تلخيص رواية
رواية حوجن- براهيم عباس
إعداد وإشراف - رجاء حمدان
تتحدث هذه الحكاية عن الجني حوجن بن ميحال الفيحي , الذي يجد ذاته بين ليلة وضحاها في منزل بشر حيث تبدأ حكايته مع الإنسية سوسن .
الجني حوجن هو جني بشكل عادي , وهو عكس ما نتصوره على الدوام من أنه ذا عين واحدة وسيقان ماعز وقرون !!, فالجنيون طبيعيون مثلنا يأكلون ويشربون ويفرحون ويحزنون وينامون ويتزوجون وينجبون ويحبون أيضاً , فمجتمع الجن ليس بالمجتمع السطحي وليس كما نتخيله بالطريقة الخزعبلاتية الساذجة .
حوجن ( من سلالة الجن المستأنسين الذين يعيشون و يتكيفون مع المجتمعات الإنسية ) شاب في أوائل التسعين من عمره اتم دراسته ويعمل في أحد أكبر بيوت العلاج , ابوه ميت و والدته من سلالة النفر( الذين استمعوا للقرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . ومنذ أن صار حوجن شاباً في ريعان شبابه بدأت والدته رحلة البحث عن شريكة له من بنات عماته او بنات اعمامه والمرشحة الكبرى هي جمارى بنت عمه , ولكن كانت مشكلة حوجن مع جمارى أن والدها الذي هو عمه متوغل في أعمال السحر الأسود .
بدأت القصة حين تم بناء عمارة سكنية في البقعة التي يسكن فيها حوجن مع جده إلياسين و والدته , كان المجمع يضم عدة فلل سكنية وكانت إحدى هذه الفلل بالضبط في موقع سكن حوجن و اسرته , حيث تأقلم حوجن مع المكان وأتخذوا من علية هذا البيت سكناً لجده المريض, وسكن حوجن في واحدة من الحجرات وكانت أمه تتجول ما بين السطح و السلالم .
وبعد سنتين من بقاء البيت خاويا بلا بشر , جاءت عائلة الدكتور عبدالرحيم سعيد التي تتكون من الوالد عبدالرحيم و الوالدة رجاء والإبن هتان والإبنة طالبة الطب سوسن حتى يسكنوا في هذا البيت الذي قضوا وقتاً طويلاً ينتظرونه حتى تنتهي عملية بناؤه , وبدأوا بتوزيع الحجرات وكانت غرفة سوسن هي ذاتها الحجرة التي يقطن فيها حوجن .
كان حوجن نادراً ما يتواجد في حجرته و ذلك بسبب شغله وجده المريض وأيضاً بسبب وجود البشرية سوسن فيها, ونادراً ما يتلاقى حوجن وسوسن في الحجرة في ذات الوقت إلى أن جاء ذلك الوقت الذي كانت فيه سوسن مع رفيقاتها في الحجرة وكانوا يلعبون اللعبة المشهورة بالتواصل مع عالم الجن ( ويجا ), وكانت كل الاحوال تمشي كما الساعة إلى أن بدأوا بملاحظة استجابة الجن معهم في هذه اللعبة, حيث بدأت واحدة من الفتيات تصيح وجاء حوجن ليطرد الجني المتسبب في هذا الموضوع وأنهي اللعبة بتأشير القرص نحو الى اللقاء أو goodbye كما هي في اللعبة, وكانت تلك أول مرة تواصل فيها حوجن مع عالم الإنس مباشرة وكذلك لم تكن الأخيرة.
من أول حضور لاسرة عبد الرحيم الى البيت وبدأ حوجن بالإعجاب بسوسن ويهتم بها, لاعتنائها بورودها وشكلها الجميل, فالحب لا يعرف اي اختلافات ! حيث لحق بها إلى واحد من الكافيهات مع رفيقاتها وتم هناك التواصل الثاني , حيث تعرفت سوسن و رفيقاتها على حوجن بصورة اوسع و بشكل اكبر , وازداد حوجن تعلقاً بسوسن شيئا فشيئا .
فضول حوجن وتعلقه بسوسن وسماعه لكلام البنات عن الأولاد و المغامرات و القصص التي يعشنها في هذا السن دفعه حتى يبحث في خصوصيات سوسن عن الفتى الذي يمكن أن تكون تحبه أو تعجب به, فتوصل إلى شاب واحد تتكلم معه سوسن على أنه زميل لها في مدرسة الطب ألا وهو إياد , إزداد فضوله ولحق بها إلى الجامعة حتى يتعرف على إياد عن كثب , فإياد شاب وسيم رياضي تلقائي بريء الملامح أنيقٌ بعينين عسليتين و لون بشرته سمراء, وواضح من هندامه أنه شاب وضعه المادي مرتاح للغاية , باختصار فتى أحلام لأي فتاة من بنات الانس .
رجع حوجن إلى المنزل و قد قرر اخيرا ان ينتقل من هذا البيت , ورأى نفسه قد تمادى في حب تلك الإنسية وقد غرق في حب لا مستقبل له إلى أن لاحظ صوتاً في حجرة سوسن . كانت قد فقدت وعيها في الجامعة و رجعت الى البيت برفقة صديقاتها ليجلسن حولها ثم قررن أن يلعبن الويجا للمرة الثانية , وفي هذه المرة حوجن كان أكثر جرأه فاعترف بحبه لسوسن واعترف لسوسن أيضاً بكرهه لإياد الذي أثار دهشة سوسن و صدمة صديقاتها , وأثار غضب أم حوجن أكثر حيث حذرته من المرة الأولى بعدم التواصل مع البشر على الاطلاق .
