ فقال أنسون: أنا جيد في ما أفعله، وعملت بكد. عليّ تصفية بعض الاستثمارات. يمكن فعل ذلك بواسطة الهاتف أو الكمبيوتر حين تفتح البورصة غداً. ثلاث ساعات تكفي. قال ميتش: كم تملك؟ قال أنسون: سيسلبني ذلك كل السيولة، لكن يبقى لدي المنزل. قال ميتش: لن أسمح بحصول ذلك لك. قال أنسون: بما أنني غير متزوج يا ميتش، ولا أملك أولاداً، جاء هؤلاء الأوغاد إليك أنت وهولي كطريقة للوصول إليَّ. لو كان هناك أحد أقرب إليّ، لتم خطف زوجتي أو ابني، ولتم إعفاء هولي من ذلك. فقال ميتش: لن أنسى هذا أبداً. وسأدين لك إلى الأبد. ثم صمت. فقال أنسون: نحن في ورطة كبيرة مع مجرمين. لا نستطيع مجاراتهم. نحتاج إلى النصيحة من شخص يستطيع منعهم من أكلنا مثل السمك المفروم. لذا سأتحدث مع كامبل، إنه عميل سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، لذا سنذهب إليه .

خلف بوابة رئيسية لبيت كبير، ظهر شاب طويل يرتدي بذلة سوداء. قال أنسون: مساء الخير سيدي. فقال الرجل: سررت برؤيتك سيد رافيرتي. ثم فُتحت البوابة الحديدية. قادا السيارة للداخل وركن ميتش السيارة قرب مدخل المنزل. رافقهم رئيس الخدم "وينسلو" إلى الداخل. مشوا إلى أن وصلوا إلى مكتبة مليئة بالرفوف. ثم قال وينسلو: سيكون السيد كامبل معكما في خلال ثوان. ثم ذهب. حينها أخرج أنسون من تحت سترته الرياضية مسدساً ثم قال : الحقيقة هي أنني لن أدفع مليونين كفدية لك، ولذلك فإن هولي ماتت لحظة تم خطفها. تجمد وجه ميتش مثل الرخام. أكمل أنسون: الأشخاص الذين خطفوا هولي هم الفريق الذي أعددت له واحدة من المهام. حققوا ربحاً كبيراً منها، لكنهم وجدوا أن حصتي أكبر مما قلت لهم، وأصبحوا الآن جشعين. حينها فهم ميتش. إذاً تم خطف هولي ليس فقط لأن أنسون يملك المال لدفع فديتها، وإنما أيضاً لأنه خدع خاطفيها. ثم قال أنسون: إنهم يخشون خطفي مباشرة. أنا مصدرٌ مهم بالنسبة إلى بعض الأشخاص أصحاب النفوذ الذين يقضون على أيّ أحد يقضي عليّ. لقد قالوا لي على الهاتف إنني إن لم أدفع المال، سيقتلونها، وسيطلقون النار عليك في الشارع يوماً ما، تماماً كما قتلوا جايسون أوستين. المساكين. يظنون أنهم يعرفونني، ولكنهم لا يعرفون من أكون فعلاً. بالمناسبة، كان جايسون واحداً منهم. المسكين. ظن أن رفاقه سيطلقون النار على الكلب لإثبات رأيهم أمامك. لكن عند قتله هو، أثبتوا رأيهم بقوة. جلس ميتش متجمداً، وانقلبت فجأة نظرته المتفائلة إلى الحياة إلى أخرى متشائمة. هذا الرجل الذي يشبه أخاه كثيراً ليس الأخ الذي عرفه، وإنما هو شخص غريب. قال أنسون: يمكنك الشعور بالإرتياح لأن القصة ستنتهي مع هولي قبل منتصف ليل الأربعاء. حين لا أكون في المنزل لتلقي اتصالهم عند الظهر، وحين لن يتمكنوا من الإتصال بك على هاتفك الخلوي، سيعرفون أنه لا يمكن الضغط عليّ. سيقتلونها، ويطمرونها، ويهربون. لن يعذبوها. لن يغتصبوها قبل قتلها، بالرغم من أنني كنت لأفعل ذلك لو كنت مكانهم. جاء كامبل ومعه رجلان ضخمان وقفا وراء كرسي ميتش. أخبرهما أنسون بأن ميتش يملك سلاحاً، فقاما بأخذه منه. في النهاية، تحدث ميتش إلى أنسون وقال: إننى أشفق عليك.



