القائمة الرئيسية

الصفحات

تلخيص رواية الحصان الاشهب - أجاثا كربستى إعداد وإشراف - رجاء حمدان



تلخيص رواية 
  الحصان الاشهب - أجاثا كربستى  
 إعداد وإشراف - رجاء حمدان 

تدور احداث الروايه حول نزل يقع في قرية و يُسمى نزل الحصان الأشهب ، تقطن في هذا النزل ثلاث سيدات غامضات يحترفن السحر ويدعين أن باستطاعتهن التسبب في موت ضحاياهن بواسطة السحر. تموت امرأة، وعلى فراش االموت اثناء احتضارها تطلب بجلب كاهن لتعترف له بخطاياها، وتخبره بأسماء ضحايا كثيرين، وأمور كثيرة عن شر كبير كانت مشتركة فيه بغير أن تعلم او تدري، وفي طريق عودته إلى البيت يتوقف الكاهن في مقهى قريب ليدون الأسماء التي أعطته إياها المرأة المحتضرة، ويدس الورقة في حذائه، ثم يخرج من المقهى ويسير في شارع مقفر إلى بيته في ليلة ضبابية، فيقتل في الطريق.أحداث متسارعه وخطيرة




ما عليك سوى الانتساب إلى هذه القناة للاستفادة من المزايا: https://www.youtube.com/channel/UChQ8cuMtdK57I-YRZ_qtHPg/join راجو شو يقوم بتلخيص الروايات بإسلوبه المستقل عن الرواية الاصلية بما يتناسب مع حقوق النشر وحقوق الملكية الذي ينص عليها قانون حقوق النشر واليوتيوب """




 

/



ذهبت في ذات ليلة إلى مقهى لوجي لتناول طعام العشاء، فطلبت فطيرة من الموز واللحم، وأثناء تناولي الطعام، حدثت مشكلة قوية بين فتاتين، حاول الشابان اللذان بصحبتهما أن يفصلا بينهما، إلا أنهما لم يتوقفا، وكانت ذات الشعر الأشقر تصرخ بالأخرى، وتقول: يا خاطفة الرجال، وهي ممسكة بشعر الأخرى ذات الشعر الأحمر، حتى إنه تمزقت خصلات كبيرة من شعرها في يدها، ثم خرج لوجي صاحب المقهى وحاول تهدئتهما، وأمسك الشابان بهما وأبعداهما عن بعضهما، جاءت الشرطة فابتسمت الفتاتان بوجه الشرطي ابتسامة مزيفة، وأخفى لوجي بسرعة الشعر تحت أقرب طاولة، وقال للشرطي: إنه مجرد لهو ولعب، ثم غادروا جميعا من المقهى، وخرج رجل الشرطة، ونظراته تقول سأتغاضى هذه المرة فقط.




جاء لوجى إلى طاولتي وبدأنا الحديث عنهما، فأخبرني: أن الفتاة ذات الشعر الأحمر لديها الكثير من المال، فقد ترك لها والدها ثروة، وهي تتمتع بروح رياضية، واسمها توماسينا تاكرتن ومعروفة باسم تومي تاكر، وتتسكع في المنطقة مع عصابة تعيش كلها على نفس المنوال، وبالرغم من أن نصفهم يملكون أموالا تمكنهم من العيش في أضخم الفنادق, لكن تأتي إلى تشلسي وتعيش في غرفة نتنة قرب جسر، وإن سبب الشجار، أن تومي سرقت من الفتاة الأخرى صديقها.
بعد أسبوع قرأت على أحد الأعمدة صفحة وفيات من جريدة التايمز.
 كان الخبر يقول: 
توفيت الآنسة الابنة الوحيدة للراحل توماس تاكرتن الحامل للقب فارس، من كارينغتن بارك، أمبرلي توماسينا تاكرتن، في الثاني من أكتوبر، عن عمر يناهز العشرين عاما، وهي جنازة خاصة ولا ورود.
أحسست بتعاطف سريع مفاجئ مع  من هم أمثال تومي تاكر، في هذا الزمن لا ورود للمسكينة تومي تاكر، وسميت حياتها بالضائعة، ثم قلت في نفسي من أكون لأسمي حياتها ضائعة؟، ربما كانت حياتي أنا الهادئة والساكنة المغمورة في بطون الكتب، والمنعزلة عن الناس هي الحياة الضائعة.
خرجت إلى شارع كينغ وأوقفت سيارة أجرة انطلقت بي إلى محل إقامة صديقة لي، هي السيدة اريادني أوليفر، بعد أن وصلتني رسالة مهمة، استلمتها من ابنة عمي رودا ديسبارد، تطلب فيها  خدمة مني 
كانت السيدة أوليفر كاتبة روايات بوليسية ذائعة الصيت، فتحت لي الباب  خادمتها ميلي(تنينا)، وقالت: إن مزاجها متعكر، اصعد لها يا سيد مارك، ربما تستطيع إخراجها من هذه الحالة.
صعدت إليها مباشرة، وطرقت الباب ثم دخلت، كانت تذرع الغرفة جيئة وذهابا، وفي حالة أقرب للجنون، وتتحدث مع نفسها وتسأل بإلحاح: لماذا؟ لماذا لم يقل الأبله فورا أنه رأى الببغاء؟ ولكن إن ذكر فعلا أنه رآه فان ذلك سيدمر كل شيء، لا بد من وجود طريقة لم يكن بمقدوره إلا أن يراه، لماذا لم يقل ذلك ؟، قالت لي: سأصاب بالجنون ثم تابعت شكواها، مونيكا، فتاة غبية كلما حاولت جعلها أكثر لطفا، كلما أصبحت أكثر إثارة للغضب، أظن أن الاسم غير مناسب، جوان؟ نانسي؟ الكل اسمهن جوان، سوزان؟ لوسيا؟ لوسيا؟ أحسب إنني أستطيع تخيل فتاة باسم لوسيا، ذات شعر أحمر تلبس بنطالا أسودا ضيقا، وكنزة ذات ياقة مرتفعة. 
قالت السيدة اوليفر: أتعرف يا مارك، يبدو لي أنك في اللحظة التي ترتكب فيها جريمة قتل، يكون كل شيء واضحا إلى أبعد حد، إنني حقا لا أدري، كيف يمكن لأحد أن ينجو بجريمة قتل ارتكبها في الحياة الواقعية؟.
تحدثنا قليلا عن تلك الأفكار البوليسية التي تكمن في تفكيرها، وتفكر فيها لكتابة قصصها البوليسية، ثم قلت لها: بأن ابنة عمي رودا ديسبارد عندها مهرجان في الجمعية، و... قاطعتني قائلة: إنني لم أتخلص بعد من آثار ذلك الحادث، لن أكررها لقد قمت بالتخطيط لمسابقة كشف القاتل، وأول ما حدث هو وجود جثة حقيقية. 
قلت لها: إنها ليست مسابقة كشف القاتل، كل ما عليك عمله هو الجلوس في خيمة، والتوقيع على حكاياتك البوليسية، مقابل خمس شلنات في كل مرة.
قالت: حسنا لا بأس بذلك، هل علي ارتداء قبعة؟ هل علي افتتاح المهرجان؟ أو قول أشياء سخيفة؟ 
مارك: ليس عليك من كل هذا الشيء، فقط الأمر الأهم سيكون  لساعة أو ساعتين، وبعدها فقرات المهرجان ستكون متتالية ضمن برنامج خاص مخطط له. 






