القائمة الرئيسية

الصفحات

تلخيص رواية: لغز الكاريبي: أجاثا كريستي. إعداد وإشراف: رجاء حمدان.


لسماع الرواية والاشتراك بالقناة ..قناة راجوشو ...الرابط التالي : 


"راجو شو يقوم بتلخيص الروايات بإسلوبه المستقل عن الرواية الاصلية بما يتناسب مع حقوق النشر وحقوق الملكية الذي ينص عليها قانون حقوق النشر واليوتيوب """"


تلخيص رواية: 

 لغز الكاريبي: أجاثا كريستي. 
إعداد وإشراف: رجاء حمدان.







 



قال الرائد بلجراف: دعيني افسر لك كل هذا اللغو الذي يدور حول كينيا, لقد قضيت أربعة عشر سنة من حياتي هناك, وهي بالمناسبة كانت من أفضل اعوام عمري أيضاً. وبينما استمر الرائد بلجراف يسهب في سرد ذكريات حياته الممله وغير الممتعة , استغرقت الآنسة ماربل في أفكارها بهدوء وسكون . كانت الافكار فى راسها تسرح في عالمها الخاص , ووتحاول أن تحظى بالمتعة في الزرقة الغامقة للبحر الكاريبي .
 واستمر الرائد بلجراف في سرد قصصه المنقحة عن العادات القبلية بينما بقيت هي في أفكارها عن ابن شقيقها ريموند الحنون. 

إن ريموند ويست روائي كبير , ويجني دخلاً كبيراً لا باس به من عمله هذا , ولقد قام بكل ما يمكنه فعله تجاه عمته لكي يجعل حياتها أكثر راحة وبهجة , فعندما مرضت عمته خلال الشتاء الماضي واصيبت بالتهاب حاد في رئتيها , ونصحها الطبيب بان تتعرض لأشعة الشمس , اقترح ريموند على عمته أن تقوم بالذهاب برحلة إلى جزر الهند الغربية. وبمجرد وصولها إلى هناك كان آل كندال الذين يقومون برئاسة الفندق الذي نزلت فيه , وهم أشخاص لطيفون جدا , وقاموا بالاتصال وطمئنوا ريموند من جهة الإهتمام بعمته وهي في الفندق . كانت مولي كندال فتاة بيضاء في العشرين من عمرها, وكانت تتمتع بروح مرحة ودودة . وزوجها تيم كندال, وهو رجل ضعيف الجسم , قد رحبا بالآنسة ماربل ترحيباً كبيرا بناءاً على توصية من إبن أخيها ريموند. نعم, إن الجو دافيء و جميل , ومفيد للغاية لمرض الروماتيزم في عظامها الذي تعاني منه , والمشهد مقابلها رائع , ولكن على الرغم من كل ذلك كانت تجد وضع الحياة هنا غيرمسلى وممتع إلى حد ما. 

أفاقت الآنسة ماربل من خواطرها, وسألت الرائد بلجراف: إنني أتساءل, ألا تجري أحداث او أي شيء هنا ؟ فقال بلجراف: أوه, تجري هنا الكثير من الاشياء , الكثير من الفضائح. لقد كانت هناك حادثة قتل منذ عامين هنا. رجل يدعى هاري ويسترن. هزت الآنسة ماربل رأسها بدون اي اهتمام لما قاله . فلم يكن هذا النوع الذي تفضله من الجرائم . فلقد نشر هذا النبا في الجرائد بكثرة . 

كان من الواضح أن هاري قد أطلق الرصاص على كونت دي فيراري عشيق زوجته , وكان من الجلي جدا والواضح أنه قد دفع رشوة لأحدهم كي يثبت حجة غيابه عن مكان الجريمة وقت حدوثها . واستمر الرائد بلجراف يقول: بمناسبة الحديث عن الجرائم , لقد تعرضتُ ذات مرة لمسالة غريبة. ففي أحد الأيام كان بعض الرجال يتكلمون في احد الاماكن , وبدأ أحدهم بسرد حكاية غريبة . كان هذا الشخص يعمل بمهنة الطب , وهذه واحدة من قضاياه .إذ حضر اليه شاب في أحد الأيام يقول إن زوجته قد قامت بشنق نفسها, ولم يكن فى بيته هاتف, ففعل الشاب كل ما في مقدوره لان يساعدها , ثم انطلق مسرعاً بسيارته ليعثر على اي دكتور , ولكن الزوجة في حينها لم تكن ماتت بعد, ومن الواضح أن الشاب كان مغرما بزوجته , فقد كان يصرخ مثل طفل . كان الشاب قد لاحظ غرابة تصرفات زوجته لمدة من الزمن , فقد كانت تنتابها نوبات من الاحباط و الاكتئاب , وبعد مرور شهرمن تلك الحادثة عادت الزوجة وتناولت جرعة من الحبوب المنومة وفارقت الحياة. 
ولكن بعد حوالي عام كان هذا الدكتور يتبادل الحديث مع دكتور آخر مخبراً إياه عن سيدة حاولت إغراق نفسها , وأن الزوج إستطاع ان يخرجها وينقذها , وبعد بضعة أسابيع قتلتْ ذاتها بالغاز. نفس القصة تقريباً , قال الطبيب الأول للطبيب الاخر , وأضاف الدكتور الأول لقد كان الزوج إسمه جونز . فقال الطبيب الاخر إن إسم الشاب الذي في قصته هو روبنسون . وعندها, نظر الطبيبان إلى بعضهما البعض وقالا إن هذا مدهش و صادم جداً . بعد ذلك أخرج الدكتور الأول صورة للزوج ليريها للطبيب الثاني. نظر الدكتور الثاني في الصورة وقال : أنا متأكد من أنه هو نفس الشخص . وقد اختفى السيد روبنسون أو جونز . حينها قالت الآنسة ماربل : هل تحتفظ بالصورة ؟ أحب أن اشاهد صورة القاتل ؟ فقال الرائد: اجل . وأخذ يفتش في محفظته المكتظة بشكل كبير .



 أخرج صورة فوتوغرافية صغيرة من المحفظة , وكان على وشك أن يمسكها إياها عندما توقفت حركته . وأخذ ينظر بتمعن جهة كتفها الأيمن , وبعد ذلك جاء صوت وقع خطوات شخص وأصوات أشخاص آخرون يتحدثون بالقرب منهما . فقال الرائد بلجراف: حسناً, ثم وضع الصورة في معطفه . حينها قدم أربعة أشخاص من الفندق و استطاعت ان تعرفهم الآنسة ماربل بمجرد رؤيتهم . فقد كانوا إدوراد وزوجته إيفلين, و جريج وزوجته الشقراء لاكي . وعلمت الآنسة ماربل أنهما عالما في الاشجار , ويهتمان بالطيور أيضاً . كانت أمسية صاخبة و مرحة في فندق جولدن بالم. جلست الآنسة ماربل على مائدتها المنزوية وظلت تنظر حولها بكل تدقيق وتمعن . ثم بدأتْ جوقة الطبول الموسيقية في العزف. وعلى مائدة قريبة منها كان يجلس بريسكوت , رجل الدين , و شقيقته . طلب بريسكوت و شقيقته من الآنسة ماربل أن تنضم إليهم لتحتسي القهوة معهم , فقبلت الدعوة . قام آل بريسكوت بتعريف الآنسة ماربل على بعض الأشخاص الذين أمضوا فترة أطول في هذا الفندق. 
فتعرفت إلى الرجل الكبير في السن فاحش الثراء, السيد رافيل , , وسكرتيرته إستير والترز الأرملة . وخادمه الخاص أو الذي يعتني بصحته وإسمه جاكسون. فالسيد رافيل مصاب بالشلل لايقوي على الحركه . وقالت السيدة بريسكوت: وهناك السيد جريجوري دايسون وزوجته لاكي, وهذا الرجل طويل القامة الكولونيل إدوارد هيلنجدون وتلك المرأة سمراء البشرة زوجته إيفلين, وكلاهما عالما نبات . تم إحضار الإفطار في اليوم الذي يليه إلى الآنسة ماربل في فراشها كالعادة. كان قد انقضى من الوقت على حضور الآنسة ماربل إلى الجزيرة سبعة ايام . تناولت الآنسة ماربل إفطارها ثم جهزت برنامج بعد ذلك لكيفية امضاء يومها . 

