القائمة الرئيسية

الصفحات

تلخيص رواي الزنبقة السوداء - الكسندر دومان الإبن - اعداد واشراف -رجاء حمدان





تلخيص رواية 

 الزنبقة السوداء - الكسندر دومان الإبن 
 إعداد وإشراف - رجاء حمدان




 عام الف و ستمئة و اثنان و سبعون في بلدة صغيرة بهولندا , كان يعيش رجل ينعم بسعادة عارمة ، في العالم قلة هم السعداء بين البشر وكان السيد كورنيليوس فان بيرل واحداً من هؤلاء القلة. بدأ كورنيليوس الشغل فاشتغل بالطب إلا انه ترك المهنة بعد موت ابيه ، كان قد سبق لابيه أن كسب مالا وفيرا من التجارة , وحين قارب على الوفاة قال لإبنه كورنيليوس: ( عش سعيداً، فالعمل في المكتب طيلة النهار ليس بحياة سعيدة . لا تكن تاجرا مثلي أو رجل سياسة مثل كورنيليوس دي ويت، فلا شك أن اخرته ستكون وخيمة . كن سعيداً و عش هادئا قبل كل شيء). لذا ظل في المنزل الكبير , لم يكن يعلم كيف يقضي وقته، فراح يزرع الزنبق حيث كانت تقدم العديد من المكافات لمن يستنبت أنواعاً مبتكرة من الزنبق في أي لون أو شكل . إستنبت ثلاث اشكال مختلفة من الزنابق، الأولى (1) : اعطاها اسم جين على إسم والدته ، والثانية (2) : اعطاها اسم فان بيرل على إسم والده ، والثالثة (3) : اعطاها اسم كورنيليوس دي ويت على إسم صاحب ابيه. كان لفان بيرل جارٌ معدم الحال يدعى إسحق بوكستل وهو يحب ان يزرع الزنبق , لكنه خاف أن تكون حديقة جاره الثري أجمل من حديقته فسلط قطتين عليها فتسبب بتكسر وروده جميعها . لم يكن فان بيرل يعرف أن جاره هو من ارسل القطط الى حديقته فوضع حارساً للحديقة كي يحمي الورود من القطط .
 تم الإعلان عن مكافاة كبيرة بقيمة مئة ألف غليدر لمن يزرع زنبقة سوداء ليس فيها لون ثاني بدأ فان بيرل بزرع زنبقة سوداء، فزرع واحدة بلون أحمر غامق و استخرج منها واحدة بنية اللون و حاز في العام الذي يليه على واحدة بنية غامقة . لم يقدر جاره بوكستل أن يزرع سوى زنبقة واحدة بلونٍ بني فاتح، فبدأ يتتبع فان وهو يعالج ويستنبت زنبقاته ويمزج لونا مع لون ثاني وتوقف عن الزراعة , وكان كلما راقبه يزداد حقده عليه. زار فان صاحب ابيه كورنيليوس دي ويت في شهر يناير من عام 1672, وأراد دي ويت ان يجلس وحيدا مع فان للتحدث معه , فأخذه فان إلى حجرة البذور ثم فتح صندوقاً كبيراً متروسا بالبصيلات و البذور في هذا الوقت كان بوكستل ينظر الى فان بالمنظار ورأى كورنيليوس , الذي كان له علاقة بالحكومة ، عند فان , ورأى أن كورنيليوس قال لفان عدة جمل وأعطاه مجموعة من الوثائق المربوطة . لم يفهم بوكستل سر الجمل التي قيلت لكنه أدرك أن هذه وثائق مهمة وربما تتعلق بالحكومة ، ثم رأى بوكستل أن فان قد خباها في الصندوق مع بذور الزنبق , ثم صافح كورنيليوس فان وخرجا سوية من الحجرة . 
كانت تلك الوثائق عبارة عن رسائل إلى ملك فرنسا ، ولكن لأهميتها لم يقول ل فان محتواها فخبّأها فان إلى حين ياخذها كورينليوس أو أي شخص ثان ياتي من جانبه . سُجن كورينليوس دي ويت و شقيقه في عام 1672 بسبب بعثه رسائل إلى ملك فرنسا , واجتمع الرجال أمام الحبس يهتفون و يطالبون بقتلهم . كان كورنيليوس متعبا وعندما علم بأمر الجموع الذين يريدون قتلهم قال : لقد اخذت تلك الرسائل و خباتها مع فان بيرل الذي يقنط في دورت وهو بريء لا يعرف شيئا عن الرسائل , ولسوف يودع في السجن او يقتل ، لذا قام جون أخو كورنيليوس بارسال رسالة إلى فان بيرل كالتالي: ((عزيزي فان بيرل ... أرجو ان تتخلص من الرسائل التي أعطيتك إياها بالحرق دون النظر إليها أذ انك تُعرِّض حياتك للخطر بالإطلاع إلى محتواها. فقم بإحراقها فتنقذ نفسك وسمعة كورنيليوس وجون دي ويت)) كورنيليوس دي ويت 20 آب (أغسطس) 1672 و بعثها مع خادمه كريك، ثم هرب الأخوين دي ويت من الباب الخلفي بعد أن قامت ابنة حارس السجن بفتحه لهما حيث كانت عربتهما في الانتظار ، وأهداها الكتاب الذي كان معه ، إلا أنهما للأسف لم يقدرا على الهرب فقد ماتا عند بوابة البلدة التي تم اقفالها حيث اجتمع الرجال عليهما و ذبحاهما. وصل الخادم كريك إلى منزل فان بيرل و سلمه رسالة سيده وطلب منه قراءتها فورا، ولكن قبل أن يقرأها جاء شرطي وستة جنود إلى بيته وأخذوا الرسائل غصبا عنه ، وفان المسكين لم يكن يدري ما هو مضمون الرسائل لذلك لم يكن يعرف أنه سوف يذهب مع الضابط إلى الحبس في هايغ ، لكنه ذهب معه. كان جاره الحقود بوكستل هو الذي بلغ الشرطة عن مكان الرسائل لأنه كان يتابع فان بيرل عندما اعطاه كورنيليوس دي ويت الرسائل، في هذه اللحظة كان فان قد أخذ بصيلات الزنبقة السوداء التي زرعها في جيب معطفه .

