الفقراء - ديوستوفكي.
إعداد وإشراف - رجاء حمدان
عزيزتي الغالية التي لا تقدر بثمن فارفارا أليكسييفنا،كنت اليوم الماضي منشرح النفس بشكل كبير،فاضت معه دواخلي بالفرحة العارمة! لقد قبلت أن تسمعي إلي أيتها المعتدة العنيدة، على الأقل ولو لمرة واحدة في حياتك ، وأن تفعلي ماطلبته منك!لقد علمت ماظللت وكنت أرغب فيه، وما بات قلبي يريده ! لاحظت بأن جزءأ كبيرا من ستارة شباكك، قد أزيح، وشد إلى أصيص البلسمينة، بالضبط مثلما سبق أن قلت لك بذلك، لكن بالمناسبة، كيف رايتي فكرتي واقتراحى بشأن ستارة شباكك،يا فاركينا؟ ألسيت في الحقيقه فكرة جميلة جدا ؟ فحين أنكب على الشغل، أو انام، أو أستيقظ فى الصباح كذلك أدرك في الحين بأنك تفكرين في ،كذلك ،تذكرني انك تتمتعين بعافية جيدة وبمزاج رائق.
وإذا ما أسدلت الستارة، فإن ذلك معناه :" الى اللقاء ياماكار ألكسييتفشي ، فقد جاء وقت النوم!". وحين تزيحينها الى الجنب مرة ثانية، فإن ذلك يكون مقصده أن :" عم صباحا يا مكار ألكسييتفشي، هل نمت بشكل جيدا؟"، أو كيف هي صحتك اليوم، يامكار ألكسييتفشي؟ أما أنا ولله الحمد، فبصحة تمام و رائعة، وأنعم بالسعادة!".هاأنت ترين يا روحى الغالية ، كيف توصلت الى هذه الفكرة الرائعة والعبقرية،لنتواصل فيما بيننا ! بفضلها، لم نعد نريد او بحاجة الكتابة من اجل التواصل! أليس هذا بعبقري؟! اعترفي بأني ذكي في مثل هذه الأمور؛ أليس كذلك ، يافارفارا أليكسيفنا ؟!
ينبغي لي أن اقول لك يا أميمتي ،فارفارا أليكسييفنا، بأني نمت ضد ماتوقعته، وهو ماجعلني أشعر بفرحة عارمه لا تصدق ؛ إذ لاينام المرء بشكل ممتاز، في الشقه الجديدة التي يسكن فيها ليلته الأولى.والحال أني استفقت نشيطا هذا اليوم، وأنا كلي مرح وحيوية مثل الصقر؛ ولكم كان هذا ممتعا !ياأميمتي! وقد ذهبت بي شدة المرح والحيوية صباح هذا اليوم،إلى حد أن أحلم بشكل هادئ، رأيت في ذلك الحلم يافارينكا، بأن علينا نحن جميع البشر، الذي يعيش في كنف الاضطراب و الهم، أن نغبط طيور السماء البرية، وغير الابهة لنا؛ وقد جرت جميع أنواع حلمي على هذا النمط والمنوال بالذات. قولي لي يا فارفارا ألكسييفنا، إلى أين ذهبت هذا اليوم ؟ لم أنطلق أنا بعد إلى الشغل ، آه، يافاركينا،فاركينا!
لا تتركني إلى الهم، الانتحابي، فإن الدمع لا ينفع؛ أعرفه معرفة العليم الخبير.هادئة جدا حياتك هذا اليوم، وصحتك قد اصبحت احسن بعض الشئ، لكن بالمناسبة، كيف حال فيدورا؟ آه! يالها من امرأة قوية ! لقد حافظت عليك وحضتنك وحنت عليك قربيتك تلك فى اللحظة التي تخلو فيه عنك اهلك وابعدوك من شدة فقرهم و بؤسهم, اننى انحنى لتلك المرأه بتقدير فقد كانت ولازالت الى الان خير مساعد لك ..
أنتظر منك ياعزيزتى أن تكتبي إلي يافاركينا،لتقولي لي عن الكيفية والوضعية التي تعيشان عليها الآن سوية، وهل أنتما هنيئتان بشأن كل شئ. من اموركما إن فيدورا لامرأة قوية بعض الشيء،لكن يجب عليك أن تعبئي بهذا يا فاركينا.ينبغي عليك أن تسامحيها وتطيبى خاطرها ،لأنها طيبة للغاية! لقد سبق لي أن قلت لك عن صاحبتنا تيريز، المرأة التي تقوم على معاونتنا هنا، فهي إنسانه طيبه حنونة وموثوق بها.لقد كنت منشغل الفكر والقلق كتيرا بشأن الرسائل التي أكتبها، وشد ما فكرت ب الكيفية التي من شأنها أن تصل بها إليك. فإذا برب يرسل لي بتيريز، حتى تكتمل فرحتنا. إنها امرأة طيبة، وبسيطة وعذبة المعاشرة،إلا أن صاحبة المنزل ليس لها حقا،قلب رحيم بها.
فهي تامرها على الدوام بالعمل المتواصل، وتعاملها مثلما تعامل الجارية السوداء. كنت كما تعلمين في الماضي، أعيش في وسط يغطي ويسود عليه الهدوء و السكون، أما هنا فعلى العكس، ثمة صراخ وضوضاء وحياة لا تنتهي! لكنني لم أصف لك بالشكل الكامل بعد، طبيعة المنزل هنا. تلك هي الحجر التي تتكرر إذن، ويصل عدد الموجودين في الحجرة الواحدة إلى شخصين، أو ثلاثة أشخاص.أما فيما يتعلق بالترتيب و النظام ،فلاينبغي أن تسألى عن شيء من ذلك ،لأن المنزل بمثابة سفينة نوح! ومع ذالك. يجب أن أعترف بأن السكان الماكثين هنا، يبدون طيبين ومتعلمين بطريقة لايستهان بها من التكوين العلمي. اسمعي عزيزتى انتظري رسالتي التالية ياأميمتي، التي سأسليك فيها بان اصفهم لك وصفا ساخرا مضحكا ،أما صاحبة المنزل فهي امرأة مسنة، وقذرة جدا، تقضي اليوم كله في شتم تيريز ليل نهار،أما أنا فاقيم في المطبخ، أو أني أسكن جانب المطبخ، في حجرة صغيرة وهي بمثابة ركن صغير متواضع....أو،هي مطبخ كبير جدا،ينفد إليه ضوء النهار من ثلاث شبابيك، ومقطوع على مستوى العرض الفاصل،مما يعطي الفكرة بأن هناك حجرة أخرى جديدة، إنه مسكن متسع ومريح، ومزود بشباك، ويتلائم مع حاجياتي بشكل كبير.
كذلك هو مأواي إذن، ومن ثم لا يجب عليك يا أميمتي، حين تسمعين بأني اقيم في المطبخ، أن يذهب فكرك أو توقعاتك إلى تأويل هذا الكلام تأويل غريبا، لماذا أسكن في ما يسمى مطبخا؟ صحيح أني أسكن هذه الحجرة الآن، بمعنى أقطن مقيما وراء ذلك الفاصل تحديدا،إنما ليس في ذلك أي معنى.لدي ركن خاص اقيم فيه، وأنزوي إليه لوحدى بعيدا عن الآخرين، وأمارس فيه حياتي الخاصة و الهادئة دون شك ، يوجد اماكن أجمل بكتير من مسكني، و ذا قيمة اكثر منه؛ إنما الأساس في كل ذلك هو راحة البال. قبل كل شيء؛ ذلك أني واخترت هذا المكان،إلا لأنه مريح،إن شباكك الصغير ليقع في مقابل شباكي مباشرة، ولاتفصل بيننا إلا ساحة،وهي ساحة قليلة المسافة وأنا أراك حين تمشين بها؛ وهو الأمر الذي يجعل الحياة التى أعيشها حينها رائعة ،بالنسبة إلى حزين مثلي ، أدعى الغبطة والفرحة إلى جانب أن هذا المسكن يعيننى الى حد ما ، من حيث التحكم في المال ، في الحد من النفقات. لقد اشتريت أصيص إبرة الراعي وأصيص بلسمنية ،بثمن زهيد.لكن ،لعلك تحبين ايضا زهرة الحزام ؟هناك زهرات منها في المكان الذي اشتريت منه ذلك ؛ لهذا قالوا لي في رسالتك عن رغبة في ذلك.
اكتبي إلي أرجوك عن كل شيء،بكل ما تقدرين من التفاصيل .بالمناسبة ،لاتقلقي تفكيرك وبالك من جهتي،ولا من ناحية الحجرة التي اسكن بها.لا. إن راحة البال وحدها هي من جاءت بي لهنا،أنا أدخر يا أميمتي بعض النقود جانبا فلا تعديني فقيرا معدما ،إذ أن لي طباعا جديرا بأن أكون انسان صلب الشكيمة ورابط الجأش.الى اللقاء،ياملاكي الصغير لقد كتبت واسترسلت بالكلام الى مايقارب ورقتين،وآن الأوان لأمضي إلى شغلي.أقبل أناملك الجميلة الرقيقة ياأميمتي،وأظل خادمك المتواضع، وصديقك الأمين. ماكار ديفوشكين . لدي رجاء اقوله لك: ردي علي ياملاكي الصغير،باكبر كمية رد ممكن .إني ارسل إليك رفقة هذه الرسالة،يا فاريكنا، بكمية من الحلوى وألتمس منك أن تقبليه مني وتلتهميه بشهية ؛ وأناشدك الله ألا تقلقي من جهتي، وألا تحزني.أما الآن، فالى اللقاء يا أميمتي! 8أبريل.
عزيزي السيد ماكار ألكسييفيتش، هل تعرف أننا سننتهي فى اخر الامر بالتأكيد، إلى أن نتشاجر؟ أقسم لك يا عزيزي الطيب مكار ألكسييفتش، ،بأنه قد عز علي الموافقة على الهدايا منك.أنا على علم تام بما تكلفة من ثمن تلك الهدايا، وبما تكلفه على نفسك من تضحيات جمة اخرى، حتى تهديني اياها،فكم مرة قلت لك وأفهمتك إني لا اريد اي شيء، وأنى لاأحتاج ابدا إلى شيء وبأني لست استطيع إلى حد الآن، حتى على رد الجميل الذي اغرقتني به،مثلما يغمر المطر الأرض ويغرقها ؟فلماذا ترسل إلي بتلك الأصص؟ ثم لنفترض أنى وافقت على اخذ الأصيص البلسمينة،إنما لماذا تتكلف عند ابتياعك عصا الراعي؟لاشك أن هذه وردة كلفتك كتيرا .
ومع ذلك فما احلاها !حمراء وموشاة بصلبان صغيرة.من أين اخذت هذه الزهرة الفاتنة الجميلة،ياعزيزي؟ لقد وضعتها وسط الشباك، في مكان تظهر فيه أكتر جمالا وجلية للناس.لماذا الحلوى كذلك؟ حقا ،لقد حزرت للتو، وأنا اتلو مكتوبك ، بأنك لست مرتاحا خالى البال : قلت في ذاتي .لا ينقص هذه البرقية سوى بعض الأبيات الشعريه ! ، أما المشاعر الرقيقه والجياشه، والأحلام الكبيرة موجوده فيها بكترة ! أما في ما يتعلق بالستارة ، فإني ما فكرت حقا في ازالتها ؛ هي بلاشك،علقت هناك لوحدها حين غيرت موضع الأصص.وإني لاعترف لك بهذا الآن، من باب الصراحة! آه، ياماكار ألكسييفتش! مهما اردت القول، ومها جرجت أمامي قائمة مصادرك المالية،فإنك لن تفلح أبدا في الكذب علي.من البديهي جدا، أنك تحرم ذاتك من بعض الاساسيات، من أجلي أنا.وأي فكرة غبية تلك التي راودتك وقتها مثلا، حين اتخدت لك مثل ذلك الكهف الذي وصفته مسكن ؟ إنك لتجعل نفسك عرضة للإزعاج والاحباط و الضيق، في كل لحظة وحين.ثم تقول إنك تحب الوحدة، بينما أنت في خان يعج بالناس ! والحال أنه كان بوسعك أن تقيم وتقطن في مكان أفضل من هذا بكثير ،حسب الراتب الذي تتقاضاه.قالت فيدورا إنك كنت في الماضي ،تعيش أحسن مما تعيش عليه هذه الايام .فهل من الممكن أن قضيت حياتك على هذه الكيفية، في الحرمان والعزلة، ودون فرح أو حديث ودي من صديق،وأنت تسكن في ركن ضيق بين الغرباء؟! آه،ما اشد حزني لحالك،يا صديقى الطيب! على الأقل،أقم الاعتبار لحالك ياماكار ألكسييفتش! تقول إن حماستك للشغل أصبحت دون شك، معروفة من قبل لدى مدرائك،بما فيه الكفاية. اتوسل إليك مرة أخرى لا تهدر كل ذلك المال الكتير من أجلي.
أنا أعرف بأنك تعشقني،لكنك كذلك لست ثريا...كنت اليوم أنا أيضا ،في غايةمن السعادة، حين استيقضت من النوم.لقد احسست بسعادة وفرح غامرين جدا يعتريانى .كانت فيدورا قد بدات تعمل منذ وقت لايستهان به، .كنت سعيدة بذلك،ولم أخرج لابتياع الحرير،ثم شرعت في العمل بعد ذللك، فورا.خلال الصباح كله، احسست براحة كبيرة ، وكنت سعيدة الغاليه لكن الخواطر السوداء رجعت الآن لتستبد بي شيئا فشيئ، وعاد الحزن وانشغال البال يشوشان على مجامع قلبي.آه،باربي! ماذا ساصبح؟ وماذا سيكون مصيري المجهول من القسوة بالنسبة إلي، أن احيا ضمن دائرة الحيرة،التي تشبه حالى هذه، وألا يكون لي أي مصير، إن ذكرى ذلك الماضي الموجع كفيلة وحدها بيتمزق وتحطيم فؤادي.