جاء طفل اسمه مايك إلى بيت الأب غورمان، فتحت له السيدة جيراهتي ثم أخبرها أنه مطلوب إلى المنزل رقم 23 شارع بينتهول، هناك امرأة تحتضر والسيدة كوبيتز طلبت منه توصيل الرسالة، وهي من تؤجر تلك الغرف، وعندما وصل الكاهن إلى البيت رقم 23، أدخلته السيدة كوبيتز إلى غرفة المرأة التي تحتضر، كانت مصابة بالرشح، وبسبب ضيق نفسها، قالت بكلمات متقطعة: لا يمكن أن أموت هكذا ليس لدي الكثير من الوقت، إنه الشر... الشر...إن خطيئتي كبيرة، يجب أن أعترف. 
اقترب الأب غورمان من السرير، وتكلم كما اعتاد أن يتحدث في تلك الأوقات المماثلة من قبل، بكلمات مطمئنة، وبعد أن انتهى من واجبه: تكلمت المرأة: يجب أن توقف ذلك، أنت ستوقفه ينبغي إيقافه، تكلم معها بعبارات تطمئنها: يمكنك أن تثقي بي، سأفعل  ما هو ضروري. 
ثم خيم الهدوء على الحجرة، وخرج الألم من العينين المعذبتين.
عاد الأب غورمان وقد بدأ الليل يقترب، ودخل إلى المقهى ليحتسي كوبا من القهوة، ثم طلب ورقة وكتب عليها بعض الأسماء، كان من المهم كتابة أسماء معينة قبل أن ينسى ذلك، ثم دخل رجل إلى المقهى، وعندما خرج الأب ذهب مسرعا كأنه غير رأيه، مشى الأب غورمان بسرعة لأن الضباب كان يزداد، سلك طريقا مختصرة من الشارع الصغير القريب من خط السكة الحديدية، و لم يأبه لصوت الخطوات التي تمشي وراءه، ولماذا يفعل يذلك؟
جاءت ضربة الآلة الثقيلة لتأخذه، وفجأة مال إلى الأمام ووقع.
دخل الطبيب كوريغن وهو متضايق من شدة ما رأى، إلى غرفة مفتش الشرطة لوجن، وقال: لقد فحصت الكاهن وكانت النتيجة، ضربة قوية ومتقنة بآلة ثقيلة جريمة قذرة جدا، ربما مات من الضربة الأولى، لكن الفاعل أعادها وكررها للتأكد. 
تناقش المفتش والطبيب حول سبب هذه الجريمة، فقال الطبيب: يحتمل أن يكون هناك إجابتان: الأولى: شخص يحقد  عليه، والثانية: شاب شرير يحب العنف.
قال لوجن: كان الأب محبوبا من أهل المنطقة، وليس له أعداء، لذا لا أوافقك على الاحتمال الأول. 
قال لوجن: يوجد لدى الشرطة دليل لم يتم سرقته، لقد وجدنا قطعة ورق متسخة في حذائه، ومكتوب عليها قائمة أسماء، نظر الطبيب كوريغن إليها بفضول:
أورميرود
سانفورد باركنسن
هيسكيث-دوبرا
شو
ديلافونتيت
هارمندسورث
تاكرتن
كوريغن
رفع  الطبيب حاجبيه وهو مصدوم، وقال: أرى إنني في القائمة! 
سأله المفتش: هل تعني أيا من هذه الأسماء لك شيئا؟ 
فقال الطبيب كوريغن: لا أعلم أيا منها.
  لوجن: ألم ترى الأب غورمان من قبل؟
  فأجاب: لا.
  فقال له المفتش لوجن: إذا لن تعاوننا كثيرا.
قال لوجن متحدثا: لقد ذهب الأب غورمان إلى بيت امرأة، وتسكن غرفة مستأجرة في بيت تملكه السيدة كوبنينز، وكانت تحتضر وتدعى ديفيز، ورقم البيت 23، وصل هناك في السابعة والربع مساء، وقد ماتت السيدة قبل أن تأتي سيارة الإسعاف لتأخذها إلى المستشفى، جلس معها مدة نصف ساعة تقريبا، ثم خرج من عندها، وفي أثناء ذهابه دخل إلى مقهى طوني، وهو مقهى صغير وبسيط، واحتسى فنجان قهوة، وكتب قائمة الأسماء ثم دسها في حذائه وغادر، وذهب بعده رجل كبير السن متوسط الطول بدا شكله غير واضح، ولا سبب يدعو للشك بوجود علاقة له بما جرى، لكن من يدري؟، لماذا لم يتقدم ليخبر الشرطة أنه رأى الأب غورمان في مقهى طوني؟ ربما الوقت ما يزال مبكرا.
لقد طلبنا  من كل شخص رأى الأب غورمان بين الساعة الثامنة إلا ربعا والثامنة والربع أن يحادثنا، ولم يستجب لهذا النداء حتى الآن، سوى صيدلي له صيدلية في منطقة قريبة وامرأة. 
تأمل الطبيب كوريغون الورقة والأسماء المدونة بها، ثم حاول أن يجدها في دليل الهاتف، بدأ باسم هيسكيث-دوبرا منزل49 ساحة ليسمير، ليدي، ثم اتصل بها لكن وجد أنها متوفاة من نيسان الماضي، أي منذ خمسة أشهر، سأل  عنها لوجن: إن كانت انتحرت؟ أو شيئا من ذلك؟
 فقال لوجن: لا إنها توفيت بسبب تخثر في الدم.
ذهب لوجن ليحقق مع السيدة كوبيتز، صاحبة المنزل التي أجرت الحجرة للراحلة ديفيز.
 قالت السيدة كوبينز: إن ديفنز كانت تقطن عندها منذ ستة أشهر، وبدت لطيفة وهادئة، وتدفع أجرتها بانتظام، وعرفت أنها أرملة فقدت زوجها المقعد منذ سنوات عديدة، وفهمت أنها كانت تعمل في إحدى جمعيات بحوث المستهلك، ممن يتجولون ويسألون الناس عن مساحيق الغسيل التي يستعملونها، أو عن الطحين الذي يستهلكونه، وكانت تملك حقيبة مكتوب عليها حروف (ج ، د)، يعني جيسي ديفنز وحرف آخر (هـ) أو ربما (أ).
لم يجد المفتش ما يمكن معرفته من المستأجرين الثلاثة الآخرين في المنزل، كان اثنان منهم (وهما رجل كهل يعمل في محل أحذية، والآخر موظف في أحد البنوك)، يسكنان البيت منذ بضع سنوات، أما الثالثة فهي شابة في الثانية والعشرين من عمرها، وحصلت على عمل في إحدى المجلات الكبرى القريبة وسكنت حديثا، والثلاثة كانوا يعرفون السيدة ديفيز بالشكل فقط.