بعد عدة أيام جاء زعنام ( إبن العم الأكبر لحوجن ) وكان يعرف بعلاقة حوجن مع الإنسية سوسن, وعرض عليه أن يحوله لبشري في الهيئة التي ترغب فيها سوسن وبالتالي يستطيع أن يتزوجها ويكلل قصة حبه بالزواج, ولكن المقابل كان دم جده المريض , وذلك لأن جده من سلالة النفر ف يمكن ان يستفيد من دمه لتحول زعنام إلى عفريت حيث يمتلك قدرات مادية فيزيائية تمكنه من التحكم بكل شيء و التشكل لاي شكل ، وعندها إذا كان العفريت شيطاناً فحينها يسمى مارداً, فهم يتسلسلون لعدة درجات حيث الدرجات المرتفعة التي يتمكن فيها المارد أن يجني أموالاً كثيرة، لكن حوجن رفض رفضاً باتا الموضوع , وبدأ زعنام بإقناعه بأن جده أصلاً مريض و هو في عمر كبير ولم يتبقّ على موته شيء, وأن جده هو الذي أضل ابوه فيما مضى وجعله ينشقّ عن عائلته و اشقاءه , ولكن حوجن أصر على الرفض التام لهذا الامر .
حاولت أم حوجن بكل قواها أن تطرد عائلة الدكتور عبد الرحيم من بيتهم وجودهم بدأ يؤثر على الحالة الصحيه لوالدها المتعب المريض الملقى على السطح, والأهم من ذلك أن حوجن ازداد اعجابا اكثر و اكثر بالبنت سوسن ، حاول حوجن التكلم مع أمه ومنعها من الأعمال التي تعملها مع اسرة الدكتور عبد الرحيم ولكنه لم يفلح ! , ومن هنا انتشرت الأقاويل أن منزل الدكتور عبد الرحيم مسكون بالجن و العفاريت .
حاولت أم حوجن ان تتكلم معه و تقنعه بأن يترك وينسى حبه للإنسية لأن ما من مستقبل يجمع هذه العلاقة , وهناك حكت له كل حكايتها مع والده (ميحال ) الذي كان شيخ المردة, أي أخطر من كل أعمامه, ولكن حبه لها جعله يؤمن مما جعل كل عائلته يتخلون عنه, وعندما علمت عائلتها (لأم حوجن) بقصة حبها مع مارد, كونها من سلالة النفر, عارضوا هذا الامر بكل قوة وبالتالي تخلوا هم أيضاً عنها وعن والدها الكبير في السن , فحوجن يشبه ميحال بطيشه وبتمسكه بقصة عشقه , ولكن حب ميحال لأم حوجن جعله يؤمن أما حب حوجن لسوسن سيجعله يكفر !!! .
في هذه الأوقات كان زعنام متشكل على شكل قط بلون اسود قاتم ويحاول أن يقتل جد حوجن، لكن قدرت أم حوجن وحوجن أن يلحقوا به في اخر الدقائق وأنقذوا الجد المريض من بين يدي زعنام , وقد كان زعنام يخاف من أم حوجن لأن ميحال كان فيما مضى قد علمها طرقاً لحماية ذاتها .
إجتمعت سوسن برفيقاتها حتى تثبت لهن ان منزلها غير مسكون بالعفاريت و الجن وأنها سوف تلعب ويجا لتسأل الجن ما هو الشيء الذي ضايقهم , وبدأوا باللعب وكان أول كلمة من حوجن ( وحشتيني ), واستمروا بالتكلم مع حوجن هي و رفيقاتها واعتذرت سوسن لحوجن و بعثت ايضا اعتذارا لوالدته وجده, ثم حان وقت رحيل صديقاتها وغادروا و ظلت سوسن لوحدها تتحدث إلى حوجن, وانتقلوا من الورقة البيضاء إلى الآيباد حتى يتم استعماله في الحديث سوياً, سأل حوجن سوسن عن إحدى صور الأشعة التي رآها في احدى المرات في حجرتها هل هي لوالدها؟.. لكنه صُدم من إجابة سوسن بأن هذه الصورة الدماغية ترجع لها ، وحزن عليها بشدة بينما سوسن انهت الحديث ولم تتكلم أبداً, بل إنها قالت إنها راضية بقضاء الله وقدره وأنها تحاول أن تستغل أصغر دقائق حياتها حتى تعيش بهناء و سعادة و حرية , وكانت تريد أن تتعرف على حوجن أكثر وعلى عالم الجن بشكل أوسع .
تكررت الاحاديث و الحوارات بين حوجن وسوسن أكثر من مرة, وكانت سوسن في كل مرة تُدهش حوجن برجاحة عقلها و نضجها حيث كان لا يحس معها بأنه أكبر منها بأربع أضعاف, كان يقرأ معها كتبها ويستمع لأغانيها ويشاهد معها أفلامها ويساعدها في شراء ملابسها, حيث كانت فقط تتكلم وهو يحرك أصابعها بخفة من على شاشة الآيباد, صارت تحس بوجوده وتعرف موعد عودته من عمله وتنتظره في كل مرة للتحدث معه اكثر من ذي قبل .