 كشف جوليان كامبل عن التألق الذهبي الذي لا يمكن الحصول عليه إلا بواسطة آلة اسمرار خاصة به , وعن بنية جسدية منحوتة تؤكد على وجود نادٍ رياضي منزلي ومدرب شخصي. قال كامبل: هذه المرة الأولى التي أرى فيها رجلاً يتخلى فيها عن أخيه لمجرد الإثبات أنه الأقوى. صحح ميتش: من أجل المال. فقال كامبل: لا. كان باستطاعة أنسون أن يطلب مني تلقين أولئك الأوغاد درساً. فهم ليسوا أقوياء. خلال اثنتي عشرة ساعة، يمكننا جعلهم يتوسلون للدفع لنا لكي نستعيد زوجتك من دون أذى. هؤلاء الأشخاص لهم عائلات وأبناء، ومن الممكن أن نؤذيهم. إذا لقّنا الدرس لإثني عشر شخصاً من عائلاتهم في اثنتي عشرة ساعة، سيرسل أولئك الأوغاد زوجتك إلى المنزل مع اعتذارات. ولكن أنسون، لا يريد أن يستخف به أحد مجدداً. أشعر بالفضول. ماذا فعلت لأخيك أنسون كي يفعل بك ذلك ؟ فقال ميتش: أحببته. حينها أخرج رجال كامبل زوجاً من الأغلال، وطلبوا من ميتش أن يمد يديه، فقدمهما. كبّلوه ووضعوه في صندوق سيارة قديمة. استلقى ميتش على جانبه، في وضعية الجنين. أغلقا الصندوق، وكانت الظلمة مطلقة.

استلقت هولي في الظلمة، وهي تدعو أن يبقى ميتش على قيد الحياة. خافت على نفسها أقل مما خافت عليه. وضع خاطفوها طوال الوقت أقنعة في حضورها، وافترضت أنهم لن يزعجوا أنفسهم في إخفاء وجوههم لو أرادوا قتلها. متفائلة على الدوام، اعتقدت أن الحياة لها معنى وأن حياتها لن تنتهي قبل أن تجد هدفها. دعت أن ينجو زوجها الجميل من هذا الرعب. إنه بالفعل جميل جسدياً، ولكن أجمل شيء فيه هو قلبه الرقيق. تحبه هولي لقلبه الرقيق، لحنانه. إنها تدعو له لكي يبقى قوياً، لكي يبقى على قيد الحياة.
لم يُطلع الخاطفون هولي عن خطتهم، لكن هولي فهمت أنهم يسجنونها لاستخدام ميتش للضغط على أنسون. لا تعرف هولي لماذا أو كيف يظنون أن أنسون يستطيع دفع ثروة عن ميتش مقابل فديتها. لكنها لن تتفاجأ أن يكون أنسون واقفاً وسط هذه المعمعة. شعرت أن أنسون ليس فقط ما يدّعيه. كانت بين الحين والآخر تراه يُحدق إليها بطريقة لا يجدر بالأخ المحب لزوجها أن يحدق بها أبداً. لم تخبر أحداً عن شكوكها بشأن أنسون.

ارتجّ الصندوق المظلم للسيارة نتيجة خفقان المحرك، وشم ميتش رائحة آثار خفيفة من غازات العوادم. هذا اليوم، هذه الليلة وقف ميتش وجهاً لوجه مع الشر. إنه حقيقي مثل الصخر. ظن كامبل وأنسون أنهم يعرفون أي رجل ميتش يكون، وربما هذا صحيح. ولكنهم لا يعرفون نوع الرجل الذي قد يصبحه عندما تكون حياة زوجته على المحك. فلم يتخيلوا أن ميتش يملك سلاحاً آخراً. رفع ميتش ساق سروال الجينز وسحب المسدس. بعد اثنتي عشرة دقيقة من السرعة الخفيفة للسيارة، على الطريق الوعر، أبطأت السيارة حركتها وتوقفت.
سمع ميتش صوت خفقان قلبه. وسمع بعدها صوت المفتاح في قفل الصندوق. فُتح صندوق السيارة فضغط ميتش على زناد المسدس وأطلق الطلقة الأولى ثم الثانية. سقط الرجل الأول على الأرض، بينما تراجع الرجل الثاني. أطلق ميتش رصاصات أخرى على الرجل الثاني ولكنه لم ير له أثراً. حاول البحث عن الرجل الثاني إلا أنه لم يجده. عاد إلى صندوق السيارة وانتظر مجيئه بصمت. وبعد فترة وجيزة، عاد الرجل بصمت، واستلقى على المقعد الخلفي. فقام ميتش بإطلاق النار عليه، وهو في صندوق السيارة، فقتله. وجد ميتش مفتاح الأغلال ومفتاح السيارة في جيوب الرجل الأول. حرر نفسه من الأغلال وسحب الرجلين بعيداً عن السيارة، وأخرج منهما المحفظتين.

أغلق صندوق السيارة، وانطلق بها. وصل ميتش إلى مدينة أورانج عند الساعة الثانية والثلث بعد منتصف الليل، وركن السيارة في شارع يبعد قليلاً عن الشارع الذي يقع فيه منزله. وضع المسدس تحت قميصه، واقترب بحذر من منزله. كانت شاحنته لا تزال حيث تركها. دخل الكراج وأخذ مفتاحاً احتياطياً لمنزله، كان موجوداً في الكراج، ودخل المنزل. خلع ملابسه ووضعها في الغسالة، ومسح وجهه وعنقه. كان منهكاً بشدة. يحتاج إلى الراحة، ولكنه لا يملك الوقت للنوم. على كل حال، إذا حاول النوم، سيمتليء عقله بالمخاوف المعروفة وغير المعروفة، وسيدخل في دوامات مرهقة. دخل إلى المطبخ، ورأى محفظة هولي مفتوحة على رف مجاور. لاحظ الأوراق المتناثرة على الرف حول المحفظة. اشترت هولي اختبار الحمل المنزلي. فتحته واستعملته على ما يبدو، بعد ما غادر إلى العمل.

خرج ميتش من البيت سريعاً وانتقل إلى منزل أهله. كان منزل أهله هو المنزل الوحيد المضاء في الشارع. ركن السيارة في الممشى، وترك المسدس فيها. كان المنزل غير مقفل. دخل الردهة، وأغلق الباب خلفه. في مكتب والده دانيال، تلألأ الزجاج المكسور على الأرض. ذهب إلى غرفة أمه وأبوه كاتي ودانيال. كانا مستلقيين جنباً إلى جنب: هي في البيجاما، وهو في ملابسه الداخلية. تم ربط أيديهما وأقدامهما بربطات العنق. كانت العقد مربوطة بأحكام بحيث شقت اللحم. لقد تم طعنهما بزوج من مقصات الحديقة ورفش يدوي. أنسون هو من فعل ذلك بالتأكيد.

أغلق ميتش الباب على الجثتين، وجلس على أعلى السلالم ليفكر. الخوف والصدمة لم تكن كافية لتوضيح أفكاره. كان باستطاعة ميتش البكاء لو أنه تجرأ على السماح لدموعه بالسيلان، ولكنه لا يعرف على من يبكي. لقد قتلهما أنسون وسيلصق تهمة قتلهما بأخيه، الذي ظن أنه لن يتم العثور عليه أبداً. وإذا لم تُدفع فدية هولي، سيقتلها خاطفوها وربما يرمون جثتها في البحر. ستلقى تهمة قتلها على ميتش؛ تماماً مثل قتل جايسون أوستين. أطفأ أنوار المنزل وغادره، وانطلق ميتش سريعاً للبحث عن أنسون.
لطالما كانت هولي متفائلة. أسماها الناس بالمشمسة والمرحة والمبتهجة. في الوقت الحاضر، تجد صعوبة في إبقاء معنوياتها مرتفعة. فالخطف يكسر فيك المرح. سمعت هولي صوت رجل يقترب منها. قال الرجل: أحضرت لك الحلوى. كانت أصابعه طويلة وبيضاء. أظافره مكسورة. ثم مد لوح شوكولاتة وقال: استمتعي به الآن. أحب أن أراك وأنت تأكلينها. ثم قال: كنا خمسة وأصبحنا الآن ثلاثة فقط. لتحسين توزيع الحصة من خمسة إلى أربعة، قتلنا جايسون. والآن اختفى جون كنوكس.

فيما عصفت الرياح القوية عبر النافذة المفتوحة لباب السائق، تجاوز ميتش منزل أنسون. لم تعد سيارة الهوندا الخاصة بميتش مركونة أمام الرصيف حيث تركها عندما جاء أول مرة إلى هنا بناء على تعليمات الخاطفين. بين أوراق الأشجار، لمح ميتش شخصاً ضخماً يعبر الردهة القرميدية. لم يدرك أنسون أن أخاه وراءه، يقترب منه، وأطلق صرخة مخنوقة عندما أصاب مسدس التايزر (مسدس شل الأعصاب) جهازه العصبي. وقع أنسون على الأرض.

أنهت هولي الشوكولاتة. شعرت بقليل من الغثيان. شيء مثل طعم الدم في فمها. فقال الرجل أمامها: هل تعرفين إسبانيولا في نيومكسيسكو ؟ فقالت: لا. حينها مد إليها ميدالية الصالح الخير كريستوفر معلقة بسلسلة فضية. قال: خذي. إنها لكِ. ثم تركها في العتمة.
وقع أنسون بقوة أمام الباب الخلفي, وبدا كأن الرياح صفّقت لانهياره. دخل ميتش من باب المطبخ، الذي كان غير مغلق، وجر أنسون إلى الداخل، ثم ضربه ميتش على رأسه ففقد أنسون وعيه. جره إلى غرفة الغسيل. أجلسه على الكرسي وكبّل يداه وراء الكرسي بالأغلال. وثبت الكرسي بالغسالة بالأسلاك. ثم ذهب إلى الكراج. كانت هناك سيارة الهوندا الخاصة بميتش التي تركها في الشارع. لقد خبأها أنسون هنا. فتح ميتش صندوق السيارة. لا تزال جثة جون كنوكس ملفوفة هنا بالبساط القماشي. حينها نقل ميتش الجثة إلى سيارة البويك الخاصة بأنسون. عاد إلى المنزل، ووجد أنسون مستيقظاً في غرفة الغسيل، وفي مزاج سيء.

قال ميتش: ستساعدني على استعادة هولي حية. سيتصلون مرة أخرى في أقل من سبع ساعات ونصف الساعة لإعطاء تعليمات طريقة التسليم. بدا أن أنسون قد وصل إلى ذروة غضبه فقال: لن يتركك كامبل وشأنك، ولكني سأعطيك المال، ولكني لو كنت مكانهم لاغتصبتها أولاً. فقال ميتش: إنه مجرد شيء تقوله.
جلست هولي في الظلمة، تصغي إلى الريح، تتحسس بأصابعها ميدالية الصالح الخيّر كريستوفر. حركت يدها على شكل دوائر صغيرة فوق بطنها. وفجأة جاء الرجل مرة أخرى وقال: أحببتِ الميدالية. فقالت هولي: تعطيني إحساساً مثيراً. قال الرجل: لقد قتلت زميلاي معاً أثناء نومهما. زعما أنهما لا يعرفان ماذا حصل لجون كنوكس. لم تسمع هولي صوت إطلاق النار. ربما ذبحهما. خطط خمسة رجال لقتلها. بقي واحد فقط. قالت: أخبرني ماذا يحصل الآن ؟ فقال: سأتحدث إلى زوجك عند الظهر مثلما كان مقرراً. يُفترض أن يكون أنسون قد أعطاه المال. ثم يعود الأمر إليكِ. فقالت : ماذا تقصد بأن الأمر يعود إليّ ؟ فقال: تعرفين ماذا أقصد. هل ذهبت يوماً إلى نيومكسيكو ؟ فقالت: لا. انحنت ابتسامة وراء الشق في القناع الأسود. قال: ستذهبين إلى هناك وستصابين بالذهول.

في الساعة الثامنة صباحاً والنصف ذهب ميتش إلى أنسون وقال له: هل فكرت في من أكون ؟ فقال أنسون: أنت ميتش، ولكن ليس ميتش الذي أعرفه. فقال ميتش: لقد سلمتني إلى قتلة، وتقول إنك ستغتصب زوجتي وستقتلها. هيا أريد المال نقداً. فقال أنسون: أعطيك المال وتُطلق سراحي. فقال ميتش: هذا صحيح. فقال أنسون: هناك خزنة في أرض المطبخ.

هرع ميتش إلى المطبخ، ونزع المسامير عن الأرضية الخشبية في الخزانة السفلية بجانب المجلى. وجد خزنة معدنية. فتحها ونقل المال الذي تحتويه إلى طاولة المطبخ. كان المال كله، ما بين مال نقدي وسندات، هو مليون وأربعمائة ألف. عاد ميتش إلى غرفة الغسيل وقال لأنسون: هناك مليون وأربعمائة ألف. إذا لم يكن المبلغ كله كاملاً موجوداً هنا، تنتهي الصفقة. لن أطلق سراحك عندما أغادر. سأحبسك هنا إلى أن تموت. حينها قال أنسون: حسناً، هناك أربعمائة ألف في اليخت. قال ميتش: نبقى بحاجة إلى مئتي ألف. قال أنسون: لم يعد هناك المزيد نقداً.

رن هاتف المطبخ. أجاب ميتش بعد الرنة الثانية. جاءه صوت رجل يقول: مرحباً ميتش. هل أنت متفائل؟ فقال ميتش: نعم، متفائل أريد التحدث إلى هولي. حينها ردت هولي قائلة: أنا بخير ميتش. لم أصب بأذى. فقال ميتش: سينتهي كل هذا. لن أخذلك هولي. أحبك. فقالت: لم أفكر يوماً في أنك قد تخذلني أبداً. حينها رد الرجل مرة أخرى وقال: حصل تغيير في الخطة. بدلاً من تحويل الأموال، نريد المال نقداً. شعر ميتش بالإضطراب. إن هذا دليل على أن شيئاً ما قد حصل. قال ميتش: إسمع، في الوقت الحاضر، أستطيع توفير ثمانمئة ألف دولار نقداً وستمئة ألف دولار في سندات. فقال الرجل: هذا مخيب للأمل، ولكن لا بأس. ستأتي وحدك من دون سلاح. ستضع المال والسندات في كيس نفايات من النايلون. لا تربط الكيس من الأعلى. تعال إلى منزل تورنبريدج في تمام الساعة الثالثة ليس قبل بدقيقة.





أخبر ميتش أخاه أنسون بفحوى مكالمته مع الخاطف. قال أنسون: هناك واحد منهم يتكلم هكذا. إسمه جيمي نول. إنه محترف،ولكنه ليس الرجل الأول. إذا كان هو من تكلم معك، يعني أن الباقين ماتوا. فقال ميتش: ماتوا! كيف؟ فقال أنسون: حصل خطب ما, ربما خلاف، وقرر الحصول على المال كله. حينها رن هاتف أنسون. رد ميتش على الهاتف وقال: أنا صديق أنسون، هل من رسالة أوصلها له. فقال الآخر: أخبره أن جوليان كامبل اتصل. فقال ميتش: هل من شيء آخر ؟ فقال جوليان: هذا كل شيء يا صديق أنسون. أتمنى أن تعتني جيداً بالسيارة خاصتي, أحب تلك السيارة. أراك لاحقاً.
نظر ميتش في عيني أنسون وقال: ماذا تفعل لتجني المال ؟ فقال: تخيل أنك ترسل معطيات إلى زبون عبر الإنترنت، وتظهر عند وصولها أنها مادة بريئة. ولكن عندما تُعالج هذه المعطيات ببرنامج خاص، تجتمع الصور والنص لتتكون مجدداً في مادة مختلفة تماماً، في الحقيقة المخبئة. أريدك أن تعرف ما العمل الذي أنجزته لجوليان كامبل. صحيح أنه يمتلك كازينوهات لتبييض الأموال من نشاطات أخرى. هناك نصف واحد في المئة من الرجال مولعون بالعلاقات الشاذة بالأولاد. وفي الولايات المتحدة، عددهم مليون ونصف المليون. والمولعون بالأولاد هم زبائن للأفلام الإباحية الخاصة بالأولاد. ويجازفون بكل شيء ليشتروها. كامبل يملك مئتي ألف زبون من هؤلاء. وكل عام يجني عائدات بمئات الملايين من الدولارات. أنا أتولى جزء من عمل جوليان. وأنا أملك الملايين. والآن أردتك فقط أن تعرف كم هو قذر ذلك المال الذي سينقذ هولي.
خرج ميتش من بيت أنسون. لا يهمه أي شيء في الوقت الحاضر. حين تصبح هولي بأمان، يصبح جون كنوكس والجثتان أمه وأبيه وأنسون مهمين مجدداً، ولكنهم الآن عرضيون بالنسبة له. بقيت له أكثر من ساعتين ونصف قبل مقايضة الأموال بهولي. ذهب إلى المرآب، ووضع المال في صندوق سيارة الهوندا. وضع المسدس ومسدس التايزر في جيب التخزين لباب السائق. خرج من المرآب إلى الممر، لكنه ضغط على الفرامل فجأة فيما قفز أحد على نافذة السائق. أدار رأسه إلى اليسار واكتشف أنه وجه لوجه مع التحري تاغارت.

حدق ميتش إلى التحري لوقت طويل قبل أن ينزل نافذة السيارة. فقال تاغارت: هل تملك الوقت لي ؟  قال ميتش: حسناً، لدي موعد مع الطبيب. إجلس معي في السيارة. ولكن لِمَ أنت هنا يا حضرة الملازم ؟ فقال: جئت لرؤية أخيك، ولكنه لم يفتح الباب. فقال ميتش: إنه غائب في فيغاس، ولكن لماذا تريده ؟ فقال تاغارت: رقم هاتف أخيك في دفتر عناوين جايسون. فقال ميتش: لا أعرف ما السبب. قال تاغارت: كيف حال السيدة رافيرتي ؟ هل ارتاحت من الصداع ؟ حينها شعر ميتش أنه مكشوف تماماً فقال: أوه، نعم. إنها تشعر بالتحسن.قال تاغارت: أتتذكر يا ميتش أنك كنت تتحدث عبر الهاتف مع زوجتك حين قتل جايسون، أنت قلت لي هذا ؟ وقلت إنها اتصلت بك لإخبارك بأنها ستغادر العمل باكراً بسبب صداع الشقيقة. فقال ميتش: نعم. وتحققت من ساعتي وكانت تقريباً الحادية عشرة وثلاث وأربعين دقيقة. فقال تاغارت: لكن السكرتيرة نانسي فارسان تقول إن السيدة هولي اتصلت باكراً صباح أمس لتقول إنها مريضة، ولم تذهب إطلاقاً إلى المكتب. وتقول أيضاً إنك اتصلت بها في الثانية عشرة وخمس عشرة دقيقة لتسأل عن هولي. ميتش .. أين زوجتك ؟
نظر ميتش إلى تاغارت وقال: قبل أن أخبرك أين هي هولي، أريد وعداً. قال تاغارت: أنا مجرد شرطي، أستطيع إعطاء وعود كاذبة. فقال ميتش: الوعد الذي أريده، حين تسمع جوهر الموضوع، تتصرف بسرعة، ولا تبدد الوقت في معرفة التفاصيل. فقال تاغارت: الشيطان يكمن في التفاصيل ميتش. ولكني أعدك أني سأبذل ما بوسعي لأجلك. حينها أخذ ميتش نفساً عميقاً. قال: تم خطف هولي. إنها محتجزة مقابل فدية. يريدون مليوني دولار وإلا سيقتلونها. لقد قتلوا جايسون أوستين ليظهروا لي جديتهم. أخافوني وخفضوا في الوقت نفسه تقسيم الحصص من خمسة إلى أربعة. حاصروني تماماً، ثم أرسلوني إلى أخي لإحضار المال. سأل تاغارت: هل يملك أنسون هذا المبلغ؟ قال ميتش: لقد أنجز أنسون ذات مرة عملية جرمية مع جايسون أوسيتن، وجون كنوكس، وجيمي نول، وإثنين آخرين لم أسمع أبداً اسميهما. قال تاغارت: وما كانت العملية؟ قال ميتش:  لا أعرف ما هي العملية. لم أكن أعرف أن أنسون متورط في هذه القذارة. المهم... أن أنسون خدعهم في الحصة، واكتشفوا ذلك لاحقاً. فخطفوا زوجتي ليصلوا إليه عبري. تصوروا أنه لا يريد أن يراني وأنا أخسر زوجتي. ولكن أنسون كان سيئاً، فسلّمني إلى بعض الأشخاص لقتلي. وحصلت بعض المشاكل معهم. وأعطاني أنسون في النهاية المال. قال تاغارت: أين هو أنسون الآن؟ قال ميتش: في المنزل مقيّد. المقايضة ستتم في الساعة الثالثة، وأظن أن الخاطفين قتلوا بعضهم ولم يبق سوى جيمي نول حالياً يحتجز هولي. فقال تاغارت: ميتش, الخطف جريمة فيدرالية. علينا إبلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالي. وبما أننا نملك ساعتين فقط من الآن، لن يتمكنوا من إرسال فريق متخصص إلى المكان. وسيرغبون في أن نتولى نحن المهمة. نحن جيدون. فريق مكافحة الإرهاب عندنا من الطراز الأول. فقال ميتش: أظن أنك أفضل من يدير المهمة. ابتسم التحري وقال: حسناً. إذاً، سنستعيد زوجتك.

أخذ ميتش تاغارت إلى أنسون حيث كان مكبلاً جالساً وسط البول. حينها ضرب ميتش التحري تاغارت على رأسه فوقع على ركبيته وسقط على الأرض. قال ميتش: أنا آسف. ثم انطلق. كان أسوأ ما قد يحصل له هو أن يتم اعتقاله أو قتله من قبل الشرطة. لقد قاس كلفة خياراته واختار اللعبة الأفضل. لا يهتم الآن لما قد يحصل له باستثناء أنه إذا حصل أي شيء له، ستبقى هولي وحدها.

استيقظتْ هولي بعد وقت غير معروف من النوم. كانت ساكنة في عتمة مطلقة، لكنها عرفت أنها ليست لوحدها. طمأنها قائلا: هذا أنا. كنت أراقبك وأنت نائمة. من الجميل التواجد معك في العتمة المطلقة. هل أنت خائفة ؟ فقالت من غير تردد: لا. قال: حان وقت الذهاب. ستكون فديتك مليوناً وأربعمئة ألف دولار، وعندما أحصل على المال، يكون الوقت قد حان لتتخذي قرارك. ربط معصميها بوشاح من الخلف. وعصب عينيها بوشاح آخر. قالت: لم تكن أبداً فظاً معي. فقال: علينا الذهاب الآن.
وضعها في صندوق السيارة وانطلق بها. استمرت الرحلة خمس عشرة دقيقة تقريباً، وكانت هولي، المعصوبة العينين والمقيدة، مشغولة جداً في التخطيط للتفكير في الصراخ. وبعد قليل وصلوا إلى المكان. فتح قفل الباب وساعدها على الخروج. للمرة الأولى منذ أكثر من أربع وعشرين ساعة، شعرت بالشمس على وجهها. كان الإحساس بالشمس رائعاً جداً بحيث أرادت البكاء. قادها إلى الداخل. قيدها بالسلاسل، وفك الوشاح الذي ربط به يديها والوشاح الذي عصب به عينيها. اكتشفت أنها في منزلٍ قيد البناء. تساءلت: أين نحن ؟ فقال: في منزل تورنبريدج.

أوقف ميتش سيارة الهوندا في كراج سيارات محل الذخيرة، ونزل لشراء ذخيرة للمسدس. وعندما هم بالخروج من المحل شاهد رجل أمن بجانب الهوندا. فتركها في مكانها، ثم تسلل وأخذ كيس الدولارات من صندوق السيارة وهرب بعيداً عنها بسرعة كبيرة. استراح تحت غصن شجرة إلى أن سمع صوت المروحية في الجو, لا بد أن تاغارات استعاد وعيه وبلّغ عنه. إنهم يبحثون عنه من الجو. سمع صوت الهاتف، فتحه وقال: أنا ميتش. فقال جيمي نول: هل أنت متفاءل ؟ فقال ميتش: نعم, دعني أتحدث إلى هولي. فقال: ستراها قريباً. ولكني اتصلتُ لأخبرك أني نقلت الموعد من الثالثة إلى الثانية. فقال ميتش: لا يمكنك فعل هذا. فقال الرجل: لقد فعلته. دعني أخبرك شيئاً ميتش. أنا لا أعيش من أجل المال. أملك بعض المال. هناك أمور تعنيني أكثر من المال. إذاً الموعد الجديد في الساعة الثانية. إذا لم تكن حيث يفترض بك أن تكون في تمام الثانية، ينتهي الأمر. لا فرصة ثانية. فقال ميتش: حسناً.




عاد الخاطف إلى هولي مجدداً. ارتدى سترة قصيرة من الجلد، وزوج قفازات رقيقة. قال: سيكون ميتش هنا في غضون أقل من عشرين دقيقة. سيحضر المال إلى هذه الغرفة، ويأتي بعدها الوقت لاتخاذ القرار.

بحذاء مليء بالوحل والأوراق الرطبة، وثياب مجعدة ومتسخة، وكيس نفايات أبيض محمول بين ذراعيه وملتصق بصدره كما لو أنه طفل غالٍ، وعينين ساطعتين جداً باليأس بحيث يمكن أن يكونا مصباحين لطريقه لو هبط الليل، أسرع ميتش إلى حافة الطريق السريع. فيما اقترب ميتش من محطة وقود، انحرفت سيارة كاديلاك عن الطريق السريع، وتوقفت أمام إحدى مضخات المحطة. خرجت منها امرأة شقراء طويلة، لتدخل إلى المتجر الصغير، تاركة باب السائق مفتوحاً. أسرع ميتش إلى السيارة. المفاتيح موجودة في الداخل. جلس وراء عجلة القيادة، وأغلق الباب، وشغل المحرك، وانطلق على الطريق السريع.

عند الساعة 1:56 وصل إلى المنطقة التي يقع فيها منزل تورنبريدج غير المشيّد. دخل ميتش بالسيارة إلى المكان، وخرج منها تاركاً الأبواب كلها مفتوحة. توقف هناك، وانتظر رن الهاتف. رن الهاتف. تلقى الإتصال، وقال: أنا ميتش. قال جيمي نول: إنها الساعة الثانية والدقيقتان. أوه، مضت دقيقتان. لقد تأخرت ! ولكن هيا ادخل المنزل عبر الباب الأمامي. إبق على الهاتف.
كانت ردهة الإستقبال هائلة. طلب منه جيمي أن يذهب إلى غرفة الجلوس، ففعل. كانت الرؤية مذهلة جداً. حينها قال جيمي على الهاتف: هناك باب عريض أمامك، وهذا الباب يفضي إلى ممر، والممر يصل غرفاً أخرى ويؤدي إلى المطبخ. إنها في المطبخ. لكن لا تقترب منها. فقط توقف داخل المطبخ. تاق ميتش بشدة إلى رؤية هولي. عندما دخل ميتش المطبخ، رآها فجأة، وتضخم قلبه، وجف فمه. كل ما عاناه، كل الألم الذي عاشه، كل الأشياء المريعة التي فعلها أصبحت في تلك اللحظة تستحق العناء.

دخل ميتش إلى الغرفة. ثيابه رثة. شعره متطاير بفعل الريح. وجهه أضاع كل لون. ولكنه جميل. قال المجرم، الذي كان يقف بجانب هولي، لميتش: تقدم إلى الأمام ببطء، وضعْ الكيس على الأرض، واركعْ أمام الكيس. ففعل ميتش ذلك. ثم صمت المجرم وبعدها قال: ميتش لو أتيحت لزوجتك فرصة تحقيق حلم شخصي لم يخطر في بالها, فرصة التنور، الترقي، لرغبتَ حتماً في أن تجعلها تلحق بذلك المصير الأفضل. لم يعرف ميتش ماذا يقول، لكن هولي عرفت، لقد حان الوقت. فقالت هولي: تلقيتُ إشارة أن مستقبلي هو في نيومكسيكو. اقتربتْ هولي من المجرم وأمسكت بمسمار، كانت قد انتزعته من الأرضية الخشبية، ومررته فوق وجه المجرم فثقبت تجويف وجنته. صرخ، ومد لسانه، وتراجع بعيداً عنها، وانطلقت النار من مسدسه بعشوائية فدخلت الرصاصات في الجدران. تحرك ميتش مسرعاً، حاملاً مسدسه، وأطلق الرصاص إلى جسد جيمي. دخلت ثلاث إلى أربع طلقات في سترته. تراجع جيمي إلى الخلف، تعثر، ومال إلى جانبه ثم سقط على وجهه. لم يكن ميتش فخوراً بما فعله لاحقاً، ولم يستمتع أبداً به. داس فوق الرجل، وأطلق عليه النار مرتين في الظهر. سأل ميتش: هل من أحد آخر؟ قالت هولي: فقط هو. حينها طارت هولي نحوه، ووضعت ذراعيها حوله. لم يمسكها ميتش قبلاً بهذه القوة، بمثل هذه الوحشية الجميلة. ثم قال: دعينا نخرج من هنا. فك قيودها، حمل كيس مال الفدية وخرجا من المبنى.
في الصيف الذي أصبح فيه عمر أنطوني ثلاث سنوات، احتفلوا بذكرى ميلاد ميتش الثانية والثلاثين بإقامة حفلة في الفناء الخارجي. باتت شركة الأخضر الكبير تملك ثلاث شاحنات الآن، وهناك خمسة موظفين إضافة إلى إيغي بارنز. لقد جاءوا جميعاً مع زوجاتهم وأولادهم. وبالرغم من أن دوروثي جاءت بعد أنطوني بإثني عشر شهراً فقط، لم ينتقلوا إلى منزل أكبر. لقد ترعرعت هولي هنا. فهذا المنزل هو تاريخها. سيشيدون طابقاً ثانياً قبل أن يولد ولد ثالث.

جاء ساندي تاغارت، أيضاً، مع زوجته وابنتيه. وجاء بجريدة اليوم، متسائلاً إن كان ميتش قرأ الخبر: جوليان كامبل، بين الحكم والإستئناف، وُجد مذبوح الحنجرة في السجن. وبالرغم من أن أنسون موجود في سجن مختلف عن ذلك الذي أرسل إليه كامبل، إلا أنه سيسمع حتماً بالخبر، وسيجعله ذلك يفكر، في ما يعمل محاموه على تأجيل الحكم بإعدامه.

لاحقاً، بعدما غادرت الفرقة الموسيقية ورحل كل الضيوف، طلب ميتش من هولي الرقص على موسيقى الراديو، بعد أن أصبحت الحلبة الآن كلها لهما. أمسكها بالقرب منه، ولكن ليس بقوة، لأنها هشة جداً. وفيما رقصا، زوجاً وزوجة، وضعت يدها على وجهه، كما لو أنها لا تزال مذهولة كل هذا الوقت كيف أعادها إلى المنزل. قبّل يدها تحت مجموعة رائعة من النجوم .



                                            النهاية.



تفاعل :

تعليقات