القائمة الرئيسية

الصفحات

بائعة الخبز - الجزء الثاني - روايات راجوشو




بائعة الخبز - الجزء الثاني
إعداد وإشراف - رجاء حمدان ، صدرت الرواية في عام 1889م. تحكي عن مأساة الأرملة (جان فورتيه) التي توفي زوجها في حادث في المصنع الذي يعمل فيه، وترك لها طفلا صغيرا وطفلة رضيعة اضطرت للعمل في المصنع نفسه لتنفق على نفسها وطفليها، وهناك حاول أحد موظفي المصنع وهو جاك جاورد إغواءها، ثم حاول الزواج منها، لكنها رفضت، فدبر لها مكيدة، والبسها جناية لتمسك بها الشرطة وتتهمها بالسرقة ، وفر هو هاربا بما سرقه من أموال وتصميمات آلة جديدة كان يعمل فيها صاحب المصنع.تترك جان ولدها عند أخت الكاهن، ولا تعرف شيئا عن طفلتها، ويحكم عليها بالسجن المؤبد، ...لمتابعة المزيد من القراءة إضغط الرابط التالى https://www.rajaoshow.com/2017/08/blo

ما عليك سوى الانتساب إلى هذه القناة للاستفادة من المزايا: https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg/join






دخل جارود إلى المشغل من الباب الخلفي، وأخذ أواني البترول وصبها فوق كومة الخشب، ثم سرق النقود ورسومات الاختراع لأداة الصقل وأشعل الكبريت وأحرق المكان، في هذه اللحظة كان السيد لابرو قد غادر القرية ورجع إلى مشغله، الذي رآه أمام عينيه يحترق بكل ما فيه, فجرى مهرولا ليتبين الأمر, فتح الباب فرأى جارود ممسكا إحدى الأدوات، التي حطم بها الخزانة الصغيرة الحديدية, انقض بسرعة جارود على السيد لابرو وطعنه في قلبه طعنة قوية كانت نهايته فيها, صرخ المطعون صيحة قوية، جاءت على صداها جان لترى القاتل جارود، يمسك بالأداة الحادة في صدر السيد لابرو, علمت حينها جان أن تهمة القتل ستلتصق بها، فذهبت لتعثر على الرسالة كدليل براءة فلم تجد لها أثراً, انطلقت بولدها إلى خارج المشغل، بينما تجمع الناس ومن ضمنهم جارود على باب المشغل, وكان جارود يسأل الحشود بشكل متعمد عن البوابة جان، ويتابع حديثه عنها، فيقول: لقد طردها المدير فمن المؤكد أنها أشعلت النيران بالمصنع ثارا, ثم انتقل جارود إلى الداخل وأخذ يصيح بأن جثة السيد لابرو هنا، ثم أخذ يصيح: إنني أختنق, إنني أموت, وراح الناس يقولون: حزين مسكين جاك جارود، لقد ذهب ضحية شجاعته.