لن أجد الدمع الكافي لأبكي إلى نهاية حياتي ،بسب الاساءة التي اقترفها بحقي هؤلاء الأشرار! لقد بدأ المساء يجيء.لدي شغل مستعجل ،ويجدر بي أن أسرع في عمله.الرسائل شيء جميل من دون شك،لأنها تجعل الحياة أقل شأنا وإجراء لكن، ألا تزورنا أبدا؟لماذا لا تاتي الينا ابدا،يامكار ألكسييفتش؟ نحن جيران،وقد يصدف أن تجد في بعض الأحيان، وقت من اوقات الفراغ.أرجوك أن تأتي. لقد شاهدت صاحبتك تبريز.بدت لي وكأنها مرهقة ومريضة جدا ،فأشفقت لحالها ، و مددت لها عشرين كوبيكا .آه، أجل! لا تنسى أن تفصل الحديث ماأمكن ذلك، بخصوص طبيعة عيشك.ولاتنسى أن تكتبه لي، أفهمت؟! سأرفع اليوم متعمدتا ، زاوية من ستارة الشباك.لا تتأخر عن موعد الرقود ، إذا رأيت البارحة بأن نورغرفتك بات مشعلا، إلى غاية منتصف الليل .إذن الى اللقاء.
أنا قلقة، وضجرة، وكئيبه حزينة.ثمة على ما يبدو، أيام يكون فيها الانسان كذلك الوداع! المخلصة فافارا دوبروسليوفا. 8 أبريل. الآنسة فارفارا ألكيسيفنا، واحسرتاه يا أميمتي ،واحسرتاه! ماذاك منك يا صاحبتي العزيزة، إلا أمر صادق : لقد كان نهاري متعبا ومرهقا بالطبع، أضيف إلى قدري البائس! أجل ...لقد سخرتي مني، ضحكت علي فماحاجتي في هذا العمر الذي بلغته ، بعد أن لم يعد لي غير بعضا من الشعر القليل في فروة الرأس، إلى الاندفاع صوب أمور الهوى، والخوض في العواطف الملتبسة ؟! يجب علي أن أقر بهذا، يا أميمتي : المرء كائن غريب عجيب في بعض الاوقات، غريب مدهش على نحو كبير.! أنا لست غاضبا يا أميمتي، لكن ما يحرجني في ذلك هو ذلك الوقت من التفكير في كل ما كتبه لك؛ وإني لأشعر بالخجل الشديد والهوان لكوني استعملت في رسالاتي، تلك العبارات والألفاظ التخيلية الغيبة جدا ! لقد كنت شديد الاعتداء و الفخر فى نفسى ، وشديد المرح والنشاط،لقد اسعدني قدوم فصل الربيع جدا ، فخرجت لا البس سوى معطف خفيف.أنت كذلك أخطأت التقدير يا صاحبتي العزيزة،بشأن طبيعة مشاعري! لقد قمت بتفسيرها على نحو غريب ،لانخداعك باتقادها.
إن تدفق العواطف قد اتخذ لدي في الواقع، منعطف مختلفا كل الاختلاف. عن التفكير إن المشاعر الأبوية هي التي كانت وراء احاديثي، ولا شيء غير العاطفة الأبوية البريئة والصداقة،أيتها اليتيمه المأسوف لشبابها!وإني لاقر لك بهذا هنا من أعماق الروح و صميم قلب ،مثلما قد يفعل مايمت لك بعلاقة دموية. اعلم جيدا بأن ماثمة توجد إلاقرابة دموية بعيدة فيما بيننا،تشبه نقيع الغلية ما بعد السادسة من الشاي القديم،مثلما يقول المثل عندنا؛فإذا لم تكن تصلني بك قرابه دموية، فإن هذا ليس معناه الآن، أني لست أقرب أقربائك، وإنما الموضوع عكس هذا،وأنا من تقع عليه بشكل عادي مسؤولية حمايتك ورعايتك ، لأنك لن تجدي الحماية و المعاونة في المكان، الذي كنت تتخيلين فيه وجود ذلك، وإنما وجدتي مجرد الخيانة والسب والقذف.أما عن نظم الشعر،فيجب أن اخبرك، ياأميمتي، بأن من غير لائق بمرء في مثل سني،أن يتعاطى تلك المواضيع.
إن الشعر لهذر ولغو! يا عزيزتي! ماذا تقصدين يافارافار ألكسيييفنا،بكلامك عن أجواء الراحة والعيش الرغد والهدوء في شقتي، في الرسالة التي ارسلتها إلي؟ أنا لست صعبا يا أميمتي ، و لا متعصبا في الاشتراط ، ولم يسبق لي أن أعيش أحسن ما أعيش عليه اليوم ،ابدا؛ فلماذا أصبح وأنا في هذا العمر كتير القرف والتقزز ،وشديد التطلع ؟! إن طعامي مكفول، ولباسي متوفر،فما حاجتي بعد ذالك إلى البحث عن إشباع عواطف أخرى؟ أنا لست سليل كونت! والدي لم يكن ينتمي إلى طبقة الاثرياء ، كما أنه لم يكن يكسب كثيرا ، رغم الأعباء الكبيرة التي ظل يرزح تحتها،مثلما اجني أنا الآن.أنني لست بالطفل المخنت! ومع ذلك، وحتى أقول الصدق، فإن جميع ماكان في بيتي القديم كان أفضل مما انا عليه الان ، ولا وجه للمقارنة بين بيتي الحالي و القديم.
فقد ظللت أشعر في محلي القديم بالهدوء،أما بيتي الحالي فهو من دون شك أحسن كذلك،وهو أكتر سعادة في نواحي كثيرة ،إننا معشر الشيوخ، لا نحب سوى بالأشياء القديمة، وكأن ذلك جاء عن عاطفة طبيعية.لكن كل ذكريات الماضي تبعت في ذاتي الحنين، وتجعلني اليوم بائسا....آلا ماأغرب هذا .لقد عشنا في هدوء و سكينة هناك، أنا وصاحبة البيت العجوز ، التي ماتت اليوم،يافاركينا. لقد كانت امرأة شجاعة.ولم تكن تستأجر بيتها بثمن باهظ.كانت كل الوقت تخيط بإبرتيها الطولتين بعض الاثواب؛ وكان هذا هو عملها الوحيد.كنا نستضئ بشكل مشترك، أنا وهي،وننفق معا على ذلك،فنعمل مشتركين نحو المنضدة نفسها.وكانت حفيدتها ماشا تعيش معها ايضا؛ ولابد أنها صارت الآن فتاة في عمر الثالثة عشرة.لقد كانت صبية شقية في غاية السعادة والانشراح دوما، دائما ماتضحكناب أفعالها؛نحن الثلاث. وغالبا ماكنا نجلس في امسيات الشتاء الطويلة،حول المنضدة الدائرية،و نحتسي الشاي في الاكواب الصغيرة،وبعدها ننهمك في اشغالنا .
وحتى لا تصاب ماشا بالملل، كانت العجوز تبدأ بالحكايات، ويالها من قصص لم تكن تشد الطفلة الصغيرة وحسب ، وإنما باستطاعة رجل عاقل وذكي كذلك،أن يعلق في دهاليز قصصها، وأن يصغي إليها باهتمام كبير.كنت أشغل غليوني، و استرق السمع إلى تلك الحكايات إلى الحد الذي ينسيني شغلي. أما الطفلة الصغيرة ،فتصير شاردة ساهمة ؛ وكلما أخدت القصة بعدا مخيفا بعض الشيء إلا وزادت التصاقا بالمراة الكبيرة! كانت رؤيتها على ذالك النحو، متعة وتسلية بالنسبة إلينا؛ ولم نكن ننتبه، إلى أن الشمعة تكاد تنتهي، ولا إلى الريح التي تهب بصوت عالي في الخارج .كنا نعيش حياة جميلة سعيدة ،يافاركينا؛ وقد قضينا على ذالك النحو والحال تقريبا عشرين سنة، أنا اليوم بائس كتيرا، يافاركينا! ماذا كتبت تقولين لي،إذن يا عزيزتي كيف اتيك زائرا؟! وماذا سيقول عنا الناس يا عزيزتي؟ يتعين علي عبور الفناء،قليلا فيثير ذلك انتباه الجيران، ويأخذ هؤلاء في طرح الأسئلة و يتكلمون عنا ، وسوف يساء تأويل ذالك.لا ياملاكي الصغير، من الأفضل لي أن أراك في اليوم الاتي، على هامش الصلاة وذلك أقرب إلى الحكمة و التعقل،بالنسبة إلينا كلنا.
أنا يا فارنكيا رجل كبير في السن،لم أحظ بالمعرفة ولابالتحصيل الادبى ؛ ولم تتح لي في الصغر فرصة .للتعلم، ولاشيء الآن سيستقر في راسي من أسباب المعرفة، إذا ما حاولت أن ادرس.إني لأقر لكوني غير ماهر في التعبير والتوصيف، ياأميمتي،لقد رأيتك اليوم بينما كنت تسدلين الستارة الوداع ، الى اللقاء ؛ وليحفظك الله الوداع.يافارفارا ألكسييفنا. صديقك المرتفع عن كل غاية غير طاهرة، ماكار ديفوشكين. 9أبريل . الصديق الذي لايفتأ ولايمل أن يحسن إلي و يكرمني ،تأكد بأني لن أسمح لنفسي ابدا ، بأن أمزح بخصوص عمرك وطبعك. إن مرد كل هذا إلى تفاهتي،خاصة وأني أصاب بالملل الفظيع؛ والحال، أن المرء كلما أصابه التعب والملل،إلا ويكون قادرا على ارتكاب سخافات وحماقات كثيرة ،إلا أني قدرت بأنك كنت تريد،أنت كذلك بالذات،في أن تسخر في مكتوبك.لقد صرت كئيببة حزينة جدا ، أما أدركت مدى الحزن الذي تسببت لك فيه .لا،لا يا صديقي الرقيق، وياسابغ نعمة علي ،أنت تغلط وتظلم ،إذا
ماظننت بأني عديمة العواطف،وقليلة الوفاء.
أنا أعرف و أقدر بالدفاع عني من الأشرار الذين ظلوا يضطهدونني، ويكرهونني. سأظل اصلي لك طيلة الحياة، وإذا ما وصلت دعواتي إلى الله، واستجاب لها، فستكون فرحا هانئا. أنا اليوم متعبة للغاية. وأبدو انى مريضة ,أشعر بين الفينة والفنية، بحمى و بردية. فيدورا قلقة جدا علي , أنت مخطئ لعدم تجرؤك على المجيء الينا، مادخل الآخرين في هذا الموضوع؟ نحن نعرف بعضنا ، وهل هذا كاف لوحده! ...الى اللقاء ياماكار ألكسييفيتش ،لم أعد اعرف ما أكتبه لك؛ زد على ذلك أنه من غير الممكن علي الاستمرار في الكتابه، مادمت متعبة جدا،أرجوك مرة أخرى ألا تزعا او تغضب مني، وأن تثق في التقدير والولاء الثابتين فى ذاتى ، اللذين أتشرف بالبقاء في خدمتهما بوفاء.أنا المخلصة. فارافارا دوبروسيلوفا. 12ابريل.
الآنسة فارفارا ألكسيفنا! آه!والذي حدث لك، يا أميمتي؟! أنت تسببين لي باستمرارالخوف و الهلع! في كل رسالة من رسائلي،اقول لك ان تعتني بنفسك ،وارتداء ملابسك الثقيلة ، خلال الأجواء غير الرائقة ؛ وألا تهملي أي احتياط للوقاية ؛ فإذا بك لا تسمعين إلى كلامي، ياملاكي الصغير.آه.إنك يا أميمتي لتبدين ، رغبة في معرفة نوع المعيشة التي أحياها بالتفصيل،وسأبدأ من الاول يا أميمتي، وسيكون ثمة الكتير من التفصيل.أولا، إن مدخل منزلنا نظيف رائق والسلالم لابأس بها،خاصة ذلك الدرج الذي وضع للزينة،فهو نضيف وعريض ومضاء مصنوع بكامله من الحديد المسبوك، ومن خشب الأكاجو.بينما الدرج الموضوع للخدمة، فالأفضل ألا يتكلم عنه المرء: إنه لولبي الشكل وتستبد به دوما القذارة والرطوبة، ودرجاته مهشمة وجدرانه مملوءة بالدهان، وعلى كل منبسط يفصل بين السلم اللاحق و السابق ،ستجدين بعض الصناديق والخزانات المهشمة، ، والكراسي، والخرق التي تسد فجوات الأبواب من الأسفل، و الشبابيك التي تكسر زجاجها ، وجميع أنواع الزبالة والقذارة، وروائح كريهة جدا ....إن ذلك باختصار،قذر للغاية! إن الهواء في البيت بكل بساطه واريحيه هو هواء مقيت.المطبخ عندنا كبير ومضاء وواسع.في صباح حين يقلى السمك أويطهى اللحم،يستبد بالحجرة نسبيا دخان الفحم،فيتم بعدها دفع الماء على كل مكان،بينما تكون الحجرة بالمقابل جنة في الليل. وهناك في المطبخ غسيل قديم موجود على الحبال بشكل يومى ؛وبما أن جحري غير بعيد،أوانه بالأحرى الى جانب المطبخ،فإن رائحة الغسيل تزعجني قليلا؛ لكن ليس في شيء ذي اهمية: إذ مع مضي الوقت سرعان ما يبدأي الانسان بالتعود عليه.
منذ الساعات المبكرة من الصباح،يبدأ عندنا الهرج والمرج، يستيقظ الجميع ،فيبدا الكل في الذهاب والإياب، ويتسبب ذلك في ضجة كبيرة؛ إنها وقت اللحظة التي يخرج فيها كل واحد من الناس من سرير نومه ليذهب حيث يريد له أن يذهب: هذا إلى الشغل ، وذاك إلى الخارج...إلخ؛ و يحتسي الجميع الشاي في اللحظة ذاتها ولأن ربة البيت لا تملك غير عدد قليل من الاواني التى لا تكفي للكل،فإن ذلك يستعمل بالترتيب،لسد حاجة جميع السكان وإذا ما حاول أحد من هؤلاء التقدم عمن سبقه،دون أن يكون الدور قد جاء عليه،يتلقى درسا فورا.هنا تعرفت على الكل بدءا بضابط البحرية.إنه شخص صريح جدا، حدثني عن كل شيء وقد وعدني باعطاءي حمايته في جميع الاحوال، ودعاني لشرب الشاي في حجرة كان من عادة سكان المنزل أن يجتمعوا فيها للعب الورق والتآنس .
هناك جلب لي الشاي وأراد الكل أن ألعب معهم القمار.أتراهم يستهزئون ويسخرون مني؟ ،أم ماذا؟! لا اعلم أي شيء؛ فقد باتوا يلعبون المساء كله، وكانت اللعبة في اعلى حميتها،حين دخلت عليهم.وبما أني لم أشاركهم اللعبة،فإنهم اعطوني احساسا بأنني أجلس بينهم مثل فيلسوف عظيم ، يتعالى في برجه العظيم.بعد ذلك، لم يوجه لي آي أحد منهم ولو عبارة واحدة، وهو ما افرحني صراحة.لن أذهب إليهم في المستقبل أبدا ؛ إنهم بكل بساطة مقاميرين مجانين،وليسو شيئا آخر !ثم إن الرجل الذي يؤدي خدمة أدبية، يرتب هو الآخر بعض الجلسات المسائية في حجرته،غير أن كل شيء في حجرة هذا يمر على أحسن وجه، وتتم الاجتماعات بشكل فائق و بريء، وفي أجواء جميلة جدا. كما أن صاحبة البيت امرأة قذرة، مستبده وهي إلى جانب ذلك أيضا ساحرة حقيقة.
