القائمة الرئيسية

الصفحات

تلخيص رواية كبرياء وهوى:جاين اوستن - اعداد واشراف :رجاء حمدان






لسماع الرواية والاشتراك بالقناة ...قناة راجو شو... الرابط التالي : 


تلخيص رواية 
 كبرياء وهوى - جاين اوستن 
إعداد وإشراف رجاء حمدان


 


 



إنتقل الشاب بنجلي من مكان إقامته شمال إنجلترا واستأجر منزل نذرفليد بارك. 
كانت السيدة بينيت تخبر زوجها السيد بينيت عن ذلك الشاب حيث علمت أن دخله السنوى أربعة أو خمسة آلاف وأنه أعزب غير متزوج ، لقد علمت بهذه الأمور كلها من صديقتها السيدة لونجو, فوضعته السيدة بينيت فى بالها ووضعت عينيها عليه لتزوجه من إحدى بناتها وطلبت من زوجها أن يقوم بزيارته ويستقبله عندما يأتي.
 قال السيد بينيت: لا أرى سبباً وجيهاً لذلك كله , لكن تستطيعين أنتِ والبنات الذهاب لزيارته مع أن السيد بنجلي على ما اظن قد يميل إليكِ أكثر من الأخريات. السيدة بينيت: شكراً يا عزيزي كم انت ودود ولبق هذا لطيف منك, يقيناً أنني اعتُبرتُ جميلة في صباى وزماني, لكن على المرأة الحكيمة أن تكف عن التفكير في جمالها ونفسها عندما يصبح لديها بنات ناضجات وتفكر في مستقبلهن، وأنت عليك أن تفعل كذلك يا عزيزي، لذا عليك أن تذهب لرؤيته وزيارته عندما يأتي للجوار.
 السيد بينيت: لا، لااحبذ ذلك وانا أعهد لك بذلك الامر الا اننى أستطيع أن أرسل معك رسالة له بأنني سأكون ممتن سعيداً بالموافقة على أن أدعه يتزوج إحدى بناتي، كما أنني سأوصي بليزي الصغيرة.


 أجابت زوجته: ، ليزي ليست أحسن من أخواتها الأخريات، فهي ليست بنصف جمال جاين وليست بنصف طيبة ليديا الطيبة لكنك دوماً تعطيها الأفضلية وتفضلها على أخواتها ، لا لن تفعل ذلك فأجابها السيد بينيت : إن أخواتها رؤوسهن فارغة كباقي الفتيات لكن ليزي هي الافطن و الأذكى بين أخواتها. غضبت منه السيدة بينيت وقالت إنك تستفزنى وتستمتع بإزعاجى ،كيف يمكن لك أن تتكلم عن بناتك بهذه الطريقة؟, , فأنت لا تفكر بضيقى و بأعصابي المسكينة حين تقول ذلك. 

في غضون الثلاث وعشرين سنة التى مضت من زواجهما لم تنجح السيدة بينيت من فهم عقل وشخصية زوجها الغريبة، كانت هي إمرأة بسيطة أسهل منه بكثير فهي محدودة الذكاء وتعرف القليل فى الحياة , وغالباً ما تكون متعبة سيئة المزاج وتشكو من أعصابها وتوترها حينما تكون غير سعيدة، وكان الهدف الرئيسى الذى يشغل بالها في حياتها هو أن تُزوج بناتها. حين قدم السيد بنجلي وأقام فى سكنه الجديد كان السيد بينيت أول زائريه. لقد كان ينوي أن يزوره ووضع ذلك فى باله على الرغم من أنه أخبر زوجته بأنه لن يزوره، وفي المساء أخبر زوجته وبناته بالزيارة التى قام بها للسيد بنجلي فصرخت زوجته: أوه كم هذا رائع منك يا عزيزي, كنت أعلم أنني سوف أقنعك بأمر زيارته في النهاية وقالت لبناتها: يا له من أب حسن ورائع لديكن يا فتيات, وانقضى المساء بالتحدث والتساؤل عن الوقت الذي سوف يأتي فيه السيد بنجلي إلى منزلهم كى يرد زيارة والدهم. كانت الفتيات يرغبن أن يعرفن كيف يكون السيد بنجلي, وحاولن عبثا أن يسألن والدهن لكن دون جدوى من إجابة تُشفي فضولهن، ولكن ورد الى سمعهن من صديقة لهن تدعى السيدة لوكاس أن زوجها السيد وليم قد أعجبه وإبتهج منه وأنه سوف يأتي لحفلة الرقص التالية في الجوار.




 بعد عدة أيام قليلة حضر السيد بنجلي لزيارة السيد بينيت في بيته وجلس معه في مكتبه لمدة عشر دقائق متأملا أن يرى الفتيات اللاتي سمع الكثير عن حسنهن وجمالهن، إلا أن هذا لم يحدث, ولكن كان حظ الفتيات أفضل منه حيث استطعن رؤيته وهو يغادر من شرفةٍ بالطابق العلوي . وبعد مدة قصيرة أرسل السيد بينيت دعوة للسيد بنجلي يدعوه إلى الغداء لكنه لم يكن بإمكانه الذهاب واعتذر من السيد بينيت, ولذلك أصيبت السيدة بينيت بخيبة أمل كبيرة . 

 كان السيد بنجلي يريد الذهاب إلى البلدة في اليوم التالي كي يُحضر بعض من أصدقائه الذين سيحضرون معه الحفلة الراقصة. عادت مع السيد بنجلي أربع أشخاص هم أختان وزوج إحدى أخواته وشاب آخر، وجاءت المجموعة كلها إلى الحفل الراقص. كانت أختاه جميلتان وانيقتان جدا أما هو فكانت تصرفاته سلسه طبيعية ، أما صديقه السيد دارسي الفاتن فهو الذي جذب انتباه كل من في القاعة فهو طويل القامة ووسيم الوجه ووالتعابير الرائعه المرتسمه عليه، وانتشر شائعة خبرٌ بعد خمس دقائق من دخوله الحفلة وهو أن دخله السنوى يساوي عشرة آلاف في السنة, وانتبهت الفتيات أنه أجمل وأوسم من السيد بنجلي, ونظرن إليه بتمعن وبإعجاب نصف الأمسية إلى أن قررن فى نهاية الامسية أنه متكبر جداً ولا شيء يعجبه أو يسره, ولم يبد أنه قد استمتع بالرقص، وعندئذٍ لم تنقذه كل نقوده ولا تلك النظرات الجميلة من أن يكون غير بهيج في أعينهن أو من أن يكون أقل جاذبية من صديقه. 