أما المرأة التي أبلغت الشرطة بأنها شاهدت الأب غورمان في الشارع في ذلك المساء، فقد كانت تعرفه بالشكل فقط، فلم يكن لديها معلومة مفيدة لتعطيها، ورأته وهو يدخل مقهى طوني، أما السيد أوزبورن الصيدلي المسؤول في الصيدلية الواقعة عند زاوية شارع بارتون، فقد كان رجلا متوسط العمر صغير الجسم وكانت لديه معلومات أفضل، قال: إن الأب غورمان، كان قد جاء من الجانب الآخر للشارع، وقلت في نفسي ها هو الأب غورمان، وكان ذاهبا باتجاه شارع ويست، وخلفه بقليل يسير رجل آخر، ثم عند المنعطف الثاني على اليسار وقبل خط السكة الحديدية، ما كنت لأفكر بأي شيء خاص في ذلك، لولا أن الرجل الغريب توقف أمام صيدليتي فجأة، وبعدها لاحظت أن الأب غورمان كان بدأ يمشي ببطء، وكأنه يفكر في أمر ما بعمق مما جعله ينسى نفسه بأنه يمشي في الشارع، ثم واصل مشيه، وبدأ هذا الرجل يسير بخطوات سريعة يتابعه، اعتقدت حينها أنه يريد اللحاق به ليتحدث معه، ثم مع تصاعد الضباب لم أعد أرى شيئا، وأخذ السيد أوزبون  يصف الرجل قائلا: إن طوله حوالي متر وثمانين، لعله في الخمسين من العمر، وقد برز شعره طويلا من تحت قبعته وله أنف معقوف كبير، وحنجرة بارزة، لم أعرف لون عيونه لأنني رأيت منظرا جانبيا له، وأستطيع التعرف عليه لو رأيته مرة أخرى، فأنا لدي ذاكرة قوية لحفظ الوجوه، وكنت أقول في نفسي لو أن رجلا جاء ليشتري الزرنيخ ويسمم به زوجته، سأكون قادرا على التعرف عليه في المحكمة.
ذهبت مع صاحبتي هيرما ريد كليف إلى مسرحية ماكبث، وبعدها توجهنا لتناول الطعام في مطعم فانتازيا، وهناك رأينا ديفيد آردينغلي، وكان معه فتاة اسمها بوبي، وهو مدرس في التاريخ من جامعة اكسفورد، تحدثنا عن المسرحية وعن إخراجها، وعن القاتل في المسرحية، ثم قال ديفيد: كم كان مريحا لو تتحدث إلى قاتل تحت الطلب، كلما أردت تنفيذ مهمة صعبة، من الممتع أن يقدر المرء على فعل ذلك في أيامنا هذه، فقاطعته هيرما قائلة: إن قطاع الطرق والعصابات يفعلون ذلك، إن ذلك يحدث الآن، قال ديفيز: لكنني لا أتحدث عن العصابات، ما قصدته جماعات عادية تتخلص من شخص ما، كالتخلص من المنافس في العمل مثلا، أو العمة الثرية التي طال بها العمر، كم من المريح لو استطعت أن تتصل بمخازن هاررودز وتقول: أرسلوا لي قاتلين محترفين فورا.
ضحكنا جميعا، ثم فجأة قالت بوبي: ولكن يستطيع المرء أن يفعل ذلك بطريقة أو بأخرى، أليس كذلك؟ أقصد أن الناس مثلنا يستطيعون لو أرادوا، إنما أعتقد أنه عمل مكلف جدا.
سألها ديفيد بفضول: ماذا تقصدين؟ بدت متوترة، وقالت: آه... أعتقد... لقد اختلط علي الأمر، كنت أقصد (الحصان الأشهب)،  شيئا من ذلك القبيل، الحصان الأشهب ما هو(الحصان الأشهب) هذا؟ احمر وجه بوبي وخفضت عينيها، ثم قالت: إنه مجرد شيء ذكره شخص ما، إنني غبية، ولكن لا بد أنني لم أتذكره بالطريقة الصحيحة، قال لها ديفيد: احتسي بعض العصير المنعش يا عزيزتي.