صحا جد حوجن صحوة الوداع وأراد أن يتكلم مع حوجن، أخذ يحكي له عن أبيه وكم أنه جنيٌّ شهم وليس له مثيل, وحذره من ان يرجع الى عائلة والده لأنهم لا يريدون منه إلا أن يزوجوه إلى إبنة عمه حتى يستمر نسل المردة, نسل والده , الذي لا يعوض ووصاه على اسرة الدكتور عبدالرحيم !!, حينها سمع حوجن صوتاً في البيت حيث كان الدكتور عبدالرحيم ومعه رفيقه وشيخ إفريقي يدعى موسى تاكاو, وبدأ الشيخ موسى يقنع عبد الرحيم بأن البيت محاط بمردة حراس, وأن تحت هذا البيت هناك كنز وعليه حرّاس من الجن و من اللازم عليهم ان يتخلصوا من الجن الحراس ليتسنى له أن يأخذ هذا الكنز الذي صار من حقه من هذه اللحظة, وبدأ خزعبلاته والتحدث إلى الجان وسط صدمة الدكتور عبدالرحيم, حينها جاء الجد المتعب وأخذ يقاتل الجان كأنه شاب وكذلك والدة حوجن أخذت تقاتل زعنام الذي رجع وكرر محاولته حتى يقتل الجد ليستفيد من دمه حتى يتحول إلى عفريت, ولكنه فشل وهرب ومن معه من الجان, وكذلك ترك الشيخ موسى المكان بعد أن حاول أن يوضح الأمر للدكتور و رفيقه .
بعد تلك الحادثة مات جد حوجن وتم دفنه في بقيع الغرقد كما أوصى عند سلالته آل النفر, وأيضاً كما أوصى ابنته أن تذهب لآل النفر و تظل معهم فذهبت بالفعل واستقبلوها بكل ترحيب و احترام , ولكن آل النفر قدّموا النسب على الايمان ولم يستسيغوا حوجن بينهم بما أنه من المردة, فرجع ليقوم بما وصّاه به جده ألا وهو حماية اسرة الدكتور عبدالرحيم !!.
شهر كامل ابتعد فيه حوجن عن سوسن, شهر باكمله من دون اي حديث او حوار مع سوسن، رجع حوجن إلى المنزل بشوق و لهفة ولكن لا أحد في البيت , لا سوسن ولا هتان ولا السيدة رجاء ولا الدكتور عبدالرحيم أين كل الناس ؟ ..عرف حوجن بعد ذلك أن حالة سوسن استدعت المستشفى وأنها دخلت في حالة من غياب الوعي بعد تأثير الورم في دماغها على مركز العمليات الحيوية, وحتى لو استفاقت بعد الغيبوبة سيكون هنالك أضرار جسيمة في المخ قد يعيقها حركيا و ذهنيا باقي عمرها. ولكن الذي لم يعرفه الطب , هو أن سوسن كانت تقع بكل جسمها و عقلها تحت تاثير زعنام وأن زعنام طيلة الشهر الذي لم يكن فيه حوجن بجوار سوسن كان هو يتنكر بشخصية حوجن و يتكلم معها عبر الآيباد, بل أنه تشكل أمامها وارتعبت ودخلت في غيبوبة من ذلك اليوم .
ضغط زعنام على حوجن حتى يجعله يتزوج أخته جمارى في حضرة الملك هياف وينجب منها ولدا من نسله, ثم بعد ذلك هو حر في حياته يرجع إلى اسرته أو يتزوج الإنسية فله ذلك, المهم الطفل الذي من نسله وبه كل الخوارق و المهارات التي ورثها عن أبيه عن جده .
بقي حوجن عند سوسن يتحسس يديها و خديها بيديه اليابستين إلى أن ظهرت رفيقتها خلود وهي حزينة ويؤنبها ضميرها على اعتبار أن ما حصل لسوسن من وراء لعبة الويجا و حكاية التحدث مع الجان و الشياطين ، لحق حوجن بخلود لأنها الآن هي الطريقة الوحيدة التي سيصل حوجن من خلالها لإياد !!, حاول أن يحرك أصابعها كما يفعل مع سوسن ولكنها لم تستجب له , ظل يحاول ويحاول إلى أن نجح في كتابة saw في جوالها فظهر إسم سوسن فارتعبت خلود عندها رمت خلود التليفون وحاول حوجن بكل قوته أن يرفع الهاتف ولم يقدر, حاول عدة مرات وأخيراً نجح في تحريك قائمة الأسماء و قدر ان يحصل على رقم هاتف إياد ! .
ذهب حوجن إلى حيث تعيش اسرة أبوه في جنوب البحر الأحمر والجزيرة العربية وشرق إفريقيا, وتم استقباله بكل احترام و ترحيب لم يعهد عليه أبداً في حياته, فهو من أبناء العائلة الحاكمة في تلك المنطقة . إستقبله زعنام بلطافة على غير طبيعته الشريرة وأوضح لحوجن موقفه الصعب الذي يمر فيه, حيث تم قتل زوجته وابنته لأنه عارض امرا قد اصدره الملك هياف, فموقف زعنام أصعب بكثير من موقف حوجن الذي في أسوأ ظروفه سيخسر إنسية تحيا في احسن الحالات أربعين خمسين سنة من العمر, فمواقف الحياة تحكمك وتشكلك الى مخلوق سيء بعدما كنت جيدا فقط لمجاراتها , ثم جاءت جمارى وكأنها ملاك بين الشياطين, تبادلت مع حوجن أطراف الحديث وكشفت عن نيتها البريئة في الزواج منه فقط لأجل إنقاذ حياة المسكينة الإنسية, ووضّحت له أنه ليس هو زعنام من التبس الأنسية وربط على دماغها, بل جني سفلي بعثه الملك هياف ليضغط على أبو سوسن ليقدم الذبائح لحراس الكنز القانطين في البيت, حيث أنه يحاول تدبير مبلغ مالي كبير حتى يقدم الذبيحة لينقذ ابنته من لعنة حراس الكنز, فأبوها هو الذي من أحضر المصائب لمنزله وأدخل الشيخ موسى الذي طمَّعه في الكنز, لا يوجد مثل طمع الناس و سخافتهم . وتوقفت جمارى عن حديثها عن الإنسيين بعدما لاحظت ضيق حوجن من ذلك, وبعدها أتى زعنام وبيده عقد النكاح الإسلامي الذي عليه توقيع جمارى وهناك من الشهود المسلمين اثنين اخرين , المهم أن يوافق حوجن ويوقع على العقد .