جاءت فرقة الشرطة لتحقق مع المحاسب، فقال: إن من قام بإشعال المصنع هو البوابة جان فورتييه, حقدت على مالك المصنع لأنه حذرها منذ يومين، بالاستغناء عن خدماتها وأنهى عملها, والآن فقد ذبحت شخصين فى آن واحد، هما السيد لابرو والسيد جاك جارود، الذي دخل وتحطمت الجدران عليه واستحال علينا مساعدته.
حملت جان ابنها وفرت هاربة، وكانت لا تبرح تقول لذاتها: أعلم أنهم سيتهمونني وقد ذهب الدليل الذي أركن إليه، لأبرهن على براءتي، أشرقت الشمس وهي ما تزال منكبة على وجهها, ثم تركت ولدها يرقد على العشب، وخرجت لتحضر له الطعام، وفي هذا الوقت كانت التحقيقات على قدم وساق، وكلٌّ أفاد بما شاهده ولاحظه عن البوابة جان فورتييه, وكانت جان المتهمة الوحيدة, فصاحبة الحانوت، قالت: بأن جان قد ابتاعت من عندها زيت البترول، وقالت لها: بأنها تريد من ألفين إلى ثلاثة آلاف فرنك, فلا ريب بأنها سرقت مال المصنع، وقتلت السيد لابرو وفرت هاربة, وشهد الخادم ضدها أيضاً.
وفي منتصف الساعة السابعة من تلك الليلة، كان القطار المتجه إلى الهافر يحتوي في أحد صالوناته الفاخرة، رجلاً يدل شكله على أنه أحد رجال الأعمال الأغنياء, إنه بطلنا جاك جارود, فبعد ليلة المأساة تلك، تسلل بخفية من الباب الخلفي و خرج إلى الهافر، ونزل في أحد الفنادق بعد أن اتخذ اسم بول هرمان !!! اسم صاحبه الذي مات من فترة.
قامت جان تنتزع قدميها من الأرض، وتجر رجليها جراً بجهد كأنما دقتا بمسامير, ومشت صوب قرية شيفري القريبة، وذهبت إلى منزل الكاهن الأب فليكس لوجييه، الذي رضي أن تبقى في المنزل لحين استرداد صحتها، لقيت جان في بيت الأب لوجييه من الحنان ما بدد أحزانها, أصابت طعاماً شهياً ونوماً بعد أرق، وراحة بعد إعياء، وأمنا لطفلها، كان الأب لوجييه يقلب صفحات الصحيفة إلى أن لقي نبأ حريق المصنع, وكانت أوصاف القاتلة تنطبق على المرأة الفاتنة التي قدمت إليه الليلة, صدم ومن حوله، لسماع النبأ لأن وجهها لا يدل إلا على وجه امرأة طاهرة شريفة، ذهب الأب إلى جان ليتبين الأمر منها، فقالت له جان: إنني ما نزلت للقرية لأسكن فيها, أرجوك أن تجد لي عملا أستطيع من خلاله أن أعيل طفليَّ: ابنتي التي هجرتها عند مرضع الريف، وولدي هذا جورج, وعندما سألها الكاهن عن اسمها، علم أنها هي التي ذكرت في الصحيفة، فقالت له: أقسم بابني هذا أني لم أرتكب تلك الجريمة، أشهد الله أني بريئة, ولكني هربت لأن الريب والشبهات تحيطني من كل جانب, وكان لديَّ برهان قاطع على براءتي ولكني خسرته، فلا شك بأن النار أكلته, وراحت جان تحكي له كل قصتها والأحداث، وأن جاك جارود هو القاتل، دُهش الأب من ذلك، فقد جاء في الجريدة أنه قد توفي، فقالت جان: هذه كذبة يا سيدي, إنه أشد الأنذال نذالة وخسة، حينها طرق باب المنزل وكان العمدة ومعه رجال الشرطة, أخذوا جان فورتييه وسط صياح ولدها الصغير، بينما قال لها الأب: ارضي وأذعني لما هو آت إليك يا ابنتي, واطمئني فابنك لن يبعث إلى الملجأ, سأبقيه عندي وأهتم بأمره حتى تثبت براءتك، ومن المستحيل أن أتخلى عنه, وحملت كلاريس أخت الكاهن جورج، وقالت له: إن أمك مسافرة يا بني، وسترجع في وقت قريب وتأتيك بألعاب جميلة.