نفذت الآنسة ماربل برنامجها و خلصت يومها كما خططتْ له، ثم سارت في ممر الفندق حيث رات هناك مولي كندال . كانت مولي عابسة و مضطربة , وهذا ما جعل الآنسة ماربل تقول لها: عزيزتي, هل هناك خطب ما ؟ فقالت مولي: حسناً, أن الرائد بلجراف قد مات ! فقالت الآنسة ماربل: كيف حصل هذا !! لقد كانت حالته حسنة وكان يبدو مبتهجاً وسعيداً يوم امس . فقالت مولي : لقد كان يعاني من ارتفاع في ضغط الدم . وربما لم يأخذ ادويته , أو أخذ الكثير منها. لقد حضر الطبيب جراهام , وجاء المديرون المحليون لاستخراج شهادة الوفاة, و مشى كل شيء في طريقه المعهود . جلست الآنسة ماربل في مكان ظليل من شباك الفندق.
 أخرجت خيوطها وبدأت تحيك بسرعة. ظلت تدير في عقلها ما جرى ليلة الامس . لقد كانت كل أحاديث الرائد بلجراف طبيعية . حدّثها عن الجرائم التي جرت , وعن قضية انتشر صيتها هنا , وشرع في البحث عن صورة المجرم في محفظته ليريها لها , ولكنه فجاة توقف , وأخذ يحدق في شيء ما خلفها, ثم بدأ في إعادة كل شيء إلى محفظته بيدين مرتجفتين . وبعد لحظات انضم إليهم آل دايسون وآل هيلنجدون . بقيت الآنسة ماربل تفكر في الأمر بعمق حتى حان موعد الغداء.

 وبعد الغداء, ارسلت خطاب طلبت فيه أن يتكرم دكتور جراهام بزيارتها لأن حالتها الصحية ليستعلى ما يرام . كان الدكتور جراهام رجلاً رزيناً وكبيراً في السن ولكنه ودوداً كان يبلغ من العمر الخامسة والستين, والآن هو شبه متقاعد . قالت له الآنسة ماربل إنها تعاني من آلام في رجلها , فوصف لها العلاج الملائم . ثم تنحنحت الآنسة ماربل وقالت : أريد أن أسألك شيئاً أيها الدكتور , في الأمس كنت اتكلم إلى الرائد بلجراف , لقد تحدث عن اسرته , وحدثته عن أبناء وبنات شقيقاتي , وجعلته يرى صورة لأحد أبناء شقيقاتي . كان الرائد ينظر إلى الصورة عندما جاء آل دايسون وآل هيلنجدون . لقد تحدثنا جميعاً, وكان الحديث ممتعا . 
وبدون وعي وضع الرائد الصورة في معطفه وأعاد المحفظة في جيبه. لم اهتم للأمر في حينها, والآن ارغب في أن استرجع الصورة, فتلك هي النسخة الوحيدة للصورة . فقال الدكتور: سأقوم بمقابلة قصيرة مع رجال البوليس المحليين غداً, وسيأتي مندوب من مكتب الحاكم ليكون مسؤولا عن فحص أوراقه والآثار قبل الإتصال بأقاربه , و ساتي لك الصورة. فقالت الآنسة ماربل : أنت لطيف جداً يا دكتور, أنت حقاً لطيف جدا . في اليوم التالي تليت أدعية الجنازة على جسد الميت ، وحضرت الآنسة ماربل الجنازة بصحبة الآنسة بريسكوت . تلا السيد بريسكوت الأدعية , وبعد ذلك مشت الحياة بشكل طبيعي . في الحقيقة لم تكن الآنسة ماربل حزينة على الرائد ولكنها احست بافتقاده . في ظهيرة يوم الجنازة, جاء إليها الدكتور جراهام وقال وهو يعتذر ويتاسف : لم نعثر على صورتك تلك, لم تكن هناك في محفظته إلا صورة له . ثم ألقى الدكتور السلام عليها ورحل . 

ظلت الآنسة ماربل تتأمل في منظر البحر و النخيل . وأخذت تفكر هل كانت تلك مصادفة أن يتوفى في تلك الليلة بالتحديد ؟ كان الوقت في وضح النهار على البحر المقابل للفندق . خرجتْ إيفلين هيلنجدون من المياه وألقت بجسمها على الرمال الدافئة الذهبية . إلى جانبها كانت تستلقي سنيورا دي كاسبير , وهي امرأة جميلة جدا من فنزويلا, وعلى يسار إيفلين كان هناك السيد رافيل . وإلى جانبه إستر والترز معاونته , التي كانت دائماً ما تحمل دفترها وقلم رصاص في حقيبتها . كانت أيضاً هناك الآنسة ماربل . كانت كالعادة جالسة تحيك وتستمع إلى ما يحدث . قالت ماربل لإيفلين : ما زال من الممتع جدا أن يكون المرء هنا ! أجابت إيفلين : لقد جئت إلى هذه الجزيرة مرة أو مرتين. نحن ننتقل مع اصحابنا آل دايسون . قالت ماربل: لا بد أنك قد خضت بعض المغامرات الممتعة أثناء سفرك , فالرائد بلجراف قرصه ثعبان في أحد المرات. قالت إيفلين: لم أصادف ما هو أسوأ من قرصة الحشرات . اشترك السيد رافيل في الكلام وقال: هذا الرجل الكبير المزعج , إنه أحمق . لم يكن ليموت لو كان يعتني ويهتم بنفسه بصورة سليمه . 
فقالت السيدة والترز: لقد كان يعاني السيد بلجراف من ارتفاع ضغط الدم .
 فقال رافيل: هذا كلام فارغ . لم يكن يعاني من ارتفاع ضغط الدم , لقد قال لي هذا . 
فقالت الآنسة ماربل: ولكنه كان ياخذ بعض الادوية من أجل هذا, كما أعتقد. اعتقد أنه عقار السيرينايت ؟ 
فقال السيد رافيل : المشكلة هي أن كل الأشخاص فضولين ليعرفوا أمراض الآخرين . لو قال أحدهم إنه لا يعاني من شيء , إذن فهو بالفعل لا يعاني من شيء . قالت فيكتوريا جونسون: هل استطيع ان اتحدث اليك يا سيدة مولي كندال ؟ 
قالت مولي : بالتأكيد نعم . كانت فيكتوريا فتاة طويلة القامة تبدو عليها السعادة والبهجة . أغلقت الباب ورائها ثم قالت : ارغب في أن أقول لك شيئاً يا سيدة كندال . لقد كانت هناك زجاجة ادوية في حجرة الرجل الذي مات , الرائد بلجراف.
 لقد سألني الدكتور عنها. ولكن تلك الأقراص لم تكن متواجدة من قبل, لم انتبه الى هذه الأقراص , أقراص السيرينايت من قبل .
 قالت مولي: إذن ماذا تظنين .
 قالت فيكتوريا : لا أعرف ماذا اظن . قالت مولي: سوف أقوم بتحرياتي يا فيكتوريا , لا تقلقي. وأهم شيء في الأمر هو ألا تبداي بنشر هذه الشائعات الحمقاء . أخبرت مولي الدكتور جراهام وزوجها تيم ما اخبرت به فيكتوريا , والتي كانت مسؤولة عن تنظيف حجرة الرائد بلجراف.
 فقال الدكتور : سأتكلم مع فيكتوريا . وعندما تكلم الدكتور مع فيكتوريا قال لها : إن الحبوب التي وجدناها هي دواء حسن , والأهم من ذلك أنه دواء مهم , وهو الدواء الملائم الذي يجب أن يأخذه الانسان الذي يشكو من أعراض ارتفاع ضغط الدم . 
قالت فيكتوريا : لقد أزحت عن كتفي حملاً ثقيلاً . ولكن لم ينزح هذا الحمل عن دكتور جراهام . و صار القلق الذي يعاني منه أكثر وضوحاً و واقعية .



