بائعة الخبز - الجزء الثالث
بائعة الخبز - الجزء الثالث
إعداد وإشراف - رجاء حمدان
، صدرت الرواية في عام 1889م. تحكي عن مأساة الأرملة (جان فورتيه) التي توفي زوجها في حادث في المصنع الذي يعمل فيه، وترك لها طفلا صغيرا وطفلة رضيعة اضطرت للعمل في المصنع نفسه لتنفق على نفسها وطفليها، وهناك حاول أحد موظفي المصنع وهو جاك جاورد إغواءها، ثم حاول الزواج منها، لكنها رفضت، فدبر لها مكيدة، والبسها جناية لتمسك بها الشرطة وتتهمها بالسرقة ، وفر هو هاربا بما سرقه من أموال وتصميمات آلة جديدة كان يعمل فيها صاحب المصنع.تترك جان ولدها عند أخت الكاهن، ولا تعرف شيئا عن طفلتها، ويحكم عليها بالسجن المؤبد، ...لمتابعة المزيد من القراءة إضغط الرابط التالى
https://www.rajaoshow.com/2017/08/blo
ما عليك سوى الانتساب إلى هذه القناة للاستفادة من المزايا:
https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg/join
كانت ماري وحيدة في المنزل، لكثرة تغيب والدها وانشغاله بأمور البناء، وماري فتاة كثيرة التأنق، فاختارت لخياطة ملابسها السيدة اوغستن, وكان من بين موظفات تلك الخيّاطة بنت تدعى لوسي, ومدام اوغستن لشدة حبها بلوسي، توفدها معها إلى بعض منازل عميلاتها لقياس الملابس وتصليحها, أما السيدة ماري فقد اطمأنت للوسي كثيراً، فكانت لوسي رضية الخلق جميلة, ولها خطيب شاب يدعى لوسيان، نعم إنه ابن السيد لابرو, صاحبها في المنزل ولم تلبث الصداقة إلا أن صارت غراما, ومن هنا صارت الحلقة تضيق وأخذت الأقدار تلعب لعبتها.
ذهب لوسيان إلى صاحبه جورجو، وكان عنده السيد أتيين الذي قال لجورج: سأقوم برسم رسمة فيها سيدة متهمة بثلاث جرائم, وفي هذه اللوحة أنت وخالك وأمك, وأريد أن أخذ ذلك الحصان الخشبي, لم يفهم جورج ما قاله وقتها، وحينها ولج لوسيان لابرو إلى المكتب، قال أتيين: إنه يعتقد أنه سمع اسم لابرو من قبل, وقال ل لوسيان جورج بأنه يرغب منه أن يعاونه في عملٍ أحسن مما يعمله, فقال له جورج: إن من زبائني فرنسياً عاش في أمريكا مدة كبيرة، ورجع إلى هنا وبنى مشغلا, وأعتقد أنه لن يقول لي لا، ويدعى بول هرمان, فقال لوسيان: بول شريك مورتيمر, إنه مشهور جدا, إنه مخترع آلة الخياطة الساكنة ومخترع آلة الصقل الجديدة وهي شبيهة بالآلة التي كان والدي منهكماً في اختراعها قبل موته, اندهش أتيين مما سمع وتأكد أن لوسيان هو ابن لابرو, ثم قال لوسيان حكاية والده لجورج وأتيين، وأنه متأكد من أن جان فورتييه بريئة، وأن المجرم هو جاك جارود.
ذهب جورج إلى منزل السيد بول هرمان، ولكنه لم يكن موجودا واستقبلته ابنته ماري التي لا ترد كلمتها عند أبيها، قال لها: هل لي أن أطلب عونك يا آنستي، في توظيف شاب بارع من أصحاب المدرسة مسؤولا لمصنع أبوك الجديد, إنه خريج كلية الفنون والمصانع، وقد تعرفت إليه في المدرسة وكان صديقي المقرب, وفي طفولته مات والده وسرقت أمواله، ولا يسعه أن يحيا بلا عمل يعتمد عليه, فقالت ماري: قل لصاحبك أن يوقن بأن الوظيفة ملكه, إن والدي لا يمكن أن يرد لي أمرا, فليحضر لزيارتي بعد أن يجيء والدي.
ذهبت جان فورتييه بالقطار إلى بلدتها، بعد أن اشترت ثيابا جديدة، وذهبت إلى منزل الكاهن، ولكنها عرفت أنه توفي هو وأخته كلاريس, خرجت جان دون أن تعرف شيئاً، ثم انطلقت إلى منزل المرضع لتسأل عن ابنتها لوسي, ولكنها لم تجد المنزل فلقد دمرته الحرب ولم يبق هناك أي منزل, وإن أرادت ابنتها فعليها أن تلجأ إلى الشرطة، لأنها الوسيلة الوحيدة لتصل إلى ابنتها, ولكنها أيضاً الطريقة لخسرانها مرة أخرى.
