القائمة الرئيسية

الصفحات

تلخيص رواية أوقات عصيبة:تشارلز ديكنز _ اعداد واشراف :رجاء حمدان



لسماع الرواية والاشتراك بالقناة ...قناة راجو شو... الرابط التالي : 

  

تلخيص رواية
 أوقات عصيبة - تشارلز ديكنز 
إعداد وإشراف - رجاء حمدان  ;

الحقائق هو كل ما ارغب به ، لا تُلقّن هؤلاء البنات و الاولاد شيئاً غير الحقائق, واقْتلِع ما عداها فنحن بالحياة لا نريد سوى الحقائق, ولا يمكن تكوين ادمغتعم إلا بها ولن ينفعهم شيء سواها ، هذا المبدأ الذي اربي عليه أولادي .. إلتزم بالحقائق يا سيدي. 

ثوماس جراد جرايند رجل الوقائع الذي يمشي على مبدأ إثنين زائد اثنين تساوي أربعة، إنه يضع في جيبه على الدوام مسطرة وكفتي ميزان, على استعداد ليقيس أي طرد من الطبيعة البشرية و يقول لك ماهيته بالضبط، يمكن أن تُدخل أي راي غير معقول في رأس جورج جراد جرايند أو جون جراد جرايند أما ثوماس جراد جرايند فمن غير الممكن يا سيدي!. 



نظر السيد ثوماس جراد جرايند إلى الاولاد في مدرسته -الذين سيملئهم بالحقائق- وأشار إلى فتاة صغيرة في السن رقم عشرين وسألها من تكون, فقالت : سيسي جوب، قال: يجب أن يكون اسمك سيسيليا. سيسي ليس إسماً ، وعندما أخبرته أن والدها هو من اعطاها هذا الاسم هكذا قال: إنه لا يحق له أن يسميها بهذا الاسم، وسأل عن مهنته فأجابت البنت أن مهنته هي تدريب الخيول في المسارح، بدا السيد جراد جرايند مستاءاً فهو يتضايق من هذه المهنة, ثم سألها عن الحصان: ما الحقائق التي تعلمينها عن الحصان؟ فلم تجب، فاختار بيتزر للإجابة بعد أن عرف أنها لا تعرف حقائق عن أكثر حيوان معروف، فأجاب بيتزر أنه ذو أربعة أرجل وله أربعون سناً، يمكن معرفة عمره من اشارات في فمه، ويفقد جلده في الربيع، ثم عاد السيد جراد جرايند إلى سيسي جوب وقال: الآن هل علمت معلومات عن الحصان، أجابت: أجل يا سيدي. 



 وبعد لحظة جاء شخص كبير وكان موظف حكومة وسأل إن رغبنا في شراء طنفسة لحجرة فهل ستكون مزركشة بالورود ؟، بعضهم قال لا والبعض الثاني قال نعم ومن بينهم سيسي جوب، وقالت: إنها تحب الورود لذلك تفضل أن تكون الطنفسة عليها صور الورود فتعطي تصويراً رائعاً. صاح الرجل وهو يقول يلزم عليك ألا تتصوري، فقال السيد جرايند من اللازم ألا تفعلي شيئاً مثل هذا يا سيسيليا، فقال الرجل: الحقيقة .. الحقيقة، وكرر جرايند من بعده الحقيقة .. الحقيقة، كان الرجل والسيد جرايند متوافقين على نظام الحقيقة ونسيان كلمة تخيل تمام النسيان.



 جلست سيسي وكانت صغيرة السن كثيرا وبدت كما لو كانت مرتعبة من عالم الحقيقة القابع مقابلها قال الرجل إنه يريد أن يرى السيد تشوكا متشايلد وهو يعطي درسه - كان هذا المدرس اسكتلندي متخرج من الجامعة من فترة قصيرة - وأعطى السيد تشوكا درسه باحسن ما عنده وسرّ منه الرجل. 



 خرج السيد جرايند من المدرسة وهو متوافق تمام الوفاق فهي مدرسته وقد صمم على أن تكون نموذجية وأن يكون اولادها نموذجيين مثلما كان ابناءها هو نفسه نموذجيين, فقد كان السيد جرايند يعطي المحاضرات إلى أطفاله منذ نعومة اظفارهم , مجرد أن يستطيع الطفل ان يركض وحده يجعله يجري إلى قاعة المحاضرة. كان السيد جرايند يشعر بالامان و الرضى بسبب ما عمد إليه في تربية اولاده, فقد كان أباً محباً ويفخر بأن الناس يعتبرونه شخصا عملياً. 



ما أن وصل السيد جرايند إلى الجزء الخارجي من تلك المدينة- لم تكن من الأرياف ولا من الحواضر- حتى شاهد فسطاط سيرك يتحرك وسمع صوت موسيقى, وفي مقدمة الفسطاط معرض لركوب الاحصنة, وكانت الآنسة جوزفين سليري تروج ل ألعابها على ركوب الخيل هي وعمها السيد جوب وكلابه المتدربة على الحركة.



  وبينما كان يسير بجانب المكان المزعج حتى رأى مجموعة اولاد يحاولون النظر داخل السيرك, لم يعجبه هذا السلوك وكان من بينهم إبنته لويزا وإبنه ثوماس فاخذهما الى المنزل. كانت لويزا بعمر خمسة عشر أو ستة عشر سنة ، ومن شدة الخوف قالت لويزا: نحن فقط رغبنا في ان نعلم ماذا يوجد بالداخل، لكنه بقي يؤنبهما ويقول لهما: أنتِ وثوماس يا من دائرة المعارف مفتوحة مقابلكما, يا من تلمّان جيداً بالحقيقة , يا من تدربتما بدقة على الرياضيات هنا، أنا مصدوم من تصرفكما هذا !