أما السيد بنجلي فقد قام بتقديم نفسه إلى كل الأشخاص المهمين في الحفل وكان شخصا ودوداً وبهيجاً ورقص في كل رقصة، وشعر بضيق لأن الحفلة انتهت بسرعة وأخبر الجميع أنه سوف يقيم حفلة أخرى راقصة في بيته نذرفليد. لقد شعرت الفتيات أنه نقيضٌ بالتمام لصديقه دارسي الذي رقصَ رقصة واحدة فقط مع كل من أختي السيد بنجلي ولم يتحدث إلى شخص خارج مجموعته طوال فترة الحفلة، وحُددت شخصيته بالنسبة اليهن خلال الحفلة أنه الأكثر كبرياءاً والأقل قبولاً في العالم. ولقلة السادة الأماجد الحاضرين في الحفلة كان يتوجب على إليزابيث بينيت أن تجلس وحيدة طيلة رقصتين، وخلال ذلك الوقت كان السيد دارسي يجلس قريباً منها لكنه لم يرغب بالرقص معها، وكان بنجلي يحاول إقناعه وإغراءه بأن يرقص معها، وقد كانت هي قريبة منهما لدرجة أنها سمعت بعض الحديث والنقاش الذي دار بينهما حيث أنه كان ينظر إلى أختها الكبرى جاين وقال لبنجلي: إنك ترقص مع الفتاة الحلوة الوحيدة في الحفلة، صاح بنجلي: أوه أجل إنها أجمل مخلوق قد رأيته في حياتي كلها لكن إحدى أخواتها تجلس هنا خلفك تماماً، إنها أيضاً تبدو جميلة ومقبولة أيضاً، دعني أطلب من رفيقتي أن تقدمك إلى أختها. نظر دارسي نظرة إلى إليزابيث وعاد يقول لبنجلي: إنها مقبولة على ما أظن ولكنها ليست جميلة إلى الحد الذى يكفي لإغرائي، ثم قام من جلسته وابتعد وترك إليزابيث وهي لا تكن له شعوراً ودياً على الإطلاق، وضحكت كثيراً مع صديقاتها عندما أخبرتهم بما سمعته من محادثتهما ، لقد كانت فتاة حيوية ومرحة. 




إنتهت الحفلة على نحو جيد ثم عادالجميع الى البيت في قرية لونجبورن بروح معنوية عالية جداً، كانت إليزابيث سعيدة لأجل أختها جاين، وعندما وصلن البيت بدأت السيدة بينيت بإخبار زوجها عن حفلة المساء بتفصيلٍ كبيرلم تنسى شيئا وكيف أن السيد بنجلي لم يرقص مع أحد سوى مع ابنتها الكبرى جاين، وما حصل من حديث من السيد دارسي تجاه إليزابيث ووصفته بالمتكبر. جلست الأختان جاين وإليزابيث معاً وعبّرت جاين وشرحت لأختها عن إعجابها العظيم بالسيد بنجلي وقالت: إنه تماماً هو ما يجب أن يكون عليه الشاب حساس ذو طبيعة حيوية مرحة , وأنا لم أر سلوكيات طبيعية حسنة كهذه إلى حد كبير، ضحكت إليزابيث وقالت: إنه وسيم وهذا ما يجب أن يكون عليها الشاب إذا استطاع الامر ، لذلك أعطيك إذني في أن تميلي إليه. وفي الوقت ذاته كان النقاش بين السيد بنجلي وأختيه اللتين ستقيمان معه في نذرفليد عن الفتاة جاين التي أقر الجميع أنها أجمل فتيات عائلة بينيت, وأخبرتا السيد بنجلي بأنه يجب أن يتعرفوا إليها بشكل أكثر و أفضل، لذا شعر السيد بنجلي وأحسن بأنه حر في أن يطلق فكره بالآنسة جاين بينيت كما يرغب. 
وسرعان ما بدأت زيارت سيدات لونجبورن الماجدات أولئك الذين في نذرفليد الى أختى السيد بنجيلى وهن بدورهن ردّدن إليهن الزيارة، وقد وجدت أختا السيد بنجلي أن سلوكيات الآنسة جاين وطبعها بهيج على نحو متزايد مع أنهما وجدتا أن أمها عصبية وغير محتملة, وشعرتا بأن أختيها الأصغر سناً منها غير جديرات بالكلام عنهن ولا يلفتان نظرهما إلا أنهما سُرتا بالتعرف إلى جاين وإليزابيث، وكان من الواضح أن السيد بنجلي نفسه بدأ الاعجاب بجاين أكثر فأكثر وجاين كانت على وشك أن تنجرف وتقع بحبه وهذا ما أقلق أختها إليزابيث, فربما هو لا يدرك ما قد تشعر نحوه فقد كانت جاين حلوة ولطيفة وحسنة المعشر مع كل إنسان لدرجة أن السيد بنجلي قد لا يتبين بأنها تكن شعوراً مختلفاً نحوه. كانت إليزابيث همها أن تقوم بمراقبة تطور العلاقة بين أختها والسيد بنجلي لدرجة أنها لم تعد تدرك كم أن السيد دارسي بدأ يميل لها ويعجب بها رغم أنه في أول لقاء رآها وصفها بين أصدقائه بأنها لاتعنيه ، ولكنه بعد ذلك بدأ يلاحظ كم هو قوامها خفيف وجميل وأنها فتاة مرحه بهيجة ، وبدأ يلاحظ تعابير عينيها الرماديتين الجميلتين ومدى ذكائها غير العادي. 




لم لتكن تعلم إليزابيث بتغير مشاعرورأى السيد دارسي نحوها فبالنسبة لها هو رجل مغرور وغير مقبول وكما انه ذكر بأنها ليست جملية كما يرغب لحدٍ كافٍ كى يدعوها للرقص معه. بدأ السيد دارسي يهتم في أن يعرفها بشكل أفضل وكان يرهف السمع ويصغى عندما يستمع لحديثها عندما يكونان مع نفس الصحبة، أما هي فقد انزعجت منه وكانت تعتقد أنه يستمع لها لينتقدها على ما تقوله، وحين طلب منها الرقص معه سُرّت بأن ترد طلبه بالرفض, ورفضها هذا لم يُسئ إليه في مقابل ما قاله عنها في أول لقاء لهما. كانت ثروة واملاك السيد بينيت ودخله المتواضع من أموال العائلة التي - ولسوء حظ بناته الخمس – سوف تؤول إلى أقرب قريب ذكر لهن بعد وفاة والدهن ولن يكن لهن نصيب منها لانهن فتيات ، وكان هذا القريب هو إبن عمومة لم يقابلنه ولم يعرفنه من قبل ، وكان هناك مبلغاً صغيراً من المال من جهة أمهن من عمل عائلتها , ولكن بعد وفاة أبي أمهن ذهب عمل العائلة إلى زوج أختها السيدة فيليبس وليس للسيدة بينيت، وقد عاشت أختها السيدة فيليبس والسيد فيليبس في بلدة مريتون الصغيرة وهي على بعد ميل من لونجبورن، وكانت تزور أختها هي وبناتها الخمس وتأتي أختها هى الاخرى مع بناتها لزيارتها باستمرار.

 كانت بنات السيدة بينيت الأصغر سناً وبالأخص ليديا وكاثرين كثيراً ما كن يتحدثن عن ضباط الجيش الذين يأتون إلى بلدة مريتون ويبقون فيها الشتاء كله ، وقد كانوا يعرفون أسمائهم ومن يكونون وأين يقيمون, ولم يتكلمن عن شيء سوى عن ضباط الجيش، حتى أن موضوع السيد بنجلي الذي يثير اهتمام والدتهن لم يكن مثيراً بالنسبة لهن. وفي يومٍ بعثت سيدات نذرفليد أخوات السيد بنجلى رسالة للآنسة جاين كي تحضر وتتناول معهن الغداء، وكانت هناك ملاحظة أن السيد بنجلي سيكون في بلدة مريتون ليتناول الغداء مع مجموعة من اصدقائه الضباط وأنهن سيبقين وحدهن ولكن جاين لم تنتبه لتلك الملاحظة، وعندما أخبرت أمها بامر الرسالة طلبت منها أمها أن تذهب اليهن على الحصان على أمل أن تمطر في المساء فلا تستطيع جاين العودة للبيت وهكذا يُتاح لها البقاء مع بنجلي فترة الصباح. وهكذا انطلقت جاين على الحصان وأمطرت السماء بشدة وتبللت جاين، وفي الصباح التالي أرسلت جاين ملاحظة إلى إليزابيث مع خادم نذرفليد: عزيزتي ليزي: لستُ في صحة جيدة بعد أن تبللت بالمطر أمس، أصدقائي هنا لم يسمحوا لي بالعودة قبل أن أتحسن وتخف حرارتي وأرسلوا في طلب الطبيب، أعاني من حلق محتقن وصداع خفيف لكن هذا ليس سيئاً. المخلصة جاين. 