ذهبت جان إلى حانة ملتقى الخبازين، وعرفت أنهم يطلبون موزعات للخبز, ذهبت للمدير الذي أخذ اسمها لتشتغل معه، وكانت تدعى هوليزا بيرين، في صباح اليوم الذي يليه بدأت بالعمل وكانت لوسي إحدى زبائنها, وحين رأتها جان لأول مرة أحست على الفور بميل شديد إليها، لم تكن تعلم أن تلك البنت هي ابنتها التي تبحث عنها وتنشدها, ولكنها كانت تعرف أن هذه البنت وجدت لنفسها مكاناً في فؤادها، فكانت تذهب إليها في كل يوم، ولم تكن جان تعلم أن لوسيان خطيب لوسي هو ابن ذلك الشخص الذي اتهمت بقتله، والذي وضعت في الحبس بسببه عشرين عاماً.
في صباح اليوم الذي يليه ذهب لوسيان ليرى ماري، وحين رأته صدمها بما يبدو عليه من أناقة الثياب ونبل المظهر, كانت ماري تستمع إليه بقلب خافق وقد اشتعل في عينيها لهيب عجيب, وقالت ماري لنفسها: لوسيان اسم جميل ولكن ما هذا الشعور الغريب الذي أحسست به, يخيل إلي أن خفقات قلبي قد زادت، وفي اليوم التالي جاء لوسيان لمقابلة جارود ومد لوسيان ملفه إلى جارود، الذي ما إن سمع اسمه حتى توقف الدم في عروقه وبدأ يتصبب عرقا, فبرر موقفه بأن السيد جول لابرو كان من أعز أصحابه، وسمع أنه مات على يد بوابة المشغل, قال لوسيان: لا يا سيدي أظن أن البوابة لا علاقة لها, لقد أنبأتني عمتي أن المجرم هو مراقب المشغل جاك جارود, وما أن سمع جارود الحديث حتى خيل له أن قلبه توقف عن الخفقان، ثم أكمل لوسيان: سأعاقبه بنفسي, لا شك أنه قد أصاب أموالا كبيرة بعد أخذه لاختراع أبي.
عين جارود لوسيان عنده كمسؤول للمصنع إكراماً لوالده، وأعطاه راتب ألف فرنك في الشهر، رجع لوسيان إلى المنزل بينما كانت جان تتكلم مع لوسي وتسألها عن ماضيها, وعندما قالت لها لوسي بأنها كانت في الميتم ارتعشت جان, حينها دخل لوسيان ليقاطع حديثهم بالخبرالذي أنشده إلى خطيبته, وسمعت جان كلام لوسيان ولوسي، وعرفت أن لوسيان هو ابن الشخص الذي اتهمت بقتله, ثم سألته عن ذلك، فأخبرها بكل شيء، وبأنه يسعى لإثبات التهمة على جاك جارود وتأكيد براءة البوابة، هز ذلك الحديث قلب جان هزة شديدة وأثر فيها جدا, ثم انتقلت جان إلى الحجرة المجاورة للوسي بعد أن ارتحل لوسيان إلى جناحٍ في قصر السيد هرمان، حتى يسهل عليهما العمل سوية.
أقام لوسيان في منزل السيد هرمان, ويوماً بعد يوم كانت حالة ماري الصحية تتحسن, وأيقن حينها جارود أن ابنته قد وقعت في غرام لوسيان، وأن الحياة تلعب لعبتها الرهيبة الجريئة، فتجمع بين قلبي ابن القتيل وابنة القاتل، انتشر خبر فرار جان فورتييه من الحبس ووصل إلى جاك جارود الذي ارتعب كثيراً, وتذكر أيضاً البرقية التي وصلته من اوفييد سوليفير يخبره فيها بمجيئه إلى باريس، فقال في ذاته: رباه، ما هذه المصائب التي تتوالى, أيكون في باريس شخصان يعلمان حقيقتي, إنني لا أخاف اوفييد، فيمكنني أن أسكت لسانه بالنقود، أما جان فورتييه فهي المشكلة.
وصل اوفييد إلى منزل ابن خاله وطلب نقودا مرة أخرى, ولكن جارود قال بكل يأس: إذا علمت أنك مُصرعلى فضح أسراري، أطلقت النار على ذاتي واسترحت من تهديداتك وشرورك، فتذهب كل نقودي إلى ابنتي، في غضون ذلك الوقت كانت صحة ماري بدأت تسوء يوماً بعد الآخر, ولم يكن هناك خفاء في أن العشق الذي قد أفادها في وقته الأول، بدأ الآن يقضي عليها ويقتلها، لِما رأت من بعد لوسيان وإعراضه عنها، دخل عليها والدها مرة، فقالت له: إن علتي لم تزدد إلا من زمن قريب حين غشي الحب قلبي, لقد سرى عشق لوسيان في قلبي يا أبتاه، ومن غير الممكن أن أنساه, إنني أعلم أنك تحبني يا والدي، فإذا كنت لا ترغب أن أموت فزوجني لوسيان, ثم فجأة ارتجفت أوصالها وشحبت وأغمي عليها, ولما أفاقت قال لها جارود: ستعيشين لكي تسعدي إلى جانبه وتحبيه، أقسم لك أني سأزوجك إياه، ذهب بعدها جارود إلى لوسيان، وقال له : أتعرف يا سيد لابرو كيف انفتحت أمامي أبواب الغنى، وكيف عملت مع مورتيمر وقد كنت موظفا بسيطاً ؟, عندما تزوجت ابنته اتخذني معاونا وشريكاً له, إن ابنتي تعشقك يا لوسيان ومغرمة بك، واختارتك زوجاً لها, فرد لوسيان: إنني أحب بنتا أخرى وأقسمت أن أتزوجها، وحبي لها لا ينضب ولا يتوقف يا سيدي, أما ابنتك ماري فستنساني, فقلبي ليس سلعة معروضة للبيع، ثم انحنى وغادر الحجرة.
في اليوم التالي قال جارود للوسيان بأن عنده رحلة عمل، وأن لديه من الأسباب ما يمنعه من الذهاب بذاته, فأمر لوسيان بذلك، ثم قال جارود لذاته: ستستغرق الرحلة أسبوعين، وفي خلال هذه المدة أكون قد وصلت إلى هذه البنت التي يحبها لوسيان، فأسوي الأمر معها, فإن رفضت الابتعاد عنه قتلتها، أما اوفييد فهو الوسيلة لتلك الجريمة، لحق اوفييد خطوات لوسيان، الذي وصل إلى منزل لوسي، وقال لها عن رحلته القريبة, ثم قاطع حديثهما بوابة البيت، حيث قالت ل لوسي بأن هناك سيدة تريد الالتقاء بها، نزلت لوسي مهرولة لترى من يناديها فكانت السيدة ماري هرمان، والتي قالت لها: إني خارجة يا لوسي لأتمشى في غابة بولونيا، فهل لك أن تذهبي معي فتؤنسي وحدتي, قالت لها لوسي: ما كان أحب إليَّ من هذا، ولكن عندي زائر لا أستطيع أن أتركه وأنصرِف, اصعدي معي لتقابليه، وصلت ماري ووقع نظرها على لوسيان, ووضعت ماري يدها فوق فؤادها وقد سرى القلق إليها فجأة، رجعت ماري إلى المنزل تبكي ومنهارة، فهدأها أبوها ووعدها بأنه سيزوجها من لوسيان، بينما عاد اوفييد إلى المنزل، عندما رأى الزيارة الغريبة لماري إلى منزل لوسي.
كان لوسيان وهو في طريق سفره، لا يفكر إلا في ماري الحزينة، ويقول في ذاته: إنها على حافة الموت، فلمَ لا أجاملها في عمرها القصير، بأن أتظاهر بالحنو عليها بل بحبها، حتى تمضي ما بقي لها من حياتها، وبعدها سأتكلم مع لوسي بكل شيء, ثم أرسل برسالة إلى جارود أنهاها بسؤال عن ابنته ماري, فسأله أن يوصل لها أطيب تمنياته، وأنهما على ما بينهما من بعد المسافة إلا أنها في ذهنه ماثلة, وأنه من المستحيل أن ينسى يوماً واحداً، بأنه مدين لها بما وصل إليه في حياته من منصب ذي قيمة، رد جارود عليه وقال: إن ماري متعبة جداً، والحب هو دوائها الوحيد، فالدواء بيدك أنت كما تعلم, فهل تدعها تموت ؟!.
بحث اوفييد بشكل كبير عن كل ما يخص لوسي, وتعرف إلى إحدى صديقاتها أماندا، واستقى منها بعض التفاصيل التي ستهون عليه مسألته, وانطلق بعدها إلى البلدة، التي ذهبت إليها لوسي في مهمتها لحياكة إحدى الأثواب, حيث التقت لوسي هناك بجان فورتييه التي قالت لها: بأنها جاءت إلى تلك المنطقة لتخبزلأم مالكة المخبز، لأن حالتها الصحية متدهورة وفي تراجع، في الوقت ذاته كان اوفييد سوليفير في الغابة ينتظر مسير لوسي, وحين قدمت أخرج سكينته وأهوى بها على قلبها, أطلقت لوسي على إثرها صيحة مدوية وارتمت على الأرض صريعة، فأخذ اوفييد ساعتها وسلسلتها وفر ليبلغ جارود بأن الأمر قد انتهى، قدمت جان فورتييه وأم مالكة المخبز على إثر الصيحة التي سمعنها إلى مكان الصرخة، ورأين لوسي ممدة على الأرض، فأخذنها إلى المركز الصحي, وبقيت لوسي في بيت الدكتور تجاورها فورتييه .
نهاية الجزء الثالث ....الى اللقاء في الجزء الرابع
تعليقات
إرسال تعليق