وجميع الخدمات تاتي من طرف شخصين اثنين : تيريز وفالدوني، وهو مساعد ربة البيت ، وحتى اتكلم بشكل عام ، أقول إن المنزل هنا، ليس أمر مسعدا بالنسبة إلي ...ففي الليل، لا يحدث عندنا بالكل، أن يندمج السكان كلهم في النوم،في اللحظة ذاتها.أنا الآن معتاد نسبيا على ذلك ،لكني لا اعرف كيف يستطيع ناس متزوجون، أن يتكيفوا مع الضجة الليلية التي تبقى تستبد بالأجواء، عندنا.هناك عائلة بكاملها من الفقراء ،تحتل حجرة بالدار، إنما هي ليست من تلك الحجر الواقعة في الممر،لأن أفراد تلك العائلة يسكنون ضمن الجانب الثاني ،في زاوية تقع بركن بعيد.إنهم أناس هادئون، حجرتهم مجرد غرفة مشطوره إلى جزئين .رب الأسرة مستخدم فقد منصبه؛ تمت اقالته لأسباب غير معروفة، منذ سبع سنين: يسمى غورشكوف؛ إلى حد أن من يتطلع اليه لا ينفك يتألم لمنظره؛ وأنا لست عالة على أي أحد! إن كسرة خبزي من عرق جبيني وهي ملك لي،. فما العمل إذن أنا لاأخفي على ذاتي بأن عملي كناسخ، ليس شغلا رفيع الشأن مرموق الحال ،لكني مع ذلك فخور به: أنا أعمل ،و أكد.
وما الذي يهم الناس في الحقيقة،إن كنت أستنسخ وأستنسخ؟ أهذه جريمة؟يقولون:"إنه يستنخ".لكن مالذي يسئ كثيرا لسمعة الانسان في ذلك ،إذن ؟لدي خط جميل ومقروء بكيفية كبيرة؛ وصاحب المعالي موافق عليه عنه وأنا أنسخ وثائقه كبيرة الأهمية. صحيح أني لاأملك طريقة للتعامل ،وهو ما حال بيني وبين الترفع في سلم الخدمة، لكن لوكان كل الناس كتابا،فمن سيفضل منهم ليصبح ناسخا؟ أنا احس الآن ،بأن حاجه ما إلي ، وبأني إذن ضروري ، وبأن كافة تلك التفاهات الحقيرة التي تروج علي، لاأساس لها ، طيب ،إن الإنسان ليحب ، بعد كل شيء أن يعدل مع نفسه بين الأحين والآخر، الى اللقاء الآن يا عزيزتي، وياعزائي ا لوحيد الجميل! سأمر عليك في ا لمنزل،ولن أتغيب عنك ،وإلى أن يصير ذلك، عليك آلا تتضايقي.سآتيك بكتاب .هيا،الوداع يافارينكا. صديقك الصادق في إخلاصه، ماكار ديفوشكين. 25 يونيو.
عزيزي الغالي ماكار ألكسييفيتش! أعيد إليك رسالتك ،وهو كتاب خبيث وخال من أي معنى! ترى،أين وجدت مثل هذه "التحفة" الفريدة؟! ثم هل من الممكن بحق،أن تكون معجبا ومتيما بمثل هذه الكتب،وعدتني بأن تعثر لي على شئيا ما لاقرأه،في يوم ما سأتحمل ما علي من الإنفاق،في سبيل اقتناء شئ ما للقراءة.والآن، أوعدك.ليس لي في الحقيقة، أي وقت لاضيعه في الكتابة. 26يونيو. ف.د. عزيزتي فارينكا! ما جرى هوأني لم أقرأ ذلمن قبل، في الحقيقة لقد ألقيت عليه ، مجرد نظرة خاطفة،تبين لي من خلالها أنه يتضمن بعض السخافات، والأمور المكتوبة لأجل الإضحاك والتسلية وحسب، و افراح الناس.بيد أن راتازاييف قد وعدني بأن يعطيني شيئا ما يتميز بقيمة أدبية كبيرة. إن راتازاييف على علم كبير بالكتب الأدبية القيمة، لأنه انسان ذكي، ويمارس هو بذات الكتابة.
أوه،لكن يكتب! إن لديه ريشة متأخرة دوما الكتابة،كما أن له سعة وافرة في الأسلوب وكبيرة. ليس منظره معه جلسة أدبية وحسب،وإنما وليمة حقيقة! إن لذلك سحرا على الانفس؛ وأنه لمثابة زهور ،زهور إيجابية؛ ففي كل صفحة يتلوها، تصادفك باقة منها! إن راتازاييف رجل لطيف المعشر وظريف وطيب! فماذا أكون أنا إذن أمام شخص مثله ؟ ماذا ؟ لاشيء.إنه رجل معروف، بينما أنا، من أكون؟ أنا غير موجود ابدا.من قبيل أنه لايعاملني معاملة حسنة، إلا لأنه يستفيد مني بالتحديد، كناسخ.ذلك عمل أقوم به أنا بالذات، من تلقاء ذاتي، كي أكون معه ودودا أنا الآخر؛ وإن كان يعاملني بالمودة و العطف فإنما ليجعلني مسرورا.إني لاعلم رقة ذلك السلوك،فهو رجل طيب طيب كثيرا، وكاتب لامثيل له. إن الأدب شيء رفيع وعالى جدا، إنه لشيء عميق! شيء يشجع قلوب الناس، ويغدي ادمغتها، في الكتاب الذي قرأناه.
أفكار معروضة بطريقة جميلة جدا! إن الأدب رسمة، بمعنى أنه لوحة ومرآة، فيهما نرى عدة أمورعدة ، منها: العواطف، والنقد المرهف والتعبير، ، والدروس الباعثه على التقوى والوثاق.هذا كل ما بقي عالقا براسي من كلام تلك االمجموعة التي سهرت معها البارحة. لكنني ببساطة أنمحي ولااعود موجودا ،حينما يشرعون في الحديث عن مختلف المواضيع.حينها ، لا اراني سوى مجرد كائن حقير،فأخجل على الفور من ذاتي، وأحاول طيلة الليل أن أبحث عن فرصة مواتية للقذف على الأقل ولو بنصف عبارة،ضمن السياق العام للحديث.
إلا أن نصف الكلمة ذاك لايطاوعني بالكل؛ وحينئذ لا يبقى للانسان سوى أن يشتكي من نتيجة تلك العاقبة الكسيفة التى تلازمه ، والتحسر على كونه ليس كذا وكذا، وأنه كبر من دون أن يصبح ذكيا، مثلما يقول المثل! وماالذي ترينني اعمله الآن، أنني أنام أنا أنام! إذيمكن للانسان أيضا، بدل النوم، من غير حاجه ولاضرورة،أن يشغل نفسه بالقعود إلى مكتبه بكيفية جميلة، والانهماك الفعال في الكتابة.إن هذا عمل مثمروفعال بالنسبة إلى الانسان، وجيد بالنسبة للآخرين. تصوير فقط ياأميمتي، كم ياخذ هؤلاء المتعاطين الأدب،غفر الله لهم! خدي راتازاييف، على سبيل المثال: كم ياخذ من المال؟!يطالب راتازاييف ،مقابل دفتر دون عليه أبيات شعرية قصيرة،ربما يقارب سبعة الألف روبل، تصوري ذلك! إن هذا يبلغ حق وثمن عمارة،قال إن هناك من عرض عليه ما يقارب خمسة آلاف روبل،لكنه لن يتخلى عن كتابته مقابل ذلك العرض.
قلت له،"ارضى بمبلغ خمسة آلاف روبل المعروض عليك،ياباتوشكا؛ ثم اسخر من هؤلاء كما تشاء .إن خمسة آلاف روبل لهي،قبل كل شيء مبلغ جميل!" "لا" أجابني." سيدفع لي هؤلاء الحمقى سبعة آلاف!".إنه رجل يفهم حقا،في الصفقات. أود أن أشير الى ملا حظه فقط أن عليك،بخصوص قطع الحلوى المدعمة بالسكر،ألاتقضميهاقضما بأسنانك،وإنما أن تمتصيها فقط و الا أوجعتك أضراسك.طيب ،الوداع، الى اللقاء.ليكن المسيح في عونك،يا عزيزتي! أما أنا فسابقى دائما وأبدا، صديقك المخلص للابد، ماكارألكسييفيتش. : 27يونيو. السيد ماكار ألكسييفيتش، قالت فيدورا إن هناك بشر يهتمون جيدا بأمري عن طيب نية، إن أنا اردت ذلك، وسيجعلونني أحصل على عمل مشرف وحسن في بعض المنازل، من قبل مربية مثلا.فمارأيك يا صاحبي؟ أأذهب أم لا؟ حينها،لن اظل دون شك،عالة عليك؛ ثم إن العمل المقترح يبدو لى انه مغريا؛لكن من الصعب جدا من ناحية أخرى ،أن يرضى المرء في سكن في منزل لا يعرف أهله حق المعرفة.إني منطوية قليلا على ذاتي، ومتوحشة جدا امام الناس ،ولا أحب مغادرة المكان الذي ألفته وعشت فيه.إن الانسان ليشعر بطمأنينة والراحة في البيت الذي ألف وتعود العيش بين زواياه:ذلك أنه مهما لقي فيه من تعاسة وشقاء،فإنه يحس فيه بالتوازن المعنوى والطمأنينة.
وإلى جانب هذا وذاك، سأكون مغصوبة ومضطرة على الذهاب إلى البادية، ويعلم الله وحده أية مهام توكل إلي كذلك؛لربما لا يرغب هؤلاء مني أن أكون سوى خادمة فى منزلهم ولاولادهم، أضف إلى ذلك كله،أنه يتوجب علي أن أتلائم مع طبيعة طبعهم و مزاجهم الخاص:فهم قد قاموا بتغير المربية لثالث مرة،في ظرف عامين وحسب!لذا، قل لي أأذهب أم لا؟ لم نعد نلاقي بعضنا بعضا إلا يوم الأحد ، على هامش القداس، فقط يالك من بري يخشى ويخاف مخالطة الناس! أنت تشبهني بشكل كبير! وكتير ماأشعر بالحزن الكبير، خلال وحدتي و عزلتي. أجدني في أحيان كثيرة ، وحيدة في البيت بشكل كامل، خاصة مع هبوط الليل.فيدورا تذهب إلى مكان مجهول، وأنا أبقى هنا افكر واستعادة الماضي بمسراته و احزانه ويتجلى ذكراه أمام ناظري وكأنه يخرج من بين الضباب.
وأرى وجه والدتي في الأغلب الأعم ....وأي حلم احياه! أشعر وكأن صحتي قد تدمرت؛وها أنذااليوم أجدني لحظة استيقاظي ،أشعر بالوجع والوهن ؛ ثم أشكو إلى جانب ذلك كله من سعال قوي! إني أحس ،بل أعلم أنني سأموت قريبا ولذلك سيتعين علي أن اتوفى ربما لدى الغير، وفي زاوية مهجورة ومجهولة!...رباه لكم هي حزينة وبئيسة هذه الحياة،ياماكار ألكسييفيتش! لماذا تجعلني اكل الحلوى دوما،ياصديقي؟ ارجوك يا صديقي، بحق السماء،بأن تحفظ المال وأن لا تبذره في مثل هذا الإنفاق أرجوك ! إن فيدورا ستبيع الموكيت الذي طرزته؛ ولقد اعطانا فيه البعض ثمنا يقدر بخمسين روبلا،من فئة الأوراق النقدية. سأنقد فيدورا ثلاثة روبلات فضية، وسوف أشتري لي فستانا عادي،ليكون دافئا وسأصنع لك قميصا من القطن المزركش ،أنا من يصنعها بنفسي.سأختار القماش جيدا. إنما قل لي،بالله عليك، كيف أعجبتك تلك التآليف، كيف تقدر أن تتذوق مثل تلك السخافات ؟!..والآن، الى اللقاء ، لقد تركت لريشتي ونفسى الحرية والإسهاب في التكلم معك! حين أكون حزينة،إن ذلك نوع من الدواء،يشعر المرء بعده بالراحة والهدوء فورا،خاصة حين يكشف الثقل الذى يجثم على قلبه.الوداع، الوداع يا صديقي! المخلصة ف.د. يونيو.
أميمتي، فارفارا ألكسييفتا، كفي عن الحزن! كيف لا تستحين بالله عليك، من الإفراط في التالم على نفسك؟! كيف تخطر مثل تلك الأفكار على راسك؟! أنت لست متعبة ياملاكي الصغير،أبدا لست كذلك ؛ أنت شابة قوية ، إنك حقا لنضرة؛ بك بعض التعب،إلا أنك نضرة مع ذلك. وماذلك الذي قلته عن الجيران و الاحلام ؟ ابصقي عليها فحسب.انظري إلي يا أميمتي. إن رؤيتي لشيء تسر الناظرين! لذلك ، ابتعدي عن هذا السلوك ،وقومي ذاتك. أناشدك الله يا أميمتي ،بأن تتوقفي عن ذلك،من أجلي أنا.. لقد سألتني عن رأي في موضوع ان بإمكانك الدخول في خدمة بعض الناس.بالنسبة لي، ذلك مستحيل لا ، ولا، وألف لا! ثم كيف أمكنك الظن والاعتقاد بأن ذلك مناسب لك؟ كلا أنا بالتاكيد لن أسمح لك بذلك يا أميمتي، ساقف بوجه هذه المواضيع بكامل قواي. سأعرض لباسي الرث و الرسمي للبيع، وأمشي بين الدروب و الجادات بمجرد قميص،لكني لن أتركك تحسين بالحاجة و الفقر.
