قضية ستايلز الغامضة-أجاثا كريستي -الجزء الأول
إعداد وإشراف :رجاء حمدان
تدور أحداث القصة في إنجلترا إبان الحرب العالمية الأولى في قصر ستايلز بإسكس، إيميلي هي امرأة ترث بعد وفاة زوجها ملكية القصر والجزء الأكبر من ثروة السيد كافيندش الراحل، وتتزوج هذه الأرملة برجل أصغر منها سنا الذي يعيش معها في هذا القصر بالإضافة إلى ابني زوجها الأول من زوجته الأولى،
ذات صباح يستيقظ أهل القصر المقيمون في ستايلز ليجدوا أن إيميلي إنجلثروب قد ماتت متسممة. هستنغز المقيم كضيف في المنزل، يطلب المساعدة من صديقه هيركيول بوارو الذي يقيم بالقرب من قرية ستايلز، فيشرع بوارو في عمله بربط الأحداث المتعلقة بالجريمة ويكتشف أن إيميلي في يوم وفاتها قد تشاجرت مع كل من زوجها ألفريد وابن زوجها الراحل جون، وقد بدت بعد هذه المشاجرة متوترة ومضطربة، وقررت كتابة وصية جديدة، إلا أنه لا يوجد أي أثر لهذه الوصية الجديدة ويبقى السؤال مطروحا كيف ومتى تم تسميم السيدة إيميلي إنجلثروب. يبدأ الشك في كل شخص موجود بالقصر وكل شخص لديه سبب لقتلها ، وفي النهاية يكشف بوارو من هو مرتكب الجريمة فتكون المفاجئة هي ....
ما عليك سوى الانتساب إلى هذه القناة للاستفادة من المزايا المتعددة للقناة
:
https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber
" راجو شو يقوم بحكاوي الروايات بإسلوبه المستقل المختصرالوافي الممتع """" ربما تكون الرواية او الاساطير او الحكايات او قصص المشاهير التي نننشرها ...منتشرة على اعلانات جوجل ..ولكن معنا متعة القراءة وسما ع الرواية متميزة ..موقع وقناة راجوشو وفر لجمهوره الكريم كل ما يحتاجه ويلبي ذوقه من افضل الكتب وافضل القصص الشيقة والاساطير والحكايا وقصص المشاهير بطريقة محترفة ، حتى لايشعر القارئ بالملل من السرد الطويل الممل ....لذلك قمنا ب انشاء موقع الكتروني ضخم لقراءة الروايات على الرابط التالي : https://www.rajaoshow.com/
وكذلك عملنا على تخطيط وتصميم الموقع الالكتروني الى قناة سماعية بجودة واحترافية فائقة على الرابط التالي االرسمي للقناة على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg?view_as=subscriber
وصفحتنا على الفيس بوك الرابط التالي
: https://www.facebook.com/RajaoShow
نظرا إلى الشهرة العالمية الواسعة التي حظيت بها قضية ستايلز، ورغم مرور زمن طويل عليها، إلا أن صديقي العزيز بوارو وأفراد العائلة ذاتهم، طلبوا منى أن أكتب عن القصة كاملة، اعتقادا منهم أن ذلك سوف يسكت الإشاعات التي دارت حول الأمر ويخرسها.
التقيت ون كافيندش الذي كان يكبرني بخمسة عشرة عاما، لم أعد أراه منذ سنين لكني أعرفه قليلا منذ فترة الطفولة، فعندما كنت طفلا كثيرا ما كنت أقيم في (ستايلز) في ايسكس، وهو قصر تمتلكه أمه، عمل جون محاميا لوقت قصير، ثم استقر به المقام في قصر ستايلز مع زوجته ماري كافيندش، متأملا من والدته أن تزيد من حصته المالية، كي يستطيع أن يحصل على منزل مستقل، وكان لجون أخ أصغر منه اسمه لورنس، حاصل على شهادة الطب، لكنه توقف عن ممارسة الطب مبكرا ليتابع طموحاته الأدبية.
جون وأخوه لورنس طفلان صغيران، حينها تزوج أبوهما بامرأة أخرى، ثم اشترى قصر ستايلز الريفي بعد زواجه بمدة قصيرة، وكان قد أوصى بالقصر لزوجته بعد موته، بالإضافة إلى الجزء الأكبر من مرتبه، وأما السيدة كافيندش فكانت سخية جدا مع أولاد زوجها، حتى إن الولدان كانا يشعران، أن زوجة والدهما هي أمهما الحقيقية.
غضب جون من زواج التي يعتبرها أمه كافيندش بالفريد انغلثورب، بعد موت أبيهما السيد كافيندش، حيث كان أصغر منها بعشرين عاما على الأقل، وقال: إن هذا الرجل طماع ونصاب ظهر فجأة، وادعى أنه قريب لايفي صديقة أمه، أعجبت به أمي وبشخصيته وعينته سكرتيرا، ومن ثم تزوجت به.
دعاني جون لقضاء فترة نقاهة في قصر
ستايلز بعد مرضي، فقد أمضيت بضع شهور في المشفى، ثم طلب مني الدكتور أن أحصل على
شهر آخر، لآخذ فترة من الراحة، فقبلت دعوته على الفور وفرحت بها، ولأن لي فيه ذكريات
منذ الطفولة.
ركبت القطار المتجه إلى قرية ايسكس، وعندما وصلت كان جون ينتظرني بسيارته، وفى الطريق إلى القصر توقف جون قليلا أمام
المشفى، لكنه قال: لن تكون سينثيا الآن هنا ربما تكون قد وصلت إلى البيت، إنها
ابنة صديقة أمي من المدرسة لكنها الآن يتيمة الأبوين، فأحضرتها أمي إلى القصر لتكون
تحت وصايتها.
ثم أكملنا الطريق إلى القصر، قال لي: إن الحياة هنا هادئة جدا ومريحة في
القصر يا جون، عندما وصلنا إلى القصر التقينا بالسيدة ايفي هاوارد وهي مرافقة أمه،
السيدة انغلثروب (زوجة أبيه)، ثم التقيت بماري كافيندش زوجة صديقي جون كافيندش، والسيدة انجلثروب وسنثيا، ثم
جلسنا جميعا نحتسي كأسا من الشاي في الحديقة بحضور السيد انغلثروب، وجوني كافيندش،
ودار الحديث عن بازار السيدة انغلثروب ومشاريعها الخيرية.
كانت السيدة انغلثروب تملي على ايفي المكاتبات التي تريد كتابتها وإرسالها
بالبريد، نظر إلي السيد انغلثروب، وسألني عن عملي فقلت له: إنني كنت أعمل لدى شركة
تأمين قبل الحرب، ثم قال مرة أخرى: وهل ترغب في العودة الآن إلى عملك ذاته؟ فقلت: في
الحقيقة لا أدري، لكن لدي ميول جانحة لأن أكون رجل تحقيق في الشرطة مثل شرلوك
هولمز.
مضى المساء الجميل بصورة ممتعة، وفي اليوم التالي ذهبت مع السيدة ماري
كافيدنش للمشي والتنزه قليلا، وعند رجوعنا في الساعة الخامسة، وجدنا جون وكان منظره
وملامحه تدل على أن شيئا سيئا قد حصل، أخبرنا
الأمر وأن ايفي هاوارد تشاجرت مع الفريد انغلثروب، وقررت الانتقال من هنا، وفي حين
كان يشرح لنا ما جرى، جاءت ايفي وقالت: لقد كنا نتحدث ونتناقش أنا والسيدة ايميلي
انغلثروب بكل صراحة، فقلت لها: إنك امرأة كبيرة في السن، وزوجك العجوز أصغر منك
بعشرين عاما على الأقل، يجب عليك أن لا تضحكي على نفسك فأنت تعلمين أنه تزوجك من أجل
المال ليس إلا؟ وسيأتي يوما ما ويقتلك بكل
سهولة ويسر، كسهولة النظر إليك، وقلت لها: إن البستاني رايكس له زوجة صغيرة جميلة
وفاتنة جدا، اسأليه كم من الوقت يمضي معها هناك؟ كما قلت لها إنه سيء الطباع جدا، لكنها قالت: (عزيزي الفريد... حبيبي
الفريد... افتراءات رهيبة و كاذبة ... امرأة شريرة)، وأنا قد قررت بأني سأذهب، ليس
الآن بل في هذه اللحظة بالذات.
وبعد خروج جون وزوجته من الغرفة، دنت مني وهمست لي: إن الجميع حول السيدة
انغلثروب كأسماك القرش، كلهم ظروفهم عسيرة وصعبة، ويريدون استغلالها والتهامها فما
يريدونه هو المال، ولكنني أعلم أنك رجل شريف، لذلك أطلب منك حماية المسكينة
ايميلي، وحملت حقيبة حوائجها الخاصة وغادرت القصر.
في اليوم التالي ذهبت مع لورنس لزيارة سينثيا في الصيدلية التي تعمل بها، و
احتسينا الشاي هناك سوية ومع زميله لها في
العمل، وعند انتهاء وقت عملها عدنا جميعنا إلى البيت، وفي طريقنا مررنا بمكتب
البريد، حيث كنت أريد الإتيان ببعض الطوابع، وهناك رأيت صديقي العزيز بوارو،
فأخبرني أنه يقوم بعمل خيري من أجل السيدة انغلثروب، وأنه أيضا على معرفة بالآنسة
سينثيا، ثم عدنا إلى المنزل وأنا أسرد لسينثيا عن قصص هيركويل بوارو البطولية
المذهلة، وعن احترافه في التوصل إلى القاتل
في جرائم القتل.
عندما وصلنا إلى البيت، رأينا السيدة اميلي انغلثروب وكان واضحا عليها الإجهاد
والتعب، قالت لنا: لا داعي للقلق إنني بخير، وإنها سوف تذهب لإكمال بعض الرسائل قبل
إرسالها بالبريد، فاقترحت على سينثيا أن نلعب التنس، وذهبت لإحضار المضارب من حجرتي،
فقابلت هناك ماري وهى تنزل عن السلم، وكانت تبدو متعبة ومجهدة
كثيرا، وفي أثناء عودتي من أمام الغرفة المفتوحة، سمعت الحديث التالي الذي دار بين
السيدة انغلثروب وبين ماري كافيندش:
كانت ماري كافيندش تقول بصوت امرأة تسيطر بيأس على نفسها: إذن أنت لن
تطلعيني عليها؟
-أجابتها السيدة انغلثروب: عزيزتي ماري ليس لها علاقة بذلك الأمر.
-إذن أعطيني إياها.
-أقول لك إنها ليست الشيء الذي تتخيلينه، إنها لا تخصك بأي شيء.
-أجابتها ماري بمرارة ظاهرة: بالطبع كان يجب أن أعلم أنك سوف تتسترين عليه.
عدت إلى الملعب، كانت سينثيا تنتظرني، وقالت لي: إنه قد حدث شجار عنيف بين
السيدة انغلثروب وبين دوركاس البستاني، ففكرت حينها بوجه السيدة رايكس الغجري زوجة
البستاني، وتحذيرات ايفي هاوارد، ولكنني حافظت على هدوئي .
عدنا إلى البيت قرابة منتصف
الليل، أيقظني لورنسو وقال لي: إن أمه متعبة ومريضة جدا، وإن الباب مقفل عليها من
الداخل بالمزلاج، ذهبنا إلى حجرتها وانضم إلينا جوني واثنان من الخدم.
حاولنا أن ندخل من الباب الموجود في حجرة السيد انجلثروب، والمؤدي إلى حجرة
زوجته، لكنه كان مغلقا بالمفتاح، وبدت الغرفة كأنها لم تستخدم، ولم يكن على السرير
أحد تلك الليلة، تجمع الكل وبدا أن السيد انغلثروب هو الوحيد الذي لم يكن متواجدا
حينها، حاولنا الدخول أيضا من الباب المتواجد في حجرة سينثيا والمؤدي أيضا إلى
غرفة السيدة انجلثروب، لكنه كان مقفلا من الداخل، قلت لهم: إنه من الأسهل تحطيمه أكثر من الباب الرئيسي للغرفة، والموجود في
الممر، فقمنا بكسره ودخلنا جميعا، وجدناها ممددة على سريرها وجسدها يتلوى بطريقة
غريبة بسبب تشنجات عنيفة، وبدا كأنها أوقعت الطاولة المتواجدة بجانب سريرها، خلال إحدى
تشنجاتها، وعند دخولنا كانت قد ارتخت أعضائها وسقطت على السرير، ثم فجأة حدث لها
تشنجات أخرى عنيفة قوية يصعب رؤيتها، ثم تقوس جسمها للأعلى بشكل غريب، وفي تلك
اللحظة دخل الدكتور بورشتاين صديق السيدة انغلثروب وحاول تقديم المساعدة لها، لكن
محاولاته كلها باءت بالفشل.
ثم أطلقت السيدة انغلثروب صرخة بصوت
منخفض: الفريد.. الفريد.. وسقطت على السرير بلا أي حركة، حاول الطبيب تحريكها بقوة
وعمل لها تنفسا اصطناعيا، لكن دون أي فائدة، لقد ماتت.... وفي هذه اللحظة حضر طبيبها
الخاص السيد ويلكنز، لكن بعد فوات الآوان، وكان يقول: لقد أخبرتها وقلت لها:عليها
أن تريح نفسها لكنها كانت تقسو على نفسها بالعمل كثيرا، بعد ذلك بدأ الدكتور
بورشتاين يخبر الطبيب ويلكنز عن كيفية التشنجات التي حدثت للسيدة انجلثروب، فقال: إن
التشنجات كانت غريبة وتشابه تلك التي ترافق مرض الكزاز، ثم طلب الطبيب بورشتاين أن
يتحدث ويتناقش مع الدكتور ويلكنز على إنفراد، وطلب من جوني أن يأذن له بذلك، فسمح له
جوني وخرجنا جميعا من الغرفة، وأغلق الطبيبان على نفسهما الحجرة.
نزل الجميع إلى الأسفل، وكانت ماري كافينش بجانبي، فقلت لها: أتدرين ما الذي
يدور في رأسي؟ قالت: وما الذي يدور في بالك؟ فأخبرتها بأنني أشك أن السيدة
انغلثروب قد سممت، وأن الطبيب بورشتاين بعد أن شاهد ما حدث معها في آخر دقائق لها،
شك أنها سممت أيضا, خافت ماري وارتعبت عندما أخبرتها بذلك، وقالت: إن ذلك لا
يمكن... لا يمكن.. ثم صعدت الدرج وكانت تتمايل، لحقتها كي لا تقع فقد كانت في حالة
هستيرية غريبة، لكنها طلبت مني أن أتركها وحدها فعدت إلى غرفة الطعام، وجلست مع لورنس
وجون.
جلسنا يسودنا الصمت لفترة، فقررت أن أقطع الصمت فسألت عن ألفريد انغلثروب، شعر
الجميع أن غيابه يصعب تبريره ولا يعرفون سببا لذلك، نزل الطبيبان إلى الأسفل، وتكلم
الطبيب ويلكنز باسم الطبيبين: أريد رأيك يا سيد جون في تشريح الجثة، سأله جون بيأس:
وهل هذا ضروري؟، فأكد الطبيبان على ضرورة تشريح جثة الميتة.
قال الطبيب ويلكنز: لا أنا ولا الدكتور بورشتاين نقدر على إعطاء شهادة وفاة
في ظل هذه الظروف، ثم أخرج الدكتور بورشتاين من جيبه مفتاحين لحجرتي سنثيا والسيد
انغلثروب، وقال: من الأحسن أن تظل هذه الغرف مغلقة، وسلم المفتاحين لجون ثم غادرا.
خطرت
في رأسي فكرة على الفور، وهي أن أستدعي صديقي هيركويل بوارو للتحقيق في هذه القضية،
فإن كان هناك جريمة بشعة، فمن هو أحسن وأقدر من بوارو على اكتشافها؟ وأخبرت جوني واستأذنت
منه أن أجلب بوارو، وكان حزينا جدا، فقال:
لا أريد أن تحدث أية فضائح، أرى أن ننتظر إلى حين فحص الجثة، فأخبرته أن بوارو هو
السرية ذاتها.
وفي صباح اليوم الذي يليه أحضرت كتابا يتحدث عن سم الأستركينين، قرأت فيه
قليلا، وبعدها ذهبت إلى بيت صديقي بوارو كي
أطلب منه مجددا التحقيق في هذه القضية،
وفي أثناء خروجي رأيت شخصا كان يركض بسرعة ناحيتي، كان السيد انغلثروب قال لي: لقد
أخبرني دينبي بما حدث وحل للمسكينة اميلي، لقد ضحت بنفسها كثيرا، إنها
شخصية مثالية وعظيمة، فسألته أين كنت؟، قال:
كنت مع دينبي وتأخرت إلى أن حانت الساعة الواحدة، وعندما أردت العودة إلى البيت وجدت أن مفتاح الباب الخارجي ليس معي،
فلم أرغب أن أزعج أحدا لذلك نمت عند دينبي، وقد أخبره اليوم الدكتور ويلكنز بالكارثة
التي حلت، وعلمت منه ما حدث لها.
تركته وأكملت سيري إلى بيت بوارو، وقلت له تفاصيل القصة كاملة، ولم أترك أي
تفصيل مهما كان صغيرا، ثم سألني بوارو سؤالا ظننت أنه غريب: سألني إن كانت السيدة
انغلثروب تناولت الطعام تلك الليلة جيدا أم لا؟
أخبرته: إنها كانت متوترة قليلا، فلم تأكل بشكل جيد كالمعتاد، ولكن ما علاقة ذلك بالأمر؟
بوارو: إن سم الأستركنين سريع التأثير، وإن كانت تناولته مع فنجان القهوة
في الساعة الثامنة أو الثامنة والنصف، فالأعراض سوف تظهر بعد ساعة فقط، لكن في حالة
السيدة انغلثروب، فقد ظهرت الأعراض بعد مدة طويلة قدرها تسع ساعات، وإن تناول وجبة
دسمة سوف يؤخر تأثيره، لكن حسبما تقول إنها تناولت القليل من الطعام، ومع ذلك فإن
الأعراض لم تظهر سريعا، إن هذه الحالة تبدو غريبة بعض الشيء، قد يظهر شيء يوضح ذلك
خلال تشريح الجثة.
الى اللقاء في الجزء الثاني
تحيات : راجوشو
تعليقات
إرسال تعليق