القائمة الرئيسية

الصفحات

تلخيص رواية انتقام العداله - اجاثا كريستى اعداد واشراف رجاء حمدان

تلخيص رواية

إنتقام العدالة - أجاثا كريستى

إعداد وإشراف - رجاء حمدان




كانت الآنسة جين ماربل تقرأ الجريدة وكان أكثر ما يهمها في الجريدة صفحة المواليد و الوفيات وتهانى الزواج، مرت بنظرها على الصفحة المفضلة لديها وقالت في سرها: ليس هناك شيء ما يثير اهتمامي سوى أنباء الوفيات انه شيء محزن ثم بدات في قراءة اسماء المتوفين حتى انتهت الى اسم رافيل . . وقالت في سرها: انه اسم يبدو انى قد سمعت به من قبل .. وسأتذكر صاحبه بالتاكيد، ثم انهت قراءة الجريدة ونظرت الى الحديقة التي طالما اشتغلت بها ونظمتها ورتبتها، وبعدها اخرجت سترة صوف لطفل صغير ينقصه الكمان كانت تحيكه لونه وردى وراحت تخيط بأبرتها وتقول بماذا يذكرني الصوف الوردي .. ؟ .. نعم .. نعم انه يذكرني بذلك الاسم الذي قرأته في الجريدة .


 صوف وردي .شمس مشرقة. و شاطئ رملي وبحر ازرق .. .. .. والسيد رافيل.. طبعا طبعا لقد تذكرت الآن، كان ذلك في الشهر السادس من السنة في جزيرة سان أونوريه بالبحر الكاريبي .. خلال الرحلة الجميلة التي نظمها ريموند ابن أخي. فقد تعرفت في تلك الرحلة الجميلة الى السيد رافيل الذي كان يعرف حاله انه سوف يتوفى فقد اخبرها بذلك بنفسه لقد عاش اكثر مما توقعه الاطباء له، وتعرفت فى ذلك الوقت الى مساعدته إستر والترز و معاونه المدعو جاكسون. كانت تتمشي في حديقتها المنزلية حين شاهدت امرأة تدعى بارتليت من خلف الشجر الذي يفصل الحديقة عن الطريق الرئيسي وكانت تلك المرأة قد أوكلتها السيدة هانستنجز العناية بالحديقة والتى لم تكن الانسة ماربل تعلم الى ذلك الوقت من تكون هي السيدة هانستنجز . 


 بعد مضى اسبوع وصل الى الانسة ماربل البريد و كان عبارة عن ثلاث برقيات رسالتان هما عبارة عن ايصالات و فواتير ، اما الثالثة والتي كانت ذا اهمية واثارت انتباهها فقد كانت تحمل طابعا بريد لندن، فتحتها و اخذت تقرا كان في اعلاها اسماء (برودريب و شوستر) محاميان ومسجلان عقود، و قالا انهما محاميان رافيل وانهما يرغبان في لقائها في الخميس المقبل . 


 ذهبت لرؤية المحاميان، فسألها المحاميان ان كانت تعلم او أخبرت عن موت السيد رافيل فقالت انها قابلته منذ اكثر من سنة في رحلة الى جزر الهند الغربية كان في رحلة علاج ، فقال لها المحاميان ان السيد رافيل قد اوصى لها قبل وفاته بمبلغ عشرون الفا من الجنيهات ولكن لن تأخذهم الا بعد عام ، على شرط ان ترضى بما سيعرضه عليها، وقدما لها مكتوبا، قراته الانسة ماربل بكل عمق مرة واثنتين وثلاثة ثم قالت : الا يوجد اي تفاصيل اخرى؟ فقال لها المحامي برودريب لا لايوجد .


 وبعد زمن من التامل قبلت الانسة ماربل بالمهمة. سألها المحامي ان كان لها علاقات واهتمامات بالتحقيق بالجرائم؟ فقالت له انها لم يكن لها علاقة رسمية ولكنها تشاركت مع السيد رافيل في امر جريمة معقدة عندما كانا وقتها سائحين في جزر الهند الغربية، فقالت ان قوة ملاحظتي و قوة شخصية السيد رافيل اجتمعتا معا و كنا الحائل لعدم وقوع جريمة قتل. وأكدت لهم انها لا تعرفه معرفة كبيرة وافية وانما كانت حينها فقط علاقة زمالة في رحلة سياحية الى بلد غريب لذلك هي لا تعلم شيئا عن احد من اهل السيد رافيل الا انها التقت ب معاونته الانسة إستر والترز، فقال لها المحامى القانوني: ان السيد رافيل اوصى لمعاونته والترز بمبلغ خمسين الفا من الجنيهات، و قد تزوجت واسمها السيدة أندرسون، بعد ان كانت ارملة ولها ابنة وحيدة . 


 جلست الانسة ماربل مساءا قرب الموقد و فتحت الرسالة وقراتها مرات ومرات كثيرة مرة قرأتها بصوت خفيض ومرة ثانية قرأتها بصوت عالي، كان مفادها ( الى الآنسة ماربل ببلدة سانت ماري ميد: سوف يصل لك هذا المكتوب بعد موتي، عن طريق محامي اسمه السيد جيمس برودريب المسؤول عن المشكلات القانونية في حياتي وهو رجل محترم و صادق جدير بالثقة ولكنه مخلوق كسائر الناس و فضولي بالطبع. ولم أشأ ان اشبع فضوله . . فإنني اريد لهذا الامر ان يبقى بيني وبينك سرا ان كلمة السر بيننا يا انسة ماربل هي (عدالة السماء) ولا أعتقد انك نسيتي المكان او الظروف التي قلتي فيها هذه الكلمة للمرة الاولى . لقد اكتشفت خلال حياتي العملية السمة التي يجب ان يتميزبها الشخص الذي اريد استخدامه.. فالحاسة السادسة التى يجب ان يتمتع بها الشخص الموهوب يجب ان تكون به وهي الموهبة الطبيعية لأداء عمل معين، وانت يا انسة ماربل قد لمست بك ان لديك الحاسة السادسة بالنسبة للعدالة، أي الحاسة السادسة للجرائم .. واريدك ان تحققي بجريمة خاصة . وقد رصدت مبلغا من النقود ستكون من حقك اذا رضيت بهذه المهمة ونجحت في حلها خلال عام. (رافيل) 


 قرأت الانسة ماربل الرسالة بتمعن ثلاث مرات ثم تركته وذهبت تفكر في محتواها لكنها لاحظت انه لم يذكرأى تفاصيل محددة، وظنت ان السيد برودريب سوف يدلي لها بهذه المعلومات.. لكنها موقنة بان ذلك لن يحدث لأنه لا يتوافق مع خطة السيد رافيل الذى لايريد ان يطلعه على الامر ويشبع فضوله ولكن لماذا كان يريدها ان تدخل في موضوع لا تعلم عنه شيئا؟ مما لا شك به ان الرجل تعمد ان يضعها امام لغز غريب مدهش وراحت بذاكرتها الى الفترة القصيرة التي لاقته فيها حتى يتسنى لها معرفة شيء يضعها على بداية الطريق.  

لاحظت فجأة انها تفكر وكأنها رضيت بالمهمة بصفة نهائية فقالت لنفسها مرة ثانية بصوت مرتفع وهي تنظر امامها: انني اوقن بخلود الروح .. وانا لا اعرف اين انت الان يا سيد رافيل ولكنني مؤمنة بأنك في مكان ما وسوف افعل اقصى جهدي لتحقيق رغباتك. بعد ثلاثة ايام مضت على التفكير كتبت الانسة ماربل الى السيد برودريب كالتالي: عزيزي السيد برودريب: لقد فكرت في الامر و قبلت اقتراح السيد رافيل و سافعل اقصى جهدي لتحقيق رغباته رغم انني لست موقنة من النجاح. والحقيقة انه كيف بإستطاعتى ان انجح وانا لا اجد في مكتوبه ايه تعليمات.. ؟ فإذا كان لديك اي مكاتيب اخرى تتضمن تفاصيل او معلومات جديدة او ايضاحات فانني اكون راضية ان بعثتها الي. 
انني افترض ان السيد رافيل كان ينعم بكامل قواه العقلية قبل ان يموت و اظن من حقي ان اسأل: هل كانت في حياة السيد رافيل العملية او الخاصة قضية او مسالة جنائية تثير اهتمامه؟ وهل عبر لك مرة عن غضبه او خوفه من سوء تطبيق العدالة في مسالة ما..؟ وهل تعرض احد اقاربه او معارفه للمتاعب او كان ضحية لشيء ظالم؟ اناموقنة بانك ستدرك الاسباب التي تحملني على طرح  الاسئلة الكثيرة وربما السيد رافيل توقع بذاته ان اسالها . جلس المحامي برودريب وشريكه المحامي شوستر يتلوان المكتوب ويتنقشان حول كلام الانسه ماربل، ولان الانسة ماربل قبلت المهمة اعتقد المحاميان انها تعلم شيئا عن الموضوع، و اعتقدا ايضا انه ربما السيد رافيل اراد ان يمزح مع الانسة ماربل بتوكيلها فى هذه القضية ، لكنه لم يكن من الطراز الذي يسخرويمزح من الناس، ثم قال المحامي شوستر ان كان السيد رافيل قد ترك معلومات مختومة فقال له المحاميبرودريب: ان السيد رافيل كان يؤمن باخلاصه له واحترامه لاخلاق المحاماه لذلك لن تكون هناك اي اوامر او تعليمات مختومة الا في ظروف خاصة ولن تطرأ هذه الظروف. كان المحاميان اسعد حظا من الانسة ماربل ف كان لكل منها ما يفعلناه طوال النهار اما هي فلم يكن لها عمل سوى ان تحيك بأبرتها ، كانت الانسة ماربل تتحين الاوقات وتخرج احيانا في مشاوير قصيرة، وبينما كانت تسير في أحدى طلعاتها سألت وصيفتها شيري: هل تعلمين عن سيدة سكنت في البيت الجديد تدعى السيدة هاستنجز؟ وسيدة اخرى تشتغل معها اسمها الانسة بارتليت.. ؟ قالت شيري: هل تقصدين ذلك المنزل القابع على اطراف البلدة الذي اعيد طلائه، ان سكانه جدد وانا لا اعرف اسمائهم، فما الذى تريدين ان تعلميه عنهم؟ سألت الانسة ماربل: هل ثمة علاقة بين السيدتين؟ فقالت لها شري: اظن انهما مجرد صديقتين. كانت الانسة ماربل تفكر ثم فجأة طلبت ورقة و قلم وكتبت برقية الى الآنسة بريسكوت شقيقة القس الذي قابلته اثناء نزهتها الى جزيرة سان اونريه، وكانت الرسالة كالتالي: عزيزتي الآنسة بريسكوت.. لعلك مازلت تذكرينني.. فانني رايت شقيقك في جزيرة سان اونوريه، ارجوا ان لا يكون القس العزيز يعاني كثيرا من ضيق التنفس بسبب برد الشتاء الفائت .انني اكتب اليك حتى اسال عن عنوان إستر والترز المعاونة الخاصة للسيد رافيل.لقد أعطتني عنوانها لكنني نسيته للاسف و رغبت ان اكتب لها عن تفاصيل خاصة بزراعة الزهور كانت قد سالتني عنها. 
وعلمت بطريقة غير مباشرة انها تزوجت مرة ثانية لكن الشخص الذي قال لي ذلك ليس متأكد من هذا النبأ . اطيب الامنيات لأخيك القس ولك. 

 بعد ان ارسلت الانسة ماربل هذه البرقية و شعرت بالارتياح وقالت في ذاتها :انها مجرد محاولة قد تثمر وقد لا تثمر، ولكنها البداية بلا شك . وجاء رد الانسة بريسكوت كما يلي: انا ايضا سمعت من احدى صديقاتى عن زواج إستر والترز بطريق غير مباشر .. قالت لي احدى صاحباتيئ انها قرات الخبر وان اسمها بعد الزواج صار السيدة اندرسون.. وهي تقيم في ونسلو لودج قريبا من مدينة ألتون ، طلب منى شقيقي ان ابلغك تحياته.. مما يؤسف حقا بعد المسافة بيننا فنحن نسكن في شمال انجلترا وانت تسكنين في جنوب لندن ولكنني ارجو ان نرى بعضنا في مناسبة ما في المستقبل العاجل. (جوان بريسكوت)

 سجلت الانسة ماربل العنوان وأخذت تقول لنفسها ،هل اكتب لها لاعلمها بزيارتي، ام الافضل ان اترك الامر للقدر ، لا إننى أفضل ترك الامر للظروف فهي ربما لا تحبني و تكرهني بسبب انني خربت عليها زواجها مع أنني بذلك انقذت حياتها فقد كادت تتزوج مجرما في اليوم التالي طلبت الانسة ماربل سيارة تاكسي كي تذهب لتناول طعام الغداء في هازملير و لترى شخص ما بالصدفة البحتة، وطلبت من وصيفتها شيري ان تتكلم مع السيدة انرسون وتسأل هل رجعت الى المنزل ومتى ستعود وتطلب منها وقتا لملاقاتها في الاسبوع الاتي للقاء السيد برودريب في مكتبه بلندن. اتصلت شيرى بالسيدة والترز فلاقتها قد خرجت للتسوق وانها سترجع للبيت بعد الظهر ولن تذهب بعد ذلك لاي مكان، قالت الانسة ماربل ان هذا يسهل الامور. 

 خرجت من البيت و رات صدفة السيدة والترز وقالت: اه سيدة والترز .. لا بد انك السيدة والترز، انا جين ماربل التي رايتك في الرحلة الممتعة الى جزيرة سان اونوريه من الجيد والمفرح حقا ملاقاة صديقا قديما ، انني مدعوة لتناول طعام الغداء عند بعض الاصدقاء ، هل ستكونين في منزلك بعد ظهر اليوم كي اراك ونتجاذب اطراف الحديث، قالت إستر والترز بالطبع طبعا سوف تلاقينني في انتظارك في اي وقت بعد الثالثة، ثم راحت وهي تقول اه انها جين ماربل اعتقدت انها ماتت منذ زمن طويل. في الرابعة والنصف تماما راحت الانسة ماربل لمنزل إستر والترز و تجاذبتا اطراف الحديث عن اخبار بعضهما البعض فقالت ايستر والترز التي صار اسمها السيدة اندرسون بعد ان تزوجت منذ اربع او خمسة شهور من السيد اندرسون وهو اصغر عمرا منها ، ثم اتى الكلام عن نبا موت السيد رافل فقالت استر : انه في بداية عملها مع السيد رافيل قال لها انه سيخصص لها راتبا ضخما وانهيتوجب عليها ان تحفظ جزء منه للادخار ولا تنتظر منحة اخرى، سألت الانسة ماربل هل تعلمين عن احد من اقاربه ؟ قالت السيدة اندرسون : انه غني جدا والناس عندما تعرف ذلك لا ترغب في معرفة شيء اخر الانسه ماربل: وماذا عن عائلته و زوجته؟ فقالت اندرسون : ان السيد رافيل كانت له زوجه اصغر منه لكنها توفيت بالسرطان وكان له بنتان وولد ، تزوجت احدى ابنتيه و عاشت في امريكا بينما ماتت الاخرى وهى طفلة والابن لم يقل أو يخبر عنه شيء، لكني اعلم انه كان متورطا بانتقام او شيء من هذا القبيل و مات منذ سنين سيطر التفكير على الانسة ماربل وراء الاسباب التى جعلت من السيد رافل يعطيها هذه المهمة المبهمة ...ربما لأنها فضولية وترغب في معرفة الكثير وكثيرة الاسئلة؟ ..ثم اضناها واتعبها التفكير فهزت كتفيها وقالت بصوت عالي الحق انك رجل صعب يا سيد رافيل .. لقد فعلت كل ما اقدر عليه. ويجب ان اترك لك الموضوع. 


 بعد ثلاث ايام استلمت برقية من السيد رافيل تقول : عزيزتي الانسة ماربل سوف تستلمين هذه البرقية بعد ان اكون قد توفيت و ذهبت الى مثواي الاخير ويكون محامى قد عرض عليك امرا واتمنى ان القبول كان ردك ، ان كان مكتب البريد وكذلك المحامي قد فعلا ما طلبته منهما فان هذه البرقية ستصلك في الحادي عشر من الشهر ،وسوف تصلك رسالة اخرى من احدى مؤسسات السياحة اللندنية متضمنة عرضا جويا اتمنى ان يعجبك و يكون على هواك. لن اقول اكثر من ذلك لكني ارغب ان تواجهي الموضوع بفكرك الحكيم ، وارجوا ان يصاحبك ملاكك الحارس. المخلص (ج. رافيل) 

 وبعد يومين وصلت البرقية الأخرى من مؤسسة الحدائق و القصور المعروفة في انجلتراتخبرها بالرحلة وان مدة الرحلة ستكون بين اسبوعين وثلاثة اسابيع وهي تبدأ من صباح يوم الخميس الموافق 17 الحالي أعدت الآنسة ماربل امتعتها الخاصة و صعدالجميع الى الحافلة الفخمة التي ما لبثت ان شقت طريقها بسرعة الى خارج لندن.. وزع كتيب فيه اسماء المشاركين بالرحلة والبرامج اليومية للرحلات والبيانات الخاصة بالفنادق والاطعمة على المشتركين بالرحلة، جلست الانسة ماربل تقراه فى الكتيب ، ثم قرأت قائمة الاسماء كالتالي: السيدة بورتر الانسة جانا كروفورد الانسة لوملي الانسة كوك الأستاذ وانستيد الكولينول ووكر وزوجته السيد ريتشارد جيمسون الانسة إليزابيث تمبل الانسة بنتهام السيد كاسبار الانسة باروا الانسة جين ماربل أخذت الانسة ماربل تنظر اليهم واحدا واحدا بينما هم كانوا ايضا ينظرون الى بعضهم البعض، لكن ليس من بينهم من يعطيها اهتماما خاصا. كان يوجد بين المسافرين اربع سيدات كبيرات في السن ، اثنتان منهم تسافران معا كلتاهما في السبعين من عمرهما، من النوع الذي يتذمر ويستمر بالشكوى، والعجوزتين الثانيتين كانتا في نحو الستين من العمر احداهما انيقة و كانها من سيدات المجتمع الراقي وتتكلم بصوت عالي ولهجة آمر،معها فتاة في الثامنة عشرة من العمر ،وكانت الفتاة تناديها بالعمة جيرالدين. وعلى يمينها كان رجلان الاول الاستاذ وانستيد والثاني السيد كاسبار، كانا يتكلمان ويتناقشان بحماس . وكانت مقابلهما سيدة في الستين او اكثر يبدوا عليها الوقار كأنها احدى عميدات جامعة اوكسفورد. 

 وكان ايضا رجل امريكي حسن الخلق ومعه زوجته كثيرة الكلام ، ورجل في نحو الخمسين من العمر كأنه ضابط متقاعد اختارت لهما اسم من اسماء الكتيب الذى بين يديها الكولينول ووكر و زوجته ، وفي الكرسي القابع ورائها كان هناك رجل هزيل في الثلاثين وتدل مصطلحاته على انه مهندس، في الكراسي الامامية سيدتان في منتصف العمر احداهن سمراء نحيفة والاخرى شقراء ممتلئة الجسم اعتقدت الانسة ماربل انها لمحتها في مكان ما من قبل و لكنها لاتعلم متى او اين، وهناك ايضا مراهقا في التاسعة عشر من العمر وكان يبدي اهتماما للفتاة التي بصحبة العمة جير الدين و البنت تقابله نفس الاهتمام. كان مجموع عدد الركاب بدونها هي والسيدة ساندبورون خمسة عشر راكبا ولما كانت قد بعثت في هذه الرحلة على وجه الخصوص فلا بد ان يكون لواحد على الأقل من هؤلاء الناس اهمية خاصة اما لديه معلومات او صلة بالقانون او باحدى القضايا او لانه مجرم او ينوي القيام بجريمة. 

كل شيء ممكن مع السيد رافيل.. بعد مدة قصير استطاعت ان تعلم وتتعرف على اسماء الركاب كلهم : كان الرجل ذو الحاجبين الغليظين هو الاستاذ وانستيد ،و صديقة السيد كاسبار، والعمة جير الدين هي السيدة بورتر، اما الشابة التي ترافقها هي ابنة اخيها جوانا كروفورد، اما المراهق ذو التسعة عشرة سنة فهو املين برايس، اما السيدتان الكبيرتان بالسن فهما الانسة لوملي والانسة بنتهام وهما تسكنان في سومرست، اما السيدتان المتوسطتان بالعمر فاحداهما الانسة كوك والاخرى الانسة بارو، اما الانسة كوك هي من اعتقدت الانسة ماربل انها لمحتها في مكان ما، و احست الانسة ماربل انها كلما تقربت خطوة من الانسة كوك والانسة بارو ابتعدوا خطوة هم بدورهم عنها. 
و عرفت الانسة ماربل ان السيدة الجميبة و الانيقة هي اليزابيث تمبل وقد كانت تشتغل كمديره لأحدى مدارس الفتيات المشهورة ثم تقاعدت اما المهندس هو ريتشارد جيمسون. ذهبت الانسه ماربل الى سريرها وقبل ان تنام حاولت تقيمهم لكنها نامت وهي تفكر، وحلمت بحاجبي السيد وانستيد الغليظين فجفلت من حلمها وفكرت ان لهذا الحلم علاقة بالجريمة لكنها لم تجد له علاقة بها، وبقيت تفكر وتفكر الى أن تركها النوم ، وقالت لنفسها: ان السيد رافيل قبل وفاته خطط لها هذه الرحلة رقم 37 الى الحدائق و القصور التاريخية ، ترى هل لهذه المهمه التى كلفها بها صلة باحدى القصور والحدائق؟ او احد ما كان ضحية في جريمة قتل.. او ربما كان هو نفسه مجرما.. وهنا توقفت الانسة ماربل عن كتابة الملاحظات و التفكير. في اليوم التالي زاروا قصرا يرجع تاريخه الى زمن الملكة والتى تعود قصته الى انه كانت مالكة هذا القصر لها حبيب يتسلل الى القصر ثم الى حجرتها من خلال ابواب خفية في غياب زوجها السيد ريتشارد موفات حيث كان في مسافرا الى هولندا لكنه في يوم رجع فجاة و امسكهما بالجرم المشهود ، ثم وجدت جثتها في الحجرة .

 بعد ذلك خرجت الانسة ماربل و تبعت بالانسة كوك و الانسة بارو، كانت تريد معرفة من تكون الانسة كوك لانها احست انها لمحتها من قبل لكن لا تعرف اين لذلك تكلمت معهن وحاولت ان تحدق في الانسة كوك بامعان لكنها لم تستطع التذكر،فقالت لنفسها لن اجهد نفسي لانني حتما سأتذكر في الوقت المناسب اين لمحتها، ثم تركتهما و ذهبت الى الحديقة جلست الانسة ماربل على مقعد خشبي لترتاح قليلا. 
 ثم جاءت وجلست بالقرب منها الانسة اليزابيث تمبل وراحتا تتكلمان عن القصر و بدا بينهما الانسجام، وجرى بينهما حديث سريع فقالت السيدة اليزابيث: هل تظنين يا انسة ماربل اننا نقوم بالرحلة لهدف ترفيهي؟ فأجابتها الانسة ماربل انه في رايها انها تقوم بهذه الرحلة كرحلات الحج ساد صمت طويل ثم اندفعت اليزابيث تمبل قائلة: نعم انك على حق. انها رحلات الحج. 
 ثم قالت الانسة ماربل للسيدة اليزابيث: انني لا اذهب الى مثل هذه الرحلات بالعادة لكن هذه الرحلة قدمها لي صديق كريم اسمه السيد رافل، قالت اليزابيث تمبل السيد جيسون رافل، أنا لا اعرف الا اسمه لانه تبرع بمبلغ ضخم لمشروع ثقافي كنت أهتم به. 

 ثم حدثتها الانسة ماربل انها راته منذ نحو سنة في جزر الهند الغربية في رحلة سياحية ، سكتت اليزابيث لدقيقة ثم قالت: لم اكن اعرفه بشخصه ولم اقابله لكنني كنت اعلم بنت من بين طالباتي كانت مخطوبة لابنه إلا أنهما لم يتزوجا لأن البنت كانت هادئة وعاقلة، ولم يكن ابنه من النوع الذي يرغب به شخص أن يكون زوجا لاي شابة يهمه امرها، لكنها على كل حال قد توفيت، سألت الانسة ماربل كيف توفيت؟ فقالت اليزابيث: بالحب، ان الحب كلمة عظيمة بل لعلها من اكثر الكلمات عظمة في هذه الدنيا. ظلت الانسة ماربل في حديقة القصر تفكر بما عليها فعله تاليا ، ثم في موعد الشاي اصرت على ان تكون مع الانسة كوك والانسة بارو على مائدة واحده بينما كان الشخص الرابع معهم السيد كاسبار لكن الانسة ماربل لم تعطه اي اهتمام لانه لم يكن يعرف التحدث ب اللغة الإنجليزية، وهناك قالت الانسة ماربل للانسة كوك: انني متاكده وبشدة انني لاقيتك يوما ما ولكن متى او اين لا اعرف ، انني اعيش في سانتماري ميد، وهي بعيدة عن لومث تسعة عشر كيلو فقالت الانسة كوك : انا اعرف لومث، هنا ابتسمت الانسة ماربل و قالت آه .. بالطبع تذكرتك.. لقد كنت قرب حديقتي في يوم من الايام و تكلمت معي عبر السور كنت تعيشين مع السيدة هاستنجز و تكلمنا عن صعوبة العثور على مزارع، فصاح السيد كاسبار قائلا: هاستنجز نعم لقد سبق لي و زرت مدينة هاستنجز، ومدينة ايستيورن، قالت الانسة كوك لا عجب رؤيتنا لبعصنا البعض هنا ما دمنا جميعنا من هواة الورود ، ثم اخذت تتكلم الانسة ماربل عن الزهور، وعندما جلست لوحدها بعد العشاء راحت تفكر بالمعلومات والتفاصيل الجديدة التي حصلت عليها، لقد قالت الانسة كوك انها كانت في سانت ماري وانهما كانت بالقرب من بيتها هل هذه مجرد مصادفة؟ او انها كانت هناك عمدا. ولكن لماذا؟ ثم قالت لذاتها ان كل مصادفة يجب ان تعطى الاهتمام الكافي الى ان تثبت انها مجرد مصادفة. 

 كانت الانسة كوك والانسه بارو تبدوان كأي صاحبتين تخرجان معا وكانتا لطيفتين فقد سافرتا الاثنتان كما قالتا في العام االماضى الى هولندا، وفي العام الذي سبقه الى ايرلندا الشمالية، ولكن الانسة كوك ترددت لحظة كما لو كانت لا تريد القول انها زارت تلك القرية ونظرت الى صاحبتها كما لو انها تسالها الرأي فيما يجب ان تقول، وبدا ان الانسة بارو هي من تتخذ القرارات هزت الانسة ماربل كتفيها وقالت لنفسها: ربما كل هذه تخيلات ولعلهما مجرد أمرأتين عاديتين حمقاوتين ، لا اهمية لهما. في اليوم التاني كان برنامج الرحلة متعب ويتطلب المشي طويلا على شاطئ البحر وكانت الانسة ماربل تفكر في عدم الخروج والبقاء بالفندق، وفي اثناء مشيها الى قاعة الطعام دنت منها السيدة لافينيا جلين وقالت لها: ان لنا صاحب قديم يدعى السيد رافل و قال لنا انه اليوم سيأتي الى هنا اعضاء رحلة القصور والحدائق وان له صديقة متواجدة بهذه الرحلة لا يمكن لها ان تذهب بجولة اليوم و يجب علينا استقبالها يوم او يومينن ولقد ارسل لنا رسالة السيد رافيل قبل ثلاثة اسابيع من وفاته، ونحن نريد تحقيق مطالبه، خمنت الانسة ماربل ان السيد رافيل بهذه الاقامة انه يحدد لها الخطوة التالية، لذا نظرت الى السيدة جلين وقالت: شكرا لك، انه ليسرني أن امكث معكن.

 ذهبت الانسة ماربل الى منزل السيد جلين التي كانت الشقيقة الوسطى بين ثلاث أخوات هن كلوتيلد و لافينا (السيدة جلين) و أنثيا والاتي يمكثن في المنزل القديم الذي ورثنه من عم لهن، كانت جلين هي المتزوجة بين اخواتها ثم ذهبت للعيش معهن بعد وفاة زوجها اما اختيها الصغرى والكبرى فكانتا عانستين. كانت الانسة ماربل تفكر لما كان يفكر السيد رافيل ان تزور هؤلاء الاخوات ، ترى هل يوجد لهن علاقة باللغز الذي تبحث عن تفاصيل له، امضت اليوم معهن وكان يوم جميل تكلمن به عن رحلتها وعن السيد رافيل ثم ذهبت في نزهة تتمشى بحديقة البيت وفي اليوم التالي في الصباح الباكر اتت الخادمة العجوز جانيت الى حجرة الانسة ماربل و قدمت لها الخبز مع الزبدة و الشاي والحليب ، وحدثتها عن المنزل كيف كان له مجده في زمن الكولينول وبعد ان مات ولم يكن له احد سوى كلوتيلد و اختيها وانهما عاشا هنا ولكن منذ ذلك الوقت حلت المشكلات فكان للانسة كلوتيلد صديقة وزوجها و عندما سافرا سقطت بهما الطائرة، وكان هذا مؤلم و محزن لها وكان لتلك الصديقة وزوجها بنت لم تكن معهم وبقيت حية فاحضرتها الانسة كلوتيلد الى هذا المنزل لتقيم معهن واحبتها جدا، و اخذتها في جميع رحلاتها الى ايطاليا وفرنسا وعاملتها كابنتها كانت الفتاة سعيدة و لطيفة، ولكن بعد ذلك وحين كبرت البنت جاء الى هنا رجل كان ابن شخص يعلمنه الشقيقات الثلاثة، وقع في غرام البنت والفتاة احبته من اول نظرة ولكن بعد فترة وجيزة وجدت الفتاة على بعد ثمانية واربعين كيلومتر من هنا ميتة و وجهها مهشم ومشوه ، ذهبت الانسة كلوتيلد كى تبحث عنها وكانت صدمة لها التى لم تشفى منها حتى الان، لقد كانت الفتاة قبل ستة اشهر من قتلها مفقودة وبحث عنها رجال الشرطة الى ان وجدوا جثتها في المحجر، وقيل ان هذه المأساة المؤلمة لم تكن هى اولى جرائم الرجل هذا فقد قتل بضعة فتيات من قبل، وحكم حينها على الرجل بعقوبة الاعدام لكنه خرج منها لصغر سنه ثم ارسل الى احدى الاصلاحيات وقيل ان اباه كان واسع الثراء وذوو مركز مرموق لذا استطاع ان يخرجه من السجن ، لكن اعتقد ان هذه كانت مجرد اشاعة، وكان هذا الرجل اسمه مايكل رافيل.

 كانت الانسة ماربل تقول في نفسها : إذن الفتاة لم تنتحر.. انما قتلت.. لقد قالت اليزابيث ان الفتاة قتلت بسبب الحب وذلك صحيح فقد عشقت رجلا مجرما وبسبب هذا الحب ماتت وفي صباح اليوم التالي كانت الانسة ماربل توضب حاجاتها الخاصة وتتهيأ للحاق برحلتها حين جاءت اليها كلوتيلد تقول: لقد جاء احد اصدقاؤك في الرحلة يدعى أملين برايس، لقد حضربه ليخبرك شيئا سيئا . لقد وقع حادث.. بعد ظهر أمس خلال الرحلة .. كانت ريح قوية وكان اعضاء الرحلة في طريقهم لرؤية البرج التذكاري فوق تل بوتافنشر.. ووقعت بعض الاحجار من فوق التل فأصابت واحدا ممن كانوا بالرحلة وهي الانسة اليزابيث تمبل، التي كانت مديرة مدرسة فالوفيلد، وقد افاد الرجل ان حالتها سيئة نتيجة الاصابة لان ارتجاجا في المخ قد الم بها وصلت الانسة ماربل الى الفندق لكن كل شخص خرج و ظلت هي والسيد وانستيد فدنا منها وقال: انت الانسة جين ماربل؟ فقالت اجل، قال لها هذا ما ظننته من اوصافك، فقد وصفك لي السيد رافيل بالتفصيل وهو من اهداني هذه الرحلة لكي اراقبك كي لا يحدث لك أى شيء خطير، كالذى حدث للانسة اليزابيث تمبل ان كان ما جرى لها كان حادثا، ثم قال لها انه طبيب نفسي متخصص بدراسة عقلية و تفكير المجرمين ومدى تحمل مسؤوليتهم عما ارتكبوه، ثم قال لها عن جرائم مايكل رافيل وهو ابن السيد رافيل، ثم قالت له هي بدورها عن المهمة التي كلفها بها السيد رافل والتي لا تعلم عنها الى الان اية حقائق. ثم قال لها السيد وانستيد عن بعض المعلومات عن حالة ابن السيد رافل فقد قال له صديق له وهو الذي راى ملف مايكل و قال له بعد ان رآه ان هذا الشاب له عقل اجرامي ولكن لا يمكن ان يكون مجرم ، ثم طلب مني ان ارى الشاب فقابلته و تحدثت اليه كصديق وتحدثت اليه كقاتل، و ووضعته تحت المراقبة والتجارب من خلال الطب النفسي لعقلية المجرم وكانت النتيجة التى توصلت اليها ان مايكل رافيل لا يمكن ان يكون مجرما قاتلا. 
 وفهمت فيما بعد انه لم يقوم بإغتصاب الفتاة تلك والتى اتهم ايضا بقتلها ، الا ان الامهات دائما ما يسمون المغامرة معها بالاعتداء، ثم تبين ان للبنت اكثر من صديق وان صداقتها معه كانت تحت اطار الصداقة البريئة. ثم اتصلت بالسيد رافيل و قلت له رأيي ورأي المؤسسة التي يمكث فيها ابنه وبحالة ابنه بالتفصيل فقال : انني اعلم ان ابني له عقلية غير سليمة لكن ان كان ما تقوله صحيح فانني اريد لمايكل العدالة وان يعلم الناس انه ليس مجرما ويعيش بسلام لذلك سوف أعطيك المال وارجوا ان تبذل قصارى جهدك لتعلن براءته ، وكتب لي اسمك الانسة جين ماربل وقال انها ستعاونك. 

 أخذ النقاش يطول بين السيد وانستيد والانسة ماربل لحل المهمة الملقاة على عاتقهما ، واخبرته الانسة ماربل بما توصلت اليه من تفاصيل جديدة فقالت انها عندما ذهبت لمنزل الشقيقات الثلاثة كن لطيفات جدا معها لكن لاحظت ان الشقيقة الصغرى طالما تكلمت عن الحدائق و ولعها بالورود ورغم ذلك انها لا تعرف اسماء الورود، وان الانسة كوك كانت قد جاءت الى حديقة منزلي و ابدت اعجابها بها وقالت انها تقنط مع امرأة في بيت جديد وانها تحب شغل المزارع لكنني اكتشفت ايضا انها لا تعلم اي شيئا عن الحدائق، لكنني اعتقد ان ما قالته هو للتبرير وانها قد قدمت فقط لتراني ، بعد لحظة صمت قال السيد وانستيد: ان ما جرى ل إليزابيث تمبل يقلقني ، في هذا الوقت قالت الانسة ماربل: ان اليزابيث تمبل قد قالت لي ان الفتاة قد ماتت بسبب الحب فاعتقدت انها أقدمت على الانتحار لكنها كانت جريمة بسبب الغيرة، و ساتكلم معها عندما تصحو و تشفى ، لا بد ان رجلا اخر عشق البنت وعلينا ان نعلم من هو ذلك الرجل. بعد الغداء استأجر السيد وانستيد مركبة وأخذ الانسة ماربل حتى ترى اليزابيث تمبل في المستشفى وفي الطريق قال لها ان اليزابيث تمبل كانت تصحو من غيبوبتها بين الحين والاخر للحظات وفي ذات مرة طلبت مقابلة الانسة ماربل، ثم قال لها انه عندما سقط الحجر واصاب اليزابيث قالت لهم جوانا كروفورد واميلين برايس انه كان يوجد شخص فوق التل حرك الحجر من مكانه و اسقطه وكان ذلك مقصودا ليصيب اليزابيث تمبل ولكنها لم تعلم ان كان رجلا او امرأة وانه كان يلبس بنطالا ازرق وقميصا من الصوف مبرقع بمربعات حمراء وسوداء و هرب هذا الشخص بعد ذلك مباشرة.

 وصلا الى المستشفى و راوا الممرضة، و قالت لها انها ستجعلها تجلس في حجرة المريضة وتسجل الكلمات التي تتكلمها عندما تراها وستكون هناك ممرضة ثانية ورجل شرطة سيسجل ما يسمعه ولكنهما سيتخفيان خلف حاجز لكي لا ترى المريضة جانبها سوى الانسة ماربل، دخلت الانسة ماربل الحجرة وانتظرت وبعد خمس وثلاثون دقيقة أفاقت اليزابيث وقالت جين ماربل لقد جئتي ، ان عليك ان تعرفي اين هي البنت فيريتي هانت، لقد قال لي عنك صديقي هنري كليثرنج وقال انك تقدرين ان تعرفي تلك الفتاة دفنت اليزابيث بعد ظهر اليوم التالي و سافر الجميع الى لندن، بينما ظلت الانسة ماربل واردت ان تستكمل ما جاءت بسببه فهي الان تعلم بعض المعلومات والتفاصيل وسوف تبحث عن فيرتي هانت وهي البنت التي سكنت مع الشقيقات الثلاثة بعد ان مات والداها. كانت الانسة ماربل تبحث حول المعلومات التي توصلت اليها واذ بها ترى عمة لفتاة تدعى نورا براود كانت طالبة في عمر قريب لعمر فيرتي هانت وعلمت منها انها كانت تخرج مع رجال كثر و انها لم تكن ذات اخلاق وانها في احدى الايام غادرت المنزل وقيل انها ذهبت مع احدهم ولم ترجع الى المنزل منذ اعوام طويلة، وكانت تعتقد عمتها انها تعيش في احدى الاماكن وبعد ذلك سمعت الانسة ماربل ان هذه الفتاة لم تظهر في نفس اليوم الذي اختفت فيه فيرتي هانت.
 ثم قابلت الانسة ماربل القس بربازون وهو القس الذي كانت اليزابيت تهم برؤيته بعد يومين من وقوع ماساة الفتاة لتعرف منه سبب فشل الزواج بين الفتاة فيرتي ومايكل رافيل، فقال لها انه لم يكن من الشبان الذين ترضى بهم الوالدة لابنتها وذلك ما جعلهما يريدان الزواج بالخفاء فوافقت لانني وجدتهما يحبان بعضهما البعض ووجدت مايكل قد أخبر الفتاة بكل ما فعله ووعدها بان يتحول الى انسان اخر جيد وحسن الطباع بعد الزواج و قررنا المكان وانتظرت العروسين لكنهما تخلفا عن الموعد .

 طلبت الانسة ماربل من السيد وانستيد ان يقوم بمهمة و زودته عنوان لاحدى الجمعيات الخيرية و قالت له ان يسأل عن مكونات الطرد الذي وصل اليهم منذ يومين من بريد هذه البلدة ذهبت الانسة ماربل الى المنزل القديم بعد ان دعونها وطلبن منها الشقيقات ان تقيم معهن وراحت تنظر الى كل واحدة وتفكر.. السيدة جلين انها امرأة طبيعية اما كلوتيلد فأنها تذكرها بأمرأة اغريقية قالت الاساطير انها ذبحت زوجها ..لكن لا يمكن ان تكون كلوتيلد فعلت ذلك لانه ليست متزوجة لكن ربما قتلت البنت التي احبتها كابنتها انها موقنة من ذلك لانها رأت الدموع في عينيها عندما ذكر مقتل الفتاة، اما انيثا فهي البنت التي ارسلت الطرد بالبريد. الواقع ان عينيها تدوران حولها بسرعة كأنها تخاف من حدوث شيء ما ، كان في الجو شيء .. لكن ما هو .. ؟ بعد العشاء جائت الانسة كوك والانسة بارو لرؤية الانسة ماربل و الاخوات وقدمت الانسة لهن القهوة وحين اخذت الانسة ماربل كاس القهوة قالت لها الانسة كوك لو كنت مكانك لما احتسيت القهوة في مثل هذا الوقت لانه لامراة بمثل عمرك لا تستطيع النوم لان القهوة هذه قوية بعض الشيء، وغمزتها بشكل سريع دون ان يلاحظها احد، قالت الانسة ماربل انك على حق وتركت فنجان القهوة، فاقترحت كلوتيلد على الانسة ماربل ان تجلب لها كوبا من الحليب الساخن بعد ان غادرت الضيفتان، ورافقتها الى حجرتها وهناك تمنت لها ليلة سعيدة وخرجت من الغرفة. دقت الساعة الثالثة في الليل و شاهدت الانسة ماربل ضوءا يخرج من زر مصباح كهربائي ثم ذهب الضوء وفتح الباب بشكل هادئ فاعتدلت في سريرها واضاءت المصباح الموجود بجانبها، ثم نادت كلوتيلد ..؟ فقالت كلوتيلد: اعتقدت انك ربما كنت بحاجة الى شيء. قالت الانسة ماربل لا شكرا لك لكنني مع الاسف لم اشرب الحليب ، فحدقت بها كلوتيلد وقالت: لماذا بحق السماء؟ قالت الانسة ماربل اعتقدت انه لا يناسبني فنظرت بها كلوتيلد .. فأكملت الانسة ماربل من الناحية الصحية.. قالت كلوتيلد ماذا تعنين؟ أجابت الانسه ماربل : تعرفين ماذا أعني منذ المساء تعلمين وربما من قبل تعرفين ، فظنت كلوتيلد انها تعني انه ليس دافئا لكن قالت الانسة ماربل لا تجهدي نفسك حتى لو جلبت كوبا اخر لن اشربه ايضا، قالت كلوتيلد لماذا انت غريبة الاطوار؟ وعن ماذا تتكلمين ؟ اية امرأة انت ؟ الانسة ماربل: انني امثل العدلة الالهية التي ربما تتاخر احيانا ولكنها تأتي في نهاية المطاف ، وانني اتحدث عن فتاة يافعة تدعى فيرتي هانت قد قمت بذبحها ، لأنك كنت تحبينها حبا عظيما وهي بدورها احبتك واخلصت لك وكانت بالدنيا كل شيء لك لكن عندما احبت شابا وارادت التخلص من قيود الحب معك وقد قررت ان يكون ابا لاولادها. قمت بقتلها لانك لم تقدري ان تجعليها تعدل عن القرار الذى اتخذته باصرار قالت كلوتيلد : صدقتي انك تعلمين كل شيء، ولن اكذبه ولا يهم الانكار من عدمه، لكن هل تعرفين مدى الاذى االذي سيقع لشخص سيخسر احب شيء له بالدنيا، فقالت لها الانسة ماربل: لذلك قررت قتلها بدلا من ان تعطيها حرية الذهاب الى حيث تريد , و قدمتي لها فنجان قهوة او ربما كاسا من الحليب به كمية كبيرة من المنوم وحين ماتت اخذتها الى الحديقة ودفنتها تحت كومة بيت الزهور لكي تبقى بجانبك فقد رفضت ان تتخلي عنها، وبالطبع لم تكن هي التي كانت جثتها ملقاه في حفرة و وجهها مشوه وليس به معالم، كانت تلك الجثة لفتاة اسمها (نوارا برود ) التي قالت عنها الاشاعات انها لم تظهر في نفس اليوم الذي اختفت به فيرتي هانت، فذبحتها هي ايضا و و هشمتي وجهها والقيتها في حفرة كي يعتقد الجميع انها فيرتي هانت، و رميتها في حفرة في المكان الذي يرى به العاشقان فيرتي هانت ومايكل رافل كى يتورط بها حبيبها فيقول الجميع لانه كان قاتلا قتل حبيبته. 
 ومنذ اسبوع ارتكبت جريمة اخرى وكانت اليزابيث تمبل قتلتها لانها جاءت الى هذه القرية و اعتقدت انه ربما تلقت رسائل وبرقيات من فيرتي لانها معلمتها وان جمعت المعلومات التي وصلت اليها مع معلومات القس بربازون يمكن ان تخرج الحقيقة ، فانك امرأة قوية حيث تمكنت من تحريك الحجر من اعلى التل واسقاطها لتقع على اليزابيث تمبل فقالت كلوتيلد : أجل أجل اننى امرأة قوية ..وبامكانى ايضا ان اقتلك قالت الانسة ماربل : انك لا تقدرين فعل ذلك فانني امثل العدالة و سيحميني ملاكي الحارس منك ضحكت كلوتيلد بتهكم وقالت وهل لك ملاكا حارس ...؟ 

فقالت الانسة ماربل بل ملاكان حارسان، ان السيد رافيل يفعل كل شيئ على نطاق كبير ثم اخرجت صفارة من تحت مخدتها وصفرت فدوى صوتها في كل المنزل فظهرت الانسة كوك من خزانة الملابس وفتح الباب و بانت على عتبته الانسة بارو أيضا . قالت الانسة ماربل : ملاكان حارسان لقد أعلّى السيد رافيل من قيمتي وجعل لي من الاهمية اكثر مما استحق. لقد علمت فيما بعد ان الطرد الذي بُعث بالبريد كان بداخله القميص ذات المربعات الاحمر والاسود، ارسل الى الجمعية الخيرية ليتخلصوا منه اما الانسة كوك والانسة بارو كانتا من البوليس واشتركتا بالرحلة حتى تكونا بالقرب من الانسة ماربل وان كلوتيلد شربت كوب الحليب المسموم و اخذته لتفر من العذاب الذي كانت تحس به كلما نظرت الى بيت الزهور.

 كانت الانسة ماربل تحب عمل البساتين نزلت و مشت بالحديقة عندما مكثت مع الشقيقات للمرة الاولى، لم تكن تحب الحديقة لانها مهملة وغير مرتبه واكثر ما كان يزعجها منظر بيت الزهور المهشم وكانت دائما تقول لذاتها ترى لماذا كلوتيد مصرة على شقيقتها انيثا بعدم عمل بيت الزهور مرة اخرى وتركه على حاله حتى انها لم تقم بترتيبه حتى وبعد ان علمت الانسه ماربل ان ما تفكر به صحيح ووان كلوتيلد قد قتلت الفتاة فهمت لما كانت تابى ان يتم اعادة بنائه وتنسيقه. وبعد يومين قابلت السيد وانستيد بعد رجوعها الى بلدتها واخبرها ان العنوان الذي اعطته اياه كان في الطرد المرسل له قميص من الصوف مبرقع بمربعات اسود واحمر،فقالت له اجل فقد فكرت كلوتيلد ان افضل طريقة ممكنة للتخلص من القميص هو ارساله الى مكان بعيد. 



                                               النهاية
تفاعل :

تعليقات