إن ذلك لضرب الجنون و الشطط الخالص! إن ذلك بالتأكيد لخطأ فادح ، تتحمل فيه فيدورا المسؤولية كلها بالكامل : إن هذه الغبية هي من أوحى لك بهذه الفكرة. الشنيعة إنها امرأة مشاكية و غبية؛ ولذلك أودت بحياة زوجها الميت بسرعة! لا بتأكيد يا أميمتي،لن تقدمى على هذا الفعل ابدا! إذ ماذا عساي اصبح، حينها ؟ عيشي هنا بهناء وراحة، طرزي أو اقرئي إن اردت وإذا لم تشائي التطريز، فلا تفعلي أي شيء! لاشيء يهم من كل ذلك،بشرط أن تبقي بيننا ومعنا.وإلا فلتتصوري أنت بذاتك كيف سيؤول حالي من دون وجودك بقربى ، حينها! ...سأوفر لك بعض الكتب، وسأطالب بعد ذلك بإجازة ليوم، أو يومين أتوقف فيه عن الشغل،كي نقوم معا برحلة ثانية.لذا ،لايتعين عليك فقط ياأميمتي،سوى ابعاد تلك الفكرة الغبية عنك .... أما الآن،ياأميمتي فالوداع! لم يعد باستطاعتي الاستمرار؛ لأن لي ماينبغي عمله. لا يجب علي أن أنسى أنه عليك أن تتنبهي لذاتك، هدئي من روعك وأريحي نفسك تماما ،وليحطك الرب بعنايته سابقى أنا صديقك المخلص، ماكار دييفوش . 1يوليو. صديقي الغالي ماكار ألكسييفتش!
لاياصديقي، أنا لا اقدر ان اظل بينكم.لقد فكرت في الموضوع ، فبدا لي أن من الخطأ الذي لا يسامح ، رفض عمل مثل ذلك،له كل تلك المنافع المجدية.هناك سأضمن الحصول على رغيف مأمون على الأقل ؛ وسأبذل قصارى جهدي لاحظى برضى أولياء نعمتي؛ وسأسعى إلى تقويم حتى طبعي ومزاجي، كي اتناسب مع ما ينتظره هؤلاء مني. من الصعب و المحزن على النفس حقا، أن يضطر الانسان إلى العيش بين ناس مجهولين،وإلى البقاء رهينة نعمة الآخرين عليه و إحسانهم إليه، و إلى أن يكره ذاته على ما تحب أو تهواه؛ولكن الله سوف يساعدني.
إذ لايمكن للمرء أن يبقى كل حياته على نفس الحال ، وهو يستعدي الناس و يتجنبهم،ويعيش في مبعدة عنهم. على أية حال،من المسيء والموجع لي أن أكون عالة عليكما أنتما الاثنين.إن التفكيرفي هذا الموضوع يمزقنى ويسومني العذاب الموجع.وإني لأصدقك القول في هذا،وهل تعتقد أني لا ألاحظ أن فيدورا تصحى باكرا كل يوم،فتنهمك في الغسيل و العمل الشاق إلى ساعة متأخرة من الليل ، مع أن عظامها الكبيرة في حاجة كبيرة كي ترتاح؟ ! وهل تظن أني لم ألاحظ كذلك،بأنك تدفع بنفسك نحو الكساد والفقر بسببي، وبأنك تضحي إلى آخر قطعة نقدية صغيرة لاجلي؟! لقد كتبت تقول لي أنك ستبيع آخر رداء من أرديتك ،ولن تدعنى أعيش العوز و الحاجة.
أنا أصدق كلامك ؛لكن ماذا بعد؟أنت ذاتك تعلم : أنا مريضة على الدوام، ولا اقدر أن أعمل مثلا على الدوام ،على تحقيق بعض الاحلام التي حلمت بها،ثم ليس لي من شغل دائم فماذا يظل لي،إذن؟ لم يعد يفضل مقابلي سوى الانسحاق في وهدة الضنى و الحزن ،وأنا انظر إليكما وقد اتعبتكما معا في العمل.ففي ماذا أكون مهمة بالنسبة لكما، ولو ضمن الحد الأدنى؟!في ماذا يمكنني أن أكون مهمة بالنسبة لك ياصديقي؟! أي جميل فعلته، وأصنعه من أجلك؟لكني أعرف أن أحب،و اقدر أن أحب ولاشيء أكثر؛ لأني لا اقدر على أن أحسن إليك،ولاعلى رد جميلك. لذلك، لاتتمسك ببقائي بجانبك ابدا،بل فكر في الأمر كثيرا، وأبلغني رأيك النهائي.وفي انتظار ذلك الوقت ،ساظل صديقتك الحنون. ف.د. 1 يوليو.
إن هذا والله ضرب من الشطط، و الجنون يافارينكا! ترى، أي حماقة شذوذ فكري سخيف مسيطر برأسك،لوتركك المرء لذاتك؟! ليس هذا قرار صحيحا! لكن ،عما ينقصك عندنا؟! أننا نحبك،ونحن معا فرحان ومسروران،حسنا ماذا ستفعلين لدى البشر ؟بالتأكيد ،أنت مازلت لا تعلمين من هوالغريب....لا،أنا اعلم ذالك، ياأميمتي؛ وقد قدر ذات يوم أن تشاركت معه، بعض الخبز.إنه شرير يافارينكا،شرير،إلى الحد أن الفؤاد لايقوى على تحمل الماساة التي تتسبب فيها كتاباته و توبيخاته ونظراته الشزراء المشبعة بالشر الفظيع .أنت عندنا تشعرين بالدفء وتحظين بالعاطفة،و تحسين في دخيلائك أنك في حضن أسري صغير.وعليه،فإن ذهابك هو خسارة وسيتركنا تائهين،وكأننا جننا.ماذا سنفعل دونك؟ ألست مفيدة لنا ؟ ألسنا في حاجة إليك؟ إن فائدتك ووجودك بجانبنا والله لشئ عظيم بالنسبة لي أنا،يافارينكا.فتأتيرك شديد القوة علي ....خدي مثلا،أنا الآن في هذه اللحظة وهذا الوقت بالذات،أفكر فيك، فيصيبني الفرح والسرور ، كيف أمكنك قول إنك غير مفيدة،إذن؟ وماذا عساي أن أفعل أنا،إذا ما وصلت سن الشيخوخة؟ في ماذا سافيد؟
أنت ربما لم تفكري في هذا يافارينكا؛ لذلك،عليك أن تفكري فيه جديا إذن،قولي: ماذا عساه أن يعمل،إذا لم أعد موجودة هنا،ابدا؟لقد تعودت عليك،وإذا غادرت،فماذا سينجم عن ذلك ربما ألقيت بذاتي في نهر النيف.لينتهي أمري. وإن هذا والله موضوع سيء يا أميمتي،إنه أمر سيء ! أؤكد لك أنه حقا ذنب عظيم! وإني لأتساءل يا أميمتي،مالذي عملته، ومن أي غابة غريبة خرجت إلى الدنيا؟لست اعلم أي شيء! دعيني أقول لك بصراحة لا كذب فيها: أنا إنسان غير متعلم وتقريبا جاهل ؛لم اتلو إلى حد الآن إلا الشيءالقليل، قرأت لوح الإنسان، وهومؤلف جميل، وقرأت الفتى الذي يعزف قطعا متعددة على الأجراس، وطبور الإيبيكوس؛ هذا كل شيء، والآن ،ها أنا تلوت كتابك: عامل المحطة ؛ على المرء أن يقول يا أميمتي، بأنه قد يحدث له أن يحيا في الحياة، وهو لا يعرف بأن هناك على مقربة منه، كتابا يتضمن فى ثناباه مجموع تفاصيل عيشته، وقد سلط عليها الضوء، وما أن يبدا ويسترسل في قراءة ذلك الكتاب،حتى يأخذ في تذكرذلك الماضي، و يسترجعه ، ويستوعبه شيئا فشيئا.
وثمة في النهاية شيء آخر،قرب لي كتابك: فهناك بعض المؤلفات التي عبثامانعكف على قراءتها ،باذلين قصارى العناء و الجهد لاستعاب مانقرأه،بينما نحن لا نستطيع ان نفهم في النهاية أي شيء منها . لكن كتابك أنت،يقدر من هو مثلي أن يقرأه،وقد يتخيل له بأنه هو بشخصه و بالذات من كتبه؛ وهويمتاز بالبساطة حقا، ولكم هو،- ياربي- بسيط! فلماذا لن أكتب إذن،على مثيله؟! أنا أشعر ببعض الاحاسيس والمشاعر القريبة، والشبيهة بشكل كامل بتلك الموجودة في الكتاب،ولقد عبرت أنا أيضا بالاحوال نفسها التي نجمت عنها تلك المشاعر المتماثلة لما في الكتاب مثل الوضعية الحقيقة التي عاشها سمسون فيرين على سبيل المثال. لقد تكلمت إلى لراتازاييف عن ناظر المحطة،فاخبرني ان ذلك الكتاب من بين الكتب التي أصبحت قديمة،إلا أنه أضاف بأن بوشكين يبقى شاعرا كبيرا، وبأنه قد رسم في كتاباته رسمة جميلة لروسيا المقدسة ؛ كما أضاف معلومات عنه . أجل، يافارينكا؛ أعيدي قراءة الكتاب بتركيز و عناية إذن، وأدخلي السعادة والبهجه على قلب شيخ حزين ،يتوسل إليك؛ وإذا مافعلت ذلك سيمنحك الرب نفسه ياعزيزتي الغالية، الجزاء الاكيد والمضمون. صديقك المخلص، ماكار ديفوشكين. [6يوليو.
السيد ماكار ألكسسيفيتش، أنا أكتب إليك في استعجال.في هذه اللحظة، أنا منهمكة ومشغولة في تبطين قميصك بقماش تتناثر على خلفية الصفراء، ورود صغيرة. ارسل إليك بكتاب هو الآخر أضمومة تضم بين دفتيها بعض الحكايات القصيرة.قرأت أنا بعضها وإني أدعوك إلى تلاوة العناويين تلك التي تحمل عنوان " المعطف" . أنا لم أتردد على زيارة المسرح منذ فترة كبيرة، لكني اخاف أن تكلف هذه المتعة مرة أخرى الشيء الكتيروالثمن الباهظ ،إن فيدورا لا يبدر منها الإتحريك الرأس فحسب، بكيفة تنم عن عدم القبول. تقول إنك تنفق حاليا، أكتر مما تجني؛ إنما أنا نفسي رايت ذلك، إذ ما أكتر ما أنفقته من أجلي ! كن حريصا وحذرا على نفسك ياصديقي ،حتى لايتسبب لك ذلك في بعض البغضاء.كما أطلعتني فيدورا كذلك، على بعض الإشاعات التي تقال عليك :يبدو أنك تشاجرت مع ربة المنزل،لأنك لم تعد تعطيها ثمن الإيجار؛ ولكم أنا مرتعبة عليك ! هيا الى اللقاء.إني على عجلة من أمري.أنا مشغولة في تغير حاشية إحدى القبعات! : 8يوليو.
عزيزتي الغالية جدا الآنسة فارفارا ألكسييفنا، أبادر على وجه السرعة إلى إرجاعك الكتاب،على وجه السرعة كذلك إلى وضعك ضمن السياق،الذي يفسر بوضح اسلوبي الخاص.من المسيء جدا أن تضعيني في مثل هذا الموقف الحرج،وأن تدفعي بي إلى هذا الموضع المغالي ،اسمحي أن أقول لك اولا:إن الله عز وجل هو الذي يخطط أقدار الناس ومصائرهم المتعددة،ياأميمتي.تلك هي إرادة الله في عباده، ومشيئته العليا التي ما علينا نحن الناس ،سوى الإيمان بها في خضوع تام و هدوء.و، وهكذا دواليك؛ إن الله بنفسه هو الذي حدد تلك القدرات والاستعداد للناس.أنا على سبيل المثال،أشتغل مستعملا منذ حوالي ثلاثين عاما ،وأقوم بواجابتي بطريقة لا مؤاخذة لاحد عليها ،وسيرتي طيبة،ولم يحصل أن أخد علي أي شيء قبيح من الأشياء، انعم بتقدير رؤسائي، و صاحب المعالي بنفسه راضي عني إن خطي أنيق وواضح بشكل صحيح أنه ليس بالخط الكبير ولا بالدقيق، وإنما يتخلله بشكل واضح طابع يتم عن العجلة والسرعة، لكنه مع ذللك خط مقنع ومؤثر ؛ وليس في مؤسساتنا من أحد آخر،عدا إيفان بروكوفييفيتش،يكتب بمثل اسلوبي و افضل! لقد وخط الشيب شعر رأسي، من طول ما عملت و نافست ؛ ولا أذكر إلى الآن أني أرتكبت ذنبا فاحشا عظيم!
بالتأكيد أنا اقترفت بعض الذنوب الصغيرة، إنما من الذي ينجو من اقترافها؟!كل الناس خطاؤون؛ لكن ،أن افعل أثما عظيما، أن أخرق شريعة من الشرائع ، أن أزعج السكينة العامة أن أقلق طمأنينة الناس، ؛ فإن هذا مما لا يقدر أي كان أن يؤاخذني عليه ! بفضل هذا انا على وشك على أن يقترح اسمي؛ لنيل وسام صغير حسبي!.... كل هذا كان عليك أن تعرفينه به يا أ ميمني، وكان عليه؛ في الدقيقة التي نوى فيها رسم صورة شخصيه لي،ألا ينسى من ذلك.لا،يافارينكا! لم أكن أنتظر على كل حال،أن يبدر منك شئ ،أنت بشكل خاص! وكيف ؟! لن يستطيع المرء أبدا،بعد هذا من العيش بشكل ساكن في ركنه الركين، ودون أن يؤدي الشخص شخصا آخر،يخشى تعاليم ربه، ويلتزم حدود ذاته! ثمة دائما من يهتم بك،ومن يحشر أنفه ليعلم ما يضمه بيتك ،ومن يراقب ويتجسس على حياتك الشخصية،لكن، ما الحاجة إذن،في أن يكتب الانسان عن قريبه،بأنه يعيش أحيانا في الضائقة، وهل سأندفع أنا باتجاه البشر، لفحص أفواههم و لارى مايأكلون؟!
ومن هو ذلك الذي سمحت لذاتي بأن أسلك إزاءه هذا السلوك غير اللائق والمشين ؟ لا ،يا أميمتي! من الإساءة أن نجرح عواطف الآخر حين لا يفعل لنا ما يغضب أو يشين .لكني انصدم مع ذلك،لكون صاحبنا فيدور بيجوفيتش،قد سمح دون علم منه،بصدور هذا الكتاب،إذ عليه أن يعرف الناس كيف يتعين عليهم أن يحترموا مبادئ العيش،التي يلزمهم الاستسلام لها؛ بما أن هناك درجات مختلفة في السلم الإداري البيروقراطي، فإنه من العادي أن تكون نبرة التوبيخ تجاهنا مختلفة؛ حتى يستمر العالم، أن يفرض احترامه على من هو أقل منه رتبة أو منزلة وعلينا جميعا أن نشتم بعضنا بعضا،من أعلى السلم إلى أسفله ،دون هذا التقدير،لن يستمر العالم في البقاء أبدا؛ وإن يكون هناك أي نظام.لذلك فإني انصدم في الحقيقة، لكون فيدورفيدوروفيتش قد اقفل عينيه وعماها عن هذه الإساءة،حين ترك هذا الكتاب الجارح الهجائي يصدر! وأي شيطان وسوس لذلك المؤلف، إذن،بأن يكتب مثل تلك المواضيع؟! وهل يبعث في قارئ من القراء بمنحنى آخر جديد، هل سيشتري لي ربما،حذاء حديثا؟!لا ،يافارينكا!