ازداد قلق إليزابيث على أختها وقررت أن تذهب لرؤية أختها لكن أمها رفضت ان تدعها تذهب , وبرغم رفض أمها ذهبت اليزابيث إلى هناك ومشت على أقدامها نحو ثلاثة أميال. دهشت السيدتان الماجدتان عندما رأينها وكيف أنها استطاعت أن تمشي هذه المسافة لوحدها وعلى أقدامها في هذا الطقس السيء. سُرّت جاين عندما رأت أختها مع أنها كانت مريضة, واعتنت اليزابيث بأختها طيلة النهار، وعندما جاء الطبيب وفحص جاين قال إنها أصيبت ببرد عنيف وعليها البقاء في السرير للراحة ,وهكذا بقيت إليزابيث مع أختها جاين تهتم بها وتمرضها لبضعة أيام في نذرفليد. كانت أليزابيث تقضي أكثر الوقت مع السيد بنجلي وأختيه والسيد دارسي، وتمكنت من ملاحظة السيد دارسي أكثر ورأت أن أخت السيد بنجلي الصغرى ترمقه بعينيها وتراقبه باستمرار وتوليه الإهتمام، ولكن عينا السيد دارسي كانت دائما مثبتة عليها ترقباناها بإستمرار وكانت هي غير قادرة على فهم سبب ذلك الامر وشعرت أن هذا يبدو غريب، الا انها قد مالت قليلاً تجاهه ولكنها لم تهتم إن كان هو يميل لها أم لا . 




وبعد فترة بعد أن تحسنت صحة جاين وضعت إليزابيث عليها معطفاً خشية البرد وجلستا في غرفة المعيشة يتحدثن وكانت أختا السيد بنجلي جالستين معهما, وبعد وقت قليل دخل السيد بنجلي وبصحبته السيد دارسي, كان بنجلي يكاد ان يطير من السعادة لأنه رأى أن جاين قد تحسنت وأصبحت بصحة جيدة, وكان حريصاً أن يبقيها بجانب النار لتبقى دافئة، وكان نادراً ما يتكلم إلى أي شخص آخر سوى جاين، أما إليزابيث فقد كانت تعمل في الخياطة في ركن آخر من الغرفة وفي نفس الوقت كانت تقوم بمراقبتهما ، أما دارسي فكانت مراقبته من بعيد وقليلاً ما تحدث مع اليزابيث, وشعر أن بقاءها مدة في نذرفليد جعلته يعجب بها بشدة. في صباح اليوم التالي قررتا الأختين العودة للمنزل وأرسلتا إلى أمهما لترسل لهما العربة، إلا أن أمهما أرسلت بمكر جواباً بأنها لن تستطيع إرسال العربة قبل ثلاثة أيام أخرى، فطلبت حينها جاين من السيد بنجلي أن يأخذا عربته كي يستطيعا العودة إلى البيت وعادا الى البيت, وباتت أمهما حزينة بسبب فشل خطتها في أن تُبقي جاين مع السيد بنجلي مدة أطول. 

طلب السيد بينيت من زوجته أن تعد غذاءاً لذيذا جيداً لأنه سيستقبل إبن عمومته السيد كولينز وهوالذكر الذي سيرثه بعد موته، وطمأنها بأنه سوف يهتم بأمر وسعادة بناته المستقبلية، وقال السيد بينيت: إن السيد كولينز قد بعث لي رسالة طويلة ومهذبة، فهو رجل دين في كنيسة إنجلترا في قرية هانسفورد في كنت وهو يتلقى راتباً جيدا من مالك الكنيسة السيدة كاثرين دي بورغ، وسيأتي ليقيم لمدة أسبوع في لونجبورن كى يتعرف على أبناء عمومته أنساب عائلة بينيت.
 ثم قال السيد بينيت: يبدو أنه شاب محترم جداً وأنا على يقين من أن التعرف عليه سيدخل السرور إلى نفوسنا. أسلوب الرسالة لم يعجب إليزابيث ولم تر أنه رجل معقول كما يدعون ، أما كاثرين وليديا فلم يهتما لأمر الرسالة فقد كان جل ما يشغل بالهما ضباط الجيش، أما السيدة بينيت فقد كانت تشعرتجاهه بشعور جيد وكانت وترغب بالترحيب به بأسرع وقت فمن يدرى فلعله يكون حقاً إحتمالاً لإحدى بناتها. 

وصل السيد كولينز إلى لونجبورن واستُقبل من قِبل عائلة بينيت بأدب وترحاب بالغ. كان شاباً طويلاً في الخامسة والعشرين من عمره، وكان ملتزما جاداً في سلوكه وأعجب بكل ما شاهده في البيت وبالفتيات أيضاً، وبدا من الواضح كأنه أتى ليزورهن متعمدا بعد أن سمع عن جمالهن كثيراً بالإضافة إلى أن صاحبة العمل السيدة كاثرين دي بورغ قد نصحته بالزواج بأسرع ما يمكنه، وقد بدا أنه يتبع نصيحتها . خلال فترة قصيرة توضحت شخصية السيد كولينز كما توقعت إليزابيث, إنه شاب حساس جداً وغير لماح على نحو واضح، كان مزيجاً من كبرياء غريب وأدب بالغ، وأظهر دون تعقيد رغبته في أن يتزوج إحدى بنات السيد بينيت, فهو يعيش فى منزل روزنجز بارك قرب الكنيسة ويأخذ راتباً من الكنيسة، وفي ذات الوقت كانت عائلة بينيت قد بدأت تميل على نحو أفضل تجاه الشخص الذي سوف يرث أملاكهم بعد وفاة والدهم، وقع اختيارالسيد كولينز على جاين الفاتنة ولكن سرعان ما أخبرته السيدة بينيت أن جاين لها مصالح في مكان آخر لذلك غير اختياره من جاين إلى اليزابيث. 




وفي يوم عيد الميلاد رأت السيدة بينيت كيف أن السيد كولينز ينظر إلى إليزابيث وهي التالية لجاين في الجمال، وبدأت تعجبها الفكرة وكيف أنه سيكون لها ابنتان متزوجتان، وبدأت اليزابيث تحب هذا الشاب حباً جماً وتحترمه وهو الذي لم تكن تميل إلى أن تتكلم إليه في اليوم السابق. ذهبت الفتيات بعد عيد الميلاد لزيارة خالتهم السيدة فيليبس في مريتون وكان بصحبتهن السيد كولينز، وفي طريقهم قابلوا بعض الضباط الذين تعرفت عليهم كاثرين وليديا, وكان معهم الضابط الجديد الشاب السيد ويكهام، وأكملوا الطريق سويا ثم رأوا السيد بنجلي وكان بصحبة السيد دارسي على حصانين وتوقفوا لتحيتهم، وكانت إليزابيث التي تراقب الجميع شعرت أن السيد دارسي والسيد ويكهام عندما رأوا بعضهما قد تغير لونهما. 