 وبعد أن خرج من البيت مع الشرطي والجنود وحل الظلام اغلق الخادم المنزل , وتسلل بوكستل إلى منزل فان بيرل وخلع شباك حجرة البذور ثم تسلل وفتش صندوق البذور فلم يلاقي البذور التي تم استنباتها ، وقال لنفسه : إذن اصطحبهم معه فان بيرل إلى هايغ , إذن ساتبعه الى هايغ . في منتصف الليل جاء الشرطي مع فان إلى الحبس واقتاده حارس الحبس الى الحجرة التي كان بها الأخوين دي ويت بعد أن عرف أنه كان صاحبا لهما ، وعندما جاء الصباح و جانب الشباك كانت جثتي الأخوين دي ويت تنزل من فوق شجرة . صرخ فان من صدمة المفاجأة التى رآها حتى اتاه حارس السجن وقال له :إن هذا ما يحدث للذين يرسلون رسائل ليس لهم الحق في كتابتها وهكذا سيحدث للذين يتركون تلك الرسائل معهم أخرج فان بيرل الورقة من معطفه و حدق إلى بصيلاته , وهكذا عرف أن كل عمله قد ذهب سدى ولأنه في الحبس و الحبس ليس به اشعة شمس و لا تربة فكيف يمكن له أن يستنبت زنبقته السوداء؟ . 

 في المساء وقع حارس الحبس وكُسرت يده ، عاونه فان وحين شاهدت روزا إبنة الحارس التى تسكن مع والدها في نزل الحراس ما عمله فان من أجل ابيها وأنه كم هو ابيض القلب قالت له : إن محاكمتك في الغد والقاضي سيأمر باعدامك ,لذلك أهرب الان و استغل الفرصة فابي مريض. رفض فان بيرل الهروب وقال لها سيقولون أنك هربتني ثم إنني لم افعل أي ذنب لذا لن اهرب طلبت روزا منه ان لا يقول لابيها أنها تكلمت معه كي لا يمنعها من المجيء إلى الحبس والتحدث معه مرة ثانية. وبعد وقوفه أمام المحكمة حُكم على فان بالاعدام شنقا حتى الموت , في ذات يوم المحاكمة كانت روزا إبنة حارس الحبس تبكي وقالت : آه يا سيدي .. هل من شيء اقدر فعله لأجلك؟ . قبض فان بيرل يدها وقال لها أنت احسن شيء في العالم ,لكنني لن أقول أكثر لأنني في القريب العاجل ساغادر هذا العالم ، ولكن اطلب منك شيئاً واحداً وهو أن تستنبتي هذه البذور ، هناك مئة ألف غيلدر ستكون مكافاة ل من يزرع زنبقة سوداء ، استنبتيها وستكون المائة ألف غيلدر مكافاة لك حين تتزوجين بفتى ودود يحبك بقدر ما أحب الزنابق، وحين تزرعين الزنبقة السوداء اطلقي عليها اسمك وأسمي (روزا بيرل) فقامت روزا بتسليمه الكتاب وقالت : إن هذا الكتاب لصاحبك كورينليوس دي ويت أكتب عليه ما اردت , أنا لا اجيد القراءة لكن باستطاعتي أن أطلب من أي شخص ان يقراه لي . فكتب كورينليوس فان بيرل ما يلي : (( في هذا اليوم الخامس والعشرين من آب/ اغسطس 1672 اهدي روزا ثلاث بذور ستنتج على ما اظن زنبقة سوداء في أيار / مايو الاتي , وقد خصص زارعو الورود في هايغ هدية قيمتها مائة ألف غيلدر من اجل ذلك ورغبتي أن يقدم هذا المال لروزا عندما تتزوج بفتى ودود يقاربني بالعمر يحبها وتحبه . كما اريد أن يُطلق على هذه الزنبقة إسمي وإسمها معاً اي اسم روزا بيرل أتمنى لها السعادة والعمر الطويل كورينليوس فان بيرل)) ثم قال لها مضمون الرسالة فقالت إنها ستنفذ كل ما طلبه منها ما عدا الزواج ، وبعد ذلك جاء الشرطي ليصطحبه إلى ساحة الحبس كي يقطع رأسه . 