الملك هياف رمز السلطة التي لا تقبل النقاش على الاطلاق , وبالرغم من صلاحيات الملك هياف فهو الاخر لا يعتبر سوى موظف بين يدي من هم اكبر منه , ولا يستطيع استغلال صلاحياته لمصالحه الشخصية ، وأن المصالح بالنسبة لأسياده هي المحرك الأساسي لقراراتهم ولا دخل لها بالجنس البشري على الاطلاق ، ولا يستطيعون ان يتخطوا حدودهم مع البشر إلا بدافع من البشر ذواتهم وهذا ما فعله الدكتور عبد الرحيم , فشرور البشر وغفلتهم ودناءة نفوسهم هي المفاتيح التي تفتح لكل المردة الأبواب للتدخل في حياة الناس , ولكن أيضاً موقف الدكتور عبد الرحيم في غاية الصعوبة, فحياة شخص قريب عليه معلقة بذبح تيس أسود عكس القبلة لطرد المردة, فلم يكن لديه خيار ثاني ولا مجال للتردد في حياة ابنته الحزينة .
ذهب زعنام وجمارى وحوجن لمقابلة الملك هياف, وكانت جمارى متشبثة بحوجن وكأنه الملاذ الأخير لها في هذه الدنيا . كان الطريق مكدس بالحرس وكان حوجن مصدوم وكأنه يدخل عالم الجن للمرة الاولى في حياته , فعالم الجن مختلف تماماً عن عالم الإنس والتطور العمراني و الحضاري في المباني والممالك مختلف عن التحضر في عالم الإنس , فالتحضر في عالم البشر هو عبارة عن زيادة للإختراعات التي تساعد و تعاون وتتناسب مع قدراتهم المحدودة, بينما في عالم الجن فالموضوع مختلف للتركيز على الجانب العمراني أكثر, فقدراتهم ليس محدودة كالبشريين . المهم دخلوا الثلاثة إلى قصر الملك هياف وسُمح بالدخول فقط لحوجن دون جمارى أو زعنام , دخل حوجن وذهنه خالٍ إلا من صورتين صورة جمارى وصورة سوسن التي لا أمل لها بالحياة دون حوجن . دخل حوجن إلى مجلس الملك هياف ثم دخل الملك هياف بعده بدقائق وسأله عن سبب مجيئه إلى القصر, فأوضح له أنه سيتزوج من جمارى وسيقدم أول ابن له لمملكة الجن, والمطلوب في هذه الحالة هو فك الربط عن البنت البشرية سوسن ورد أموال أبيها إليه , بدأ الملك هياف يصفق ببطء لحوجن واستنكر عليه أنه يملي عليه الأوامر. لقد كانت مشكلة الملك هياف هي انه يشك في قدرات حوجن، لذا أراد الملك من حوجن أن يثبت له أن قدرات والده الفيحي ما زالت موجودة به و قد ورثها , فطلب منه أن يكفر وفي المقابل سوف يحضر أبرع أطباء المغاربة الجن لمعالجة الإنسية سوسن من السرطان , لكن حوجن لم يقبل بذلك فهو لا يمكنه أن يتنازل عن دينه حتى لأجل عشيقته سوسن , وحينها استدعى الملك هياف الجني راعان الذي قتل ميحال الفيحي أبو حوجن وعرض عليه منصب الوزارة مقابل ان يقتل حوجن. وبدأت معركة عنيفة بين الإثنين، وعندما أوشك راعان على قتل حوجن انطلقت من حوجن صرخة تَمكن من خلالها ان ينتقل الى العالم الثاني ومن ثَم الإنقضاض على راعان و ذبحه , وبالتالي انتقم حوجن لدم أبيه ولقن الملك هياف درساً كبيرا وتأكد من قدراته . وافق الملك هياف على جميع شروط حوجن ووقع حوجن وقتها على عقد الزواج الذي ينتهي بعد مئة وخمسين يوماً فقط لا غير , أي بعد حمل جمارى بإبن حوجن.
ترك حوجن وجمارى المكان وذهبوا إلى والدة حوجن عند آل النفر حيث تم استقبالهم بترحيب كبير للغاية , لم يمكثوا عندها وقتاً طويلاً بل تمت الزيارة بشكل سريع ثم انتقلوا بشكل سريع الى منزل الدكتور عبدالرحيم ليعملوا بوصية جده إلياسين بحماية الدكتور عبد الرحيم و اسرته .
وصلوا الى منزل الدكتور عبد الرحيم وأصرت جمارى على دخول حجرة سوسن ورؤيتها فهي أول مرة تدخل منزلا للبشريين , وبدت الغيرة على وجه جمارى فسوسن حصلت على كل ما تتمناه جمارى, عائلة وحنان أب وأم ومنزل وغرفة جميلة وحتى حب حوجن حصلت عليه سوسن !! .
ذهب حوجن إلى المستشفى حتى يطمئن على سوسن وحينها سمع أبوها يتكلم على التليفون مع صديقه اللعين أبو عطية والذى كان يجبره على تدبير المبلغ باكمله وإلا الخطر سيزداد على حياة سوسن, حينها حاول حوجن أن يلتقط التليفون من يد الدكتور عبد الرحيم فارتعب الأخير.. حاول التصفح في قائمة الأسماء إلى أن وصل إلى رقم أبو عطية ، أصبح حوجن يمتلك الآن رقمين رقم أبو عطية ورقم إياد عساه من خلالهما يساعد سوسن.
