القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية نبض: أدهم الشرقاوي.- الجزء الأول


 رواية:

نبض: أدهم الشرقاوي. الجزء الأول 

إعداد وإشراف: رجاء حمدان.


 رواية  تُحاكي  الواقع  الذى نعيشه، فهي تصوّر حربًا أهلية، صراعًا بين العبيد والأحرار في حلبة الوطن.... ا(لآن يا نبض أجد اللحظة مؤاتيه لأرتكب خيانتي الأولى لك ! قررت أخيرا أن أكتبك ، بعض النساء نخونهن إذ نكتبهن . فتحويل امرأة مثلك إلى لغة يعتبر خيانة من زاوية ما ).



 ما عليك سوى الانتساب إلى هذه القناة للاستفادة من المزايا المتعددة للقناة

: https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg/join

" راجو شو يقوم  بحكاوي الروايات بإسلوبه المستقل  المختصرالوافي الممتع  """" ربما تكون الرواية او الاساطير او الحكايات او قصص المشاهير التي نننشرها ...منتشرة على اعلانات جوجل ..ولكن معنا متعة القراءة وسما ع الرواية متميزة  ..موقع وقناة راجوشو وفر لجمهوره الكريم كل ما يحتاجه ويلبي ذوقه من افضل الكتب وافضل القصص الشيقة والاساطير والحكايا وقصص المشاهير بطريقة  محترفة ،  حتى لايشعر القارئ  بالملل من  السرد الطويل الممل ....لذلك قمنا ب انشاء موقع الكتروني ضخم لقراءة الروايات على الرابط التالي : https://www.rajaoshow.com/

وكذلك عملنا على تخطيط وتصميم الموقع الالكتروني الى قناة سماعية بجودة واحترافية فائقة على الرابط التالي االرسمي للقناة على الرابط التالي: https://www.youtube.com/channel/UChQ8.@ وصفحتنا على الفيس بوك الرابط التالي

: https://www.facebook.com/RajaoShow





 رواية:

نبض: أدهم الشرقاوي.

إعداد وإشراف: رجاء حمدان.






 تسأليني يا نبض: لماذا لا يتقاتلُ الناس بأخلاق؟!

=فأبتسم وأجيبكِ: كيف تريدين أن تكون الحرب  بأخلاق إذا كانت بالأساس عملاً منافياً للأخلاق! لطالما كنتُ ضد الحرب، لأني أعرف أن كل من يخوض الحرب هو  خاسر لا محالة، للمنتصر والمهزوم على حد السواء، عدا عن أن الذي ينتصر في الحرب هو الذي يخسر أقل! أو هو الأقدر على تحمل الخسارات. إن الحرب سيئة  فاطرافها إما قاتل أو مقتول!

ولكن الحروب هي التي تختارنا ولا نختارها يا نبض، وهذا هو قدرنا مع هذه الحرب، لقد أختارتنا فخضناها! لا يمكن للناس أن يهربوا من أقدارهم ولقد كانت هذه الحرب قدرنا!

حين تكتظ  الذاكرة بالراحلين ننسى لنعيش يا نبض، إنه لأمر مرهق أن تصبح الذاكرة مقبرة فيها من الأموات أكثر مما فيها من الأحياء، هذا هو أقسى ما في الحرب يا نبض، أنها تقتل فينا الإنسان!






ما زلت أكره الحرب يا نبض، وأقف ضدها بكل ما أوتيت من قدرة على الرفض، أقف ضدها لأني أعرف أننا مهزومون فيها منذ اللحظة التي خضناها، مهزومون ولوا انتصرنا!

مهزمون في إنسانيتنا على الأقل، أو على الأكثر! فما الذي سنعيش لأجله حين نخسر إنسانيتنا؟! ولكني بالمقابل أعرف أن الحياة المغموسة بالذل كالرغيف المغموس بالدم لا يشتهيه أحد!

النصر لا يعزّي فاقداً عمن فقد، لو انتصرنا ماذا أفعل بنصرٍ لستِ فيه يا نبض. قلتِ لي وقتها مبتسمة: إذا مِتّ في هذه الحرب، هل سترْثيني؟ فقلتُ لكِ: إن حياتك عندي أغلى من مليون كتاب! أنتِ كلي يا نبض، وحين يأخذوك مني، فهذا يعني أنهم أخذوني مني!

تهاتفيني يا نبض: لنلتقِ في هذه الهدنة التي أعلنوها.





الهدنة ليست سوى استراحة  بين معركتين... ولكن هل تعرفين ما الجميل في الهدنة ؟! الجميل فيها أن القويّ حين يقبل بالهدنة فهذا يعني أنه لم يعد قوياً بما يكفي. وأن الضعيف حين يفرضُ الهدنة فهذا يعني أنه لم يعد ضعيفاً إلى الحد الذي يمكن فيه  سحقه!

عودنا يشتد يا نبض... يشتد ويقوى لأن الإرادة لا يمكن أن تكسرها المدافع، ولأن صوت التكبير في مساجدنا أقوى من صوت طائراتهم.

وثِقي أن الأرض التي وقفت تنظر الينا ونحن نُذبح ليست صاحبة القرار النهائي في هذه الحرب. إن الكلمة الفصل في السماء. والبقاء حسب قانون السماء هو للأصلح!




تسأليني: ما بكَ؟ فأجيبك: اشتقتُ إليكِ! ثم تُعزّيني قائلة: وأنا أيضاً اشتقت إليكَ! فأقول لكِ: أن تشتاق لي امرأة برقتك وجمالك شيء يجعل من هذه الحرب نزهة، لأنني لدي شيء أحارب لأجله. فتقولين: أترك الحرب ، أنت معي الآن، ولست تحارب في خندقك! أقول لك: أنتِ خندقي، بل أنتِ حربي كلها، وإني حين أكون في الخندق تكونين معي. صورتك في  الجيب الأيسر بالقرب من القلب، وحينما  يحتمون بدروعهم أحتمي بكِ!

تلقين عليّ سؤالاً بدا لي أنكِ كنتِ طوال الليل تحملينه في عقلك وتنتظرين اللحظة التي تلقينه عنك لكثرة ما أرهقك: هل تؤمن أن بإمكان الإنسان أن يعرف أنه سيموت؟! ابتسمتُ وأنا أقول لكِ: لا أعرف يا نبض، سمعت قصصاً كثيرة عن أشخاصٍ تصرفوا قبل موتهم بفترة، أو لحظات، تصرفات لم يكونوا يتصرفونها في حياتهم العادية، لهذا أنا لا أصدق هذا ولا أكذبه، ولكني لا يمكن لي أن أجزم بأن هذه حقيقة. قلتِ: أما أنا فحزمتُ أمري، وصرت أؤمن بهذا فعلاً.

ثم نرجع للحرب التي لا مفر منها! هذه الحرب يا نبض إما أنها تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن في كل إنسان أكثر من إنسان، أو أني مُصاب بانفصام حاد! الحرب تطلق هذا الوحش الكامن في داخلي، وأنت تُروّضينه! في الحرب نشتعل نارا من منظر دمنا المسفوح، ولا تنطفئ نارنا إلا بمقدار ما نسفك فيهم من دم!

تقولين لي: إذا انتصرنا في هذه الحرب، برأيك من سيكون لائقاً بحكم هذا الوطن ؟! أجيبك: لا أحد من الذين تعرفينهم! رجل الحرب ليس بالضرورة أن يكون رجل الدولة! السياسة لها حسابات أخرى، والذين يديرون المعارك باقتدار ليس بالضرورة أن يديروا الدولة باقتدار!

كثير من الحروب التي دارت على مر التاريخ كانت سبباً لفشل السياسة! فعندما يفشل الساسة يختلقون الحروب! ويُصدرون أزماتهم إلى الخارج، وليس غير الحروب الخارجية يمنع الثورات الداخلية! إذ يجد الشعب نفسه مرغما أن يلتف حول حكومته!





 الحرب يا نبض عندما تتوقف تكون قد تركتْ خلفها جروحاً نازفة يجب مداواتها. الذين كانوا جزءاً من الحرب في الغالب لا يمكنهم أن يكونوا جزءاً من الحل! فالذي قضى سنوات في المعارك سيحكم بعقلية المحارب، لأنه اعتاد أن يفكر ببندقيتة لا بعقله، والأوطان بعد الحروب تحتاج إلى قلب أولاً ثم إلى عقل، وهي أغنى ما تكون عن البنادق!

=وانظري إلى عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد، كل واحد منهما أبدع في منصبه، فعمر كان رجل دولة بامتياز، وخالد كان رجل حربٍ باقتدار! عمر أصلح من خالد للدولة، وخالد أصلح من عمر للجيش! ولو تولى عمر قيادة الجيش ماكان ليديره بحنكة خالد، ولو تولى خالد مقاليد الدولة ما كان ليديرها بكفاءة عمر!

=تقولين: إن كنتَ ترى أن المحارب لا يصلح لأن يكون رجل دولة، وأن الناجح في الميدان ليس بالضرورة ناجح في السلطة، فإن كنتَ تخشى أن يستأثر المحارب بالسلطة، فأنا أفضّل أن يقع الذي تخشاه أنت، على أن يأتي لصوص الثورات ليقطفوا ثمارها إذا أينعت  نصراً!

=أقول: هذا شيء قابلٌ للحدوث لا شك، ولكنّي أتحاشى التفكير فيه، يصعب عليّ أن أتخيل أن كل هذه الجثث التي ارتضتْ أن تكون درجات في سُلم يرقى فيه الوطن، فإذا بها درجات يرقى فيها لصوص الثورات!

أقول: السلاح الاقوى في معركة بناء الوطن يا نبض هو الوعيُ لا البنادق، الناس ملت الحرب، وقد خاضتها لأنها وسيلة ولسيت غاية في ذاتها. معركة الوعي يا نبض ليست معركة الجميع، إنها معركة النخبة المثقفة، يستحيل حقن شعب كامل بالوعي، وإن كان هذا غاية مُنيتي، ولكن حتى هذه الدول العظيمة التي ترينها يديرها النخبة. لم يوجد مجتمع بشري إلا وكان فيه شكل من أشكال السلطة، بل يستحيل وجود تجمع بشري دونها.





نحن بنينا حضارة عظيمة، والجميع كان لهم الفضل في هذه الحضارة العظيمة، من أصغر جندي إلى أكبر قائد عسكري، ومن صانع الورق، وصانع الحبر، إلى المفكرين والعلماء الذين خلفوا هذه الثورة الفكرية. وتتفيه البسطاء لا يُعلي قدرالنخبة، وإنما النخبة لا تكون نخبة إلا إذا اعترفت بفضل هؤلاء البسطاء.

تقولين لي: المدنية شيء، والحضارة شيء آخر. ألا يمكن اعتبار الدين جزءاً من الحضارة، لأنه بالأساس جملة أفكار ومعتقدات. فأقول: هذا صحيح يا نبض. تقولين:  ألا تعتقد أن كثرة الموت في الحرب سبب يدفع الناس إلى التدين؟

صحيح، في الحرب يكتشف الإنسان مدى ضعفه، ومدى هشاشة الحياة على هذه الأرض، وأنه من الممكن أن تضع رصاصة طائشة حدّاً لحياته. حين يشعر كل إنسان أنه في تهديد دائم، وأنه من المحتمل أن يخسر حياته بأية لحظة، يحتكم إلى فطرته، اللجوء إلى القوي القادر، ويحاول أن يكسب حياته الآخرة.

تقولين: إذاً الدين مخدر يتعاطاه الناس كلما أوجعتهم الحياة، وأنهم يُعزّون أنفسهم به عما حل بهم؟!

 أقول: أبداً يا نبض، الأمر ليس كذلك، ولكن هذا هو طبع الإنسان... ينسى في الرخاء ويتذكر في الشدة، يطغى في الصحة ويستكين في المرض، يتغطرس في النجاح ويتواضع في الفشل. الدين في الأساس جاء ليفسر كل شيء، ويميط اللثام عن كل غموض، وما كان ليقف ضدك إذا تساءلت تساؤل الساعي للمعرفة،على العكس تماماً أنتِ تثابين في هذا.

وأنظر في عينيك... أعرف هذا اللون الأسود جيداً عندما يقتنع بفكرة محدثه، وأنتشي فرحاً أني قد أقنعتك، وأنتشي أكثر أن امرأة جميلة تجلس على الطاولة أمامي، يدها بيدي. أريد أن يتوقف الزمن، ويغمض الوقت عينيه وينساني معك! أقول لكِ: أحبكِ. فتقولين لي: عدني أنني إذا متُّ أنك ستتزوج وتكمل حياتك، وتنجب بنتاً جميلة وتسميها بإسمي، كي تذكرك بي دوماً! أقول لكِ: لا أريد لأحد أن يُذكّرني بكِ. إذا متِّ فأنا ميتٌ معك ولو بقيت حياً!





أطوي صفحة الحرب، وأعود بك إلى قريتنا...أرجع بكِ إلى الناس. تعرفين جارتنا دعاء، كانت تعيش جحيماً لا زواجاً، وكلنا نعرف أن زوجها سكير، ينفق راتبه على مشروبه وملذاته، ويتركها تتدبر قوتها وقوت أولادها بما يجريه عليها أهلها والجيران. وأكثر من مرة عاد إلى البيت سكراناً، وطردها من بيتها في منتصف الليل، ولا زلت أذكر مرة عندما سمعنا صراخاً في الطريق، فخرجنا نستطلع الأمر، فإذا الدم يسيل من أنفها، وآثار الضرب على وجهها ، وهو يدفعها خارج البيت!

كل الذين قالوا أن دعاء مظلومة، وأن زوجها وحش لا يُساكن، هم أنفسهم الذين قالوا أن دعاء مكيودة لأنها طلبت الطلاق!




لا أعرف ماذا يريدون منها، أن تبقى تُضرب إلى ما لانهاية، أو تموت من الضرب ذات سكرة شديدة. حتى الذين كانوا أكثر تحضراً قالوا كان يجب عليها أن تصبر لأجل أولادها! أريد أن أعرف من الذي أقنع الناس أن عيش الأولاد في جو موبوء بالمشاكل والعنف وقلة الاحترام، أفضل من عيشهم مع أحد الأبوين في جو من الهدوء والطمأنينة!

هناك عظماء كثر كانت أمهاتهم أرامل منذ صغرهم، ولم يمنعهم هذا من أن يكونوا عظماء، وهناك عظماء رباهم أباؤهم أيضاً، السر لا يكمن في وجود الأبوين وإنما في طريقة تعاملهما!


نهاية الجزء الأول ...الى اللقاء في الجزء الثاني 
تفاعل :

تعليقات