إن الناس ستقرأ الحكاية إلى نهايتها فحسب، وستطلب معرفة التفاصيل. أحيانا ،يختفي المرء عن كافة العيون، ويتوارى وكأنه مخطئ،لأنه يخاف من كلام الناس ، مادام أن الآخرين ينتظرون أدنى فرصة سانحة كي يجعلوا منه موضعا لتندرهم وسخريتهم، لأن صورته المرسومة في الكتاب،شبيه جدا بصورته الحقيقية،حتى أن الناس ليعلمونه من مجرد مشيته فقط! ولعل هذا الأمر سيكون لو أن الكاتب قلل في النهاية، من حدة تخيله لكن الكاتب، كان من الاحسن أن يترك صاحبنا المسكين يحيا حياته، وأن يقرر له كثيرا آخر يستعيد من خلاله علمه،وأن يجعل ذلك الجنرال فيدورفيدوروفيتش، ،أن يبعث في طلبه المحظور إلى مكتبه، وأن يريقه إلى اعلى درجة ،وأن يكون على بقية العاملين الآخرين،سوى أن يرتدعوا ويعتبروا ، وأن يكفو عن غيهم.
بهده الخاتمة كنت أنا مثلا ،سأنهي الحكاية.إنه يافارنيكا كتاب سيء طويه؛ مايحكيه من غير الممكن احتماله ،لا،أنا سأشكو ذلك إلى السلطات يافارينكا،لقد خططت وعملت على أن أرفع شكوى ضد ذالك خادمة المخلص، ماكاردييفوشكين. : يوليو 27 السيد ماكارألكسييتفيتش، كانت الأحداث الأخيرة رسائلك أيضا، قد تشغلني و ادهشتني؛ فأنا ما فهمت منها الا شيئا قليلا ،اللهم ما قالته لي فيدورا،ففسر لي كل شيء .لماذا أنت حزين هكذا،إن تبريرات التي تعلل بها الأمر لم تمنعني،بشكل مطلق.ألست إذن محقة في الرضا ب المنصب النحوي،الذي أقترح علي ؟!
زد على ذلك أن مغامرتي الأخيرة تشغل راسي،أنت تقول بأن عطاك علي هو الذي دفع بك إلى إخفاء الصدق عني.والآن،بعدما عرفت بأنك لن تعد تملك أي مال ابدا،وبأنك قد قررت أن تنفق مخصصك الشهري،وذهب بك الموضوع إلى الحد بيع ثيابك ،والآن،أجد نفسي وحالى بفعل هذا الاكتشاف الذي اطلعت عليه،في وضعية جد كئيبة وحزينة،آه،ياماكار ألكسييفتيش!كان عليك بعدما عبرت لي عن مشاعر الشفقة وحس التضامن العائلي والرأفة ، من خلال أعمال الخير الأولى،التي قمت بها من اجلي،أن تتوقف ،وألا تنفق وتبذر من نقودك بعد ذلك، في الأمور غير مفيدة،لقد خنت صداقتنا يا ماكار ألكسييفتش،لأنك لم تكن صادق معي؛والآن لما استوعبت بأنك أنفقت آخر ما تملكه من المال ،في سبيل شراء بعض أمور السكاكر والزينة،ولكي توفر لي بعض أجواء الرحلة وتذاكر المسرح والكتب؛فإذا بجميع ماكنت تريد في أن تسعدني به،قد انقلب الآن إلى بؤس وحزن بالنسبة لي، ولم يخلف خلفه سوى حسرات وآهات كبيرة .لقد لاحظت في الأيام الأخيرة توترك وقلقك؛ حين حكت لي فيدورا بأنهم لاقوك في الشارع،وأنت في حالة سكر واضح، وقد رافقتك الشرطة إلى المنزل! لقد صعقت وشللت من أثر الصدمة الشديدة،بنظر إلى أنك قد اختفيت عن الاعين منذ أربعة أيام.
فهل فكرت فيما سيقول مدرائك ياماكار ألكسييفتيش، حين يتلقون النبا الحقيقي ،تقول أن الكل يسخرويهزأ منك، وبأن الجميع يعرف بأمر علاقتنا، وبأن جيرانك الاخرون ايضا يربطون في مزاحهم بين اسمي و اسمك ،ثم أني لمنشغلة البال بقصة هؤلاء الضباط كذلك،إذ سمعت بها بشكل غامض.لذا ،أرجو منك أن تقول لي ماذا يعني كل ذلك،لقد كتبت تخبرني بأنك لم تجرؤ على الكشف ومصارحتي،وبأنك بعت كل شيء كي تجلب لي حاجياتي، وتجنبني الخروج إلى المستشفى؛ وبأنك استندت ماأمكن لك أن تستدينه ؛ وبأنك تلاقي كل يوم مجموعة من الازعاجات من طرف ربة المنزل ؛إلا أنك حين أختفيت عني كل هذه الفترة، أخترت اسوأ الحلول .
فاحزنتني لمرتين الان ،بفعل تصرفك ذاك.لقد ادهشني وافزعنى كل هذا منك،يا صديقي! إن البؤس لمرض معد! على الاشقياء الفقراء أن يقدروا بعضهم البعض،حتى السويداء من حدة اوجاعهم.لقد تسببت لك في اوجاع والالام شديدة ، قد تعذبني وتقتلني.وألأن،أكتب لي بصدق تام ما حدث لك،وكيف انتهيت إلى التصرف بمثل ذلك التصرف ووصلت الى هذا الحال .ارحني. الوداع،أنني أنتظر ردك بصبر ،لقد أخطأت الاعتقاد بي، يا ماكار ألكسييفتيش. المخلصة والمحبة. فارفارادوبروسيلوفا. ]: أغسطس. أميمتي،فارفارا ألكسيفنا، إنك يا أميمتي لهنيئة جدا،فليهبك الله فرصة رد الإحسان بالإحسان،لترجعي لي معروفى وجميلي.
أنا موقن من هذا يافارينكا،إنما هذا ليس بمثابة توبيخ أو لوم لك،لا تلوميني فحسب بعد هذا،مثلما فعلت في المرات الماضية،حين لمتني قائلة بأني اصبحت مبذرا مختلفا،في أواخر اوقاتي.فقد بدرمني ذلك الخطأ،فما العمل ؟إذا اردت أن تري بشكل كلي في هذا خطيئة،فإن فؤادي عاليا بشكل كامل.إن الفقراء لذوي نهفات ونزوات، وقد شائت الطبيعة أن يكنوا كذلك.لقد رايت من قبل هذا ،و علمته.إن الفقير ل ظنون و مرتاب ،بل إن له طريقة خاصة في النظر الى العالم انه يلقي على جميع ما يحيط به نظرة مشككة ذات ريبة ،ويصيغ السمع لكل عبارة، معتقدا أن الناس تتكلم عنه دائما، وتنتقد مظهره الخارجي البسيط.ويعلم الكل يافارينكا،بأن الإنسان المعدم الحال أقبح من خرقة بالية،وأنه مهما كتب عنه ما كتب , لا يمكن أن يتمتع بأي اعتبار، أجل،مهما كتب هؤلاء الثرثارة المستهدفون البائسون ،فإن وضعية الفقير لن تتبدل.ولماذا ستظل إذن ،تلك الوضعية على ماهي عليه؟ الإنسان الفقير أن يوضع مكشوفا لعين النهار؛لأنه من المحظور عليه أن ينعم بحياة خاصة،وأن يتمتع بكرامته الخاصة.
كذلك لا يحب الإنسان المعدم أن يحشر أحد ما أنفه في جاره، ويمتحن الكيفية التي يحيا بها: هكذا.فلم أتعرض أنا للذل يافارينكا،من طرف أعدائي الذين نالوا من احترام رجل طاهر شريف، ومن كبريائه؟اليوم كنت أبدوا وأنا في المكتب،بمظهر دب تعري من شعره، وشعرت بالخجل الشديد من ذاتي.لقد كنت قلقا،إن المرء يشعر الانزعاج طبعا،حين يخرج مرفقات من كمي الرداء الذي يرتديه ، وحين تتأرجح أزرا قميصه،!... لقد أخد ستبيان كارلوفتيش بالذات في التكلم إلي عن بعض الاشغال اليوم؛ أخد يتحدث ويتحدث،ثم أضاف بعدها، وكأنما فعل ذلك بشئ من الصدفة : "إيه،ياأنت،ياماكار ألكسييفتيش! ..."،ولم يكمل حديثه،إن تعجبه بتلك الصيغة ويوحي بأفكار كبيرة.أتراهم علموا وخبروا عني في العمل،شيئا ما؟ احفظني الله! ترى، إن هؤلاء الحقيرون لقادرون على القيام بكل شيء! إنهم ليفضحون حياتك الشخصية كلها، بأقل من قرش واحد! ما من شيء ينعم عندهم بالتقديس! أنا اعلم الآن ،من لعب هذا المقال الذي وقعت فيه: إنه من اعمال راتازاييف. إنه على معرفة بمن يشتغل في رئاستنا، ولاشك أنه حكى له الحكاية كلها، وهو يتحدث إليه،مضيفا إليها بعض المعلومات التي اختلقها كذبا؛ أو انه ربما تحدث حديثا ما في دائرته عني،فأخذت القصة تنتشر شيئا فشيئا في دائرتنا.
ففي منزلنا ،يعلم الكل بكل شيء كاملا ،وهم يشيرون نحو شباكك بأصابعهم، وحتى لو لم أراهم،فإنني اعلم أنهم يشيرون نحوها. فقد ذهبت البارحة إليك،لتناول وجبة العشاء معك، فهبت الرؤوس باستغراب كلها تنظر من خلال الشباك." إنه اقتران الشيطان بطفلة بريئة"! المخلص ماكار ديفوشكي 3 2 أغسطس. السيد ماكار ألكسييفيتش، لا تشوش بالك بأي شيء،فإن كل المواضيع، سيتم تديرها بفضل الله و عونه.لقد وجدت فيدورا شغلا كثيرا لها ولي كذلك، وقد بدانا سوية في العمل بنشاط و همة ولعلنا سنعالج بذلك كافة المواضيع،التي تحتاج إلى معالجة وتقويم .إنها تظن بأنه ليس غريبا على أنا فيدوروفنا أن تكون خلف كافة المتاعب الأخيرة التي قاسيتها ؛غير أن ذلك لم يعد الآن يهمني.أنا أشعر اليوم بانشراح وسرور أكبر من ما تعودت عليه .
لقد عقدت العزم والاصرار على اقتراض بعض النقود؛ ألا فليحفظك الله ستشعر بالمصيبة،حين يتعين عليك سداد ذلك الدين.الأحرى أن تكثف من دنوك منا، وأن تزورنا بوتيرة مستمرة،وألا تشغل بالك بربت المنزل.أما بشأن أعدائك الآخرين،هؤلاء الأشخاص سئي النية والقصد حيالك،فأنا موقنة من أنك إنما تتسبب لذاتك في متاعب لاأساس لها من الصحة،يا صديقي؛ فقد اخبرتك في المرة الأخيرة بأن طريقتك في الكتابة تكشف عن اضطراب شديد فى نفسك . هيا الوداع،وإلى اللقاء.أنا أنتظر زيارتك بشوق كبير. المخلصة. : 11سبتمبر. عزيزتي الغالية فارفارا ألكسييفنا. استحلفك ب الله ألا تنفصلي عني الآن،وألا تتركني في هذا الوقت التي صرت فيها سعيدا بحياتي،على الوجه الكبير.صديقتي! لاتصغي إلى ما تقوله إليك فيدورا من نصائح وتوجيهات ، واعلمي أني سأقوم بكل ما سيعجبك.سأنضبط والتزم في سلوكي بشكل كبير، وسأكون نموذجا يحتذى به في حسن السلوك والسيرة،تقدير إلى صاحب المعالي المبجل،ولسوف نتبادل معا،رسائل مفعمة بالبهجة وبالفرح،يبوح فيها كل واحد منا للثاني،إذا ماكان هناك بعض ما يشوش البال.ولسوف نعيش معا،و سننشغل بالأدب...ياملاكي الصغير! إن قدري كله قد تغير، وقد تغير في الإتجاه الاحسن.صارت صاحبة البيت على سبيل المثال،لينة و متساهلة معي،وغدت تبريز أقل مماكنت اظن،وفالدوني ذاته أصبح أكتر نشاط و حرية.وقد تصالحت مع راتازاييف. أما مابلغني عنه من سوء،فإنه لا يعدو أن يكون تلفيق و كذب.لقد تمكنت من الاقتناع الآن،بأن كل ذلك لم يكن سوى اغتياب و افتراء محض.
إنه لم يفكر في جعل صلتنا معا قط ،موضع رواية من رواياته الساخرة، وقد طمأنني هو بذلك.قرأ علي بعض العبارات، من آخر مؤلف كتبه،أمالقب لوفلاس الذي وصفني به في المرة السابقة، فلم يكن بالمرة شتيمة، لقد شرح وفهمنى معنى ذلك اللقب،وقال إنها لفظة مقترضة متضمنة من إحدى اللغات الغريبة، وتطلق على الشخص الذي يمتلك حس الطلاقة و الجراة ،هذا هو المعنى الحقيقي لتلك الكلمة ! وعليه،فإنها لم تكن تتضمن أية مقصد إلى معنى آخر فيه غمز سيء.ولأني لم أكن سوى امرئ جاهل وفظ ،فقد ارتكبت حماقة التهجم على الرجل،إلا أن المواضيع الآن،قد عادت إلى نصابها مع راتازاييف،لأني تاسفت له... إن الجو لرائع جدا اليوم،هذا الصباح تكلمت عن صاحب المعالي مع إيميليان ايفانوفيتش وألكسييتي ميخائيلوفيتش،أجل،لست الوحيد الذي تعامل معه صاحب المعالي بتلك الطريقة الطيبة.
لست الوحيد الذي تم احترامه؛ وإنما الجميع يعرف مدى نبل القلب و الطيبة ،الذي يتميز بها صاحب المعالي. كثيرون هم أولئك الذين يمدحون فعله في عدة اماكن، وهم يتحدثون عن اياديه البيضاء السخية ،كما أنه شارك باعمال خيرية أخرى مختلفة.رأيت أنه من الواجب علي ياأميمتي،أن أمدح كريم الفعل الذي نلته من صاحب المعالي أنا أيضا إلى حد الآن،لم استطيع أن أستعيد كامل قواي،لقد اقلقتني هذه الأحداث كلها،ارتباكا قويا.فهل لديك ما يكفي من حطب التدفئة ؟ خدي حذرك من البرد يافاركينا، فإذا كنت في حاجة إلى أي شيء،فلا تخفي علي أناشدك الله عن هذا العجوز،تعالي إلي، دون شعور بالخجل. إن الأيام القاسية قد ولت.إن المستقبل لمشرق وضحاك في وجهنا، ولن تكون لنا منذ الآن ،سوى أيام رائقة وسعيدة.
لكن ما أصعب تلك الاوقات الحزينة،إنني أتذكر الآن،سنوات صباي.يالذلك الزمن كنت اراني من غير كوبيك واحد،أوعاني قسوة البرد و الجوع ،إلا أن ذلك لم يكن يمنع بيني وبين الفرح ،الذي ظل يغمر عمري كله. كنت استيقظ في الصباح،بنزهة على جانب شارع نفيسكي،يملأني بشحنة كبيرة من الفرحة،تمتد بداخلي طيلة النهاركله إلى اكمل الليل.لقد كان ذلك زمن رائعا،يا أميمتي! كان العيش سعيدا يافارينكا، خاصة في بترسبورغ. لقد ركعت متوسلا إلى الله بالأمس،نادما عما ارتكبته،وتائبا له وملتمسا منه الغفران والصفح، عن كافة الآتام التي جنيتها على ذاتي،وأعمال الفسق والسخط والرذيلةوالفجور ،التي بذلت مني.وكنت أثناء صلاتي ودعائي ،قد فكرت فيك بعطف و حنان.أنت وحدك من واساني و سرى عني ؛ لقد كانت نصائحك الحكيمة زادا ثمينا لي.لن أنسى ذلك ابدا ،ياأميمتي.لقد لمست وقبلت اليوم كافة رسائلك،الواحدة تلو الأخرى،يا عزيزتي! الى اللقاء الآن، سمعت من يقول إن هناك،في محل بعيد عن هنا، ثوبا قديما معروضا للبيع. سأستعلم عن الموضوع.الوداع إذن،ياملاكي.صديقك المخلص بعمق. ماكارألكس: 1سبتمبر.
عزيزي ماكار ألكسييفتش، أنا في حالة قلق فظيعة اسمع إلى ما جرى لنا،لك الآن يا صديقي الفذ، أن تحكم بذاتك. إن السيد بويكوف يمكث حاليا في بترسبورغ.فيدورا لاقته. كان على متن عربة،فلما رآها توقف، و دنا منها، وأراد أن يعلم منها أين تسكن.وبما أنها رفضت أن تخبره،قال لها وهو يبتسم بطريقة ساخرة،إنه على يعلم سابقا من يسكن معها.حينها لم تقدر فيدورا أن تتحكم في نفسها، فشرعت تشتمه و تسبه أمام مرأى ومسمع كل من كان في الشارع،متهمة إياه بأنه بلا الأخلاق، وأنه سبب جميع المصائب والمآسي التي تكالبت علي.أجابها بقرف بأن المرء يحزن بالطبع،حين يكون من غير نقود.عندئذ،ردت عليه فيدورا بأنه كنت ساعلم كيف أتصرف في حياتي،في حين أن فرحتي الآن قد ضاعت إلى الأبد،بالإضافة إلى كوني مريضة ومتعبة ،وقد أموت عما قريب.تدخل هو في هذا الجانب ،لافتا نظر فيدورا إلى أني اصبحت في ريعان الشباب،وبأن رأسي لاتزال وعاء لأفكار ملتهبة ومشتعلة؛وبأن "فضائلنا قد فعلتها الأثام والندوب"، وكانت هذه عبارته،مثلما تلفظ بها.اظن أنه لا يعرف عنواننا،إ،يبدو أنه لم يكن يأمل في ان يلاقيني في البيت.ألقى على فيدورا الكتير من الأسئلة، بخصوص اسلوب عيشنا، واهتم بعملي كخياطة.
وسأل فجاة ....ثم لماذ جاء لزيارتنا؟ أنا لاأدري كيف قدر أن يستعملم عن كل ما يخصنا.لقد ضعت في زوبعة وعاصفة من التخمينات.هل من الممكن أن يرجع إلى زيارتنا مرة ثانية؟ماالذي يريدون القيام به أيضا،فوق جميع مافعلوه؟ أنا لا ارغب أن أبقى بعد الآن،على علم بهم! ماالذي يدفع بهم إلى الاهتمام والنظر لحالي،أنا التعيسة الشقية ؟!آه ،ماأشد المخاوف التي تغرقني الآن!أتوقع على الدوام أن يدخل علي بويكوف،كيف ساصبح حينها ؟ أناشدك الله ياماكار ألكسييفيتش، أن تجيء لزيارتي الآن،رجاء،تعال. ف.د. : 18سبتمبر. أميمتي العزيزة ! وقع في منزلنا اليوم حادث، بقدر ماهو حزين جدا، وغير متوقع أيضا.
إن صديقنا غورشكوف المسكين، تمت تبرئته من التهم التي كانت ملتصقة به،بصفة نهائية وتامة. هكذا انتهت المسالة بالنسبة إلى صاحبنا، نهاية سعيدة ومرضية، .كما أنها اعترفت بحق صاحبنا في الدين، الذي أنكره التاجر،فحكمت على هذا الأخير لدفع المبلغ المهم المستحق لديه.وبهذا اصبح الوضع المادي لصاحبنا المسكين احسن ، ، فاستجاب قرار المحكمة النهائي لجميع انتظارته وأمانيه.لقد عاد اليوم إلى المنزل على الساعة الثالثة وكان وجهه شاحبا ومضطربا، وكانت شفتاه مزرقتان ترتعشان، إلاأنه بقي يبتسم، قبل زوجته وأولاده، وركضنا جميعنا إلى حجرته،كي نهنئه.تأثر كثيرا لمابدر منا،وصافحنا كلنا أكتر من مرة.
كان المسكين شديد الإضطراب وكتيرالحركة! لم يستطع ان يقيم في مكان واحد،والجلوس والوقوف،وترديد حديث غير مفهوم،من قبيل "شرفي.. صيتي بين الناس.الشرف.. أولادي سمعتي...... ". الى أن شرع في االبكاء والإجهاش.فقال له راتازاييف وقد اراد في أن يشد من أزره،دون شك" ماذا يعني الشرف يا ابن بلدي،حين لا يجد المرءما يأكله؟ المال ياابن بلدي، المال هو الأهم... وهذا هو ما يجب أن تحمد الله عليه!".وكان يربت على ظهره، في الآن ذاته.لكنه حملق في راتازاييف بكيفية عجيبة،ونزع يد هذا الأخير التي كانت تربت عليه؛أجل،المال مدعاة للسرور و الغبطة كذلك.. الحمد لله...الحمد لله!..". كانت زوجته تبكي من شدة السعادة.لقد غمر الفرح منزلهم هذه المرة،تناولوا عشائهم بكيفية سريعة،وقال غورشكوف بعد ذلك لزوجته:" اسمعي يا حبيبتي،أنا أريد أن ارتاح قليلا ثم اتجه إلى الفراش.نادى على ابنته،ووضع راحة يده على رأسها،ومسد شعرها لفترة كبيرة. قال لزوجته من جديد:"أين أبننا بيتنكا،إذن؟.وأجابت أنه توفي." أجل ،أجل،أنا اعلم كل شيء،بتنكا الآن في عالم الأموات" علمت زوجته على الفور،بأنه ليس جيدا،فأردفت تقول له:" عليك أن ترقد ياعزيزي".سأنام بعض الوقت".عاد بعدها الى تغير وضعيته، وقد أراد أن يقول شيئا ما:" ماذا هناك ،يا صاحبي؟ "،قالت زوجته التي لم تسمع بشكل كبير ،ما قاله.إلا أنه لم يجب.
انتظرت لعدة ثواني،ثم قالت في ذاتها لعله نام.تركته وخرجت للجلوس مع صاحبة المنزل،كي تقضي برفقتها بعض الوقت وحينما عادت شاهدت بأن زوجها لايزال راقدا،وقد تمدد فوق السرير دون أن تبدو عليه أي حركة.ظنت أنه راقد،فجلست على إحدى الارائك،ثم بدات في عمل يدوي. أرسلت نظراتها مرة اخرى صوب الفراش،فرأت بأن زوجها لايزال يتخد تلك الوضعية ذاتها.اقتربت منه،ورفعت عنه ما يغطيه،أدركت بأن جسمه قد برد،منذ وقت قليل.لقد مات،ياأميمتي غوركشوف مات، مات فجأة، وكأن صاعقة ما حلت به ،لكن، ما سبب موته؟ الله وحده يعلم السبب.لم أستطع ان أستعد وعيي لنفسي! لا يقدر المرء أن يتصور بأن باستطاعة الإنسان أن يمر على حين غرة وبلمحة البصر ،من عالم الأحياء إلى عالم الأموات.يالغوركشوف المسكين! ما اباسه من مصير! نشفت زوجته دمعها،وتملكها خوف لا يوصف،بينما تجمدت الفتاة الصغيرة في زاوية من الحجرة،ثمة حركة دائبة لا تنقطع من الذهاب والإياب في حجرتهم؛وقد راج البيت كله نبا مفاده أن تحقيقا طبيا سيفتح في المكان...لا أستطيع أن أضيف المزيد من المعلومات ،أواه،لكم يحزنني هذا الأمر! من المحزن أن يفكر الانسان في أنه بالفعل سيموت،- ،في اللحظة والوقت التي لا ينتظر فيها أن يموت،أبدا.... صديقك المخلص، ماكار ألكسييفتيش. 6/13سبتمبر.
الآنسة فارفارا ألكسفينا. أسارع إلى ان اقول لك بأن صديقي الترايزييف قد أقترح علي ان اعمل،لفائدة أحد الكتاب. وهو ما يعني أنه لن ينقصني- ولله الحمد- ما ساعمله! الا أن المؤسف له هوذالك المخطوط مكتوب بخط صعب قراءته ،أما من جهة أخرى فقط وضع شرط علي أن تكون النسخة جاهزة في اقرب مدة ،لأن الأمر مستعجل.إن المواضيع التي يناقشها الكاتب كثيرة جدا،حتى إني لاأفهم أي شيء منها...وقد اتفقنا على أن اخذ أربعين كوكبا،مقابل كل ورقة جاهزة.كل هذه التفاصيل التي قلتها لك يا عزيزتي الغالية ،تستهدف غاية واحدة وهي أن اقول لك بأني من الآن فصاعدا، سأكسب مالا وفيرا وغيرها.أما الآن ،الوداع .أميمتي.سأنكب على العمل المطلوب ،بسرعة. صديقك المخلص، ماكاردييفوشكين. 23سبتمبر.
صديقي الغالي جدا. ماكار ألكسييفتيش، لم أكتب لك يا صاحبي أي شيء، منذ سبعة أيام خلت، رايت أثناءها الكتير من المنعطفات والقلاقل والمشاكل.قبل الأمس، زارني بويكوف. كنت في ذلك الوقت وحيدة، بينما كانت فيدورا بالخارج.فتحت الباب،فخفت جدا لرؤيته،بينما هو كان يضحك كعادته ضحكا عاليا مدويا،بعد أن دخل ،وأخد كرسيا،ثم جلس.استغرقت زيارته ساعة باكملها ،تحدث معي خلالها،وطرح علي الكثير من الأسئلة.و اخيرا قبل ان يخرج أمسكني من يدي، وقال لى "لقد أضللتنى ابنة عمك كذلك،وأوصلت بك أنت أيضا إلى الضياع. ثم سلكت من جهتي أنا كذلك، مسلكا دنيئا و منحطا ، وكأني بائس و جبان .لكن، مالعمل؟ أن هذه مسألة مبتذلة عادية،يجري الأمر بها كل يوم!"ثم أضاف فيما بعد،بأنه غير خبير في إلقاءالخطب الطنانة، وبأنه ماهو مهم، من الواجب الذي يلزم الإنسان العظيم بعدم السكوت،قد قيل والسلام.
حينها فاتحنى وصرح لي بأنه يعيد علي طلب الزواج،و يظن أن من الواجب عليه افراحي،وبأنه ثري ، وبأنه سيرافقني بعد ليلة الزفاف إلى قريته،حيث يخطط ل اصطياد الأرانب،في تلك البرية؛وبأنه لن يعود من جديد إلى بيترسبورغ أبدا،لأنها مدينة مقززة وغير نظيفة ومملة ،وبأن له هنا في البلدة،ابن أخ خسيسا أقسم على أن يحرمه من الإرث، وأن لا يبقي له شيئا، وأن هذا على الخصوص،هو الذي دفع به إلى طلب يدي للزواج،بمعنى أن له النية في إنجاب ورثة شرعيين من نسله،ثم أضاف بعد ذلك،بأني أعيش في فقر كبير،وبأنه ليس من المدهش أن اتعب،مادمت أعيش في هذا الكوخ الفقير؛ وقد تكهن لي بموت اكيد،على هذه الكيفية.
وأشار في معرض الملاحظة،إلى أن المنازل في بترسبورغ ملوثة موبوءة،وسألني فى الختام ،إن كنت اريد شيء ما. لقد صدمني اقتراحه وطلبه بشكل كبير،إلى حد أني أخدت ابكي و اجهش،دون أن أعرف سبب ذلك.اعتبر دموعي امتنانا واعترافا مني بنعمه ،فقال لي إنه مقتنع دائما باني بنت طيبة وحساسة ومتعلمة،لكنه لم يتخذ قراره مع ذلك في موضوع هذه الخطوة،إلابعد أن بحث عن سيرتي الحالية،بكيفية دقيقة و مفصلة.بعد ذلك سألني عنك،فقال إنه على معرفة بكل شيء بيننا،وأنك شخص ذو مبادئ نبيلة و خلوق ؛ وبأنه لايريد البقاء مدينا لك بشيءما،فسألني اخيرا إن كان مبلغ خمسمائة روبل كافيا لتعويض كل ما فعلته لأجلي.فقلت له إن ما فعلته من أجلي،لا تقدر أموال الدنيا كلها أن تعوضه.وقتها،رد علي قائلا إن كافة ماقلته هو من قبيل الغباء،ثم قال بعد ذلك بأنه يجب على ويتعين علي التفكير بوعي اكبر في اقتراحه، وبأنه قد يعد من غير المناسب،اتخاذ قرار حاسم في مسألة مثل هذه من الأهمية،بمجرد الاندفاع العشوائي وأكد أن الجنوح إلى الطيش و التهور يدفعان الشباب إلى الخسران و الضياع ؛ في حين أنه يريد بقوة أن يحظى مني بجواب فعال وإيجابي.
وفي حالة وقوع عكس ماكان يخطط له، وأنه ,سيكون على اضطرار إلى الزواج من تاجرة بموسكو،لأنه أقسم بأغلظ أيمانه،بأن يمنع إبن أخيه الوغد من الإرث، و خلف وراءه مبلغ خمسمائة روبل،أكرهني على قبوله لاشتري الحلوى،وأكد بأني لن ألبث، وأنا في الريف معه،أن أسمن مثل فطيرة محشوة،وبأني ساقيم في كنفه بهناء و رخاء ،ثم أنهى كلامه قائلا:"ولأن،أنا مشغول بشكل غير معقول ،بحيث إنني قد لا اقدر توفير الوقت مرة أخرى،إلا إذا استطعت ان استغل فرصة محدودة جدا تقع بين موعدين ضروريين". وعلى إثر ذلك الكلام، غادر.
لقد فكرت طويلا فيما بعد،يا صاحبي.تأملت في جلية الموضوع إلى مالا نهاية، وقد استقر رأيي على الزواج منه يا صاحبي،لأني رأيت أن من أوجب الواجبات ان ارضى باقتراحه.فإذا كان ثمة من مرء يقدر محو العار الذي التصق بي،ويجعلني انعم واحظى باسم يشرفني، ويبعدني عن الفقر،و و يمنع عني البؤس والحرمان،والشقاء فإنه سيكون هذا الإنسان.فماذا بودي أن أنتظر إذن،من المستقبل؟ماذا اقدر أن ألمس وأطلب من القدر كذلك تقول فيدورا بأن على الانسان أن يحسن استغلال الفرص،التي غايتها أن تحقق له السعادة.ماهي السعادة إذن،أنا لا ارى بالنسبة إلي على الأقل،أي منفذ غايته انقاذي من هذه الوضعية التي اغرق تحت ثقلها،فما العمل إذن؟ لقد هد الشغل حياتي، إن الوضع الذي رضيت به،لن يأخذ بي السعادة المطلقة او إلى الجنة بالتأكيد،إنما ما العمل ياصديقي؟ إن القرار الذي قلت لك عنه قرار نهائي،ليس فيه رجعة.
سأشعر به بوكيوف على وجه السرعة،لأنه ماانفك يستخبرني على الرد عليه بشكل نهائية.يقول إنه مضطرا إلى السفر،وأن أشغاله واعماله لا تنتظر، لمجرد أسباب سخيفة.على كل حال مصيري موضوع اليوم بين يدي المشيئة المقدسة الإلهية ،وقد قضي الأمر.لقد اخبرتك كل شيء،ياماكار ألكسييفتيش.أنا متأكدة ومتيقنة من أنك ستفهم حزني كله.لا تحاول أن تمنعني عن قراري.ستذهب جهودك ومحاولاتك كافة إلى الفشل،حاول بالأحرى أن تعتقد في دخيلة قلبك،جميع ما الم بي إلى اتخاذ هذا القرار.ترى ما الذي يخبئه لي المستقبل؟لست اعلم.ليكن وأنا سأفوض أمري لله!.. لقد وصل بويكوف ؛لذلك، أترك الرسالة من غير نهاية،لدي المزيد من المواضيع،التي أود أن أقول لك عنها.إن بوكيوف هنا! ف. د. : 23سبتمبر.
فارفارا ألكسييفنا،أميمتي، أنا الآن،أبادر إلى الرد على مكتوبك على وجه السرعة، ياأميمتي، وأبدأ بالقول بأني وقعت في هول الصدمة ،كل هذا أمر متناقض وغريب...بالأمس،وارينا جثمان غوركشوف التراب.أجل،يافارينكا.تصرف بوكيوف بنبل وشهامة.إنما في ما يخصك أنت وحسب،أتقبلين الزواج به بهذه السرعة! بالتأكيد،اعمارنا بيد الله.وكذلك ينبغي بشكل مهم أن يكون بمعنى مشئية الله نافدة،وإنها لارادته هنا،من دون شك،كما أن العناية الإلهية عميقة و عادلة من غير شك،ولا يمكن أن يعلم المرء كنهها؛ وكذلك مستقبلنا أيضا،هي مثل عنايته الكبرى.بويكوف يريد لك السعادة والفرح،وأنا متأكد من ذلك.من البدهي أنك ستكونين الآن هنيئة ياأميمتي،وبأنك تعيشين في اليسر و الفرح يا عزيزتي،لم انت متسرعة ؟ أجل،أنا اعلم،المشاغل...بوكيوف مشغول بالتأكيد،لكن من الذي يحيا في هذا العالم،ولاتشغله المشاغل إذن؟ من الممكن أن يكون بويكوف مشغولا، كالناس الثانيين ولقد ..رأيته خرج من عندك. إنه رجل محترم ووقورللغاية؛ وقد أذهب حد القول إنه مفرط في الوقار.إنما لا يكمن الموضوع في هذا وحسب،ثم إن فكري الآن قلق.هناك على خصوص هذا الموضوع: كيف نعمل الآن،لنكاتب بعضنا البعض؟وأنا،هل ساظل منذ الآن وحيدا؟ أجل ياملاكي الصغير،كماطلبت مني أنت بنفسك، لقد وازنت كل شيء في دخيلة فؤادي،وزنت كافة تلك الدواعي و الاسباب، التي حدثني عنها.
أنت على وشك السفر ياأميمتي، ولاشك أنه يلزمك القيام بمجموعة من المقتنيات والاعمال للاستعداد للسفر،بما في ذلك الأقمشة والأحذية؛ ولهذا تماما،أنا أعرف محلا موقعه في شارع غورهوفايا.من اللازم القيام بالكتير من المقتنيات،و ستحتاجين إلى عربة، وإلى طاقم من المعاونين.زيدي على ذلك أن الجو سيء جدا! انظري إذن إلى السماء،إنها تمطر بقوة،ويصاب قلبك بنزلة برد! عجبا! أنت التي تخافين من الغرباء،تقررين الذهاب؟! إنما من ذا الذي سيظل لي هنا،بالله عليك؟ !هل سأضطر إلى البقاء هنا ،وحدي؟أي ،نعم! أكدت لك فيدورا بأنك ستعلمين السعادة،هناك...لكن،ألا ما أقسى قلب تلك المرأة،التي تريد ضياعك! هل تحضرني موعد الصلاة هذا المساء،ياأميمتي؟ساجيء لاقابلك فقط،في موعد الصلاة.
صحيح جدا أنك فتاة متعلمة وذات مشاعر حساسة و أخلاق فاضلة ،لكن من الأفضل له في رايي،أن يتزوج من تلك التاجرة ! فماذا ترين أنت في هذا الموضوع،ياأميمتي؟ حري به أن يقع اختياره على تلك التاجرة،وأن يتزوجها إذن.في هذه الاوقات تنتظرين بويكوف،لكن ما أن يذهب،حتى....انتظري ياأميمتي،ساتي اليك هذا المساء... ماكارألكسييفتش. : 27سبتمبر. صديقي ماكار ألكسييفتش، يرى السيد بويكوف بأن علي بشكل مؤكد،أن أوفر ثلاث دزينات من القمصان المنسوجة من الجوخ الهولندي.اصبح يلزم علي إذن،أن أجد خياطتين بسرعة،كي أخيط الذرزيتين اللتين قلت لك عنهما،لأن ما تبقى لي من الزمن قليل جدا.سيتم زواجنا بعد خمسة أيام،و سنرتحل بعد ليلة العرس مباشرة.بالمناسبة :ليس لدينا ما يكفي من القماش المشبك والدانتيل ،وبذلك صار من الواجب علينا أيضا أن نقتني بأنفسنا من ذلك،لأن السيد بويكوف يقول إنه لا يرغب ابدا ،في رؤية زوجته تلبس رداءا أشبه ما يكون بلباس الطباخات،وبأن من المهم" إخراس أفواه جميع النساء المتزوجات من ملاكي الأراضي القريبة".لهذا أرجو منك ياماكار ألكسييفتش،أن تخرج للبحث بشارع غورهوفايا عن السيدة شيفون ،وأن تلتمس منها رجاء،أن ترسل لنا بخياطات إلى المنزل، وأن تتفضل هي الأخرى بقبول الدعوة إلى المجيء الينا ،أنا اليوم مريضة ،تعم فوضى عارمة في المنزل كله.
وبما أن السيد بويكوف لا يمكث معنا،فإن الخدم يتغيبون،بينما الخادم الخاص بالسيد بويكوف،الذي من واجبه أن يسيطر على كل شيء ،اختفى ولم يظهر منذ ثلاثة أيام،دون أن يبان له أي اثر.يأتي السيد بويكوف إلينا كل صباح،و يصرخ باستمرار غاضبا،وقد ذهب به الأمر أمس،إلى تعنيف المكلف بإدارة شؤون المنزل لدينا،مما تسبب له في بعض الشجارات مع الشرطة....ليس لدي أي شخص بمقدوره أن يأتيك بالرسالة،لذلك ارسلها اليك عبر البريد.أجل! كدت أنسى المهم،قل للسيدة شيفون أن من المهم تغير طبيعة ذلك القماش المشبك،بحيث تهتدي بالعينة التي لاقيناها يوم أمس.واطلب منها أن تمر على المنزل بنفسها،كي تقدم اختيارها بين يدي.قل لهاكذلك بأني غيرت رأي بما يخص الصدار،وأنه بات من الواجب عليها وشيه بالإبرة المعقوفة.آه كدت أنسى: إن الحرفين الأولين من أسمينا،اللذين يجب تثبيتهما على المناديل،يجب طرزهما باستخدام الطارة ؛فهل فهمت؟ يتعين طرز الحرفين باستخدام الطارة،وليس بالتقليب. ولاتنسى أني أريد فعلا يتم باستعمال الطارة ! هناك شيء آخر كدت أنساه: أوصها بأن تضع على اللفاعات عقدا من الخيط صغيرة، وأن تحيك الياقات بعد ذلك بالدانتيلا أو ببعض التزينات المتسعة،قل لها كل ذلك فضلا منك ،ياماكار ألكسييفتيش. ف.د. 28سبتمبر. السيد ماكار ألكسيفييتش! استحلفك ب الله أن تهرع بسرعة إلى تاجر المجوهرات والحلي.بلغه أن يعدل عن توشية الأقراط بالآلىء الزمرد.
السيد بويكوف يقول ان ذلك إفراطا في إبراز مظاهر الثراء و الغنى، ولأننا أوشكنا على الكساد.وقال إننا بمجرد كتب الكتاب ،سنسافر على فورا،وأن يكون هناك مدعوون،وأنه لا يجب أن أتوقع بأني سامرح و ارقص لأن حفلات نهاية السنة ليست قريبة.بهذه الكيفية يتحدث معي!والله وحده هو الذي يعرف ما اذا كنت أنا في حاجة إلى جميع هذه الأمور! إن السيد بويكوف هو الذي حرص بذاته على الإلحاح عليها،في البداية.أنا لا أجرؤ على الرد عليه،لأنه يغضب بسرعة !ترى ما الذي ستصبح عليه حال حياتي؟ ف.د. 28سبتمبر. عزيزتي فارفارا ألكسييفنا، أقول -وأقصد أن صانع المجوهرات يقول-إن كل شيء حسن؛ أما أنا فإني كنت ارغب أن أقول في مستهل هذه البرقية ،بأني تعبت،وصرت طريح الفراش.وكأن مرضي حدث اجبارا،ووقعت فيها الحاجة الملحة إلي.تبا لهذه المرضات!..كما يتعين علي،كذلك أن أشير إلى أن آخر ماطفح بها دهاق المصائب،هو أن صاحب المعالي قد أبدى اصرارا شديدا اليوم،من خلال مشهد الغضب الكبير الذي اع على إيمليان إيفانوفيتش؛فقد أخد معاليه في الزعيق و الصراخ إلى أن أخرت قواه،ولم يستطع الحزين أن يقوى في النهاية على أي شيء،لأن أنفاسه توقفت.
أريد أن أحدثك عن شيء ثاني،لأني لست في نهاية المطاف يا أميمتي،سوى إنسان غير متعلم و بسيط ،أكتب لك كل ما يهمني،ومن الممكن أن تجدي هذا غير مهم....... إذن؟ وماذا بعد؟ ماكار ألكسييفيتش. 29سبتمبر. عزيزتي فارفارا ألكسييفنا! لقد رايت اليوم فيدورا،يا عزيزتي،قالت لي بأن عقد القران سيتم في اليوم الاتي ،وأنكم ستغادورن البلدة بعد غد،وبأن السيد بويكوف اشتغل من قبل على توفير الاحصنة،لهذه المهمة.آه،أجل !هناك شيء آخر يجب علي أن أشير إليه:لقد فحصتها الفواتير الخاصة بمحل شارع غورهوفايا،فلم أجد أي خطأ يذكر،إنما وجدت بأن الاسعار مرتفعة جدا.فلماذا يتضايق منك السيد بويكوف إذن،ويوجه إليك اللوم؟ على كل حال،كوني هنيئة يا أميمتي. أجل،إني لأشعر بها كلما تصورتك هانئة.لكم أود لو أني اقدر بطيب خاطر مني ان اتي إلى الكنسية،لكني لا اقدر ياأميمتي،ولأني أشعر بوجع كبير جهة الكلى.أعود مرة ثانية إلى مسألة التراسل،التي تقض مضجعي وراحتي.
من سيتكلف ليوصل برقياتنا لبعضنا البعض،من الآن فصاعدا ياأميمتي،لقد كنت طيبة جدا مع فيدورا ياعزيزتي !لقد أحسنت صنعا، نعم،أحسنت صنعا، إنه الإحسان عظيم،وعمل جليل من أعمال الخير و البر،التي سيجازيك الله عنها.إن أعمال البر والإحسان لايضيع لها أجر،كما أن صنائع الفضيلة ستجازيها العدالة الإلهية بأجر غير منقطع،سواء في عاجل الأيام ام أجلها.أميمتي هناك الكتير من المواضيع التي اريد التكلم فيها اليك وقد أستطيع الكتابة إليك عنها في كل ساعة،ودقيقة، ودائما! لايزال لدي كتابك الذي يحمل عنوان:حكايات بييلكن.لكم أتمنى أن تتركي معي يا أميمتي،ليس لأن لي ارادة كبيرة في قراءته،ولكن لأن فصل الشتاء بات على الأبواب،ولسوف تكون الليالي طويلة،وقد أصاب بالسام،وربما سأكون بائسا؛لذلك،أرغب في تسليتي بقرائته.لقد خططت ياعزيزتي،أن أترك حجرتي الحالية،وأن أستقر في حجرتك القديمة،التي سأؤجرها من فيدورا.لن يفصلني عن هذه المرأة الشجاعة،أي شيء أبدا،منذ الآن فصاعدا.لقد زرت الشقة التي تركتها أمس ،كل شيء بقي في مكانه.ولاحظت أنك لففت إحدى رسائلي بخيط.كما لاقيت في درج من أدراج المنضدة على بعض الوثائق،التي كتب على إحداها هذه الجملة"السيد ماكار ألكسييفيتش، أنا على أهبة...."ولاشيءبعدها،بديهي أن شخص ما لم يدعك تكملين ،في المحل الأشد أهمية في المكتوب.وفي زاوية أخرى من الحجرة،رأيت وراء الستارة فراشك الصغير.....أواه،ياعزيزتي !الوداع،الآن،الى اللقاء.وأناشدك الله أن تردي على هذه الرسالةبكلمة منك،وأن لا تجعلني أنتظر. ماكار ألكسييفيتش. ]: 30سبتمبر.
عزيزي الغالي جدا ،ماكار ألكسييفيتش! انتهى الأمر،وتحدد المصير،مصيري! لا اعرف ما ستؤول إليه الظروف،لكني أخضع بمشيئة الرب، سنغادر غدا.للمرة النهائية،أقول لك هنا: الوداع،يا صاحبي العزيز،يا من بقي يحسن إلي،يا أيها الصاحب الذي لا تقدر محبته بأي ثمن!لا تحزن بسببي بعد الرحيل،وعيش سعيدا،فقط ،تذكرني؛ولتحط بك الرعاية الإلهية! سأفكر فيك كثيرا،كثيرا جدا،وسأذكرك في دعائي.ها قد انتهت مرحلة من مراحل عمري.لا أحمل معي الكتير من الذكريات الرائعة،التي من شأنها أن تعزيني في حياتي الاخرى،ستكون ذكراك،وكل ما عملته لي ،أثمن وأعذب ذكرى في حياتي الحديثة، ولن تزيد ذكراك في بؤبؤ القلب إلا اتساعا و رسوخا .
أنت صديقي الوحيد الذى اعرفه ،والإنسان الذي أحبني، هنا.لقد بقي يسعدك، ويملأ قلبك بالسرور، مجرد ابتسامة واحدة مني،وسطر واحد مما اخطه ! ولقد حان الوقت الآن،الذي اصبح من اللازم عليك فيه أن تتعود على رحيلي.فما الذي ستفعله بعد الآن ،بحياتك المتبقية للوحدة؟ من سيعتني بك يا صاحبي الغالي والوحيد؟ أترك لك كتابي، والمنظمة التي كنت استخدمها للخياطة والتطريز،المكتوب الذي بداته ،ولم أنهها.لسوف يكون باستطاعتك،أن تنهيها في قرار ذاتك،بإضافة جميع ما تريد قراءته.إن جميع رسائلك قد بقيت في حجرة فيدورا، بالدرج العلوي.قلت لي إنك متعب،إلا أن السيد بويكوف لايردني اليوم ان اذهب إلى أي مكان.
سأكتب إليك يا صديقي وهذا قسم مني؛ إلا أن الله وحده هو الذي يعلم مابإمكانه أن يصير.وإلى هذا الحد أقول لك الى اللقاء،يا صديقي،الوداع وإلى الأبد!...أواه! ماأشد الآن ارادتي الآن في تقبيلك!الوداع يا صاحبي ،الوداع.عش سعيدا هنيا ، واعتني بنفسك كثيرا.سأدعو لك في صلواتي، دائما وابدا!أوله!لكن أنا بائسة محطمة جدا في هذه اللحظة! ما أشد هذا الثقل الذي يضغط على روحي! إن السيد بويكوف ينادي علي. صديقتك الأبدية،التي تكن لك المحبة و العطف الدائمين. ف.د
النهاية
ردحذفاسمي السيد محمد، أنا هنا للإدلاء بشهادتي على هوني حصلت على قرض بلدي من armani_investors بعد أن طبقت عدة مرات من مختلف المقرضين القرض. كنت في حاجة إلى قرض عاجل لبدء الأعمال التجارية وتطبيقها من مختلف المقرضين الرهن العقاري الذين وعدوا للمساعدة لكنها لم تعطني الرهن العقاري.وبالتالي صديق لي أعرض لي لأرماني المستثمرون الذين وعدوا لمساعدتي بل فعل كما وعد دون أي شكل من أشكال التأخير.أنا لم أفكر أن هناك لا تزال المقرضين الرهن العقاري موثوق بها حتى التقيت أرماني المستثمرين، الذين ساعدوا فعلا مع الرهن العقاري وغيرت رأيي. أنا لا أعرف إذا كنت في أي وسيلة في حاجة إلى الرهن العقاري الحقيقي والعاجل، لا تتردد في الاتصال، أرماني المستثمرون عن طريق البريد الإلكتروني للشركة: armani_investors2009@hotmail.com
اسمي ماسوندو أنجيلا من جنوب إفريقيا. لا يمكنك تصديق ما حصلت عليه للتو ، قرض بقيمة 60،000 دولار. لقد كنت أبحث عن قرض لمدة 2 سنوات الماضية حتى أحيل إلى المقرض الشرعي. على الرغم من أنه ليس من السهل الموافقة على القرض الخاص بي ، كما تعلمون ، لا شيء جيد يأتي بسهولة. لكنني حصلت على القرض في غضون 24 ساعة حصلت على القرض ، وقبل أن أعرف ذلك ، تم تحويل القرض إلي. يرجى الأصدقاء ، لا تدع أي شخص يخدعك ويخدعك لأن هذا حقيقي. الاتصال بهم عبر البريد الإلكتروني: AbdulHusseinloanfirm00@hotmail.com
ردحذفاسم الشركة: السيد عبد الحسين
اتصل بـ WhatsApp: +234811818534
مرحباً إلى جميع أنحاء العالم ، أنا أحمد ، من المملكة العربية السعودية المدينة ربوة
ردحذفمحكمة مقاطعة الاستئناف ، كنت عالقا في وضع مالي وأنا
بحاجة إلى إعادة تمويل ودفع فواتيري. حاولت البحث عن قروض من مختلف
شركات القروض الخاصة والشركات على حد سواء ولكن أبدا مع النجاح ، ومعظم
رفضت البنوك بلدي الائتمان ، لا تقع ضحية لتلك القتلة هناك
ندعو لهم المال الذاتي المقرض انهم جميعا الفضيحة ، كل ما يريدون هو أموالك
ولن تسمع منهم مرة أخرى قاموا به لي مرتين من قبل
أنا ألتقي شركة استثمار قرض القرش إيزي الجزء الأكثر إثارة للاهتمام من ذلك
هو أن القرض الخاص بي تم تحويله لي في غضون 48 ساعة لذا سوف أنصحك
اتصل eazy القرش إذا كنت ترغب في الحصول على قرض يمكنك الاتصال
عبر البريد الإلكتروني (eazysharkloan247@gmail.com)
يطبق عرض القرض العاجل والموثوق به الآن.
ردحذفmurphybrooks001@gmail.com)
هل تبحث عن قرض تجاري؟ القرض الشخصي ، قرض الرهن العقاري ، قرض الرهن العقاري ، تمرين الطلاب ، قرض توحيد الديون ، القروض غير المضمونة ، رأس المال الاستثماري ، الخ. هل تم رفضك من قبل بنك أو مؤسسة مالية لأي سبب من الأسباب؟ نحن من المقرضين الخاصين الذين يقدمون القروض للشركات والأفراد مع معدل فائدة منخفض ومعقول بنسبة 2 ٪. إذا كنت ترغب في الحصول على قرض؟ اتصل بنا اليوم على (murphybrooks001@gmail.com) واحصل على قرضك اليوم.
قرض عاجل العرض ، طلب الآن إذا كنت بحاجة إلى المال عاجل لعملك.
هل تحتاج إلى قرض عاجل ومساعدة مالية أخرى؟
قرض بجميع أنواع القروض بواقع 2٪ (2٪). ارسل لنا بريد الكتروني الآن
عبر: murphybrooks001@gmail.com مع المعلومات التالية إذا
أنت بحاجة إلى قرض عاجل ، هذا مضمون 100٪ ©.
الاسم الكامل:
سنوات:
رقم الهاتف:
بلد:
الاحتلال:
مبلغ القرض
مدة القرض
الغرض من القرض:
الدخل الشهري:
الاتصال بمكتبنا مع البريد الإلكتروني أدناه البريد الإلكتروني: murphybrooks001@gmail.com
مع تحياتي،
ميرفي بروكس القروض.
شهادة على كيفية الحصول على قرض من المقرض العقاري عبر الإنترنت الحقيقي 2018
ردحذفتحية للجميع
هذه هي الطريقة التي حصلت بها على قرض من بنك قروض عبقرية
تجربة ممتازة مع هذا القرض وكالة على الانترنت ولكن لا أشعر أن به
جيد أن نعلمك أين وكيف حصلت على طفلي المالي
أنا السيدة كارولينا راسل ، في وقت سابق من هذا العام ، كنت أواجه
الأزمة المالية كانت أعمالي منخفضة لدرجة أنني اضطررت لبيع سيارتي حتى أتمكن من ذلك
دفع عمالي وإيقاف فواتري حتى يوم واحد ، كنت مشغول التحقق
الاعلان على الانترنت وجدت شركة وقررت أن محاولة ، قررت أن تأخذ
خطوة جريئة وأخبرتني الشركة بأنني سأحصل على قرضي في 24
ساعات مع انخفاض سعر الفائدة 3 ٪ ، كان مثل حلم بالنسبة لي كما في الساعات 12-24 القادمة ، تلقيت
قراري من السيد باتريك اليوم أنا امرأة سعيدة لأن حلمي جاء أخيراً ، لقد دفعت لي
فواتير ، زيادة عملي وأبقى رأسي فوق الماء وأنا سعيدة للغاية لأنها تقدم الأعمال
قرض وكل أنواع القروض وأنا المشورة الجميع من أنت الذي يغرق ماليا أو بحاجة إلى قرض
الاتصال بالسيد باتريك مايكل على هذا البريد الإلكتروني: (Patrickloans15@gmail.com)
إذا كنت في أي وضع مالي فهو قادر على مساعدتك لأنه ساعدني في الحصول على قرض جيني
السيد باتريك هو مقرض قرض جيد وموثوق به
إذا كنت هناك تبحث عن قرض هنا تأتي فرصة جيدة بالنسبة لك لتقديم طلب عاجل وتكون ناجحة.
تطبق بسرعة معهم اليوم والحصول على قرضك دون أي خسارة
Patrick Loans Ltd هي شركة معتمدة وموثوقة للقروض وسوف تدلي بشهادته
كل الشكر للسيد باتريك ، الذي ساعدني في حل مشكلتي المالية
مرة أخرى ، التقديم معهم عبر هذا البريد الإلكتروني: PATRICKLOANS15@GMAIL.COM
مرحبا ، يوم جيد للجميع يقرأ هذا ،
ردحذفشهادة كيف حصلت على قرضي من شركة قروض وأوراق مالية موثوق بها
أنا كروز أنابيل بالاسم من جنوب أفريقيا. أود أن أشكر السيد إيليا الذي ساعدني في الحصول على قرض. خلال الأشهر الخمسة الماضية ، كنت أبحث عن قرض لتسوية ديوني ، فكل شخص قابلته خدع وأخذ أموالي حتى قابلت السيد إيليا في النهاية. كان قادرًا على إعطائي قرضًا بقيمة 65،000.00 يورو يمكنه مساعدتك أيضًا. وقد ساعد أيضا بعض الزملاء الآخرين لي. إذا كنت بحاجة إلى أي مساعدة مالية ، فيرجى الاتصال بشركته عبر البريد الإلكتروني: {loancreditinstitutions@gmail.com} ، وأعتقد أنه يمكنه مساعدتك. اتصل به للحصول على المساعدة كما ساعدني. لا يعلم أنني أقوم بذلك عن طريق نشر حسن نيته تجاهي ، لكنني أشعر أنه ينبغي علي مشاركتها معكم جميعًا لتحرير نفسك من المحتالين ، يرجى الحذر من المنتحلين والاتصال بشركة القروض المناسبة. فيما يلي كلمات التشجيع لهؤلاء الذين يسعون للحصول على مقرض قرض خاص شرعي وصادق. عبر البريد الإلكتروني: loancreditinstitutions@gmail.com أو WhatsApp: +2349035555247
مرحبا ، يوم جيد للجميع يقرأ هذا ،
ردحذفشهادة كيف حصلت على قرضي من شركة قروض وأوراق مالية موثوق بها
أنا كروز أنابيل بالاسم من جنوب أفريقيا. أود أن أشكر السيد إيليا الذي ساعدني في الحصول على قرض. خلال الأشهر الخمسة الماضية ، كنت أبحث عن قرض لتسوية ديوني ، فكل شخص قابلته خدع وأخذ أموالي حتى قابلت السيد إيليا في النهاية. كان قادرًا على إعطائي قرضًا بقيمة 65،000.00 يورو يمكنه مساعدتك أيضًا. وقد ساعد أيضا بعض الزملاء الآخرين لي. إذا كنت بحاجة إلى أي مساعدة مالية ، فيرجى الاتصال بشركته عبر البريد الإلكتروني: {loancreditinstitutions@gmail.com} ، وأعتقد أنه يمكنه مساعدتك. اتصل به للحصول على المساعدة كما ساعدني. لا يعلم أنني أقوم بذلك عن طريق نشر حسن نيته تجاهي ، لكنني أشعر أنه ينبغي علي مشاركتها معكم جميعًا لتحرير نفسك من المحتالين ، يرجى الحذر من المنتحلين والاتصال بشركة القروض المناسبة. فيما يلي كلمات التشجيع لهؤلاء الذين يسعون للحصول على مقرض قرض خاص شرعي وصادق. عبر البريد الإلكتروني: loancreditinstitutions@gmail.com أو WhatsApp: +2349035555247