عاد حوجن الى المنزل , حاول ان يتصل بإياد فأجابه على الهاتف وبدأ حوجن يصرخ ولكن إياد لا يسمعه إلى أن صرخ صرخة أصابت إياد بالخوف الشديد !, حينها وصل هتان وأبوه إلى المنزل فأسرع حوجن وطلب من إياد أن يكلمه عبر موقع من مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة . فتح الآيباد وبدأ بالتكلم معه مع إلحاح إياد على التعرف على الشخص المجهول الذي يكلمه .. حينها قال له إنه حوجن فتذكر إياد كل الحكايات التي أشيعت في الجامعة عن سوسن وعشيقها الجني , فقال له حوجن أريدك أن تعاونني حتى انقذ حياة سوسن فلم يتردد إياد في مد يد المساعدة , حينها بدأت الغيرة تظهر على حوجن ولكن كله لأجل سوسن, فطلب من إياد أن يتلبسه فقط من اجل إنقاذ سوسن فوافق على الفور !!.
ولتوضيح فكرة التلبس بشكل اكبر ..فإن التلبس هو نوع من السيطرة على مراكز التحكم في الدماغ البشري في أثناء غيابٍ لسيطرة الروح بشكل جزئي , تقريباً نفس فكرة التنويم المغناطيسي , وبالتالي حالة التلبس تحتاج إلى تهيئة العديد من الاجواء للشخص الذي يتم تلبسه, وأن يكون في حالةٍ بين اللاوعي و الوعي كما في حالات الإنفعالات الشديدة العاطفية كالخوف الشديد أو الحزن الشديد, ولا بد للجني أن يكون مرناً في التعامل مع الدماغ البشري ولا بد أن يكون مدرباً تدريبا قويا على ذلك.
وصل حوجن إلى منزل إياد الذي كان مهتماً جداً لهذه الحكاية , ولم يكن مهتماً أبداً لحكاية التلبس بقدر اهتمامه ب شفاء سوسن الذي كاد يفطر قلب حوجن . تبادلوا أطراف الحديث وقضى قرابة الساعتين يشرح لإياد كل الحكاية وإياد يتغرغر بالدموع حزناً على سوسن وهو ينظر إلى الكنبة الخالية التي قعد عليها حوجن, كما أنه كان يزداد حنقا و غضبا على ذلك المشعوذ أبو عطيه فطلب من حوجن رقم تلفون ذلك المشعوذ حتى يتصل عليه .
إتصل إياد بأبو عطية , وحتى لايساور أبو عطية اي شك بادره إياد بالقول :إنه شخص يعاني هو ومن معه بالحي باحلام مخيفة مرعبة وأنهم يحتاجون إلى معاونته حتى يتخلصوا من تلك الاحلام , وأن أولاد الحلال أعطوه إسمه ورقم تلفونه لما يتمتع بها من قوى و قدرات عظيمة , فسأله الآخر بمكر عن إسم والدته ، ولكن وبكل براءة أخبره إياد الذي لا يعرف أساليب المشعوذين في استدراج الضحايا, فأخذ إسم والدته ليسأل عنه المردة وإن كان هناك أي خطط للقضاء عليهم . عرض إياد على حوجن فكرةً وهي أن يبلغ البوليس على هؤلاء السحرة المشعوذين ولكنه رفض لأن في ذلك توريط للدكتور عبد الرحيم بالإضافة إلى عدم السيطرة على المردة عن طريق البوليس البتة . بعدها بدأ حوجن يشرح لإياد عن آلية وطريقة التلبس. بدأوا بالتجربة وبدأ حوجن بالإحساس برعشة إياد وبدأ وجهه بالإزرقاق وبدأ سائل أبيض برغوة يظهر من بين شفتي فمه , لذلك توقف حوجن عن ممارسة التلبس وهز إياد حتى يسترد وعيه , وبالفعل استعاد إياد وعيه على أن يرجع حوجن في وقت لاحق ويعاودوا المحاولة مرة ثانية وأعطاه إياد هاتفاً حتى يسهل التواصل بينهما.
عاد حوجن إلى جمارى فلم يراها في مكانها الذي تركها فيه ، ذهب إلى حجرة سوسن فرأى سوسن في الحجرة بثياب غريبة وتضع المكياج على وجهها وتتصرف بطريقة غير طبيعية وتنادي على حوجن أن يأتي ، حينها علم حوجن أن جمارى عفريتة تقدر أن تتشكل بأشكال مختلفة في عالم البشر ، سمع صوت الدكتور عبد الرحيم يقترب من حجرة سوسن, وارتعب الدكتور من شكل ابنته سوسن الذي رآه مقابله واختفى بسرعة البرق.
قالت جمارى كل حكايتها لحوجن وعن مدى قدرتها على التشكل وكيف أنها اكتسبت هذه القدرة وكيف أن عمها ميحال كان يعلم بهذه القدرة، ومن أجل ذلك كان عازما على ان تتزوج جمارى من حوجن لأنهما المتبقيان الوحيدان اللذان يمتلكان قدرات اسرة الفيحي.
في هذا الوقت اتصل إياد على حوجن وطلب منه أن يراه في الحال . أصرت جمارى أن تذهب معه لأنها تخاف ان تبقى وحيدة لكن حوجن رفض ذلك وأعطاها التليفون لتتصل به في حال قدوم المشعوذين إلى البيت ليذبحوا التيس فيه ، وانطلق إلى إياد الذي كان قد حضّر طريقة للتلبس فأخذ حوجن إلى مرآب السيارات ليريه مركبته اللامبرغيني التي سوف يستعملونها في التلبس ثم تناول إياد الحبوب المهدئة وانطلق بالسيارة , خمس دقائق سيتولى فيها إياد السياقة ومن ثم وبعد ذلك سيبدأ تاثير الحبوب المهدئة فسيتلبسه حوجن ويبدأ هو بقيادة المركبة وفعلاً نجح الأمر إلى أن اتصلت جمارى وهي تصرخ وتقول تعال بسرعة يا حوجن.