كان هناك بوكستل الذي طلب من الشرطي أن يأخذ جثة فان بيرل بعد قتله لانه اعتقد أن فان ما زال يخبا البذور في معطفه حتى النهاية , ودفع مائة غيلدر للشرطي. تم إخراج فان إلى المكان الذي سيعدم فيه فصلى وركع ، اما بوكستيل فقد كان ينتظر بفارغ الصبر حتى يتم الاعدام ويحصل على البذور، لكن فجأة جاء خبر بالغاء الاعدام!! و الحكم عليه بالسجن مدى الحياة ، حينها ارتاح فان وقال لذاته ستبقى روزا والزنابق السوداء الثلاثة . لم يكن يفكر بموته , كل ما كان يشغل باله هو الزنابق وروزا وشعرها الاشقر، لكنه وإن تم الغاء حكم الإعدام إلا أنه سيتم نقله إلى سجنٍ ثاني ولن تكون روزا الى جانبه. أما بوكستل فكان يتتبع مراسم نقل فان بالعربة إلى حبس ثان بغضب كبير بعد خيبة أمله تلك . في الحبس الثاني كانت بعض الطيور تذهب إلى دورت ثم ترجع إلى حيث هو محبوس فأرسل مع الحمامتين برقيتين للخادمة في منزله و إحداهما إلى روزا. أخذت الخادمة الرسالتين ثم راحت الى روزا و سلمتها رسالتها , وبعد عدة أيام سمع فان صوتاً طالما عشقه كان صوت روزا، انبهر و سر كثيرا لكنه أخفض صوته لأن روزا قالت له أن ابوها قريب فقد نُقل للعمل بهذا الحبس . شعر بفرحة عارمة لأنها طلبت نقل ايوها إلى حيث هو كي تلتقيه كل يوم , فسألها هل تعشقينني ياعزيزتي روزا ، إلا أن والدها أتى قبل أن تجيب . عادت روزا لملاقاته في الساعة التاسعة مساءاً بعد أن نام ابوها ، كان فان بيرل يحس بفرحة عارمة لرؤيتها و التكلم معها ، قالت له روزا أنها لم تقرأ رسالته وقالت له: لكن ربما تريد بذورك فقال لها :إنني أريدك أنت. 

أحضرت له رملا من حديقة الحبس ليستنبت بها بذرة وزرعت هي يذرة ثانية في الحديقة أمام شباك حجرتها وأبقت الأخرى في مكان امن حتى إذا فشل استنبات الأخرتين، وقالت له ساحرسها و اراقبها بحذر شديد من كل المخاطر , فقال لها جيدٌ لأن القطط و الفئران تخرب الزهور وأيضاً الإنسان قد يدخل الحبس لسرقة غيلدر واحد فكيف يفعل لسرقة مائة الف غيلدر. تتابعت الأيام على فان في الحبس دون ان يشعر بقسوتها , فقط كان يكفيه أن ترى عيناه روزا أو أن يتكلم معها حتى ينسى أين هو . قام فان بتدريس روزا القراءة وكانت تتعلم بحماس ، وفي يوم أتت إليه في وقت متاخر و قالت له عن شخص إسمه جاكوب جاء لرؤية الحبس ومعاينته ، فقال لها فان بيرل لعله يتتبع السجناء أو أنه يريد الزواج بك فقالت لا إنه بقرابة الخمسين من عمره كما انه بشع إكتشف حارس الحبس أن فان بيرل لديه الصحن الذي استنبت به الزنبقة فأخذه منه وحطم البذرة ، ولكن بعد فترة اتت روزا و قالت له ان ابوها سيسمح له بزراعة الزنبقة بعد أن اقنعته بأن المحبوسين يتعلقون بأي شيء يساعدهم على تمضية الوقت في الحبس . علم بذلك أيضاً الرجل الذي أصبح صاحبا لابو روزا وهو جاكوب، وبدأ يسأل هل هذه البذرة الوحيدة معه وهل هي غالية إلى هذه الدرجة ، ثم قال ربما لديه ثلاث بذرات فان زارعي الزنبق عادة يستنبتون ثلاث بصيلات . 