وقفت جان أمام القاضي ولم تكن تنطق إلا بكلمة: لم أحرق .. لم أقتل .. لم أسرق لم أفعل شيئا مشينا، وقالت للقاضي: عن جاك جارود وعن حكايتها كاملة، ولكنه لم يصدقها بل استخف بها، وبعد أيام وقفت جان فورتييه أمام المحكمة لاصدار الحكم, كانت الأدلة واضحة يزاحم بعضها الأخر، أما الحزينة فلم يكن لديها برهان واحد يبرأها، وكانت حكايتها في رأي القاضي والجمهور أشبه برواية خيالية من نسج الخيال، أوحى بها خيال جيد، وأخيراً حلت اللحظة المنتظرة ونطق القاضي بالعقاب .. السجن المؤبد.
كانت الباخرة تمخر فى البحار نحو البلاد الأمريكية ويعتليها جاك جارود، وقد اتخذ لذاته اسم بول هرمان, وجاء أحد الشرطة لينادي على الراكبين, فلما قال اسم بول هرمان، جرت في أوصال الشاب اوفييد سوليفير الذى يقطن فى الدرجة الثانية رعشة، وقال لذاته: بول هرمان ابن خالي, لقد حسبنا واعتقدنا أنه متوفيا, وعلى الرغم من أني لم أر ابن خالي إلا مرتين طوال حياتي، ومع ذلك لا أرى بين هذا الرجل وبينه إلا شبهاً قليلا، أرسل اوفييد رجلاً أمريكياً ليخبر ابن خاله الذى يعتقده كذلك، بأنه يريد رؤيته, ذهب جاك جارود لرؤيته وتبادلا الحديث بشكل هادئ، حيث قال اوفييد: لقد تبعثرت أسرتنا منذ عامين، ولم يبق من عائلة سوليفير غيري، ومن أسرة هرمان غيرك, ولكن أتذكر أنك منذ ستة أعوام لم تكن غنيا كما أنت اليوم، وكنت أذكانا في المدرسة.
وبعد الحديث الممل قال اوفييد في نفسه: عجباً ما الذي أصابه؟ لقد نسي أني ميكانيكي، ونسي الفتاة التي عشقها، والمرء لا ينسى حبيبته بهذه السهولة، ثم أخبره أنه سيشتغل ميكانيكياً عند شخص اخترع آلة حديثة للصقل يدعى مورتيمر, وبدأ جاك يتصبب بالعرق والصبغة التي على شعره بدأت بالزوال، وحينها لم يعد يشك اوفييد بأن هذا الرجل مُدع محتال، انتحل هوية بول هرمان, ولم يخف أيضا على جاك جارود أن هذا الرجل يشك في أمره.
جلس اوفييد في زاوية منعزلة في الباخرة، وسمع طبيبين يتكلمان عن دواء عجيب يزيل الحمى فورا, ولكن خاصيته الكبرى الغريبة، هي إرغام كل من يأخذ منه ملعقة صغيرة، على الإفصاح بكل ما يخفي, إذ يصاب بهلاوس وقتية لا تدوم أكثر من ربع ساعة، يقول خلالها كل ما عنده من أسرار, وقال أحدهم: إنه إكسير غريب ويمكن أن تجده في نيويورك عند شوشيلينو، بالشارع الحادي عشر رقم 24، أسرع اوفييد وكتب العنوان في مدونته، وقرر أن يستخدم الأكسير في انتزاع مكامن ذلك الرجل الذي يقول أنه بول هرمان.
جلس جارود في قاعة الاستقبال ليقابل هيلين ابنة مورتيمر، مالك الاختراع الجديد لآلة الصقل، التي قال له عنها اوفييد، كانت هيلين تعزف على البيانو فجاء جاك ليقول لها بأنه ميكانيكي، وأنه جاء ليشتغل عند السيد مورتيمر, ثم تظاهر بالصدمة عندما أخبرته بأنه والدها, وذهب ليتحدث مع السيد مورتيمر عن الإختراع الحديث الذي في جعبته ومقارنته باختراعه الجديد, ثم طلب منه السيد مورتيمر بأن يكون معاونه وشريكه في العمل.
وبينما كان جارود يسير في المدينة، شاهد اوفييد ممسكا بخنجر، ويحاول سرقة كيس فيه نقود لرجل كبير بالسن, فأمسك به جارود وأرجع الكيس لمالكه، وقال للعجوز: هذا يا سيدي الذي نشلك، ولكنه من عائلة كريمة وأحب أن تسامحه على ما فعل, فوافق العجوز احتراما لجارود، ثم اتجه لاوفييد وقال: تباً لك يا ابن العمة, لا نكاد نرى بعضنا بعد هذه الغيبة الطويلة، حتى تفعل هذه الجريمة الغبية على سمعي وبصري, إذا وعدتني بالطاعة الكاملة منحتك ثروة كبيرة، يمكنها بأن تدير رأسك, ولكن لا تكلمني إلا إذا كنا لوحدنا، فإذا كنا أمام الناس قل بأنك لا تعرفني, لا أحب أن يقال: إن في عائلتي من يسرق، ولا سيما أني صرت شريكاً مهما لمورتيمر، وسأكون صهراً له قريبا, فوافق اوفييد على ذلك.







لم ينقض شهران حتى تقدم جاك لابنة مورتيمر، وتزوج بها وانطوى الماضي من عمره، ولم يعد يحيا إلا لحاضره ومستقبله، وفي أحد الأيام قرأ جاك في إحدى الجرائد عن خبر الحكم على جان فورتييه بالسجن مدى الحياة, وفي الوقت الذي كان يبتسم فيه جارود للنبأ العظيم الذى قرأه كانت جان فورتييه قد ذهبت إلى المستشفى بعد تعبها الكبير من الحمى الشديدة, وأصابتها هلوسات جنون ولم تعد تذكر عن ماضيها أي شيء, أما ابنها جورج فقد سكن وعاش في كنف شقيقة الكاهن، واستبدل اسمه إلى جورج دارييه, وهكذا انستر وأسدل الستار عن الماضي البعيد، فلم يعد هناك من يتذكر منه شيئاً، المتهمة البريئة جُنَّت فنسيت ماضيها وولدها, والقاتل الأثيم يمرح في حاضره، وقد نسي ماضيه، والابن نُزع منه الاسم الذي يصله بماضيه، وأصبح مخلوقاً آخرا .. مات الماضي وإن كانواهؤلاء ما يزالون أحياء!.
بعد مُضي سنة، دعا جارود اوفييد ليرافقه في رحلة لإنجاز عقد كيبر، باعتباره المراقب العام للمشاغل, تهيأ اوفييد للارتحال واشترى زجاجة من إكسير الحياة الذى سمع عنه فى الباخرة من عند شوشيلينو, لقد أراد أن يعلم سر ابن خاله الخفي، نزلا في الفندق و شربا القهوة, وتولى اوفييد صبها في الكاسين، ووضع عدة قطرات من إكسير الحياة في كاس جاك، بدأ جاك يشعر بالصداع، ثم بدأ يتحدث عن كل حكايته, وأخذت الأستار ترتفع ستراً سترا، والسر ينكشف حتى لم يعد هناك ما هو مستور من أمر جاك, وحين انتهى جاك من الحديث حمله اوفييد إلى فراشه وهو يبتسم ابتسامة النصر, فلن يتذكر جاك شيئاً في اليوم التالي، وقال اوفييد لذاته: إنني كنت معدم الحال، ولا شك هذه فرصتي الآن لأصبح من كبار الأثرياء بعد ما علمت هذا السر, وسوف أنال من ثروة ابن الخال الكبيرة هذه كل ما أرغب أن أناله وأتمناه وأريده, ثم رجعا إلى المنزل بعدما أنجزا الصفقة, وخرج اوفييد إلى المستشفى التي مات فيها ابن خاله الحقيقي ليرى شهادة موته, وتأكد من موته، وكان اوفييد كلما طلب نقودا من جاك لم يبخل عليه لذلك لم يفضح سرّه.
انقضت تسع سنين، بعدها ماتت السيدة طيبة القلب كلاريس شقيقة الكاهن، بعدما أوصت بكل مالها لجورج ابن الأربعة عشر سنة، وجعلت شقيقها الكاهن وصياً على الأموال, ثم أوصى الكاهن صاحبه أتيين على جورج، وأخبره بأنه سيعطي أمواله أيضاً لجورج، وسيكتب برقية له بحقيقته و بأصله، على أن يأخذها بعد أن يبلغ من العمر الرابعة والعشرين فوافق أتيين على ذلك، وفي الأسبوع ذاته توفي الأب لوجييه، وماتت أيضاً هيلين زوجة جاك جارود التي كان يحبها حباً جما.
كان لجورج دارييه صاحبا يدعى لوسيان, وما كان لوسيان إلا ولد السيد لابرو, وهكذا الحياة دارت على أن تجمع ابن القتيل وابن القاتلة البريئة, فقد جمعت بينهما علاقات المودة والصداقة والحب، وكان كل منهما لا يعلم سر الآخر بل ولا حتى سر ذاته, وكان لوسيان قد سمع قصة مقتل أبيه من عمته, ولكنه كان كعمته يوقن يقينا أعمى أن جان فورتييه بريئة، وأن القاتل هو جاك جارود، الذي قتل والده ليسرق رسومات الاختراع.