إنطلق حوجن بسرعة البرق إلى منزل سوسن وطلب من إياد أن يلحقه فيما لو كان هناك أي حاجة حتى يواجهوا المشعوذ بطريقة مباشرة, وعندما وصل حوجن إلى المنزل وجد الإفريقي موسى تاكاو يجثو على ركبيته ويريد أن يقتل التيس ...كان على حوجن أن يمنع ذلك حتى لا يصير منزل الدكتور عبد الرحيم مستعمرة للشياطين, وحين بدأ الإفريقي يتمتم ويهم بالذبح فُتح باب البيت وإذ بسوسن تلبس عباءة سوداء وتقول *حرام يا بابا * , حينها صرخ أبو عطية بأن سوسن في المستشفى وأن هذه شيطانة تشكلت في هيئة سوسن في هذا المكان . وهي بالفعل كانت جمارى متشكلة على شكل سوسن لتمنع والدها من ذبح التيس, حينها جاء أبو عطية ليذبح الشيطانة التي تشكلت بهيئة سوسن ولكن الدكتور عبد الرحيم منعه لأنه لا يقدر أن يرى ابنته تُذبح حتى لو كانت شيطانة.
خرج أبو عطية من البيت و اتى إياد أيضاً الذي استغرق وقتاً في الطريق على عكس حوجن , وانطلقوا على وجه السرعة في السيارة ليلحقوا بأبوعطية, وعلى نفس آلية التلبس فبدأ إياد في القيادة ثم ترك ذاته ليتلبسه حوجن بعدها, وانطلق إياد المتلبَّس بسرعة في السيارة دون الإنتباه لقواعد السير أو المرور أو غيره المهم الآن هو اللحاق بأبو عطية قبل أن يفر من المكان , وحين اقترب من أبو عطية خفف حوجن السرعة حتى لا يشك أبوعطية بأن أحداً ما يتتبعه في السيارة, ومع ذلك لاحظ أبوعطية بأن هناك من يلاحقه لمسافة كبيرة بعض الشيء وأخذ يهرب بين الدهاليز إلى أن توقف ونزل من المركبة واختبأ في إحدى المنازل. لاحظ حوجن رجلين عملاقين يتطاير الشرر من عينهما وبدأوا بضربه فاشتبك معهم هو الآخر في عراك قوي للغاية , إلا أنه بعد ذلك أخذ جانب الحذر حتى لا يتدمر جسم إياد وحتى لا يَقتل أحداً منهما ويقع في جريمة جنائية هو بغنى عنها .
إستطاع حوجن أن يفلت منهما وينطلق بالمركبة و يرجع الى بيت الدكتور عبد الرحيم , دخل إلى البيت وأخذ يبحث عن موسى تاكاو الذي لاقاه أخيراً في إحدى الحجرات محاطاً بالعديد من المردة, حينها ترك حوجن جسد إياد وأخذ يقاتل المردة كحوجن لا كإياد, وانقض عليه خمس أو ست مردة وكادوا أن يقضوا عليه , حينها أطلق حوجن صرخة قتلت كل المردة وأشعلت النيران في كل البيت الذي كانوا فيه, ومن ثم رجع حوجن وتلبس إياد مرة ثانية حتى يمسك بموسى تاكاو الذي كان على وشك الفرار من المكان , وبدأ يضربه وإياد ملطخ بالدماء وجسده منهك للغاية , ومن ثم تم تسليم موسى تاكاو إلى الشرطة من قبل الناس الذين تجمعوا عند موقع الحريق .
إنطلق حوجن بجسد إياد إلى جمارى و اصطحبها ليوصلوا إياد إلى بيته ، شكر حوجن إياد على ما فعله معه خاصة أن لا علاقة تجمعهما سوية وبالرغم من ذلك عاونه بكل شجاعة , ولكن إياد رد عليه بردٍّ أشعل غيرة حوجن و افرح جمارى بأن كل ذلك من أجل عيون زوجة المستقبل سوسن.
رجعت سوسن من المستشفى إلى بيتها في حالة صعبة جداً تتكيء على أمها تارة وعلى أبيها تارة ثانية مما أحزن حوجن على حالها وجمارى كذلك .
بدأ إياد شيئاً فشيئاً يتعافى واتصل على حوجن حيث أنه وضع خطة حتى يوقع بأبو عطية في شر أعماله, والطريقة هي.. أن يتلبس حوجن أبو عطية ويعترف ابو عطية بكل ما فعله . توصل إياد إلى مكان سكن أبو عطية عن طريق أحد اصحابه الضباط, وصلوا إلى بيت أبو عطية الذي كان حينها يجلس و يتطلع الى شاشة التلفاز . دخل كل من جمارى وحوجن عن طريق شباك البيت وتشكلت جمارى بهيئة سوسن خلف أبو عطية, فخاف أبو عطية وبدأ يصرخ بشكل غريب , فأمسكت به جمارى حتى يتلبسه حوجن وبالفعل تلبسه وبدأ يبحث عن اموال الدكتور عبد الرحيم ، دخل عليهم إياد وسارعوا بتصوير اعترافات أبو عطية بشرور افعاله وتم رفع الفيديو إلى اليوتيوب لنشر الفضيحة لجميع العالم , وتم تسليم الفيديو أيضاً إلى مركز البوليس وانتهى أبوعطية للأبد . وهكذا تم التخلص من أبو عطية وموسى تاكاو بفضل حوجن وإياد وجمارى. جاء وقت خطبة سوسن لإياد إلا أن أم إياد كانت خارج البلد , لذلك طلب إياد من جمارى أن تتشكل على هيئة والدته وتخطب له سوسن مما افرح جمارى طبعاً بشكل كبير, فالآن تستطيع أن تزيح حب حوجن لسوسن وتجعل هنالك فارساً بشريا في حياة سوسن يستحقها أكثر من حوجن , فارس يرغم حوجن على التنحي جانباً حتى يفوز بقلب سوسن وينسيها حوجن !!. عرض إياد عليها أكثر من مقطع لوالدته لتجيد تقليد صوتها وتستطيع ان تتشكل بافضل صورة , وأعطاها التلفون لتتصل بعائلة سوسن وتخطبها, وتفاجأ من قدرتها على تقليد صوت والدته بشكلٍ كبير. ردت سوسن بصوت ضعيف فسلمت عليها جمارى وعرّفتها بذاتها أنها أم إياد الزايدي منال العقيل وتريد والدتها لتتكلم معها في شأن ما، تكلمت مع أم سوسن وأوضحت لها عن رغبة إياد في الزواج من سوسن, فتوترت الأم لأن وضع سوسن حرج بالإضافة إلى أن هذه الدقيقة صعبة على كل أم باعتبارها اللحظة التي تفصل ابنتها بكونها طفلة بين أحضانها إلى كونها سيدة مستقلة معتمدة على ذاتها في حياتها !!. أخذت أم إياد أي جمارى موعداً لزيارتها, ولكونها في فرنسا هي وأبو اياد و سيرجعون بعد شهرين, فسوف تأتي إبنة أخيها جمانة وإياد نيابة عنهم لزيارتهم والإطمئنان أيضاً على سوسن. وافقت أم سوسن واتفقوا على موعد الزيارة.
جاء اليوم الذي اتفقوا عليه على الزيارة, وكان إياد متوتراً لحين أتى حوجن و جمارى, وانتظر إياد وحوجن جمارى حتى تتجسد في شكل جمانة. أخذت جمارى بعض الوقت في حجرة أم إياد لتلبس ثم نزلت جنية تشبه الملائكة تجسدت في عالم الانسيين , لا تكاد قدماها تلمسان الأرض, جميلة للغاية حتى شاشات السينما لم يحالفها الحظ لعرض مخلوقة بجمالها .النسخة البشرية من جمال جمارى ياقوتة رائعة و فاتنة الجمال , عيونٌ تغرق الناظرين في أعماقها, شعرٌ تنازع عليه الديباج و الذهب فتموج بينهما.علق إياد : جمارى اليس لديك شقيقات ؟! ! .
كان إياد قد باع اللامبرغيني حتى يسدد ما تبقى من نقود الدكتور عبد الرحيم, فذهبوا بمركبة صغيرة إلى منزل سوسن, إياد وجمارى المتشكلة بهيئة جمانة (إبنة خال إياد) وحوجن. وصلوا إلى منزل سوسن وفتح الباب هتان الذي تاه في جمال جمارى ثم أدخلهم إلى الصالون, وتركت جمارى وأم سوسن المكان حتى يتسنى لإياد وسوسن الحديث لوحدهما فسألته سوسن : لماذا تريد أن ترتبط بمسخ بين الموت و الحياة مع أنه أجمل فتاة تتمنى الإرتباط بك ، فأوضح لها أنه معجب جداً بها وأنه يحبها وسيبقى معها دائماً ولن يهجرها طوال الحياة , و قال لها بأن أحداً ما يريد أن يحادثها فأرخى رأسه على الكنبة وأعطى المجال لحوجن لكي يتلبسه و يتكلم مع سوسن .
عندما تلاقت أعين حوجن مع أعين سوسن توترت سوسن وأمسكت بكف حوجن وقبلته و تكلمت معه عن مدى اشتياقها له وأنه هو بطلها, حاول حوجن أن يحدثها عن بطولات إياد ولكنها كانت تغير موضوع الكلام وتبدأ بالحديث عن اشتياقها الكبير له, ويرجع حوجن ويؤكد لها أن من يستحقها اكثر هو اياد وتقول له إن إياد يستحق أفضل بنت في العالم مثل بنت خاله جمانة, فتبسم حوجن و كلمها عن جمارى وأنها زوجته , ألحت سوسن على حوجن أن يبقى معها أو يتجسد في عالم البشر الى نهاية الحياة !! , رفض حوجن وأوضح لها نيته بأنه سيختفي من حياتها الى الابد بعد أن تتعافى تمام العافية ، ثم انصرف إياد وحوجن وجمارى بعد ذلك .
أخبر إياد والدته بنيته بالزواج وبأنه ذهب وخطب سوسن. رجع حوجن وجمارى إلى المنزل حيث كان باستقبالهما زعنام ومعه امراة كبيرة في السن بدينة قصيرة أخذت تتحسس بطن وخصر جمارى علها تبشرها بوجود جنين وبالفعل كانت جمارى حاملاً , وذكّر زعنام حوجن بالعقد وبأنه سوف يقدم هذا الولد للمملكة حتى يستمر نسل الفيحي , غضب حوجن غضباً كبيرا وطردهما من المنزل .
جاء موعد عملية سوسن وكانت أول من سألت عليه سوسن هو حوجن , فارتاحت عندما قال لها إياد أنه معها بالمستشفى ودخل معها إلى الحجرة ، بينما فشلت واسطات إياد في ان يدخل الى حجرة العمليات وبقي ينتظر في حجرة انتظار المرضى، وبعد انتهاء العملية كانت جمارى قد اتصلت بشكل كبير بحوجن فطار إليها سريعاً فلم يجدها ولكن آثار معركة كانت في البيت , وتبين فيما بعد أن الملك هياف قد أخذ جمارى وابنها حتى يشرب من دمه بعد ان يقتله بوجود مندوب اللعين الذي سيوثق مراسم انتقال سلالة الحكم من الفيحيين إلى سلالته هو .
إنتهت عملية سوسن بالنجاح، وأخذت سوسن تتفكر بكل ما جرى معها خلال هذه الايام , فالعملية التي كانت في رأسها قد أثرت على ذاكرتها...
إن هذه الحكاية تبدو كضرب من الاوهام تعجز سوسن نفسها عن تصديقها !!. تبدأ حكايتي عندما انتقلت إلى إحدى المدن البعيدة جدا بالقرب من اطراف البلدة حيث يزداد الهوس بالجن, لكنني لست مهووسة بالخرافات والأساطير بل منطقية و عقلانية لأبعد حد . كانت علاقاتي بالجن هي أننا في حالنا وهم في حالهم إلى أن أقنعني رفيقاتي بلعب الويجا (المحادثة مع الجن ) ومن هنا بدأت حكايتي مع حوجن, قد تعتبرونني متوهمة أو مجنونة بل كنت مقتنعة أني أتحدث مع حوجن كل ليلة وتعرفت على امه وجده وزوجته , كانت أعراض مرضي تزداد اكثر مع ازدياد تحدثي لحوجن. كان الكل مقتنع أن منزلنا مسكون بالجن والعفاريت وكذلك والدي , أصبح منزلنا مسرحاً للشياطين والجن والعفاريت, بدأت أتخيلهم مقابلي ومرضي يزداد أكثر وأكثر لحين دخلت في غيبوبة تامة , قال الأطباء إن نسبة نجاح عمليتي قليلة للغاية , حتى وإن نجحت لن أعود لحياتي الاعتيادية , ولكن بمعجزة إلهية ها أنا الآن أكتب حكايتي وابنتي تلعب حولي والفضل كله يعود لأكثر إنسان احبه في حياتي ألا وهو إياد زوجي !!. تعرفت على إياد أيام الجامعة, لم يكن من النوع الذي يستهويني مع أن نصف بنات الجامعة كن معجبات به, لكنه أثبت عكس ذلك عندما تفاقم مرضي وخسرت جزءاً من ذاكرتي وأصبحت تماماً كالطفلة بعد نجاح العملية, ومع إلحاح إياد قبلت أن اتعالج عند الدكتور عماد زكي أروع الأطباء النفسيين, وهو الشخص الوحيد الذي فهم حالتي و قدر أن يفك عقدي النفسية و ألغازي ويعيدني مرة أخرى للحياة الطبيعية. إكتشفت أني كنت أعاني من الكاتوتونيك شيزوفيرينيا حيث كنت أعيش عالماً إفتراضياً من نسج عقلي و خيالي . كان حوجن نسخة ابتذلها عقلي ليعالج النقص الذي كان في شخصيتي, كان الدكتور عماد زكي يصدمني مرة بعد اخرى بمعرفته لأدق التفاصيل في علاقتي مع حوجن, وبعد ذلك استعدت حياتي و حبي و حماسي للحياة, والآن لدي إبنة أصر إياد على تسميتها جمانة ,لا أدري لماذا, ولكني أحترم رأيه وتكتمه لسرِّ تعلقه بهذا الإسم, وبالرغم من الخيال الذي نسجته في عقلي ومن معاناة دماغي إلا أنني لن أنساه على الاطلاق ... لن أنساك حوجن أبداً.
أما حوجن فبعدما خطف الملك هياف زوجته جمارى وإبنه أسرع إلى الملك هياف, كان هناك احتفال كبير لذبح إبن حوجن وتنصيب الملك هياف, أسرع حوجن إلى منصة الحكم و ذبح الملك هياف, ووجد زعنام مذبوحا لأنه حاول ان يدافع عن شقيقته جمارى , حاول المردة قتل حوجن بكل الطرق ولكنه كان يستمد قوته من جمارى و ابنه , شارك حوجن القتالَ كل الفيحيين, الذين لم يعودوا يطيقوا ظلم الملك و تجبره عليهم , في قتل هياف . إلتقط حوجن إبنه من بين الجموع وفقد وعيه بعد ذلك, وبعدما أفاق وجد ذاته في منزل أحد أعمامه وجمارى حوله تتساءل عن وضع سوسن, ولكن كان الأهم عند حوجن حال جمارى و ولده الذي لم يسميه ميحال بل على إسم جده إلياسين النفري.
رجع حوجن حتى يطمئن على سوسن بعد فترة طويلة من الإنقطاع, فكانت بعد العملية كطفلة تائهة ذاكرتها ليست في احسن حالاتها وحالتها سيئة جداً . يقول حوجن : كنت أحضر جلساتها العلاجية ثم تدخلت أنا حوجن حتى اعالجها بخطة عبقرية رسمها إياد, وكانت الخطة إنكار وجودي حيث فتح إياد لي عيادة نفسية وكنت أنا الطبيب عماد زكي !!! وبعد تشافيها ذهبت إلى زواجهما بصفتي الدكتور عماد زكي وممرضتي جمارى, وسموا اول بنت لهما جمانة تكريما لجمارى, والآن كلما سنحت لي الفرصة أزور بيتهم , ترانا إبنتهم الصغيرة جمانة وتضحك مع إلياسين إبني , أوصِّي إياد دائماً على سوسن.
المهم من كل هذه الرواية أن تكونوا قد غيرتم فكرتكم عن عالم الجن و لو بنسبة قليلة جدا , قد أكون الآن جالساً بقرب أحدكم, المهم فكرتكم تغيرت ....
النهاية
تعليقات
إرسال تعليق