وفي صباح اليوم التالي تحدثتُ إلي السيدة اوليفر لتقول لي: إنها وافقت على الذهاب إلى مهرجان ابنة عمي، وقالت: هل تعتقد أنهم يريدون مني بعد ذلك أن أذهب إلى (الحصان الأسود) لأحتسي القهوة هناك، أو اسمه (الحصان الأشهب) أيوجد مقهى بهذا الاسم هناك أليس كذلك؟.
ثم رن هاتفي مرة أخرى، وكان المحامي البارز السيد سومز وايت، وهو موكل بتنفيذ وصية عرابتي الليدي هيسكيث-دوبرا، وقال لي حسب وصيتها يحق لي اختيار ثلاث من لوحاتها، ذهبت إلى البيت رقم 49 بساحة ايلسمير، وأنا أخرج من ذلك المنزل ومعي ثلاث لوحات، اصطدمت فجأة بشخص كان داخلا، فاعتذرت له واعتذر لي، ثم عرفته وقلت: ألست كوريغن؟
قال: أجل أجل، وأنت مارك ايستربروك؟ قلت: نعم.
كنت وجيم كوريجن أصدقاء أيام الدراسة في جامعة اوكسفورد، وكان يريد أن يصبح باحثا، إلا أن هذا العمل كان مكلفا، ولم يجد من يمول له أبحاثه، ولكني لم أره منذ خمسة عشر عاما.
مارك: ماذا تفعل الآن؟
جيم كوريغن: أعمل كطبيب شرعي للشرطة، وقد بدأت الاهتمام ببحث (إفرازات الغدة الماندرية).
مارك: وهل يوجد في جسمنا شيء كهذا؟
جيم كوريغن: بالطبع، من حيث الظاهر ليس لها غرض، ولكني أعتقد أن لها تأثيرا على السلوك، وأن لها علاقة بالطحال، وهي تعمل كزيت الكابح في السيارة، إن نفذ الزيت فإن الكوابح لا تعمل أبدا، وفي الإنسان فإن قصور هذه الإفرازات قد... وأقول قد... يجعل المرء مجرما.
ولنتناقش أكثر ذهبنا إلى مطعم صغير لتناول الحساء والأسماك.
جيم كوريغن: لقد أردت معرفة بعض الأمور، عن السيدة الراحلة هيسكيث-دوبرا، يبدو أنك تعرفها، هل تعلم إن كان أحد ما يبتزها؟.
  مارك: ما من شيء أبعد من احتمال حدوث هذا الشيء، ثم أخبرني عن تفاصيل مقتل الأب غورمان. 
مارك: هل لديك مدونة الأسماء تلك، وأخذت أقرأ:
 باركنسون؟ أعرف اثنين بهذا الاسم، هنري باركنسون أحد رجال الدين، وآرثر باركنسون الذي ذهب إلى سلاح البحرية، شو، أعرف طبيب أسنان اسمه شو، ويوجد ضابط في البحرية اسمه جيروم شو سانفورد، الكاهن القديم عندنا، عندما كنت صبيا، كان يدعى سانفورد هارمندسورث، أورميد، يوجد ضابط بهذا الاسم تاكرتن؟ لا أظنها توماسينا تاكرتن؟ لقد توفيت الأسبوع الماضي، ديفلانتين سمعت بهذا الاسم مؤخرا، لكن لا أدري أين، كوريغن هل أنت المقصود؟
  أوه يوجد لدي شعور يا كوريغن، أن الذي يوضع اسمه هنا، هو شخص غير محظوظ، ثم انتهى حديثنا وتركنا بعضنا.
  جلست على الكرسي الهزاز في البهو وأنا مسترخٍ ومتأمل في الكلام الذي دار بيننا أنا وكوريغن، وفجأة خطر في بالي شيء وفعلته فورا، اتصلت بديفد آردينغلي، وسألته عن اسم الشابة التي كانت معه ذلك اليوم في المطعم، قال: إن اسمها باميلا ستيرلنغ، وهي تعمل في محل أزهار، أخذت عنوان المحل وذهبت واشتريت بعض الأزهار، وسألتها عن (الحصان الأشهب)؟ لقد ذكرت ذلك في المساء الذي كنا فيه معا، أليس كذلك؟ 
  قالت باميلا: متأكدة أنني لم أقل شيئا كهذا، أنا لم أسمع بشيء كهذا أبدا. 
  فقلت لها: ذكره أحدهم وسمعته أنت، من يكون هذا الشخص؟
فقالت باميلا ( بوبى): لا ينبغي لي التحدث مع الزبائن، ولا أعرف ما الذي تتحدث عنه، ثم خرجت من المحل بخطوات متثاقلة، وعندما انتبهت أنها أعادت لي مبلغا أكثر من اللازم، رجعت لأعيد لها المبلغ، ونظرت إلى عينيها، ثم قلت في نفسي: تتجمد خوفا، خائفة لماذا يا ترى؟ لماذا؟
جلس الجميع لحظات للاسترخاء بعد الانتهاء من المهرجان، ثم تنهدت السيدة اوليفر، وقالت: يا لها من راحة، عندما ينتهي الأمر ولم يحدث شيئا، كان الجمع يتألف من الآنسة ماكاليسترا، والكاهن كالثروب وزوجته، وفتاة ذات شعر أحمر تدعى غينغز، ابنة عمي رودا، وزوجها الكولينول ديسبارد، والسيدة اوليفر، جلسوا حول طاولة يتحدثون عما حدث في المهرجان، وعمن ربح جوائز المسابقات وما إلى ذلك، ثم قال ديسبارد: لقد تفضل العجوز صاحب مقهى (كينغز آرمز) بالكثير من حافظات القهوة، ليبيعها لصالح المهرجان.
قالت رودا: لا يوجد هنا مقهى آخر، إنه المقهى الوحيد الموجود في قريتنا يا عزيزي، ثم وجهت سؤالي إلى السيدة اوليفر، وقلت: ألم تقولي إنه: (الحصان الأشهب). 
التفت إلي رودا وقالت: إنه ليس مقهى في الوقت الحاضر، إنه الآن مجرد بيت عادي، كان نزلا قديما أظنه يعود إلى القرن السادس عشر، وتوجد به لوحة قديمة رائعة مكتوب عليها اسم البيت، وقد وضعت في إطار ثم وضعت في الصالة.
وهذا المنزل ملك تيريزا غري، وهي امرأة تتعامل بالروحانيات والسحر، وغامضة جدا.
بعد لحظات من الصمت عدت اسأل: من هي الآنسة غري، ومن هم معارفها؟ أريد معرفة من هؤلاء؟
رودا: هي شخصية ذات بصيرة، تعرف ما يجول في خاطرك, وتوحي لك بالرهبة, لها صديقة تعيش معها تدعى سابيل ستامفورديز، كانت في المهرجان تلبس الخرز والأحجار على شكل خنافس، وأحيانا تلبس الساري، مع أنها لم يسبق لها أن زارت الهند أبدا!، أظنها تعمل كوسيطة أرواح، ومعها تعيش بيلا طاهية عجوز، وهي ساحرة أيضا، ومشهورة باحترافها فيه، جاءت من قرية ليتل داننغ، وقد دفنت زوجين لها كما سمعت من جيرانها، لأنهما قد أغضباها،  لذلك قلبت عليهما فمرضا ثم ماتا.
شعرت أن توقعاتي قد انجلت عن حقيقة سطحية، وهي أن (الحصان الأشهب)، خيم على عقلي كرمز لشيء غريب قد ظهر الآن، إلا إذا كان يوجد هناك حصان أشهب ثانٍ.