 كانت لويزا مجهدة فسألها والدها مم أنت مجهدة فقالت: لا اعرف ، من كل شيء، لكن السيد جرايند قال: إن هذا كلام اولاد, ماذا يقول اصحابك يا لويزا ؟ ألا تقدرين رأيهم الحسن؟, ماذا يقول السيد باوندرباي؟, وعندما ذكر هذا الإسم تطلعت لويزا إليه نظرة تدقق فيه ثم أعادت نظرها للأسفل, أما هو فلم ير كيف تطلعت بنته إليه وبقي طول الطريق إلى المنزل يقول: ماذا يقول السيد باوندرباي؟ . . . 



كان السيد باوندرباي رجل ثري صاحب مصرف وصانع وتاجر . . . رجل عصامي وهو يفخر على الدوام بكونه كوّن نفسه بذاتع ، كان أصغر من اب لويزا بعامين إلا أنه يبدو أنه أكبر منه، وكان على الدوام يذهب لمنزل السيد جرايند ويقول للسيد والسيدة جرايند: كنت على الدوام حافي القدمين عندما كنت طفلا ً، حتى أنني لم أكن ارى الجوارب وأنام الليل مع الخنازير, وهكذا امضيت عيد ميلادي العاشر. أما السيدة جرايند فقد كانت عبارة عن حزمة صغيرة من الثياب , حمراء العينين وضعيفة الجسد و العقل . 



أما السيد جرايند فقد كان يسأل السيد باوندرباي وهو في حزن : أأنت معجب بابني, لماذا برأيك احبا ذلك السيرك؟, ترى هل قرأ كتاب حكايات سيء؟, فأجاب السيد باوندرباي: إنه الرأي غير الصحيح ذلك, إن في المدرسة طفلة من السيرك، السيد جرايند: نعم إنها سيسيليا، قال السيد باوندرباي: إذاً فلتفصلها وهكذا تنتهي الحكاية ، فوافق السيد جرايند على هذا الراي .



 زار السيد باوندرباي الولدين في غرفة مراجعة الدروس وقال: لقد اتفقنا على أنكم لن تخرجوا للسيرك مرة أخرى وأبوكما لن يقول شيئاً عن هذا الامر ، أما أنت يا عزيزتي لويزا فأنت تستحقين قبلة على هذا، وقفت لويزا وقالت في برود : يمكنك أن تأخذها يا سيد باوندرباي، قال لها: أنت دائماً قريبة لقلبي يا لويزا أليس كذلك؟, ثم انصرف ولويزا بقيت تمسح وجهها من آثار القبلة بمنديل. كوكتان بلدة متروسة بالحقيقة, كل شيء فيها حقيقة، المنازل والناس والشوارع كلهم حقيقة و الناس حتى في اشغالهم يشبهون بعضهم ، والأيام تشبه بعضها البعض والسنة تشبه السنة التي قبلها و التي بعدها ، الكنائس بنيت مثل المعامل ومنظر المستشفى بها كمنظر الحبس , وكل شيء حقيقة بين الميلاد و الموت حتى في العلاقات بين الرئيس والعامل. 



يحيرني ما إذا كان في الامكان أن يوجد شبه بين أهل كوكتان وبين افراد عائلة جراد جرايند الصغار، وهل يمكن أن يماثلوهم في حاجتهم إلى التسلية؟. 

ذهب السيد جرايند والسيد باوندرباي إلى السيرك لرؤية السيد جوب والد سيسي و ليقولوا له بأنهما سيفصلان ابنته من المدرسة، وفي الطريق شاهدوا إبنته سيسي وسألاها عن ابوها فركضت إليه لتخبره وفي داخلها رعب و خوف ، وأثناء انتظارهما قابلا أحد اعضاء السيرك وأخبرهما أن ابا سيسي السيد جوب قد هرب لأن الناس صارت تكرهه فقد كبر بالسن ولا يقدر أن يلعب بمهارة في السيرك، لكن إبنته سيسي كذبت هذا فقد كانت مع والدها وكأنهما انسان واحد و ليس اثنين، ثم جاء صاحب السيرك وأكّد أن ابا سيسي قد هرب ومعه كلبه، وسأل السيد جرايند إن كان يقدر ان يعمل شيء لإبنته المسكينة؟!!!!. 



 تكلم السيد جرايند مع السيد باوندرباي في موضوع سيسي ثم قال السيد جرايند بأنه سيتكفل بها و يدرسها شرط أن لا تتصل باصحابها من السيرك. بكت سيسي وحزنت بشدة بسبب فرار ابوها ولكنها آثرت الذهاب مع السيد جرايند على ان تظل مع اعضاء السيرك بعد أن قال لها السيد جرايند: ينبغي عليك أن تتعلمي حتى أن ابوك ذاته أراد ذلك وكان راغباً بأن تدرسي ، وهكذا ودّعت سيسي كل من في السيرك وأخذت ممتلكاتها القليلة و خرجت مع السيد جرايند والسيد باوندرباي. 