وفي اليوم التالي دُعين أيضا إلى بيت خالتهن السيدة فيليبس لتمضية المساء، و كم كن مسرورات لأن الضباط كانوا سيوجدون هناك أيضاً ومن بينهم السيد الشاب ويكهام الذي قررن بينهم أنه شاب وسيم جداً. وعندما إجتمعن هناك وحضر الضباط إختار السيد ويكهام الجلوس بجانب إليزابيث والتحدث إليها من بين كل الفتيات، وبينما كانا يتحدثان سألت إليزابيث السيد ويكهام: هل تعرف السيد دارسي؟ فقال لها: كنت أعرف عائلته جيداً طيلة حياتي وكان أباه طيباً جداً وأراد أن يمنحنى بعض المال عندما يموت، وبما أن له إبن فقد رغب إبنه في أن لا يصل كل المال لي، فقالت إليزابيث: إننا لم نعرفه إلا قليلاً لكن الناس بالجوار لا تحبه وتعتبره متكبراً، وأكمل ويكهام: لم يضع والد دارسي رغباته كتابة فلذلك ليس لدي أي أمل من القانون, وكان عليَّ الإنضمام إلى الجيش رغم أنني لم أرغب وأحبذ هذا، إنها قصة طويلة وحزينة جداً وأنا لا يمكنني أن أفكر تفكيراً جيدا في السيد دارسي. 

إرتعبت وقلقت إليزابيث كثيراً عندما سمعت بفحوى هذه القصة وكذلك ذهلت كيف أن رجلاً لطيفاً وبهيجاً كالسيد بنجلي يصاحب ويرافق رجلاً متكبراً قاسياً, لكن السيد ويكهام أخبرها أن السيد دارسي يستطيع أن يكون مقبولاً ووديّاً تجاه الناس إن أراد هو ذلك، وأخبرها أيضاً أن عمته تكون السيدة كاثرين دي بورغ ، وهنا إعتقدت إليزابيث أن السيدة كاثرين دي بورغ قد تكون قاسية ومتكبرة كالسيد دارسى رغم كل الصفات الحسان التي يذكرها عنها السيد كولينز، وعندما عادوا إلى البيت أخبرت إليزابيث أختها جاين بقصة السيد ويكهام الحزينة. وفي صباح اليوم التالي حضر السيد بنجلي وأختاه ليقدمان دعوة لحضور حفلة راقصة في منزلهم، وكانت الفتيات سعيدات جدا بهذا الخبر ، وعندها جاء السيد كولينز وسأل اليزابيث إن كان بإمكانها أن ترقص معه الرقصتين الأوليتين -وكانت إليزابيث فى سرها ترغب في أن ترقصهما مع السيد ويكهام- إلا أنها وافقت ولم تستطع أن ترفض طلبه، وبدأت تفكر في أنه ربما يكون قد فكر في الزواج بها , وهنا كانت محقة في أفكارها, وارتعبت من مجرد وجود هذه الفكرة فهى لم يكن لها نية في قبول عرضه أن طلب يدها للزواج . 




 جاء يوم الحفلة الراقص في نذرفليد منزل السيد بنجلي, دخلت إليزابيث إلى قاعة الحفلة, وأخذت تبحث عن السيد ويكهام ولكنها علمت فيما بعد أنه غادر إلى البلدة في عمل طارئ مهم مع أنها كانت على ثقة من أنه لن يذهب للحفلة تجنباً للسيد دارسي، عانت اليزابيث في أول رقصتين مع السيد كولينز فهو لم يكن راقصاً جيداً, ثم رقصت بعدها مع ضابطٍ كان صديقاً للسيد ويكهام، وفي الرقصة التالية أتى إليها السيد دارسي طالبا منها أن ترقص معه, ذهلت فى اول الامر من طلبه إلا أنها وافقت سريعاً دون تفكير, وتحدثا كليهما أثناء الرقصة حديثاً غيرودى وغير مريح ثم افترقا بعد الرقصة وهما صامتين . أما جاين فكم كانت سعيدة ومتألقة جداً وهي ترقص مع بنجلي، وبدا على السيد بنجلي أنه لا يرغب الرقص مع غير جاين، ولاحظت ذلك أمهما وكان هذا هو موضوعها المهم والوحيد الذي تحدثت فيه بالحفلة. حاولت إليزابيث أن تغير الموضوع بسبب وجود السيد دارسي قريباً منهم فهى لاتريده أن يسمع ما يقال، وأمِلتمنت أن يبقى السيد بنجلى مهتماً بجاين حتى لا يتسنى له سماع ما تقوله أمها. 

وصلت إلى نهايتها الامسية وكان السيد بنجلي واقفاً يتكلم مع جاين بينما السيد دارسي كان هادئا و صامتاً، أما أختا السيد بنجلي فلم تقوما بالتحدث إلى السيدة بينيت، أبينما السيدة بينيت كانت راضية وتركت نذرفليد على أمل أنها سوف ترى جاين مستقرة هناك بسعادة وخصوصا أنها أخذت وعداً من السيد بنجلي بأن يحضر على الغداء عندهم بعد قدومه من لندن، حيث أنه كان سيذهب في اليوم التالي إلى لندن لعمل مهم.

 في اليوم التالي قرر السيد كولينز أن لا يضيّع وقته - وخاصة أن عطلته قاربت على الانتهاء ولن يتبقى سوى بضعة أيام - ويقدِّم عرضه بالزواج لإليزابيث بعد أن تكلم مع السيدة بينيت وتأكد من عدم ممانعتها لهذا الزواج, وعندما جاء ليتحدث معها أثناء الفطور, غادر الجميع الغرفة وتركوهما وحيدين, وبدأ السيد كولينز افى الحديث وحاولت إليزابيث أن توقفه الا أنه تابع حديثه مكملا ، وفي الآخر قالت: من فضلك يا سيدي صدّقني بأنه ليس لديّ رغبة فى قبول عرضك في أي وقت من الاوقات . 




جاهدت السيدة بينيت أن تحمل إليزابيث على الموافقة على الزواج بالسيد كولينز وطلبت من زوجها السيد بينيت أن يتحدث بحزم مع إليزابيث كي يجعلها توافق على الزواج لكن لا سبيل لذلك ولا فائدة من الحديث فقد كانت اليزابيث مصممه على الرفض,. علم السيد كولينز أن إليزابيث ترفض عرضه للزواج منه واعتبرها مسألة كرامة و وأن كبرياءه قد تأذي فقاطعها وكان يندر ما يتكلم معها أو ينظر إليها، ثم توجه بنظره إلى صديقتها شارلوت لوكاس إبنة السيد وليم والسيدة لوكاس. 

مرت أيام متوترة وفي أثناء هذا الوقت وصلت الأخبار المفاجئة من منزل السيد بنجلي, أرسلت شقيقته الصغرى رسالة إلى جاين تخبرها فيها أنهم قد قرروا أن يغادروا إلى لندن لأن الآنسة دارسي في لندن وأن أخاها السيد بنجلي مشتاق لرؤيتها ومن غير المحتمل أن يعودوا فى هذا الشتاء.
 بعد قراءة الرسالة صمتت جاين وهزت رأسها بحزن وألم فقالت لها إليزابيث: إن الآنسة بنجلي ترى أن أخاها متيما وواقع في حبك ولكنها تريده أن يتزوج من صديقتها الآنسة دارسي, وقد ذهبت معه إلى لندن كي تلازمه وتمنعه من العودة, ولأنه لن يستطيع رؤيتك هناك في لندن فستكون الامور سهلة عليها لإقناعه بحب صديقتها بدلاً من أن يكون واقعاً بحبك إلى ومتيما بك جداً، أن هذا هو ما تقصده في رأي. كانت جاين حزينة وتتألم لأن أختي السيد بنجلي وأصدقائه لا يرغبون بها زوجة له ويرغبون بتزويجه من إمرأة أخرى، لكن اليزابيث كانت كلماتها ل إليزابيث مشجعة ومطمئنة إلى حد ما بعض الشيء, ولم تصدق أنه لن يعود هذا الشتاء إلى القرية. أما السيد كولينز فقد أولى انتباهاً متزايداً لتشارلوت لوكاس, و هي بدورها كانت لطيفة جدا معه إلى حد كاف لتصغي إليه بكل بأدب وإحترام .



 كانت إليزابيث تشعر براحة تامة وإطمئنان لأنّ تعامل صديقتها تشارلوت المؤدب مع السيد كولينز يبقيه هاديء البال مرتاح مع أنها كانت تعلم من غرضها الحقيقي وراء ذلك في صباح أحد الأيام خرج السيد كولينز مبكراً وبهدوء تام من منزل السيد بينيت دون أن يلاحظ أحد خروجه - وهو بذاته كان لايريد أن يلاحظه أى شخص أثناء خروجه إلى الآنسة شارلوت قبل أن يتأكد من قبولها به- وذهب إلى منزلها , وعندما شاهدته قادماً نحوها نزلت مسرعة لتجعله يظن أنها قابلته بالصدفة, فهي لم تكن تعلم أنه كان ذاهباً إليها، وحين رآها ومن دون مقدمات طلب منها أن تكون زوجة له أما هى فقد قبلت عرضه بكل رضى وسرور فهي كانت تبحث عن زوج ذو دخل جيد، ثم طلب منها أن تحدد الموعد الذي سيجعله أسعد رجل في العالم، وافق والداها السيد وليم لوكاس والسيدة لوكاس على طلبه الزواج من إبنتهم , فقد كان زوج مناسب لابنتهم فدخله الجيد بالإضافة إلى أنه وريث السيد بينيت قد جعل منه شريك حياة محترماً لابنتهم في نظرهما. 

طلبت تشارلوت من السيد كولينز عدم إخبار أحد بأمر اتفاقهما على الزواج، حيث كانت تريد أن تزف الخبر الى صديقتها إليزابيثب نفسها . كانت تشارلوت قليلة الجمال وفي عمر السابعة والعشرين, ورأت أن السيد كولينز هوالرجل المناسب الذى تبحث عنه وانه أفضل مستقبل لها بالإضافة إلى أن لا أحد تقدم لطلب يدها، في الحقيقة إن تشارلوت لم تكن بالشخص الذى يقدر الزوج والحياة الزوجية وإنما كانت تعتبر أن الزواج هو أفضل وسيلة لتأمين مستقبلها القادم والعيش برفاهية. وفي اليوم التالي صباحا إنطلقت تشارلوت إلى بيت السيد بينيت وقابلت إليزابيث وأخبرتها بالخبر السعيد ، ذهلت وبان الاندهاش على وجه إليزابيث تماماً من الخبر الذى سمعته منها وكانت تقول لتشارلوت: أتتزوجين السيد كولينز يا عزيزتي تشارلوت! ذلك مستحيل. 

شعرت إليزابيث بالقلق وعم الطمأنينه على صديقتها من أنها لن تكون سعيدة حقاً بالمستقبل الذي اختارته لنفسها. غادر كولينز وعاد إلى هانسفورد ذهب السيد وليم لوكاس والد تشارلوت إلى بيت السيد بينيت وأخبرهم بأن تشارلوت سعيدة جدا بقبولها عرض السيد كولينز لتكون زوجته له مما جعل وقوع الخبر على السيدة بينيت يشعرها بالصدمة والذهول, لدرجة أنها بقيت اسبوعاً كاملا وهى تتحدث في الموضوع مع إليزابيث وتسألها لماذا أضاعت هذه الفرصة بالزواج من كوليينز وكيف تتزوج تشارلوت لوكاس قبلها أو قبل أي من أخواتها وكيف أنها سوف تسكن في منزلهم بعد وفاة السيد بينيت فهي ستكون زوجة السيد كولينز الوريث للسيد بينيت، وبقيت مدة تُعامل السيد والسيدة لوكاس بغلاظه وبفظاظة. أما اليزابيث فكانت قلقة حيال أختها جاين بسبب غياب السيد بنجلي, فقد مر يوم بعد يوم دون وصول أية أخبار عن السيد بنجلي، وقد كانت تخشى ويساورها الشك في أن أختاه قد نجحتا في إبقاءه بعيداً عن القرية وعن أختها وأن جاذبية بنات لندن أقوى من جاذبية جاين نفسها، وقد قلقت أيضا جاين نفسها من هذا الأمر إلا أنها رفضت أن تتكلم في هذه المسألة إلى أحد حتى إلى إليزابيث نفسها .




 وصلت رسالة من السيد كولينز يشكر فيها عائلة بينيت على حسن استقبالها له وعلى حسن معشرهم وودهم له في إجازته وأخبرهم أن السيدة كاثرين دي بورغ سرّت عند سماعها خبر زواجه وأنها تطلب منه أن يتزوج بأسرع وقت ممكن، لذا سيعود خلال اسبوعين كي يتمم إجراءات الزواج من تشارلوت. 
ورجع السيد كولينز للإقامة في بيت السيد بينيت مرة أخرى إلا أن استقباله هذه المرة كان أقل وداً إلى حد كبيرمن المرة السابقة وخوصا من قبل السيدة بينيت، لذا كان يقضي معظم وقته في بيت السيد وليم لوكاس. بعد مدة وصلت أخبار من أخت السيد بنجلي الصغرى تتحدث فيها: إنهم يقضون أوقاتاً رائعة في بيت السيد دارسي ومسرورين بضيافتهم لهم وبصحبة الآنسة دارسي. قرأت إليزابيث الرسالة على جاين وقالت لها انها تشك إما أن السيد بنجلي لم يكن يعرف مدى حب جاين له ومدى سعادتهما معاً, أو أن جاين نفسها لم تستطع أن تشرح له مدى حبها له مما جعله أقل حباً وإهتماما لها, أو أنه لم يتمتع بثقة كافية ليجادل آراء أصدقائه، وشعرت أن السيد بنجلي لا يتصرف تصرفاً لائقاً نحو أختها وانحدر رأيها به وخيب أمله بها نتيجة لتصرفاته تلك . 
أما جاين فقد كان يتملكها القلق من كلام أمها المتزايد والمستمر عن هذا الموضوع مما سبب لها تعاسة وألم، وأخذت جاين قرارا بأن هذا الحال لن يستمر كثيراً وأنها ستنساه وسيكونوا سعداء من جديد كما كانوا من قبل، نظرت إليزابيث إلى أختها في انذهال إلا أنها لم تستطع ان تتفوه بأية كلمه . إنتهت إجازة وإقامة السيد كولينز في لونجبورن وكان سعيداً ومسرورا للغاية لأنه حين يأتي المرة القادمة سوف يحدد موعد زواجه من تشارلوت، وبعد وقت قصير من مغادرته منزل السيد بينيت جاء السيد جاردنر أخو السيدة بينيت وبصحبته زوجته من لندن ليقيما معهم طيلة فترة عيد الميلاد، كان أخو السيدة بينيت على عكسها يتمتع بالذكاء والفطنة ورجاحة العقل، أما زوجته فكانت هى الاخرى إنسانة محبوبة وذكية وكانت صديقة مخلصة لبنات أخت زوجها وحافظة سرهن وبالأخص الثنائين جاين وإليزابيث، وحين علمت بما حصل مع جاين أسفت لذلك وقالت لها: بإمكانك المجئ إلى لندن وتقيمي بضعة أسابيع لتغيير المكان والصحبة،وتريحى اعصابك قالت إليزابيث: إنها فكرة ممتازة، لكن السيدة جاردنر خشيت أن تتأمل جاين من ذلك أن تقابل السيد بنجلي فقالت: آمل أن لا تتوقعي أن تقابليه هناك فنحن قليلا ما نخرج ونحن في مكان مختلف من لندن، لكن اليزابيث طمأنتها وأخبرتها بأنه محروس حراسة جيدة من أخواته وأصدقائه لذا فمن المستحيل أن يتقابلا. 