 جلستْ الآنسة ماربل بالقرب من إستر والترز وأخذت تتكلم معها. وتطرق الكلام إلى الرباعي محبي الطبيعة , آل هيلنجدون وآل دايسون . فقالت إستر: لقد جاء آل هيلنجدون في اخر ثلاث او اربع اعوام على الأقل . ولكن جريجوري دايسون جاء إلى هنا منذ وقت اطول من هذا. جاء مع زوجته الأولى . لقد كانت صحتها ليست بالجيدة , ثم ماتت . اظن أنه كانت هناك مشكلة ما . لقد فهمت أنهما لم يكونا مع بعضهما على احسن حال . ومن ثم تزوج هذه المرأة لاكي .
 انتقلتْ ماربل إلى موضوع ثاني فقالت : إن ما جرى للرائد بلجراف أمر مؤسف محزن .كان هناك حكاية مغرماً بسردها , عن مجرم . أعتقد أنه قصها عليك أليس كذلك؟ فقالت إستر: لقد قال العديد من الحكايات , ولا يستمع الانسان إليه على الدوام . فقالت ماربل: لقد كانت معه صورة تعوّد أن يطلعها للناس .
 فقالت إستر: اظن أنه أراني إياها.. ولا اقدر أن أتذكرها . هل اطلعك عليها ؟ فقالت ماربل: لا, لم يرني إياها. فقبل أن يطلعني عليها قاطعنا أحدهم . 
بدأت الآنسة بريسكوت في الحديث , بصوت منخفض وناظرة حولها بكل اهتمام . قالت: الحكاية التي سمعتها , اعتقد أنه كانت هناك فضيحة ما عندما كانت زوجته الأولى ما تزال على قيد الحياة ! من الجلي جدا أن تلك المرأة لاكي , التي اظن أنها كانت إبنة عم زوجته الأولى , قد أتت إلى هنا وانضمت إليهم . و اقترن بها بعد شهر من موت زوجته الأولى . الناس تتكلم عن أن الطبيب كان يشك في موضوع ما . ولكنها مجرد شائعات . حينها جاء جريجوري دايسون الى جانب ماربل متجهاً ناحية الفندق , ملوحاً لها بكل فرح . فابتسمت له بلطف , وأخذت تحلل وتفكر أن كل شيء يوحي بأن حكاية موت زوجته الأولى , هي ذاتها الحكاية التي رواها الرائد بلجراف. 
 رأت ماربل السيد رافيل يجلس وحيداً منعزلا فاتجهت إليه وقالت له : أتساءل إذا كان الرائد بلجراف قد قص عليك حكاية تدور حول جريمة قتل ؟ فقال السيد رافيل: لقد بقي يتكلم عن تلك المرأة ذات الشعر الذهبي الجميلة التي قتلت زوجها , ثم وضعته في فرن الغاز , ثم قالت إنه قتل نفسه . حينها جلست ماربل وهي مصدومة . فمن الواضح أن الرائد بلجراف امضى حياته وهو يتحدث عن حكايات ووجرائم القتل . 

تركت ماربل السيد رافيل و ذهبت إلى الفندق. رأت الطبيب جراهام جالساً على واحدة من الطاولات , فذهبت إليه وقالت له : يجب أن اتاسف إليك يا دكتور جراهام . لقد كذبت عليك في موضوع صورة إبن أخي , فلم يكن هناك شيء كهذا , لقد اختلقت تلك الحكاية . ثم قالت له بكل وضوح ما حدث , وكيف كان الرائد على وشك أن يريها تلك الصورة, وكيف كان ارتباكه المفاجيء . وأنه مات في اليوم الذي يلي ذلك واختفت الصورة تلك . فقال لها : هل تظنين أن الصورة التي كان على وشك أن يطلعك عليها كانت هي صورة القاتل ؟ قالت ماربل: هذا ما قاله . قال الطبيب : هل ما تذكريينه الآن صحيح ؟ فقالت له: طبعاً صحيح ، أنا أتعجب من شكك بي . إن ما أقوله لك الآن صحيح . لقد ظننت أنني يجب أن اقول لك ما حصل . وأنه يجب أن تحظى بأكبر قدر ممكن من التفاصيل , في حالة إذا ما قررت أن تفعل أي شيء بشأن هذا الموضوع . 

 جلس الدكتور جراهام في مكتب الحاكم في جيمس تاون في مقابلة مع صاحبه دافنتري . فقال له الأخير: أنت تظن أنه ربما يكون هناك شيء مريب في الامر وغير سليم في موت العجوز بلجراف ؟ وانك لم تعد الآن موقنا من أن أسباب الموت عادية ؟ قال جراهام: لم أكن لأفكر في أي شيء غير طبيعي أبداً في موته , لولا موضوع اختفاء تلك الصورة . قال دافنتري: ولكنك الآن يا جراهام تعتمد, , على قصة خيالية من امرأة عجوز بصورة كبيرة أعتقد أنه علينا أن نفعل شيئاً, ولكن لو سألتني, فإن هذا الموقف ليست به أية شبهة إجرامية ! فقال الطبيب جراهام : أتمنى من قلبي أن يكون الموضوع كذلك . 

كان جريجوري دايسون على وشك ان يدخل الى كوخه عندما سمع صوتاً يتحدث إليه من خلفه من وراء إحدى الشجيرات . أدار وجهه فرأى فيكتوريا فجأة . قالت: سيد دايسون, لقد جلبت لك زجاجة أقراص السيرينايت الخاصة بك , وجدتها في حجرة الرجل العجوز الذي مات. فقال دايسون: وجدتها في حجرة الرائد بلجراف ؟ فقالت : نعم , لقد أعطوني كل الأشياء التي كانت في حمام حجرته لارميها بعيدا . ولكنني لم أرم بهذه الزجاجة لأنها تخصك , أنت قد اضعتها . أتذكّر , أنك سألت عنها قبل ذلك. ولكنك لم تفقدها , لقد أخذها أحدهم من حجرتك ووضعها في حجرة الرائد بلجراف. فقال لها بحدة : و كيف عرفت هذا ؟ فقالت: أنا أعرف. لقد رأيت كل شيء. لقد وضعها شخص ما في حجرة القتيل. والآن أنا أعيدها لك. 
ثم إستدارت وأسرعت مختفية في ظلام الشجيرات مرة ثانية . ذهبت مولي إلى الشاطيء وسحبت أحد المقاعد وجلست تنظر إلى البحربحزن . ثم ألقت برأسها بين يديها وانخطرت في نحيب عميق . وفجأة سمعت حفيفاً يدنو منها . نظرتْ للأعلى لترى السيدة إيفلين هيلنجدون تتطلع إليها . قالت لها إيفلين: ما الموضوع يا صغيرتي ؟ هل هناك خطب ما بينك وبين تيم ؟
 فقالت مولي: أوه , بالطبع لا . فقالت إيفلين: أنا فرحة جدا بهذا . تبدوان سعيدان دائماً مع بعضكما. فقالت مولي: ليس أكثر منكما . اظن أنه شيء رائع تلك السعادة التي تظهر عليكما أنت وإدوارد بعد اعوام الزواج الطويلة تلك . 
فقالت إيفلين: أوه, اتظنين هذا. إدوارد وأنا لا نتكلم مع بعضنا البعض حين نكون بمفردنا , وهذا الموضوع مستمر بيننا منذ ثلاث سنوات. هناك امرأة ثانية في الموضوع . إنها لاكي . اعلم أنهما يتغازلان كثيراً . لقد وقع تماماً في غرامها . لقد كان غبياً لدرجة أنه جاء و قال لي عن هذا . 
سألت مولي: هل أراد أن يهجرك ؟ 
قالت إيفلين: لدينا طفلان كما تعرفين . ونحن الإثنان مغرمان بهما بقوة , ولم نرد أن ندمر البيت . وبالتأكيد لم ترد لاكي أن يتم انفصالها عن زوجها . إن جريج رجل غني جدا , فقد تركت له زوجته الأولى أموالاً طائلة . لذا اتفقنا على أن نحيا و ونترك الآخرين يحيون . قالت مولي: كيف يمكنك ان تتحملي هذا ؟
 فقالت إيفلين : يتعود الانسان على أي شيء. ولكنني أرغب, , في أن أقتل تلك المرأة في بعض الأحيان. دعينا لا نتحدث عني . دعينا نتحدث عنك, ارغب في أن أعرف ما الموضوع يا مولي ؟ 
فقالت مولي: أنا خائفة, أنا في غاية الخوف من كل شيء, إنه احساس يكبر في قلبي . أشعر كما لو أن هناك شخصاً طوال الوقت يراقبني , يتجسس علي, شخص يمقتني ويكرهني.
 قالت إيفلين : هل يعرف تيم شيئاً عن هذا؟ هل قلت له ذلك ؟ قالت مولي: ليس حقيقة . تيم أيضاً قلق عليّ . فقالت إيفلين: ربما يكون هذا الموضوع نابع من أوهامك وخيالك , ولكن لا أزال اظن أنه يجب عليكِ أن تعرضي نفسك على دكتور . فقالت مولي : الدكتور جراهام لن ينفعني في شئ . في الحقيقة أن كل الأمور على افضل ما يكون , أنا فقط يجب ألا أفكر في هذا الموضوع . لقد تأخر الوقت , الآن يجب أن أذهب . ثم نظرت بحدة مبالغة وبشكل عدائي تجاه إيفيلين وأسرعت بالرحيل .

 بقيت إيفلين محدقة فيها بدهشة وتعجب وهي تنصرف. قال إدوارد لإيفلين : هل تمانعين من أن نلقي بكل هذا و نرجع الى بيتنا في إنجلترا ؟ فقالت: ماذا تقصد . هل أنت فعلاً ترغب في ان ترجع إلى إنجلترا وتترك لاكي ؟ فقال : إني أرغب في المغادرة من هنا . إذا لم افترق عنها قريباً فسوف أقتلها ! فقالت إيفلين : لماذا تقتل لاكي ؟ ؟ فقال: من أجل ما جعلتني أقوم به... لقد عاونتها في ارتكاب جريمة قتل . لقد طلبتْ مني أن اكتب لها وصفة طبية كانت عندها . 
قالت إيفلين: متى كان هذا؟
 قال إدوارد: منذ أربع اعوام انقضت . عندما كانت زوجة جريج الأولى. 
فقالت إيفلين: هل تقصد زوجة جريج الأولى "جايل"؟ هل تقصد أن لاكي سممتها ؟ 
فقال: نعم, وأنا عاونتها . قالت لي إنها قامت بفعل هذا بدافع الشفقة , لأن جايل كانت تعاني , لأنها استعطفت لاكي أن تجلب لها شيئاً لينهي حياتها . قالت إنه قتل رحيم !!!! إيفلين, يجب أن أخلّص ذاتي من الموضوع باكمله ! هذه المرأة تسخر مني حتى الآن بسبب ما عملته . هي تعلم أنني لم أعد اهتم لامرها , بل بدأت أكرهها, ولكنها تحسسني أني مربوط بها بالجرم الذي فعلناه سوية . 
فقالت إيفلين : سوف نرجع إلى إنجلترا ولكن ليس الآن, يجب أن نواصل حياتنا العادية , في الوقت الحالي, فهذا مهم. هل تفهم يا إدوارد ؟ لا تترك لاكي تعرف أي شيء عما نحن في طريقنا ان نفعله .

 شارفت الأمسية على ان تنتهي . وقف تيم بجانب حجرة الطعام متفحصاً البهو بعينيه , وقام بإطفاء بعض الأنوار التي تعلو الطاولات الفارغة . وإذا به يسمع صوتاً يتحدث من وراءه قائلاً : هل أستطيع ان اتكلم إليك للحظة يا تيم ؟ فأجفل تيم, ثم قال : أهلا يا إيفلين. هل هناك أي شيء اقدر أن أخدمك به ؟ فقالت له : إنني خائفة جداً على مولي . لا اظن أنها تبدو على ما يرام , يبدو عليها الاضطراب . كما اظن أنها تتعرض لنوبات نسيان , و صارت تخاف الناس . فقال تيم : أنا لاأثق بالأطباء النفسيين, لذا لن أعرضها عليهم ليسخروا منها .
 حينها استدارت إيفلين بخفة إلى الوراء , وفجأة سمعت صراخ تيم . نظرت بعينيها . كان تيم يتطلع باتجاه السلالم. ثم التقطت أنفاسها . كانت مولي تصعد السلم . كانت أنفاسها منقطعة وتغشاها تشنجات كبيرة , وجسمها يتمايل. أسرع تيم و لحقته إيفلين إليها. قال تيم: مولي, ما الموضوع ؟ 
فقالت مولي:.. إنها هناك بين الشجيرات. ركض تيم إلى الشجيرات , بينما طوقت إيفلين الفتاة بيديها ثم قالت: إجلسي يا مولي. من الأفضل أن تحتسي شيئاً ما . كل شيء سيكون على ما افضل ما يكون . 
قالت مولي : لا اعلم ما حدث. لا اقدر أن أتذكر . 

عاد تيم وكان وجهه مصفرا . نظرت إليه إيفلين متسائلة عما جرى . فقال : إنها إحدى فتياتنا . إسمها فيكتوريا على ما اعتقد . لقد طعنها شخص ما بسكين !! استلْقت مولي على فراشها , بينما وقفت الشرطة مقابلها . سألها الشرطي : الآن يا سيدة مولي كندال , قولي لنا كيف وجدت تلك الفتاة . فقالت بصوت خافت:, رأيت شيئاً أبيض بين الشجيرات, مستلق هناك , حاولت ان أرفعها, دم, دم غطى يدي . قال الطبيب روبيرتسون: لن تقدروا أن تحققوا معها الآن . عندما تكون مستعدة ساقول لكم ذلك . أخذ الشاب الوسيم الضخم , زوج فيكتوريا , ينظر إلى الأشخاص القاعدين حول الطاولة . ثم قال: أعترف أمام الله أن هذا كل ما اعلمه . ثم روى كل ما كان يعلمه وما قالته فيكتوريا . فقال المفتش : اظن أن الفتاة كانت تعلم شيئاً مهماً وخطيراً . لقد رأت شيئاً, حادثاً غريبا , من المحتمل أن يكون له علاقة بزجاجة الادوية . أعتقد أنها ملك السيد دايسون . من الأفضل ان نقابله .
 وحين دخل دايسون قال : لقد كانت فيكتوريا فتاة ودودة . الكل قد أحبها. ثم قال لهم حكاية زجاجة الأقراص التي لاقتها فيكتوريا في حجرة الرائد . ثم خرج جريجوري من حجرة التحقيق . حينها اندفع إلى حجرة التحقيق أحد الطباخين وقال : ارغب في أن أقول لكم شيئاً . لقد مرّتْ من المطبخ وكان معها سكين . كان هناك سكين في يدها , مرت من خلال مطبخي وخرجت من باب المطبخ إلى الحديقة. قال المحقق دافنتري: من هي التي تتحدث عنها ؟ فقال الطباخ : إنني اتكلم عن زوجة السيد كندال . لقد كان هذا الموضوع قبل العشاء , ولم ترجع مرة ثانية .

 تم التحقيق مع تيم كندال . سأله المحقق: ما الذي جعل مولي تذهب ناحية ممر الشاطيء؟ قال تيم: إن مولي في العادة ما تذهب نحو ممر الشاطيء لتنفّس عن ذاتها , بعد أن يقل ضغط فترة العشاء . قال المحقق : نعرف أن زوجتك لم تكن في الفترة الأخيرة على ما يرام . قال تيم : هذا كلام فارغ . إن زوجتي مولي بصحة جيدة , ولكن أزعجها وأقلقتها وفاة الرائد بلجراف قليلاً . فهي فتاة حساسة بطبيعتها. جلست إيفلين هيلنجدون رابطة الجأش و هادئة كالعادة على االمقعد الذي قادوها إليه . أخذت تجيب على الأسئلة التي كانوا يطرحونها عليها , وكانت تأخذ وقتها قبل ان ترد على كل جواب منها. وبعدها انتقلوا مرة ثانية إلى حجرة السيدة كندال ليأخذوا أقوالها . قالت مولي : لقد صرت بصحة حسنة . 



كان الأمرمروعاً و مخيفا . كنت أتمشي على ممر الشاطيء ثم انتبهت الى شيئاً أبيض بين مجموعة من الشجيرات , وتساءلت عما يكون فتوقفت و مسكت ب هذا الشيء, وكانت فيكتوريا مرمية على الأرض وحاولت أن أرفع رأسها فوجدت دماء على يدي . فقال لها المحقق : هل كنت تحملين سكيناً أثناء مشيك ؟ فقالت وقد بدت مصدومة : لماذا يجب أن امسك ب سكيناً ؟ فقال المفتش: أحد الموظفين رآك تحملين سكيناً في يدك عندما انتقلت من المطبخ إلى الحديقة؟ فقالت: ولكني لم أخرج عبر المطبخ , أنا متأكدة أنني لم اخرج عبر المطبخ . فشكرها المفتش و خرجت . 

قال المحقق دافنتري لزميله : إنني متأكد من أنها لا تقول لي بكل ما تعلمه . حدثت ماربل نفسها : يجب أن يتم القيام بشيء ما . حينها سمعت صوت السيد رافيل , يقول لها : مرحباً . طلب منها أن تتقدم اليه , فتقدمت نحوه . أشار السيد رافيل إلى مقعد مجاور ثم فقال لها: إجلسي, ارغب في أن أتحدث معك. هناك شيء غريب يجري في هذه الجزيرة. هل تعلمين يا أنسة ماربل , لقد أخطأت في حكمي عليك. هل تظنين أن الرائد بلجراف قتل ؟ فقالت : اخاف انني ظننت هذا بالفعل . قال السيد رافيل: حسناً, لقد قتل بالفعل . لقد علمت هذا من دافنتري . وما أقوله ليس سراً لأنه سيتم إعلان نتائج التشريح عما قريب . 
ما عرفته أنك أنت قد قلت شيئاً مهماً لجراهام , وجراهام قاله لدافنتري , ودافنتري راح للحاكم , وتم اعلام المباحث الجنائية , لذا تم فتح قبر الرائد . ووجدوا أنه حصل على جرعة كبيرة قاتلة من مادة تسمى دي فلور هيكساجونال ايثيلكربنزول . ولكن دعك من هذا , لقد ظنوا أنه كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم , لأنه كان في حجرته زجاجة أقراص للتحكم في ضغط الدم, و اظن أن الفتاة التي قُتلت فكتوريا نشرت خبر أن الزجاجة التي كانت متواجدة في حجرته هناك قد وضعها شخص ثاني , وأنها حقيقة خاصة ب جريج هذا . فقالت ماربل : لقد تم حبك خيوط القصة ببراعة فائقة . 
فقال السيد رافيل : والآن قولي لي ما الذي تعلمينه عن هذا الموضوع كله ؟ 
فقالت ماربل: بدأ الموضوع حين كان الرائد يروي لي قصة مجرم , وذكر لي أنه يحمل صورة هذا المجرم , وأخرج الصورة كي يريني إياها , ولكنه في نفس اللحظة رأى شيئاً ما , اعتقد أنه رأى شخصاً ما , فارجع الصورة قبل ان أرها وغيّر موضوع الكلام . وكان في نفس الدقيقة السيد والسيدة دايسون , والكولونيل والسيدة هيلنجدون قادمون الى ناحيتنا . وفي مجال بصره كان منزلك أيضاً. فقال لها : ولقد تحدث عن المجرم على أنه رجل ؟ فقالت : نعم . فقال: إذن هذا ينحي إيفلين ولاكي وإستر والترز جانباً . لذا فإن مجرمك هو دايسون أو هيلنجدون أو معاوني جاكسون . 
فقالت ماربل : أو أنت ! قال رافيل: لو أن المجرم هو أحد هؤلاء الثلاثة, فلماذا لم يتعرف عليه بلجراف الكبير في السن من قبل؟ إنسي هذا الامر . قالت ماربل: اظن أن هذا يبدو صحيحاً .
 في حكاية الرائد بلجراف لم يكن قد رأى المجرم شخصياً , لقد كانت تلك قصة قصّها له دكتور , وأعطاه الدكتور الصورة كنوع من الفضول . اظن أن ما جرى هو أنه أخرج الصورة ونظر إليها بدقة وتعرف على الوجه بشكل جيد ثم نظرإلى أحد القادمين نحونا في ذلك الوقت من مسافة قريبة ما, ليرى ذات الوجه , أو وجهاً آخر شديد الشبه , فانصدم وأعاد الصورة إلى محفظتة . 
حينها قال السيد رافيل : في الحقيقة من واجبي أن أقول أنك تمتلكين عقلاً ذكيا . وبعد فترة من النقاش المتبادل مع بعضهما البعض , قدمت اليهما إستر والترز . فقال لها السيد رافيل : لقد كنا نناقش قضية القتل هنا . أجفلت إستر بعض الشيء . ثم قال لها السيد رافيل : إستر, اجلبي كرسياً وضعيه هنا. ربما في مقدورك ان تعاونيننا . أحضرت إستر كرسياً من القش . فقال لها رافيل : قولي لنا ما تتذكرينه عن الرائد بلجراف و حكاياته . فقالت إستر : كان يريد أن يريني صورة مجرم . قال لي إنها كانت امرأة فاتنة الجمال من الصعب أن يراها المرء قاتلة . قال السيد رافيل : هل كان يتكلم عن امرأة ؟ فقالت إستر : نعم. وقال إنها هنا في الجزيرة , وسوف يريني إياها ثم سيقول لي الحكاية باكملها . فتمتمت ماربل: لقد بدأت اشك في الامر ! فقال السيد رافيل موجهاً الحديث لماربل : إنك تقولين أنه حكى لك عن حكاية قاتل ما , ثم قال إنه يحمل صورته التي على وشك أن يطلعك عليها . فقالت ماربل : أعتقد ذلك. فقال رافيل: تظنين ذلك؟ يا للنساء ! كلكن نفس العقل , لا تتسمن بالدقة أبداً . لستن متأكدات من الموضوع . والآن, إلى أين يؤدي بنا الموضوع ؟! كل شيء صار مشوش .




 حينها اتى جاكسون ليأخذ السيد رافيل لجلسة التدليك . وقفتْ ماربل, وابتسمت لإستر , وإستأذنت منهم ، وتوجهت إلى الشاطيء . كان الشاطيء شبه خال هذا اليوم . كان على الشاطيء الأخوين بريسكوت . 

كان هناك مقعد فارغ بجانب الآنسة بريسكوت فاقتربت الآنسة ماربل من ناحيتة و وجلست عليه . ثم قالت: يا إلهي, هذه الفتاة الحزينة . فقال رجل الدين: إنه لأمر محزن جدا . فقالت الآنسة بريسكوت: إن مولي حالتها صعبة . فقالت ماربل : شيء محزن لا بد أنها الآن تحتاج إلى عائلتها. فقالت بريسكوت : إنها ليست على علاقة طيبة مع والدتها . فكما تعلمين , كانت مولي على علاقة بشخص ما , شخص غير ملائم لها , وبالطبع لم توافق اسرتها . لقد منعوها من أن تقابله . ولكن بعد هذا, لحسن الحظ قابلت تيم كندال , وبدأ الرجل الثاني يتلاشى من حياتها . فقالت الآنسة ماربل : لقد حكى لي الرائد بلجراف قصة غريبة و مدهشة جدا , وكأنه يشير إلى شيء ما ؟! فقالت بريسكوت: اتعنين عندما ماتت السيدة دايسون الأولى ؟ لقد كان موتها غير متوقع على الإطلاق. في الحقيقة , اظنَ كل الناس كانت تظن أنها كانت مصابة بأمراض وهمية لاأساس لها . وتلك الفتاة الشابة التي كانت تدعى حينها جريتوركس - إبنة عم السيد دايسون- كانت تهتم وتعتنى بها وتعطي لها الأدوية . ثم كانت هناك قصة مدهشة عن الأشياء التي جلبها لهم إدوادر هيلنجدون من الصيدلية . 
فقالت ماربل: وما دخل إدوارد هيلنجدون في الامر ؟ فقالت: لقد كان معجباً بلاكي (الآنسة جريتوركس) جدا . على كل حال يبقى كل هذا حديث . أعتقد أن لاكي استخدمته كأداة للقيام بما ترغب به . وتزوجها السيد دايسون بعد مرور شهر على موت زوجته. عادت الآنسة ماربل إلى حجرتها .

 تمددت على الفراش . بعد فترة لاحظت بأن جاكسون ينظر إلى داخل حجرتها من شباك الحجرة , ثم مضى. ثم نهضت ونظرت من خلال شباك الحمام , فرأت آرثر جاكسون يقف الى جانب الكوخ المجاور لسرير السيد رافيل . رأته يتطلع حوله بسرعة, ثم ينسل إلى داخل حجرة السيد رافيل. خرجت الآنسة ماربل مسرعة من حجرتها وهي ترتدي جوربها فقط , ثم حامت حول حجرة السيد رافيل. اختبأت خلف احد اغصان النباتات وأخذت تركز نظرها إلى الداخل من خلال الشباك . كان جاكسون جاثياً على ركبتيه و في مقابله حقيبة. كانت الحقيبة متروسة بأوراق كثيرة , وكان جاكسون يحدق في الأوراق. حينها عرفت أن جاكسون يعبث بأوراق السيد رافيل . 

عادت إلى الشاطيء مرة ثانية , و جلست إلى جانب السيد رافيل وقالت: هل تعرف أن جاكسون شخص متطفل ؟ فقال السيد رافيل: هذا الشئ لا يصدمني , هل أمسكت به وهو يقوم بذلك. قالت: حاولت أن اتجسس عليه . كان ينظر في أوراقك في الحقيبة. قال: لن يحصل على مبتغاه . لن يحصل على شيء مفيد بهذه الكيفية . أما بالنسبة لك فلا تكوني مغامرة. لا نرغب في ان نحضر جنازتك في المرة القادمة . تذكري بأنه يوجد في الجوار شخص كثير الإضطراب والقلق . 

أسدل الليل بأستاره وأضيئت أنوار حجرة الطعام و بدا الناس في تناول عشائهم وضحكوا وتحدثوا , ثم بدأت فرقة الموسيقى في العزف. وانتهى الرقص في وقت مبكر, وذهب الجميع الى فراشهم , وأطفئت الأنوار, وساد الظلام و والسكون , ونام فندق جولدن بالم بالكامل . تقلبت إيفلين على وسادتها. قامت عندما سمعت أن هناك من ينادي عليها فجأة . كان تيم كندال . فقال لها: إن مولي متعبة للغاية . لا أعرف ما بها. هل يمكنك أن تأتي معي لرؤيتها من فضلك؟ حينها خرجت إيفلين وذهبت إلى حجرة آل كندال. كانت مولي مستلقية في السرير وعيناها مغلقتين. كانت هناك زجاجة فارغة على المنضدة بالقرب منها . قال تيم : إن هذه الأقراص منومة, اظن أنها تناولت الزجاجة بكاملها . فقالت إيفيلن: إذهب بسرعة و أحضر الطبيب جراهام , واطلب منهم أن يحضروا قهوة ثقيلة . أسرع تيم مغادراً , وفوجيء بإدوارد خارج الباب. وحين جاء الدكتور جراهام وفحصها قال : الحمد لله لقد وصلنا إليها في الوقت الملائم . يومان و ستكون بصحة جيدة , ولكنها سوف تمر بيوم سيء أو يومين في البداية .

 في صباح اليوم الذي يليه , ذهب الطبيب جراهام إلى مكتب تيم وأخذ يتناقش معه ويتحدث عن حالة الإنتحار التي أقدمت عليها زوجته مولي , و صار يسأله عن الأسباب التي جعلتها تقدم على ذلك . 
فقال تيم : لقد كانت تعاني من أحلام و كوابيس منذ شهر, وظننا أنها مجرد كوابيس. وكانت تقول إنها خائفة ومرعوبة من شخص ما , تقول إنهم يتتبعونها و يتجسسون عليها . فقال الطبيب: هل لها أعداء, ألم تكن مخطوبة قبل زواجك بها, أو أي شخص قد حاول ان يهددها من قبل بسبب الغيرة أو ما على ذلك ؟ 
فقال تيم : لا اظن ذلك . لقد كانت مولي مخطوبة لرجل آخر قبل أن أتقدم لها. وعارض ابواها هذا الأمر بقوة , ولكني متأكد أنه لم ليهددها. 
فقال الدكتور: أرجو ألا تتضايق او تقلق , ولكنى أنصحك بشدة أن تعرض زوجتك على طبيب مختص بهذه المواضيع .
 قالت إيفلين: أمتأكدة أنك لا تمانعين يا آنسة ماربل ؟ فقالت الآنسة ماربل: بالتأكيد لا , لا أمانع يا عزيزتي, أنا سعيدة جدا . يسعدني أن أجلس بجانب مولي, اخرجي أنت إلى رحلتك الإستكشافية وتمتعي.




 وقتها انطلقت إيفلين لتنضم إلى مجموعة صغيرة كانت في انتظارها : كان زوجها وآل دايسون وثلاثة أو أربعة أشخاص ثانيين انطلقوا للإستكشاف . مشت الآنسة ماربل باتجاه بيت آل كندال . جلست على المقعد بجانب مولي التي كانت راقدة على سريرها . سمعت ماربل صوتاً منخفضا في الخارج , فذهبت لترى من أين مصدر الصوت. وعند رجعتها , رأت الآنسة ماربل شخصاً يقترب من حجرة نوم مولي . نظر حوله بترقب ثم انسل داخل الباب المفتوح إلى حمام الحجرة , فهرعت الآنسة ماربل إليه. كان جاكسون. وقف خائفا ثم قال : في الواقع إن السيدة والترز قد أقرضتْ أحمر الشفاة الخاص بها إلى السيدة كندال ليلة البارحة , ولقد جئت هنا لكي استرجعه , قرعتُ الباب ولكني رأيت مولي مستغرقة في نومها, فظننت أنه لا بأس أن أدخل لاعثر على أحمر الشفاة.
 وبعد قليل صدر صوت خافت من غرفة النوم , خرجت ماربل من الحمام ودخلتْ حجرة النوم فوجدت لاكي دايسون في الحجرة . قالت لاكي: أنا ! لم أعتقد أنك موجودة هنا يا آنسة ماربل. لقد كنت أتساءل عما إذا كنت ترغبي في أن أجلس مع مولي قليلاً. فقالت الآنسة ماربل : إنها الآن نائمة , وهي بأحسن حال, إذهبي واستمتعي بوقتك يا عزيزتي, اظن أنكِ كنتِ ذاهبة معهم في تلك الرحلة الإستكشافية ؟ فقالت لاكي: لقد داهمني صداع قوي, وقررت عدم الذهاب معهم. لذا ظننت أنه عليّ أن أساعد أحد في شيء ما . قالت الآنسة ماربل : إن هذا لطف منك . ولكنني سعيدة في وجودي بقربها هنا .حينها استدارت لاكي, ثم خرجت من الحجرة . كان رأس الآنسه ماربل يمتليء بالأفكار المشوشة والمتضاربة .

 كانت الآنسه ماربل مقتنعة أن للاكي علاقة بوفاة زوجة جريجوري دايسون الأولى , كل البراهين تشير إلى هذا الأمر, ولكن كل هذا مجرد احتمال . حينها جاءت إستر وقالت : لم أركِ في ظهيرة اليوم البتة يا آنسة ماربل. فقالت ماربل: لقد كنت اجلس مع مولي كندال , لقد تحسنت صحتها كثيراً . فقالت إستر: إذا سألتني عما يدور في راسي فأنا أقول إنها لم تُصبْ بأي أذى على الإطلاق . إنها فقط تريد أن تثير الإهتمام . لقد سمعت أنها كانت مغرمة برجل قبل أن تتزوج تيم , ولم يتوقف هذا الرجل عن تتبعها , وتساءلتُ كثيراً عما إذا كان قد لحق بالفعل بها إلى هنا .
 فقالت ماربل : هل شاهدت شيئاً ما, أو سمعت شيئاً ما ؟ 
فقالت إستر : أنا اعلم ما اتكلم عنه , والآن يجب أن اخرج ! 

 استيقظت الآنسة ماربل من نومها فجأة وجلست في الفراش , كان قلبها يدق بقوة , أضاءت النور ونظرت إلى الساعة بجانب الفراش , كانت تشير إلى الثانية صباحاً وهناك أصوات عالية بالخارج , خرجت لتستطلع الموضوع , كان هناك أناس يتحركون , رأت جيريمي بريسكوت فذهبت إليه. قالت: ما الذي يجري ؟ فقال: أوه آنسة ماربل؟ إنها السيدة مولي كندال, زوجها السيد تيم إستيقظ ولم يجدها , إننا نبحث عنها. ثم خرج مسرعاً. سارت الآنسة ماربل خلفه ببطئ. سارت تنظر الى ما بجانبها , ثم سمعت فجأة نداءاً خافتاً: هنا.. من هذا الإتجاه. ذهبت الآنسة ماربل باتجاه الصوت وركض تيم بسرعة من خلفها . وسمعت بعد لحظة صوته يصرخ: مولي ! يا إلهي, مولي ! شاهدت الآنسة ماربل جسد البنت بوضوح, مستلقية في الجدول, ووجهها موضوعا تحت المياه , وشعرها مرميا على شالها الذي يغطي كتفيها . اقترب منها ليتحسسها . حينها وضعت إيفلين يدها على تيم وقالت: لقد توفت يا تيم. لقد تحسست نبضها.
 قال تيم غير مقتنع بما قيل: ماتت؟ هل تعنين أنها أغرقت ذاتها ؟ وأخذ يصيح فقالت الآنسة ماربل : يجب أن يحضر أحد الطبيب جراهام, ويجب أن يتصل أحد بالبوليس . قال تيم: الشرطة؟ ما الذي سيفعلونه؟ سانادي على الدكتور جراهام. هرع ليناديه, بينما بقيت إيفلين والآنسة ماربل مع مولي المتوفية .

 ألقى القمر بضوئه على شعر مولي المنثور , فأصدرت الآنسة ماربل صرخة مفاجئة, مالت إلى الأسفل تنظر بشدة , ثم لمست بأصبعها الشعر الأشقر بلطف شديد وفرقته حتى أظهرت جذوره. صاحت إيفلين بحدة قائلة : لاكي! هذه ليست مولي.. إنها لاكي. ولكنها تلبس شال مولي ! قالت ماربل: لقد كان يعجبها الشال كثيرا , لقد سمعتها تقول إنها ستذهب لشراء واحد يماثله . قالت إيفلين : هذا هو السبب الذي جعلنا ننخدع . خرجت إيفلين لتنادي على تيم و تقول له ما حدث . 
ظلت ماربل بلا حراك لدقيقة ثم أدارت رأسها قليلاً وقالت : كولونيل هيلنجدون؟ جاء إدوارد من بين الأشجار ووقف بجانبها وقال: أكنت تعرفين أنني هناك ؟ فقالت الآنسة ماربل : لقد شاهدت ظلك . أعتقد أنك مسرور لأنها توفت ؟ فقال: أنا لا أنكر هذا. أنا سعيد بأنها توفت . 

على الرغم من كل صفارات الإنذار و الازعاجات التي حدثت بالليل, فإن السيد رافيل لم يسمع كل هذا. كان غارقاً في نومه في الفراش عندما أمسك أحد بكتفيه وهزه بقوة . قال: ما هذا, ما الذي يجري ؟ 
قالت الآنسة ماربل : إنه أنا. لقد كنت غبية , غبية جدا , كان يجب عليّ أن اعلم من البداية لماذا يجري كل هذا. 
فقال السيد رافيل: ما الذي تتكلمين عنه ؟ فقالت: لقد كان نومك عميقاً, لقد وجدو جثة أخرى , ظننا في البداية إنها جثة مولي. ولكن لم تكن هي, إنها لاكي دايسون, لقد غرقت في النهر . قال السيد رافيل: ماذا؟ هل أغرقت ذاتها , أم أغرقها شخص ما ؟
 قالت الآنسة ماربل : يبدو أنه قدأغرقها شخص ما. ولكن من الواجب علينا الآن أن نمنع حادثة قتل ثانية تجري الآن. أخبِرْ جاكسون بأن يأتي بصحبتي و ان يمتثل لما اطلبه منه . نادى السيد رافيل على جاكسون, وعندما جاء قال له السيد رافيل: الآن يا جاكسون إفعل كما أقول لك, سوف تخرج بصحبة الآنسة ماربل , وستفعل ما تقوله لك تماما . ستطيع كل أمر تأمرك به , هل هذا مفهوم؟ فقال جاكسون: اجل يا سيدي .




 قدمت مولي من الممر القادم من البحر, وكانت تصدر صوتا موجعا . مشت إلى حجرة النوم, كانت الأنوار مضاءة ولكن لم يكن أحد بالحجرة , جلست على الفراش . حينها دخل تيم إلى الحجرة , وتنهد بارتياح عند رؤيتها وقال: الحمد لله, أين كنت يا مولي ؟ فقالت: خرجت إلى الجدول. كانت هناك فتاة في الماء, وكانت متوفية . قال تيم: اتعرفين انني ظننت أنها أنت , ثم اكتشفنا مؤخراً أنها لاكي. قالت مولي : لم أقتلها, حقاً يا تيم لم أقتلها. ثم بدأت بالصياح . دخل تيم الحمام وعاد بقنينة . قال تيم: إشربي هذا. سوف يساعادك . 

حينها دخلت الآنسة ماربل وجاكسون . قالت الآنسة ماربل: جاكسون, خذ القنينة منه وأمسكها , كن حذراً, إنه قوي ومن الممكن أن يكون منفعلاً للغاية . انقض جاكسون فوراً على تيم ولف ذراعه حوله وأمسك جاكسون بالزجاجة على الفور وأمسكه بإحكام. فأخذ تيم يصيح ويقول: ما الذي تفعله يا هذا, اتركني, هل جننت؟ حينها دخل السيد رافيل ممسكا ب إستر. فقالت الآنسة ماربل : لقد كنت ساذجة و غبية , ولكني لست هكذا الآن , أراهن أن في تلك القنينة , التي يحاول تيم أن يقنع زوجته بتناولها, جرعة كبيرة قاتلة من المخدرات, إن هذا هو نفس أسلوب المجرم في قصة الرائد بلجراف.

 كان الرائد بلجراف لا يشاهد إلا بعينه اليمنى , فكان ينظر من فوق كتفي الأيمن ولكنه لا يبصر إلا من فوق كتفي الأيسر, كان يتطلع إلى السيد كندال وزوجته الجالسين بالقرب مننا , وكان وجه تيم مماثلاً للوجه الذي في الصورة. ومن المؤكد أن تيم سمع الحكاية التي كان الرائد يقولها لي , فاحس بأن الرائد قد تعرف عليه, لذا اضطر أن يقتله, ثم بعد ذلك اضطر أن يذبح تلك الفتاة فكتوريا لأنها لمحته وهو يضع علبة الأقراص في حجرة الرائد بلجراف, ولكن ليست هي الجريمة التي كان يخطط لها, فهو قاتل لزوجاته. حينها صرخت إستر, وتركت السيد رافيل, وسحبت جاكسون بقوة وأخذت تقول: تيم يا عزيزي, هذا ليس حقيقيا , لا يمكن أن تكون قد ذبحت شخصاً ما, إن تلك الفتاة التي تزوجتها تنشر حولك الشائعات , أنا أصدقك, أحبك وأثق بك. حينها قال تيم: إخرسي أيتها الحمقاء , هل تريدينني أن أشنق, أغلقي هذا الفم القبيح الكبير .
 فقال رافيل بهدوء : إذن هذه هي حقيقة الموضوع , أليس كذلك؟.

 جلست الآنسة ماربل والسيد رافيل لوحدهما . فقالت الآنسة ماربل: لقد كان بين إستر وتيم علاقة غرامية مع احتمال وجود علاقة زواج في المستقبل. ولا اظن أن إستر كانت تعلم أن مولي ستموت , اظن أنها صدّقت الحكاية التي قالها لها تيم عن وقوع مولي في حب رجل ثاني , وأن الرجل قد لحق بها إلى هنا, و اظن بأنها وضعت كل آمالها على أن يحصل تيم على الطلاق . كانت واقعة في حبه بكل كيانها . و اظن يا سيد رافيل أن جاكسون الذي كان يفتش في أوراقك من وقت لثاني , وأظن أنه قرأ وصيتك , وفي وصيتك أنك تركتَ بعض النقود لإستر والترز. قال رافيل: نعم, لقد تركت لإستر 50000 جنيه استرليني. و اظن أنه عندما علم تيم بالموضوع قرر أن يتخلص من زوجته الحالية , ويتزوج إستر وال 50000 جنيه, ولكن من أين علم بأمر الخمسين ألف جنيه ؟ قالت الآنسة ماربل: بالتأكيد قال له جاكسون هذا , فقد كانا صديقين مقربين للغاية . و اظن أنه قد زل لسان جاكسون اثناء أحاديثهما .
 قال السيد رافيل : على الدوام تبدو الأشياء التي تتخيلينها جديرة بالتصديق جدا .
 قالت الآنسة ماربل: ولكنني كنت غبية جدا . 

كان تيم رجلاً بارعاً جدا , كان بارعاً بالتحديد في نشر الإشاعات. اظن أن نصف الشائعات التي سمعتها كان هو اول من اصدرها , كانت هناك بعض القصص التي تروي عن رغبة مولي في الزواج من شاب غير مرغوب فيه, ولكني اظن أن الشاب غير المرغوب فيه هو ذاته تيم كندال, وربما سمعت عائلتها عن ماضيه المليء بالأحداث السيئة لذلك تم رفضه, ثم رجع بإسم ثاني وتزوجها, وقام بشراء هذا المكان بنقودها , أتخيل أنه قفز قفزة كبيرة عن طريق نقودها , ثم وجد إستر ووجد مستقبلاً أكبر بأموال أكثر. فقال رافيل : ولماذا لم يقتلني ؟ فقالت: اظن أنه أراد أن يتأكد بالضبط من السيدة إستر والترز قبل كل شيء. إنه جعل مولي تتعاطى بعض الادوية التي تسبب لها الهلاوس والأحلام , ووضع لها بعض الأعشاب المخدرة في مستحضرات الوجه التى تستخدمها ، ربما كان عنده فكرة من قصص الساحرات القدامى اللاتي كن يدلكن اجسامهن ببعض المخدرات, ربما اخذ تلك الفكرة من حكايات الرائد بلجراف عن استخدام الفتيات الهنديات للأعشاب التي تسبب الهلوسة مع أزواجهن. 
فقال رافيل:الرائد بلجراف ! يا لهذا الرجل!. فقالت ماربل: لقد تسبب في مقتله , وفي مقتل تلك المسكينة الفتاة الحزينة فيكتوريا, وكان على وشك أن يتسبب في موت مولي, ولكنه تعرَّف على المجرم جيداً. تساءل السيد رافيل: كيف قتل تيم كندال السيدة الخطأ؟ فقالت ماربل: بمحض الصدفة, فبعد أن أقنع الجميع أن مولي تعاني من اختلالات في دماغها , وبعد أن أعطاها جرعة كبيرة من العقار المخدر, قال لها إنهما سيحلان لغز جرائم القتل التي جرت هنا , وأنهما سيلتقيان عند الجدول. 
فوصل هناك قبلها ورأى من ظن أنها مولي , من شعرها الذهبي و الوشاح الأخضر, فقتلها وألقاها في الماء. وربما كانت لاكي بانتظار جاكسون, فلقد رأيتها تتطلع إليه مرة أو اثنتين . 



حان وقت الذهاب وكانت الآنسة ماربل تنتظر طائرتها في المطار. اتت مولي لتودع الآنسة ماربل , كانت قد صارت شاحبة و ضعيفة ولكنها واجهت صدمة اكتشافها للحقيقة بكل قوة , واستطاعت أن تدير الفندق عن طريق معاونة أحد الأشخاص الذين رشحهم السيد رافييل للقيام بهذا العمل . النهاية. الرواية في سطور "لغز الكاريبي" رواية جديدة من روايات الروائية الكبيرة "أجاثا كريستى" تدور أحداثها في إحدى جزر الهند الغربية ، تلك الجزر الساحرة ، بالغة الجمال ، إلا أن هذا الجمال يعكر صفوه وقوع بعض جرائم القتل الغامضة ، وتستعمل بطلة الرواية "الآنسة ماربل" كل ما يمكن أن يصل إليه خيالها بغية الوصول إلى حل ألغاز الجرائم ، وتتمكن فى النهاية من حل لغز جريمتي قتل وقعتا بالفعل ، وكذلك استطاعت منع وقوع جريمة قتل كانت وشيكة الوقوع ، ومع أن القاتل في هذه الجرائم لم يكن أحد من الموجودين يتخيل أنه هو الذى ارتكب هذه الجرائم ، إلا أن دهاءه لم يصمد أمام ذكاء وخيال الآنسة "ماربل" حتى تم الإيقاع به في النهاية. 


                                       النهاية 

تفاعل :

تعليقات