أخذ السيد باوندرباي سيسي إلى بيته و في الغد حضر السيد جرايند وابنته لويزا لياخذان سيسي معهما إلى بيتهم ، وأخبرها السيد جرايند بأنه ينبغي عليها ان تعاون السيدة جرايند لأنها صحتها غير جيدة ، ثم إني أخبرت الآنسة لويزا أن حكايتك في السيرك قد انتهت لذلك عليك ألا تتكلمي عنها مرة اخرى وهكذا ذهبت معهما، أما باوندرباي فقد كان يخطط لأخذ ثوماس الصغير ليسكن و يشتغل معه بعد أن يحصل على قدر كافٍ من التعليم. جلست لويزا وثوماس الصغير في حجرة مراجعة الدروس وكانا يتكلمان، فأخبر ثوماس أخته: أنا أكره حياتي و امقت الكل هنا ماعداك يا لويزا، وعندما اخرج للعيش و الشغل مع السيد باوندرباي سانتقم و اعوض ذاتي , أقصد أنني سأخرج للحياة وأمتع ذاتي، وكانت خطته بأنه سيوسوس للسيد باوندرباي, وعندما سألته لويزا: كيف ستوسوس له؟ قال: أنت قريبة الى قلبه ويعمل أي شيء لأجلك، فإذا قال لي شيئاً لا اتقبله فسأقول له ستغضب شقيقتي لويزا من هذا. 



أما سيسي فقد كانت قليلة الدرجات في المدرسة لكن السيد جرايند قال انه ينبغي عليها ان تظل في المدرسة وأن تقوم بعد المدرسة بمعاونة السيدة جرايند. كانت سيسي متعبة من الدراسة والعمل حتى أنها فكرت بالفرار في الشهور الأولى، ولكنها كانت تأمل رجوع ابوها من أجلها وفكرت في أنه سيسعد عندما يراها حيث هي. وكانت لويزا تراجع لها بعض الدروس في بعض الأحيان ، وفي ذات مساء قالت سيسي: أتمنى لو كنت اشبهك يا آنسة لويزا لكي اعلم الكثير مثلك، فكل ما هو صعب عليّ الآن سيصبح يسيرا. وكانت تخبر لويزا عن ابيها ، فقالت: إن أبي أرادني أن ادرس لكنه لا يعلم سوى القليل من الدراسة ، أما أمي فقد كانت راقصة أحبها أبي بشكل كبير و توفيت عندما ولدتني فأحبني أبي بشكل كبير لأجل خاطرها, وقد أخذني معه إلى كل مكان راح إليه منذ كنت صغيرة، وهو لم يهجرني الآن إلا من أجل صالحي, لا أحد يفهمه كما أفهمه أنا، وكنا نتنقل فقد سافرنا إلى كل بلاد الدولة. 



ستيفن بلاكبول كان أحد الموظفين في معمل السيد باوندرباي في مدينة كوكتان، كان متزوجاً من امرأة مدمنة على الخمر وقد أفسدت عيشتهما, وفي فترة كان يدفع لها نفقة على أن تبقى غير قريبة منه إلا أنه عاد ذات يوم الى المنزل و لقاها في بيته، ذهب إلى السيد باوندرباي لأنه كان محامياً كى يستفسر إن كان يستطيع الخلاص من زوجته لأنها تشرب الخمر على الدوام وتبيع كل ما في منزله كي تشتري الخمر، وأنه يريد أن يتزوج ببنت افضل من زوجته اسمها راشيل التي تبلغ من العمر خمس وثلاثين عاما وهي تصغره ببضعة اعوام ، لكن السيد باوندرباي أخبره أنه لا طريقة للخلاص منها سوى بطريقة وحيدة وهي تكلف كثيراً وفوق طاقته. خرج ستيفن من عند السيد باوندرباي وهو خائب الامل لما سمعه , وفي الطريق قابل امرأة كبيرة في السن سألته عن حياة السيد باوندرباي, و قالت له أنها مرة في كل سنة تقطع الطريق من القرية الى المدينة وتدفع مقابل ذلك كي تقابل السيد باوندرباي، فقال لها ستيفن أنه بخير وعاد لشغله، وبينما كان في المعمل يعمل رأى المرأة العجوز من خلال الشبك تتطلع إلى مبنى المصنع بإعجاب. 




في تلك الليلة رجع ستيفن الى منزله ليجد راشيل تعالج زوجته التي تمددت على السرير ولديها جروح، لقد حاولت ان تقتل نفسها قالت له ذلك راشيل، وأخبرته أيضاً أنها صاحبة زوجته منذ كانوا صغاراً. إعتنت راشيل بزوجته وغيّرت لها على جروحها و انقذت حياتها خلال الليل عندما شاهدتها تضع السم في كأس وتهم بشربه، وعندما اطمأنت عليها و رمت بقنينة السم في المغسلة ذهبت لمنزلها في الثالثة صباحاً دون أن تعلم زوجته أن راشيل هي من اهتمت بها، ورفضت راشيل أن يمشي معها ستيفن خلال الطريق.... 

سار الوقت في كوكتان مثلما تمشي مصانعها فكم من مواد صنعت وكم من طاقات استعملت وكم من أموال تكدست !. 



 بعد ذلك تقاعد السيد جراد جرايند من شغله في المدرسة وبنى في القرية بيتا له سماه ستون لودج أي البيت الحجري على مسافة كيلومتر من المجينة الصناعية الكبرى كوكتان في شمال إنجلترا، وكان ينتظر الوقت لكي يصبح عضواً في البرلمان.

 زاد طول ثوماس الصغير ثلاثين سنتيمتراً و قال ابوه أنه عليه الذهاب للعمل في مصرف السيد باوندرباي. أتى ثوماس الصغير وقد صار رجلا مرتبا رغم أنه لم يكن وسيماً ليزور شقيقته لويزا التي صارت تبلغ التاسعة عشرة من عمرها وسألها: هل تكلم معك والدي في امر خاص يا لويزا؟, فأخبرته أن والدها قال لها أنه يريد التحدث معها في صباح الغد . 



ذهبت لويزا إلى حجرة والدها بعد الإفطار كما امرها ، سألها: كيف حالك وصحتك يا لويزا؟ فقالت أنها بخير وأن صحتها في احسن حالتها ، ثم قال السيد جرايند: يا عزيزتي لويزا إن لدي شيء لك كبير الاهمية ، إن شخصاً ما يرغب في الزواج منك ... ، بدت لويزا مندهشة ولم تجب بشيء, وعندما كرر نفس الحديث عليها قالت له أنها تسمعه وسألت: هل السيد باوندرباي يرغب في الزواج مني يا والدي ؟ فقال: نعم إنه هو وإنني أراه جيداً لك بما أنني ابوك ، لكن أنتِ فكري بما ترغبين به ، فأجابته بسرعة وهي تفكر بدماغها : وما فائدة الحب؟ نعم يا والدي قل له بأنني موافقة، لقد فكرت بالنقود... ومن يومها أصبح تعاملها مع سيسي بفخر وبرود.




 ذهبت لويزا مع والدها لتقول لوالدتها أنها ستتزوج السيد باوندرباي مما جعل والدتها سعيدة جداً وتمنت لها الصحة و السعادة دوماً.

 علم السيد باوندرباي بقبول لويزا الزواج منه وكان سعيداً جداً, وأخبر مديرة منزله السيدة سبارسيت أنه سيقترن ب الآنسة لويزا جرايند واخبرها: إنه سيخصص لها مقراً في المصرف كي تبقى هناك و تدير الموظفين ، فقبلت وشكرته وهنأته على زواجه وتمنت له أن تكون لويزا هي كل ما يحتاجه.




 تحدد موعد حفل الزفاف بعد ثمانية أسابيع، وفي أثناء الخطبة بدأ الحب بشكل اصطناعي وكان في صورة مجوهرات و هدايا، لم يكن به أي مظهر للحب وتم الزواج. 




كانت السيدة سبارسيت وهي المسؤولة عن منزل السيد باوندرباي قد ذهبت إلى مقرها الجديد في المصرف, وكانت تحافظ على كل ما هو غالي ، وكان بيتزر يعمل هناك وينقل لها ما يجري, ومن بين العاملين أيضاً ثوماس الذي كان سيئاً في شغله ، لقد كان يشتغل كجاسوس لها ويتلقى منها هدية نظير ذلك في عيد الميلاد. أخبر بيتزر السيدة سبارسيت أن هناك رجل غريب يرغب في رؤيتها، وعندما قابلته أخبرها أنه يحمل مكتوبا إلى السيد باوندرباي صاحب المصرف من أحد افراد البرلمان، هو مندوب كوكتان وقد التقيته في لندن، اعتقد ان السيد باوندرباي قد تزوج من ابنته ، فدلته على مكان بيت السيد باوندرباي، شكرها و ذهب و هو مصدوم عندما علم أن السيدة لويزا قد تزوجت وهي لم تصل الى سن العشرين سنة ، وقد كان لحسن منظره أثر حتى أنه جعل الناس يتطلعون إليه في الشارع . الغريب الذي راته السيدة سبارسيت كان شاباً من عائلة حسنة إسمه جيمس هارتسهاوس وكان كثير السفر، كان السيد جيمس هارتسهاوس قد قرر ان يشتغل في حزب سياسي, وهو فصيح اللسان ويستطيع التحدث إلى الجماهير ويتلو عليهم الحقائق و المعلومات، وعندما التقى به السيد جرايند راى أنه ذا نفع فأعطاه كتاب توصية للسيد باوندرباي، وعندما عرف السيد باوندرباي بأمره انتقل إلى الفندق الذي يقيم فيه.




 ثم ذهب جيمس مع باوندرباي إلى بيته و راى زوجته التي هي إبنة عضو البرلمان السيد جرايند، لم تهتم لويزا بالضيف جيمس وكانت معنية به على الاطلاق , ورغم أنها جميلة و صغيرة لكنها كانت شاردة الذهن ولم يتحرك وجهها إلا عندما جاء الصغير ثوماس فلم تهتم بشيء غيره، وعندما رغب جيمس في ان يذهب إلى الفندق لم يكن يعلم الطريق فخرح برفقته ثوماس ليريه الطريق, وهناك طلب منه جيمس أن يصعد معه لحجرته وقدم له التبغ والشراب بعد أن عرف أنه يدخن، وعلم منه أيضاً أنه أخو لويزا زوجة باوندرباي. 




تحت تأثير الوسكي اعلن ثوماس كل شيء عن حقيقة زواج لويزا من باوندرباي, وقال إن ابوه كان قاسيا ولم يكن لدى إخته حبيبا ، وأن والدها طلب منها أن تتزوج العجوز باوندرباي لكن شقيقته لا تهتم به أبداً وهي تعمل كل ما يجب عليها فقط من اجل شقيقها ثوماس، ثم نام ثوماس بعمق وأفاق في وقت متاخر من كابوس ضايقه وقال له جيمس: عليك أن تذهب فالوقت أصبح متأخراً، قال ثوماس: شكراً لك على الشراب و التبغ لكن التبغ خفيف جداً، أين الباب.. طابت ليلتك. وهكذا غادر ثوماس الفندق وعاد إلى منزله و سريره ، لكنه لو كان بوعيه وشعر بما فعل لكان توقف وأغرق نفسه في النهر الأسود الذي يجري خلال كوكتان. 




كان السيد سلاكبريدج يخطب بالعمال: يا اصحابي يا عبيد الطغيان ذي الأيدي الحديدية, يا من تعانون من الظلم اقسى انواعه لقد جاءت الساعة !, يجب الآن على كل شخص أن يلتف حول الثاني كقوة متحدة واحدة حتى نسحق في التراب أولئك الذين يحتفظون بنا كعبيد و يقتاتون من عملنا ، لكن للأسف إن ستيفن بلاكبول قد انشق عنا ولم يرد أن يظل معنا كيدٍ واحدة. وهكذا أصبح ستيفن يعاني حياة الوحدة لأن باقي العمال قاطعوه وأصبحوا يبعدون وجوههم عنه إذا رأوه. وفي يوم أوقفه في الشارع بيتزر و قال له أن السيد باوندرباي بعث في طلبه في منزله ، فذهب لمقابلته في منزله وكان هناك السيد هارتسهاوس، وكان السيد باوندرباي يرغب في ان يعلم من ستيفن عن آخر أخبار اتحاد العمال، تردد ستيفن في البداية ثم قال: يا سيدي, إن الناس هنا عليهم أن يشتغلوا بكفاح منذ الطفولة حتى الشيخوخة وذلك دون أي تغيير. 



وحين حاول السيد باوندرباي أن يضغط عليه قال ستيفن إنه لن يشتكي أحداً منهم ولن يعاون في القبض على الخطيب سلاكبريدج أو اي احد غيره . إستشاط باوندرباي و كان غاضبا جدا فوقف ستيفن وقال: يا سيدي أنا لم أكن أتفق معهم ولكني الآن أتفق معهم في كل شيء, ومن الآن لا شيء يربطني بك، فأخبره باوندرباي أن ينهي اشغاله التي يعملها و يترك بعدها المكان إلى حيث يريد. كان ستيفن حزيناً لأنه لن يجد اي شغلا ثانيا لكنه غادر المكان وهو يقول فلتساعدنا السماء جميعنا في هذا العالم. 




خرج ستيفن من بيت باوندرباي وفي الشارع شاهد راشيل ومعها المرأة العجوز التي قابلها لاول مرة قرب بيت باوندرباي، وقالت له المرأة الكبيرة في السن : علمت أن باوندرباي قد تزوج وإني في رغبة كبيرة أن أرى زوجته، فأخبرها أن زوجته صغيرة السن جميلة ذات عينين سوداويتين و أخلاق عالية .

 سألته راشيل: هل تركت الشغل يا ستيفن؟, فقال: إن تركني او تركته فنفس المعنى وعليّ الآن أن اترك هذه المدينة وأبدأ من جديد لأنني لو استمررت في العمل فستزداد متاعبي فوق متاعب ثانية ، ثم ساروا الثلاثة إلى غرفة ستيفن فوجدوها فارغة !, لقد غادرت زوجته (عفريت) حياته .... . شربوا الشاي سوية و قالت له العجوز أنها السيدة بلجر وقد فقدت إبنها الوحيد، في ذلك الحين جاءت مالكة بيت ستيفن و قالت له أن السيدة باوندرباي تريد ان تقابله . شعرت المرأة العجوز بالخوف من ذلك و جلست في مكان معتم من الحجرة كي لا يلاحظها أحد. أتت لويزا ومعها شقيقها ثوماس وقالت: لقد جئت إلى هنا بسبب ما جرى هذا اليوم وأحب أن اعاونك إن سمحت لي، ماذا ستعمل الآن؟, فقال لها أنه سيسافر على قدميه إلى بلدة ثانية ويجربها، فأعطته ورقة مالية لم يقبل بها وقال إن جنيهين كافيين وسأعتبرهما قرضاً ساعيده لك عندما اقدر على ذلك . عندما همّت لويزا بترك المكان نهض شقيقها ثوماس وطلب من ستيفن أن يخرج برففتهما خارج الحجرة لأنه يريد أن يخبره بموضوع ما ، وعندما خرج معهما طلب منه ثوماس أن يأتي إلى المصرف وينتظر خارجاً, وسيكون هناك شخص يتطلع اليك من خلال الشباك , فإن استطعت أن اعاونك فسيخرج الشخص ليتحدث إليك أو يترك لك ملاحظة , فإن لم يخرج فهذا يعني بأني لا اقدر ان اساعدك , وغادر بعد هذا الكلام مع شقيقته . 




أما السيدة الكبيرة في السن فقد لاحظت أن السيدة باوندرباي صغيرة و جميلة ، إصطحبهما ستيفن هي وراشيل إلى بيتهما و رجع الى شغله في المصنع ، وكان في كل ليلة يخرج إلى المصرف وينتظر خارجه , وفعل ذلك لمدة ثلاثة ايام ولكن لم يتصل به أحد ولم يقل له أحد بأي شيء سواء أكان طيبا او سيئا فرجع الى منزله ونام هناك , وفي الصباح الباكر وقبل أن يستفيق اي شخص من نومه نظر إلى حجرته ل اخر مرة وغادر قبل أن تملأ الناس الشوارع . 




 وصل ستيفن إلى التل, كان من الغريب أن تراب الأرض تغرق رجليه بدلاً من تراب الفحم ، ومن الغريب أن يمضي كل عمره في تلك البلدة ثم يتركها على حين غرة ليبدأ من جديد في بلدة ثانية ، نفض ستيفن وهو في الطريق هذه الأفكار التى تدور في داخل عقله وهو يحمل صرته تحت يده وتظلله الأشجار وتهمس إليه بأنه ترك قلباً محباً خلفه . 

كان السيد هارتسهاوس يفكر في لويزا وكيف أن ملامح وجهها تغيرت بمجرد رؤية أخيها , وسيكون شعورا اخر تماما لو تغير ذلك الوجه من أجله هو جيمس هارتسهاوس. 

كان جيمس سريع الملاحظة لم يتفوه بكلمة واحدة مما قاله ثوماس عن شقيقته ، وفي أحد الأيام كانت لويزا بمفردها في الحديقة فجاء إليها جيمس وقال: يا سيدتي أريد أن اتكلم معك في موضوع يخص شقيقك ثوماس , وحينها ابتهج وجهها وبدت جميلة فقال جيمس في نفسه: آه كم هو جميل هذا الوجه عندما يفرح , ليته يبتهج لي، وأكمل يقول لها أن ثوماس يبذر نقوده على الرهانات وعليه ديون طائلة بسبب هذه الرهانات التي يقوم بها ، فقالت لويزا: عندما تزوجت لاحظت ان شقيقي عليه ديون فبعت بعضاً من ما امكله من مجوهرات وأعطيته النقود لسداد ديونه، لكن الآن عليه مبالغ طائلة من الديون, وإن هذا سر لم اقوله لاي شخص وأنا أثق بك، فقال: طبعاً يا سيدتي وإن هذا ليس خطأه وإنما هو خطأ التعليم الشديد الذي تلقاه والذي لم يترك لديه وقتاً للسعادة ، في حينها أتى ثوماس وبدا حزيناً وقال موجهاً حديثه لجيمس: إنني أحتاج إلى النقود في اسرع ما يمكن ، لقد تزوجت أختي لويزا هذا العجوز باوندرباي من أجل خاطري ولكنها تكون معه مثل الحجر, وهي تصبو أن تكون مقبولة لديه وتحصل على ما تريد من المال بسببي انا . أراد جيمس أن يضرب ثوماس ويقذف به إلى بركة الماء القريبة منهم لكنه تمالك نفسه وتحدث معه بلين وقال له: عليك أن تتصرف بلطف حيال شقيقتك . 





في المساء أتى ثوماس لشقيقته و امسك بيدها وقبّلها وقال لها: أنا لم أقصد أن أكون ثقيلاً عليك، فأنت تعلمين انني احبك جدا جدا وأعرف أنك مولعة بي، إبتهجي لكن لشخص آخر هذه المرة. 

في اليوم التالي خرج السيد جيمس ليرى الأشخاص الذين سيصوتون له، وعندما عاد جاء إليه السيد باوندرباي خائفا و قال له أن المصرف قد سرق منه مائة ألف وخمسون جنيهاً من خزانة صغيرة للمبالغ الصغيرة متواجدة في حجرة ثوماس، وقال: وضع ثوماس هذا المبلغ في الخزانة وخرج وكان كل شيء على احسن ما يكون ثم أتى أحدهم أو مجموعة ودخلوا بمفتاح مزيف وسرقوا هذا المبلغ وخرجوا من الباب الرئيسي.




لويزا عندما سمعت ذلك كادت ان تفقد وعيها حتى أن السيد جيمس أمسك يدها وأسندها. كان جيمس يتمنى أن لا يكون المشتبه به أحداً من العمال في المصرف، وسأل أين ثوماس فقال له بيتزر أنه في المصرف مع البوليس يعاونهم في مسالة التحري ، ثم سأل جيمس: هل هناك مشتبه به؟ فقال باوندرباي: إنه ستيفن لا بد أنه هو، لقد شوهد لمدة ثلاث ايام يقعد مقابل المصرف يراقبه, وبعد ثلاثة أيام اختفى ولا نعلم أين انتقل وماذا فعل قبل ذهابه، وهناك أيضاً امرأة كبيرة في السن أتت إلى البلدة في زيارة مستعجلة , وقد التقت به في الليلة التي كان بها عندي وكانت تراقب المصرف، قال جيمس: سيعاقبون كلهم عندما يُعثر عليهم. 

إنقضى المساء وعاد ثوماس إلى البيت و دلف الى غرفته بعد منتصف الليل، ذهبت لويزا لتقابله فتظاهر أنه نائم, وعندما أمسكت بوجهه وهي تعرف أنه ليس نائماً تظاهر بأنه قد استيقظ حينها للتو فقالت لويزا: يا ثوماس أنا أعرف أنك تحبني فهل هناك شيء عليك أن تبوح لي به؟, إن كان هناك ما تخفيه على العالم كله فيجب عليك أن تصارحني به . لم يخبر ثوماس شقيقته بأي شيء وقال: لا بد أنك تحلمين, ماذا تعنين بذلك يا لويزا، لا يوجد عندي ما أخفيه عليكِ, لكنه بكى بعد أن خرجت . 





جاءت السيدة سبارسيت لتسكن مع اسرة باوندرباي بسبب تضايقها من السرقة، وقضت معهم عدة أسابيع، وقد كان قد دعاها السيد باوندرباي لتسكن معهم في عطلة الأسبوع، ثم جاء بيتزر يخبر لويزا بأن أمها طريحة الفراش و مريضة جداً ، فذهبت لويزا إلى بيتها القديم كى ترى والدتها ، وعندما رأتها قالت لها أمها: يا عزيزتي لويزا كيف حالك، لقد كان زواجك من مخططات ابوك ولقد أصر عليه، ثم طلبت ورقة وقلماً و رغبت في أن تكتب إلى زوجها, وأمسكت بالقلم وبدت كأنها تكتب ثم انقطعت يدها عن الكتابة وتوفيت . 

كانت السيدة سبارسيت تراقب لويزا و تتصورها وهي تنزل من على سلم كبير عند قاعدته العار و الخراب للويزا, وأحياناً كانت تتصورها تهبط عدة درجات بخطوة واحدة وأحياناً تنزل ولا تعود للأعلى، أما لويزا فكانت تتكلم مع جيمس في مكان هاديء بالحديقة وكانا يتحدثان عن ستيفن بلاكبول, وكان رأي لويزا أن ستيفن ليس هو السارق بينما كان جيمس يصر على أن تصدقه أن ستيفن هو من سرق النقود، ثم مشيا في الحديقة وكان الظلام قد بدأ يحل فتوكأت على يده . لم تعرف أنها كانت تهبط إلى أسفل وأسفل سلم السيدة سبارسيت.




 علم السيد جرايند بوفاة زوجته فعاد ودفنها بشكل طبيعي ثم عاد على الفور للبرلمان، أما السيدة سبارسيت فقد رجعت حيث مكانها بالمصرف لكنها كانت تراقب لويزا مراقبة دقيقة و غير مباشرة. وفي يوم انتقل السيد باوندرباي بعيداً عن بيته لمدة أربعة أيام في مهمة عمل، فطلبت السيدة سبارسيت من ثوماس أن يجلس معها ليتناول طعام العشاء, وأثناء ذلك سألته عن السيد جيمس فقال: إنه ليس في المدينة حالياً وأنا عندي موعد معه في اليوم الاتي وسأقابله عند المحطة. في اليوم التالي خرجت السيدة سبارسيت في الصباح و وصلت إلى المحطة وأخفت نفسها في حجرة الإنتظار و ظلت نظراتها تتابع ثوماس وهو ينتظر قدوم جيمس, لم يأتِ في القطار الأول فسأل ثوماس عن وقت قدوم القطار التالي فقال له العامل أنه سيصل بعد خمس وأربعين دقيقة، فعلمت السيدة سبارسيت أنها خدعة حتى يبتعد ثوماس عن البيت. 




 هرعت سبارسيت إلى بيت السيد باوندرباي بأسرع ما يمكنها ولكنها لم تلاقي اي شخص في المنزل ولا في الحديقة، فتذكرت الغابة المتواجدة بالقرب من الحديقة والكرسي الذي تحب لويزا الجلوس عليه، انتقلت إلى الغابة واقتربت بحذر فرأت لويزا تجلس على الكرسي وجيمس بصحبتها , وكان يتكلم معها و يقول لها أنه يحبها حباً جماً وكانت هي تطلب منه أن يتركها و يذهب ، ثم نهضت لويزا وغادرت المكان لوحدها و انتقلت الى محطة القطارات, وذهبت سبارسيت في أثرها وركبت ذات القطار معها ولكن في عربة ثانية ، وبسبب الجو الضبابي صعُب عليها رؤية لويزا ومتابعة أثرها فاختفت عن ناظريها . 



أسرعت سبارسيت إلى السيد باوندرباي و قالت له الحكاية ، فذهب معها إلى بيت السيد جرايند ليخبره بما جرى . في أثناء ذلك كانت لويزا قد قالت لوالدها بكل ما تحس به تجاه باوندرباي من مقت و بما تحسه تجاه جيمس, وبقيت مع والدها في البيت . وعندما جاء باوندرباي إلى السيد جرايند قال له السيد جرايند أن لويزا في منزله وقد جاءت لزيارته وأنها ستبقى معه لفترة من الوقت ، لكن السيد باوندرباي رفض بقاء لويزا في بيت والدها وقال لأبيها: إن لم تأتِ غداً فسأرسل كل حاجياتها إلى هنا، وعندما لم تأتِ في اليوم الذي يليه نفذ ما قاله للسيد جرايند. 




بعدها بدأت سيسي جوب تهتم بلويزا, وقد لاحظت لويزا حب سيسي لها وشعرت به. خرجت سيسي في يوم لمقابلة جيمس وطلبت منه ان يترك المدينة , وأكدت له أنه لن يقدر أن يرى لويزا ولا بأي حال من الأحوال لأنها ما زالت متزوجة من السيد باوندرباي ولم تأخذ بعد حريتها المطلقة . وبعد أن تأكد جيمس من ذلك كتب إلى أخيه في لندن: 

 عزيزي جاك, إنتهى كل شيء في كوكتان, لقد سأمت هذا المكان, سأرجع .
 المحب جيمس 
 ثم حزم أمتعته و انتقل من كوكتان. 

 في نفس المساء تذكر باوندرباي سرقة المصرف فطبع صوراً لستيفن بلاكبول ونشرها وكتب في اسفلها جائزة قيّمة لمن يعثر عليه. جن جنون راشيل عندما عرفت بذلك وبعثت إلى ستيفن تخبره بالموضوع ، وذهبت إلى باوندرباي وأخبرته أن لويزا قد ذهبت إلى ستيفن وأعطته ورقة مالية لتعاونه -لأنها أشفقت عليه وأرادت أن تعاونه فلم يرضى وقبل فقط بجنيهين ذهبيين واعتبرهما دين عليه. علم باوندرباي بالخطاب الذي بعثه ستيفن لراشيل وعليه موقع المصنع الذي يعمل به... وعلم أيضاً أن ستيفن تسلم خطاباً من راشيل فغادر ستيفن فورا ولكن ما من إنسان يعلم أين هو. 




في يوم كانت سيسي وراشيل تسيران في طريق بيت باوندرباي فإذا بالسيدة سبارسيت تنزل مقابل بيته من عربة ومعها سيدة كبيرة في السن , كانت نفسها السيدة بلجر, ودخلوا إلى منزله ودخل معهم مجموعة من الناس اعتقادا منهم أن هذه السيدة لها علاقة بالسرقة، قابلهم السيد باوندرباي وعندما قابل السيدة العجوز إمتقع لونه واستشاط غضباً، قالت السيدة الكبيرة في السن لباوندرباي: يا عزيزي يا بني المحبوب, لم أقل لأحد أنني والدتك وكنت آتي فقط لألقي نظرة سريعة عليك دون أن يلاحظ أحد ذلك، كنت أعيش دائماً في سكون وفي سرية لكن هذا خطأي أنني قلت لهذه السيدة سبارسيت أنك متحمس لمقابلتي ، حاول باوندرباي أن ينكر ما قالته لكنه لم يفلح ثم قال لها: إنك تركتي ولدك وعاملته بقسوة عندما كان صغيراً، فصاحت وهي تقول: كلا لم اتركه , لقد اعتنيت به حتى أصبح تاجرا و رئيسا . لقد كان السيد باوندرباي يخدع الناس بالحكايات التي كان يرويها عن طفولته وأن والدته متوفاة وأن جدته القاسية هى من اعتنت به وأنه بنى نفسه بنفسه. 




وفي يوم الأحد التالي ذهبت راشيل مع سيسي في رحلة خارج المدينة , وبينما كانت تسير في البلدة إذ وجدت بالأرض حفرة فحم مخباة تحت الأعشاب حتى أنها كادت تقع بها، وبينما كانتا تمشيان صرخت سيسي بغتة وقالت لراشيل: هناك قبعة فوق الحشائش, وما أن رأتها راشيل حتى خافت , لقد عرفتها إنها لستيفن وهي مليئة بالماء , لا بد أن لها يومين هنا، كانت بجانب حفرة, صاحت راشيل تقول: وربي الرحيم إنه هنا في أسفل الحفرة. تم استدعاء بعض الرجال و الدكتور ونزل رجلان إلى الحفرة و لاقوا ستيفن واقع في الحفرة !!!!, 



كان ما يزال على قيد الحياة فأخرجوه وداوى الدكتور جراحه, ثم زاره السيد جرايند ولويزا فاراد ستيفن من السيد جرايند أن ينقذ سمعته وقال: لقد تسلمت خطاباً من راشيل فأسرعت انتقل إلى السيد باوندرباي لأنقذ اسمي , وفي طريقي وقعت في الحفرة. لم يتحمل جسم ستيفن معاناة جروحه الكبيرة من أثر وقوعه بتلك الحفرة فسلمت الروح إلى صاحبها ومات ستيفن ... 

سمعت سيسي ما قاله ستيفن فانتقلت إلى ثوماس و تكلمت معه، بعدها اختفى ثوماس. و قالت سيسي للسيد جرايند أنها قالت لثوماس أن يذهب إلى السيرك ويتخفى هناك، فقال السيد جرايند: إنه دائماً تكونين أنت يا طفلتي !!, ثم ذهب إليه السيد جرايند ولويزا وسأله عن ما جرى بالضبط ؟, فأخبره ثوماس أنه صنع مفتاحاً مزيفا , وأنه أخبر ستيفن أن يقعد أمام المصرف يراقب أحداً سوف يظهر له من الشباك ، فلبث ستيفن يراقب لمدة ثلاث ايام ، وفي يوم جعل الباب مغلقاً نصف إغلاق وخرج مقابل الكل ثم رجع وفتح الخزانة عنوة وسرق النقود وخرج ورمى المفتاح الذي عمله جانب الباب.




 وفي هذه الأثناء تم الإشتباه بأن ثوماس هو اللص وبدأ البحث عنه, فوجدهم بيتزر في السيرك و رغب في أن يقبض على ثوماس ليسلمه للسيد باوندرباي كي ياخذ ترقية ويحصل على وظيفته، وهكذا بقي متابعا له ولكن السيد سليري قائد السيرك كان يريد رد جميل السيد جرايند الذي اهتم بسيسي فخطرت له خطة، أشار إلى كلبه كي يُبقي عينيه على بيتزر- والذي كان يشتغل مراسلاً عند السيد باوندرباي في المصرف- بحيث ينقض عليه إن حاول التحرك من موقعه ، وأخبر ثوماس بأنه وفي أثناء الطريق سيتوقفون بعض الوقت فيقفز ثوماس من العربة إلى عربة ثانية صغيرة ستجري به إلى ليفربول، ومن هناك سينتقل إلى أي مكان في العالم، ونجحت الخطة ومنع الكلب المدرَّب بيتزر من أن يتحرك خطوة خلف ثوماس. 




وقف السيد باوندرباي يفكر في المستقبل، إلى كم سيظل ؟ هل يرى نفسه وهو يقدم بيتزر إلى الأغراب على أنه شاب يرتقي، أم هل يكتب وصيته المعقدة و الاخيرة ؟, هل علم أنه ستنتقل روحه الى بارئها بعد خمس سنوات بسكتة قلبية؟.

 أما لويزا فقد صارت أكثر رقة و ظلت في بيت ابوها تشاهد النار كما كانت تفعل في طفولتها. أما راشيل فقد انضمت إلى عاملات كوكتان, كانت حلوة الطباع جميلة و مرحة لكنها بقيت تلبس ملابس الحداد طوال حياتها , وبقيت تعطف على سيدة فقيرة هي زوجة ستيفن، ثم تزوجت راشيل و صارت ام لعدة أطفال.




 أما أطفال سيسي الهنيئة فقد كانوا يحبون أمهم حباً كبيرا ويحبون لويزا التي تحب الأطفال كعادتها ، وكانت تعاونهم على أن يشبوا ليس كالآلات وإنما كمخلوقات مفكرة بشرية . 



                                      النهاية.
تفاعل :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق