تلخيص رواية
السرو الحزين - أجاثا كريستى
إعداد وإشراف - رجاء حمدان
وقفت ايلنور كارسيل بحيرة تنظر بدهشة الى الرسالة المفتوحة بين يديها و هذه هي المرة الاولى التي تتلقى فيها رسالة مكتوبه بهذا الشكل الردئ فقد كتبت بلهجه سيئة و بخط سيء ومكتوبة على ورق رخيص وردي وكان مفادها : السيدة العجوز في اي لحظة قد تتوفى. هذه الرسالة من اجل تحذيرك لن اعطي أي اسماء ، ولكن احداهن تتذلل حتى تكسب ود عمتك، وان لم تكوني واعية و حريصة قد تحرمين من كل شيء، فليس من الحق أن تحرمي أنت والسيد الشاب مما هو حق لكما , أرى أن تأتي وتري بنفسك ما يدور. وكان التوقيع (فاعل خير).
جاء السيد رودي ويلمان وكان حبيب ايلنور و علم انها في وضع صعب وسالها -بلهفه ما الذي حصل؟ - فأخبرته بموضوع الرسالة التى تسلمتها و الموقعة من مجهول، وأرادت ان تمزقها و ترميها في سلة المهملات الا انها في اخر لحظة عدلت عن رأيها و قررت ان تقول ل رودي عن فحواها فقالت لرودي- انها بخصوص العمة لاورا ومن الأفضل ان تقرءها بنفسك ثم بعد ذلك سوف أحرقها و ارميها. تبادر فى ذهنها ان الكلام الذى بالرسالة ربما يلمح ويقصد من خلال محتواه بالكلام عن الفتاة ابنة الزوجين الذين يقنطان في المنزل الصغيرالمخصص للبواب عند مدخل العمارة، ولا غرابة في ذلك ألامر فقد كانت العمة تحب هذه الفتاة منذ صغرها ودفعت لها تكاليف دروس البيانو و تكاليف الدراسة، و تكاليف اللغة الفرنسية و تكاليف عديدة اخرى .
اومأت برأسها ايلنور ، واخذت تتذكر، لقد اعتدنا ان نلعب و نستمتع معها منذ كنا اولادا صغارا في (هنتربيري) ،اما الان فقد كبرت و صارت فتاة جميلة فاتنة وقد كانت مؤخرا في المانيا تعمل عند عائلة بهدف تعلم اللغة الالمانية ، وهي تمتاز بآدب السلوك وبسسب تعليمها لا يمكن للانسان ان يظن او يعتقد بأنها ابنة العجوز جيرارد، اما امها السيدة جيرارد فهى قد ماتت منذ فتره طويلة لذلك عمدت الفتاه لترك المنزل لانها لا تتوافق مع والدها الذي يبقى يسخر من اسلوبها الراقي و تعليمها ، لكنها ما زالت تنفك تتردد على البيت كثيرا لتقرأ للعمة لاورا منذ ان اصيبت بالسكته الدماغية. حيث ان العمة لاورا بالرغم من وجود الممرضة تلك التى لا يحبها أحد , تحب ان تقرأ لها ماري جيرارد رودى - آه يا ايلنور اعتقد انه علينا الخروج الى هناك بالفعل ،اذ ان العمة العجوز يمكن ان تتوفى بأي لحظة ونحن كلينا بحاجة ماسة الى النقود فان العمة لاورا هي من اخبرتنا اننا قريباها الوحيدان وتهتم لشأننا فانت ابنة اخيها وانا ابن اخ زوجها. ان المحافظة والابقاء على بيت هنتربيري ليست بالامر السهل ، اعتقد ان العم هنري كان غنيا عندما قابل لاورا على عكس ابي الذي خسر معظم نقوده فلم يكن لديه عقل ناجح تجاري. بينما العمة لاورا تزوجت من عمي هنري و ابتاعا لنفسهما بيت هنتربيري وقد قالت لي العمه قبل مدة انها كانت محظوظة جدا في استثماراتها المالية على الدوام فهي والعم هنرى لم يفشل اي منها بادارة ثروتهما واستثمارها جيدا .وقد ترك العم هنري كل امواله لها بعد وفاته المحزنة المبكرة، وكانت العمة لاورا من النوع الصادق الوفي لذا لم تتزوج بعده كما انها كانت كريمة معنا جدا.
السيدة بيتشوب هي مسؤولة البيت و المسؤولة عن مراقبه الخادمات في بيت هينتربيري أما الممرضة اوبريان فهى تهتم بالعمة لاورا و حجرتها بجانب حجرة العمه والممرضة هوبكنز وهي المعنية عن نظافة العمة المسنة في غرفة اوبريان جلسو ليتحدثوا قليلا و ليحتسوا الشاي فقالت اوبريان : سيأتي السيد ويلمان والانسة ايلنور كارليسل الى هنا في اليوم التالي لقد وصلت منهما رسالة هذا الصباح تخبر بذلك لكن العجوز بدا انها منفعلة ومتوترة فهما لم يأتيان الى هنا من اكثر من مدة شهر أكملت الممرضة اوبريان:- لقد حدث امر غريب الليلة الفائتة حيث دخلت الى حجرة العجوز العزيزة لأتأكد من انها لا تريد اي شيء كالعاده فى كل ليلة و من الواضح عليها انها كانت تحلم لأنه بمجرد دخولي الى الحجرة حاولت القيام بصعوبه وقالت: الصورة اريد الصورة لويس اعطينى اياها فدنوت منها لاساعدها فأخرجت مفاتيح من العلبة الصغيرة الموجودة بجانب سريرها وطلبت مني فتح الدرج الثاني في خزانة الادراج و هناك كان يوجد صورة كبيرة ذات اطار فضي اللون كانت لرجل شديد الوسامة، كتب عليها في الزاوية اسم لويس فجلبتها لها و حدقت بها بعمق ثم اعادتها الي لارجعها الى حيث كانت والغريب فى الامر انني عندما اقفلت الدرج ونظرت اليها وجدتها نامت كطفل صغير هادئ اعتقدت انه كان زوجها ولكن عندما سألت عنه السيدة بيتشوب عن الاسم الاول للسيد ويلمان اجابت: (هنري)، ثم قالت اوبريان بدا عليه انه ضابط في سلاح الفرسان و كان شديد الوسامة ، ربما كانا عاشقين وقضى على حبهما اب قاس، او ربما توفي في الحرب.
في أثناء خروج الممرضة هوبكنز من المنزل التقت مع الانسه ماري جيرارد وجرى بينهما بعض الكلام قالت الانسه مارى- اننى اهوى مهنة التمريض واريد كسب عيشي لذا س ابدأ التدريب للعمل ، و لكن السيدة العجوز من الواضح انها لا تفهم علي حيث تقول انه امامي الكثير من الوقت.
قالت الممرضة هوبكنز: نعم ذلك صحيح هي مدينة لك بتدريبك على عمل لتكسبي عيشك منه الا انها لا تريد ان تفقدك فلا يوجد هنا احد يسليها كما تفعلين كما انها تحبك ، فوجود شابة جميلة مفعمة بالنشاط في البيت تسلي العجوز المقعدة المشلولة نصفيا امر مهم بالنسبة لها كما ان لك اسلوب محبب رائع في التعامل مع المرضى
ماري: ان كنت ترين ذلك حقا فهذا يسعدني قليلا. اوه ان السيدة ويلمان قريبة لي وانني احبها كثيرا، لقد كانت ودودة معي دائما وواجب علي ان افعل اي شيء يدخل لى قلبها السعادة ويفرحها.
الممرضة هوبكنز:- ان افضل ما تقومين به هو البقاء حيث انت والتوقف عن الحيرة ولن يطول انتظارك، لقد صبرت كثيرا ولن يطول الامر اكثر من ذلك حتى تكون سكته ثانية ثم ثالثة أنا اعلم كيف يكون هذا المرض.
جلست مارى على كرسيها القريب من سرير السيده لاورا. قالت لها السيدة لاورا: انا اعرف انك حائرة يا ماري بشأن المستقبل ، فقط اصبري قليلا فوجودك هنا يعني لي الكثير سأحرص على ان يكون لديك من الوسائل ما تستطيعين العيش به ، لن يدوم ذلك طويلا سينتهي حتما قريبا لقد سألت الطبيب وطلبت منه ان ينهي حياتي بعقار ما بشكل جميل لكنه رفض ذلك وقال: لن اعرض حياتي للشنق يا سيدة ويلمان لكنك لو تركت لي اموالك لاختلف الامر , انني احبه مع انه شاب شقي وصلت ايلنور و رودريك لبيت هنتربيري، صعدت الانسة ايلنورالى حجرة عمتها لرؤيتها وتحدثت اليها قليلا الى ان وصل الدكتور لورد، ولج الى حجرة العمة لاورا ،عرفت العمة الطبيب على ابنة اخيها ولقد ثبت الطبيب لورد عينيه على ايلنور لفترة واعجب بها، ثم عاد الى شغله الروتيني مع العمة العجوز وبدأ بعض الفحوصات الروتينية من دقات القلب و مراقبة ضغط الدم والحرارة . قالت ايلنور: ايها الدكتور اريد ان اتحدث اليك بعد ان تنتهي من فحص العمة.
بعد انتهاء الدكتور لورد من فحص العمة العجوز خرج لرؤية ايلنور التي كانت تريد التحدث معه عن حالة عمتها الصحية. خرجت ماري الى بيت الممرضة هوبكنز وفي طريقها رات تيد بيغلاند فطلب منها الخروج معها الى السينما لكنها رفضت، واكملت طريقها الى الممرضة هوبكنز. وهناك: قالت لها عن الحديث الذي دار بينها وبينه العجوز لاورا وعن ارادة العجوز في بقائها الى جانبها لانها سوف تحتاج اليها كثيرا ان رحلت للبدأ بالحياة العملية.
قالت الممرضة لها - دعينا نصلي ان تكون وضعت ذلك في رسالة لأن المرضى غريبوا الاطوار. ماري:- هل تعتقدين ان السيدة بيتشوب لا تحبني و تمقتني؟ لاننى احس السيدة بيتشوب ربما تغار منى وتحقد على لان العمة تحبنى و تهتم بي كثيرا وغدت العمه مؤخرا تزيد فى اطرائي وتقول ماري وضعت لي الزهور و ماري احضرت كذا ، فيما ان السيدة بيتشوب كانت تعمل منذ اعوام كثيرة لدى العجور الا أنها لم تحبها السيدة بالقدر الذى احبتني فقالت الممرضة: لو كنت مكانك لما كنت احتار و اضطرب،.
بعد مضي اسبوع على زيارة ايلنور و رودريك للعمة لاورا، استلمت ايلنور رسالة من الدكتور لورد تقول: ( لقد اصيبت عمتك بسكتة دماغية الليلة الفائتة، لا داعي للقلق الآن، ولكني ارى انه من الافضل ان تحضروا ان امكن ذلك)، وبمجرد أن قرأت ايلنور الرسالة اتصلت برودريك وذهبا لبيت العمة لاورا على الفور. في اثناء ركوبهما القطار كانت ايلنور تفكر و قلقة على عمتها لان العمة لا تحب مرضها هذا وبحدوث سكتة اخرى ستصير اكثر عجزا وكرها لمرضها حيث قالت فى حينها : ان الناس يجب تحريرهم عندما يريدون هذا .
قال رودريك: اوافقك القول لكن هذا الشئ ينطبق على الحيوانات وليس على البشر فالامر مختلف ، فلو كان ذلك ممكنا لاصبح بعض الناس يقومون بتحرير اناس ربما لا يشتكون من حالة سيئة حقا من اجل المال
فقالت ايلنور:- لكن هذا الشئ لا يصير الا على ايدي الاطباء فقط. فقال رودريك: وماذا لو كان بعض الاطباء حمقى مستهترين ، هل تثقين حقا بالدكتور لورد، ردت ايلنور بسطحية: نعم انه يبدو مستقيما وهو ودود.
في هذه الاثناء كان الدكتور يفحص العمة لاورا حيث كان وضعها الصحى بين المستقر و الخطر قليلا و قال لها بأنه استدعى ابنة اخيها وابن اخ زوجها، وخرج من الحجرة مع الممرضتان بعد ان اعطاهما التعليمات، وعندما نزل عن الدرج راته الآنسة ماري جيرارد تسأله بقوة عن وضع السيدة الكبيرة العجوز: هل هي بخير؟
فقال الدكتور - استطيع فقط ان اضمن لها ليلة ساكنة.
وصلت الانسة ايلنور والسيد رودريك و قال لهم الدكتور بان العمة تعرضت لشلل كامل لكنها طلبت محاميا وسأل الانسة ايلنور ان كانت تعلم من هو محاميها؟ فقالت الانسة الينور: هو السيد سيدون في ساحة بلومز بيري، تنهد الطبيب لورد وقال:- سيكون لدينا وقت كثير حتى اليوم التالي ، ثم خرج برفقة الانسة الينور الى حجرة العمة لاورا لطمأنتها فيما ظل السيد رودري في الاسفل لان الدكتور طلب انه من الافضل عدم وجود الكثير من الناس في الحجرة لتفادي الازعاج. في صباح اليوم التالي استيقظت ايلنور على خبر موت العمة لاورا وذهبت لتقول ذلك ل رودري،
فقال لها :-ان ذلك مؤسف لكنها ارتاحت من الماساة التي كانت بها ، ثم اضاف لقد احسست بالخجل لعدم رؤيتي لها الللية الماضية لذا تسللت الى حجرتها بهدوء وعندما رأيت الممرضة تنزل على الدرج ونظرت اليها لدقيقة وعندما سمعت خطوات الممرضة قادمة تسللت الى خارج الحجرة بسرعة. تم استدعاء المحامي وحين وصل قال انه لا يوجد وصية للعمة لاورا لذا ستذهب كل اموالها الى اقرب اقربائها بالدم بعد أن تقتطع الدولة نسبة معينة لكن قالت ايلنور:- هناك بند كانت العمة لاورا تريد ان تضعه لصالح ماري جيرارد.
اما رودري فقد كان مصفرا لان العمة لاورا ماتت حتى قبل ان تكتب وصيتها، ولذلك لن ياخذ اي شيء وقد كانت العمة ستقسم الاموال بالمناصفة بينه وبين ايلنور،أما الان لن يحصل على اي قرش قالت ايلنور: لايهم من سياخذ المال ياعزيزى طالما اننا سنتزوج صحيح يا رودي نحن اتفقنا اليس كذلك ؟
قال رودريك: انني لا استطيع بينما زوجتي تنفق علي اضاعت الممرضة هوبكنز حقنة مورفين كانت تحفظها في حقيبتها وهي تخص احدى مريضاتها المصابة بمرض السرطان بحثت عنها بجد الا انها لم تجد لها اثرا، وفكرت انها ربما بقيت في البيت حيث انها لم تنسى حقيبتها في مكان سوى فى الصالة في بيت هنتربيري ولا يوجد هناك سارق، وذهبت للمنزل لتبحث عنها ولم تجدها ايضا و اعتقدت انها ربما تركتها على الموقد واناه ربما تكون قد وقعت في سله المهملات في منزلها واكدت على رايها الممرضة الأخرى اوبريان لان الممرضتان لم تشك احدهما بأن ثمة شخص اخذ حقنة المورفين من حقيبة الممرضة، ولماذا سيفعل احدهم ذلك ؟ اما في بيت هنتربيري كانت الانسة ايلنور تجلس في غرفة المكتب وقد قابلت السيدة بيتشوب وهي المسؤولة عن الخدم وقابلت جميع العاملين في البيت.
واخيرا قدمت ماري جيرارد الى غرفة المكتب لتقابلها فقالت الانسة الينور: ان عمتي لو كان عندها المزيد من الوقت لتكتب وصيتها لعملت على توزيع العديد من الحصص النقدية. وبما انها ماتت قبل ان تكتب وصيتها فان مسؤولية تنفيذ ما تريده هو مسؤوليتي وقد تكلمت مع السيد سيدون المحامى وقمنا بتخصيص مبالغ مالية للخدم حسب اعوام خدمتهم وانت لست في هذه القائمة، لكنك بالتأكيد تعرفين ان عمتي لاورا كانت مهتمة بك جدا وبشأن مستقبلك ، وفي ليلتها الاخيرة عندما كنت احاول تهدئتها قالت بصوت مرتعش ماري.. ماري.. فقلت لها: ماري جيرارد اتريدين ان نضع لها بند لها في الوصية فأومأت بنعم. وبمجرد ان يتم اعطاء القرار الرسمي في مسالة الارث ، فأنني سوف أرتب الأمر بحيث يتم تحويل ألفي جنيه لحسابك تفعلين به ما تشائين، احمر وجه ماري جيرارد خجلا وقالت :-اه يا انسة ايلنور هذا لطف بالغ منك.ولطف من السيدة لاورا أنهت ايلنور الامر وذهبت تخبر رودي: خمسمائة جنيه للسيدة بيتشوب فهي تعمل هنا منذ سنوات طويلة، و خمسون لكل من ميلي و أولايف وخمس وعشرون لستيفنز كبير البساتين،، مئة للطباخة، وخمسة جنيهات لكل واحد من الآخرين، وهناك العجوز جيرارد لم اعطه اي شيء بعد ربما علينا ان نصرف له راتب تقاعدي؟، اما ماري جيرارد فقد اعطيت لها الفي جنيه. وانني اعرف ان المال الذي كان للعمة لاورا كان جزء كبير منه لعمك هنري يا رودريك الذي هو زوج العمة لاورا لذا ليس من العدل ان لا اجعل لك نصيبا ايضا لذا انا سأخذ حصة من مال عمتي وأنت تاخذ حصة من مال عمك واننى ارى ان هذا عدلا وانصاف للجميع الا ان رودريك رفض ذلك وقال يا ايلنورارجوكى لا تتعاملي معي كمحسنة.
ثم تذكر رودى ان ايلنور شخص جميل الصفات وقلبها نظيف و ان هذا الفعل ليس بالجديد او الغريب عليها فهى وقفت من قبل موقف الشجعان معه حين قال لها بانه معجب بماري جيرارد، وذلك عندما نظر اليها في المرة الأولى عند اشجار الغابة لقد بدت له كما لو انه كان مرض وكانها سحر –فقال لها :ولكنني احبك يا ايلنور احبك جدا وارجو ان ينتهي هذا المرض-، حينها قالت له اسمع يا رودريك خطبتنا قد انتهت، فكر مليا هل هذا مجرد افتنان ام هو حب حقيقي واذا شعرت ان ذلك حب حقيقي ارجع الى هنا واخبر الفتاة وربما حينها ستصغي اليك اذهب الى الخارج الى اي مكان كرجل حر لثلاثة اشهر اما الان فلن تصغي اليك.ف اخبرها رودريك كم هي رائعة وانه سيفعل ما اشارت به له.
بعد يومين كانت ماري تتحدث مع الممرضة هوبكنز و قالت لها ما حدث وكيف ان الانسة ايلنور جعلت لها الفين جنيه لحياتها، قالت لها الممرضة هوبكنز ان اكثر شيء منطقي يفعله المرء هو كتابة وصية ان ذلك سيريح الاخرين وهو يجنب مشاكل واحقاد جمة ربما ستولد جراء ارث و ثروة غير معروف ، ولما لا تكتبين انت أيضا وصيتك وقد اصبحت تملكين مبلغا ماليا محترما فقالت مارى سوف افعل ذلك، و بدات بملا استمارة البريد الخاصة و قالت : انها ستترك المال لخالتها الموجودة في نيوزلندا، وكتبت ساترك المال لماري رايلي الأخت الشقيقة للراحلة اليزا رايلي.
راتهما الانسة ايلنور من شباك البيت حيث كانت مفتوحة وقالت ماذا تفعلان قالت الممرضة هوبكنز- ان ماري تكتب الوصية الخاصة بها. ضحكت وضحكت ايلنور عندما قالت لها ذلك ، وفجأة جاء الدكتور لورد واقنع ايلنور في كتابة وصية ايضا فهو منطقي يجنب الكثير من المشاكل و المشاحنات في المستقبل.
في المكتبة انهت ايلنور كتابة برقية : السيد سيدون العزيز، هل لك ان تكتب لي وصية لي اوقعها؟ وصية بسيطة كليا. أريد ترك كل ثروتي لرودريك ويلمان كاملة. المخلصة ايلنور. ولكنها لم تجد طوابع في درج مكتبها فذهبت لجلب طابع من حجرة نومها وعندما عادت وجدت رودريك يقف بجانب الشباك قال روديك: اذا سنترك هذا المكان غدا؟ يا لهنتربيري القديم القوي! لقد قضينا اوقاتا جميلة هنا. ارسلت الممرضة اوبرايان من مكان شغلها الجديد الى الممرضه هوبكنز تسألها عن اخبار بيت هنتربيري، فقالت لها هوبكنز- انها قد وجدت صورة كبيرة باطار فضي مزخرف و موقعة باسم لويس كالتي كانت لدى العجوز لاورا، وعندما سألت عن صاحب الصوره قال لها كبير الخدم انه السيد لويس رايكروفت، كان يقنطن في منطقة قريبة من هنا ثم مات في الحرب وله زوجة بقيت على قيد الحياة و متواجدة في مصح عقلي فلا بد انه والسيد لاورا كانا يحبان بعضهما لكن وجود زوجة اخرى له حال بينه و بين الزواج بها. ثم بعثت لها برقية اخرى تقول لها فيها ما حصلت عليه من اخبار جديدة فقالت: لقد كنت اتكلم بالصدفة مع السيدة سلاتري وكانت مسؤولة البيت عند الدكتور الذي سبق الدكتور لورد، لقد بقيت كل عمرها هنا و تعلم كل شيء وسألت عن اسم لويس رايكروفت من مدينة فوربس بارك، قالت انه عمل في فرقة الفرسان السابعة عشرة وانه قد مات قبل نهاية الحرب بفترة قصيرة وقالت انه والسيدة لاورا ويلمان كانا يعرفان بعضهما وانهما اصبحا صديقين حميمين والبعض قال انهما كانا اكثر من صديقين الا انهما لم يستطيعا الزواج فكان للسيد لويس زوجة في مصح عقلي.
باعت ايلنور بيت هنتربيري الى عضو البرمان الميجر سمرفيل بسعراثني عشرة الفا وخمسمائة جنيه، وقد قال ل رودي ذلك، ثم تلقت برقية من الدكتور اداورد: يخبرها بموت السيد جيرارد الذي كان يقنط في بيت البواب في منزل هنتربري، فأرسلت برقية الى ماري تعزيها بموت ابيها وتطلب منها ان تخرج اغراض والدها من البيت لانه تم بيع البيت ويجب اخلائه فى القريب العاجل .
بعد ذلك بعثت ماري جيراد للممرضة هوبكنز تسألها ان كان بامكانها ان تستقبلها عندما تأتي لمراسم الجنازة. بدأت مارى تجمع اغراض ابيها مع الممرضه هوبكنز وفى اثناء ذلك عثرت يديها على وثيقة زواج والدها ووالدتها نظرت اليها ووقع نظرها على تاريخ زواجهما وفجأه بدى عليها القلق و الاضطراب حيث كانت هى في ذلك الوقت عمرها سنة واحدة فقط مما جعل الممرضة هوبكنز تنفعل و تقول لها الحقيقة وهي انها ليست ابنة السيد جيرارد انفعلت ماري واخذت تنتحب وقالت: - ربما لذلك ابي كان يكرهني فقد كانت والدتي دائما تدافع عني امامه ربما بعد ولادتي والدتي تزوجت به وكان ذلك غصبا عنها جاءت ايلنور اليهما و قالت لهما انها اعدت بعض السندويتشات ان كانا يحبان ان يتشاركان معها فيها، فقبلتا الدعوه و خرجتا معها الى بيت هنتربيري وحضرت الممرضة ابريقا من ال شاي واحضرته الى غرفة الجلوس وتناولوا السندويتشات ثم ذهبت هوبكنزالى المطبخ لتحضر الشاى وبقيت ايلنور وماري في الحجرة وحدهما حيث سألت ايلنور ماري عن احوالها وما تفعله الان في حياتها فقالت لها ماري انها بدأت مهنة المساج انها ليست بالهينة وعندما انهي يومي اكون متعبة كثيرا لكنني بعد مدة سأعتاد على الامر ، بعد ذلك اخذت ايلنور صنية الفناجين الى حجرة الأواني حيث كانت الممرضة هوبكنز تغسل الكؤوس ، رأت ايلنور وخزة في يد الممرضة وسألتها عن هذه الوخزة فقالت لها الممرضة انها من شجرة الورد عند منزل البواب،وقد كان يبدو عليها التعب الشديد ، ثم طلبت ايلنور من الممرضة هوبكنز الصعود معها الى حجرة العمة لاورا لانه هناك الكثير من الاغراض التي تريد ان تريها اياها فربما تعلم احدا قد يستفيد منها، خرجتا الى الحجرة وبداو بتوزيع الثياب في حزم لترسلها الى بعض الناس الذين يمكنهم الاستفادة منها، كان من بينها معطف من الفرو فقالت ايلنور: هذا المعطف ساعطيه للسيدة بيتشوب
بعد مرور ساعة من ترتيب مستلزمات العمه نزلت ايلنور والممرضة الى غرفة الجلوس الصباحي وكانت ماري ما تزال هناك تجلس على مقعد ضخم قرب الشباك الا ان المفاجاه التى الجمت اللسان كانت انها لاتنطق وبدا لونها يميل للازرقاق و لاتتحرك ، استدعيا الدكتور لورد فورا ، لقد تم تسميمها و ماتت ماري جيرارد بعد قدوم الطبيب بقليل. تم اتهام الانسة ايلنور بانها هى من سممتها بهيدروكلورايد المورفين، واستدعى الدكتور السيد بوارو ليحقق بدقة في الامر وقال له: اريد ان تلاقي دليل براءتها. لقد ماتت السيدة ويلمان وهي عمة الانسة الينور من مدة قصيرة ،لقد كنت افحصها فى اليوم الاخير قبل موتها وكنت اعتقد انها ستبقى عدة ايام ثانية ، لقد جعلت وضعها مستقر بعد تعرضها ل السكتة الدماغية الثانية لها، وذلك المساء تاكدت انها بخير ثم اعطيت تعليماتي للممرضتين المتناوبتين و اخبرتهم انني سارجع في اليوم التالي . ولكن في اليوم التالي تم استدعائي ليقولو لي انها ماتت ، لقد انصدمت لموتها غير المتوقع هذا ، فأخرجت الممرضة من الحجرة وبقيت وحيدا مع الميتة وقمت بفحص شامل لها بقدر ما استطيع، وبالطبع فقد كان من غير الممكن التأكد بدون تشريح سبب الموت المفاجئ هذا . بعد مدة تم تقديم طلب استخراج الجثة وتشريحها وهناك قيل ان العمة قد قتلت بالمورفين ! وهنا تذكر شيئا الطبيب لورد وهو انه كيف انه ليلة الحادثة اضاعت الممرضة هوبكنز حقنة المورفين التي تعطيها لمريضتها المصابة بالسرطان الخبيث و قالت ل صديقتها الممرضة اوبريان عن هذا الامر و الآن توجد ضحية أخرى ، وهي الفتاة التي اسمها ماري جيرارد ابنة البواب .
قال بوارو: ربما ايلنور من قام بتسميم القتيلة فهي من صنعت الشطائر، ربما دست المورفين في السندويتشات على امل ان يقول الدكتور انه تسمم غذائي، ربما احد اخر لعب بالشطائر في الوقت التي خرجت به ايلنور الى بيت البواب لتقول ل ماري والممرضة تناول السندويتشات معها، لكن من هو الذى له شأن ومصلحة فى ان يفعل ذلك ومن سيستفيد من موت ماري هل لها معجب مهووس، قال الدكتور: لا اعلم ان كان لها معجبون فعليك سؤال الممرضة هوبكنز لانها تعلم كل اخبار البلدة و تعلم كل ما يدور في ميدنزفورد. طلب بوارو رأي الدكتور لورد بالممرضتين فقال الدكتور: الممرضة اوبرايان ايرلندية وهي ممرضة حسنة حتى لو كانت سطحية بعض الشيءلعلها تكذب بعض الشيء و يمكن ان تكون مناكفة و ، انها من النوع الخيالي الذي لا يكون هدفه الخبث بقدر ما هو الرغبة في نسج حكاية مشوقة من كل امر. أما هوبكنز فهي امرأة ناضجة منطقية ذكية في منتصف عمرها ودودة وجادة، وكل مشكلة تحدث لا بد ان تعرفها.لكنها تهتم بشؤون الاخرين كثيرا
كان بوارو يفكر: من له هدف ومن سيستفيد من موت ماري جيرارد،ثم قال فجأة: ربما الذي .ساعد السيدة في تحريرها كمان ارادت و اخذ حقنة المورفين في ليلة وفاة السيدة ويلمان و رأت ماري جيرارد ذلك الشخص فعزم على قتلها و اسكاتها للابد بدأ بوارو التحقيق ومقابلة الأشخاص الذين كانوا في بيت هنتربيري وقت موت السيدة ويلمان والأشخاص الذين كانوا في بيت هنتربيري في وقت وفاة الشابة ماري جيرارد. خرج بوارو للتحدث مع الممرضة هوبكنز،فقالت : كان لماري جيرارد معجب شاب بالقرية اسمه تيد بغلاند لكنها كانت تصده وقد كان هذا الامر صعبا عليه , انها شابة لطيفة آسرة الجمال وماري لم تكن ابنة السيد جيرارد لقد كانت ابنة سيدا ذات قدر وأهمية اما والدتها تزوجت من البواب جيرارد بعد ولادة ماري وكانت خادمة للسيدة ويلمان ، سأل بوارو عن ما مدى اعجاب السيد رودريك بمارى ، فقالت الممرضة: انه احبها بل اعجب بها ولكنها لم تتودد له بل كانت تصرفاتها منطقية و صحيحة بالضبط وهي لم تحبه ابدا كان مجرد اعجاب، وقد رفضته عندما حاول مرة تقبيلها غضبت منه وقالت له: كيف تجرء على هذا وانت خطيب للآنسة ايلنور.
ثم تكلم السيد بوارو الى السيدة بيتشوب كانت باردة في البداية واجاباتها منطقية وبعد وقت قصير اخبرت بوارو ان ماري جيرارد كانت تتودد الى السيدة ويلمان لكي تترك كل مالها لها و تجعلها تتعلق بها بالرغم من كل ما صرفته السيدة ويلمان عليها في تعليمها، ولو تجرأت وقلت اي شيء لكانت السيدة ويلمان قطعت رأسي رغم انني اشتغل عندها من اعوام عديدة. اما الانسة ايلنور فهي شابة ودودة ولا اعتقد انها تقدم على القتل ربما كان سبب التسمم هو شيء اخر ولا اعتقد ان ماري اقدمت على قتل نفسها فقد قررت الزواج بالسيد رودريك. كان بوارو يتكلم مع تيد بغلاند الذي كان مفتونا بماري واراد ان يتزوجها، لكنها رفضت ذلك رفضا قاطعا. وقال انه في ذلك اليوم كان يعمل في كراج هندرسن في اسفل الشارع وكان يفحص سيارة لرجل لكنه لم يكن يعرف المشكلة وقاد السيارة قليلا للتجربة. تحدث بوارو مع رودريك ويلمان وقد قال له انه يعرف ايلنور منذ فترة الطفولة ويستحيل ان تفعل شئ مثل ذلك ، وقال ايضا: انه اعجب ب ماري وافتتن بها وكان يعتقد ان ذلك سحرا وانه لو انه ابتعد عن المكان ربما سيتخلص منه، ثم قال له بوارو بشأن الرسالة التي اخذها ايلنور بشأن ان عمتها ستموت في اي لحظة وان احدى السيدات يمكن ان تحصل على كل شيء لانها تتودد الى السيدة ويلمان ، وكانت الرسالة غير موقعة باسم بل من مجهول.
ذهب بوارو برفقة الدكتور لورد الى بيت هنتربيري، ورأى هورليك المزارع وقال: انه شاهد الانسة ايلنور وبدى عليها بعض الغضب و قالت له انها سوف تزكيه وتمتدحه للمالك الجديد للبيت وبعد ذلك ذهب لتناول طعام غدائه في الساعة الواحدة وانه رأى سيارة الدكتور لورد، لكن الدكتور اكد انه كان في طريقه الى ويذنبيري وانه لم يرجع الا بعد الساعة الثانية ظهرا.
حاول الرجلان تفحص الحديقة خلف شباك غرفة المطبخ حيث لقيا علبة اعواد ثقاب المانية مدفونة في الرمال ، ثم وقف بين الشجرات التي امام النافذة وبعد ذلك اطلق صرخة صغيرة وصمت لبرهة وقال تعال هنا ايها الدكتور قف بجانبي ماذا ترى انها نافذة حجرة الاواني وماذا خلفها فتاة تقطع السندويتشات اي انها ايلنور من حيث اقف واشاهد لم اكن اعرف ان ماري جيرارد ستتناول تلك الشطائر حتى ماري ذاتها لم تعرف لا احد يمكن له ان يعلم لقد اعتقد الفاعل ان التي ستأكل الشطائر هي ايلنور ربما كان قتل الفتاة ماري عن طريق الخطا.
بقي موضوع اهل ماري الحقيقين يشغل بال بوارو ، عاد الى الممرضة هوبكنز وسألها عن السر الذي تكتمه واخبرها انه على علم بعلاقة السيدة ويلمان بالسيد لويس كانت هوبكنز تخبئ رسالة عثرت عليها بين اغراض العجوز جيرارد وهي من والدة ماري الى ماري التي لم تراها وقد اخفيت عنها، تقول ان والدة ماري كانت لها علاقة بالسيد جيرارد وتورطت معه الا انه تركها في منتصف الطريق بينما وقفت معها السيدة ويلمان وولدت حينها أم ماري و لكن الطفلة ماتت و بعدها توفي السيد لويس اخبرت السيدة ويلمان انها ستلد طفلا واخذت معها ام ماري وانتقلتا الى الخارج وولدت ماري هناك في هذا الوقت عاد جيرارد يراسل تلك الخادمة و قال لها انه سيتزوجها ويستقران في بيت البواب لذا اخذت الطفلة لتجعله يعتقد ان هذه الطفلة هي ابنته التي ولدت عندما تخلى عنها، و و اعتقدت السيدة ويلمان انه من الطبيعي ان تهتم بتلك الطفلة طالما انها تقطن في منزل البواب مع الخادمة و زوجها جيرارد.
اليوم بدات المحاكمة لإقرار ان الآنسة الينور كارليسل اما ان تكون بريئة و يتم الافراج عنها او متهمة و تتم ادانتها . في المحكمة تم اخذ افادات جميع الشهود الطبيب لورد، ، الممرضتان، السيد رودريك ويلمان , كما تم استجواب الصيدلي المسؤول عن بيع الادوية في الحي وقد افاد ان الورقة ليست ملصق لانبوبة (هايروكوليد المورفين) لانه يوجد جزء من حرف واو قبل حرف ميم من كلمة (مورف) و لان عبارة (2/1غم) مطبوعة باللون الازرق فان هذا الملصق لأنبوبة (هايدروكلوريد أبومورفين) والأنبوبة التي تحتوي المورفين يتم وضع عليها ملصق باللون الأحمر وليس الأزرق. واذا تناول الشخص دواء (هايدرولوريد ابومورفين) سواء تناوله مدسوسا في الطعام او ابتلعه لوحده فانه لا شك سيتقيء فقط ولن تحدث له حاله مرضية خطيرة ابدا ، ثم سلم الصيدلاني الملصقة المقصوصة ومعها ملصقان للمورفين وابومرفين لهيئة المحلفين لتتم عملية المقارنة و الحكم عليهما . ثم تم جلب شاهدة اخرى وهي اميليا سيدلي، وهي تقنط في17 شارع تشارلز بونامبا، أوكلاند، نيوزلاندا؟ لقد افادت انها تعلم تماما من هي السيدة ماري ديربر لأكثر من عشرين عاما، وكان اسمها قبل الزواج ماري رايلي وكانت متواجدة في المحكمة تعطي شهادتها وقد اعطت نفسها اسما وهو جيسي هوبكنز، ولا شك ابدا انها هي فقد عرفتها لأكثر من عشرين سنة، وكانت ماري ديربر ممرضة فى مستشفى قبل زواجها، و لا بد أن شهادتها زور و بهتان وأنني اعلم و متاكدة تماما ما أقول.
وجاء السيد ادوارد جون مارشال، واكد انه يعرف ماري ديربروانه راها اليوم في المحكمة تعطي شهادتها و قد ادعت انها جيسي هوبكنز. طلب القاضي جلب الممرضة هوبكنز ليتم اخذ افادتها مرة اخرى الا انه تم الاعلان انها قد تركت المحكمة. خرج هيركويل بوارو الى منصة الشهود وادلى باسمه الكامل ومكان قنوطه وحلف اليمين ثم قال: ان ماري كانت الابنة المحرمة للسيدة ويلمان لكنها تحمل اسم ماري جيرارد و استقرت في بيت البواب وهي ذاتها لم تعلم هذه الحقيقة، وبمجرد موت السيدة ويلمان فقد ورثت ثروة مالية طائلة و كبيرة جدا ولان الحقيقة لم تعلم من قبل فقد تحولت الثروة الى الانسة كارسيل فيما ورثت ماري فقط مبلغا قليلا جدا من هذه الثروة، وهي ايضا لم تكن تعلم الهوية الأصلية للمرأة هوبكنز، ربما ماري رايلي كان لديها سببا منطقي في تغيير اسمها الى هوبكنز الا انها لم تعطي السبب.
ان كل ما نعلمه بالفعل هو ان الممرضة هوبكنز اصرت على ماري لكتابة وصية تترك فيها كل ممتلكاتها لماري رايلي اخت إليزا رايلي،دون ذكر القرابة ونحن نعلم ان الممرضة هوبكنز بسبب عملها تستطيع الوصول الى المورفين والابومورفين ، و فوق ذلك تاكد انها لم تحكي الحقيقة ايضا عندما قالت انها وخزت بشوك الزهور عند بيت البواب (لان شجرة الورد تلك لايوجد لها اشواك)، وغير ذلك اقوال الانسة ايلنور ان الممرضة كانت تبدو انها متوعكة ومجهدة و وجهها مرهقا وهو أمر مفهوم تماما اذ انها كانت قد تعرضت لتوها بغثيان وتقيء شديدين.وان هذه الاعراض تحدث لمن يقترب من تلك الماده المخلوطه من المورفين والابومورفين .
أعلم أنه ليس من اختصاصي أن أصدر احكاما على الأدلة التي تدين انسانا اخر الا لكي اكشف أن هذا الشخص قد توفرت له دوافع قويه و فرص لارتكاب جريمة قتل. فإذا نظرنا الى القضية من هذه الزاوية نرى أن القضية ضد أيلنور كارليسل ترفض تماما. كان تلخيص قاضي محكمة العدل العليا للقضية كالتالى: يجب ان تكونوا مقتنعيين تماما بأن هذه المرأة قد وضعت في الحقيقة جرعة كبيرة من المورفين لماري جيرارد في السابع و العشرين من شهر تموز، فإن كنتم غير مقتنعيين فإن عليكم اظهار برائتها .
قال الأدعاء العام: ان الشخص الوحيد الذي سنحت له الفرصة لوضع السم لماري جيرارد هو المتهمة،ثم سعى الدفاع ليثبت وجود بدائل أخرى. غير أن هناك نظرية أخرى وهى اقدام ماري جيرارد على قتل نفسها،، لكن لا وجود لدليل على انها كانت تعيسة وكئيبة او في حالة ذهنية تقودها على الانتحار والدليل الوحيد الذي يدعم هذه الفرضية هو كتابة ماري جيرارد وصيتها قبل وفاتها بوقت قصير ، والفرضية الأخرى انه تم وضع السم بالسندويتشات في اثناء وجود ايلنور كارليسل في منزل البواب وفي هذه الحالة فان المقصود من السم كان ايلنور كارليسل و و الموت لماري جيرارد جاءت بالخطا، ثم ذكرت الشاهدة هوبكنز انها تعرضت الى وخزة من شجرة ورد عند منزل البواب ،وبما ان الشاهد ورغريف تفحص الشجرة وأكد ان ليس لها اشواكا، فانه عليكم ان تعرفوا سبب تلك العلامة على يد الممرضة هوبكنز ولماذا لم تقل الصدق بشان ذلك الامر كما ان ادارة البوليس مدانة بإهمال تفحص القصاصة بشكل متاني بعد ان اكد الشاهد الصيدلاني ان القصاصة كانت جزء من ملصق يلصق على انبوبة ابومورفين وليس مورفين.
انني اطلب منكم ان تقرروا و تحكموا بشجاعة والاخذ بالأدلة التي وضعت امام طاولتكم
صدر الحكم من قبل هيئة المحلفين ببراءة الانسة ايلنور كارليسل وتبين ان السيدة ماري رايلي هي المتهمة والتي تكتم هويتها الحقيقية تحت اسم هوبكنز وهو اسم صديقتها التي ماتت في الخارج. كان بوارو يتناقش مع الدكتور لورد اخر اخبار التحقيق و يقول له كيف علم ان الفاعل والمتهم الوحيد هو الممرضة هوبكنز، ولم تتوصل شرطة نيوزيلاندا االى الأدلة الكافية لادانتها لذا تم مراقبتها منذ فترة طويلة عندما تركت البلاد فجأة، حيث انها كانت تعمل ممرضة لدى سيدة مسنة وقد كتبت لها العجوز مبلغا ماليا كبيرا في وصيتها وقد كانت وفاة العجوز لغزا بالنسبة الى الطبيب المعالج. ثم أقدم زوج ماري رايلي بالتأمين على حياته بمبلغ مالي كبير لصالحها لكن من سوء حظها انه عندما كتب الشيك نسي ان يبعثه بالبريد، كما أنه تعزى اليها عدة وفيات اخرى. وقد أوحت رسالة شقيقتها الى عقلها الداهية باحتمالات كبيرة مستقبلية، ان الرحمة لا تعرف طريقا الى قلبها.فعندما ضاقت بها نيوزيلاندا واشتدت بها الرقابة رجعت الى هذا البلد وتابعت مهنتها باسم هوبكنز، دفعت ماري كي تكتب وصيتها حيث كانت تخطط لقتلها وفي هذه المرة قررت ان الضحية المتهمة بجريمة القتل ستكون هي ايلنور كارليسل لانه لديها دوافع لكنها لم تعلم انني قلت ل نفسي مرارا و تكرارا لماذا كذبت بشأن تلك الوخزة حيث ان شجرة الورد التي قالت انها وخزة من شوكها ليس لها اشواك، و ربما ابتزت السيدة ويلمان ايضا وبما ان تشريح الجثة اصدر قرار ان في جسدها اثر لسم المورفين فلا بد ان تكون هي من قتلتها وهي تعرف انها لم تكتب وصية بعد ، على امل انها بعد ذلك تذبح ماري جيرارد وهي الابنة المحرومة وتجعل المتهمة بها ايلنور ستحصل ماري على الميراث المالي كاملا ، بعدما سيطرت عليها واكتسبت احترام الفتاة ماري لها لذا اصرت عليها لكتابة وصيتها باسم خالتها دون ذكر صلة العلاقة و القرابة و جعلتها تكتب الوصية باسم ماري رايلي شقيقة الراحلة اليزا رايلي.
اكمل بوارو كلامه لكنك يا بيتر ولأنك خائف وراودك شك من أن تكون الفتاة هي الفاعلة اضفت ادلة من عندك و لم تقل لي الصدق عندما اصطحبتني الى الاستراحة بين الشجيرات لأجد هناك علبة عود الثقاب الألمانية التي علمت انه انت من وضعها وجئت بالمزارع وجعلته يرى سيارتك ليقول لي انها كانت هناك فيما اصررت انك كنت في طريقك الى خارج البلدة حيث لم تعد الا بعد الساعة الثانية لتجعلني اظن ان هناك شخصا اخر كان يراقب من الخارج و اعتزم على قتل ايلنور، احمر وجه الدكتور لورد بيتر وقال: اه اذا كنت تعرف انني من فعل ذلك. لكنني لا أعلم لما اصرارك هذا على انها بريئة وتريد تبرئتها حتى لو لم تكن بريئة، لقد عرفت انك وقعت في حبها اليس كذلك، فأجاب لورد انه قد احبها جدا منذ اول وهلة رآها بها، لكنها ربما ستعيش مع السيد ويلمان. أيها الدكتور لورد إن هناك احيانا فجوة بين الماضي والمستقبل وعندما يكون المرء قد خرج من الوادي المحاذي للموت الى ضوء النهار... عندها لا يعود ل الماضي قيمة و تبدأ حياة جديدة .
حياة جديدة... هذا ما تحياه الآن الانسة إيلنور كارليسل، وأنت من قدم لها هذه الفرصة الجديدة . حتى أنها اتجهت اليك انت بامتنانها، اليس كذلك؟ قال الدكتور لورد نعم انها طلبت مني ان ازورها بكثره , انها ممتنة جدا قال بوارو: نعم انها بحاجة اليك. لقد احبت رودريك ويلمان بحزن وشقاء ولا تحتاجه هو. ربما لن تحبك الآن لكنها سوف تحتاجك و بقوة لانها لن تستطيع بدء حياة جديدة الا معك أنت. لكن الدكتور لورد لم يقل شيئا. كان صوت بوارو شديد الرقة و اللطافة وهو يقول: ألا تستطيع تقبل الوقائع؟ لقد أحبت رودريك ويلمان. وماذا في ذلك؟ أما معك فإنها ستعيش بهناء .
النهايه
تعليقات
إرسال تعليق