وفي اليوم التالي، ذهبنا لتناول طعام الغداء مع السيد فينابلز، وهو شخص رحال زار العديد من مناطق العالم، لكنه الآن أصبح شبه مقعد بسبب إصابته بالشلل، يبلغ من العمر الخامسة والخمسين، ينعم بثروة كبيرة، وتبرع بشيك سخي للمهرجان، وكان سعيدا بشراء القصص البوليسية من قصص السيدة اوليفر، وهو مغرم بالمزادات، هذه الأيام أخبرنا السيد فينابلز بأنه يحس الحصان الأشهب الذي كان نُزلا، له تاريخ شرس جدا وغامض، ربما كان مكان استراحة قطاع الطرق، أو المسافرين الأثرياء الذين يقضون ليلة فيه ولا يرجعون أبدا.
بعد الغداء أخذنا السيد فابينلز فى جولة داخل منزله، وكان مغتبطا جدا وهو يرينا ممتلكاته الجميلة، وبعد أن غادرنا بيته قلت: لا بد أن ثروته كبيرة، نظرا لتلك الأحجار الكريمة والخزفيات الثمينة التاريخية، وذلك التمثال الأفريقي الثمين. 
 اوليفر: يا ترى ما هو سبب ثروته الكبيرة، هل كانت بالوراثة ؟
  فقال السيد ديسبارد: لقد سمعت من أحدهم أن فينابلز، بدأ حياته عتالا في إحدى الموانئ، ولكنه أبدا لم يحدثهم بنفسه عن شبابه.
وصلنا إلى الحصان الأشهب، وكان بعيدا عن شارع القرية، ويوجد خلفه حديقة مسورة، وهو مبنى نصف خشبي، فتحت لنا باب المنزل الآنسة تيريزا غري، وأدخلتنا إلى البيت، ورأيت اللوحة الموجودة فوق الموقد، وقد كتب عليها اسم البيت القديم وبدت متسخة ومغبرة، وقالت لنا: إن بناءه يعود إلى القرن الخامس عشر، وبعض أثاثه يرجع إلى القرن الرابع عشر، قالت: غينز للآنسة تيريزا: أنا أعمل لدى قطاعات الفنون بلندن، إن أحببت أستطيع أن أخد اللوحة وأنظفها جيدا، فقالت تيريزا: إذا نظفتها فسيظهر الكثير فيها، فارسا على ظهر حصانه الأشهب.
ثم صاحت تيريزا: أوه سابيلإ إن الضيوف ينتقدون حصاننا، فخرجت الآنسة سابيل لتنضم إلينا من أحد الأبواب، وكان صوتها خافتا مرتعشا.
  ثم قالت: حصاننا العزيز إن تلك اللوحة أثرت على قرارنا في شراء هذا المنزل، وأثرت فينا منذ أول مرة رأيناها فيها. 
خرجنا لرؤية الحديقة، لقد أدهشتنا بمنظرها في الصيف، ثم دخلنا لشرب الشاي وأكلنا الفطائر، وعن قرب رأيت الطاهية بيلا، كان وجهها بدائيا يخلو من الفطنة، وجه فاتر، ولم أفهم السبب الذي جعلني أشعر أنه شرير.
تحدثنا عن السحر وعن موهبة سابيل منذ الطفولة، حيث قالت لنا: إنها كانت حساسة لوجودها في مكان ما، ولسر ما، ففي بيت إحدى الصديقات فقدت وعيها ذات مرة، وبعد أن أفاقت أحست أنه حدث جريمة قتل، في تلك الحجرة التي جلست فيها بالضبط، وبعد التأكد عرفت أن ذلك حدث فعلا.
بعد ذلك ذهبت برفقة الآنسة تيريزا غري إلى المكتبة، والتي كانت من قبل عبارة عن اسطبلات، قاموا بتجديدها فأصبحت حجرة واحدة برفوف، لكي تتسع لذلك الكم الكبير من الكتب، وقلت لها: إن هذا لكنز عظيم، وتناولت مجلدا تلو الآخر أتفحصه، وبدت هي مسرورة، ثم قالت: إنه لجميل أن يقدر أحدهم هذا الكنز، ثم تحدثنا عن السحر الموجود في الكتب، فقالت: إن سابيل وأنا وبيلا، لدى كل واحدة منا قواها الخاصة كفريق، و بدرجات مختلفة، وقالت لي: إن الناس على مر الأزمان يذهبون إلى العراف أو الساحر، لماذا؟ لسببين فقط، الموت أو الحب.
سألتها: الموت؟ ضحكت ضحكة غريبة أحسست معها بعدم الارتياح، ثم قالت: إن الناس قديما كانوا يستخدمون سم الزرنيخ الأبيض العادي، لكن تطورنا في هذا الزمن كثيرا، فلقد وسع العلم آفاقنا بالسموم التي لا يتم كشفها، وهي:
معرفة طبيعة العقل، ماذا يمكنه أن يفعل؟ وماذا من الممكن أن نجعله يعمل؟ فإنه لا حاجة لأن تقتل ضحيتك، كل ما عليك عمله هو أن  تقول له: كيف يموت؟، اعتقدت أنها تقصد أن نؤثر على المريض فنقوده إلى الانتحار، لكنها قالت: حتى تدمر عدوك، حَفز عنده رغبة الموت الموجودة في نفس كل واحد منا، ثم قم بإيصالها إلى الذروة، يجب عليك أن تمارس قوة على نفسه اللاواعية، وهكذا تمرض فعلا وتموت، فيحدث مرض حقيقي تسببه تلك النفس التي تبحث عن الموت، وعندها سألتها: كيف تفعلين ذلك، قالت: لا تطلب مني يا سيد مارك إيستربروك أن أكشف لك كل أسراري، إنه سري الخاص، ولكن سأقول لك شيئا: تعتقد بيلا بأنك جئت إلى هنا، للعثور علينا، وهي نادرا ما تخطئ، وأنا لدي فكرة، وبيلا لديها أيضا نفس الفكرة، بأنك قد تحتاجنا. 
  سألت : لماذا أريد البحث عنكن؟ 
قالت تيريزا غري وهي تبتعد: هذا ما لا أعلمه حتى الآن، ثم دخلت رودا من الباب وخلفها الجميع، وقالت: هنا إذا تعقدين جلسات تحضير الأرواح، أوه، إنكم هنا  لقد بحثنا عنكم في كل مكان، ضحكت تيريزا وقالت: الكل في القرية يعرفون عن عمل المرء أكثر مما يعرفه هو عن نفسه، إنك إذا مطلعة جيدا، لدينا سمعة قوية في الشر كما سمعت، ولو كنا نعيش قبل مئة عام لتعرضنا للقتل حرقا فوق كومة حطب، أظن أن إحدى جدات جدتي قد حُرقت في إيرلندا باعتبارها ساحرة، هذا ما كان يحدث للساحرات في ذلك الوقت. 






  تبادلنا عبارات الشكر والوداع، ثم ذهبنا إلى الخارج، وفي أثناء خروجنا قالت السيدة اوليفر: يجب أن أخرج في الصباح الباكر، لأحضر جنازة ماري ديلافونتين، وهي صديقة قديمة لي.
  سألتها : ما سبب موتها؟
  فقالت: إنها كانت مريضة بالالتهاب التسممي للأعصاب المتعددة، على ما أعتقد.
عندما وصلنا، أردت الاختلاء بنفسي كي أرتب أفكاري، أريد على الأقل أن أستوضح الأمر مع نفسي، ما كل الذي أراه؟ 
لقد بدأ الأمر كله بتلك الملاحظة، التي أخبرتني بها بوبي، وهي إذا أردت أن تتخلص من أي شخص، فإن (الحصان الأشهب) هو المكان الذي يجب أن تقودك إليه قدماك، تبع ذلك لقائي مع كوريغن ومدونة الأسماء، وكان اسم ديلافونتين  أيضا، اسم مألوف بطريقة غامضة، ذكرته السيدة اوليفر على انه اسم صديقة مريضة وقد ماتت، واسم تاكرتن، مما جعلني أعود بذاكرتي إلى تلك الليلة في مقهى لوجي.
في اليوم التالي أرسل الصيدلي اوزبون مكتوبا إلى المفتش لوجن، يقول له فيه: إن  الرجل الذي كان يتبع الأب غورمان ليلة موته، قد رآه في المهرجان الذي قد حضرته أنا والسيدة اوليفر، ويقطن بيت يدعى برايورز كورت في متش ديبنغ، وهو رجل ثري جدا، وعلى ما يبدو قد أصيب بحادث بعد تلك الليلة، التي قتل فيها الأب غورمان واسمه فينابلز، وكان يحرك نفسه على كرسي.
  زار المفتش لوجن الصيدلاني زكريا اوزبون، وقال له: إن الشخص الذي رآه يتبع الأب غورمان لم يكن نفسه السيد فينابلز، لأنه مشلول منذ ثلاثة أعوام.
 أرسلت رسالة إلى كوريغن، وطلبت منه المجيء إلى منزلي لنتحدث بشأن قائمة الأسماء، وعندما جاء أخبرته: أن الحصان الأشهب موجود فعلا، وهناك ثلاث ساحرات تقطنَّ به، وأن الآنسة غري تقول: إنها تستطيع عن بعد أميال ولأشخاص لا تراهم، أن تجعل فيهم أمراضا عادية تؤدي إلى الموت، مثل ما حدث مع الأشخاص الذين ماتوا في هذه المدونة من الأسماء، قال لي: إنه لكلام تافه، فقلت له: قد تكون أنت الضحية القادمة، فاسمك مكتوب في القائمة، لكن انتبه لنفسك جيدا. 
صرت أفكر وأفكر في هذه التفاصيل وانشغلت بها، ثم اتصلت برودا لمعاونتي في الحصول على المعلومات، وسألتها  عن غينز الفتاة ذات الشعر الأحمر، والتي زارت معنا بيت الحصان الأشهب، لعلها تعرف شيئا عنها، فقالت لي: إنها تعيش في ميوز في منطقة كالغاري البيت رقم 45، وأعطتني رقم هاتفها: كابريكون 35987، و صدمت عندما قالت لي: إن اسمها كاثرين كوريغن، ثم ذهبت ورأيتها وطلبت منها معاونتي وأخبرتها القصة، وافقت على أن تعاونني فرتبت لقاء بيننا، حيث تناولنا العشاء في مطعم فنتازيا، سألتها عن المشكلة التي حصلت مع صديقتها بمقهى لوجي، فقالت لي: إن الشاب الذي صنعت مشكلة من أجله مع صديقتها هو بلايدون، وهو شاب أحمق وأخبرتها تومي أنه أراد أموالها، و لم يكن يحبها، كما لم يكن بينهما مشكلة، بل كانت حدة مزاج نسائية في وقتها.
جعلت صديقتي هيرما تتصل ببوبي، من أجل الحصول على تفاصيل أخرى عن الحصان الأشهب، فأعطتها العنوان ،الاسم: برادلي، والعنوان: مباني ساحة البلدية بيرمنغهام 78 ، وذلك بعد أن تحججت أن لها قصة، وقالت لها: بأن لها صديقا أحبته لكنه متزوج من امرأة جعلت حياته جحيما، وهي مقعدة والأفضل أن تموت لكنها لن تموت قبل عدة سنوات، وعن عمة لها موعودة منها بإرث كبير، وإن كان بإمكاني تجربة (الحصان الأشهب)، وسألت كم يحتاج من النقود ؟ فقالت: اذهبي إلى هذا العنوان للتحدث في تفاصيل الأمور معه أولا.
  وذهبت إلى العنوان وكانت مباني البلدية مكاتب وكان مكتبه رقم 78.
 دخلت مكتب برادلي وكان محاميا غير مرخص، أخبرني بالطريقة التي يعملون بها في الحصان الأشهب، بعد أن ادعيت أنني أريد موت شخص يبتزني، قال لي: إذا أردت الإقدام على هذا العمل، يجب أن تفكر بالأمر على مهلك، ولا تندفع.
ذهبت لرؤية السيدة تاكرتن، زوجة السيد تاكرتن، أما زوجته الأولى وهي أم تومى (توماسينا )، فقد توفيت منذ زمن وكانت أصغر منه بكثير، والتي تعمل مضيفة في قاعة البريدج في فندق ساحلي، وعلمت من غينز، أن السيد تاكرتن قد  كتب في وصيته مبالغ محددة للخدم، ومبلغا محترما لزوجته، إلا أن المبلغ الذي أوصى لها فيه ليس بسخي، والبيت الذي يبلغ مئات الآلاف، كتبه لابنته توماسينا وستحصل عليه عندما تبلغ سن الحادية والعشرين من عمرها، ولكنها إن توفيت غير متزوجة، فإن البيت يعود إلى زوجته الحالية، وخيل إلي أن السيدة تاكرتن، يمكن لها أن تقصد الحصان الأشهب للتخلص من ابنة زوجها الغنية، والتي سيتحول مالها إليها في حال موتها.





 ودعت السيدة تاكرتن وذهبت، وبعد أن ابتعدت قليلا، التفت إلى الوراء، وقلت: لا بد أنك تعلمين عن الحصان الأشهب، وعند سماعها لذلك بدت خائفة جدا وذعرت، ثم قالت: الحصان الأشهب، وماذا يعني هذا؟، بعد أن رأيت الرعب في عينيها، طمأنتها قائلا: إنه بيت قديم في قرية متش ديبنغ، لقد سمعت اسمك هناك أو ربما كان اسم ابنة زوجك فإن له شهرة عظيمة.
أخبرت غينز عن مقابلتي الأخيرة تلك، ومدى شكي بالسيدة تاكرين، وبأنها هي المستفيدة الوحيدة من موت تومي، وعن آخر التطورات معي، ووافقتني غينز على هذا الرأي، وعلى أن تكون السيدة تاكرين قد ذهبت إلى برادلي، وقررنا إن أردنا أن نعرف كيفية حدوث ذلك بالضبط، فعلينا زيارة الحصان الأشهب كزبائن. 
حاولنا أن نجد أي سبب، أو نختلق قصة ما لتبرير مجيئنا إلى الحصان الأشهب، ثم تذكرت قصتي قديما حين تزوجت بامرأة قبل سن النضوج، وأن أهلي كانوا معترضين على ذلك، فتزوجنا سرا وكذبنا بشأن سننا، وبعد ذلك وعندما كنا في رحلة إلى ايطاليا، اكتشفت أنها صدمت السيارة مع عشيق لها وماتت هناك.
أخبرت  غينز عن هذه الحكاية، وإن كنا نستطيع استخدامها كمبرر لدخول الحصان الأشهب، واتفقنا على أن أذهب إلى الحصان الأشهب، وأطلب منهم التخلص من زوجة من الماضي ترفض الطلاق، لأتزوج بصديقتي الجميلة المثقفة، وبعدها اكتشفت أنها غير وفية، ثم قالت لي: أخبرهم أنها ظهرت فجأة من الماضي، وأنك لم تسمع عنها منذ زمن، وأن هذه الزوجة هي أنا، وسأشتري بطاقة سفر باسم السيدة إيستربروك، ثم أستأجر شقة في لندن، وأنت تعطيهم عنوان الشقة، وسأغير شكلي وأضع الكثير من مساحيق التجميل، فلا يعرفني أحد. 
حاولت إقناعها بالعدول عن هذا الأمر، فربما يترتب عليه مخاطر كبيرة، إلا أنها قالت: إن هناك أمرا خطيرا بغيضا يحدث مقابل النقود، ويجب إيقافه مهما كان الأمر، ولأنني أعلم بالأمر مسبقا، فإنني أقدر أن أكون مستعدة لمثل ذلك، فرغبة الموت ليست كبيرة بما فيه الكفاية لدي، لذلك لن تستطيع أن تنجح في هذا الأمر تيريزا غري.
ذهبت إلى المفتش لوجن، وأخبرته بما خططنا له أنا وغينز، وراهنني بأن زوجتي ستموت خلال شهر، ثم عدت إلى برادلي ثانية لأبدا بتنفيذ الخطة، فأخذ لي موعدا مع الآنسة تيريزا غري في الحصان الأشهب وذهبت إلى هناك، تم عقد جلسة تحضير الأرواح بعد أن تناولنا العشاء أولا، وكان عبارة عن عجة لأنهم يتناولون وجبات خفيفة قبل تحضير الأرواح، وأخذت مني تريزا قفازا كانت قد طلبت مني إحضاره من الشخص الذي أريد أن أتخلص منه، وفي أثناء الجلسة، قالت بعض الكلمات، ثم قالت: الآن أريد أن تتمثلي في حقل المدعوة صاحبت القفاز سابيل، أنت حرة، كانت سابيل تبدو نائمة، وبدت تريزا تملي عليها كلمات الموت: نقطة الضعف، توجد دائما في أعماق أنسجة الجسد، نقطة الضعف، من خلال الضعف، تأتي القوة، قوة وراحة الموت، إلى الموت.
ثم ارتفع صوتها بشكل قوي ومزعج وحاد، وجاءت صرخة مرعبة من بيلا، فسقطت على الأرض وهي تنتفض، وارتعشت ألسنة اللهب في كانون الفحم، ثم انطفأت بعد أن صارت تركض حول الوعاء مرات ومرات. 
شعرت برغبة في التقيؤ، وبدا وكأن رأسي يدور في الفضاء، لكنني كنت مؤمنا بأنه لا يوجد شر من ذلك، هو فقط  مجرد خرافات، وخرجت من الحصان الأشهب وعدت إلى بيت رودا ابنة عمي، وفي صباح اليوم التالي تكلمت مع غينز واطمأننت عليها، وأخبرتها بما حدث، وقلت: هل أتى أحد إليك، فأخبرتني: عدة أشخاص: كبائع الحليب ، والطبيب كوريغن، وشخص أتى ليقرأ العداد.
كنت أتكلم مع غينز كل يوم، لأطمئن عليها وأسليها قليلا، وبينما كنت أتكلم معها في إحدى المرات، شعرت بأن في صوتها شيء مختلف، فأخبرتني بأنها بداية رشح، شعرت بخوف، وطلبت منها أن تتصل بطبيبها وتدعه يفحصها، وقلت لها: اتصلي بي مرة أخرى، وجلست أنتظر مكالمتها، وأحملق في الهاتف، وفي ذلك الوقت تذكرت جلسة تحضير الأرواح، ولكنني قلت فورا: خرافات كلها خزعبلات، فالزكام  يصيب الكل  في مثل هذا الوقت من السنة.
ثم بعد ساعتين اتصلت غينز، وقالت: إن الطبيب بدا متشككا في أمري، وقال: لا بد أنها الانفلونزا، ودرجة حرارتي مرتفعة كثيرا، إنني أشعر بالحمى، فذهبت إليها ووجدتها في حالة يرثى لها من المرض، فاتصلت فورا بالإسعاف وأخذتها إلى المشفى، واتصلت بالطبيب كوريغن للإشراف عليها.
كنت على وشك الخروج للقاء فتاة قالت لي عنها بوبي، يمكن لها أن تساعدني في إنهاء السحر الذي قامت به تريزا غري، لكن جرس الهاتف رن مرة ثانية، خشيت أنه قد يكون من المصح الذي تقيم به غينز، وكان المتصل السيدة اوليفر، حيث قالت لي: إنها التقت بالسيدة التي كانت تعمل مع الليدي هيسكيث-دوبرا، وأخبرتني أن شعرها تساقط بكثرة غير طبيعية، وقالت لي: عن مرضها ففهمت الأمر، فقالت: وأيضا صديقتي حدث لها ذلك، فتساقط شعرها بملء اليد والشعر، وفي الوضع الطبيعي لا يمكن أن يتساقط بهذه الطريقة لأنه قوي من جذوره، وقلت لها: شكرا إنك رائعة لإبلاغي بهذا الأمر. 





اتصلت بكوريغون، وقلت له: إن كان شعر غينز يتساقط وبكثرة، فقال لي: أجل إن ذلك يحدث، فقلت له: إن ما أصاب غينز وجميع الذين ماتوا قبلها، هو التسمم بالثاليوم.
 فهمت الآن لغز الحصان الأشهب، بعد التأكد من أن غينز فعلا متسممة بالثاليوم، فالحصان الأشهب هو منظمة يشرف عليها شخص، بحيث يجعل لكل شخص عمله دون أن يدري ما عمل الشخص الآخر، ثم قال المفتش لوجن: لكنني أشك بشخص، ويجب علي أن أجد الدليل. 
قال المفتش لوجن: فهمت كامل الأمر، وهو كالتالي: السيدة ديفنز التي هي من أعطت الأسماء للأب غورمان قبل موتها، كانت تعمل في مؤسسة متخصصة بالذهاب إلى بيوت بعض الناس، وسؤالهم عن نوع معجون الأسنان أو مسحوق الغسيل، وهكذا، ثم علمت أن لها علاقة بالحصان الأشهب، فحاولت أن تستر ما علمته، لكن عند موتها شعرت بالذنب والألم، وأرادت إخبار أحد الثقاة، ليوقف هذا الشر، وكان هذا الشخص هو الأب غورمان، وبعد أن قالت له: خرج هو راجعا إلى بيته، وفي أثناء عودته كان يحمل ورقة عليها بعض الأسماء، التي يراد التخلص منها عما قريب، فتبعه رجل، وقتله بضربة ثقيلة على رأسه، ليجعله لا يخبر أحدا عما عرفه، وتلك القائمة تم التخلص من ثلاثة أشخاص فيها، إلى أن جئت أنت يا مارك، وبدأت تحقق وتشك في كل شيء، حتى وصلت إلى هنا، ولكننا بالتأكيد سنلتقط الرأس الكبيرة ونوقع به.
بعد ثلاثة أسابيع توقفت سيارة أمام بيت برايورز كورت، وخرج منها أربعة رجال كنا: الرقيب ويانا، والسيد اوزبون، والمفتش لوجن، ثم دخلنا إلى البيت وطلبنا رؤية السيد فينابلز المشلول، وبدأ لوجن يخبر السيد فينابلز أن الحكاية بدأت من موت الأب غورمان، في شارع ويست في باينغتن، وطلبنا من أي أحد شاهده في الساعة الثامنة إلا ربع والثامنة والربع مساء أن يخبرنا، فتكلم إلينا السيد اوزبون وكان حينها يعمل في صيدلية، وأخبرنا أنه شاهدك، وقد وصفك لنا وصفا دقيقا، وقمنا ببعض التحريات عنك، وعلمنا أنك مقعد منذ ثلاث سنوات، وعندما تأكدنا من الطبيب الذي تتعالج عنده، أكد بالفعل أنك مقعد، فعلمنا أنك بريء، وبعدها وجدنا أن هناك منظمة تقوم بالتخلص من الناس، غير المرغوب بهم مقابل النقود، بطريقة نفسية، حيث تحفز رغبته في الموت فيمرض ويموت ميتة عادية، وبعد ذلك اكتشفنا سبب الموت وهو أبسط من أن يكون خرافة إنه التسمم بالثاليوم.
قطب السيد فينابلز جبينه، وقال: الثاليوم، لا أعتقد أنني سمعت به من قبل.
صحيح إنه يوضع في بعض الأحيان كمستحضر للأطفال المصابين بمرض القوباء الجلدية، ويستخدم كسم للفئران، وبالصدفة توجد علبة منه في سقفية الأواني في منزلك.
ثم أخبره المفتش لوجن كيف يخطط للعمل، وأن لكل واحد دوره، ولا يعلم أحدهم  ما دور الآخر، أولهم المحامي برادلي وهو محروم من عمله، له مكتب يخرج إليه الناس أو ما يسمى بالزبائن، ويعقدون معه صفقات ملخصها رهان، على أن شخصا معينا سوف يموت خلال فترة معينة، وإن حدث ذلك فان الزبون عليه أن يدفع مبلغا للسيد برادلي، أما إن لم يحدث، فان السيد برادلي سيدفع الرهان للزبون.





  وبعد ذلك يرسل المحامي برادلى الزبون إلى الحصان الأشهب، ليرى الساحرات ويعملن له جلسة تحضير أرواح، فيأتي عقل الشخص المراد التخلص منه، ويحفز رغبته بالموت، فيمرض ويقتل متسمما بالثاليوم، بعد أن يستقبل أشخاصا طبيعيين كبائع الحليب، ورجل الكهرباء ليدقق العداد، فيعمل ذلك أمام الشخص المطلوب، ثم دون أن يلاحظ الشخص ذلك، يقوم بتبديل شيء من أغراض الشخص المطلوب بمنتج آخر مشابه له، ويحتوي على الثاليوم.
  وهذا الشخص هو السيد اوزبون، الذي ادعى أنه رآك تلحق بالأب غورمان ليلة مقتله، ولكن الحقيقة أنه لم يكن أمام باب صيدليته، بل كان في الاتجاه الآخر من الشارع، يلاحق الأب غورمان إلى أن انزوى إلى شارع ويست، وجاء من وراءه وقتله.
ولم يجد أنسب منك يا سيد فينابلز، ليصفك للشرطة كأنك القاتل، وقد حاول أن يبعد الشبهات عنه، ويلتف على التحقيق، بالبحث عن قاتل وهمي ليس باستطاعته عمل ذلك، ليخلط الأمور ببعضها، وتتوه حقيقة الشخصية التي تتبعت الأب غورمان في ذلك المساء، وقد كان في منزلك، وهو الذي وضع علبة الثاليوم في سقفية منزلك. . 

                                   *****النهاية******
تفاعل :

تعليقات