 تفاجأت و اندهشت روزا من اهتمامه الزائد بالبصيلات و من أسئلته التي حيرتها , بالإضافة لاصرار حارس السجن على تفتيش ثياب فان, لذلك قالت روزا لفان بما قاله جاكوب ، فقال لها فان يبدو أنه سارق يريد سرقة البذور ، ألم تقولي لي من قبل أنك لمحته بين الأشجار و لحقك عندما أحضرت الرمال لزراعة زنبقتك !. ثم طلب منها أن تفعل كل جهدها في أن تجعل هذا الرجل يتتبعها فتذهب إلى حيث زرعت البذرة وتوهمه أنها تضعها في التربة وتختفي و تنظر من بعيد ، وطلب منها أنه إذا عرف ابوها أو جاكوب أن البذور تخصه أن تمتنع عن المجيء لملاقاته رغم أنه سيكون بائسا لفقدها لأنه يعرف أنه ليس له أحد في العالم سواها. لم تأتِ روزا لملاقاته ومرض بسبب عدم رؤيتها ، أخيراً اتت روزا و قالت له أن بصيلاته بخير فقال لها إنني لم اتعب بسبب الزنبقة بل بسبب عدم رؤيتك و عدم مجيئك ، كانت روزا تعتقد أن فان بيرل يحب بذور الزنبقة أكثر من أي شيء آخر في الدنيا ، ثم قالت به أن جاكوب لم يأتِ الا من اجل سرقة الزنبقة ، لكن زنبقته ما زالت بمكان امن وهي موضوعة في إناء حجري على شباك حجرة روزا لذا لا يستطيع أحد اخذها من هناك كانت هذه الأخبار تسعد فان كثيراً وكان دائم السؤال عن بذوره حتى جعل روزا تغار منها وقالت له : لن آتي لمقابلتك إلا إذا توقفت عن ذكر أي شيء عن بصيلاتك ، إبتسم لها و قال لها بأنه يحبها هي ولا يحب سواها . رغم أن روزا أقنعت ابوها بأن السجناء يتعلقون بأي شيء لقضاء الوقت بالحبس بسرعة ,إلا أنه ذهب هو وأربعة رجال بحثاً عن البصيلة وأراد تحطيمها لكنه لم يجدها لأنها كانت في حجرة روزا وقد قاربت أن تتفتح اوراقها . في المساء جاءت روزا بأخبار سعيدة عن بذور الزنبقة وأنها نمت وتفتحت قليلاً ولونها قرابة الأسود، ادكن من البني الغامق ولكن بعد يومين أو ثلاثة ستتأكد من أن الزنبقة سوداء . 