خلال إقامة أخو السيدة بينيت وزوجته فى المنزل أقيمت لهم بعض الحفلات وكان السيد ويكهام ومجموعة من أصدقائه الضباط من ضمن الزوارالدائمين في الحفلات, ولاحظت السيدة بينيت أن ويكهام وإليزابيث يبدوان سعيدين ومرحين بصحبة بعضهما البعض , ولاحظت ذلك السيدة جاردنر وقررت أن تتحدث إلى إليزابيث بشانه فقد خشيت أن تكون واقعة بحبه وهو بلا مال ولا مستقبل، ولكن اليزابيث طمئنتها وأوضحت لها أنها تكون بالفعل مرتاحة بصحبته ولكنها ليست واقعة بحبه، وأخبرتها بقصته مع السيد دارسي فدُهشت لهذه القصة مع أنها تعرف السيد ويكهام والسيد دارسي معرفة خفيفة. رجع السيد جاردنر وزوجته إلى لندن وبصحبتهم جاين، كانت اليزابيث تحدث نفسها وتأمل أن يتقابل السيد بنجلي مع جاين ويتذكر حبه لها. تمت مراسم زواج السيد كولينز وتشارلوت وانطلقوا إلى كِنت، وكانت الرسائل والاخبار تصل إلى اليزابيث, الأولى من تشارلوت تخبرها كم هي سعيدة وهنية فى حياتها مع كولينز وعن مدى إعجابها بمنزلها والحديقة والأثاث ودَعتها لزيارتها في شهر آذار، ثم وصلت رسالة أخرى من جاين تخبرها أنها لا تأمل فى رؤية السيد بنجلي وأختيه اللتين كانتا صديقتيها في نذرفليد. 
 وأصبحت إليزابيث تخشى من أن يتزوج السيد بنجلي من الآنسة دارسي لأنه سيتحسر على السعادة التي كان سيعرفها مع جاين، فإن الآنسة دارسي ليست من ذلك النوع الذي يستطيع أن يسعد رجلاً حسب ما قاله عنها السيد ويكهام. إنقضى الشتاء وحان موعد رحلة إليزابيث إلى منزل السيد كولينز وكانت هي مسرورة أيضا لأنها ستمر بلندن وسوف تستطيع أن ترى أختها جاين هناك، وانطلقت في وقت مبكر مع السيد وليم واخت تشارلوت، في منتصف النهار وصلو لندن وكانت هناك جاين تنتظرهم بسرور، ودعاهم السيد جاردنر وزوجته لرحلة في الصيف إلى البحيرات، ثم تابعت إليزابيث مع السيد وليم وأخت تشارلوت لمنزل السيد كولينز الذي كان بإنتظارهم هو وزوجته تشارلوت بسرور، وعرّفهم على المنزل والحديقة، كانت تشارلوت مسرورة مع زوج كالسيد كولينز لكنها تتجاهله نوعاً ما. 

دعتهم السيدة كاثرين دي بورغ إلى منزلها لتناول الطعام, كان كولينز مسروراً جداً بهذه الدعوة ويتحدث كثيراً عن السيدة كاثرين كأنما يريد من إليزابيث أن تفهم وتعي مدى أهمية هذه السيدة، وحينما وصلوا إلى منزلها كانت تجلس في الغرفة ومعها ابنتها التي كانت السيدة كاثرين ترغب كثيرا في أن تُزوجها إلى ابن أخيها السيد دارسي، بدا على إليزابيث أنها مرتاحة لهذا الخبر فقد رأت أنها سيئة المزاج كالسيد دارسي. 




بعد أسبوع جاء السيد دارسي لزيارة عمته السيدة كاثرين وكان معه صديقه العقيد فيتزوليم, ثم توالت بعدها الزيارات لبيت السيدة كاثرين وكذلك توالت المقابلات بين السيد دارسي وإليزابيث, وكان كثيراً ما يضع عينيه عليها وكانت هي تلحظ ذلك، ما ووأكثر اللقاءات معه كانت تحث عندما تذهب للمشي، وكانت تضحك كثيرا عندما تُلمِّح لها صديقتها تشارلوت بأنها تحس بأن السيد دارسي واقع في حبها . وفي إحدى الايام عندما كانت إليزابث تتمشي التقت مع العقيد فيتزوليم وتحدثا عن السيد دارسي وأخته، كان كلامه عنه بانه شخص طيب وأشاد لها كم هو مسؤول تجاه عائلته وأقاربه، لكنها علمت منه أنه هو من كان يقنع السيد بنجلي بأن جاين شريكة غير مناسبه له، وهذا أدى إلى أن ترجع تعيد حساباتها معه مرة اخرى بل حتى انها أصبحت اشد كرها له وأصبحت لا تحب أن تراه فهو من تسبب لأختها بكثير من الألم. 

 وفي أحد الأيام وبعد أن ذهب الجميع إلى منزل السيدة كاثرين مساءا , بقيت إليزابيث وحيدة في المنزل حيث كانت تعاني من الصداع، وبينما هي جالسة جاء السيد دارسي وبدأ يخبرها عن شعوره نحوها وأنه كم حاول ألا يقع في حبها لكن كان احساسه وحبه لها أقوى من أن يقدرأن يعارضه، بقيت إليزابيث تنظر إليه دون كلام أو حراك وظل هو يتحدث ويخبرها بكل ما شعر به تجاهها من إعجاب قوة ، وبعد أن سكت تحدثت هي وقالت: أشكرك على ما قلته إلا أننى أعتذر فأنا لايمكنني أن أقبل بعرضك الذى تقدمه لي وذلك بسبب نظرتك المنحدرة تجاه عائلتي، كما انه لديّ سبب آخر فأنا متأكدة من أنك أنت الذي سبب الألم لقلب أختي جاين عندما فرقت بينها وبين السيد بنجلي وحطمت سعادتهما. فوجيء وإندهش من ردها وأصبح شاحب الوجه، كما وأخبرته عن أنه هو السبب بتعاسة وألم السيد ويكهام وأنها لن تقبل أي عرض زواج منه. أما هو فقد كان جوابه : إنني يا آنسة بينيت أفهم شعورك تجاهي تماماً وأنا آسف جدا لأنني قد أخذت منك كل هذا الوقت, وإنني أشعر بخجل شديد من من قوة مشاعري تجاهك وتسرعي واقبلي مني أفضل التمنيات لسعادتك المستقبلية . 

فى اليوم التالي صباحا وعندما كانت إليزابيث خارجة تتمشى رأت من بعيد طيف سيد, خشيت أن يكون السيد دارسي فأسرعت عائدة إلى البيت لكنه رآها ونادى عليها, وكان بالفعل هو السيد دارسي وأعطاها رسالة وطلب منها في أدب و تهذيب أن تقرأها، عادت وهي تقرأها، لقد كانت رسالة اعتذار عما فعله بأختها جاين وصديقه بنجلي وبيّن لها الأسباب، وأخبرها بقصة السيد ويكهام وكيف أنه كان عليه ديوناً كثيرة وبناءاً على رغبة والده ساعده في تسديد كافة ديونه، لكن كان ويكهام يخطط لأن يغوي أخته الصغرى ويضع يده على ثروتها، وحين أخبرته أخته بخطة ويكهام رفض أن يدخله الكنيسة وأخبره بأنه علم بأمره فغادر المدينة ولم يعلم عنه شيئاً بعد ذلك، وكان هذا السبب الذي جعله يتوقف عن مساعدته، وأخبرها أنها تستطيع أن تسأل العقيد فيتزوليم عن تلك الحقيقة إن كانت لا تصدقه. 

بعد مدة ودعت إليزابيث عائلة كولينز وعادت إلى لندن، كانت جاين تبدو بصحة جيدة وعلى استعداد للعودة إلىالبيت . كانت العائلة سعيدة بعودتهم وكانت ليديا تستعد للسفر إلى برايتون لتقيم مع عائلة العقيد فورستسر مما جعل إليزابيث قلقة من تصرفات ليديا الغبية في بعض الأحيان والتي تُعرِّض إسم عائلتها للخطر، لكن والدها أقنعها وفهمها بأن هذا سيكون بمثابة درس لها. أخبرت إليزابيث جاين بما حصل معها وهى عند عائلة كوليينز وعن الرسالة التي أعطاها إياها السيد دارسي وعن تقدمه وعرضه لها بالزواج وكيف أنها رفضت هذا العرض، كانت جاين مذهولة من كلام إليزابيث .




 وبعد مدة جاءت رسالة من السيد جاردنر تخبر إليزابيث أنهما لا يمكنهما السفر بعيداً جداً كما خططوا معا عندما كانت فى لندن بسبب عمل السيد جاردنر في لندن، وقرروا بدلاً عن ذلك االذهاب إلى مكان أقرب وهو ديربيشاير، المكان الذي جاءت منه السيدة جاردنر قبل أن تتزوج، وجاءت عائلة جاردنرالى منزلهم ثم انطلقوا مع إليزابيث في رحلة إلى ديربيشاير, وفي طريقهم زاروا بعض الأماكن ثم وصلوا إلى لامبتون في ديربيشاير, وهناك خططت السيدة جاردنرعلى أن تجعل إليزابيث تزور المنطقة التي يوجد فيها منزل السيد ويكهام والسيد دارسي. 

 كان منزل السيد دارسي جميل جدا وعالى الذوق تنقلتْ اليزابيث بكل مكان فيه، كانت خائفة ومرعوبة من أن تقابل مالكه ولكنها حين رأت الجمال والذوق الرفيع أصبحت تتخيل نفسها كيف لو كانت هي سيدة هذا المنزل. إبتسمت لهم مدبرة المنزل عندما علمت أن إليزابيث تعرف السيد دارسي وراحت تقول لهم عن مدى أدبه وذوقه ومعاملته الجيدة للخدم وعن مدى عطفة على الفقراء، أما بالنسبة الي إليزابيث فقد كانت تريد معرفة المزيد عنه ، وبينما هي تتجول في حديقة المنزل مع البستاني إرتعبت حين شاهدت مالك المنزل السيد دارسي قادماً نحوها ، إحمرت وجنتها وخجلت وتنبه هو إلى ذلك عندما قابلها, حاولت أن تغادرالمكان بسرعة لكنه سرعان ما تقدم وحيا الجميع بأدب وسأل عن عائلتها، لم تعرف كيف أجابت على أسئلته كما انها لم تجرؤ على أن ترفع عينيها بوجهه, ولاحظت أن طريقته بالكلام قد تغيرت معها . 

تشوشت الأفكار في عقلها حتى أنها أصبحت غير متزنة، ثم أخبرها السيد دارسي بأنه يتأمل أن تقبل في أن تتعرف على أخته خصوصاً وأن أخته تأمل في التعرف عليها, شكّت إليزابيث أن يكون قد تحدث إلى أخته بحديث ما عنها، ولأن سلوكه ومعاملته قد تغيرت تجاهها وأصبح أكثر لطفاً وذوقا من ذي قبل قبلت إليزابيث أن تتعرف إلى أخته. وبعد يوم من وصولهم أحضر السيد دارسي أخته إلى لامبتون لزيارة عائلة جاردنر وإليزابيث. وبعد الزيارات العديدة المتكررة إلى منزل السيد دارسي أصبحت إليزابيث وأخته صديقتين, وقد كانت أخته مؤدبة ولطيفة، وشاهدت إليزابث من بين المجموعة السيد بنجلي وقد كان ودوداً ولطيفاً كما عهدته من قبل وسرّت وفرحت كثيراً عندما علمت أنه ما زال مهتماً بجاين.

 بعد عدة أيام أرسلت جاين رسالة لإليزابيث تخبرها بأن أختهم ليديا هربت سراً مع ويكهام إلى اسكتلاندا كي يتزوجا, وأن ويكهام يعتقد أن ليديا لديها المال، جن جنون إليزبيث وبدت مريضة شاحبة الوجه, مما جعل السيد دارسي قلقاً عليها وراح يسأل ماذا بها؟ فأخبرته بما حصل، فساعدهم على العودة إلى الفندق ووعدها بأن يكتم الأمرويبقى سراً، وهكذا غادرت إليزابيث مع عائلة جاردنر إلى لونجبورن. 
كان حينها السيد بينيت يجوب في لندن يبحث عن ابنته والشاب الذي هربت معه، ثم سافر السيد جاردنر إلى لندن لينضم إلى السيد بينيت, وبعد مدة أقنعه السيد جاردنر بالعودة إلى بيته وأنه سيتابع البحث عنها بنفسه، وبعد أيام أرسل يخبره أنه وجد ابنته والشاب ويكهام وأنهما غيرالي الان غير متزوجين, وأنه أقنعه أن يتزوجها مقابل أن يدفع له والدها مائة جنيه في السنة، وأنها سوف تقيم مع السيد جاردنر إلى أن يتم الزفاف ولكن عليها أن تتزوج به بأسرع وقت وعليه أن يدفع النقود. لم يكن السيد بينيت مرحِّباً بليديا وزوجها في المنزل، وكانت السيدة بينيت خجلة مخزية من أن إبنتها عاشت مع ويكهام أسبوعين دون زواج، تم الزفاف في لندن وأقنعت إليزابيث وجاين والدهما بان يسمحا للعريسين أن يأتيا للزيارة، وفي يوم الزيارة وعندما بقي النساء وحدهن كانت ليديا تحدث الجميع عن الزفاف ومن دون قصد أخبرت إليزابيث أن دارسي كان هناك.إندهشت و ذهلت إليزابيث وكتبت إلى السيدة جاردنر تسألها عن سبب تواجده فى حفل الزفاف فأخبرتها بأنه هو من وجد ويكهام وليديا وهو من أخبر السيد جاردنر بمكانهما، وهو من أقنعه بأن يتزوج منها وسوّى كل ديونه عنه لكي يوافق على الزواج من ليديا، وبعد أيام غادرت ليديا مع زوجها إلى شمال إنجلترا. 





كانت إليزابيث هي الوحيدة من عائلتها التي تعرف أن منقذ إسم أختها ليديا وإسم عائلتها هو السيد دارسي, حتى أمها وجاين لم تكونا تعلما ن بذلك، وكانت مشاعر القلق مع الإعجاب يشوبها مشاعر الخوف جميعها مختلطة في رأس وقلب إليزابيث. وصلت أخبارٌ من بيت نذرفليد أن السيد بنجلي على قدوم إلى القرية، وحاولت السيدة بينيت بكل جهدها أن تقنع زوجها أن يزوره عندما يصل لكنه إعترض رفض وأخبرها بأنه إن كان بالفعل يريد صحبتهم فعليه أن يأتي ويزورهم بنفسه، وبعد أيام قلائل رأوه قادماً نحو منزلهم وكان معه السيد دارسي، وقررت السيدة بينيت أن تعامله بأدب لأنه صديق السيد بنجلي فقط في حين لم تكن تشعرتجاهه بالود ، أما اليزابيث فقد كانت تعلم أنه جاء ليعثر عليها ثانية, إبتسمت وبدا الأشراق على وجهها وجلسا قليلاً, لم يتكلموا في أمور مهمة وحين قررا المغادرة دعتهم السيدة بينيت للغداء . وبعد أسبوع عادا ليتناولا الغداء مرة أخرى مع عائلة بينيت، وحينها قررت إليزابيث أن يجلسا معا في المساء حتى يتسنى لهما الحديث, وإن لم يتقدم لها بالزواج في ذلك اليوم فسوف تتخلى عنه للأبد. 

وفي المساء تحدثا قليلاً ثم ذهب مغادرا إلى لندن في عمل لبضعة أيام. اما بنجلى وجاين فقد تكررت الزيارات بينهم وفي يوم طلب يدها للزواج بينما كانا سويا لوحدهما في غرفة المعيشة، وعندما دخلت إليزابيث رأت بنجلى يخرج مسرعاً وجاين كانت سعيدة, ولم تستطع جاين أن تُخفي الامر وفرحتها عن أختها فأخبرتها بأن السيد بنجلي قد طلب يدها, ففرحت إليزابيث وكانت سعيدة لأختها جاين. 

وبعد أيام قلائل أتت السيدة كاثرين إلى منزل السيد بينيت- وهي السيدة المتكبرة الكريهة التي تعتبر الجميع دونها اجتماعياً- وطلبت من إليزابيث أن ترفض أي عرض يقدمه لها السيد دارسي، لكن إليزابيث لم تكن تعلم بأن أمراً كهذا سيحدث ومع ذلك فقد أخبرت السيدة كاثرين بأنها لن ترفضه إن تقدم لها. وبعد هذه الزيارة الغريبة بيومين رجع السيد دارسي إلى منزل نذرفليد وأتى لزيارة عائلة بينيت, وبينما كان الشابان يمشيان ومعهما إليزابيث وجاين في الريف قررت إليزابيث - بعد أن أصبحت منفردة مع السيد دارسي- أن تشكره على ما فعله لإنقاذ سمعة أختها ليديا وأخبرته بأن مشاعرها تجاهه قد تغيرت, ولم يكن شيء يسعد ويفرح السيد دارسي أكثر من هذا الشئ فانطلق يخبرها بمشاعره تجاهها بانفتاح ودفيء وشعر بسعادة كما لم يشعر بها من قبل قط ثم طلب يدها، وتحدثا معاً عن كل ما حدث معهما وعن سوء التفاهم الذى حدث بينهم وضحكا على كل ما حدث سابقاً، ثم عادت إليزابيث إلى المنزل وأخبرت جاين بماجرى بينهم . كانت جاين غير مستوعبة للامور التى حدثت بينهما و لكنها صدقت أختها وهنأتها وسألتها: هل أنت متأكدة من أنك ستكونين سعيدة هنية معه؟ فأجابتها إليزابيث: لا أشك بذلك إطلاقاً, سنكون أسعد زوجين في العالم وآمل أن تكوني مسرورة يا جاين، فأجابت جاين: إني مسرورة كثيراً جداً جداً وأعرف أن بنجلي سيسر أيضاً, وهكذا قضتا الأختان نصف الليل في الحديث. وفي الصباح جاء السيد دارسي مرة أخرى وتحدث مع اليزابيث ثم تحدث مع والدها، ووافق السيد بينيت وذلك بعد أن أخبرته إليزابيث بأنها تحترم السيد دارسي وأنه أصبح شخصا لطيفاً غير متكبر وأنها لا تمانع من أن تصبح زوجته ، ثم أخبرت إليزابيث أمها في وقت متأخر من المساء, ومضت عدة دقائق قبل أن تستوعب السيدة بينيت كلام ابنتها إليزابيث حيث جلست صامته تماماً غير قادرة على أن تقول أي شيء, ولكنها سرعان ما بدأت تستعيد وعيها وتعود لطبيعتها وتتكلم عن الملابس الجميلة والعربات والخدم والمنزل في البلدة على نحو لا ينتهي, وهكذا علمت إليزابيث أن أمها سعيدة بهذا الخبر. 




وفي اليوم التالي أرسلت إليزابيث إلى عائلة جاردنر خالها وخالتها لتخبرهما عن آخر الأخبار وتدعوهما إلى قضاء عيد الميلاد معهم، وكانت الآنسة دارسي أخت السيد دارسي سعيدة بهذه الأخبار, بالطبع تم إعلام السيدة كاثرين دي بورغ. وهكذا تزوجت إبنتا السيد بينيت الكبيرتان في نفس الوقت تقريباً. إنتقلت إليزابيث إلى منزل بمبرلي في البلدة وهو منزل السيد دارسي, أما جاين وبنجلي فعاشا سنة في منزل نذرفليد ثم انتقلا للعيش بمنزل جميل قرب منزل بمبرلي, وهكذا كانت الأختان سعيدتان بقربهما ورؤية بعضهما البعض كثيراً، أما السيدة كاثرين دي بورغ فلم تكن بالطبع راضية بزواج السيد دارسي من اليزابيث لكنها غير قادرة على فعل شيء, وتمت دعوتها إلى منزل بمبرلي وحضرت ليس حبا بهم وإنما من باب الفضول لترى إليزابيث كيف تسلك في حياتها الجديدة، أما عائلة جاردنر فهم أكثر ما سعدوا بدعوتهم من قبل إليزابيث ودارسي.



                                                  النهاية.
تفاعل :

تعليقات