لسماع الرواية والاشتراك بالقناة ...قناة راجو شو... الرابط التالي :
تلخيص رواية
ذاكرة الأفيال
أجاثا كريستي
اعداد واشراف - رجاء حمدان
رغم عدم حبها لمثل هذه الحفلات ذهبت السيدة أوليفر إلى حفلة غداء أدبية, وهناك
قابلت امرأة بيضاء طويلة ضخمة غير لطيفة بعض الشيء, فقالت السيدة أوليفر في
ذاتها لن يكون هناك غيرها أفضل. الا ان هذه المرأة لم تات اليها لتتكلم معها عن
رواياتها بل جاءت في موضوع آخر.
عرَّفت السيدة بنفسها
فقالت: أنا شديدة الإعجاب بك
وبرواياتك وإسمي بريتن – كوكس , قالت لها السيدة أوليفر: كم أنا سعيدة هذا لطف منك,
قالت لها السيدة بيرتن كوكس: لقد سمعتُ عن مدى لطفك وتعاونك لذلك جئتك بأمر لا أحد
يستطيع مساعدتي به غيرك, , فقالت السيدة اوليفر في نفسها (ربما ستقترض مني المال),
فأجابتها السيدة أوليفر: آوه هذا لطف منك .
قالت السيدة بيرتن
كوكس: ستندهشين مما ساخبرك به, لقد شعرت من قراءتي ومتابعتىى لرواياتك فهمك العميق
للنفس البشرية ومدى تعاطفك وشعرت أنه إن كان أحد سوف يعطيني جواباً للسؤال الذي ساقوله
فهو أنت. أنا متاكدة تماماً أن لديك إبنة بالمعمودية إسمها سيليا رافينز كروفت.
قالت السيدة أوليفر: آوه اجل, لكنني أخشى
أنني لم أر سيليا منذ زمن بعيد. قالت
السيدة كوكس: آه نعم, إنها مثقفة جداً ونجحت نجاحاً ممتازاً في الجامعة وإنها
بالطبع فتاة إنفعالية تعمل من وحي اللحظة التى تعيشها
يا عزيزتي السيدة
أوليفر، ان هذا الامر ذات أهمية كبيرة بالنسبة لي, سيليا سوف تتزوج من إبني
ديزموند، ولدي شيء أود بشدة كبيرة أن أعرفه, هل لديك فكرة جيدة عن الكيفية التي
حدث بها الأمر كله وعلى المرء أن يعرف عن الناس, , هل قتلت أم سيليا أباها أم أن الوالد
هو من قتل الأم .صدمت السيدة أوليفر فلم تتوقع هذا .
يا عزيزتي السيدة
أوليفر أعني أنها كانت قضية معروفة ومشهورة جداً تجاوز زمنها العشر اعوام لكنها أثارت
ضجة كبيرة وقدر من الإهتمام حينها, أنا
واثقة أنك ستتذكرين يجب أن تتذكريها .
كان عقل السيدة أوليفر
يعمل بشكل كبير وبسرعه, إن سيليا إبنتها بالمعمودية وكانت والدة سيليا هي السيدة
مولي بريستون- غري وكانت صديقتها, تزوجت رجلاً لا تتذكر تماما ان كان يعمل في
الجيش أم أنه كان سفيراً, إسمه رافنز كروفت ، وكانت هي الوصيفة لصديقتها مولي, كان
عرسهما جميلا أقيم في غاردنز تشابل أو في مكان مشابه له, بعدها لم تلتقِ أي منهما لاعوام
كبيرة فقد سافرا إلى مكان ما لم تستطع تذكره, لكن كانت تراها عندما كانا يحضران
الى إنكلترا للزيارة في فترات قليلة جداً,
لكن تذكّرها كان أشبه بالتطلع إلى صورة قديمة تتذكر من فيها بغباش غير واضحة أو تكاد لا تتذكر. ما زالت السيدة
بيرتن – كوكس تنظر إلى السيدة أوليفر كما لو أنها خاب املها بها لعدم تذكرها لقضية
معروفة كتلك.
قالت السيدة أوليفر:
أتعنين ..إنه كان حادثاً ؟قُتلا ؟, فقالت بيرتن: إنه ليس حادثاً كان ذلك في واحد
من تلك الأماكن حيث توجد صخور في أحد البيوت قرب البحر في كورونول كما أظن, , فقد
كان لهما بيت هناك فى تلك البلدة وقد تم
العثور على الإثنين وقد أطلق النار عليهما. , كان يبدو كما لو أنهما اتفقا على
الإنتحار, واعتبرت القضية قضاءاً وقدر , لكن الجميع كان يعلم أن الأمر كان مقصوداً
دون شك. لم يكن للشرطة من شيء تعتمده لكتابة تقريرها إن كانت الأم أطلقت النار على
زوجها ثم على نفسها أم العكس قالت السيدة أوليفر: ممكن ممكن, أعرف أن التاكد صعب
جداً. قالت السيدة بيرتن : , أظن أنه قد جرى التستر كثيراً عن بعض الأمور او
اخفائها لأن مقام ومنصب الجنرال رافنز كروفت كان عالياً بعض الشيء قيل بعض الكلام
عن وجود رجل آخر و رُويت قصص عن مشاجرات حدثت في ذلك اليوم أو في اليوم السابق, ,
و قيل أيضاً بطبيعة الحالة المعتادة عن امرأة أخرى, ولا يُعرف كيف كان الأمر في
الحقيقة, وأظن أنه قُيل إن الجنرال كان في مصح عقلى في ذلك العام وأنه كان ذا نفسية كسيرة محطمة ولم يكن يعلم حقاً ما يفعله.
قالت السيدة أوليفر بثبات: اخاف ان اقول
لك إنني لا اعرف شيئاً عن الموضوع,
أذكر بالفعل أنني اعرف هؤلاء الناس وأذكر الأسماء, ولكنني لا اعرف حقيقة ما
جرى فقد كنت في أمريكا وقتها من أجل إلقاء بعض المحاضرات هناك .
قالت السيدة بيرتن: , الأمر مهم لي بسبب إبني العزيز
الذي يريد الزواج من سيليا من المهم جداً أن أعرف الحقيقه , يجب أن تكونى تعرفي. وأنا واثقة أنه من شأن
الكثير أن يخبروك عن القصة الحقيقية خلف ما يشاع. إنك تكتبين قصصاً رائعة وتعرفين
كل شيء عن الجريمة, تعرفين مَنِ الذين يرتكبون الجرائم وما دوافعهم لارتكابها,
قالت السيدة أوليفر بنبرات تقزز:, أنا أكتب روايات وليس
حادثاً واقعاً, وكل الروايات من دواعي الخيال, أنا لا أعرف شيئاً أنا أقرر من
سيموت وكيف يسري التحقيق ومن يكون القاتل وكيف تحدث الجريمة ،وهذا كله ليس حقيقة. فقالت
السيدة بيرتن – كوكس: لكن ألا ترين أن الانسان لا يملك اويعلم الى من يذهب إليه ليسأله, ولا يمكنني
الذهاب للشرطة فلن يقولوا لي شيئاً بسبب تحفظهم, لكنني أشعر أن من المهم الحصول
على الحقيقة.
قالت السيدة اوليفر بامكانك أن تسألي سيليا ثم نظرت الى السيدة
بريتن- كوكس وقالت: إسألي سيليا, أظن أنه من الأفضل أن تسأليها بنفسك كانت طفلة فى حينها لكن الأطفال دائماً يعرفون كل شيء ومن
شأنها أن تقول لك, .
قالت السيدة بيرتن: ، لا أحسب أن إبني ديزموند سيحب ذلك فهو
حساس قليلاً فيما يتعلق بسيليا لا أظن أن بوسعي فعل ذلك, فقالت السيدة أوليفر: أنا
ما كنت لأحلم أبداً بسؤالها, ثم تطلعت إلى ساعتها وقالت آوه لكم تاخر بنا الوقت
وداعاً سيدة بريتن, يا للغداء البهيج, عليَّ أن أركض مسرعة الآن فلدي موعد مهم جداً, , آسفة لأنني لا أستطيع معاونتك
ولكن هذه الأمور حساسة ومهمه بعض الشيء, هل
في ذلك فرق جدي بالنسبة لك أنت؟, أجابت السيدة بيرتن: اعتقد أن في ذلك فرقاً كبيراً
جداً. في تلك اللحظة مرت السيدة لويس فقفزت بيرتن لتتحدث معها وقالت: للأسف أنني
لم أنتبه لوجودك هنا عزيزتي لويس من الرائع أن أراك هنا. إبتعدت السيدة اوليفر وهي
تتأبط ذراع صديقتها وتقول: إنني مستعجلة لأن لدي موعد.
قالت صديقتها: اعتقد
انك تورطتي مع تلك المرأة الفظيعة أليس كذلك ؟, أجابت السيدة أوليفر: لقد سألتْني
أغرب الأسئلة لم أكن أعرف عنها شيئاً ولم أكن أرغب بالإجابة لو عرفت, لم تكن من
شأني على أي حال,. قالت الصديقة: أكانت تسألك عن أمر مهم؟ فقالت السيدة أوليفر ,وقد
سمحت لفكرة جديدة أن تدخل رأسها: أحسَبُ أنه أمراً مثيراً. قالت الصديقة اللطيفة: هل
عنوانك في أيتون تيراس أليس كذلك ؟هيا سأوصلك, ,فقالت اوليفر نعم لكن المكان الذي
سأذهب اليه الآن اعتقده وايتفر ايرز مانشنز ؟.
بعد أن فشلت السيدة أوليفر في ملاقاة صديقها هيركيول
بوارو في منزله اضطرت إلى البحث عنه عبر الهاتف وأخذت موعداً معه و انتقلت إليه.
كان بوارو يتساءل أثناء تناوله طعامه ما الذي يدفع
السيدة أوليفر إلى زيارته ؟, وهل أحضرت له مشكلة صعبة ما ؟ ولماذا كانت خائفة في
ما تفعله؟, هل تريد إخباره بوقوع جريمة أخرى ؟, كان يعلم بوارو أن الإحتمالات كلها
موجودة في حالة السيدة أوليفر.
وصلت السيدة أوليفر وحين دخل بوارو الحجرة إستنتج على
الفور أن تشخيصه للقلق كان في محله. ظنت هي أنه سوف يحسبها سخيفة جداً و لكنه إستقبلها
بكل علامات السرور . قالت: أريد أن أسألك
عن أمور وأريد رأيك فيها,لا أدري ربما سأزعجك بعض الشيء, قال بوارو: هذا ما أنا
جاهز لإعطائه لأي شخص, أكملت السيدة أوليفر: لقد استجد شيء ، شيء غريب لا أعرف
ماذا أفعل به .
قال لها: رأيت اليوم في الجريدة أنك كنت تحضَرين
غداءاً للأدبيات, أنا لا أحضر هذه الدعوات أبداً ولم أكن اعتقد أنك تفعلين مثل هذه
الأمور،. قالت: ولن أحضرها من بعد الآن فقد فرحت حتى نقطة معينة ثم جاء بعدها أمر
مزعج جداً. قال السيد بوارو: ألهذا ما جئت لرؤيتي بسببه ؟, قالت: اجل ولكن لا أعرف
السبب فعلاً على الأقل إنني مهتمة بهذا الأمر وإلا لم أكن لأرغب بالقدوم إليك
لأعرف رأيك وما كنت ستفعله لو كنت مكاني؟, لأن الأمر لا علاقة له بك بل أحسبك لا
تهتم لمثل هذه الأمور,. قال السيد بوارو: هل قال لك الناس بعض الأشياء .إنني أعرف
كيف يمكنني أنا هيركيول بوارو أن أتصرف في أي موقف وفى اي وقت لكنني لا أعرف كيف
ستتصرفين أنت رغم معرفتي بك منذ عشرين سنة,
قالت السيدة
أوليفر: الحقيقة أنه جاءت إلي فجأة إمرأة كبيرة تبدو انها مسيطرة, يمكنها أن تسيطر على أي شخص ,
حاصرتني باسئلتها و بدات بحديثها عن إحدى
بناتي بالمعمودية التى لم الاقيها منذ سنين طويلة, أي أنني لم اتتبع
أمورها ، ثم سألتني عن اب و ام الفتاة أكانت أمها التي قتلت أباها أم العكس؟, اعرف
أن ذلك جنوناً لكنها سألت ذلك حقيقة, فقد عُثرعلى ابوي الفتاة وقد أطلق عليهما
النار فوق قمة صخرة كبيرة في كورنوول أو
في كورسيكا اعتقدها منطقة كهذه، كان ذلك صحيحاً و جرى منذ سنوات طويلة, لكن ما استغربه
لماذا تأتي إلي؟. قال بوارو: لا شك أنها ظنت أنك تعلمين كل شيء عن الجرائم ربما
لأنك تكتبين قصصاً عن الجرائم. قالت: من الأفضل أن أخبرك كل شيء عن الأمر ربما لكنه
كان أمراً حقيقياً,. صحيح أنني لا أتذكر كل شيء عنه لكن الحادث انتشر تماماً في
ذلك الوقت وقد كان منذ إثني عشر سنة على الأقل, إنها قضية السيد والليدي رافنز
كروفت, كانا زوجين سعيدين وكان هو كولونيلاً أو جنرالاً, وكانت ترافقه في أسفاره
حيث تنقلا في كل أنحاء العالم, ثم اشتريا ذلك البيت في مكان ما لا أذكر أين. ثم
ظهرت تقارير عن القضية في الصحف, ولا يُعرف إن كان شخص قد قتلهما أم أن أحدهما قتل
الآخر ثم قتل نفسه.وأنا أتذكر أسماء الناس لأنني كنت اعلمهم, الزوجة كانت معي في
المدرسة وكنت اعلمها جيداً فقد كنا صديقتين, وقد انتشرت القصة كثيراً ونُشرت في
الصحف,
وبعد أن استجمعت السيدة أوليفر نفسها قليلاً تمكنت من
إعطاء بوارو تفاصيل جديدة بعض الشيء عما قيل بشأن المسالة. قالت: أظن أن بوسعي
العثور على سيليا, لا أظن أنها تتعاطى المخدرات, إنها فتاة واعية لا غبارعليها
وتصلني منها أخبار وبطاقات في أعياد الميلاد أظنها تعيش في لندن أو ربما تدرس هنا
وهناك. الظاهر أنها غير متزوجة وتريد الزواج بأبن السيدة بيرتن – كوكس, لكن هذه
السيدة لا ترغب أن يتزوج إبنها بسيليا لأن والديها قتل أحدهما الآخر, اعتقد أن الأمر
كذلك, ربما هذه السيدة شديدة التعلق بإبنها لذلك لا تريده أن يتزوج هذه الفتاة,
ربما تظنها ورثت ميولاً للقتل. حقيقة أريد اكتشاف سبب إصرار المرأة على معرفة ذلك,
حسناً أنت تحب اكتشاف الأمور التي لا تستطيع رؤية سبب
لها في البداية لهذا جئت إليكَ, سيكون من الممتع اكتشاف ذلك,. قال: اتعتقدين أن
لدى السيدة بيرتن ما تفضله؟, قالت: أتعني تفضيلها قتل الأم للأب أو قتل الأب للأم ؟.
قال السيد بوارو: حسناً سيدة أوليفر ما الذي تفعله المتشككة لو قرأت ذلك في الصحيفة ؟, أظن أنها تستطيع فعل ثلاثة أمور,
أولاً يمكن لها الإتصال بابنتها بالمعمودية سيليا وتقول لها ما طلبته منها والدة
الشاب الذي سوف تتزوجه, وسوف تعرف إن كانت حقاً سوف تتزوجه بالإضافة إلى رأي
الفتاة بإم الشاب الذي سوف تتزوجه، , ثم
ثانياً الإعتذار من السيدة بيرتن – كوكس على عدم القدرة على مساعدتها اما الأمر
الثالث فهو يتكون من كلمتين (لا شيء).
قالت السيدة أوليفر: اعلم بالضبط أن التصرف المناسب و البسيط
أن لا أفعل شيئاً, , أعرف أنه الفضول البشري لكنني حقيقة أريد أن أعرف لماذا قدِمت
إليَّ تلك المرأة وقالت لي ما قالته. بالنسبة لجريمة القتل التي راح ضحيتها رجل
وزوجته وكانا على وئام تام ولم توجد مؤشرات على وجود شجارات بينهما؟, ألها أي سبب
حسب معلوماتك؟.و لكنه ايضا من الوقاحة أن أخبر سيليا بما تطلبه حماتها المستقبلية
من الناس
قال السيد بوارو: لقد أطلق عليهما النار, من المحتمل أن
يكون ذلك اتفاقاً على الإنتحار وأحسب أن الشرطة اعتقدوا ذلك في البداية. إن لدي
بعض الأصدقاء يمكن لهم الاطلاع على بعض السجلات, ويمكنهم إيصالي إلى بعض المعلومات
التي كتبت في وصف الجريمة.
قالت: وأنا عليَّ التكلم مع سيليا, كانت طفلة ليست صغيرة جدا فربما تعلم شيئاً فالأطفال يعرفون عادة كما تعرف.
قال: ألديك فكرة عن سن الفتاة وقت الجريمة
يا سيدة أوليفر, قالت: ربما كانت في التاسعة أو العاشرة لست متاكدة من ذلك. قال: لكنك تعتقدين أن السيدة بيرتن – كوكس كانت تريد
منك ان تحصلي على المعلومات من الفتاة ذاتها أليس كذلك؟. قالت: ربما علمت الفتاة
شيئاً و قالته للأبن والإبن بدوره قال لوالدته
شيئاً، قال: بل اعتقد أن السيدة بيرتن –
كوكس حاولت التكلم مع الفتاة فلاقت رفضا قاطعا, ورأت أن السيدة أوليفر المعروفة
يمكنها الحصول على المعلومات باعتبارها أماً بالمعمودية للفتاة ول معرفتها الواسعة
بأمور الجرائم, لكن مازلت لا أفهم أهمية علمها بذلك.
قالت: لقد كنت أفكر بالأفيال. دُهش بوارو وتساءل في راسه
ما سبب ذكر الأفيال حاليا فجأة. لكن السيدة أوليفر أكملت: في الحقيقة إنني افكر
بالأسنان والأشياء التي يمكن للمرء أن يتناولها, فإن كانت لديه أسنان إصطناعية فلا
يقدر أكل تلك الأطعمة ، فيجدر على المرء حينها أن يعرف ما يقدر أكله وما لا يقدر .
ثم فكرت بأن أسناننا لا تعدو أن تكون عظاماً فقط وليست قوية كثيرا كاسنان الكلب صاحب
الأسنان القوية العاجية والفقمة, ولا بد أن أفكر بالأفيال عندما اذكر الأسنان
العاجية أليس كذلك ؟, فلها أنياب عاجية كبيرة جدا. وهكذا فكرت بأن ما علينا عمله
هو أن نلجأ إلى أناس كالأفيال, إذ يقال أن الأفيال تتذكر كل شيء, سأخرج لاعثر عن
أناس كنت أعرفهم وكانوا يعرفون ذات الأصدقاء الذين كنت اعلمهم أنا, وأشخاص ربما
عرفوا العائلة بالخارج و اعلمهم أنا أيضاً, وأشخاص سكنوا أو ربما أقاموا في ذات
المكان. إن الأمر صعب ولكن اعتقد أن المرء يقدر الوصول إليه بطريقة أو بأخرى,و ساعثر
عما قيل عن أي علاقة عاطفية للزوج أو الزوجة أو أي أموال يكون أحدهم ورثها.
عثرت السيدة أوليفر على دفتر عناوين قبل خمس اعوام,
وفتشت على العناوين فيه وبعض الأرقام لمالكيها, واتصلت بشخص قال لها أن سيليا كانت
تشتغل عنده, وهي فتاة عظيمة لكنها ذهبت إلى مكان آخر و اخبرها عنوانها, إتصلت و لاقتها
في لندن لكنها لم تتواجد في عنوانها بسبب عملها, ثم رجعت و اتصلت بها و تكلمت معها
ورتبت للقائها. وفي دفتر صغير تحتفظ به دوما وضعت بعض العناوين وأرقام الهواتف التي تحتاجها
وتذكرت بعض الأشخاص الذين سكنوا في نفس المكان.
قدمت سيليا إلى بيت السيدة أوليفر, وعندما لاقتها عرفت
أنها أمام شخصية تعني شيئاً, واحدة من الفتيات التي يكرسن أنفسهن للعنف ويسعين
وراء القضايا ولكنها مثيرة للإهتمام ربما كانت عدوانية وقد تكون صعبة بل ربما تكون
خطيرةو لكنها فتاة مثيرة بالتأكيد. جلست السيدة أوليفر وسيليا في حجرة المكتب
وقالت اعتقد أن هاتفي لك بهذا الشكل يبدو غريباً لك, ساقول لك لماذا اتصلت بك ،
الأمر كله عجيب بعض الشيء, حدث شيء أزعجني عندما كنت في حفلة غداء أدبي وهو مرتبط
بك بطريقة ما, ورأيت أن اقول لك لأنني لم
أكن مرتاحة لما حدث. أخذت السيدة أوليفر نفساً ثم قالت: جاءت الي امرأة لم أكن
أعرفها وتحدثت إلي قائلة: اعتقد أن لك إبنة بالمعمودية إسمها سيليا رافنز كروفت, الحقيقة
أنني صدمت أن تأتي امرأة لتقول لي ذلك فعادة من ياتي الي من النساء تتحدث عن إعجابها
بي وبرواياتي. تساءلت سيليا: ؟ أكانت صديقة لي؟. أكان لديها شيء ضدي قالت السيدة
أوليفر: لا أدري إن كانت صديقة لك و ليس لديها شيء ضدك حسب معلوماتي. ثم قالت سيليا
تحدق بالسيدة أوليفر: لا أفهم ما تهدفين له أنت تشدّين انتباهي, , فقالت السيدة أوليفر:
حسناً ساقول لك أمراً أرجو ألا تغضبي وتزعلى مني, سأخبرك بكل شيء, لقد كان إسم
السيدة بيرتن – كوكس و قالت لي أنك سوف تتزوجين إبنها, وبما أنني أمك بالمعمودية
فقد عولت عليَّ في أن اقول لها معلومات أحصل عليها من سوء أدب لا يمكن مسامحته,
فقد أرادت أن تعلم هل أمك من قتل والدك ثم انتحرت أو العكس ؟ لقد طلبت مني ذلك وهي
لا تعرفني سوى أنني روائية مشهورة, الحقيقة لا اعلم إن كنت أرى غرابة بمجيئها إليَّ
وطلبها ذلك مني لكنني اعتقد أنها امرأة فظة، لكن هل ستتزوجين ولدها, أجابت سيليا:
أوه اجل, لقد فكرنا بالامر, ثم سألت السيدة أوليفر: أتعرفين عن الامر الذي تحدثت
عنه, قالت سيليا : نعم اعلم كل ما يمكن لامريء يعرف اهله أن يعرف.
كنت وقتها في الثانية عشر أو الرابعة عشر, لا أعرف أين
كنت وقتها ربما في سويسرا في المدرسة أو مع صديقة في عطلة المدرسة, ولا أحسب أن
لدي فكرة عن الموضوع لقد اشترى والدي بيتاً في الريف بعد تقاعده و لقد وُجدا على الصخور وقد أطلق عليهما النار وكان
بجانبهما مسدساً لأبي بعدما ذهب ابي في يوم ليمشي رفقة أمي, , كان ابي يمتلك مسدسين في البيت, لم يوجد ما
يثبت أن الأمر كان اتفاقاً على الإنتحار أم أن أحدهما قتل الآخر ثم انتحر, , الحقيقة
أني تساءلت كثيراً لماذا وكيف, لقد جاءا إلى سويسرا وأخرجاني من المدرسة مرة أو
مرتين فقط ,وكان ابي مريضاً أما أمي فكانت قد بدأت تصبح عصبية ، لكن كانت علاقتهما
طيبة لطيفة تماماً .
لا أحسب أن أحداً منهما أراد موت صاحبه لكن إن كان
أحدهما قتل الآخر فاقول أن والدي هو الذي قتل والدتي, ولو أن والدتي هي التي أرادت
القتل لقتلت بطريقة أخرى,. فقالت أوليفر: إذاً قد يكون القاتل شخص ثالث, وسألتها:
من كان يعيش في البيت غير ابويك, أجابت سيليا: لم يكن ليستفيد أحد من موت والديّ
سواي أنا وأخي إدوارد الذي يصغرني بأربع سنوات, ورثنا ما هو موجود من مال ولم يكن
كثيراً لقد عاش في بيتنا .فتاة أجنبية كانت نزيلةٌ لتتعلم الإنكليزية وكانت مربية
لي, فتاة لطيفة جداً عادت لتعتني بأمي التي كانت في المستشفى, ومدبرة المنزل نصف
عمياء ونصف صماء, وعاشت في البيت أيضاً خالة لي لم أكن أحبها, لا اعتقد أن أحداً
من هؤلاء حمل حقد على والديّ,
إعتذرت السيدة أوليفر لطرحها أسئلة كثيره بشأن الموضوع لكن سيليا قالت أنا مغرمة بوالديَّ
كما يغرم أي شخص بوالديه ولكن ليس بشكل جارف, فأنا أفكر في الأمر طوال الوقت
تقريباً وقد بدأ يصبح وسواساً إن كنت تفهمين قصدي, وديزموند يشعر نفس الشيء.إنه أمر
محزن وقد أثار اهتمامي, والسبب أني في عمر أتمنى لو أني كنت أعرف,
ثم بدأ هيركيول برؤية بعض الأشخاص الذين ربما يمكنهم علم
أي شيء عن هذه الجريمة, أولهم كبير المفوضين السيد غاروي وقد كان كبيرا مستقيلا من
عمله لكنه يتذكر أشياءاً معينة, فقد كان المحقق المتولي لقضية رافنز كروفت وهذه الجريمة
لا يسهل نسيانها, فقال بوارو: أتوافقني على إنه كان بها تناقضات وحلول بديلة أو
نقص في الأدلة ، فقال المفتش: كان كل شيء واضحاً
لقد سجلت كل شهادات الحقائق المرئية, لم يكن فيها شيء من ذلك, , فقال بوارو:
ومع ذلك الأمر كله خطأ, فرد المحقق: لم
يكن بيدي عمل أي شيء في هذا الأمر, نظرت إلى القضية من جميع الجهات وتحدثت مع
الناس المسؤولين ولم أجد شيئاً, كان أمامنا صورةٌ للزوجين يكبران, الزوج له سجل
جيد والزوجة محبة ومرحة, وقد كانا على وفاق تام وكانا سعيدين معاً يخرجان في نزهات
ويلعبان الورق والألعاب المنزلية الأخرى, ولهما طفلان لا يسببان لهما القلق, صبي
في مدرسة في إنكلترا والفتاة في مدرسة داخلية في سويسرا, ومن الشهادة الطبية التي
حصلنا عليها علمنا أنهما لم يعانيا من أي خلل صحي مقلق ،وقلت لنفسي لا شك أنهما
اتفقا على الإنتحار,بدا الأمر وكأنه اتفاق على قتل كل منهما الاخر, لكن لا ندري إن
كانت الزوجة هي من قتلت ثم انتحرت أو الزوج هو الذي قتل ثم انتحر, كل هذه الامور
ممكنة ولم نكوّن فكرة واضحة عن كيفية حدوث الأمر, فقد فقد قررا لسبب ما أن الحياة
لم تعد تحتمل بالنسبة لهما, لكن ليس بسبب صعوبات مادية أو صحية. لقد وصلت إلى طريق
مسدود ولم أر غير أنه اتفاق على الإنتحار, ولم أر أن شيئاً حصل غير ذلك.
أنا أعلم عن
حياتهما في إنكلترا بعد التقاعد وأعرف عن الاهل, عموماً لا وجود لدافع مادي ولا علاقة
غرامية أقحمت عليهما حياتهما أو حتى لدافع كراهية, لكنها غابت واختفت عني فترة
طويلة من طفولتها حتى زواجها, و المدة التي عاشاها في الملايو وغيرها من الأماكن,
ربما كانت اصل المأساة هناك ( كانت جدتي تقول للخطايا القديمة ظلال طويلة) وفي ظل
الماضي ليس من السهل إكتشاف أمر كهذا.
أثناء ذلك كانت السيدة أوليفر تبحث عن أحد الفيلة, وقالت
لا بد أن أبدأ بالانسة جوليا فقد سكنت في منطقة قريبة من هامبتن كورت وهي تعلم ذلك
المكان.
ذهبت السيدة أوليفر
لزيارة صاحبتها جوليا وبدأت معها الحديث : لقد رايت إبنتي بالمعمودية سيليا رافنز
كروفت, أتتذكرين تلك العائلة ؟, قالت جوليا : نعم إنهما صاحبا تلك الجريمة المؤسفة
كان أحد أبناء عمومتي يعرفهم تمام المعرفة في الملايو وهو رودي فوستر., وقد ذكر
بالصحف وقتها أنه انتحار مزدوج .
ناقشت المرأتين الموضوع وقالت السيدة جوليا: لقد سمعت
بعض الأمور عن شابة كانت تعاون الجنرال في أعمال المكتب, فقد كان يكتب يومياته عن
حياته العملية في الخارج و اعتقد أن ناشراً كلفه بذلك, وهو كان يقرا عليها تلك
المذكرات. لقد قالوا أنه ربما ارتبطت تلك الشابة بالجنرال بطريقة ما ظن الناس أن
الجنرال أطلق النار على زوجته لأنه أراد الزواج بالفتاة, و لكن لم تحدث أي فضائح
إلا أن المرء لا يدري,. وأظن أنه في الملايو سمعت قصة ما عن تورط الليدي بفتى يصغرها
بسنوات, فقد كانت على جانب كبير من الجمال وكانت تبلغ من العمر الخامس أو السادس والثلاثين من عمرها.
أوه, اتعتقدين أنها جريمة يا جوليا ربما تكون بدافع
الغيرة. قالت جوليا: أوه نعم اعتقد ذلك يا أردياني,فردت أردياني: إذا تعتقدين أن
الزوج هو من أطلق نار المسدس على زوجته ثم على ذاته؟, فقالت جوليا: نعم اقول ذلك, لأن
الزوجة إن أرادت التخلص من زوجها ولا بد أن تمسك حقيبة كبيرة تتسع المسدس ولن
يخرجا في نزهة وتأخذ معها مسدساً في حقيبتها, , لكنك تكتبين روايات عن الجرائم
فربما رأيك احسن . قالت السيدة اوليفر: أنا
أسوء من يتحدث عن الجرائم, لأن رواياتي لا تكون حدثت بالواقع بل أنا أخترع الأمور
فيها , لكن ربما في هذه المسالة تكون الزوجة قالت لك شيئاً لأنك عشت بالقرب منها نوعاً
ما وتعرفين الناس جيداً, أو ربما الجنرال هو من أخبرك شيئاً ما وقتها, فقالت جوليا
:أوه لقد ذكّرني حديثك يا أردياني بشيء ما, إنتظرينى لحظة وسأحاول التذكر.
نعم اعتقد أن الليدي رافنز كروفت اخبرتني شيئاً ذات يوم
وقد تساءلت عما تقصده بقولها (شيئاً ما عن البدء بحياة جديدة ) لا اعلم ... لقد
قالت أنه من الجيد أن تحصل السيدات على دورة ثانية في الحياة, أو ربما حديثا بمعنى
ذلك.
إستمرت السيدة أريادني أوليفر في العثور عن الأفيلة و انتقلت
إلى بيت امرأة عجوز في السبعين من عمرها أو ربما في الثمانين في مدينة سالتيرن
ماينور، وكانت تدعى السيدة ماتشام. كان كلامها في البداية عن اهل السيدة ماتشام
الذين توفوا واحداً تلو الآخر آخرهم أختها, ثم عادوا باحاديثهم إلى الماضي حيث
كانت السيدة ماتشام تعمل كمربية في بيت عائلة بارنابي في بلدة الملايو حيث سكنت
عائلة الجنرال رافنز كروفت. قالت السيدة ماتشام: كان ذلك منذ زمن بعيد جداً, وقد
كنت هناك وقت الحادثة المأساوية للسيد رافنز كروفت والليدي رافنز كروفت.لقد كان
بين العائلتين معرفة ولم يكونا بعيدين عنا,
و اكملت السيدة
ماتشام: لقد قالوا بعض الكلام عنها منذ كانت طفلة في الثانية عشر من عمرها, إنها
أرادت للطفل الذهاب إلى الجنة دون انتظار وآخرين قالوا أنها أخذت الطفل من العربة
وألقته في النهر بدافع الغيرة,, فقالت السيدة اوليفر: هل تقصدين بذلك الليدي رافنز
كروفت، فقالت السيدة ماتشام: بالطبع لا بل أقصد شقيقتها, لا اعلم هل هي أختها أم
أخت الجنرال. كانت في إحدى المستشفيات العقلية لفترة طويلة ، ثم رأوا أنها صارت بحالة
احسن فأخرجوها من المستشفى, وبعد فترة تزوجت رجلا في الجيش وحدثت بينهما مشكلات, و
اعتقد أنها أعيدت إلى المصحة حيث تتعالج هناك بشكل ممتاز وأنها صحت وعادت للعيش مع
شريكها, وبعد فترة مات زوجها من ضغط الدم أو القلب فعادت لتسكن مع أخاها أو أختها
لا ادري أي أخت كانت وبدت مرتاحة لذلك هناك, كانت تحب الأطفال كثيراً, الصبي
الصغير لم يكن في البيت فقد كان في المدرسة اعتقدها البنت الصغيرة, وكانت معها بنت
صغيرة أخرى اتت لتلعب معها في مساء ذلك اليوم , لا أذكر معلومات كثيرة الآن فقد مرت
فترة طويلة على ذلك . البعض قال إنها لم
تكن هي الفاعلة و اعتقدوا أن الممرضة هي التي فعلت لكنها كانت تحبها جدا وحزنت عليها
حزناً كبيرا, لقد أرادت أن تأخذ الأطفال إلى مكان بعيد عن المنزل فلم يكونا بأمان
هناك لكن الناس لم يصدقوا ذلك , ثم حدث ذلك الموضوع ورأوا أنها هي من فعلت ذلك كائناً ما كان إسمها
تلك الأخت.
سألت السيدة أوليفر: ماذا جرى لتلك الأخت سواء أكانت أخت
الليدي أو أخت الجنرال؟, فقالت السيدة ماتشام: لا أدري بالضبط ماذا حدث لها أظن أن
طبيباً أخذها ووضعها في مكان ما ثم عادت إلى إنكلترا في النهاية,.
أكملت السيدة أوليفر رحلة بحثها عن الفيلة و خرجت لزيارة
والدة مارلين السيدة باكل. بدأت السيدة أوليفر: عدنا في حديثنا عن مأساة الجنرال
والليدي رافنز كروفت عندما رأيت أصدقاءاً لي وتحدثنا عن الأيام الماضية. لقد اشتغلت
لديهم يا سيدة باكل أليس كذلك ؟, أجابت
السيدة باكل: لقد كان مأساوياً حدوث ذلك الأمر نعم كنت أذهب إليهم ثلاثة أيام في
الأسبوع,. قالت السيدة أوليفر: أما كنت تزالين تعملين لديهم في ذلك الوقت الذي
حدثت فيه تلك المأساة ؟, أجابت السيدة باكل: لا لقد توقفت عن العمل لديهم قبل شهر
أو شهرين من وقوع الماساة, الجميع اعتقد أنه اتفاقاً على الإنتحار لكني لا اعتقد أن
الإنتحار أمر يمكن ان يقدم عليه من مثل هؤلاء الناس, فقد عاشا سعيدين معاً لكن لم يسكنا
طويلاً في تلك المنطقة وكان بيتهما رائعاً وله حديقة جميلة ., فقد كان يسكنان في
منطقة ما قرب بورنماوث عندما جاءا بداية إلى إنكلترا, ولكن وجدا أن المنطقة بعيدة
إذا ما أرادا الذهاب إلى لندن ولذلك جاءا إلى تشيبنج بارترام ،
الليدي أظن أنها كانت تفتقد حياتها بالخارج فقد كان لها
من الخدم والحفلات المبهجة وكان الجنرال يشعر بتقدم العمر كما يشعر أغلب الناس، .
سألت السيدة أوليفر: ماذا كان سبب الجريمة برأيك ؟ ألم يكن المسدس للجنرال ذاته
كما فهمت؟, أجابت السيدة باكل: قد قال من الأفضل وجود مسدس في البيت نعم كان له,فقالت
السيدة أوليفر: اتعتقدين أن شخصاً آخراً من الخارج ارتكب ذلك؟, فأجابت السيدة باكل:
لا اعلم حقيقة لكني كنت لا أثق بالمزارع الذي عمل عندهم, فلم يكن صيته حيث أنه امضى
وقتاً من عمره في السجن في الماضي, لكن الجنرال أراد إعطاءه فرصة و قَبِل بكتب التوصية
التي أحضرها. قالت السيدة أوليفر: لقد قيل عن وجود قصة فضائحية ما إما عن الجنرال
أو عن الليدي, وقد يكون قتلها ومن ثم قتل نفسه أو أنها هي من قتلته وقتلت نفسها.
قالت السيدة باكل: أعتقد أن هذا هراء وسخف وأن الأمر من فعل شخصٍ خارجي , لعله
واحد من أولئك الأشخاص.
لا أتذكر بالضبط إن كان مكان الإصابة بالرأس أم لا, لوا
أعلم إن كانت الفتاة في سويسرا حينها أو أنها هي التي رأت الجثتين لقد خرج الزوجان
اللطيفان في نزهة لطيفة مساءاً, وهناك كانت جثتهما وقد أطلق النار عليهما,. كان
لهما طفلاً إسمه ادوارد ولكنه لم يكن موجوداً وقت المأساة, وكانت أمه تبالغ
بالعناية به الأمر الذي يزعج الفتية فهم لا يحبون المبالغة,. إنني أرجح المزارع
فريد ويزل, ربما ارتكب خطأ فاحش وكشفه الجنرال فأطلق عليه النار و راته الزوجة
فأطلق عليها النار أيضاً. وكان هناك المعلم الذي لم أرتح له كثيراً،إسمه إيدموند
وقد كان شاباً, لقد رأيت فيه شيئاً من الميوعة أما الجنرال فلم يهتم لأمره كثيرا فقد
أحضروا للطفل معلما لأنه لم ينجح في أحد الإمتحانات في المرحلة الاولى, بقي المدرس
هناك نحو سنة وقد أحبته الليدي, فقد كانت تحب الموسيقى وهو أيضاً كان يحب الموسيقى,
ً . وكانت لليدي رافنز كروفت أختاً أعتقد أنها غير شقيقة لا أتذكر الكثير من
الأشياء عنها وكانت أرملة وتقترض منهما بعض المال وكانت تثير المشاكل بينهما عندما
تأتي, فهي كانت تهوي قول بعض الأمور لإزعاج الآخرين, وكانت تشبه الليدي إلى حد ما,
, لكن أعتقد أن الليدي لم تحبها, لكن تلك الأخت كانت تحب القدوم وكانت تروق للجنرال,
كما كانت تلعب معه الشطرنج وكان يستمتع بذلك فقد كانت امرأة مسلية ،. لقد كرهتها
كثيراً ورأيتها واحدة من مثيرات المشاكل, ولكنها لم تزرهما لفترة قبل وقوع الحادث..
لا أحسب أن أحداً سيعرف الحقيقة أبداً بعد مرور كل هذا الزمن .
ثم قابلت السيدة أوليفر السيد بوارو لإخباره بالتفاصيل
الجديدة التي حصلت عليها. قالت السيدة أوليفر: لقد ظن هؤلاء الناس أنهم عرفوا ما حدث
كانت آرائهم مجرد آراءٍ قالها لهم أشخاص أو سمعوها من خادم أو قريب أو ما شابه
ذلك, وأن الآراء كلها تتوقع أن الجنرال كان يكتب مذكراته عن أيام عمله في الملايو
وكانت لديه فتاة تعمل سكرتيرة له يملي عليها مذكراته, وأنها كانت جميلة, ولا شك
أنه كان بينهما شيء ما, ولكن لم تكن لديهم فعلاً أية أسباب وجيهة لآرائهم تلك,.
أما بالنسبة للنتيجة
التي تُبنى على ذلك فيبدو أن في الرأي اتجاهين مختلفين, الأول, أنه أطلق النار على
زوجته أملاً أن يتزوج الفتاة, وعندما فعل ذلك أصيب بنوبة رعب مما فعله فأطلق النار
على نفسه (تفسير رومنسي) والفكرة الأخرى تعتمد على وجود مدرس كان المدرس شاباً
وسيماً وقد تكون الزوجة أحبته وأقامت علاقة معه, كان يعطي دروساً للإبن الذي مرض وانقطع عن
المدرسة الإبتدائية طوال ستة أشهر، ووكانت الفكرة أن الجنرال أطلق النار على زوجته
ثم عاد في نوبة ندم ليطلق النار على نفسه. جميعها أفكار رومنسية لا يوجد لها دليل.
ورُويت قصة أخرى وهي أن الزوجة كشفت أن الجنرال على علاقة مع معاونته فأطلقت النار
عليه ثم على نفسها, كلها قصص ممكنه لا يوجد أي شيء محدد ومعين ولا أي دليل عليها .
أخبر السيد بوارو الليدي أوليفر عن المعلومات التي وصل
اليها بشأن هذه القضية فقال: لقد كان يعيش في البيت مزارع مزعج وحاد المزاج, وكانت فيه طاهية عجوز
لطيفة لكنها كانت شبه عمياء وشبه صماء
ولكن لا أحد يقول بأن لها علاقة بالجريمة . ولقد فهمت أن الزوجة مرضت, وان كثيراً
من شعرها تساقط فاشترت بعض الباروكات, كانت لديها أربع باروكات على الأقل عُثر
عليها بين أغراضها أظنه كان نوعاً من الحمة, . وقد قالت السيدة كارستيرز التي تبلغ
من العمر سبعة وسبعون عاماً ان مأساتهما مأساة محزنة وأنهما كانا زوجين سعيدين ، وقالت
سيدة أخرى أن الزوج هو من كان مريضاً بالسرطان وكان تعيساً وزوجته أيضاً, فتحدثا
بالأمر وقررا الإنتحار.و اخرى ظنت أن السيدة كان معها سرطاناً فأتت إلى لندن واستشارت
طبيباً وأجرت عملية لكنها عادت إلى البيت تعيسة جداً, وكان زوجها حزيناً جداً
وربما أطلق النار على زوجته ثم على نفسه.
و علمت من مربية كانت لي, تذكرتها من أيام طفولتي و زرتها
وكانت تعرف العائلة تلك وأخبرتني عن مسالة ربما تخص عائلة ثانية ربما تكون قد خلطت
الأمور ببعضها فقد اخبرتني أنه كان هناك فتاة لا تدري أهي أخت الجنرال أو أخت
الليدي وقد كانت تتداوى وتتعالج في مشفى عقلي, وقد فهمت من احاديثهم أنها قتلت
أطفالها ثم اظن أنها عُولجت, وبعدها جاءت لتسكن مع العائلة ، لكنني تساءلت إن كان
في إحدى العائلتين يوجد عرق جنون, بدا لي أنه من المهم متابعة و تتبع هذا الأمر.
ثم قرر بوارو أن يقابل سيليا إبنة الليدي رافنز كروفت و الجنرال, والسيدة بيرتن –
كوكس التي رغبت معرفة حقيقة الموضوع.
قدم الشاب ديزموند (صديق سيليا) ليقابل السيد بوارو, ولم
يكن محب لتصرف امه وقال: هي ليست أمي الحقيقية بل أمي بالتبني.أبي متوفي الآن وأظن
أن أمي سمعت أشياء عندما كانت هناك والآن تذكرتْ ما سمعته وشغلت نفسها به, و نحن
لا نشبه بعضنا, , ونظرتنا للأمور مختلفة ولم يكن من شأنها طرح الأسئلة, فقد حدثت
المأساة منذ سنين طويلة وليس من شأن الأطفال أن يعرفوا فسيليا كانت ما تزال طفلة
لكنها قلقة بسبب كثرة طرح الأسئلة من أمي وكادت تقلقني أيضاً، لقد عرفتُ سيليا منذ
كنا طفلين وأحببنا بعضنا ودائماً كنا على انسجام, فقد كانت العائلة التي أقضي
لديها عطلاتي تسكن بالقرب من عائلة سيليا في الملايو أنا أريد معرفة الحقيقة وسيليا أيضاً تريد معرفة
الحقيقة فهذا الأمر يزعجها، وفي الحقيقة هناك إسمان وهما مادي وإيزيلي ربما يمكنك
سؤالهما.
وأكمل الشاب
ديزموند: كانت تقيم في بيت أهل سيليا عندما كنا طفلين فتاة فرنسية تقدم الخدمة
مقابل تعلم اللغة, وكانت مربية سيليا وكانت تناديها مادي إختصاراً لكلمة
(مادموزيل). أما الأسم الآخر فهو إيزيلي, كانت فتاة من نفس النوع وهي فرنسية أيضاً,
أظنها قدمت بعد سنتين أو ثلاث سنوات من بقاء مادي أحببناها جميعاً وأحبتها العائلة
بما فيهم الجنرال، وبعد أن غادرت عادت مرة أخرى لأن الليدي دخلت المستشفى .وكانت أصغر
من مادي, كانت شابة صغيرة وجميلة ومسلية جداً وقد تعلقنا جميعاً بها,
أكمل السيد بوارو فقال : من تقارير الأطباء
والمحللين النفسيين إلى كيفية توزيع الإرث, ومن تفاصيل التسريحات وباروكات الشعر
ومن استفاد ومن كان يتوقع مالاً ولم يحصل عليه, ومن حصل على المال لم يحصلوا على
شيء مفيد تماماً .
فالباروكات كانت
من شركة يوجين آند روزنتيل في شارع بوند تتقاضى أسعاراً عالية جدا لقد تقاعدت
اثنتان ممن كن يُدرن المحل وكانت الليدي رافنز كروفت على قائمة زبائنهما, وقد
نقلوا مقرهم في ما بعد، نفس الشركة لكنها الآن في محل لبيع الحيوانات المنزلية.. تسكن
روزنتيل في تشيلتنهام وما تزال في ذات مجال العمل تُسمي نفسها مصففة شعر, فهذا الأسم
الجديد لمهنتها ثم تضيف عبارة خبيرة جمال, ذات الشخص لكن بقبعة جديدة .
لقد راجعت لكِ
تاريخ العائلة, كان السيد أليستير رافنز كروفت من أصل إسكوتلاندي وقد تزوج مارغريت
بريستن-غري وكان أبوه رجل دين وكان له عمّان في الجيش ،. ليست في العائلة فضائح
ولكن كانت السيدة مارغريت إحدى التوأمتين ( دورثي و مارغريت ) وكانتا تدعيان بإسم
( دولي ومولي). كانتا نفس الشبه وتزوجتا في نفس الزمن رجلين كانا في الجيش, وكانت مسالة
ما مرتبطة بواحدة منهما, ليس بالليدي رافنز كروفت بل بالثانية, قيل إنها تزوجت شخصا
يدعى الكابتن جارو ورزقت بولدين, الأصغر كان ولدا مات في الرابعة من عمره, قيل إن عربة
صدمته أو أنه أصيب برأسه وسقط في البركة فغرق أو أنه وقع من لعبة أطفال, وقد بدا أن
الشابة وهي الأكبر في الثامنة من عمرها أنها من ارتكبت ذلك بأخيها لأنهما تشاجرا,
وقيل أيضاً إن امرأة تعيش في البيت المجاور هي التي ضربته وقال آخر ربما الأم من
فعلت ذلك لأنها غضبت منه,. وكانت هذه الأخت تقيم معهم في أوفر كليت و ماتت قبل
الحادث بثلاث أسابيع, كانت تمشي أثناء نومها بسبب الادوية المهدئة فتقوم بالليل و تسير
بالبيت, ومرة خرجت من البيت وكانت تدور من على صخرة إلى أن سقطت عن الحجر وماتت
فورا, وحزنت عليها أختها الليدي رافنز كروفت وكانت دهشتها قوية عليها, وقد أدى ذلك
إلى دخولها المستشفى لعدة أيام .
ربما كان الزوج هو من أطلق النار على نفسه لشعوره بالذنب
بطريقة ما بعد ان قتلت الليدي نفسها بسبب
الصلة بينها وبين شقيقتها التوأم, وبعدها تتابعت القصص عن المأساة والأقاويل لكن
بوارو رأى من الارجح أن يقابل إيزيلي و يتكلم معها بالأمر فقد كانت تعيش مع
العائلة وقت حدوث الجريمة, فقد كانت إيزيلي هي المربية لسيليا و و تعلم كل شخص
بالعائلة جيداً, كما أنها تعلم كل شخص عمل هناك.
وبعد ذلك بعث
بوارو مكاتيب إلى كل من سيليا وصديقها ديزموند ليراهم في المنزل الذي وقعت في الجريمة,
ولحقتهما السيدة أوليفر وقد جلبت معها إيزيلي لاظهار الحقيقة لسيليا وصديقها بهدف
جعلهما يتخطيان هذه القصة البائسة ويبدآن حياتهما وقد تركا المواضيع المحزنة.
بدأ السيد بوارو الكلام و قال : سأقرأ عليكم البنود لأرى
إن كنتم أنتم المعنيين بكل هذا الأمر قد ترون أهمية تلك المؤشرات وقد لا ترونها .فلقد
أعددت قائمة بالأشياء التي بدا لي أنها مؤشرات إلى حقيقة ما حدث قبل كل هذه السنين,
قالت سيليا : يريد المرء أن يعلم إن كان الامر انتحاراً
أم جريمة قتل . جلس بوارو على كرسي وأخرج من جيبه ورقة وسأل سيليا: اتظنين أنه كان
انتحاراً أم جريمة قتل, يجب أن يكون واحد من الخيارين صحيحاً ، سأقول لا إنَّ
كلاهما صحيح بل وأكثر من هذين الخيارين هناك ما يدعى إعداماً, لكن سيليا لم تفهم
وبدأ بوارو بتوضيح الأمر. كان لدى الليدي كلب, قيل إنه كان يحب صاحبته ولكن في
الأسابيع القليلة الأخيرة إنقلب عليها أكثر من مرة وعضها بشدة ، لربما عرف هذا الكلب
شيئاً لم نعرفه ولم يعرفه أحد وهو أن هذا الشخص المتواجد يشبه إلى حد كبير صاحبته في الشكل لكنه علم أنه
ليس صاحبته من خلال حاسة الشم.كانت الليدي رافنز كروفت تملك أربع باروكات, ولكن
كانت الباروكة المفضلة لها هي ذات الخصلات الرمادية وفيها أيضاً خصلات ملتوية
صغيرة، وقالت المدبرة التي كانت نصف عمياء وضعيفة السمع أن امرأة تلبس ثياب مولي و
تلبس قبعتها ذات الخصل الملتوية (سيدتها) إختلفت تصرفاتها بالأسابيع القليلة التي
سبقت موتها (وكأنها امرأة أخرى بنفس الباروكة, كأن تقول نفس الرجل بقبعة مختلفة).
فخطر ببالي أنها نفس الباروكة لامرأة اخرى, ان التي كانت
في الأسابيع القليلة التي سبقت المأساة لم تكن الليدي مولي رافنز كروفت بل كانت
شقيقتها التوأم دورثي لكن بثيابِ وباروكة مولي رافنز كروفت والذي جعلني موقن بذلك
أن الكلب عرف أنها امرأة اخرى لم تكن التي تعود عليها لذلك انقلب عليها وكان يهاجمها,
. كان هذا سهل الحدوث فقد كانتا توأمتين وكان لهما شَبهٌ كبير ببعضهما, فقد أحبتا
بعضهما بكل صدق لكن بعض النفور بدأ يبان بينهما إلا أن مارغريت استمرت في تعلقها
بإختها دورثي لكن دورثي لم تعد متعلقة بمارغريت بأي شكل. لقد كانت دورثي ترى أن شقيقتها
رغم التشابه الخلقي في ما بينهما إلا أنه ليس لها عقل وجسم سليمين, و الادهى ان
السيد أليستير رافنز كروفت وقع في هيام دورثي(دولي) وهو شاب ثم تحول هذا العشق الى
الأخت مارغريت ( مولي) ثم تزوج بها, ولا شك أن غيرة وقعت عندها و بدا ذلك النفور
بين الشقيقتين,.
أكمل السيد بوارو: كانت دورثي غير صحيحة عقلياً بسبب
جيناتها الوراثية, وقد دخلت مشفى عقلياً لأكثر من مرة و تعالجت وبدا عليها التحسن
فخرجت لتكمل حياتها العادية, وسافرت إلى الملايو في وقت كانت عائلة أختها مستقرة
هناك. وكانت تأتي كثيراً للإقامة مع أختها مارغريت, ولما عاد الجنرال رافنز كروفت
إلى الوطن انتكست وأعيدت إلى مصح عقلي مرة
أخرى, وبعد مدة قيل إنها تعالجت ويمكنها الرجوع إلى حياتها الطبيعية, وقد صدّقت ذلك
مارغريت و رضيت بعودتها للإقامة معهما رغم أن الجنرال لم يحبذ ذلك فهو لم يصدق أنها
تعافت تماماً.
لقد قتلت دورثي أختها التوأم مارغريت الآن سأقول لكم
تحليلي لهذا الموضوع, , لقد كان ذلك الهوس الكامن من الكراهية والسخط تجاه أختٍ
بدا لها أنها أغرت الشاب الذي أحبته دولي وأقنعته بالزواج منها فقد سارتا معاً على
الجرف الصخري ذات يوم وقامت دورثي بدفع مارغريت من فوق الجرف., الكراهية والغيرة
والرغبة بالقتل كلها ظهرت إلى السطح وسيطرت عليها. و اعتقد أن شخصاً واحداً كان
متواجداً أثناء وقوع الجريمة و عرف بكل ذلك و اعتقد انه أنت يا آنسة إيزيلي.
قالت إيزيلي : كان الجنرال والليدي رافنز كروفت قلقان
على دولي وبالأخص عندما شاهدا محاولتها لإذاء إبنهما إدوارد الصغير, , حينها ذهبنا
أنا وسيليا إلى المنزل الذي أقامته في سويسرا وأشرفتُ على استقرار سيليا هناك ثم
عدت إلى هنا, لذا تمت إعادته إلى المدرسة وبعد أن خلا المنزل من الأطفال بقينا أنا
والجنرال والتوأماتان مارغريت ودورثي نعم كنت هناك وقت وقوع الجريمة وعلمت كل ذلك,.
وبعد ذلك حدث الأمر, بدت بحالة عصبية غريبة, دخلت وجلست إلى طاولة الشاي بعدما خرجت
الشقيقتان معاً ثم عادت دورثي بمفردها, وعندها لاحظ الجنرال أن يدها اليمنى مغطاة
بالدماء, سألها إن كانت قد وقعت لكنها قالت جرحتني أشواك شجر الورد لقد كانت عبارة
غبية لانه لم تكن على الطريق أشجار ورد, ونهض الجنرال يبحث عن مارغريت وهو يقول لا
بد أن شيئاً غير صحيح قد حصل أنا واثق أنه قد حدث لمولي شيء ، لا بد أن مارغريت قد
حدث لها شيء, , وخرجت أنا في أثره وقد وجدناها على نتوء صخري تحت الجرف, لم تكن
ميتة لكنها نزفت دماً كثيراً ولم نجرؤ على تحريكها كانت قد ضربت بصخرة وبالحجارة, ,
ولكنها قالت وهي تشهق: نعم إنها دولي ولكن لا تجعلها تعاني مقابل ذلك لم تكن تعرف
سواي يا أليستر, لم تكن تعرف ماذا تفعل, أرجوك خبأني بمكان حيث لا تستطيع الشرطة
أن تجد جثتي,, إنك ستنقذها ولن تدع الشرطة تعتقلها أطلبُ منك هذا الشيء من الشخص
الذي طالما أحببته أكثر من أي شيء،, أنا أعلم أنني أموت الآن, وطلبتْ هذا الشيء
مني وكانت تقول: أرجوكي ساعدي دولي . أنا أعلم يا إيزيلي أنك أحببتني وأحببت
الأطفال ولطالما اعتنيتي بي, وبعدها بعشر دقائق ماتت وحملتها أنا والجنرال لمسافة
أبعد إلى آخر الجرف وغطيناها قدر استطاعتنا كان يجب علينا أن نتسلق لنعود فلم تكن
توجد طريق تؤدي إلى هناك وكان كل ما يقوله الجنرال: لا أدري كيف أفعل ذلك, كيف يمكنني
أن أنقذها من جريمة قتل أختها .و لكني وعدتها ويجب أن أوفي بوعدي
عدنا إلى البيت وكانت دولي خائفة يقتلها الرعب لكنها بدا
عليها شيئاً من الرضا وقالت: كنت ملكي أنا وقد حملتك على الزواج منها لكنني الآن خائفة لقد عرفت منذ سنين طويلة أن
مولي كانت شريرة وقد أخذتك مني يا ألستير, لا يمكن أن أحتجز مرة أخرى ., ما الذي
سيفعلونه بي ؟ ماذا سيقولون ؟
و بعدها اتفقنا على القول بأن مولي هي من كانت تمشي في نومها
فوقعت عن حافة الجرف الصخري مما أدى إلى مقتلها, وقد تمكنا من ذلك.بعد ان تقمصت
دودوثي شخصية مولي بعد موتها أخذتُ دولي
إلى منزل صغير فارغ لعدة أيام ثم أذاع الجنرال أن أخت زوجته قد سقطت عن الجرف وأدى
ذلك وفاتها وأن مولي في المستشفى أثر تاثرها بعد اكتشافها أن شقيقتها تمشي أثناء
نومها, ثم ارجعنا دولي إلى البيت بعد عدة أيام على أنها مولي وقد ارتدت اشيائها
الخاصة ، وكانت الأختان متقاربتان في الشكل إلى حد كبير وكان صوتهما متشابهاً
الأمر الذي جعل الكل يصدق أنها مولي, وأنها تتصرف بغرابة ملاحظه بعض الشيء بسبب تاثرها
على اختها .
و ثم رتب الجنرال لي يوماً لأعود إلى سويسرا أخبرني
الجنرال بما عزم على فعله وبما عليَّ فعله,حيث قال لي: لا أحد سيدري أن دولي هي
التي ارتكبت الجريمة - كي يفي بوعده لمولي- وأن الأطفال لن يعلموا أبداً أن لهم
خالة قاتلة, ما سيعلمونه حادث مؤسف وهو أن خالتهم تمشي اثناء نومها و سقطت عن جرف
صخري, , , ودولي يجب أن يتم إيقاف حياتها بسبب ما فعلته لأنها إن بقيت بقرب الأطفال
فإنها ستحصد المزيد من الأرواح المسكينة التعيسة, إنها لا تصلح للعيش. وستوضع مولي
في قبر تحت إسم دورثي سأعيش بضعة أسابيع هنا مع دورثي حياة هادئة وهي تمثل دور
زوجتي, ثم بعدها ستقع مأساة أخرى ف سأدفع حياتي ثمناً,, سيعلم الجميع أننا أنا
ومولي انتحرنا ولديها بصمات على مسدسي لأنها كانت تمسكه الأسبوع الماضي وستكون لي
أيضاً بصمات عليه. وذلك بسبب اقتناعها بإصابتها بالسرطان أو أنني أنا الذي ظن ذلك,
لذلك سأطلق عليها النار ثم على نفسي, لا بد من تنفيذ العدالة, لقد أحببت كليهما,
أحببت مولي أكثر من حياتي وأحببت دولي لأنني كنت أشفق عليها جدا بسبب ما كُتب
عليها من قدر .
قالت سيليا: كانت خالتي غير لطيفة فقد كنت
أخاف منها عندما كنت طفلة, لكنني لم أعلم السبب, لكني سأحاول أن أشعر بالأسف
عليها,ورغم أن والدي أرادني أن لا أعلم بشأنها, لو كنت مكانه لما أردت لإبنتي أن
تعلم لأن الكبار يريدون دائماً إبعاد الأطفال عن مثل هذه الأمور لإبقائهم في أمان أنا
سعيدة بمعرفة هذه الأمور, أشعرالآن براحة وكأن
عبئاً ثقيلاً قد أزيح عني. أما والداي فلم أعد قلقة بشأنهما فقد أحبّا بعضهما حباً
كبيرا وأحبا أيضاً دولي المسكينة البائسة.
ثم فجأة قال ديزموند: سأقول لك شيئاً واحداً,
نحن فقط من نعلم بالحقيقة وأن والدتي لن تعلم شيئاً عنها, إنها ليست أمي الحقيقية
وهي ليست بالشخص الذي يمكن ائتمانه على سر من هذا النوع .أظن أنه من الأفضل أن
نتزوج الآن وبأسرع وقت يا سيليا
بعدها قال بوارو لديزموند: أود أن أخبرك إن كنت لا تعرف,
ولا أجد من مانع لإخبارك بأنك سترث من المرأة التي كانت أمك الحقيقية مبلغاً
كبيراً جداً من المال عندما تبلغ الخامسة والعشرين من عمرك أظن أن أمك بالتبني
كانت حريصة على الدخول بينك وبين سيليا, ربما تكون ورثت عن أمها أو أبيها شيئاً من
الخصائص الفظيعة. . قال ديزموند: , لقد فكرت أن أترك كل مالي لأمي ولكن بما أننا
سوف نتزوج (أنا وسيليا) فإنني بالطبع سأترك مالي لزوجتي المستقبلية, أنا أعرف أن أمي
تحب جدا المال وأنا أقرضها بعض المال الآن, لكنها قالت أن أرى محامياً فمن الخطير
أني وقد بلغت الحادية والعشرين أن أبقى دون وصية ولكن في النهاية هي التي تبنتي وقامت بتربيتي
وفعلت كل ذلك لي, لا بد أن أترك لها بعضاً من مالي إن توفر لي القدر الكافي منه
وسيكون الباقي لي أنا وسيليا, وسنكون سعيدين معاً, وصحيح أنني لم أحب الطريقة التي
حاولت فيها أمي أن تقلبني على سيليا, لكن ربما تبرر ذلك بأنها تريد مصلحتي, صحيح
أنه ستكون أمور تحزننا بين حين وآخر لكننا لن نقلق بعد الآن .
قالت إيزيلي: آه يا سيليا العزيزة, أظن أنني لم أسبب أي
أذى فيما فعلته أتمنى أن تغفري لي,. ذهبت إليها سيليا واحتضنتها وقالت: من الرائع
أني رأيتك لم تسببي الأذى لأي أحد فقد كنت أحبك جداً, وقال ديزموند: أنا أيضاً أحببتك
عندما كنت طفلاً فقد كان لديك بعض الألعاب المسليه والممتعة التي كنت تلعبينها معنا .
ثم شكرت سيليا السيدة أوليفر التي كانت لطيفة جدا جدا ,
وشكرت بوارو و خرجت مع ديزموند. وقالت إيزيلي, هل سيتعين عليك إخبار أحد بالقصة يا سيد بوارو, فقال السيد بوارو: يوجد
شخص واحد قد اقول له بذلك, ضابط بوليس لم يعد في الخدمة في الوقت الحالي . وقالت
السيدة أوليفر: إنها قصة رهيبة .
سار بوارو إلى حيث كانت تقف إيزيلي وهي تراقب المشهد أمامها
وقال لها: هل تلومينني الآن على إقناعك بمجيئك إلى هذا المكان وفعل ما فعتله ؟,
فأجابته : ابدا لقد كنت على حق أنا سعيدة ،, لقد كان والديّ سيليا عاشقان وعاشا
بسعادة وتوفيا أيضاً عاشقين, ربما كانت فعلته خطأ لكني لا ألومه, كان تصرفه شجاعاً
وكان لا يستطيع تحمل العيش بعد موت زوجته.اما هذان الشابان عظيمان وقد أحبا بعضهما
البعض, وأظنهما سيكونان من الآن فصاعداً مرتاحين وسيتخطيان حقيقة الأمر بعد أن
عرفا الحقيقة.
في النهاية قالت السيدة أوليفر: اننا بشر - لحسن الحظ -
والبشر ينسون!.يمكن للأفيال فقط أن تتذكر,
النهاية.
تعليقات
إرسال تعليق