القائمة الرئيسية

الصفحات

عشيق الليدي تشاترلي: الجزء الثاني .



عشيق الليدي تشاترلي:  - الجزء الأول 


تزوجت كونستنس ضابطا قويا يتمتع بطلا في الميدان وأمضيا شهراً من العسل  في الراحة والاستجمام،. ثم عاد الزوج أدراجه إلى ساح القتال ليصاب بعد ستة أشهر وينقل إلى منزله مكسر الجسد! وكانت كونستنس في ذلك الحين امرأة يافعة لا تتعدى الثالثة والعشرين.
تمسك الزوج المحطم بالحياة.. لم يمت.. وتراءى أن الأشلاء الممزقة قد تجمعت  مرة ثانية في روح متماسكه . ولبث الطبيب يعالجه ويشرف عليه، وعندما إ مرعامان على علاجه  جهر برأيه وقراره وأعلن للجميع أن الخطر زال قد زال ولكن الجسد شل قسمه الأسفل.
وهكذاهدمت  الحرب دعائم بيت كونستنس ، وأيقنت بعد أن جرفها تيار المصائب أن على المرء أن يحيا وأن يتعلم..
كيف عاشت.. وماذا تعلمت هذه الزوجة الشابة!؟
..

ما عليك سوى الانتساب إلى هذه القناة للاستفادة من المزايا: https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg/join


عشيق الليدي تشاترلي: الجزء الثاني .
إعداد وإشراف -رجاء حمدان 






وفي اليوم التالي أخبرت كوني الحارس عن ذهابها إلى البندقية، وأنها أخبرت كلفورد بأنها قد تحمل قريباً! فذهل الرجل وقال: وكيف كان رد فعله؟ كيف تلقى الصدمة؟ قالت: لم يعتبرها كذلك، بل أعرب عن رضاه، طالما كان في باطن الجميع أن الطفل طفله الشرعي! قال: فمن أين ستأتين بالطفل؟ قالت: من البندقية، فهو يعتقد أنني أنوي الحمل هناك، من رجل بيني وبينه مغامرة وغرام! قال: إذاً فلقد تحرشت بي من أجل نيل مرادك؟ لقد شئتِ أن تنجبي الوارث بأسرع ما يمكن؟! قالت: كلا، لا تقل هذا، لقد أحببتك، بودي أن أحيا معك حياة بدون فراق، أريد أن أكون معك في الحياة وبعد الحياة!

أخبرت كوني كلفورد بأنها ستغادر في السابع عشر من حزيران إلى البندقية، وبأنها ستعود قبل العشرين من تموز، قال لها كلفورد: أرجو أن لا تخيبي رجائي بعدم العودة؟ قالت: كن مطمئناً إلى عودتي.

خاف من ذهابها، وفي نفس الوقت رغب فيه، ولعله رغب في ذهابها ليحظى بالطفل المبتغى، لعلها تذهب فتتصل برجل، وتنجب له الوارث وحامل الاسم، حتى يبقى (لرغبي) رجل من آل تشاترلي!

والتقت عشيقها وأخبرته على ماذا نوت، ثم قالت: وعند عودتي، أستطيع أن أخبر كلفورد بأنه من الضروري أن نفترق، فبذلك يتسنى لنا أن نغادر هذه البقعة إلى بلد آخر، إلى أستراليا أو إفريقيا!

وصلت هيلدا أخت كوني، إلى رغبي لاصطحابها إلى البندقية، قامت كوني بإخبارها بعلاقتها مع حارس الصيد، فقالت لها هيلدا: سوف تندمين أشد الندم على طيشك ونزقك، إنه رجل غير أهلٍ لكِ... إنه من الطبقة العاملة، قالت كوني: إنني أحبه فهو لطيف وكريم، ويفهم ويقدر ويحنو، هو حبيبي إلى الأبد.

 كلام كوني يزيد الغيظ في قرارة نفس هيلدا، والتي ألقت على الغريزة الجنسية باللائمة، ونسبت الشر كله إليها.

وصلت كوني وأختها ووالدهما إلى البندقية ظهرا، واستقلوا الجندول إلى (دارة إزمرالدا)، كانت الدارة يملكها رجل اسكتلندي جمع ثروته الطائلة في إيطاليا قبل الحرب، فقرر البقاء والعيش هنا في هذه البلاد.





انشغل والد كوني بعد وصولهم إلى المنزل بالرسم، والشقيقتان يقضيان نهارهما في الخارج، وكانا يذهبان مع والدهما في ليال كثيرة إلى مسارح اللهو والرقص والتمثيل، كان كل شيء جميل ويوحي بالسعادة والهناء وراحة البال، وهذا ما أرادته الشقيقتان.

في ذلك الوقت كان كلفورد كل يوم، يكتب إليها رسائل رائعة وتحفة تستحق النشر، ولكن كوني لم تعد تجد رسائله تستحق عناية كبيرة منها! فقد كانت منشغلة تماما بالحركة التي كانت تشعر بها في أحشائها... لقد حملت، وها هو الجنين يتقلب كل يوم فيذكرها بوجوده ووجودها.

وصلت إليها رسالة من كلفورد صدمتها بشدة، فقد كتب لها يخبرها بأن زوجة ملورد، التي هجرته غير آسفة، قد رجعت إليه وترفض الخروج من الكوخ، فاضطر ملورد إلى حمل أمتعته وترك المنزل والذهاب إلى بيت والدته في القرية.

كتبت كوني إلى الممرضة لتوضح لها ما يجري؟، عما جاء عن حارس الصيد، فأكدت الممرضة صحة الخبر، وأن زوجته تخبر الجميع بأن زوجها يستقبل النساء في كوخه، وأنها تصِفُ زوجها بالنقص والهمجية، وتروي حكايات عجيبة عن قسوته، وكأنَّ الممرضة في رسالتها تلمح إلى شذوذ الرجل.

ونقمت كوني على نفسها، فما لها وللشهوة الحمقاء التي جرّتها إلى هذا المستوى؟ وها هي الآن تجني ثمرات طيشها، ها هي ترتجف خائفةً كلما تخيلت كيف ستكون الفضيحة الكبرى، ساعة يعلم بسرها أي إنسان آخر غير شقيقتها ؟.

وأرسل لها كلفورد رسالة يعلمها فيها بأنه قد استغنى عن خدمات الحارس، وأنه قد عيّن حارسًا جديدًا، ووصلتها رسالة من ملورد يعلمها بأنه قد ترك عمله في (رغبي)، وبأنه سيكون في لندن في غرفته القديمة في حي كوبي رقم 17.





كان عليها أن تقرر الخطة التي يجب عليها أن تسير عليها، فأرسلت إلى ملورد تعلمه بأنها ستكون في فندق (هارتلاند) في لندن بعد سبعة أيام، وطلبت منه أن يلاقيها إلى هناك.

وفي الطريق إلى لندن، أخبرت كوني والدها بأنها حامل من رجل آخر غير كلفورد، وبأنها لن تعود إلى (رغبي).

وفي مساء اليوم الذي وصلت فيه كوني إلى لندن التقت بعشيقها، قال حين رآها: هذه أنتِ، ما أروع محياك وسمتكِ! قالت: ولكنك تغيرت، فماذا أصابك؟ هل آلمتك حادثة زوجتك؟ قال: نعم، إن الناس لا يهدأ لهم بال إلا متى أوقعوا وأضروا، قالت: هل شعرت بالشوق والحنين إليّ؟ قال: لقد سررت بأنك كنتِ بعيدة حين وقع ما وقع بغير حسبان.

قالت: عن قريب سأحظى بطفل، فتجمد وجه الرجل، ورمقها بعينين مظلمتين، وخيل إليها أن روحاً ذات لهيب معتم رهيب تنظر إليها، وكأنها تريد أن تلتهمها، قالت: هل سرك الخبر؟ قال وهو ينزع يده من يدها: إنني أفكر بالمستقبل، قالت: ألست سعيداً؟ قال: إنني أرى ظلاماً دامساً يدمرُ مستقبلي، قالت: هل أذهب إلى كلفورد؟ هل أرجع إلى رغبي بالوارث المرغوب، قال: أفصحي عما تريدين؟ قالت: إنني أتوق إلى العيش معك، فعمَّ الصمت بعد ذلك.

قالت فجأة: هل أبغضتَ زوجتك؟ قال: لا أدري، قالت: ولكنها أحبتك دون شك؟ قال: كلا وأجل! أي أنها أحبتني قليلا، وفي نفس الوقت كانت تمقتني أكثر بكثير مما تحبني، ولكن الآن، لا بد من طلاقها والتخلص منها، ولهذا يستحسن ألا نُرى مع بعضنا، قالت: إذاً ألن نجتمع بعد ذلك نهائياً؟ قال: ليس قبل أن يمضي ستة أشهر في آذار، قالت: ولكن الطفل لن ينتظر قبل آذار، فأنا أتوقع أن ألده في شباط، ثم ساد الصمت من جديد.

أخبرت كوني والدها بوالد طفلها، وأنه حارس الغابة، فقال الوالد: لقد نجح في الإيقاع بك، ولكن الشيء الذي يؤلمني هو مدى الانحطاط الذي نزلتِ إليه، فكري كيف سيقع الأمر على الجميع، قالت كوني: لقد فكرت في كل أمر، فلنكتم الحقيقة ولا نخبر أحدًا باسم أبيه، لنزعم أنه ثمرة رجل آخر أعلى مكانةً وقدرًا من البندقية، قال أبوها: ومن هو هذا الشخص؟ قالت: إنه صديقنا الفنان دنكان فوربز.





اجتمع والد كوني مع عشيقها فأعجبه كثيراً، كما تناول ملورد طعام الغداء في اليوم التالي مع كوني وأختها هيلدا، قالت هيلدا: من الأفضل أن يكون اسم والد الجنين اسم غير اسمك، حتى لا يدخل اسمك في قصة الخيانة، لأنه إذا اقترن اسمك باسم أختي كوني، فلن تستطيع أن تطلب الطلاق من زوجتك.

أخذ الرجل يفكر، ثم قال: وكيف العمل؟ قالت هيلدا: متى وافق فوربز، فعلينا إقناع كلفورد بضرورة أن يطلق سراح كوني، وفي غضون ذلك تقوم أنت بإتمام كل إجراءات الطلاق من زوجتك.

أرسلت كوني إلى كلفورد رسالةً تُخبره فيها بأنها تحب رجلاً آخراً، وبأنها لن تعود إلى رغبي، وتطلب منه الطلاق، وهزت المفاجأة كلفورد وأصابته بشيءٍ من الجنون، وكتب لها بأن مجيئها إليه ضروريٌّ جداً، وأن عليها ألا تحنث بوعدها الذي وعدته إياه.

ذهبت كوني وأختها هيلدا إلى رغبي، وبدأ كلفورد يحاول إقناعها بالبقاء في رغبي، إلا أنها رفضت ذلك، وأخبرته بأنها تحب حارس الصيد وهي حُبلى منه، وزاد هذا الأمر عناده، فأخبرها بأنه لن يطلقها مطلقاً.




وفي اليوم التالي غادرت الشقيقتان إلى اسكتلندا، أما ملفورد فقد ذهب إلى الريف وعمل في إحدى المزارع، بينما فوض أمر طلاقه إلى محام قدير ليسعى إلى إتمامه، وانكب يعمل بكل جد ونشاط، ويتعلم كل ما يتعلق بالزراعة، حتى لا يصبح عالة على كوني متى اقترنا.

وهكذا كتب عليهما أن ينتظرا حلول الربيع وإنجاب الطفل، كما كتب عليهما أن يفترقا حتى بداية الصيف، ليجتمعا بعد ذلك سويا، ويعيشا زوجين متحابين!

 

النهاية.    

تفاعل :

تعليقات