ظلت جان فورتييه في مصح المجانين، بعد أن تعرضت إلى لوثة من الجنون بعد الحمى القوية التي أنستها ماضيها, ولكن في يوم من الأيام سقطت إحدى المتفجرات على مصح المجانين، واشتعلت النيران في المكان, فجاءت أهوال الصدمة كي تفضح الماضي، وتذكرت فورتييه كل شيء، وعادت إليها ذاكرتها، وشفيت من قصة الجنون, وأول ما سألت عنه بنتها لوسي وولدها جورج, وبعد أيام رجعت إلى الحبس، وتتابعت الأعوام، سبعة سنين قضتها جان فورتييه في ذلك الحبس بعد شفائها, كانت جان مثالاً للسلوك المثالي في المستشفى، فلذلك أمر مسؤول السجن بتوظيفها في المستشفى كممرضة، وفي يوم من الأيام سرقت جان إحدى الأدوية المنومة، وأخذتها لرفيقتها الراهبة في الحجرة ونوّمتها, وكانت الراهبة تذهب كل يوم أحد إلى الكنيسة فذهبت جان بدلاً منها، وهكذا وبعد عشرين سنة غادرت جان الحبس لأول مرة وتنسمت نسيم الحرية, وراحت تجول في الأرض بحثاً عن أبنائها.
وفي يوم من الأيام، وبينما كان جاك يجلس بجانب ابنته ماري ابنة الثامنة عشر المريضة بالسل الرئوي، قالت لوالدها: أبي لمَ لا تبيع هذا المشغل ونرجع إلى فرنسا, إني أحب فرنسا وأرغب أن أعيش وأموت فيها, أو نقيم فيها شهرين أو ثلاثة ثم نرجع، كان جاك يعلم أن حياة ماري تقاس بالسنين القليلة، وأمام دموعها تخاذل الأب وأذعن لرغبتها ووافق، وقتها أخبر جاك اوفييد بقراره ببيع المشغل، فقال له اوفييد: سأشتري هذا المشغل، ثم ستهديني مبلغ خمسين ألف دولار لرئاسته, استغرب جاك ذلك، فقال اوفييد: كل هذا ثمناً لصمتي عن جاك جارود, قفز جاك من مقعده، وحاول تكذيب الموضوع، إلا أنه وفي النهاية وافق على كل ما طلبه منه اوفييد.
انتقل جاك إلى باريس مرة ثانية، وأراد أن يبتاع أرضاً ولكنه أراد محامياً ذكيا ليكون وسيطه مع القانون, وتوصل إلى محام ماهر يدعى جورج دارييه، كان جورج قد أصبح في الخامسة والعشرين من عمره, وفي ركن من أركان مكتبه صمم عموداً من الأبنوس، وضع فوق رأسه حصانا من الكرتون والخشب، والذي احتفظ به منذ الطفولة، وألبسه السواد إكراماً لأمه كلاريس, فلم يكن يعرف أن والدته هي جان فورتييه وليست كلاريس، اتفق المحامي جورج مع جاك في مواضيع البيع والشراء الرسمية.








كانت ماري وحيدة في المنزل، لكثرة تغيب والدها وانشغاله بأمور البناء، وماري فتاة كثيرة التأنق، فاختارت لخياطة ملابسها السيدة اوغستن, وكان من بين موظفات تلك الخيّاطة بنت تدعى لوسي, ومدام اوغستن لشدة حبها بلوسي، توفدها معها إلى بعض منازل عميلاتها لقياس الملابس وتصليحها, أما السيدة ماري فقد اطمأنت للوسي كثيراً، فكانت لوسي رضية الخلق جميلة, ولها خطيب شاب يدعى لوسيان، نعم إنه ابن السيد لابرو, صاحبها في المنزل ولم تلبث الصداقة إلا أن صارت غراما, ومن هنا صارت الحلقة تضيق وأخذت الأقدار تلعب لعبتها.



نهاية الجزء الثاني ..الى اللقاء في الجزء الثالث 
تفاعل :

تعليقات