كان الإنتظار طويلا و صعبا على روزا، ثم رجعت في وقت متأخر من الليل و قالت له أنها تحتاج إلى ليلتين كي تتفتح لكن لونها أسود قاتم كالفحم او كالليل. طلب منها فان أن تبعث رسالة إلى زارعي الزنابق في هارلم كي تقول لهم بأمرها وأن تبقى حذرة من أن تُسرق الزنبقة لأن قيمتها مئة ألف غيلدر، فقالت له أن هناك شاباً يعشقها وهي تستطيع أن تأمنه كي يبعث الرسالة لها . كانت تريد روزا أن تثير غيرته من ذلك الحديث حتى ترى في بريق عينيه مقدار قيمتها في قلبه ، ثم كتبت رسالة إلى رئيس زارعي الزنابق كي تقول له بأمر الزنبقة السوداء. (( الرئيس فان هريس، رئيس زارعي الأزهار في هارلم . حضرة الرئيس... إن الزنبقة السوداء على وشك ان تتفتح ربما تتفتح خلال عشر دقائق و بينما تتفتح سابعث مكتوبا لكم أطلب منكم الحضور لجلبها من سجن لوفستين . أنا ابنة حارس السجن غريفوس وهذا ما يحول بيني و بين إحضار الزنبقة إليكم . اريد أن تسمى الزنبقة روزا بيرل . ها قد تفتحت الآن! إنها سوداء يمكنك المجيء يا حضرة الرئيس . روزا غريفوس...)) أعطت روزا المكتوب إلى رالف الذي سيبعثها إلى هارلم وعادت إلى حجرتها فوجدت أن الزنبقة قد اختفت، وذهبت لتقول ذلك ل فان بيرل ،ف جن جنونه وطلب منها أن تاخذ مفاتيح ابوها وتفتح له الباب كي يلتقط سارقِّ الزنبقة الذي كان متأكداً من أنه بوكستل ، إلا أن ابوها اكتشف أمرها هذا !!. رحل بوكستل إلى هارلم ومعه الزنبقة ، لكن روزا أصرت على أن ترجع الزنبقة وإلا لن تقدر على رؤية فان بيرل مرة أخرى . خرجت على حصانٍ وفي اثناء مشيعا قابلت رالف وأكمل معها الطريق، وقابلت رئيس زارعي الورود في هارلم و قالت له عن الزنبقة السوداء و أخبرته باوصاف و شكل الشخص الذي تظن أنه هو الذي سرقها , قال لها أنه السيد بوكستل فقالت بالتاكيد انه هو وقد أتى وجعل من نفسه صاحبا لابي ، ونعت نفسه اسم جوكب . لم يقدر الرئيس أن يصدق حديثها ، فقالت له إن جاء هذا الشخص و ظهر أنه جوكب ستكون زنبقتي... إنها لي , وإن جاء ولم أتعرف عليه لن أقول اي شيء !!!! وافعل بي ما تريد وأنت شريفٌ بالتأكيد ولن تمنح المكافاة لمن لا يستحقها، وأنا كذلك شريفة ولن آخذ مكافاة ليست من حقي. في هذه اللحظة جاء الأمير وولج الى بيت الرئيس وسأل عن الزنبقة فقال له الرئيس عن أمر هذه الزنبقة و حكاية البنت التي تقول أنها لها، فقال الأمير, وهو أمير هولندا ، أريد أن اتحدث مع هذه الفتاة وسوف اقضي بالأمر . كانت روزا مصرة على تاكيد أن الزنبقة لها ، وقالت كل شيء بكل أمانة وأخبرت الرئيس أن الله سيساعدها على تاكيد أن الزنبقة لها وأنها سُرقت منها ، حتى لو اضطرت للوقوف أمام الأمير، وهناك شك الأمير أنه لمحها من قبل وأنه قد سمع هذا الصوت من قبل . سأل رئيس زارعي الزنابق روزا : هل تحبين الورود؟ فأجابت اجل ، ثم سألها هل أنت من زرعت الزنبقة ؟ هنا قالت له هل اقدر أن أتحدث إليك كرجل شريف ؟ فقال نعم وقال الأمير بالتاكيد . قالت روزا الحقيقة وهي أنها لا تعلم شيئا عن استنبات الزنابق وأنها قبل ثلاثة أشهر لم تكن سوى بنت لا تجيد حتى القراءة ولا الكتابة ، وأن من زرع الزهرة هو سجين حزين في حبس لوفستين .

 برز الإستغراب على وجه الأمير عندما سمع عن مكان الحبس الذي يوجد به سجين وهو من استنبت الزهرة ، فقد اصبح يتذكر مَنْ هذه الفتاة، وأخبرته بقية الحكاية وما حدث في الأشهر الثلاثة الفائتة، وذكرت كيف سُرقت الزهرة وعن تتبع هذا الرجل لها و تتبعه لها إلى أن سَرق الزنبقة و جاء بها إلى هارلم . فقال الأمير لروزا وهل تتكلمين مع سجين وأنك تعرفت عليه فقط منذ ثلاثة اشهر!!!!، وهل أنت من طلبت نقل ابوك إلى لوفستين، كان الأمير نفسه هو من طلبت منه روزا نقل ابوها ، ثم أكمل تتكلمين إليه كل يوم , ألم يُمنع التحدث إلى المحبوسين، كانت روزا خائفة وقالت اجل يُمنع لكنني تكلمت معه وهو من أعطاني البصيلات , استنبت واحدة في إناء في حجرته لكن أبي كان قاسياً و حطمها وقمت أنا باستنبات الثانية و اهتممت بها وجعلتها بحجرتي كي لا تُسرق. بعد هذا الحديث جاء بوكستل ومعه الزهرة، وعندما سمعت روزا صوته صرخت قائلة إنه هو إنه جاكوب قبل أن تشاهده , إن هذه الوردة لي . إخترع بوكستل حكاية أنه ذهب إلى لوفستين و رغب في طلب يد البنت وأنه أخبرها وأخبر ابوها بشأن الزنبقة , وقال لها إنه يأمل أن يمنح مكافاة المئة الف غيلدر لأنها ستساعده على الزواج، لكن الفتاة طمعت بالمكافاة فسرقت الزنبقة ووضعتها في حجرتها وأخبرت الجميع أنها لها , لكنني قدرت ان استعيدها وأتيت بها إلى هنا، لقد خططتْ لذلك مع عشيقها المحبوس، إنه سَجِين خطير يتآمر ضد الحكومة وهو صديق للأخوين دي ويت .

 صرخت روزا وهي تلقي نفسها على قدمي الأمير وتقول : أوه! يا لهذا الكذاب! إنه كاذب !!. ظن الأمير أن روزا غير صادقة وأنها مذنبة ، لكنه شعر بالأسف عليها وهي مرتمية على رجليه فقال لها : أخطأتي كثيراً يا ابنتي، ربما قادك حبيبك إلى الإثم، أنت شابة تتميزين بصدق التفكير ولا يمكنني ان اصدق أنك مذنبة دون سواكِ. فصرخت روزا : سيدي! سيدي! لم يفعل كورينليوس فان بيرل أي ذنب ، لا شيء أبداً . قال الأمير: تقصدين أنه لم يريد منك سرقة الزنبقة ؟ قالت : بل لم يفعل أي خطأ يدخله الحبس , لقد دخل السجن لأنه خبا الرسائل التي ارسلها الأخوين دي ويت لملك فرنسا وهو لا يعلم مضمونها ، قال الأمير إنك كدت تفعلين خطأ لكن ليس الخطأ خطأك إنما ذنب فان بيرل الذي خطط ضد الحكومة , ونجد الآن أنه سارق كذلك ، أما أنت يا سيد بوكستل ، لا تخف فسوف نفعل ما يصح بشأن زنبقتك . حينها التفت روزا إلى بوكستل وسألت هل الوردة لك ؟ فأجابها اجل ، سألت وكم بصيلة ؟ قال بعد مدة لل تفكير إنها ثلاثة ، سألت وأين البصيلات الثانية؟ قال إن إحداها لم تنمو، والأخرى هي هذه الوردة ، فقالت والثالثة أين هي ؟ فأجاب إنها بالبيت في دورت ، فصرخت روزا إن هذا الرجل يكذب . إن البصيلة الأولى سحقها ابي في حجرة السجين، والثانية هي التي استنبتها بنفسي ها هي وقد سرقها , أما الثالثة إنها هنا بحوزتي لقد ظلت كما هي في الورقة التي وضعها بها فان بيرل عندما أخذه الشرطي من منزله . قال بوكستل: يا سيدي ربما اخذت الفتاة البصيلة كما سرقت الوردة . لم يجبه الأمير وكان يحدق في الزنبقة بدقة ، وفي تلك اللحظة كانت روزا تقرأ الرسالة التي كانت بها البصيلة ثم صرخت وقدمت الورقة إلى الأمير، وقالت يا سيدي اقراها أعطى الأمير البصيلة إلى رئيس زارعي الورود وأخذ الورقة وقرأها فتالم حتى كاد يُسقط الورقة إلى الاسفل . 

 كانت تلك الصفحة منزوعة من الكتاب الذي ارسله كورينليوس دي ويت مع كريك مساعده كرسالة إلى فان بيرل وكانت الرسالة كالتالي : (( عزيزي فان بيرل ... أرجو ان تتخلص من الرسائل باحراقها دون النظر إلى محتواها إذ تعرضك للخطر إذا اطلعت على محتواها , فبادر بإحراقها فتنقذ نفسك وإسم كورينليوس وجون دي ويت . كورينليوس دي ويت 20 آب ( أغسطس ) 1672)) اكدت هذه الورقة على أمرين , اكدت أن فان بيرل لم يكن يعرف مضمون الرسائل ولم يضع خططاً ضد الحكومة , كما اكدت أنه صاحب الزنبقة وأن روزا تقول الصدق. كان الأمير يفكر بالماضي وبالخطأ الذي اقترفه حين ترك الشعب يقتلون الأخوين دي ويت ، ثم نظر وقال : اخرج يا سيد بوكستل سأفعل الشيء الملائم ، والتفت إلى رئيس زارعي الأزهار وقال له اعتن بهذه الزنبقة وهذه الفتاة ، الوداع!! خرج من المكان . عاد بوكستل إلى الحانة وكان يرتعد من الرعب, تُرى ماذا كان بتلك القصاصة التي أعطتها روزا للأمير، أما روزا فتوجهت إلى الزهرة وراحت تقبل أوراقها وتقول آه يا إلهي الشكر لك إذ جعلت فان بيرل طيب القلب يعلمني القراءة . بقيت روزا في بيت رئيس زارعي الزهور عدة أيام ، ثم قام الأمير بدعوتها إلى دار البلدة , وهناك دار بينهما كلام فقد سألها عن ابوها وعن فان بيرل , فقالت له أنها لا تحب ابوها لأنه شرير وقوي مع المحبوسين وبالأخص مع فان بيرل , وأنها تحب فان بيرل من المرة الاولى رأته بها ، وإنْ كان سيعيش ويموت في الحبس فسوف تساعده على الحياة والموت , و قالت له أنها ستكون مرتاحة إذا كانت زوجة فان بيرل لكنها تأمل أن يعاونها الأمير بعد أن قرأ مكتوب الأخوين دي ويت والتي تأكد أنه لا يعرف مضمون الرسائل التي كانت في منزله. .

 كتب الأمير رسالة و بعثها مع الشرطي فان ديكن إلى لوفستين وقال له إقرأها على مسؤول الحبس وتأكد من تنفيذ ما فيها . إنطلق الضابط كي يبعث الرسالة ، أما الأمير فقال لروزا : إن عيد الزنبقة يوم الأحد القادم أي بعد ثلاثة أيام ، وأعطاها خمسمئة غيلدر وطلب منها أن تلبس زي العروس . بينما في حبس لوفستين لم يكن غريفوس يعرف أن ابنته قد خرجت , ولكن عندما اكتشف ذلك راح يقول اسوا الكلمات ل فان , لكن فان لم يكن بمقدوره قول شيء لأنه كان حزينا و مكتئبا على روزا وعلى ضياع وردته ، ثم ذهب غريفوس إلى صديقه جاكوب ولكنه لم يلاقيه . كان فان بيرل يفكر بالفرار من السجن وكان أيضاً يفكر في كتابة مكتوب إلى روزا لكنه لا يعرف حتى أين هي , وحتى أن غريفوس أخذ منه القلم و الورقة و في اليوم الثالث على رحيل روزا جاء غريفوس إلى فان بيرل ممسكا ب عصا كبيرة وكان عازماً على الشر, والذي زاد من غضبه عندما سمع فان بيرل ينشد : أنا زهرة إبنة النار! تدور الدنيا دون أن تفنى أنا ابنة الماء والهواء طفلة السماء و الارض قدماي مغروستان بالأرض الطيبة وأرفع وجهي إلى السماء روحي اتت من الجنة وقت ولادتي وتعود إلى الجنة حين وفاتي . كان غريفوس ينظر إلى فان وكان مصرا على قتله ، في هذه اللحظة أتى الضابط وأخذ فان بيرل برفقته . كان فان بيرل يعتقد أنه سيُقتل رمياً بالرصاص فقال إنها النهاية لن اقدر ان أهب إسمي لا لكتابٍ ولا لطفل ولا لزهرة ، إن هذه هي الأشياء التي يذكر بها المرء، كان فان بيرل متحيرا إلى أين ستأخذونني هل ستذبحوني في قريتي ، لكن الضابط لم ينبس بكلمة وأخذه خارج الحبس وانطلقت العربة .

 لم يكن فان بيرل يعلم إلى أين هو ذاهب وكان يسأل الشرطي لكن الشرطي امتنع عن الإجابة , ثم في اليوم الذي يليه وصلت العربة إلى هارلم . كان اليوم الخامس عشر من مايو / أيار يوماً جميلا في هارلم ,عيد الزنبقة , وفي ذلك اليوم كان له ميزة خاصة فقد كانت توجد زنبقة سوداء. كانت الساحة مكشوفة وتم تجهيز كل شيء , وحضرالأمير لكي يعطي مكافاة المائة ألف غيلدر إلى زارع الزنبقة السوداء . كان أول المتواجدين رئيس زارعي الزهور، وكان من خلفه أعضاءٌ آخرون من لجنة مستنبتي الزهور والعلماء والقضاة والضباط , ووسط أولئك كلهم حُملت الزنبقة السوداء ، وكان الشعب يهتف كلما أطل أحد من اولئك العظماء كان بوكستل متواجداً وكان يعتقد أنه سيحصل على النقود بمجرد حضور الأمير ويقول لقد اعطيتها اسم زنبقة بوكستل السوداء ، إلا أنه كان يخاف أن يرى بين الحشد وجه روزا غريفوس، ثم تم جلب فان بيرل إلى هارلم و مشى من المكان الذي يقيمون فيه عيد الزنبقة ، ورأى الحشد الكبير ورأى الورود , وأراد رؤية الزنبقة السوداء عن كثب وكان يترجى الشرطي ليسمح له بالنزول و رؤية الزنبقة ، لكن الضابط رفض ولم يقبل فاستسلم فان بيرل لأوامر الشرطي كي لا يتسبب له بالمتاعب ,وفي هذه اللحظة مرت عربة الأمير بالقرب من العربة التي فيها فان بيرل فقال الضابط الأمير أن فان بيرل يرغب بالنزول من العربة لوقت قصير،حينها صرخ فان بيرل : سيدي أريد مشاهدة الزنبقة السوداء وبعد أن اشاهدها سأكون جاهزاً للموت . التفت الأمير إلى فان بيرل و قال ل الضابط : أليس هذا هو المحبوس الذي تسبب بمتاعب عدة في لوفستين و أراد أن يقتل حارس الحبس ، عندما سمع فان بيرل تلك الكلمات ياس جدا فقد كان يعرف الأميرعنه كل شيء ، ثم قال للشرطي إسمح له بالنزول و رؤية الزنبقة إنها تستحق المشاهدة . 

صاح فان بيرل أشكرك سيدي أشكرك و كان على وشك السقوط أرضاً فأسنده الضابط . ثم وصل الأمير إلى مكانه وجلس على كرسيٍّ مرصع بالذهب بالقرب من الزنبقة ، ثم اقتاد الجنود فان بيرل إلى مكان الزنبقة السوداء ، كانت مدهشة المنظر واصطف حواليها عدد من الفتيات، لكن فان بيرل كان يحس بالياس وتذكر زنبقته التي سرقت , ثم نظر حوله ليرى من الذي زرع هذه الزنبقة , خلال ذلك كان بوكستيل يقف وعينيه على كيس النقود وينتظر بشوقٍ أن يسلمه الأمير المال . وقف الأمير وكان على جانبيه فان بيرل وروزا وقد لبست ثياب العروس،و امامه وقف بوكستل نظر الأمير إلى ثلاثتهم ثم قال الأمير بهدوء واتزان وكان يستمع إليه خمسون ألف شخص : تعلمون لماذا اجتمعنا هنا اليوم , من أجل اعطاء مكافاة مقدارها مائة ألف غيلدر لمن يقدر على زرع زنبقة سوداء , وها قد زرعت الزنبقة السوداء وهي رائعة , وإسم مستنبتها و زارعها سوف يُدون في سجل الشرف الخاص بهذه البلدة , والآن فليتقدم صاحب الزنبقة . أسرع بوكستل إلى الأمام وكان يبعد الحشود من أمامه ثم تقدم الشرطي الذي كان مسؤولاً عن روزا يصطحبها إلى الأمام، إحمرَّ وجه بوكستل غضباً و صرخ فان بيرل فرحاً : روزا روزا ! . ثم قال الأمير: هذه الزنبقة لك ، أليس كذلك يا ابنتي ؟ قالت روزا : نعم يا سيدي، قال فان بيرل (( آه! هل لم تعد تذكرني ؟ لقد أحببتها، لكنها نسيتني)) صاح بوكستل : لقد خسرت كل شيء. تابع الأمير قائلاً : اعطي هذه الزنبقة إسم زنبقة روزا بيرل السوداء ، اذ سوف يطلق على هذه الفتاة مستقبلاً إسم روزا بيرل . إندفع فان بيرل فامسك الأمير يد روزا و شبكها في يد فان بيرل . 

في تلك اللحظة وقع بوكستل على الأرض، لقد خابت كل آماله , رفعوه لكنه كان ميتاً حتى النفس الاخير ، ورغم ذلك استمر عيد الزنبقة . علا صوت الموسيقى ، وخرج مستنبتو الأزهار واللوردات والقضاة والعلماء من الساحة , وخرجت معهم فان بيرل و روزا يمسكان أيدي بعضهما. وصلوا إلى دار المدينة وكانت مكافاة المائة ألف غيلدر هناك و بقربها وضعت الزنبقة فقال الأمير: لا أعلم لمن سامنح المكافأة ، فقد استنبت أنت يا فان البذرة وروزا هي التى زرعتها و اعتنت بها ، فقال فان بيرل لكنني سأهدي الجائزة لروزا ليس لأنها زرعت الزنبقة و اعتنت بها وحسب ، بل لشجاعتها و امانتها , ثم التفت الأمير إلى فان بيرل وكان ملتقطا بيده بالورقة الممزقة من رسالة كورينليوس دي ويت وقال له : عليك أن تشكر روزا ليس لأنها زرعت الزنبقة وحسب , بل كذلك لتاكيدها بأنك لا بد أن تخرج من الحبس ، فقد أدخلتَ الحبس لخطا لم ترتكبه , وسيعاد إليك منزلك و اراضيك و اموالك . لقد كنت صديقاً للأخوين دي ويت وتمت تسميتك على اسم كورينليوس دي ويت ، فحافظ على احترام الأسم , فالأخوين دي ويت كانا رجلين رائعين وقد قتلا أثناء غضب جمهوري، إن بلدهما هولندا فخورة بهما . ركع الحبيبان أمام الأمير الذي قال بحزن : آه , أنتما الآن فرحان أكثر من أميركما ، فأنا أحلم بقوة هولندا وأنتما تحلمان بزينتها وعظمتها الحقيقية التي تكمن بجمال أزهارها . تزوج كورينليوس فان بيرل بروزا ورزقا بولدين وبكثيرٍ من الزنابق الرائعة. أما غريفوس العجوز، فقد اهتم و اعتنى بالزنابق كما يحرس حارس الحبس سجنائه ، فاصطفت الأزهار في صفوف عريضة متماثلة فيما كان يروح ذهابا و ايابا يسقيها الماء , ولم تجرؤ بعد ذلك أي هرة من المشي الى جانب حديقة غريفوس . وفوق باب البيت حيث عاش كورينليوس فان بيرل وروزا كُتب : (( حق السعادة لمن عانى الكثير 


                                               النهاية
تفاعل :

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق